http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/06/فتوى14.mp3الجواب : قطعاً ، اسمع مني شيء قليلاً أربطه بأصلٍ وبعد أن أربطه بأصل سيأتي الصيام ، الصيام ترك صحيح ؟ ماذا يعني ترك ؟ أن تترك شهوتك تترك شرابك ، أنا أسألكم الترك عمل ؟ ، الخبيئة التي بين رجل وبين الله فيما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ، طبعا هذه الخبيئة ليست فقط في أمة محمد الخبيئة في كل الأمم النبي قص علينا قصة من كان قبلنا قال : ثلاثة كانوا يمشون في الطريق فآواهم المبيت إلى الغار فدخلوا الغار فدحرجت صخرة فغلَقت الباب ، لا يوجد خروج معنى لا يوجد خروج معناه أن هناك هلاك فقالوا : وهذه حقائق كانت معروفة عند من كان من قبلنا ، قالوا: لن ينجيكم إلا عملكم كل منكم يسأل الله بخبيئته كل واحد يقول خبيئته فواحد من الثلاثة قال: يا رب كانت لي ابنة عم وكنت أحبها كما يحب الرجال النساء ، يعني كانت في نفسي فاحتاجت إلى عشرين دينار فراودتها عن نفسها لك عشرين دينار ولكن أريد منك الفاحشة ، قال : فلما جلست منها موقع جلوس الرجل بالمرأة قالت : يا هذا اتق الله لا تفضَ الخَاتمَ إلا بحقه ، يعني تريدني ، تزوجني ، يعني أترك الزنا وتزوجني قال : فارتعدت فقمت ، فاللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا من أجلك ففرج عنا ما نحن فيه قال : فانزاحت الصخرة قليلا باقي الثاني والثالث كل واحد ذكر شيئاً ، هذا ماذا عمل ؟ ترك هذا ترك لكن ترك بإخلاص ، يعني الطالب بالجامعة اليوم الذي يقول : يا رب أنا أغض بصري من أجلك فإذا سأل ربه بهذه الخبيئة كان بينه وبين ربه خبيئة يقول : يا رب لي خبيئة بيني وبينك أن لا أنظر لعورة طبعاً هذه خبيئة صعبة أن لا أنظر لعورة فإذا رفع يديه وقال يا رب الله سيستجيب له ، لذا علماءنا علمونا أصلاً ، وهذا الأصل مهم أن الترك عبادة { قال ربي إن قومي اتخذوا هذا القران مهجوراً } ، هجران القرآن الله قال عنه : اتخاذ ، قال ربي إنَّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ، فلما كان ترك قراءة القرآن والعمل بالقرآن والتدبر بالقرآن الله جعل الترك عملاً ، فالترك يحتاج لنية ، والترك الله يعاقب عليه ، يعني علماءنا يقولون : عندنا طبيب وشخص ينزف والطبيب يستطيع أن يُعالجه ولم يصنع له شيئا يقف ينظر إلى المريض ولم يعالج فترك مداواته ، علماءنا يقولون : هذا قاتل ، طبيب قاتل ، الطبيب لم يعمل شيئاً الطبيب ترك الإسعاف ، فالترك في شرعنا عملُ ، فترك الطعام والشراب عمل ، وهذا العمل يحتاج لنية ، والنبي صلى الله عليه وسلم عبر عن هذا بقوله : [ لا صيام لمن لم يبيت النية من الليل] ، طبعاً النية في شرعنا عمل قلبي ، تذكرون عندما تكلمنا عن الإخلاص ، الإخلاص هو النية الصادقة ، النية التي يحبها الله قلنا ما هو الإخلاص ؟ قلنا : أن يتجه قلبك إلى ربك ، أن يُخلَاتجاه القلب للرب جل في علاه ، فأنت إذا نمت تأخرت قليلاً شربت تأخرت قليلاً أو وضعت كوب ماء على جنبك هذا نية ، يعني لا يلزم من النية النطق أنا وإياكم كنا إن شاء ننوي أن نصوم إلى العيد فمتى رفض العبد النية فمثلاً أن يكون مريض طرأ على العبد مرض فقطع نية الصوم فأكل ، فلا بد من استحضار النية من جديد ، فإذا كانت النية موجودة من قديم فيكفي فيها عمل القلب ، ولا يلزم نطق اللسان ، لا صلة بين النية وبين اللسان ، لا يوجد صلة بين النية واللسان ، فأنت مجرد أن تتعشى قبل أن تنام ، تستيقظ على السحور تشرب لك كأساً من الماء ، لا أريد أن أقول تشرب سيجارة لأنه بعض الناس يعني نيته في الصوم يشرب سيجارة بعض الناس هكذا ، فأي عمل تنويه بأن تأكل في الوقت الذي يؤذن لك بالأكل فهذه نية ، وهذه النية تُجزئ والله تعالى أعلم لكن لا بد من النية ، والله تعالى أعلم .
⬅⬅ المجلس الثاني من مجالس الوعظ في شهر رمضان 1437 هجري ، 2016 – 6 – 7 ميلادي.
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التصنيف: النية
السؤال الخامس أخ يسأل يقول شيخنا تظهر حملات لمقاطعة السلع والمحروقات…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/AUD-20170213-WA0091.mp3الجواب : مسألةُ اْلمقاطعة ليست جديدة مسألةٌ قديمةٌ ، وأوّل من ثوّرهَا واستخدمها كسلاحٍ ضدّ اْلكفار : ( غاندي ) في اْلهند ، هو الّذي أشهرَهَا ،وكان لعلمائنا رحمهم الله تعالى بمناسباتٍ عديدةٍ ولا سيّما إفراد اْليهود ببعض المصانع والتّجارة في بعض السّلع كان لهم كلامٌ ،واْلكلام في (المقاطعة) يجب أنْ يكون بعدلٍ وبحقٍّ ،وأنا أظنّ أنّ جلّ من يتكلّم في هذه المسألة لا يضبطها .
( اْلمقاطعة) قائمةٌ على أصلٍ معروفٍ عند العلماء، وهو : ( إنّ التَّركَ فعلٌ ) ، وهذا له أمثلةٌ كثيرةٌ ،وله أدلّةٌ كثيرةٌ من اْلكتاب والسّنّة، منها :
قول الله عز وجل :{ قَالَ رَبِّي إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا اْلقُرْآنَ مَهْجُورًا } ،فتركُ قراءة اْلقرآن قال الله عنه اتّخاذًا ، وهذا يدلّ أنّ التّرك فعلٌ .
والنّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال : أيما أهل عرصة بات]فيهم امرئٌ جائعٌ فقد برئت منهم ذمَّةُ اللهِ” ، فتبرأ ذمّة الله بترك الإطعام .
فالتّرك فعلٌ عند العلماء ،هذه نقطةٌ مهمّةٌ .
فموضوع (اْلمقاطعة) من ناحيةٍ شرعيّةٍ له أصل .
الأمر الآخر إذا وُجد في قلب المؤمن حلاوةُ الإيمان ،ويحبّ لله ،ويبغض لله ،وله غيْرةٌ على أوامر الله عزّ وجلّ فهو تحصيل حاصل يوالي الولاية التّامة لْلمؤمنين ويترك اْلكافرين .
يعني عدوٌ يفتكُ بك ، ويسلب أرضكَ ومقدّساتك ، ويطعمك شيئًا يضرّك ، أويسقيك شيئًا يضرّك، وأنت ما تستطيع أن تترك هذا الشيء الذي يضر أيّ خيرٍ فيك أنت وهذا حالك؟
يعني أمرٌ يضرّك ،يأخذ مالكَ ،وينفقه على تقويةِ من يذبحكَ ويذبح إخوانك، أيّ خيرٍ فيك في هذه اْلحالة ؟
هذه مسألةٌ ما تحتاج إلى قيل وقال ، تحتاج إلى توفيقٍ من الله عزّوجل .
لو دخلت سوقًا فاستصْلحت رجلاً فرأيته صالحًا وآخر سيّئًا، فقلت : أنا أشتري من هذا الرّجل الصّالح إن ربحَ وكسب سيتصدّق ويزكّي،وهذا ما يزكّي لك أجر .
لذا ينبغي أنْ نفرّق بين ( اْلمقاطعة ) وبين التّداعي لمحاربة بعض اْلجهات ، ولذا ( اْلمقاطعة ) في أصلها مشروعةٌ ، لكن تطبيقاتها اْلعمليّة هي الّتي تكون منبوذة ، أو التّداعي لمحاربة جهة ما هذا ممنوع ، وإذا جاءت فلا بدّ من أولياءِ الأمور من الحكّام أو اْلعلماء يقرّرون بيقين أنّ هذا فيه ضر ،وأنّ (اْلمقاطعة) تكونُ فيه مصلحة ،وهذه اْلمصلحة اْلعامة ، والمصلحة العامة مقدّمةٌ على اْلمصلحة الخاصة ، و ما شابه .
فاْلكلام عن (اْلمقاطعة) ينبغي أنْ يكون بعدلٍ ،وينبغي أنْ يصدر من اْلجهات تتّقي الله عزّوجل ،وينبغي أنْ نفرّق بين انسانٍ يُقاطع، وبين التّداعي لصنيعِ (اْلمقاطعة)، أحيانًا في تداعي لصنيع (اْلمقاطعة) أشبه ما يكون باْلخروج على أولياءِ الأمور في بعض اْلمسائل ،فوضعُ الأشياء في أماكنِها من الأمورِ اْلمهمّة .
والصّراع اْلمعروف مع اْليهود قديمًا جعل بعضُ أئمّتنا اْلكبار تكلّموا في (المقاطعة) ،وأُسمعكم كلامًا نقلته في حواشي بعض كُتبي للشّيخ محبّ الدّين الخطيب رحمه الله في مجلّته اْلبديعة الّتي تسمّى : (اْلفتح)،نسمعُ كلام الشّيخ : محبّ الدّين الخطيب في موضوع (اْلمقاطعة) :
قراءة أخونا أبو فياض :
قال الإمام محمد تقيّ الدّين في كتابه : (سبيل الرشاد في هدي خير العباد) :
يجبُ علينا أنْ نفكّر كثيرًا في هذا النّوع من اْلعقاب الّذي عاقب به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هؤلاء الثّلاثة ، فإنّه عقابٌ صارمٌ شديدٌ .
قال شيخنا مشهور حسن حفظه الله في تعليقه على هذا : ( هو هجرٌ إيجابيٌّ زاجر ) .
مداخلة الشيخ : القصة عن الثّلاثة الذين خلّفوا في تبوك .
تكملة الكلام : ويدخل فيه في نظري وتقديري (اْلمقاطعة الإقتصاديّة) لْلبلاد الّتي تسيئ للإسلام واْلمسلمين )،فإنّ ( التّرك فعل ) على الرّاجح عند الأصوليّين، شريطة التّأثير الّذي يقدّره أهل الخبرة ،فاْلمقاطعة معقولةُ المعنى ،و استخدامها مشروعٌ بل مطلوبٌ فيما ينفع المسلمين ،أو يرفع الأذى عنهم ،أو إنْ ترتّب عليها زوالُ المنكر أوْ تنقيصهُ ،ولعلّه تصل لْلوجوب لا سيّما إنْ كان أولياء الأمور يأذنون بذلك .
وصرّح بمشروعيّة هذه الصورة فضيلة اْلعلّامة الشّيخ عبدالعزيز بن باز،واللّجنة الدّائمة للإفتاء ترى ذلك في “فتاواها” (فتوى رقم 21776)، .
ووجدتُ كلمةً جيّدةً للعلّامة السّلفي محبِّ الدّين الخطيب كتبها في افتتاحيّة العدد(175) من مجلّته القيّمة (الفتح ) بتأريخ 16.جمادي الآخرة 1348 –الموافق 28.نوفمبر1929 .
مداخلة الشيخ : 48 احتلال فلسطين ، كانت الأجواء احتلال فلسطين ، وكان اليهودُ يحاولوا أنْ يبدأُوا بفرضِ سطوتِهِم الاقتصادية على بلادِ المسلمين .
تكملة الكلام : وهي بعنوان : ( اْلمقاطعة أمضى سلاحٍ بأيدي عرب فلسطين ) ، وممّا قال فيها :
( اْلمقاطعة ) عنوان الرّجولة والحزم ،و الأمّة الّتي تثبتُ على ( مقاطعةِ ) من يسيئ إليها تُشعر الأممَ كلّها بالحُرمة لها، وفي مقدمة من يحترمها أعداؤها ، و ( باْلمقاطعة ) تَعرف الأمّة مواطن ضعفِها ،وتنتبه إلى ما ينقُصها في صناعاتها وتجارَاتها ،فالصّنف من أصناف اْلحاجيّات،إذا كان لا يستحضرهُ من مصادره غير اْليهود ،فإنّ اْلعرب سيشعرون بحاجتهِم إلى من يتقدّم منهم لاستحضارهِ من مصادره ،فيعظُم إقبالُ اْلوطنيّين على بضاعة أخيهم اْلوطنيّ الّذي يأتيهم بما لا يوجد منه إلاّ عند أعدائهم ،وبذلك يسدُّ حاجتهم ، و يستفيد من إقبالِهم على سلعتهِ ، و (اْلمقاطعة) ستنبّه الأمّة إلى ما هو أعظم من ذلك ،فبعدَ أنْ يكون اْلمتّجرون باْلكبريت مثلاً من اْليهود دون غيرهم يُبادر إلى الاتّجار بهذا الصّنف تجارٌ من اْلعرب ،ثمّ تخطو الأمّة خطوةً أخرى ،فتؤسّس مصنعاً وطنيًّا لْلكبريت ، ومتى تقدّمت الأمّة خطوات متعدّدةٍ في سبيل الاستقلال الاقتصاديّ؛ كان لها من ذلك شهودٌ عدولٌ على كفاءتها للاستقلال اْلقومي والسّياسيّ .
وقبل أن تكون ( اْلمقاطعة) طريقًا إلى الاستقلال الاقتصاديّ والسّياسيّ ، فهي طريقٌ إلى النّضوج الأخلاقيّ ؛لأنّ الأمّة الّتي تشعر بحاجتِها في صناعَاتها وتجارَاتها إلى الاستعانةِ بأعدائها يتأصّل في نفوس أبنائها اعتقادٌ بضعفها وفاقَتِها ،وهذا الشّعور مَدرجةُ انحطاطٍ في الأخلاق،ونقصٌ في عزّة النّفس ،ويأسٌ من بلوغ الأمل ،وفضلاً عن هذا وذاك فإنّ الأمّة الّتي قطعتْ على نفسها عهدَ ( اْلمقاطعة ) تتعفّف بطبيعة الحال عن كثيرٍ من اْلكماليّات الّتي لا تجدها إلّا في أيدي أعدائها ،وأسمّي هذا النّوع باْلكماليّات من باب التّساهل ، وإلاّ فإنّ الغرب إنّما غزا الشّرق ثمّ فتحه منذ تمكّن من تعويد الشّرقيين والشّرقيّات استعمال هذه الكماليّات ، فقام على أموال الشّرق القليلة بناء ثروةِ الغرب اْلعظيمة .
ومن أجمع اْلكلمات وأقواها وأجلِّها الّتي وقفتُ عليها في ( اْلمقاطعة ) كلمة للعلاّمة ” الشّيخ عبدالرّحمن السُّعدي ” ، وهذا نصّها :
⬅ اعلمُوا أنّ اْلجهاد يتطوّر بتطوّر الأحوال، وكلّ سعيٍ وكلّ عملٍ فيه صلاح المسلمين ،وفيه نفعُهم ،وفيه عزّهم فهو من الجهاد ،وكلّ سعيٍ وعملٍ فيه دفعٌ لضررٍ على المسلمين وإيقاع الضّرر بالأعداء اْلكافرين فهو من الجهاد ،وكلّ مساعدةٍ لْلمجاهدين ماليًّا فإنّها من الجهاد ،فمن جهّز غازيًا فقد غزَى ،ومن خلفه في أهله بخيرٍ فقد غزى، وإنّ الله يُدخل بالسّهم الواحد ثلاثة الجنة ، صانعه يحتسبُ فيه الأجر ، والّذي يساعد به المجاهدين ،والّذي يباشر به اْلجهاد .
ومن أعظم الجهاد وأنفعهِ السّعي في تسهيل اقتصاديّات المسلمين ، والتّوسعة عليهم في غذائيّاتهم الضّروريّة واْلكماليّة، وتوسيع مكاسبهم وتجاراتهم وأعمالهم ، وعُمّالهم ،كما أنّ من أنفع الجهاد وأعظمه مقاطعةُ الأعداء في الصّادرات واْلواردات، فلا يسمح لوارداتهم وتجاراتهم ،ولا تُفتّح لها أسواق المسلمين،ولايمكّنون من جلبِها على بلاد اْلمسلمين، بل يستغني اْلمسلمون بما عندهم من منتوجِ بلادهم ،ويُوردون ما يحتاجونه من اْلبلاد اْلمسَالمة ، وكذلك لا تُصدّر لهم منتوجاتُ بلاد المسلمين و لا بضائعهم ، وخصوصًا ما فيه تقويةٌ للأعداء كالبترول، فإنّه يتعيّن منع تصديرهِ إليهم ، وكيف يصدّر لهم من بلاد المسلمين ما به يستعينون على قتالهم ، فإنّ تصديره إلى اْلمعتدين ضررٌ كبيرٌ، ومنعه من أكبرِ الجهاد ، ونفعه عظيم ،فجهادُ الأعداء بالْمقاطعة العامّة لهم من أعظم الجهاد في هذه الأوقات، ولملوكِ المسلمين ورؤسائهم ولله الحمد من هذا الحظّ الأوفر ،والنّصيب الأكمل ، وقد نفع الله بهذه ( المقاطعة) لهم نفعًا كبيرًا ،وأضرّت الأعداء ،وأجحفت باقتصاديّاتهم ،وصاروا من هذه الجهة محصورين مضطرّين إلى إعطاء المسلمين كثيرًا من الحقوق الّتي لولا هذه ( المقاطعة ) لمنعوها ، وحفظ الله بذلك ما حفِظَ من عزِّ المسلمين وكرامتهم .
ومن أعظم اْلخيانات وأبلغ المعاداة لْلمسلمين تقريبُ أولي الجشع والطّمع الّذين لا يهمّهم الدّين، و لا عزِّ المسلمين، ولا تقوية الأعداء فنقود البلاد أو بضائعها ،أو منتوجاتها إلى بلاد الأعداء ،وهذا من أكبرِ الجنايات وأفظع الخيانات ،وصاحبُ هذا العمل ليس له عند الله نصيبٌ و لاخلاق .
فواجبُ اْلولاة الضّرب على أيدي هؤلاء اْلخوَنَة، والتّنكيل بهم ،فإنّهم ساعدوا أعداءَ الإسلام مساعدةً ظاهرةً، وسعوْا في إضرار المسملين ، ونفع أعدائهم اْلكافرين ، فهؤلاء مُفسدون في الأرض يستحّقون أنْ ينزّل بهم أعظم العقوبات .
والمقصود أنّ ( مقاطعة ) الأعداء بالاقتصاديّات والتّجارات والأعمال وغيرها ركنٌ عظيمٌ من أركان الجهاد ، وله النّفعٌ الأكبر ،وهو جهادٌ سلميٌّ وجهادٌ حربيٌّ، وفّق الله المسلمين لكلّ خير ،وجمع كلمتَهم ،وألّف بين قلوبهم ، وجعلهم إخوانًا متحابّين ومتناصرين ، وأيّدهم بعونه وتوفيقه ،وساعدهم بمدده وتشديده، إنّه جوادٌ كريمٌ رؤوفٌ رحيمٌ .
انتهى كلامه.
↩ ولشيخنا محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى كلمةٌ قوّيةٌ في ( المقاطعة ) في شريط رقم ( 190 ) من سلسلة الهدى والنور .
مداخلة الشيخ مشهور :
إذن سمعتم كلام مشايخنا السّابقين واللاّحقين وعلى رأسهم :
الشّيخ تقي الدّين الهلالي .
والشّيخ محبّ الدّين الخطيب .
والشّيخ ابن باز .
اللجنة الدائمة للإفتاء .
والشيخ السّعدي صاحب الكلمة القويّة الأخيرة في البترول ، صاحب التّفسير المشهور .
شيخنا الألباني .
↩ هذه كلماتهم رحمهم الله تعالى في موضوع ( اْلمقاطعة) ،فموضوع ( المقاطعة) كما قلت : فرقٌ بين أنْ تكون( مقاطعةٌ )إيجابيّةٌ ،ومدروسةٌ ،معروفةٌ لأولياء الأمور فيها كلمة ، وبين ( المقاطعة ) الّتي فيها القيل والقال ، والّتي فيها اْلهيشات و ما شابه ، فاْلمبدأ صحيحٌ ،لكن إسقاط هذا المبدأ في بعض النّوازل قد يكون فيه تهوّر ،وقد يكون فيها حماسات للشّباب ،قد يكون فيها أخطاء وسوء الاستخدام، الأمر لا يمنعهُ إذا استخدم شيء على واقعٍ فيه اْلقيل والقال، فهذا لا يمنع الأصل .
⬅ ( فالمقاطعة ) كما قلت : هي الهجر المشروع ، وعلى رأسه الّذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم هي مقاطعة ، أمرَ النّاس أنْ يقاطعُوهم ،حتّى أمر نساءَهم أنْ يتركوهُم، وهي قائمةٌ على مبدأ التّرك، والتّرك فعل كما قلت ، فالشّرع يأذن بمثل هذا الأمر، ولا يجوز لنا أنْ ننكر أصلاً بممارساتٍ خاطئةٍ له ، هذا أمرٌ ما ينبغي .
وطالبُ اْلعلم ينبغي أنْ يكون حصيفًا ذكيًّا ، يتكلّم بحقٍّ ويتكلّم بعدلٍ ، هذا والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
13 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 10 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
السؤال الثاني عشر بعض العبادات لا تحتاج إلى نية
مداخلة من الشيخ : صحيح بعض العبادات تعمل من أجل أثرها ، لا من أجل النية .
تكملة السؤال : بعض العبادات لا تحتاج إلى نية كمسألة المسح على الخفين .
مداخلة من الشيخ : إدخال الخفين في رجلك ليس عبادة ،لكن المسح على الخفين نفسه عبادة، ولذا لا يلزم حتى يجوز المسح على الخفين أن تدخلهم بنية المسح، فإن بدا لك المسح لاحقا، المسح ذاته عبادة .
من أحسن المسح أم الغسل؟، من أحسن تغسل رجليك أو تمسح قدميك؟
التفصيل، إذا كنت بين رافضة تمسح على الخفين حتى تعلمهم خطأهم فالمسح أحسن، وإذا كنت في حالة استعجال وما تدرك الجماعة الا بالمسح على الخفين، المسح أحسن، ولذا الأحسن أن تفعل الارفق بك.
فإذا كنت أنت والله في سعة من أمرك، وفي روائح في قدميك والجو حار فصلاتك بالغسل أحسن ، الأمر واسع .
لكن الاخ توهم أن المسح على الخفين لا يجوز إلا بنية إدخال الخفين، لا، لازم المسح تكون له نية، مجرد ما تمسح تنوي، خلص حصلت النية، لا يلزم النية قبل ذلك .
تكملة السؤال : كمسألة انتقاض الوضوء بالنية،
الشيخ : كيف ينتقض الوضوء بالنية، الوضوء ليس عبادة، الوضوء وسيلة فما ينتقض الوضوء بالنية،
السائل :بينما نجد أن الإفطار للصائم يصح بالنية.
الشيخ :الكلام موهم وأخونا سؤاله قليلا متعب( متعب جدا) وذكرني بما في كتاب طبقات الشافعية الكبرى للقاضي حسين المروزي، القاضي حسين في زمانه كان ملكا فقال لزوجته أنت طالق إذا افطرت اليوم على جامد أو سائل أو على حار أو على بارد .
أتى وقال ماذا أعمل؟
كيف اخرج من طلاق زوجتي ؟
فذكر له حديث النبي صلى الله عليه “إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبرت الشمس من ها هنا فقد افطر الصائم، “قال لكن انتظر فأنت افطرت بكلام النبي عليه السلام .
يعني الصائم متى يفطر؟
بسقوط الشمس وظهور الليل .
قال فالنبي عليه السلام يقول فقد أفطر الصائم، فأنت النبي عليه السلام فطرك ،وبعدها كل ما شئت والطلاق غير حاصل لأن النبي عليه السلام يقول فقد افطر الصائم .
إلا إذا أراد الاخ يقول :رجل صائم، فعزم على نقض نية الصوم، ثم تاب يعني كان صائما شعر بعطش، شعر بجوع ، جاءه الشيطان لسبب أو آخر عزم أن يفطر ثم تاب إلى الله جل في علاه، يعيد أم لا يعيد ؟
هذا وقع فيه خلاف بين أهل العلم، والخلاف معتبر، فهذا كثير من أهل العلم لا يقولون يفطر بالنية، بل يفطر برفض الصوم ،بدلالة أن الإنسان إذا نوى في الليل وما استحضر النية طول النهار صيامه صحيح باتفاق.
يعني لو الإنسان عزم في الليل على الصيام ثم نسي النية، ولم يخطر بباله أنه صائم ،وأتم أركان الصوم، ولم يعمل ناقضا ولم يرفض الصوم، صومه صحيح باتفاق .
لكن لو الأخ مثل وقال بعض الأعمال تصح بالنية من بعض الناس مثل رجل عنده امرأة مجنونة أو عنده امرأة كتابية، فهذه المرأة المجنونة أو الكتابية حاضت ثم اغتسلت فهل يحق له أن يطأها ، فمن عنده كتابية لما تحيض وتغتسل يطأها أم لا ؟
يطأها؟
هل هذا الغسل بنية؟
ليس بنية، هذه مجنونة ، وهذه كتابية ولا يصلح منها نية .
فبعض العبادات لا تصح عند الله من حيث الأثر في الدنيا ويترتب عليها أثر دنيوي، ويترتب عليها أثر دنيوي والله تعالى أعلم.
سؤال : هل السنة أن أنام على وضوء؟
الجواب : نعم حتى لو كنت جنبا، كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أجنب فلم يغتسل توضأ ثم نام، وفقهاؤنا في أحاجيهم في الغازهم يقولون وضوء لا ينتقض ببول ولا غائط ولا ببراز، أي وضوء؟
وضوء الجنب .
لو أن انسان أجنب فتوضأ ثم أحدث فيبقى وضوءه صحيحا و لا يحتاج تجديد الوضوء ، لأن هذا الوضوء هو من أجل تخفيف الحدث الأكبر، فمن السنة للإنسان أن لا ينام إلا متوضئا و الله تعالى اعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 3 – 25 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان . ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
السؤال الخامس والعشرون ما حكم من أراد في نيته الأمر الدنيوي دون الآخرة …
whatsapp-audio-2016-11-07-at-10-10-29-am
الجواب : هذه المعضلة تحتاج منا إلى بيان .
الإخلاص : أن يتجه قلبك لربك في عملك ، وفي الطريق حصلت خيرات ( لسان ذكر ، سمعة طيبة ، ثناء الناس ) وأنت لا تريد إلا الله والدار الآخرة هذا لا ينافي الإخلاص .
أما إذا أنت في بداية العمل ما أردت الله ولا الدار الآخرة ، وصنعت من أجل الثناء ، أو من أجل الدنيا ، فهذا هو الرياء الذي يحبط العمل والمرائي لا بد أن ينقطع ، ولا بد أن يفضح ، فالله لا يحارب جل في علاه ولا يستطيع أحد أن يحارب الله عز وجل .
كثير من الناس تراه على صلاح ، وتراه على تقوى ، وشكله ، ولحيته وثوبه ما شاء الله عنه ، وفجأة انتكس .
لماذا انتكس ؟
ما سر الانتكاس؟
سر الانتكاس : ذنوب الخلوات .
ومن أسرار الثبات الطاعة في الخلوات .
أخطر ما يهدد خاتمة الإنسان ذنوبُه في الخلوات ، تراه في الخلوة يكون مذنبا وفي الجلوة ما شاء الله من أصلح الصلحاء ، سيد الأتقياء ، يحاسب الناس على النقير .
وأنا و الله الذي لا إله إلا هو لا أريد أحدا ، أعظ نفسي وأعظ إخواني .
هذا لا يعارض الإخلاص إذا قلبك لا يريد إلا الله والدار الآخرة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا سمع ثناء حسنا قال : ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) لكن إذا أنت فعلت الصالحات من أجل هذا الأمر ، ليس من أجل الله فهذا العمل ماذا؟ هذا العمل رياء ، ولا بد أن يقطع .
يذكر ابن الجوزي في أخبار الحمقى والمغفلين: واحد رأى مجموعة من الناس فوقف وصلى وطول في الصلاة من أجل الناس ، فسمعهم يتكلمون عن طول صلاته ، فالله فضحه ، فقال وهو يصلي : ومع هذا فأنا صائم ، فلا بد أن يفضح هذا الإنسان .
ولذا إخواني طاعات الخلوات أهم من طاعات الجلوات .
سألت نفسك لماذا رغب الشرع صلوات النوافل في البيت ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) أفضل على وزن أفعل ، الشوكاني في نيل الأوطار يقول من المخاطب بأفضل ؟ النبي لما قال الحديث أين كان؟ كان في المدينة ، النبي يقول لأهل المدينة : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) يقول يعني صلاة ركعتين في البيت أحسن من الصلاة في المسجد النبوي والركعة في المسجد النبوي بألف ، يقول الشوكاني بل قوله أفضل التي هي أفعل للتفضيل يدل هذا على أن هذا أفضل في مكة ، يعني ركعتين سنة الظهر البعدية أو المغرب البعدية أو العشاء والوتر في بيتك أحسن من مئة ألف صلاة ، لماذا ؟
حتى أولادك يقتدون بك ، ابنك لما يراك دائما قائما تصلي ولما تصلي في البيت تحصل بركة في بيتك ، تحصل حب للمكان .
ولا أدري هل العلم في يوم من الأيام يمكن أن يكتشف ثمرة الطاعة في البيت ، لا ندري لعله يستطيع، لكن البركة في الوحي .
فعل الطاعات في الخلوات من المهمات .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 – محرم – 1438 هجري
2016 – 10 – 28 إفرنجي
السؤال: رجل صلى صلاة القيام في رمضان ركعتين، فنسي فقام إلى الثالثة وأتم الرابعة بتشهد واحد ولم يسجد للسهو، فهل عليه سجود السهو؟
السؤال:
رجل صلى صلاة القيام في رمضان ركعتين، فنسي فقام إلى الثالثة وأتم الرابعة بتشهد واحد ولم يسجد للسهو، فهل عليه سجود السهو؟
الجواب:
جزاك الله خير، هذا فرع من مسألة مذكورة عند أهل العلم وهي تغيير النية، وقال جماهير أهل العلم (جماهير الفقهاء): يجوز تغيير النية من القليل إلى الكثير، ومن الحسن إلى الأحسن.
مثلا: نويتٙ أن تصلي ركعة وتر، ودخلتٙ بنية أن تصلي ركعة وتر، وقلتٙ: الله أكبر، ثم غٙيّٙرتٙ نيتك في الصلاة فجعلتها ثلاثاً، هل يجوز هذا؟
هذا يجوز.
قالوا: وأما العكس ممنوع.
ما هو العكس؟
أن تنوي ثلاثاً، ثم تريد أن تُغٙيِّرها بأن تُصٙلِّي واحدةً، وبناءً على هذا التقعيد المأخوذ من حديث سأذكرُهُ لكم بعد قليل. – الصورة التي يسأل عنها الأخ حيدر – تدل على الجواز.
مثلا واحد صلى ركعتين فقام -نٙسِي ٙ-، إمام يصلي التراويح فصلى ركعتين وقام للثالثة، ولعله تلا وتٙذٙكّٙر بعد أن فٙرٙغٙ أو كاد أن يفرغ من تلاوته؛ تٙذكّٙرٙ أنها الثالثة، فقال: آتي برابعة ثم أجلس وأُسٙلِّم.
الجواب: لاحرج في ذلك.
هل عليه سجود السهو؟
الجواب: لو سجد للسهو لا حرج، لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لكل سهو سجدتان».
أما الدليل الذي اعتمد عليه أهل العلم على جواز تغيير النية: هو ما ثبت في مسند الإمام أحمد: « أن رجلاً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله إني نذرتُ أن أٙعتكف في المسجد الأقصى، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: إعتكف في مسجدي هذا».
هو نٙذٙرٙ أين يعتكف؟
الجواب: في الأقصى.
فالاعتكاف في مسجده يُجزِئ عن الاعتكاف في المسجد الأقصى، من الأعظمُ أجراً ؟
الأقصى أم مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
لو كان العكس؛ ما جاز، ما هو العكس؟
لو رجل مٙقدِسي نٙذٙرٙ أن يعتكف في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لماذا أذهب إلى مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- أٙعتكِف في المسجد الأقصى؟
هل هذا جائز ؟
الجواب: هذا لا يجوز.
مثال أخر: إنسان نٙذٙرٙ أن يعتكف في مسجد، وما حٙدّٙده -أي مسجد-، فاعتكف في الأقصى؛ من باب أولى يجوز، والله تعالى أعلم.
⬅️ مجلس فتاوى الجمعة.
13شوال – 1438 هجري.
2017 – 7 – 7 ميلادي.
↩️ رابط الفتوى:
⬅️ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️
⬅️ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
السؤال الثاني أخ يسأل يقول ما معنى استحضار النية التي يوجبها الفقهاء
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-2-2.mp3الجواب : يعني مُجرَّد أنْ تخرجَ من بيتِكَ، وتنوِي صلاةَ الفجرِ، ودخلتَ على المسجدِ ، وسمِعتَ الإمامَ يقول : “الله أكبر ” ، فقلتَ “الله أكبر” ، وأنتَ لمْ ترفُضْ النِّية في الطريقِ (يعني ما رفضتها وبقِيتَ ناويًا )، كالصِّيام ! مُجرَّد ما تتَسحَّر وقلبُكَ يتجه -سبب هذا السَّحور- أنِّي سأصومُ غدًا حصلَ استحضارُ النِّية ، وهذا مذهبُ جماهيرُ أهلُ العلمِ إلَّا الإمامُ الشافعيُّ -رحمه الله- الشافِعيَّة يوجبونَ استحضارَ النيَّة قبلَ تكبيرةَ الإحرام ؛ يعني لا بُدَّ قبلَ أن تقُولَ “اللهُ أكبر” أنْ تستحْضِرَ أنَك تُصلِّي ركعتي الفجر، فالنِّيَّة عملٌ قلبيٌّ خالصٌ ، وليسَ هُنالِكَ صِلة بينَ اللِّسان والنِيَّة، حتّى أنَّ الفُقهاءَ قالوا لو أنَّ رجُلاً كانَ نائِمًا فاستيقظَ فلمْ يُصلِّ الظُهرَ فجاءَ فصلَّى خلفَ الإمامَ العصرَ وهو يَظنُّها الظُّهرَ ! فالصَّلاةُ صلاةَ عصرٍ هو يَظنُّها الظُّهرَ ! فنطقَ بِلسانهِ فقالِ :”نَوَيْتُ أنْ أُصلِّيَ صلاةَ العصرِ” نُطقًا والصَّلاة صلاة عصر وفي قلبه [لو أنَّه أخطأَ في النُطقِ ورأى النَّاسَ يُصلُّون العصرَ فقال العصر] فتذكَّر أنَه ما صلَّى الظُّهر ! وفي قلبه الظُّهر ، نطقَ العصر والصلاة صلاة عصر ! فالعِبرة بما في قلبِه وليست العِبرة فيما جرى على لسانِه .
كثيرٌ من الأخوة ِيستشكلونَ على عدمُ مشروعيّةِ النُطقُ بالنِّية فيقولون:” الإحرام بالحج ” ، هذا دليلٌ على أنَّ الإنسانَ يَنطقُ بالنِيّة لأنّ ” لبيك اللّهم لبيك ” ، “لبيك اللهم بعُمرة أو ما شابه..” ، هذا تصريح ، ويقولون هذا نُطق باللِّسان ! فنقزل لهم لا قولكم هذا خطأ !! فلَبيْك اللّهم لَبيْك في الحج أو في العُمرة ، مثلُ تكبيرةُ الإحرامِ ، مثلُ” الله أكبر ” ، ليست النِّية هي الإِهلال والتَلْبِية ! النِّية هي ما في قلبِك ، لو أنَّك أردتَ أنْ تَحُجَّ عن أبيكَ مثلًا ولم تنطقْ بلِسانكَ أنَّ هذا الحج عن أبيكَ ، فقلتَ: ” لبيك اللّهم بحَج ” ؛ فالعِبرةُ بما في قلبِكَ والحجُّ انعقدَ لأبيكَ ؛ لأنَّ العِبرةَ في النيَّة ما في القلبِ لا بِما يجري على اللِّسان ، والله تعالى أعلم .
◀ مجلس فتاوى الجمعة
9 ذو القعدة 1437 هجري
2016/8/12. ميلادي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدُّرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍?
صليت العصر قبل أن يؤذن ولا أعلم في أي وقت يؤذن بالضبط وأنا في التشهد…
لا شيء عليك فأنت صليت قبل دخول الوقت، فصلاتك بلا شك ليست صحيحة، فكيف وقد علمت الوقت، وأنت تصلي، فالصلاة تنقلب إلى صلاة نافلة، والصلاة التي صليتها نافلة، وعليك الإعادة فقط، لتخلف شرط من شروط الصلاة.
السؤال الثالث عشر كنت أتوضأ وعرض لي عارض وحملني على قطع النية فهل أعيد…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170418-WA0028.mp3الجواب : فرق بين رفض النية وبين غياب النية ، فإن رفضتها تحتاج للوضوء من جديد، وأما إن غابت عنك ولم تستحضرها أكمل وضوئك ، ففرق بين أن ترفض النية وبين أن تغفل عن النية.
هل يجب على المكلف ان يبقى مستحضر النية في سائر وقت الطاعة والعبادة ؟
الجواب : لا .
هل يجب على الصائم أن يبقى مستحضرا صيامه في الساعات التي يصومها ؟
غير ممكن .
الصائم ينام ، والصائم يجيء ويتكلم.
وأنت في الصلاة هل يجب عليك أن تستحضر نية الصلاة في سائر أوقات ؟
يغفل الإنسان المصلي .
لذا علماؤنا يقولون : لو أنك عقدت النية وعزمتها فجئت خلف الإمام فقلت الله أكبر على النية التي عقدتها ،جماهير أهل العلم يقولون صلاتك صحيحة.
الشافعية يقولون تحتاج أن تنوي وأن يكون هنالك اتصال بين نيتك وبين تكبيرة الاحرام، والجماهير يقولون نيتك الأولى تكفيك ما لم ترفضها ، فإن رفضتها تحتاج إلى نية جديدة كذلك الصائم ، إنسان قام قبل الفجر بساعة بنصف ساعة وبجانبه ماء ونظر للساعة عطشان شرب ماء قال باقي ساعة انام ثم اقوم ثم نام فقام ثم صام بالنية التي بيتها في الليل هل تجزئه ؟
نعم ، قطعا تجزئه .
متى يجب عليه أن ينوي جديدا ؟
إن رفضها.
ما معنى رفضها ؟
إن قال : أنا غدا لست بصائم، (والصيام صيام فرض رمضان) ، هنا نقول له صيامك لا يصح إلا بنية .
المطلوب منك أن تتوب عن نية رفض النية وهكذا ، والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
17 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 14 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
السؤال الثامن عشر كانت عندي أعمال خلطت فيها النية بين أن تكون…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170128-WA0000.mp3الجواب :
الكلام عن أحكام النية كثير وأنا دائما أقول كان ابن أبي جمرة رحمه الله شارح مختصر صحيح البخاري كان يقول :
لو كان الأمر الي لجعلت فقيها في كل مسجد يعلم الناس أحكام النية ، وهذا في عصر العافية والخير .
أنا استعرت منه هذه العبارة وكتبتها في كتابي ( منهج السلف في التعامل مع الفتن) قلت في هذا الزمان حق لنا أن نستعير هذه العبارة وأن نغيرها :
لو كان الأمر إلي لجعلت في كل مسجد طالب علم يحذر الناس من الفتن .
لأن الفتن و إراقة الدماء اليوم تلبس بلبوس الدين وتعطى أحكاما شرعية للأسف بسبب الجهل .
الكلام عن النية وأحكامها كثيرة ، لكن أوجز وأختصر بحال الأخ فأقول :
إرتباط النية بالعمل على أقسام :
القسم الأول :
أن يبدأ الإنسان العمل وهو لن يستحضر الآخرة ولا الأجر ولا رضى الله كليا ، وإنما يريد في هذا العمل غير وجه الله ، فهذا العمل باطل لم يرفع ولم يقبل عند الله جل في علاه وصاحب هذا العمل لا بد أن يفضح وفق سنة لله جل في علاه لا يمكن أن تتخلف ، فإن الله عزيز حكيم ، فالله غالب عزيز غالب ، والله لا يغالب ، فكل من سلك ولبس لبوس الدين وقلبه ليس معلقا به وهو معرض بالكلية عنه وعن دينه وعن احتساب الأجر لابد أن يفضح ، ومثل هذا قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : “وإن أحدكم يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها” ، وفي رواية مرعبة مزلزلة في صحيح الإمام مسلم يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم : “وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس” ، عمله من أهل الجنة فيما يبدو لك أما هو فليس مستحضرا لا جنة ولا نار ، صلى الناس صلى ، قام الناس قام ، صام الناس صام ، ما يستحضر لا أجر ولا يستحضر رضى الله عز وجل ، ولا يؤدي واجبا ، هذا فضيحة .
ابن الجوزي رحمه الله في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين يذكر واحدا من هؤلاء قال :
واحد قام يصلي ويرائي ، فطول الصلاة حتى الناس يروه ، قلبه أصلا ما تعلق بالله ، فرآه الناس فأثنوا عليه ، فقالوا : ما شاء الله فلان صلاته ما أطولها ، ما أحسن صلاته ، فالله فضحه ، فقال وهو يصلي : ومع هذا فأنا صائم ، قال : أنا صائم وليس فقط أصلي ، وصلاة خاشعة أنا صائم ، ففضحه الله تعالى فأبطل صلاته ، فمن تكلم في صلاته فصلاته باطلة ، فالله فضحه .
وأخونا السائل أظنه ليس من هذا القبيل ، أظن أن الشيطان دخل عليه فسرق منه في أعماله الذي قال عنها أعمال دعوية.
القسم الثاني :
أخف من هذا الصنف ، تبدأ بالعمل لله جل في علاه ثم يدخل عليه شيء من الرياء في أثناء العمل فينقص من أجرك بمقدار ما دخل ، أنت أصلا مستصحب رضى الله ، وأنت تريد في طاعتك الأخرة ، تريد الأجر والثواب، لكن دخل الشيطان في أثناء العمل فهذا ينقص من أجرك بمقدار ما دخل ، وأظن أن الأخ سأل عن هذا وهذا يحتاج إلى توبة .
القسم الثالث :
أن تعمل العمل وأنت تريد الإخلاص ، وفي العمل الإخلاص ثم بعد الفراغ من العمل يدخل عليك العجب ، ترى نفسك فتعجب بالعمل .
قالوا العجب قد يوصل إلى إحباط العمل .
لذا بعض السلف كان يقول : لئن أنام طوال الليل وأستيقظ نادما أحب إلي من أن اقوم طوال الليل وأصبح معجبا .
لذا علماؤنا يقولون : النية ينبغي أن يستحضرها الموفق قبل العمل وفي اثناء العمل وبعد العمل ، قبل العمل وفي أثناء العمل حتى أن الشيطان لا يسرق ، وبعد العمل حتى ما يقع العجب .
والإنسان الموفق يعلم أن هذا الشيء الذي جرى على يديه إنما هو توفيق من الله ليس له فيه نصيب .
لذا أعجبتني وصية الفاطمي الشراوي وكان من كبار العلماء السلفيين في المغرب لتلميذه تقي الدين الهلالي كان يقول :
يا بني إذا رأيت الناس قد أقبلوا عليك فأعلم أن هذا من فضلهم عليك ، إذا رأيت الناس قد أقبلوا عليك في الحضور والدروس فأعلم أن هذا من فضلهم عليك ، فإياك والعجب إياك أن يصيبك عجب ، فهذا فضل من الناس عليك ، وإلا فالناس يمكن أن يذهبوا لأي إنسان ، يذهبوا لغيرك ، فلا تنظر لنفسك و لاتصاب بالعجب .
فهذه يعني كليات وأصول لتعلق النية بالعمل .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
⏰ 29 ربيع الآخر 1438 هجري .
2017 – 1 – 27 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
السؤال الرابع عشر أنا أدعو مجموعة من الشباب إلى الله جل في علاه…
↙ الجواب :
❌ أن تترك الخير خوف من الرياء فهذا أمرٌ قبيح
✔ والواجب على العبدِ ان يستمّر في الخير وأن يُحسّن نيته
↩ وحتى يُحصّل الانسان الاخلاص
?أولًا يتعوّذ بالله من الرياء ، الله يقول لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلّم :{ فاعبد الله مخلصا له الدين ، الا لله الدين الخالص } والله جلّ في علاه يقول لأهل الكتاب والمشركين :{ وما أمرو الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين }
? لا بدّ أيضا من النيّة قبل العمل ، والنيّة الصالحة في أثناء العمل ، والنيّة الصالحة بعد العمل حتى يُبعد الانسان عن نفسه العُجب ، نسأل الله تعالى العافية
? وليجهد العبد بالنوافل التي يخفيها ، لا يُظهر النوافل ، ولذلك من السنّة صلاة السنن في البيت ، والأصل في العبادة أن تكون في السر
↩ واليوم على التواصل الاجتماعي لمّا يقولو مات فلان ، الكل يدعو له بالرسائل ، حتى رد الخاطر لمن مات له الميت ، الأحسن أن تدعو له بالغيب
↩ اليوم لمّا تأكل عند إنسان ، بعد أن أطعمك ، الأحسن أن تدعو له بالسر ولا بالعلن ؟ بالسر ، واذا أعلنت من باب :
?أن تُذكّر غيرك
? وأن تُشهر النقل الذي ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم، يعني من قال حتى يعلّم الناس ماذا يقولون
??بعض الناس لما يُطعِمُه رجل يقول ” يخلف عليك ” ،” مخلوف بالحلال ” كلمات ليست فيها مخالفات ، لكن ليست هي الهدي الثابت عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم
✔ فطالب العلم يُعلن حتى يعلّمهم ، حتى يـعلّم ماذا يقولون ، فأصبح في الاعلان فيه خير
❌ لكن لو كانوا كلهم طلبة علم ، الأحسن أن يكون الدعاء بالسر والا يكون الدعاء في العلن
↩ فالإنسان يذكر الدعاء بالعلن لما يكون أولا حتى يكون فيه تعليم الهدي وثانيا تذكير مقعد الغفلة .
? خلاصة : من أسباب الإخلاص أن يكون العمل سرًا ، ولذا ورد عن عبد الله بن الزبير ( ليكن لأحدكم خبيئة من العمل ) يكون عنده خبيئة من العمل ، لا يعلم بها أحد ، اذا وقع في ورطه سأل ربّه اياه بها ، فاذا كان صادقًا وله خبيئة ووقع في ورطة ، فإن سأل الله تعالى فإن الله سيُفرّج عمّا هو فيه
↩ وهذا من معاني اعرف الله في الرخاء يعرِفُك في الشدة
✔ لتكن لك خبيئة في رخائك وفي سعَةِ أمرك فإن وقعت في شدّةٍ فإنّ الله جل ّ في علاه يُفرّج عنك مما انت فيه .
✍?✍? فريق تفريغ دروس وفتاوى الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ▶