السّؤال :
أخٌ يقول: هل يجوز الانتفاع بكِتاب موجود على الإنترنت، ومُحقِّق هذا الكتاب لم يُجَوِّز نَشْرهُ، وقال: لا أُحِّلّ لأحد أن ينشُرهُ؟
الجواب:
في العاده(الكتاب يُدْفَعُ مُقابِل طَبْعُه، واليوم عندما يُطْبَع الكتاب ويُحَمّل بصورة (pdf) على الحاسوب يكسد الكتاب (لا يُباع)، العادة العامّة الدّارجة بينَ النّاشرين والمؤلفين يقولون: اصبِر ثلاث سنوات قبلَ أن يُوضَع على النِّت؛ حتى يعود المال الذي دُفِعَ على طبعِ الكتاب لصاحبِه.
فقولُهُ: (أنا لا أُجَوِّز نَشرهُ على النِّت) هذا القول لهُ وجه.
أنا أسأل:
المقصِد الأصلي من المؤلِّف عندما يُؤّلِّف الكتاب ما هو؟
لِوَجْهِ الله، وخِدمة الدِّين.
لكن كذلك ألاَّ يتضَرَّر (ألاَّ يقعَ بهِ ضرر).
لكن رجل يمنع نشرَ كُتُبهِ من أجل الدُّنيا خالِصةً، أخشى أن يلحق هذا بالإمام والمؤذن الذين يقومان بالإمامة والتأذين من أجل المال.
لكن إن أرادَ أن يَرْفَعَ الضّرر عن نفسه فترةً من الزَّمن فلهُ ذلِك.
هل حقّ التَّأليف حقّ شرعي؟
نعم، حقّ شرعي.
ولكن الأصل في التّأليف أن يكون لله -تعالى-، وألّا يكون من أجل حُطام الدُّنيا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الاول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م
هذا الكتاب مطبوعٌ ومنسوبٌ للإمام: محمد بن إدريس الشّافعي، ويوجد كتاب “الفقه الأكبر” منسوب للإمام: أبي حنيفة النّعمان -رحمهما الله-.
والصّواب أنّ هذا الكتاب لم يصحّ للشّافعي، ولم يصحّ لأبي حنيفة.
كتاب الشّافعي طُبع في العراق، ثمّ طبع ضميمة، وزعته مجلّة الأزهر في ستٍ وسبعين صفحة، وطبع سنة ١٤٠٦ هـ.
قرأتُ الكتاب بعد هذا السّؤال، بحثت عن الكتاب، فصاحبه أشعريّ صوفيّ، وذكرَ فيه مسائل، وتاريخُ هذهِ المسائل لم تكن في زمن الإمام الشّافعي.
بل إنّ الباحثين المطلعين، وكان اطلاعهم واسعًا، حصلت فتنة بين العلماء في تفضيل إبراهيم -عليه السّلام- على محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- أيهما أفضل..
هذه المسألة مذكورة في الكتاب، وهذه المسألة ما ظهرت إلّا في القرن العاشر للهجرة.
فالكتاب ليس للّشافعي، بل في الكتاب -نفسه- كثيرًا ما يقول: قال: قال بعض أصحابنا -يعني: قال بعض الشّافعية-، فالكتاب ليس للشّافعي -أصلًا-، بل وجدتُ في “كشف الظّنون” يقول حاجي خليفة:
(في نسبة هذا الكتاب إلى الشّافعي شكّ، والظّنّ الغالب أنّه من تأليف بعض العلماء المتأخرين)
.
فنسبةُ كتاب “الفقه الأكبر” للشّافعي نسبةٌ دخيلة، وليست بصحيحة.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
ما هي احسن الطبعات لشرح صحيح مسلم للإمام النووي؟!
الجواب:
طبعات شرح الامام النووي كثيرة لعله في مكتبتي 20 طبعة من شرح الامام النووي على صحيح مسلم، أحسنها التي ظهرت أخيراً بتحقيق أخينا الشيخ مازن السرساوي خدم الكتاب خدمة حسنة، والعبد الضعيف قدمتُ له، والطبعة التي أقرأ منها طبعة قرطبة وجدت فيها أخطاء، وبعض الطبعات فيها أخطاء كثيرة ومن أردئ طبعات شرح الإمام النووي طبعة دار الكتب العلمية فبعض الأبواب كلها غير موجودة، السقط ليس حديثًا أو حديثين السقط يكون بابًا كاملًا غير موجود للأسف.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م
شيخنا أخونا كويتيم يقول: يعني عرفنا أن لديكم إطلاعا في مكاتب كثيرة في العالم ويقول: هل صحيح أن أرشيف تركيا من أغنى أراشيف العالم ومن أغناها فيقول هل علينا أن نركز في الأرشيف هذا أو في أراشيف أخرى يا شيخنا؟
الشيخ مشهور: الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله.
من أغنى المكتبات الخطية التي فيها كتب علمائنا من سيطر على بلاد المسلمين في فترة مبكرة، إمتازت مخطوطات هذه البلاد بحسن الإنتقاء، ولا أتكلم الآن عن الكثرة أتكلم على حسن الإنتقاء، فكان نصيب ألمانيا نصيب جيد.
وألمانيا كانت المخطوطات فيها توضع في مكتبات الملوك ، أخبرتني مدرسة في الحديث النبوي في جامعة برلين أن مخطوطات من الحرب العالمية الثانية مازالت في الصناديق ولا يبعد عند المعتنين بالمخطوطات ولا أريد أن أفصل وأطول فالكلام كثير ما ذكره شارح الترمذي مباركفوري في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ذكر نفائس و مخطوطات عزيزة وبخطوط علماء كبار لمخطوطات مهمة للآن مفقودة.
رأيت شيخنا حماد الأنصاري وهو من المعتنين بالمخطوطات رحمه الله قد جرد أسماء هذه المخطوطات وعنون عليها بقوله *المُسَيِّل للعاب* أما من حيث الكثرة فنعم فتركيا.
لأن الدولة الإسلامية إنتهت بإنتهاء تركيا.
ومخطوطات مكتبة الحرم المكي والمدني والمكتبات الموجودة في العالم الإسلامي نقلها جمع من الأتراك إلى تركيا و وظف بعض النساخ ينسخون بعض المخطوطات في العالم الإسلامي وأخذوا أصولها إلى تركيا.
ولذا السلاطين العثمانيين كانو يعتنون بالمخطوطات عناية قوية جدا.
السلاطين العثمانية سلاطين دولة بني عثمان كانو يعتنون بالمخطوطات هم بأنفسهم وهذا سبب من أسباب إزدياد المخطوطات.
ظهرت المطبعة على الحروف في القرن التاسع الهجري أيام الحافظ ابن حجر وأول ما طبعت كتبنا في بلاد الغرب ولا سيما في قازان في روسيا وكذلك طبعت في إيطاليا، أول مصحف طبع في مطبعة في سنة 1400 ميلادي، طبعت منه كمية قليلة لتوزع بين رجال الدين النصراني ليبحثوا عن مطاعن في القرآن، وكذلك طبعو التوراة قديما، أنا رأيت طبعة في الهند في كلكته وكذلك كتاب الشفاء لإبن سينا في الطب رأيته مطبوعا سنة 1600 ونيف.
أما المطبعة في تاريخ الدول الإسلامية فدخلت في تركيا في زمن السلطان عبد الحميد الثاني وأصدر فرمانا بمنع طبع المصحف بهذه المطبعة، بسبب أن هنالك في تركيا أكثر من سبعين الف كانوا يتكسبون بالنسخ.
فطبع المصحف في أوروبا قبل بكثير من طبعه في بلاد المسلمين.
يعني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي 1850 قبل بقليل بعد بقليل نشطت المطبعة وبدأت الكتب القديمة تظهر.
و هذه الأماكن التي أنا فيها (مناطق البلقان) بدؤا بالطباعة قديما هناك كتب قديمة مطبوعة سنة (1300 ،1320 ،1310 )وقد تصل الى كذا 1290 كذا 80 هذه الكتب قديمة لكنها نادرة ما زالت بقية لكنها بين أيدي أناس يعني قد لا ينتبهون إليها ولا يعرفون قيمتها.
مداخلة : ميلادي شيخنا
الشيخ: ميلادي نعم ميلادي 1800 ميلادي نعم هنا
مداخلة :لا 1200 قلت ،1300هناك كتب مطبوعة ميلاديا ياشيخنا؟
الشيخ: هجري 1200 هجري 1850 أو 1890 ميلادي✍️✍️
السؤال:
ما هي أهم التفاسير التي يجب أن يهتم بها طالب القرآن؟
الجواب:
لا أقول طالب القرآن فقط، بل كل مسلم الواجب عليه أن يفهم كتاب الله فهما جمليا، غير تفصيليا.
حتى لا تهجر القرآن تمرر القرآن مرة على قلبك، لك ختمة كل شهر، اقرأ تفسير موجز.
ومن أحسن التفاسير الموجزة تفسير شيخنا محمد نسيب الرفاعي، والذي مات قبل أن يراه، وطُبِع قريبًا من أسابيع، ووزعنا على إخواننا الحفظة، ولم أجد عندي إلا أربع نسخ، وأرجو الله أن يمن على من رزقه الله مالًا أن يطبع هذا التفسير، والطبع بأن يوزع بالمجان، ويوزع حيث يريد الطابع، ولكن أحب أن يقرأ هذا التفسير كل مسلم، وأن يكون في بيت كل مسلم، واسمه (التفسير الواضح على نهج السلف الصالح)، أصَّلَ فيه مذهب السلف في الأسماء والصفات، وصاغه بأسلوب بديع عجيب، وكان شيخنا محمد نسيب الرفاعي -رحمه الله- يحبه كثيرًا، فطالب العلم ينبغي أن يبدأ به، ثم يقرأ بعده (تفسير ابن كثير)، أو مختصر من مختصرات التفسير، وأحب أن يقرأ تفسير ابن كثير، ثم ينشغل بعده بتفسير له تعلق بتخصصه:
الفقيه: يقرأ تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن)، وقد امتن الله عليّ فقرأته قراءة دقيقة، ووضعت له فهرسة فقهية وهي منشورة.
والمحدث: يقرأ تفسير الطبري.
واللغوي: يقرأ تفسير البحر المحيط.
فأنت الآن أي تفسير تقرأ؟
تقرأ التفسير الذي يخص تخصصك، بعد أن تلمّ بالمعاني الإجمالية، فتقرأ ثلاثة أنواع من التفاسير:
1_ الموجز تلاوة؛ أي تقرأه مع التلاوة، فإذا كنت تقرأ الجزء في ثلث ساعة، فاقرأه في ساعة مع التفسير الموجز، في كل يوم اقرأ ساعة.
2_ المتوسط: يحتاج جلسة مذاكرة.
3_ المطوّل: يحتاج جلسة مذاكرة.
أحبائي كلنا طلبة علم وطلبة نجاة عند الله تعالى، ليست النجاة عند الله بحضور الدروس فقط، يوجد هناك مجال آخر في طلب العلم، غير الإملاء وغير الدرس، وهو المذاكرة؛ بأن يجتمع كل أربعة أو خمسة أشخاص يجتمعوا على تفسير ابن كثير ويقرأوا نصيبًا من هذا التفسير كل يوم، لختموه بسنة.
يقول غير واحد عن الشيخ محمد الإبراهيم بأنه قرأ تفسير الطبري في مجلس المذاكرة بعد الفجر، كل يوم بعد الفجر يقرأ شيئا منه، خلال عدة سنوات ختم تفسير الطبري.
فيا طلبة العلم احرصوا على مجالس المذاكرة فيما بينكم، يكن بينكم كتاب وتدارسونه فيما بينكم، وأحسن ما تبدؤون به تفسير كتاب الله، وأحسن التفاسير تفسير ابن كثير أو تفسير البغوي، تفسير متوسط نافع مبارك مفيد.
والله أعلم.✍️✍🏻
السؤال:
ما هو أفضل كتاب في معرفة منهج الفقهاء في استنباط الأحكام؟
الجواب:
أولاً : علم الوصول يحتاج إلى أستاذ، ومن المباحث الجليلة والمهمّة والماتعة والنافعة والتي ترسِّخ ملكة طالب العلم مبحث استنباط الأحكام المسمى عند العلماء منهج الدَلالات، كتب فيه جمعٌ كبير، ومِنْ أبدع ما كُتِب في هذا الباب منهج تحليلي للدلالات وصاحبه (صاحب الكتاب) أُستاذنا فتحي الدريني، له كتاب “المناهج الأصولية في الاجتهاد بالرأي في التشريع الإسلامي”، كتاب فيه تدقيق وتحليل بديع، أينما قرأت في مبحث الدلالات في علم أصول الفقه بإذن الله تعالى تستفيد، درّست مبحث الدلالات في كثير من المساجد، وكثير من اللقاءات، وأنصح باستماع دروس الدلالات، فهي تعين وتفيد شديدًا في الرسوخ في هذا العلم.✍️✍️
السؤال :
ما هي آخر كتب الشيخ؟
الجواب:
شُغلت بعدة أشياء أسأل الله أن يتقبلها مني ومنكم.
فمن الكتب التي شُغلت بها كتاب سميته: “الكنائس بين الأحكام الشرعية والوقائع التاريخية”، وتعرضت فيه تعرضاً تأصيلياً مهماً لما يسمى اليوم بالبيت الإبراهيمي، وأثبتُّ فيه أن البيت الإبراهيمي هو الكعبة المشرفة، ولا نعرف بيتاً إبراهيمياً إلا الكعبة المشرفة.
وأنه في التوراة إبراهيم ما وصل مكة، فالبيت الإبراهيمي هو مضادة ومسجد ضرار للكعبة المشرفة.
والكلام في هذا طويل ولكن هذا من أعمالي من ضمن الأعمال التي رأيتها مهمة ونافعة وتلزم الأمة.
الكعبة لما تهدم فيما أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا الهدم إرهاصات ومقدمات ولا يكون هكذا الهدم، وإنما يكون هو من خلال قناعات وهذه القناعات تتولد مقدمة على أخرى حتى يصل الناس إلى زوال الكعبة المشرفة.
وأنا أرى أن هذا الذي يسمى البيت الإبراهيمي هو أول الخطوات لحدث جلل يخص مكة المكرمة والكعبة المشرفة.
والبيت الإبراهيمي محاولة قديمة وجدت في القرن التاسع، ثم ماتت ثم أحييت ثم ماتت وهكذا.
وأعمل كذلك على إحياء تراث الشيخ تقي الدين الهلالي -رحمه الله-، ونشرت مجموعة من كتبه وبقيت قلة قليلة منها.
السؤال:
هل يوجد مؤلِّف يمتاز بذكر أوقات ورود الحديث بتحديد التاريخ؟
الجواب:
كتب الناسخ والمنسوخ فيها إشارات قويَّة لهذا، وكتب أسباب ورود الحديث كذلك فيها إشارات قويَّة لهذا، كتاب” الإعتبار” للحازمي لمَّا يذكر الناسخ والمنسوخ فيها إشارة لهذا، و منهج الإمام مسلم في الناسخ والمنسوخ باطِّراد، أنَّه يبدأ بذكر المنسوخ ثم يذكر بعده الناسخ ويعتمد على قرائن تشير إلى أنَّ الناسخ لاحق عن السابق فهذه إشارات لموضوع كتب الحديث وتأريخ كتب الحديث.
فإذا الحديث لم يكن ناسخًا أو منسوخًا فأحيانًا تسعف قرائن، وهذه القرائن قد تظهر في سبب الورود او في سبب الإيراد، لكن لا أعرف كتابا جامعا وكتابا متخصصا في تاريخ قول النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأحاديث.
✍️✍️
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته حياكم الله شيخنا الحبيب
شيخنا المبارك وجدت اختلافا في الحكم على حديث بين “صحيح أبي داود الأم” و”الإرواء” فأيهما المتأخر أثابكم الله؟
وماهو الراجح في سماع سعيد بن المسيب من عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
حياك الله أخي الفاضل.
بلا شك أن “صحيح أبي داود” متأخر عن”الإرواء” والإرواء فيه أشياء وكان الشيخ الألباني لا يرضاه ونبه على أشياء تراجع عنها فيه.
وهنالك تخريجات لأحاديث وآثار ليست في موطنها وإنما تكون تخريج لقبل أو بعد لحديث آخر.
الكلام عن الارواء طويل و كثير وهو متقدم وليس بمتأخر وهناك تخريج أخر للشيخ الألباني وضعه فضيلة الشيخ علي الحلبي -رحمه الله- في كتابه (هداية الرواة لابن حجر) نقل كثيرًا منه وكاد أن يستوعب ولعله استوعب فوق التسعين بالمئة من التخريجات الجديدة للشيخ على الارواء.
أما بالنسبة لسماع سعيد من عمر فسمع منه خطبته بالجابية ومات عمر رضي الله عنه وعمر سعيد ثمان سنوات وقيل عشر سنوات.
فالأصل عدم السماع إلا ما صُرح به، سمع خطبته بالجابية وهي الخطبة المشهورة.