http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/س-13.mp3الجواب:
أولا كان معاوية كما ثبت في صحيح مسلم يعطي الناس كوبونات كي يأخذوا الطعام، ووجد أبو سعيد أن الناس يبيعون هذه الكوبونات، فبين ورفع للنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيع الطعام قبل أن يقبض. الكوبونات لا تباع. هذه الرواية سبقت للذهن قبل البدء بالجواب.
فمن معه كوبونا به طعام يحرم عليه أن يبيع الكوبون حتى يقبضه طعامًا فيبيعه طعامًا، أما بيع الكوبون فلا، مثلا معي كوبون طعام ثمنه خمسين دينارًا فأبيعه بأربعين دينارًا هذا البيع حرام، يجب أن تقبض الطعام وبعدها تبيع الطعام بالسعر الذي تريد.
وهذه المساعدات يأخذها المسلم من الكافر ضرورة وحاجة.
الواجب على المسلمين أن يكونوا يدًا واحدة. والواجب على المسلمين أن يكفوا إخوانهم المسلمين. لكن هذا مع القصور وعدم الوجود فإخواننا السوريون يأخذون من هذه المؤسسات هذه الأشياء عند الحاجة فحسب.
والله تعالى أعلم.
مجلس فتاوى الجمعة
3 ربيع الأول / 1438 هجري
2016 – 12 – 2
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍.✍?
التصنيف: أسئلة منهجية
السؤال السادس والعشرون أنا طالب أدرس في المرحلة الثانوية وعند تأديتي لأحد الاختبارات تغيب…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/26.mp3*السؤال السادس والعشرون : أنا طالب أدرس في المرحلة الثانوية وعند تأديتي لأحد الاختبارات تغيب مدرس المادة لظرف صحي وقام بالمراقبة على الإختبار أحد المعلمين حيث أفسح لنا المجال بالغش في الإختبار وجاء إلي طالباً مني أن أغشش زملائي فغششتهم وغششت منهم ، مع العلم بأن كل من في القاعة قد غش في هذا الإختبار فما هو الحكم ؟*
الجواب : هذا الأستاذ ماذا يقال عنه ، خائن ؟
صحيح خائن ، خان الأمانة ، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) .
الأمر الأول : في خيانة .
الأمر الثاني : في غش ، مساعدة على الغش ، وفي صحيح مسلم : *من غش فليس منا* ، وفي رواية أخرى : *من غشنا فليس منا* ، فهذا فيه إثم ، لكن هذا باطل أم فاسد ؟
جاءني سؤال من بعض إخواننا في العراق يقول : أنا غششت في الإمتحانات في البكالوريا في ( الجامعة ) وأعمل ممرض فهل عملي حرام ، وهل المال الذي اتقاضاه حرام ؟
الجواب : إذا كنت تتقن أصول المهنة كما يتقنها من هو مثلك وكان الغش عارضاً ما أثر على حقيقة طبيعة عملك ، فعملك ليس بالباطل وإنما فاسد ، بمعنى أن الذي تتقاضاه حلال وليس بحرام ، والواجب التوبة.
أما إنسان والعياذ بالله ما يفهم شيء في المهنة في أي مهنة من المهن فيتقاضى راتباً ولا يفهم شيئاً فهذا عمله باطل ، لأنه ما يؤدي الواجب منه حتى يأخذ مقابل الأجر ، فهذا فيه فساد وليس فيه باطلان .
والواجب على الطلبة وعليك وعليك وعلى الأستاذ *التوبة* ، والله تعالى أعلم
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
9 شعبان 1438 هجري
2017 – 5 – 5 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
السؤال التاسع ما هو حكم حلق اللحية وما هو ادني ما يجزي من ذلك…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170508-WA0175.mp3الجواب : بعض الناس يقول خالفوا المجوس واطلقوا اللحى والحديث الاخر عند مسلم الفطرة عشرة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم منها اعفاء اللحية، والفطرة التى فطرالله الناس عليها ان الرجل يحب المراة التى لا شعر لها والمراة تحب الرجل الذي له شعر وهذه فطرة، ولكن قد تشتال الشياطين هذه الفطرة، ما هي الفطرة يعنى؟
يعنى الشئ الذي يوافق ما طبع الله الناس عليه( الشرع، الدين فطرة) الفطرة احكامها لا تتغير بتغير احوال الناس، لو ان النبي عليه السلام قال خالفوا المجوس، اذا كانت المخالفة مع الفطرة ، يصبح معنى الحديث ان المجوس لو اسلموا انتم تمجسوا، لو كانت المخالفة تراد بذلتها، لو كان المراد خالفوا المجوس لو المجوس اسلموا ماذا نفعل نحن؟
خالفوهم صيروا مجوس، هل احد يقول بهذا؟ لا ،لا احد يقول بهذا، من قال هذا والعياذ بالله صار زنديق لماذا؟ لان الاسلام فطرة، قال لو ان الكافر مجوس او غيره صنع شئ من الفطرة هل لنا ان نخالفه ونتركه، لا .. الفطرة تبقى ثابته لا تتغير فتعليق الحكم على مخالفة المجوس جهل ،يعنى ليس بالصحيح، الفطرة تبقى فطرة حتى لو ان الكافر فعلها ولو الكافر استحد هل نترك الاستحداد(حلق العانة)؟
او الكافر نتف ابطه او الكافر جز شاربه او استنقص الماء اي استنجي، هل نترك هذا؟
لا نترك هذا، لو فعلها الكافر لماذا؟ لانها فطرة، فبعض الناس يتعلق باشياء ما قال بها احد ولا يقول بها احد فاضل فضلا عن عاقل فضلا عن عالم ما يقول احد بهذا.
طيب ما هو المطلوب من اللحيه ، اللحيه واجبه وما رجل يتخيل نبي بدون لحية، تخيل نبي من الانبياء بدون لحية، طيب هل الانبياء كانوا بلحى؟
، هل نزل بالقران؟
نعم بالقران (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) طه.
من يقول لمن هارون يقول لموسى هل موسى له لحية؟ نعم له لحية، كل الانبياء لهم لحى، وكانت لحية النبي عليه السلام كثيفة وكانت تضطرب ،فعندما الصحابة يروا علي كما وصف النبى صلى الله عليه وسلم في الدارمي كان يقرا وتضطرب لحيته وهو يقرا كانت كثيفة لحية النبي صلى الله عليه وسلم ،أما أنه كان يخذ من طولها وعرضها فضعيف ،ففي الصحيح “وَفِّرُوا اللِّحَى ”
معنى وفروا اللحى اى اجعلوا اللحية وفيرة في وجوهكم، ومذاهب الائمة الاربعة يرون وجوب اطلاق اللحية، والعرب في جاهليتها قبل الاسلام (وسامحونى اخواني انى لا اتكلم عن احد بعينه )
كان الحليق هو العبد، والحاسرة هى الامة يعنى العربي يأنف ان ينكح امه،لأنه اذا نكح الامة فانجبت ولدا فولده لسيدها وليس له، فكانت الأمة تمشى كاشفة الراس ،حاسرة الراس ، اليوم الناس اماء وعبيد اسال الله ان يرحمنا، السيد الذي له السؤدد، السيد عند الناس هو صاحب اللحية، ومن كانوا يرونه حليق هذا عندهم عبد هذا حال العرب في الجاهلية. طيب متى بدأ انتشار اللحية ومتى بدأ التبرج، لما احتكينا بالغرب لما احتك بنا الغرب واستعمرنا، افسدنا وخربنا وما عمرنا بل خربنا، فيما يقال عنه ظلما وزورا عنه استعمار ،والاستعمار من العمار لما احتك بنا الغرب فخرب بلادنا وخرج من البلاد وقد خرب اخلاقنا وخرب سلوكياتنا يعني أظن لو ان جد الجد او جد الاب خرج من قبره فرأى حفيداته واحفاده لقال من انتم والله انى لا اعرفكم وانى برئ منكم، اذا راى التبرج ،ماهذا اعوذ بالله، هذا شغل الكفار ولكن نحن ألفناه فلما ألفناه اصبح الامر طبيعي جدا للاسف ونحن نتكلم في وقت فيه بقية خير اسال الله ان يحفظ الاجيال القادمة ، والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2017 – 5 – 5 إفرنجي
9 شعبان 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
⬅ خدمة الجرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام
http://t.me/meshhoor
السؤال السادس هل الأصل في المسلم الجرح أم التعديل
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-6.mp3الجواب :أنا أرى التفصيل ، الله يقول -سبحانه وتعالى- لَمَّا ذكرَ الأمانة : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) سورة الأحزاب ، وهذا جرح ؛ فالإنسان إذا أراد أن يحمل الدِين وأن يتكلم في أحكام الشرع وأن يُؤخَذ عنه العلم ؛ فالأصل أن تقوم البيانات وأن تتظاهر على وجهٍ قَوِي بأنَّ هذا الإنسان مُزكَّى وأنَّ هذا الإنسان عِالم ، فيحرُم على المُسلِم أن يسأل أي جهة من الجهات ، إذ الأصل في مثل هذه الحالة الجرح ، فيحرم شرعاً بأن تأخُذ دينك عن النت ، وعن المجاهيل ، وأن تسأل من لا تثق بعلمه ، ومن لا تثق بديانته وتقربه من ربه ، فالواجب على من يسأل أن يعلم أنَّ هذا المسؤول هو ذو أهلِية علمية من جهة وأنه مُزكى وأنه لا يُبدل ولا يُغير في الأحكام على وفق هواه ، وأنه يُفتي للبغيض بخلاف فتوى الحبيب ، ويفتي القريب بخلاف فتوى البعيد ، فبعض الناس – نسأل الله عز وجل العفو والعافية – قد يصنعون هذا ، فالأصل في الشخص إن أخذتَ عنه العلم أن يكون مجروحاً حتى تقوم عندك الدلائل الظاهرات في أنه أهل لذلك ، ما عدا هذا الأصل في الناس السِتر ، ويحرُم شرعاً أن تنظر إلى مُسلم بعينٍ فيها ازدراء وفيها احتقار بل قال علماؤنا : الواجب تحسين الظن ، بل قالوا من أسباب حُسن الخاتمة أن تُحسن الظن، وإن وَسَعْتَ حُسن الظن أرحتَ نفسك أرحت غيرك، وشر الخلق الذين يبحثون عن عورات الناس ، والذين يعملون على نشرها ، فهؤلاء – نسأل الله عز وجل العفو والعافية – احتملوا بُهتاناً وإثماً عظيماً كما قال الله عز وجل ، فالأصل بالناس الستر .
*السعيد من نظر إلى عيوبه ليتخلص منها ، والشقي الذي نسي عيوبه وبحث عن عيوب غيره ، بعض الناس لا يبحث عن عيوبه أبداً ، وإنما يبحث عن عيوب غيره ، فانظر إلى أخيك بعين فيها رحمة ، وإن رأيته قد شذ ووقع في مخالفة فالواجب النصيحة ، حتى قال أهل العلم : إذا رأيت رجل عاصياً فافترقت أنت وإياه ، فمن باب تحسين الظن فقل في نفسك : لعله تاب ، رحم الله من سلف كانوا يُبغضون أنفسهم وكانوا يأخذون على أنفسهم شديداً ، فهذه عائشة -رضي الله عنها- قالت كما في صحيح البخاري : ( كان شأني في نفسي أحقر من أن ينزل الله في قرآنٍ يُتلى إلى يوم الدين ، وانما كنت كُل الذي أظنه أن يطلع الله نبيه في المنام برؤية تنجيني منها ) ، ما كانت تَظُن أبداً أنَّ الله سيُنزِّل بها آيات الإفك ، فكان هذا من هضمها لنفسها ، وهذا هو بكر بن عبد الله المزني التابعي الجليل وهو في عرفة يقول : ( لولا أني بين الناس لاعتقدت أنَّ الله تعالى قد غفر لأهل المَوْسم ) ، يعني لأنه هو موجود فكان يخشى على أنَّ وجوده يحجُب رحمة الله تعالى عن سائر الحجيج ، كانوا يهضمون أنفسهم ، وإذا رأيتَ في رجلاً هضما في نفسه، فاعلم أنَّ العلاقة بينه وبين الله حسنة وطَيِّبة ، وإذا رأيته والعياذ بالله تعالى يُبغض الناس ويتكبر على أوامر الله وينسى نفسه فاعلم أنَّ العلاقة بينه وبين الله تعالى ضعيفة ، وهذا هو الكبر والعياذ بالله تعالى .
◀ مجلس فتاوى الجمعة
29-7-2016
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?
المسجد الأقصى مهما طال الليل لا بد أن يأتي النهار
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/كلمة-الاقصى.mp3? المسجد الأقصى.
✅ مهما طال الليل لا بد أن يأتي النهار.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أما بعد:
أخ يسأل فيقول: شيخنا بارك الله فيكم نريد كلمة منكم بخصوص القدس، وما هو الواجب علينا اتجاهها؟
الذي سمعناه خلال الأيام القليلة الماضية حول القدس، تحول تاريخي خطير جداً في مستقبلها، ومفاده وفحواه ومعناه أن الإدارة للمسجد الأقصى – نسأل الله عز وجل أن يبقيه شامخا، أسأل الله أن لا يميتنا حتى نصلي فيه، وأنه ندخله فاتحين وما ذلك على الله بعزيز- ، أن الإدارة تسلب من بين يدي المسلمين وتكون لليهود، فلهم أن يجعلوه كما رأينا ببعض المساجد وبعض الأماكن في أوزبكستان لما كانت تحت الاحتلال الشيوعي الأحمر، كانت اسطبلات خيل، قبر الإمام البخاري كان مكان لاسطبلات الخيل، تدوسه الخيل، فلا يمنع أن يكون يوم من الأيام مرقص وخمارة أو أن يكون اسطبل خيل، لأن إدارته أصبحت بيد اليهود.
والآن القائمون على المسجد الأقصى سددهم وربي وحفظهم أعلنوا أنه قد خرجت من بين أيديهم؛ لكن أرجو الله عز وجل أن لا يكون الأمر كذلك.
طبيعة اليهود لا يصلح معهم الصلح ولا المفاوضات.
أيضا من الثمار الخطيرة للخبر الذي سمعناه عن القدس؛ أن القدس الآن لا تدخل في المفاوضات، هل تكون للمسلمين أو لغير المسلمين؟
بل تكون لليهود بخالصها بشرقها وغربها.
النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من هذا تحذيرا شديدا؛ فقد أخرج إبراهيم ابن طهمان في سننه وهو من الكتب القديمة قبل الأئمة الستة، وهو صحيفة حديثية صاحبها متوفى من ( 161 ) مئة وواحد وستين للهجرة، قبل كتب السنن، أخرج بسنده عن قتادة عن أبي الخليل عن عبدالله ابن الصامت عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه – قال: ” تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل؛ أمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بيت المقدس؟
تذاكر أصحاب رسول الله، بما فيهم أبي ذر؛ أيهما أفضل؛ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المسجد الأقصى؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ” ، أربع صلوات في المسجد الأقصى تعدل صلاة واحدة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
والحديث الذي فيه أن الصلاة في المسجد الأقصى خمسمئة صلاة ، ضعيف، وهذا أصح منه.
والشاهد من إيرادي للحديث لم يأتي بعد، والشاهد قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” ولنعم المصلى هو ” ثم قال صلى الله عليه وسلم: وليوشكن لأن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الارض، حيث يرى بيت المقدس خير له من الدنيا جميعها ” أو قال: ” خير له من الدنيا وما فيها “.
شطن الفرس: السوط الذي يضرب به الفرس.
طبعا ذكرت لكم مرات وكرات ونوعت في الكلام بأكثر من طريقة أن أحاديث الفتن في آخر الزمان ما يجوز لنا أن نفهمها بأن نكون جبريين، بمعنى أن النبي أخبرنا عنها ولابد أن نكون مكتوفي الأيدي وأنها لابد أن تقع، وإنما أخبرنا عنها نبينا صلى الله عليه وسلم حتى نتخذ التدابير والإجراءات لنبعدها عنا ولنؤخرها عنا قدر استطاعتنا.
فالناس في أحاديث الفتن وسط وطرفان، والطرفان مذمومان والوسط صحيح؛ طرف لا يأبه بها ولا يلتفت إليها، وطرف ينتظر وقوعها ولا يفعل شيئا، وطرف يفهمها كفهم كلام ذاك الوالد الذي يوصي ولده إن انتقل إلى بلاد الكفر: يا ولدي أنت سترى كذا وسترى كذا وسترى كذا، فما أخبره أنه سيرى ليقع في الفساد، وإنما ليحذره، لينبهه.
محقق الكتاب ( مشيخة ابن طهمان ) يقول والكتاب مطبوع عن مجمع اللغة العربية في دمشق سنة ١٩٨٣، يقول عن هذا الحديث: ومن المؤسف أن وقائع الأحداث تشير إلى أننا في طريق تحقيق هذا الحديث الذي هو من دلائل النبوة وأن مؤمرات الأعداء على المسجد الأقصى وبيت المقدس ستستمر وتتصاعد، وتشتد لدرجة أن يتمنى المسلم أن يكون له موضع صغير بمقدار سوط الرجل أو قوسه يطل منه على بيت المقدس أو يراه منه ويكون ذلك عنده أحب إليه من الدنيا جميعاً ولا شك أنه يكون بعد ذلك الفرج والنصر إن شاء الله، ولله الأمر من قبل ومن بعد والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فاليهود لهم مطامع خبيثة، والصراع مع اليهود صراع وجود لا صراع حدود، لا يطمعون ولا يشبعون بمقدار معين من أرض، وإنما يريدون بسط نفوذهم على جميع المسلمين.
وأول مؤامرة كانت على بيت المقدس أنهم حرموا المسلم غير العربي من دخول بيت المقدس؛ المسلم الماليزي، المسلم الباكستاني، المسلم الهندي والمسلم الإندونيسي، لا فرق بين حقه في بيت المقدس وحق المقدسي، لا أقول فلسطيني بل حق المقدسي من بيت المقدس، الله عز وجل ربط بين مكة المكرمة وبين بيت المقدس، فمن فرّط في بيت المقدس فرط في بيت الله الحرام، ففلسطين ليست ملكا للفلسطينين كما أن مكة ليست ملكا للمكيين وإنما هي لجميع المسلمين.
لما حصروا قضية بيت المقدس في منظمة التحرير الفلسطينية أو في جهات معينة بدأت المؤامرة.
اليهود معتدون ولا بد أن تعلم ولدك أنهم معتدون، مغتصبون، واغتصاب اليهود عليه أدلة يقينية، أدلة متواترة، يعني الآن في مفاهيم العلم ومفاهيم الأخبار وبمقدار وقوع التواتر يحصل منا، فلو نحن الآن أخذنا ممن أصولهم منابت فلسطينية من الإخوة الحضور، فسألتك أنت من أي قرية وأنت من أي قرية وأنت من أي قرية؟، فسنرى قرى متعددة من خلال الحضور الموجودين، فنحن أمام أمرين: إما أن آباء هؤلاء الذين اخبرونا كل واحد من قرية تواطؤوا على الكذب، وإما أنهم أخبروا بواقع الحال، فلازم أن يكون هؤلاء من هذه البلاد أن يكون من فيها غاصبا معتديا محتلا سارقا، هذا أمر واقعي متواتر ، إلا أن يكون آباؤنا وأجدادنا كذابين ومعتدين على اليهود، وهذا أمر من المضحكات المبكيات، فاليهود معتدون، من أخذ بيتك فأبقى لك مكان بيت الدرج تنام فيه يجب عليك أن تقول عنه معتدي، لو رماك خارج البيت تقول أنت معتدي، فالمعتدي والغاصب لا يهدأ له بال ما دام أنه يسمع أنه معتدي.
التكييف الفقهي لليهود في أرض فلسطين معتدون لا نصيب لهم فيها، فقط ورث هذا المعنى لأولادك وعرّف ولدك أين دفن جده أو والد جده على أبعد حد، يعني والد جده مدفون هناك، إذا لم يكن جده، فهذا المعنى مهم، معنى أن يبقى اليهودي يشعر أنه مغتصب وأنه محتل.
واسأل الله عز وجل أن يلطف بالمسلمين.
اجتمعت على المسلمين الفتن من كل جانب وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالحدث الذي سمعناه مؤلم وله آثار خطيرة وخطيرة جداً.
من فضل الله علينا، إخواننا الذين يحضرون معنا بعض الدروس ويأتون بين الحين والحين ممن يدرسون في المسجد الأقصى والناس لهم إقبال عظيم بفضل الله عز وجل على دين الله هناك، وهذا يقلق اليهود ويزعجهم.
فهل الأقصى يعود بالصياح والمظاهرات والاعتصامات؟
لا والله.
المسجد الأقصى بمثابة الجرح في الكف فإذا كان في الكف حياة، التأم الجرح مع مضي الزمن، وإذا كانت هذه الكف ليست فيها حياة تعمّق الجرح؛ وأعني بالحياة حياة الإيمان وأعني بالحياة أن نقوم بما أوجبه علينا الرحمن.
فحسن تصوّر المفاهيم ومعرفة الحقائق وقوة نظرية بداية ثم بالمتاح والمقدور عليه ثم المعذرة إلى الله عز وجل، فالله سبحانه وتعالى يرفع المقت والغضب عنا.
موضوع القدس واجب، والواجب موزع على الرؤوساء، والشعوب، وعلى الأفراد، والافراد مختلفون في التحمل، فالإعلامي ليس كغيره، والعالم ليس كغيره، وهكذا.
فإن حمَلَ كل منا الأمانة بالمقدار الذي أوجبه الله عز وجل سهل الخطب.
المهم مهما اسود الليل ومهما وقع تبقى الأمور النظرية والتصورات العلمية صحيحة لا يلحقها خدش ولا خلل ولا خطل ولا خطأ.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
20 ربيع الأول 1439 هجري
8 – 12 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
السؤال السابع ما رأيكم بعلم الكلام وكيف يرد على من يقول إنه علم شريف…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-7.mp3الجوابُ: أصحابُ عِلْمِ الكلامِ كانوا في مَتاهاتٍ ، وكانوا يتكلَّمونَ كلامًا لا يُوصلُ إلى اليقين، ولذا كان الإمام الشافعيُّ – رحمه الله تعالى – يقول :” حُكْمِي في أهلِ الكلامِ أنْ يُطافَ بهم في البَوَادِي ، والوديانِ ، وأنْ يُرمَوا بالحجارةِ والعَسيفِ ، وينادي منادٍ ويقول : هذا جزاءُ مَنْ تَرَكَ كِتابَ اللهِ وسنَّةَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأقْبَلَ على عِلْمِ الكلامِ ” ، وكان الإمامُ أبو يوسف يعقوبُ بنُ إبراهيمَ يقول :” العلمُ بالكلامِ جَهْلٌ ، والجَهْلُ بعلمِ الكلامِ عِلْمٌ”، العلمُ بهِ جهلٌ ، والجهلُ به علمٌ ، وَأعيانُ رؤوسِ عُلماءِ الكلامِ كالفَخْرِ الرازيِّ ، وغيرِهِ كانوا يقولون : ” يا ليْتَنَا نموتُ على عقيدةِ العجائزِ” ؛ لأنَّهُ علم الكلام يُدْخِلُ الشَّكَّ ، ويُدخِل الريبَ في القلبِ.
لَعَمْرِي لَقَدْ طُفْتُ المَعَاهِدَ كُلَّهَا وَسَيَّرْتُ طَرْفِي بَيْنَ تِلْكَ المَعَالِمِ
فَلَمْ أَرَ إلَّا وَاضِعًا كَفَّ حَـــائرٍ على ذَقْنٍ أو قَارِعًا ســِــنَّ نَادِمِ
فيقولُ : طُفْتُ فما وجدتُ يقينًا ، اليقينُ والإيمانُ الفطريُّ هو المطلوبُ . الإيمانُ العقليُّ ومعرفةُ أنَّ اللهَ حقٌّ بالعقلِ لا يُنَجِّي عندَ اللهِ ، قد يعرفُ عبدٌ أنَّ اللهَ حقٌّ ، لكنَّه لا يعرفُ النبيَّ ، ولا يعرفُ الرِّسالةَ ، فقط أنَّهُ دَرَءَ الإلحادَ عن نفسهِ ، فهذا كُفْرٌ ، كُفَّارُ مَكَّةَ ما كونوا مُلْحِدِين .
يدَّعونَ أنَّ معرفةَ علمِ الكلامِ ثمرتُهُ رفعُ الشَّكِّ ورَفْعُ الرَّيْبِ . إنَّ الإلحادَ ، ورفعَ الشَّكِّ ، ورفعَ الرَّيْبِ أمرٌ طارئٌ على الإنسانِ ، لا سِيَّمَا إنْ أصابَتْهُ الشِّدَّةُ فإنَّ فِطْرَتَهُ إنَّما تلجأُ إلى اللهِ – عز وجل – ، لذا سأل دَهْرِيٌّ أبا حنيفةَ عن دليلٍ على أنَّ اللهَ حقٌ فقال : ” هل ركبتَ البحرَ؟ قال: نعم ، قال : هل اضطرَبَتْ بكَ الأمواجُ ؟ قال : نعم ، قال : هل شَعَرْتَ أنَّ فيكَ شيئًا يَعلمُ أنَّ هُناكَ قوةً تُنقِذُكَ ؟ قال : نعم ، قال : هذا هو الدليل”. يعني: الشيءُ الفطريُّ الموجودُ في داخلِ الإنسانِ.
فعِلمُ الكلامِ يقولون : ثمرتُهُ رفْعُ الشُّبَهِ ! بالعكس ثمرةُ عِلمُ الكلامِ إدخالُ الشُّبَهِ على الإنسانِ، فعِلمُ الكلامِ يُدْخِلُ الشُّبَهَ على الإنسانِ.
القَصَيْمِيُّ معروفٌ ، كان مِنْ شيوخِ الأزهرِ، ولهُ مباحثُ مع شيوخِ الأزهرِ في نُصْرَةِ السُّنَّةِ ، وله كتابٌ في تأويلِ مُشْكِلِ الأحاديثِ ، ” رفعُ التعارُضِ بين الأحاديثِ ” أظُنُّهُ مِنْ أحْسَنِ الكتبِ، ثُمَّ – والعياذُ باللهِ تعالى – ارتَدَّ وخرجَ مِنَ الدينِ ووصَلَ إلى الإلحادِ ، فجاءَ مجموعةٌ مِنْ عُلماءِ المملكةِ ، وذهبُوا إلى مِصْرَ وجلسُوا معَهُ ، وناقشُوهُ ، فقال : ” أوْصُوا تلاميذَكُم أنْ لا يخوضُوا في علمِ الكلامِ، فإنَّ الذي أنا فيه إنَّما هو ضحيةُ عِلمُ الكلامِ ، أنا وصلْتُ إلى ما وصلْتُ إليهِ لأنِّي أعرضْتُ عن الكتابِ والسنَّةِ واشتغلْتُ في تفاصيلِ عِلمِ الكلامِ ” ، فتفاصيلُ عِلمُ الكلامِ تُوصِلُ العبدَ إلى الإلحادِ ، وتُوصِلُ العبْدَ إلى الشُّكوكِ، فلا أنْصَحُ أبَدًا بعِلمِ الكلامِ.
مجلس فتاوى الجمعة 29 – 7 – 2016
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
السؤال الثالث ماهو الراجح في مسألة المجاز في اللغة الجواب
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/AUD-20170211-WA0030.mp3المجاز اختلف أهل العلم على ثلاثة أقوال:
القول الأول :
بعض أساطيل اللغة أئمة اللغة كابن فارس ينفي أن يكون في اللغة أصلًا مجاز.
القول الثاني :
بعضهم نفى أن يكون في في الأسماء والصفات مجاز.
القول الثالث :
أثبت المجاز في كل شيء .
صفات الله تعالى وأسماؤه على الحق والحقيقة؛لأن ذات الله ليست كذواتنا ، فأسماؤه وصفاته ليست كأسمائنا ولا كصفاتنا،وعدم الإيمان بأسماء الله وصفاته؛بسبب أننا نحن متلبسون بهذه الصفات ،فاسد، وفساده تشبيه المخلوق بالخالق ، ومن المعلوم أنّ صفات المخلوقين إذا أضيفت إلى ذوات مختلفات؛فإنها تختلف باختلاف الذوات،فلما نقول رأس نقول رأس امرأة،نقول رأس جمل،نقول رأس جبل،كل صفة تختلف باختلاف الإضافة للذوات فلا يجوز أن نقول الله جلّ في علاه له يدان نحن لدينا يدان وليس لله يدان ،فوجود المجاز في الأسماء والصفات باطل،وما عدى ذلك فالأمر أمر لغة،علمًا أن الإمام أبا عبيدة معمر بن المثنى ألّف كتابا مطبوعا في مجلدين سماه مجاز القرآن وكان مراده بالمجاز الغريب ، حينئذ الإختلاف أصبح اختلاف اصطلاحات .
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مئات المواطن من كتبه يرد على من أثبت المجاز وتوسع فيه وبعض الناس يتوهم أن المجاز -يعني هذه اللفظة مجاز -هي من المجاز والصواب أنها ليست من المجاز ، مثل تسأل القريه قالوا القرية لا تسأل فاسألوا اهل القريه،لا هي حقيقة حق وحقيقه مثل الذوق.
شيخ الإسلام له تفصيل طويل في الذوق وأن الذوق لايلزم منه الذوق باللسان فالذوق يكون أيضا يستخدم في غير اللسان استخداما عربيا أصيلا وليس مجاز ولا استعارة ، وهذه مسألة تصبح أقرب منها للغة من كونها من الشريعة .أما أسماء الله تعالى وصفاته؛ فالواجب إثباتها كما هي والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
13 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 10 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
هل من مسح رأسه الربع على المذهب الحنفي وهو يعتقد المذهب الحنفي هل وضوءه باطل
أولا: ليس مذهب أبي حنيفة الربع، إنما مذهبه الشعرة والشعرتين، والثلاثة تجزئ، وإجزاء الربع هو مذهب الشافعية، والراجح لما قلنا أكثر من مرة، أن الواجب استيعاب جميع الرأس، وهذا مذهب مالك وأحمد، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مسح على شيء من شعره إلا بالعمامة، ومن غير عمامة ما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم مسح على جزء من شعره.
لكن لو أن رجلاً اعتقد في مسألة مذهباً ما بناءً على الدليل، وأنا اعتقدت خلافه، فليس لي أن أفقه أو أبدعه، فلو مثلاً دعينا على طعام، وقدم على المائدة طعام فيه لحم إبل، وكان معنا إمام مسجد، وهو يعتقد أن أكل لحم الإبل ليس ناقضاً للوضوء فصلى بنا دون أن يتوضأ [فهل نترك الصلاة خلفه] ونقول هو فاسق تارك صلاة يصلي من غير وضوء، لا يجوز هذا، فهو متأول مخطئ، فهذه المسائل ينبغي أن نعتني بها، وننتبه لها، فمراعاة خلاف العلماء من سمات الموفقين، فإن رأيت أخاً لك خالفك في رأي، وهذا الرأي محتمل ، فيكون الأمر بين صواب وخطأ، وراجح ومرجوح، ولا تضلله ولا تفسقه ولا تبدعه، فليس لك ذلك.
فلو أن امرأة معروف عنها التقوى والورع والعفاف والصيانة ، زوجت نفسها بنفسها، نؤثمها، لكن لا نقول عنها زانية، إن كانت تعتقد مذهب أبي حنيفة.
أما من يلف ويدور ويبحث عن مثل هذه الرخص والخلافات فهذا الذي يُزجر، ويُؤمر، ويُنهى.
السؤال السادس عشر هل العامي مخير في فتوى من يتبعه في المسائل…
الجواب : لا ..العامي ليس بمخيّر ّ ، الله يقول :{ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
قال أئمة التحقيق : لمّا جلّ في عُلاه أمرَ من لا يعلم أن يسأل من يعلم ، المُراد أن يقطع عليه الاختيار ! العاميّ لا يُترك في اختياره !
يعني مثلًا في عدّة أقوال ، نختار أي الأقوال أصوب ؟
الإنسان بلغه في مسألة فقهيّة عدة أقوال ، ما هو الصوابُ فيها ؟
إذا تركنا لهُ الخيار فهذا يفتح باب الهوى !
والله أمر من لا يعلم أن يسأل من يعلم حتّى يُبعِد عنه الهوى ، فمنهم من قال يختار القول الأكثر ، ومنهم من قال يختار القول الأثقل ، ومنهم من قال يختار القول الأسهل ، ومنهم من قال يتخيّر ، ومنهم من قال يختار قول الأعلم ..
والصواب أنّ الواجبَ على العبدِ في حالِ جهلهِ وعدم معرفتِهِ في مسألةٍ ما أن يختار قول أعلم من يظنّ في هذا الباب ،، علمًا أن العلوم تتجزأ ، فالصحّابة :
كان معاذ أعلم النّاس في الحلال والحرام ..
وكان زيد بن ثابت أعلم النّاس بالفرائض ..
وكان علي بن أبي طالب أعلم النّاس بالقضاء..
وهذا يُسمّى عند علماء الأصول ، يقولون الاجتهاد يتجزّأ ،، الاجتهاد أبواب ، قد تجد إنسان عالم في المناسك كعطاء !! عطاء كان أعلم من الصحابة في المناسك !
قد يكون عندنا شخص آخر أعلم بالفرائض ، ولا نأخذ منه مناسك. فأنت المطلوب منك أن تتّبع أعلم من تظن في هذا الباب، من هو أعلم من تظن ؟ الواجب عليك أن تتّبعهُ ، والله تعالى أعلم .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٥/٦
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?
السؤال الرابع والعشرون سؤال من جامعة العلوم التطبيقية نرجوا من شيخنا الفاضل أن…
الجواب : العُقولُ مُتفاوِتة ، والعُقولُ نِسبيَّة ، ولَو رَدَدْنا الأحاديثَ بِالعُقولِ ، فكلُّ حديثٍ لا تَفهَمُهُ فَهمًا صحيحًا تَردُّهُ !
مثلًا ابتُلينا بِرَجُلٍ في هذا الزمانِ وهُو قد تُوفّي – أسألُ الله أنْ يتجاوَزَ عنهُ – اسمُه ” جمال البنَّا ” أخو حسنْ البنَّا مُؤسِس الإخوان المُسلمين .
جمال البنَّا رجلٌ مُجرِم ؛ يَردُّ الأحاديثَ بِعقلِه بِجُرأة وقِحَة وسُوء أدب بطريقةٍ غريبةٍ ، المُشكلة في الفَهم ؛ لمَّا يكون فَهمُك َللأمر خطأ هُنا المُشْكِلَة ؛ مثلًا : في صحيحِ مُسلِم اذا مات ابن آدم ففي الحديث : ” يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاَثَةٌ ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ : يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ ” ؛ فيقولُ جمال البنا المُسلِمون ليست عندَهم عُقول ! من يموتُ ويَتبعُهُ مالُه ! كيف تُصدِّق أنَّ هذا من قَوْل النَّبي !! استخدم العقل !
قال من يموت ويَتبعُهُ مالُهُ ! هذا جُنون !!!.
فهذا الرجل لا يميز أن أغلب أموالِ النَّاس قديمًا كان من الدَّواب، والنَّاس كانت تُدْفَن على الدَّواب ويتبَعُهُ مالُهُ ، لم يكن عندَهم أرصدة في البنوك ، والنَّبيُّ – صلَّى الله عليه وسلّم – يقولُ لِعَوْف بن مالك الأشجعيْ في صحيح البُخاري : ” يا عَوْف اعدُدْ ستًّا بين يديّ الساعة …( خصال ) ” فذَكَر النَّبيُّ – صلّى الله عليه وسلّم – من بينها : ” اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ” ؛ يُعطى مئةُ دينارٍ ويظلُّ ساخطًا !!
لعلَّ المِئةَ دينارٍ في ذلك الزَّمان ما كُنتَ تجِدُها في جميع المدينة ! ما كان عندَهمْ أموال ، فالحافِظُ ابن حجرٍ العسقلاني في فتح الباري لمَّا عَرَّفَ المال ،
قال : السَّاكِتُ النَّاطِق ؛
قالوا: ما معنى السَّاكتُ النّاطق ؟
قال: السَّاكت أي الأرض والدُّور والنَّاطق هو الدَّواب
هذهِ هيَ أموالُهم ، أموال القَوْمِ ساكتٌ وناطق ؛ فالساكت هي الأراضي التي يزرعون ، والدُّور التي يسكنون ، والنَّاطِق هي الدَّواب التي يرْكَبُون ، فلمَّا تغيَّرَ طبيعةُ المالِ ، ولم يقتضي الإنسان بِالمُرادِ من المال في زمنِ النَّبيِِّ -صلى الله عليه وسلّم – فقاسَ الحالَ على الماضي ؛ استشكلَ الحديث !!
فلو تَذَكَّرَ الحديثَ وحالُ المالِ ومعنى المال في الزَّمنِ الذي صدرَ فيهِ الحديث ، فالعقلُ لن يَرُدَّ الحديث ، فالعقْلُ يَرُدَّ الحديث أحيانًا بأسبابِ تَغيُّرِ الأحوالِ ، ولذا لا يجوزُ أن نُطلِقَ العَقْل ونَرُدُّ الأحاديثَ لأنها لا ترْكَبُ على عُقولِنا ، إذا كانت العِلَّةُ في عقلِك !! ماذا نفعلُ لك !!
المجنون هل يَتَّهِمُ عقلَهُ ؟ ، من الذي يَتَّهِمُ عقلَهُ ؟! أكْمَلَ الخلق الذي يَتَّهِمُ عقلَهُ ، لذا قَوْلُ عمر بن الخطّاب : اتَّهِموا رأيكُم على دينِكم ” ، دلالة على الكَمال في حقِّ عُمر ، هذا من مناقِبِ عُمر أن تتَّهِم عقلك ، أمَّا النَّاس اليَوْم ما أسْهَل أن ( تَرُدَّ) الحديث ، لماذا تَرُدُّ الحديث ؟ لأنَّه هو فاهم الحديث والدِّين بشكل خاطِئ ، فهو فاهم الحديث خطأ .
التقيْتُ مرة مع شخص مُعتَزِلي مرَّة( هو أيضًا قد تُوفِّي ) في بعضِ المكتبات ، قالِ لي : أنتَ فُلان ، قلتُ لهُ : أنا فُلان ، فترَكني و ركَضَ وأتى بصحيحِ البُخاري ( جاءَ بالبُخاري بين يدَيْه ) فَهِمتُ منه ماذا يُريد !
قال : ما رَأيُك بهذا الكتاب ؟
قُلتُ : هذا كتاب فيهِ أحاديث صحيحة
قال: معْقول كُلُّ ما فيهِ صحيح ؟!
قلتُ: كل ما فيه صحيح .
قال: سأفتَحُ لكَ على أي حديث وسأردُّهُ ،
قلتُ : لماذا ترُدُّهُ ؟
قال : أنتم ليس عندَكم عُقول !! أنتم تَقْبلون بدون َعقل !! أمَّا أنا فأُفكِّر .
فسألتهُ : العقلُ واحدُ أم العقل نِسْبي؟
هل عقلُ النَّاس واحد !يعني لمَّا الأحاديث تُعرض على كُل النَّاس ، الكلُ يَرُد أم أُناس تَرُد وأُناس تَقبل ، العقل النِّسبي .
قلتُ لَهُ : أنا أقبل أن تَرُدَّ الحديث بعقلِ أهلِ الصَّنعة ، ليسَ بِعقلِكَ المُجرَّد ، عقْل أهلُ الصَّنْعة ، ما معنى عقْلُ أهلِ الصَّنعة ؟ أي عقل المُحدِّث .
أنا أسألُكم الآن ، يا من تَعرِفون لنا من عِلم مُصطلَحِ الحديثِ ، أليسِ عندَنا حديث في المُصطلح يُسمّى حديث شاذ ويُسمَّى حديث مُنكر !! لمَّا جعلنا نوْعًا للحديث الشاذ ونوْعًا للحديثِ المُنكر ، وكِلاهُما من الأحاديثِ المُعلَّة ، لماذا حكَمنا على هذا بِأنّهُ شاذ أو بِأنّهُ مُنكر ؟ لِعَدَمِ مُوافقتهِ للعقْلِ الحديثي ، العقْل الحديثيْ كيفَ عرَفَ بأنّهُ شاذ أو مُنكر ؟
حديث خالفَ سائر الأحاديث نَرُدُّه ! لكن لا نُطلِق الأمر للعَنان هكذا ، فأنا لمَّ أرُدَّ الحديث بالعقْل ، العقْل الذي يَرُدَّ الحديث هو عقلُ صاحبِ الصَّنعة ، أنتَ في مِهنتك ، أتقبَلُ أن يأتي أحد ويعتدي على مِهنتَك ويخوض فيها ويقدح ويتكلَّم فيها من لا يَعلَم ؟! غير مقبول ! غير مقبول أي إنسان إن كان معتوه أو مجنون ويتخيَّل شيئًا فأصبَحَ يَقبل ويَرُد هكذا ، وإلَّا ما أصبحَ لنا دين ، وإلَّا فَتحنا بابًا على المُشغبين المُلحدين بِأن يَطعنوا بكتابِ الله رب ِّالعالمين !!
هُنالِكَ بعض الآيات في كِتاب الله جلَّ في عُلاه عندَ بَعضِ العُقول لا تقبَلُها ، فإذا دخلتَ على السُّنَّة وفتحت البابَ واسِعًا بِأن تَرُدَّ الأحاديث في السُّنَّة ، فهذا مدعاةٌ لأن تَدخُلَ على الكتاب ( القرآن) وتقول هذهِ الآية لا أقبلُها وهكذا ! والله يقول : { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا } [ الإسراء:٦٠] ، هل العقْل يَقبَل أن يكون هُناكَ شجرةً ملعونةً في النَّار !! شجرة في النَّار ، أَتُصدِّق ؟ نعم أُصدِّق ، لأنَّ الأمرَ مرَدُّه على قُدرةِ الله ، هل الله عاجز – جلَّ في عُلاه؟- وهو الذي قد أخبَرَني في كِتابِه – وأنا لا أشُك قيدُ أُنْمُلة أنَّ هذا الكلام من كلام الله تعالى – أنَّه يوجد شجرة ملعُونة في القرآن ، نعم، يوجد شجرة ملعونة في القرآن ، ولا تأكلها النَّار، طبعًا اليوْم العِلم يُفسِّرُ هذا ، اليوْم أنا رأيت بعض المشاهد في بعضِ النِّيران ، النَّار تبقى مع وجود الشَّجر ! بعض الزنادِقة في زمن شيخُ الإسلامِ ابن تيميِّة كانوا يضعون مواد، كانوا ينتَسبون للرِفاعيِّة ، فكانوا يضعونَ مواد على أبدانِهم تحُولُ دونَ وصولِ النَّار إلى الجلد ، وكانوا يدخلون النِّيران ويخرجون منها ، وكانوا يُغرِّرون حُكَّام بِلادِهم في ذلك الزَّمان ، ويَعتَقِدون أنَّهم أولياء لله وأنَّ علامةَ وِلايَتهم دخولُهم النَّار وأنَّ النَّار لا تَأكُلُهم ، فجاءُوا إلى شيخِ الإسلامِ ابن تيميِّة وتَحدُّوهُ ، فتَحدَّاهم وقالَ : أنا أدخلُ وأنتم تدخلون لكن قبلَها تغتسلون بِالماءِ الحار وبكذا وكذا ، ثُمَّ أنا أدخُلُ ، إن دخلتُم دخلتُ وراءكُم ، أمّا تُدلِّس وتُكذب على النَّاس وتضع على جِلدَك مواد وتدخُل النَّار وتقول : أنا وليُّ الله وأنتَ والعياذُ بالله زِنديق !! وأنت ترتَكِبُ المُحرَّمات وصاحب لِواط وصاحِبُ أكل الحشيش ( كانوا أكلة حشيش وأصحابُ لِواط ) ، معروفٌ عنهم ؛ يلُوطون بالصِّغار ويأكلون الحشيش ويقولون نحنُ أولياءٌ لله ، كيف أنتم أولياء لله !! كيف أنت وليٌّ لله وانت تفعلُ المُوبِقات !! أنتَ واضُع شيء على جِلدِك وتدخُلِ النَّار ، اغتسل بالماء الحار وأدخُل أنا وإياك ، فكانَ يقول شيخُ الإسلام لو دَخلوا لدخلتُ وراءهُم ، فالله لا يُضيِّعُ الصَّادق ، فالشَّاهد هُنا أنَّ لله حِكَم ؛ أنَّه مُمكن أشياء أنتَ لا تَقبلَها ، ولكن يوجد أشياء قد تكون مُشاهَدة ! كَمْ من شيءٍ تُشاهِدُهُ والعقلُ لا يُحيطُ بهِ ، قال تعالى : { وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } [ البقرة :٢٥٥] ، والعقْلُ لا يُمكن أن يُحيطَ بهِ جميعُ حِكمِ الله سُبحانه وتعالى وأوامره ، فهوَ السَّيِّد سبحانه وتعالى ، فالعقلُ أمرٌ نِسبيٌّ والعقلُ ليسَ واحد ؛ عقلي ليس مثل عَقلُك ، ودائِمًا نقولُ فيما سَمِعناهُ من مشايِخِنا – رحمهم الله – أنَّ الله جلَّ في عُلاه لمَّا وزَّع الأرزاقَ ، لَمْْ يقبلْ أحَدٌ بِرِزقه ، ولمَّا وزَّع الله العُقول الكُلٌّ رَضيَ بِعقلِه ، حتى المجنُون يقول : يا سلام لو عقلِ النَّاس مثل عقلي ما حصَلَت مُشكِلة في الدُّنيا ، يعني المجنُون يرى عقلَهُ فوْقَ عُقولِ الخَلق ، فالكُل راضٍ بعقلِهِ ، ولكن الرِّزق لا يوجد أحد راضٍ برزقِهِ وإلى الله المُشتكى ، فإذا واحد يُريد أن يَجعلَ عقلَهُ حَكَمًا على دينِهِ وحَكمًا على رَبِّه فهذا خطأ ، الِعلمُ والعقلُ أيُّهما أفضل ؟ أيُّهما يُقدَّم على الآخر ؟ العِلم ،
ولِذا الشَّاعر يقول في أبيات جميلة في مُقارنَةً بينَ العِلمِ والعقلِ ) :
عِلْمُ الْعَلِيمِ وَعَقْلُ الْعَاقِلِ اِخْتَلَفَا
مَنْ ذَا الَّذِي فِيهِمَا قَدْ أَحْرَزَ الشَرَفَا
فَالْعِلْمُ قَـــــــالَ أَنَا أَحْرَزَتُ غَايَتُهُ
وَالْعَقْلُ قَــــالَ أَنَا الرَّحْمَنُ بيْ عُرِفَا
فَأْفْصَحَ الْعِلْمُ إفْصَاحَاً وَقَـــالَ لَهُ
بأَيِّنَا اللهُ فِيْ فُــرْقَــانِــــــهِ اِتَّـصَـفَـا
فَبَانَ لِلْعَقْلِ أَنَّ الْعِلْمَ سَــــيِّــدُهُ
وَقَبَّلَ الْعَقْلُ رَأْسَ الْـعـِلْـمِ وَاِنْصَرَفَـا
فالعِلْم مُقدَّم على العقْل ، فيا من يَرُدُّ الأحاديث أو الآيات بالعقْل ، أقولُ لكَ بإيجاز : العِلمُ مُقدَّمٌ على العقل ، قدَّم العِلم على العقل ، والعقل يغر صاحِبَهُ ، وكم من إنسان سبَبُ تعاسَتِهِ في دُنياه ذكاؤُه أو أنَّه يعتقِدُ أنَّه ذكي ، نسألُ الله أن يَعصِمُنا من كلِّ ضُرٍ ومن كلِّ شَرٍ .
مَجلِسُ فتاوى الجُمعة : 5 – 8 – 2016
↩ رابِطُ الفتوى :
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-24.mp3◀ خدمةُ الدُّرَرِ الحِسان من مجالِسِ الشّيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?