السؤال:
أخ يقول هل يجوز الصلاة في البيت -صلاة الفريضة- حتى يقوم بأهله الصلاة، ويحثّهم على الصلاة، فإنه إن لم يفعل لا يصلون؟
الجواب:
قال أريد زوجتي تصلي، فاترك الجماعة وصلي في زوجتك، وإذا أنت ما صليت مع زوجتك، زوجتك لا تصلي، والله هذا تلبيس من تلبيسات الشيطان أن تسأل هذا السؤال.
الأصل في الجماعة ان تكون في المسجد، والأصل تُصلي صلاة جماعة في المسجد، ثم تأمر بالصلاة، قال تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ) سورة طه (132).
اصطبر، الله ما قال اصبر قال اصطبر، علماء التفسير يقولون: الزيادة في المبنى زيادة في المعنى، يعني اصطبر تعني اصبر واصبر واصبر واصبر، اصطبر فيها زيادة في المبنى، المبنى فيها زيادة (الطاء)، بدل واصبر قال واصطبر.
(واصطبر عليها) واسمع هذه البشارة الجميلة، وما أكثر حب الناس للدنيا! قال: (لا نسألك رزقاً)، قال أهل العلم: أَمْرُ الأهل بالصلاة سبب من أسباب التوسيع في الرزق، إذا أردت أن الله تعالى يوسع عليك في رزقك فأمر أهلك بالصلاة، افحص حالك، لما تأمر أهلك بالصلاة افحص الرزق الذي يأتيك، وأنت تأمر أهلك بالصلاة وكذلك وأنت غافل عن أمر أهلك بالصلاة ستجد أن رزقك وأنت تأمر أهلك بالصلاة أكثر من رزقك وأنت لا تأمر أهلك بالصلاة، والآية واضحة، (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ)، فمن أسباب السعة في الرزق والبركة في الرزق هذا الأمر.
فالأصل أن تأمر أهلك بالصلاة، والأصل أن تصلي الصلاة في جماعة، ولا تصلي في بيتك، وتقول والله إذا ما صليت في البيت أهلي يتركوا الصلاة، هذه استدراج من الشيطان، الشيطان أول ما يَستدرج العبد يجعله يترك صلاة الجماعة، فإذا أفلح في أن يجعله يترك صلاة الجماعة تصبح الصلاة عليه ثقيلة، فيبدأ الآن يبدأ يشتغل معك بعد تركك للصلاة في المسجد.
نسأل الله عز وجل العفو والعافية.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخ يقول: ما توجيهكم حتى يحافظ المصلي على الخشوع في الصلاة.
الجواب:
أول ما يُرفع من الأرض الخشوع -نسأل الله عز وجل العافية-. والخشوع سر بين العبد وربه، يحتاج العبد أن يتوسل إلى الله وأن يسأله أن يرزقه الخشوع في الصلاة.
وهنالك أسباب للخشوع منها حفظ القرآن، بمعنى أن تكون قراءتك مما حفظت حديثاً، حتى تخرج صلاتك عن الشيء الراتب.
بعض الناس صلاته يقول الله أكبر ثم يقرأ الفاتحة وبعد الفاتحة كل واحد يقرأ سورة قصيرة ويركع ويقوم، والأذكار هي هي، الحفظ هو هو، يتكلم لسانه ولا يُمرّر ما يتكلم على قلبه، فهي روتين. فإن حفظت جديد تحتاج لتركيز، فمن أسباب الخشوع في الصلاة أن تبقى على صلة مع القرآن وأن تبقى تقرأ في صلاتك من محفوظك الجديد، ثم أن تُغيّر أذكار الركوع والسجود.
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول أذكار كثيرة، دعاء الاستفتاح، دعاء الركوع،دعاء السجود،سبحان ربي العظيم،سبحان ربي العظيم وبحمده، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، سبوح قدوس رب الملائكة والروح..إلخ. أذكار الركوع والسجود تختلف، تُخرج الصلاة عن كونها مألوفاً وعادةً إلى كونها ذِكراً، فهذا من المهمّات وهذا من أهم الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة، هذه من الأسباب التي تُعين على الخشوع في الصلاة.
لا تكون الصلاة على المعهود والشيء الراتب.
قال أهل العلم:
أثر تنوع الأذكار على القلب كأثر تنوع الطعام على البدن.
فكثرة المساس تُفقد الإحساس.
أجمل طعام وألذ طعام كُلهُ مرة ومرتين وثلاث وأربع وبعدين؟
بعدين خلاص.
لذا بعض الناس يشكو وحُقَّ له أن يشكو، يقول أنا أول قدومي على الله وأول توبتي كنت أصلي صلاة جميلة وأجد قلبي وأجد خشوع في صلاتي وبعدين ذهب هذا، ما هو السر؟
السر صار عندك العبادة روتين وعادة.
فلما صارت روتين وعادة ذهب السر.
أما في أول إقبالك على الله ما كانت هكذا،
ما كانت على هذا الحال.
ولذا من أسباب الخشوع في الصلاة ألا تكون عادة وروتين وإنما أن تنوع كما نوع النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وكذلك مثل هذا قراءة إمام المسجد نفس الآيات في الصلاة.
فما أجمل أن تصلي خلف إمام يُسمعك كتاب الله، لما الإمام يقرأ القرآن كاملاً.
أما إمام يقرأ يقرأ يقرأ بنفس الآيات يعيد الآيات هي هي فلعل الناس يحفظون ما يحفظ الإمام.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال :
يقول ذهبت الى مكان جديد ، واجتهدت في إيجاد اتجاه القبلة وصليت المغرب ، وفي صلاة العشاء عرفت اتجاه القبلة أنها ورائي هل أعيد صلاة المغرب؛ مع العلم أني استدرت في الركعة الثالثة من صلاة العشاء؟
الجواب :
يعني صلى صلاة معاكسة.
إن قصرت لعدم معرفتك لاتجاه القبلة فالواجب عليك الإعادة ، وإن لم تقصر فقد أديت ما فرض الله تعالى عليك ، وعلى كل حال لو أعدت فالأصل في العبادات الاحتياط ، لعلك أنت الآن محتار هل قصرت أم لم تقصرت ، فمع هذه الصورة الأصل أن تعيد الصلاة ، ولكن إن اجتهدت فسألت من اعتقدت أنه يعرف القبلة فدلك فامتثلت ثم تبين لك الخطأ فحينئذ أديت الفريضة .
يعني واحد في فندق ما يعرف القبلة ، فسأل رجل أين القبلة؟
قال له: هكذا .
فصلى.
من هذا الرجل؟
أنت ما تعرفه.
لو سألنا هذا الذي دلك تعرف القبلة؟ قال لا أعرفها.
أنت تصلي ؟
قال لا أصلي .
كيف قال القبلة هكذا ، هذا قصر أم لم يقصر؟
قصر.
ما يجوز أن تسأل أي واحد.
لكن سألت وبحثت ودلك من هو على هداية فأنت فهمت خطأً ، إن حصل الخطأ منك الإعادة أفضل وهكذا.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
إمام مسجد يختم القرآن في الصلوات الجهرية، فلو قرأ في ركعة إلى منتصف الصفحة وفي الركعة الثانية تجاوز آيتين، هل يُفتح عليه؟
الجواب:
لا.
الإمام إذا ترك بعض الآيات عن قصد لا يُفتح عليه.
أولاً: هو لم يستفتح حتى يفتح عليه .
وثانياً: هو قرأ صواباً.
يعني قرأ ثم في الركعة الثانية ترك بعض الآيات هذا الترك مقصود، عند الإمام هذا الترك مقصود، والصعب في القرآن هو موضوع الآيات المتشابهات.
لذا سبحان الله حافظ القرآن لا يخرف، الذي يحفظ القرآن لا يخرف يبقى بعقله ويبقى دقيقاً جداً في فهمه للأشياء وفي الربط بين الأشياء، القرآن له بركات لا يعلم بها إلا الله عز وجل.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال :
حكم قراءة إمام المسجد نفس الآيات في الصلاة ؟
الجواب :
الأصل في الإمام أن يكون أقرأ الناس ، واذا عمل أحدكم عمل فإن الله تعالى يحب منه أن يتقنه ، فالإمام الأصل فيه أن يزيد حفظه ، ولا يكرر محفوظه في أداءه للصلوات .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال :
هل يجب التكبير خلف الإمام إذا كبر عند الركوع والسجود والانتقال ؟
الجواب :
قطعا ، الأصل في فعل الإمام والمأموم أنه واحد ، الإمام يجهر والمأموم يكبر في سره.
تكبيرات الركوع والسجود وتكبيرات الانتقال، ففي الحديث(( فإذا ركعت فاركعوا وإذا سجدت فاسجدوا )) إلى آخره ، فهذا أمر عام للإمام والمأموم ، والأصل في صلاة المأموم أنها صلاة الامام .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخ يقول أنا أقرأ في صلاتي ومررت ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ عِندَ رَبِّكَ لَا یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَیُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ یَسۡجُدُونَ ۩﴾ [الأعراف ٢٠٦] فتحيّرت هل أُسبِّح ثم أسجد؟
الجواب:
المطلوب منك في الشرع أن تسجد، والله جلّ في علاه علّمنا عن الملائكة أنّهم يسبِّحونه وأنّهم لا يعصونه وأنّهم يمتثلون أمره حتّى يكونوا لنا نموذجًا نتشبّه بهم، حتّى شيخ الإسلام لما ذكر ﴿لَّا یَمَسُّهُۥۤ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة ٧٩] وقال هذه الملائكة، قال شيخ الإسلام: إذا كان الملائكة لا يمُسُّونه وهم المطهَّرون فهذا من باب أولى في حق الخلق فكان ينبغي عليهم أن يتشبَّهوا بملائكة الله سبحانه وتعالى.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
السؤال الكثير الذي يتردد دائما في مثل هذه الاوقات ، كثر اللغط في المساجد واختلفوا ما بين تفريط وإفراط في مسألة الجمع بين الصلوات ، فما الضابط في المسألة ؟
الجواب:
أولا: الضابط الفقهي في مسألة الجمع بين الصلاتين أن يطرأ عذرٌ يمنع بعض كبار السن من الصلاة جماعةً في المسجد ، وتقدير ذلك للإمام ، فإن وجدت الإمام تساهل صَلِّ معه بنية النافلة وانصحه إن كنت طالب علم وعندك حجة وبرهان ، وإذا رأيت لا يوجد جمع صَلِّ كل صلاة في وقتها وحدك ، وإذا صار الجمع بين الصلاتين لا تفارق الجماعة صَلِّ بنية النافلة.
الأمر سهل.
فاللغط والخلاف في المساجد من أشراط الساعة.
نجتمع على أئمتنا، فالإمام يجمع فإن كان الجمع في نظري له مسوغ نويت الجمع ، وإذا ليس له مسوغ نويت النافلة .
وذكرت مرات وكرات وحاضرت في المسألة أن أوقات الصلوات في الضيق والشدة تصبح ثلاثة وهذا مذكور في القرآن { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } دلوك الشمس وقت ظهر والعصر ، و غسق الليل وقت المغرب والعشاء ، والفجر لا يقبل الجمع ، الجمع لا يجوز إلا بين الظهر والعصر فقط، لا يجوز بين فجر و ظهر ولا يجوز بين عصر ومغرب ولا يجوز بين عشاء وفجر .
فأوقات الصلوات في الضيق والشدة ثلاثة ، وفي السعة خمسة.
الله يقول { إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}.
كتابا: فرضا:
مَّوْقُوتًا: موقتةً بخمس أوقات.
فمن زعم أن الجمع جائز من غير سبب فهو مُبْطل وهذا مذهب الرافضة ، فالجمع لا بد له من سبب.
والحديث جمع النبي – صلى الله عليه وسلم – من غير مطر ، من غير سفر ، من غير خوف ، لكن لعذر وما عرفنا العذر ، والإمام يُقدر إذا لم نجمع هل الحريصون على الجماعة ولا سيما من بركاتنا واّبائنا كبار السن لا يقدرون على الرجوع للجماعة في المسجد لصلاة جماعة يجوز الجمع ولا حرج في ذلك .
هذا هو الضابط العام في الجمع بين الصلاتين .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٨- جمادى الأولى – ١٤٤٤هـ
٢- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أنا كثير السفر، بلد إقامتي الأردن، لا أجلس في أسفاري أكثر من ثلاثة أيام،كل شهر عندي سفرة، هل يجوز أن أقصر الصلوات؟
الجواب:
طبعاً، كثير السفر ولا تمكث إلا ثلاثة أيام، باتفاق أهل العلم ثلاثة أيام تكون سفراً، ولمّا تصل بلدك الأردن وتحل في مطلع المدينة التي أنت فيها فحينئذ تترك القصر والجمع.
يعني مثلاً:
سائل من الزرقاء، وذهب للسفر ونزل في مطار الملكة علياء فهو لا زال مسافر، وفي عمّان مسافر، لما يبدأ يوصل أول مدخله الزرقاء ما يُعَد امتداداً للزرقاء هو مقيم.
علي رضي الله تعالى عنه كما في مصنف ابن أبي شيبة كان في آخر حياته في الكوفة، فخرج من الكوفة فأراد أن يقصر فنظر فوجد أبيات في أعراب الكوفة، فقال: لو لا هذه الأبيات لَقَصَرت.
يعني هذه امتداد لأهل الكوفة.
لولا هذه الأبيات لَقَصَرت،
وعليه فَقِس.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٨- جمادى الأولى – ١٤٤٤هـ
٢- ١٢ – ٢٠٢٢م
الجواب :
نعم تصلون خلفه.
يا ليت الأشاعرة على مذهب أبي الحسن الأشعري.
الأشاعره مرّوا في مراحل وأسوء مراحل الأشاعرة مرحلة الإمام فخر الدِّين الرازي الذي قال بما يُسمّى القانون الكُلي.
بعض الأشاعرة في زماننا الذين تحولوا من الأشعرية إلى الجهميّة سمعته يقول في مقطع فيديو يقول من قال لكم أنّ الرازي أشعري الرازي جهمي.
الجهمية أمرها خطير.
الأشاعرة اليوم يثبتون ويُؤّلون وهم من أهل السُنة باتفاق بالمعنى العام بمعنى أنهم ليسوا كفارًا ومن كَفّر الأشاعرة فهو مخطئ، ولكن في تأويلهم هم مخطئون وليس هذا مذهب أهل السنه في المفهوم الخاص .
لو أنك سُئلت هل الأشاعرة من أهل السُّنه ؟
ما هو الجواب؟
التفصيل بالمعنى العام نعم قطعًا من أهل السُنّة ولا أحد يُكفرهم، وأحسن الأشاعرة هم أتباع أبي الحسن في وقت أبي الحسن وأصحابه ومن كان قريبًا منه كأبي الطيّب الباقلاني.
اتصل بي رجل يريد أن أطبع كتاب لأبي الطّيب الباقلاني هل يجوز أن أطبعه، قلت أنا أوّل من يشتريه، أنا متى رأيت كتاب لأبي الطيب الباقلاني أُحب كتبه وأُحب أن أقرأ له لأنه متقيد بالنصوص ويستنبط ويُفرِّع بالعقل على وجه جميل جدًا فكتابه “الإنتصار للقرآن” من أبدع كتبه رحمه الله تعالى.
فالشاهد بارك الله فيك تعامله معاملة المسلمين وإن جرى حديث بينكم فبالتّي هي أحسن للتي هي أقوم. وأما أن تعتقد بأن الأشاعرة كُفاراً هذا أمرٌ ليس الصواب بل هذا من الخطأ الشنيع.