السؤال :
كيف أضبطُ أولادي لطلب العِلم منذ نعومة أظافرهم؟
الجواب :
أولًا : قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يُرِدِ الله به خيرًا يفقهه في الدِّين. فمَن وَارِث الأنبياء ؟
العلماء.
العلماء عند الله أحسَن و أقرب من العُبّاد وأقرب من المجاهدين.
والعِلم توفيق وهُدى من الله سبحانه وتعالى.
كيف أضبط أولادي ؟
أولًا اسأل الله عز وجل لهم طلب العلم وأن يكونوا علماء، فالله خصّ الوالد باستجابة دعاءه لولده، وهذه الخاصيّه يغفل عنها كثير من الآباء.
لك أنت يا أيها الأب خاصية فارفع يديك واسأل وادعو لأولادك ذكورًا وإناثًا.
من أحوج الأولاد إلى الدعاء ؟
أبعدهم عن الله .
البعيد الشارد ركّز عليه في الدعاء سواء ذكرًا أو أنثى.
واضبط الأمور وعلم القرآن إلى آخره. والعِلم بيد الله سبحانه وتعالى .
فالله ينتقي ويختار ، قال تعالى:
﴿وَرَبُّكَ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُ وَیَخۡتَارُۗ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُۚ سُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾ [القصص ٦٨]
ما كان لهم الخِيَرَة،
فالخِيَرَة لله عز وجل والأمر له سبحانه وتعالى.
وابذل ما تستطيع من جُهد .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
السؤال :
أحدهم يسأل -وهو يعمل في المنطقة الحرة- يقول:
عند بيع السيارة يُطلبُ منه مُجبرََا أن يقوم بدفع قيمة الجمرك لبنك رِبَوي وإصدار شيك بالقيمة المطلوبة وتسليم الشيك للموظف حتى تتم عملية التخليص على السيارة، فهل تَعامله مع البنك الربوي بهذه الطريقة حلال أم حرام .
الجواب :
من اضطُرّ للحرام فليس بآثم .
رجلً غُصّ بلُقمة وما وجد ليُسلِكها إلا أن يشرب جرعة خمرِ، أو رجل احتاج إلى طعام فلم يجد إلا ميتٓة فأكلُه حلال و شربه الخمر لتسليك الغُصّة حلال.
أزيدكُم شيئٓا لو كان شيء محرم لذاته بجانبه يستطيع أن يأكلَه وأن يتقوّى منه كقط _وأكل القط حرام _مثلََا وعنده مَيتة أيهما المُقدّم بالشرع يذبح القط ويأكله أم يأكل المَيتة ؟
أكل المَيتة لأن أكل المَيتة حرام لِعارض وهو طريقة الذبح وأكل القط حرام لذاته .
لذلك فإذا أُجبِرت على أن تتعامل مع بنك رَبوّي فهذه المعاملة حلال.
اسمعوا مني كلمه أختم بها درسي فلو الأرض والسماء انطبقَ بعضها على بعض بالحرام وكل ما فيها حرام فالمسلم يأخذ مقدار حاجته من هذا الحرام بحلال فالإنسان لما يضطر ولا يستطيع أن ينال الشيء اضطرارَٓا إلا بحلال فهذا أمرُُ ليس حرامََا وهو جائز إن شاء الله .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
السؤال :
كنت مهرب وتاجر مخدرات وتبتُ منذ ثلاث سنوات والتزمت ورجعت إلى الله والآن أقوم ببناء مسجد .
الجواب :
هنيئًا لك بالتوبة.
أسأل الله أن يثبتك على أن تتوب.
نيتُك وفِعلُكَ على التخلص من المال الحرام عبادة، ولكن أنت لست مُتصدقًا ولست بانيًا للمسجد وإنما نيتك أن تتخلص من المال الحرام عبادة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله طيبٌ ولا يقبلُ إلا طيبًا. فعليك أن تكثر من الصدقة وأن تتخلص من المال الحرام.
وإذا أردتُ أن أُفصّل أُزعِج.
التفصيل ذكره الإمام القرطبي في تفسير آيات الرِبا من سورة البقرة وأذكرُ لكم زُبدتَهُ:
قال: مَن كان بيده مال حرام فالحلال له مقدار الضرورة.
مقدار الضرورة يحبِس طعام يوم وليلة حتى يشتغل بالحلال ويستُر عورته، وخلاف في حد العورة هل هي سوآتاه أم إلى السُرة والركبة فيحبس هذا، وما عدا هذا فليتخلص منه، فالحُكُم شديد، لكن هذا هو حُكم الله عز وجل عند قول الله تعالى ((وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَٰلِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ)).
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
الجواب :
لا.
الرُقية للإنسان.
الرقية لمن يمرض.
السيارة لا تمرض.
الدابة تمرض.
فممكن ترقي الدابة.
أما أن ترقي السيارة، لماذا ترقيها؟
فالرقيه لمرض، ومقابل شفاء.
فلا يرقى إلا من يمرض
فلا رقية لهذه الأشياء.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
السؤال :
هل يجوز للمرأة المحرمة شد عباءة الرأس مع غطاء الوجه؟
الجواب :
المرأة ليس لها أن تشُد غطاء رأسها. إحرام المرأة في الوجه والكفين وأما أن تسدُلَ من أعلى الرأس إلى أسفله هذا الأمر لا حرج فيه.
عائشة رضي الله عنها تقول لما كنا نرى الرجال كنا نسدُلُ.
سدلَ الوجه لا حرج فيه.
أما أن تشُدَ المرأة غطاء وجهها خلف رأسها فهذا الشد ممنوع.
السؤال:
أخ يسأل فيقول:
هل يمكن أن يكون مرتكب الكبائر والمصر على الذنب محبًا لله ورسوله؟
الجواب:
أمّا مرتكب الكبائر فنعَم، والإصرار على الذنب كبيرة على أرجح الأقوال، ذلك أنه ثبت في الصحيح أن خالد بن الوليد رضي الله عنه لما رأى رجُلًا قد زنا قال لعَنكَ الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقل هكذا إنه يحب الله ورسوله.
وقال صلى الله عليه وسلم في المرأة التي رُجِمَت وجاءت ليُقام عليها الحد لقد تابت توبةً تَسَعُ أهل المدينة. فالتوبة تجُبُ ما قبلها.
والواجب أن ننظر للعصاةِ بعين الرحمة وهم يحبون الله.
سبب الفساد يا أخواني ووقوع الناس في المخالفات أمران كُلِيّان ويتفرع عنهما أشياء كثيرة:
الأمر الأول: فساد الإرادة.
فساد الإرادة تحتاج إلى تقوى.
الأمر الثاني: فساد التصوّر .
وفساد التّصور يحتاج إلى عِلم.
فساد التصوّر المخالفات التي تخُص البِدع.
وفساد الإرادة المخالفات التي فيها المحرمات .
فالإنسان الذي يحبه الله تعالى يكون ذا علمٍ نافع وعمل صالح.
فالعِلم النافع يضبط التصور والعمل الصالح يحتاج إلى إرادة صحيحة. ولذا من بديع ما ذكر بعضهم ممن كتب في التزكية قال: إذا رأيت رجلًا على معصيه لا تفتكَ عنه إلا وأنت تُحسن الظن به، فلا تدري فالأمور عند الله عز وجل.
وفي الحديث الذي صححه شيخنا الألباني رحمه الله رأى رجلٌ رجلاً عاصيًا فيمن قبلنا فقال إن الله لن يغفر له، فقال الله تعالى من ذا الذي يتألى علي، فأوحى إلى نبي ذاك الزمان أن قل له إني قد غفرت له وأحبطُت عملك، إني قد غفرت لهذا الرجل العاصي.
لذا ينبغي أن ننظر إلى العُصاة على أنهم ليسوا أعداءً لله سبحانه وإنما أُتوا عدم حُسن الإرادة في الطاعات. نسأل الله أن يرزقنا إرادةً صحيحةً سليمةً مع علمٍ نافع لنُحصِّل على ما يحبه الله تعالى من التقوى.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال:
أنا أردت أن أخرج زكاة الفطر ولم استطع أن اوصلها لبعد قريب لي يستحق هذه الزكاة ، فحجزتها عندي ، وأخبرت هذا القريب بذلك أن زكاة فطره عندي وادفعها له بعد العيد ، فهل هذا جائز ؟
الجواب:
لا، ليس هذا بجائز.
صدقة الفطر شعيرة ، وهذه الشعيرة لها وقت.
فصدقة الفطر لعيد الفطر كالأضحية لعيد الأضحى.
فالاضحية لها مواصفات ولها وقت ينتهي يوم الثالث من أيام التشريق غروب الشمس أو الرابع من أيام العيد بغروب شمس اليوم الرابع ، و زكاة الفطر اختلف أهل العلم في وقت وجوبها هل هو غروب شمس اليوم الأخير من رمضان أو هو بعد الفجر ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ((أَمَرَ بإخْرَاجِ زَكَاةِ الفِطْرِ، أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ)) أخرجه مسلم (986) من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، وثبت عن حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عند أبي داود (1609) وابن ماجة (1827) قال : ((فرض رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زكاة الفطرِ طُهرَةً للصائمِ من اللغوِ والرفثِ وطُعْمَةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصلاةِ فهي زكاةٌ مقبولَةٌ ومنْ أدَّاها بعدَ الصلاةِ – بعد صلاة الإمام – فهيَ صدقةٌ منَ الصدقاتِ)) ، من أداها بعد الصلاةفهي صدقة كسائر الصدقات وأما من أداها قبل الصلاة أي قبل صلاة العيد من أداها قبل صلاة العيد فهي زكاة.
ما معنى فهي زكاة ؟
ثبت ذلك في الذي قبله في حديث ابن عباس قال صدقة الفطر طهرة للصائم وصدقة للمساكين ، صدقة الفطر تطهر الصيام ، الصيام طويل ويقع فيه خلل وزلل ، فصدقة الفطر شبيهة بالهدي -ذبح الجبران في الحج-.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال:
ما حكم من انشغل بالتسبيح وهو يحضر هذا المجلس ؟
الجواب:
الناس أصناف:
إن اشتغلت في التسبيح في مسألة تعرفها وأنت متيقن عليها فلا حرج ، وأما أن تصغي وتفهم فهذا أحسن من التسبيح ، أن تتعلم مسألة تلزمك أحب إلى الله جل في علاه من التسبيح ، العلم من أحسن الطاعات ومن أقربها إلى الله، وبعث الله عز وجل الأنبياء ليعلموا الناس ويخرجوهم من الظلمات إلى النور ، فالعلم ميراث الأنبياء.
فالمسألة التي تعلمها انشغل بالتسبيح ، المسألة التي لا تعلمها اصغ وافهم وتعلم ، وتعلم لتعمل ثم لتدعو غيرك وتعلم غيرك.
فالنجاة لا تكون إلا بهذا.
قيل لكثير من الصالحين قيل لو كنت تعلم أنه لم يبقى لك إلا يوم ماذا تفعل ؟
لو قيل لك غدا تموت ماذا تفعل ؟
قال غير واحد منهم قال اجلس واعلم الناس ، لأن خير ما يمكن أن يلقى الإنسان ربه بأن يعلم الناس ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم أسباب الهدى ، فالعلم من أجل الطاعات على الإطلاق .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م