السؤال:
أنا إمامُ مسجدٍ وضابطُ الجمع عندي بين الصلوات المشقّة.
مداخلة الشيخ:
هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام. في الصحيحين سئل عبدالله بن عباس لما جمع النبي عليه الصلاة والسلام فقال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أراد أن لا يحرج أُمته ” وما جعل عليكم في الدِّين من حرج”
فالجمع بين الصلاتين في الحَضَر رخصة يفعله الإمام.
تكملة السؤال:
لكني من مدة جاءني ضيف إلى المسجد فجمعت في الصلاة لأجله ولم أعمل بضابطِ المَشقة.
الجواب:
هذا ليس عُذر شرعي، أن تجمع من أجل الضيف فما قال بهذا من أحد إلا الروافض ، الروافض الوقت بمقدار أداء أول الوقت صلاة الفريضة الظهر وبمقدار أداء آخر الوقت صلاة العصر في آخرها، وقت خاص بالفريضتين الأول للظهر والثاني للعصر وما بينهما وقت مشترك في صلاة الظهر والعصر وكذلك المغرب والعِشاء وهذا مذهب رديء ما عليه أحدٌ ويخالف الأدلة الصريحة الواضحة منها ما ثبت في الصحيح أن رجلًا أعرابيًا جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله عن الوقت فقال ستبقى غدًا معنا قال نعم فالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة الأولى صلى الصلاة على أول وقتها ثم في اليوم الثاني صلى الصلاة على آخر وقتها ثم قال صلى الله عليه وسلم ما بين هذين الوقتين وقت .
الله عز وجل يقول: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا” .
كتابا أي فرضًا،
موقوتا أي موقتة.
فالصلاه لها أول ولها آخر.
ويقول صلى الله عليه وسلم ليس التفريط في النوم وإنما التفريط في اليقظة .
من كان يقظًا وفات وقت الصلاة ولم يصلي الصلاة في وقتها فهذا مُفرِّط. فأنت الواجب عليك أن تعيد الصلاة وإثم من خلفك ممن صلوا خلفك أنت الذي تتحمله.
فمذهب التساهل لا ينبغي.
وبعض إخواننا ممن يحبون الله ورسوله لكن الخلل جاء الآن من عدم الفهم فبعضهم يقول أو يتصور من الآحاديث الثابتة في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم – جمع عن غير خوف وجمع من غير سفر وجمع من غير مطر أنه يجوز الجمع من غير عُذر وهذا من أبطل الباطل، وهذا يخالف الآحاديث.
الجمع لا بد له من عُذر لكن هذا العذر غُمِّيَ عنّا لا نعرفه فقيل ليله شديدة البرد وقيل كان الجو طينًا كانت الأرض طينًا وقيل وقيل، لكن لا بد من عذر، فالجمع من غير عذر حرام شرعًا.
لو فرضنا أن الإمام صلى صلاهً والمأموم لا يعلم.
المأموم قسمان:
أنت يا أيها المأموم إذا صلى الإمام فتساهل صلِّ نافلة ولا تصلِّ فريضة وأعِد الفريضة.
وإذا كنت لا تعلم وتجهل أسأل الله أن يعلمنا وإياك فالذي يتحمل عنك الإمام.
أرأيتم الإمام إذا صّلى بلا وضوء ماذا على المأموم ؟
إمام سأل سؤالًا فقال أنا صليت صلاة فرض بالناس ورجعت إلى البيت فتيقنت أنني صليت الفريضة بلا وضوء ماذا عليّ ؟
ما هو المطلوب ؟
ثبت ذلك عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما كما في “السنن الكبرى” للإمام البيهقي صلى بالناس ثم تذكر أنه بغير وضوء فلم يخبر الناس .
الإمام يضمن والمأموم لا شيء عليه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال:
ما هو حكم اجتماع رجل قسيس مع رجل دين مسلم شيخ معروف في عزاء النصارى وتلاوة الشيخ للقرآن في هذا العزاء؟
الجواب:
نحن في زمن عجائب.تعزية النصراني مشروعة بغير ألفاظ الرحمة،والمسألة قائمة على أصل وهذا الأصل مهم وينبغي أن يُذكّر وهذا الأصل قائم على أصل قبله أيضًا والمسألة ليست سهلة،فأسألُ الله أن يحفظنا ويحفظ أفهامنا وأفهام ذرارينا ومُحبينا وإخواننا والسامعين ومن نحبُّ إلى يوم الدين.المؤامرة على الإسلام ألوان وأمواج وطُرق تختلف من حين إلى حين.كان الغربُ في الحرب العالمية الأولى وما بينهما،والحرب العالمية الثانية يحاول أن يستفيدَ من الإسلام،والذي يقرأ بالتفصيل يجدُ هذا واضحًا،وقام مجموعة من العلماء ذاك الزمان فرسموا علاقتنا مع الغرب وكيّفوها تكييفًا فقهيًا صحيحًا،والأصل في علاقتنا مع الغرب وهو محتل لأراضينا العداء.والغرب هو الذي ينهب خيرات بلادنا، انظروا إلى فرنسا وإفريقيا،كنوز في إفريقيا من الخيرات كلها في فرنسا.
العجب الذي لا ينتهي رأيت بعيني تحميل مخطوطات مالي،ومخطوطات مالي منْ أنفسِ مخطوطات الدنيا،هرب إليها أهل الأندلس ومخطوطاتهم معهم فاستقرت في مالي قديمًا من مئات السنوات،فرأيت بعيني مخطوطات مالي توضع في الصناديق وتُشحن بالطائرة إلى فرنسا،ناهيك عن الخيرات الموجودة.
اليوم يا إخواننا يوجد مهاجمة وتغيير وتحريف لمسائل مُهمة كلية فيها اعتداء على الثوابت والأصول الشرعية ومن أهمها علاقتنا مع الكفار.اليوم يقولون المهم أن يكون الإنسان محبًا لله، فاليهودي والنصراني والمسلم إذا أحبوا الله كلهم في الجنة !
وهم إخوة فيما بينهم !
، والعلاقة بينهم العبرةُ فيها الحب،حبُّ الله وليست العقيدة!.
الله عز وجل يقول:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ(26)إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ(27)وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(28)}(الزخرف).باقية في عقب محمد صلى الله عليه وسلم.أنا براء مما يعبد أي أحدٍ غيرَ الله (إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) .
ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه -أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(و الذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ،لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمةِ،لا يهودِيٌّ،ولا نصرانِيٌّ،ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به،إلَّا كان من أصحابِ النارِ).فالآن اجتماع اليهود مع المسلمين مع النصارى أمرٌ يُرادُ ومَطلب يُلبى.
أُمرنا بالإحسان لأهل الكتاب.
جارك كتابي مات أبوه مات واحد يعني يعزُّ عليه لك أن تُعزيه
لكن تُعزيه بالكلمات التي ليس فيها رحمة:
فتقول “يسلم راسك”
” البقية في عمرك ”
وما شابه.
واحد سيقول لي الآن يجوز أن نقول للنصراني البقية في عمرك؟نقول:نعم،ثبت ذلك عن عبد الله بن عمر لما كان يرى نصراني فكان يقول:أطال الله بقاءك،فقال تدعو له أطال الله بقاءك؟قال حتى يدفع الجزية،حتى يدفع الجزية للمسلمين.
فالطيب يحول الكلام إلى الكلام الطيب.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال:
شيخنا الحبيب أنا اجتهد أن أكون طالب علم ، أخبرني بعمل اعمله إلى موتي وأدخل بسببه إلى الجنة؟
الجواب:
اسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنان.
تعلّم واعمل وادعوا وتذكر قول الله {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} وثبت نفسك على أن تصبر ، من انبرى لأن يعلم الناس لا بد أن يؤذى ، كل من علم الناس لا بد أن يؤذى شاء أم أبى ، لذا قال الله {تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} وقال {تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} ، وتواصى بالحق والصبر مع كل الناس حينئذ أنت من اهل الجنة إن شاء الله.
سبب النجاة عند الله ودخول الجنة إيمان وعمل صالح و تواصي بالحق وتواصي بالصبر ، تواصي يعني من الطرفين ، تواصي تفاعل بين اثنين ، تواصي بالحق والتواصي بالصبر ، الحق ثقيل ولأن الحق ثقيل أوصى الله تعالى بعده بقوله { وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال :
أبي توفاه الله أكثر من عشرين عامًا وعليه دَين لأخي وزوجات أخواني، وتم الإتفاق على سداد الذهب على سعره في ذاك اليوم وتمت كتابة المبلغ على حسب ذلك الوقت ونُقِل الدّين إلى الورثة والعِقار عند بيعه.
السؤال هل تبرأ الذِّمة من هذا الدَّين بانتهاء الإتفاق بيننا على هذا وتمت المسامحة من النِّساء ونقل الدَّين علينا؟
الجواب:
الذِّمه لا تبرأ حتى يتم السداد.
يعني رجل عليه دَين فاصطلح الورثة مع أهل الدَّين على أن الدَّين هم الذين يتحملوه فهل تبرأ ذمة المتوفى؟ الجواب:
لا.
متى تبرأ الذِّمة؟
عند السداد.
وثبت في ذلك حديث أبي بردة بن نَيار رضي الله تعالى عنه، جيء بعمٍ لأبي بُردة بن نَيار ليُصلى عليه، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم عليه دَين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم صلوا على صاحبكم، كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تُفتح البحرين لا يُصلي على من كان عليه دَين ولما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريره فبدأ يأتي بأموال المسلمين من البحرين فكان النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته يُصلي على من عليه دَين ويقول أن الدَّين يقضيه بيت المال ومن مات وليس له وارث يكون ماله لبيت المال لكن في الأول كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يُصلي على الميت الذي عليه دين ويقول صلوا على صاحبكم، قال أبو قتادة: قلت يا رسول الله أنا أسُدُ عليه دَينَه صلي عليه، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، النبي صلى الله عليه وسلم رحيم، ما أختار النبي صلى الله عليه وسلم في أي موقف: موقف فيه رحمة وموقف ليس فيه رحمة إلا اختار الذي فيه الرحمة، فصلى عليه يقول أبو قتادة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يسألني أسددتَ دَين صاحبك، فأقول لا، فقلت مرةً نعم يا رسول الله سددتُ دَينَه.
والشاهد هذا من إيرادي لهذا المقطع من الحديث قال فلما قلت له نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم الآن بَرِدت جِلدتَهُ.
متى بردت الجِلدة؟
لما وقع السداد.
أما أن تقول أنا أتحمل الدَّين ولا تسد فهذا أمرُُ ليس بمشروع.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال:
رجل متزوج وقع على امرأة متزوجة،فما هو الحكم؟
الجواب:
ثبت هذا في الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث قال:(الولدُ للفراشِ وللعاهرِ للحَجَرُ) ، امرأة ذات فراش شرعي بمعنى أن لها زوجاً فزنا بها رجل آخر ،الولد للفراش ، ماذا يعني الفراش؟ لزوجها .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : الولد للفراش لأبيه والعاهر هو الزاني
وللعاهر الحجر الرجم.
وفي هذا الحديث إشارة جميلة دقيقة ينتبه لها الموفق ، وأرجو الله أن نكون وإياكم من الموفقين ،الزانية المتزوجة غالباً لا يزني بها إلا متزوج ، والعزباء يزني بها الأعزب.
قال الولد للفراش وللعاهر ما قال الجلد ، قال الحجر الرجم ، من الذي يزني بصاحبة الفراش المتزوجة؟المتزوج ، يعني لا يزني بها إلا المتزوج.
فالسؤال أن رجلاً زنا بامرأة فالواجب في حقه أن نرجمه وذكرنا أكثر من مرة أن الراجح من قولي أهل العلم أن الحدود جوابر وزواجر والأرجح في الحدود الجبر لا الزجر ، الجبر يعني تجبر الذنب لذا كان من يزني في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الرجال أو النساء وهم قلّة يأتون للنبي صلى الله عليه وسلم ويقولون : يا رسول الله طهرني ، حلّ بي وسخ والذي يفعل الكبائر يصبح عليه أوساخ يحتاج لتطهير.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال:
إذا مرت بي آية سجدة وأنا أستمع لها هل أسجُد؟
الجواب :
نعم.
اختلف أهل العلم في حُكم سجود التلاوة على قولين:
القول الأول:
مذهب الحنفية وهو الوجوب واختاره شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله فيما ثبت في الصحيح أنّ إبليس لما يسجُدَ الإنسان يقول أُمرت بالسجود فسجد ولم أسجُد .
في صحيح ابن ماجة
رقم الحديث: 864
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار * ( صحيح ) تخريج اصلاح المساجد 69 : وأخرجه مسلم
فظاهر الحديث الوجوب.
والجماهير قالوا للسُنِية، لما ثبت في مُوطأ مالِك عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قرأ آية سجدة على المنبر فسجد ثم مرةً أخرى قرأ آيةً أُخرى فلم يسجد فعمر سجد تارةً ولم يسجد تارة.
فقالوا السجود إذًا ليس حتمًا لازمًا وإنما السجود مسنون.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
الجواب:
إن كُنتَ أنتَ الرزاق فأخر وإن كان الله هو الرزاق فدع الأمر لله .
قال تعالى “وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقࣲ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِیَّاهُمۡۖ” [الانعام ١٥٥]أي من الفقر، وفي آيه أخرى قال: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُمۡ خَشۡیَةَ إِمۡلَـٰقࣲۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِیَّاكُمۡۚ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ كَانَ خِطۡـࣰٔا كَبِیرࣰا﴾ [الإسراء ٣١] الفقر غير حاصل، ((نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)) فناسب التقديم والتأخير، فمع الفقر المتحقق قال “نحن نرزقكم وإياهم” ومع الخَشية العكس
” نحن نرزقهم وإياكم” .
فالرزاق هو الله عز وجل.
ولو شاء الله أن يكون الولد فلو أنّ أحدكم أرهق ماءَهُ على صخرةٍ صماء لكان الولد كما ورد في الحديث.
ولذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن العَزل.
وفصل أهل العلم فقالوا العزلُ عن الحُرة حرامٌ إلا بإذنها، فإن أذِنت فهو مكروه ، فأما العزل عن الأَمَة فهو مكروه أما الحرة فلها حقٌ أن تتمتع بزوجها كما أنه له حقٌ أن يتمتع بها، فلا يجوز العزل عن الحرة إلا بإذنها.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال:
أخٌ يقول شيخنا بارك الله فيك لا أملك نقودًا للزواج وأهلي فقراء وليس بيني وبين الزنا مانع، فقل لي في نفسي قولًا بليغا.
الجواب:
( لا إله إلا الله ).
أترضى الزنا لأُمك، ولعمتِك .
عسى الله أن يرفع عن قلبك حب الزنا وحب المعاصي .
أسأل الله عز وجل أن يلهمك رُشدك وأن يلهمنا جميعًا إلى وجوب العٍفّة. الذي لا يقدر على الزواج أو من كانت زوجته بعيدةً عنه كحال أخواننا العاملين الوافدين وزوجاتهم في مكان وهم في مكان قال الله تعالى ((وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا )) الواجب على هذا الإنسان العِفّة والعِفّة خُلُقٌ عظيم لا يقدر عليه إلا الوفِّي الذي يعرف حق الله وحق الزوجة.
فالواجب عليك أخي المبارك العفة. فالزنا قريب من الناس كلهم ولا سيّما عبر هذه الوسائل نسأل الله عز وجل العفو والعافية، وأن يحفظنا وإياكم وذرارينا إلى يوم الدِّين من كل فاحشةٍ ومن كل سوءٍ ومن كل ضُرٍ. الفاحشة قريبة.
والواجب على المُكلّف أن يستعف.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال :
هل إذا قام الإمام للخامسة وقد سُبِّح له فيستمر أو يتابع؟
الجواب:
الإمام إذا قام للركعة الخامسة في صلاة رباعية أو للثالثة في ثُنائية أو للرابعة في ثلاثية إن قام واستتم قائمًا الواجب عليه أن يتابع، إن سُبح به وبقي مُصرًا على القيام فالواجب عليك أن تتابعه.
والدليل أنه صلى الله عليه وسلم يقول الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن.
أرأيت لو أنّ الإمام تذكر أنه لم يقرأ الفاتحة في ركعة ثلاثية أو رباعية فتذكر أنه قرأ الصلاة الإبراهيمية بدل الفاتحة ما العمل بالنسبة إليه؟
يأتي بركعة.
الفاتحة من أركان الصلاة فقام للخامسة فسُبِّح به فالفقيه من الأئمة إن سُبّح به في موطنٍ لا يجوز له أن يرجع أن يُسبح بالناس.
يعني إن قيل له سبحان الله فإذا كان يفقه هذا الإمام فمن الحُسنِ بمكان أن يقول سبحان الله ومعنى قوله: سبحان الله أنا أعلم خطأي ولا يجوز لي أن أرجِع.
فثبت بإسناد جيد عند الترمذي من حديث المُغيره بن شُعبة أنه قام للثالثة ولم يجلس للتشهد الأوسط فسُبّح بهِ فسبَح بهم، المجلد: جامع الترمذى
رقم الحديث: 364
الحديث: حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا بن أبي ليلى عن الشعبي قال : صلى بنا المغيرة بن شعبة فنهض في الركعتين فسبح به القوم وسبح بهم فلما صلى بقية صلاته سلم ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس ثم حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل بهم مثل الذي فعل. قال الشيخ الألباني : صحيح.
فسُبح به حتى يأتي بالتشهد الأوسط فسبح بهم.
ومعنى تسبيحُه بهم أنه لا يجوز له ان يرجع فمن ترك التشهد الأوسط واستتم قائمًا فلا يجوز له أن يرجع على أرجح الأقوال.
المالكية يقولون إن كان أقرب للقيام قام وإن كان أقرب للجلوس جلس، ولكن الصواب أنه لا يجوز له أن يرجع إذا استتم قائمًا.
فمعنى تسبيحِه لهم أنه لا يستطيع أن يرجِع.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال:
إذا دخل المصلي مع الإمام في الركعة الثانية وقد سها الإمام في الركعة الأولى فهل يلزم المأموم سجود السَهو .
الجواب:
إن كان سجود السهو قبل السلام يلزمه، لأن الإمام ضامِن وأما إن سها الإمام في سجودٍ ويكون سجود السهو فيه بعد السلام وكان السبب الزيادة كما هو معلوم فلا يلزم.
إذا كان بعد السلام فأنت تقوم وتكمل صلاتك ولا شيء عليك فإن أدركت السهوَ سجدتَ وإن لم تدركه لم تسجد ولكن إذا صلى الإمام فلا يجوز أن تخالفه قبل السلام إن لم تسهو أنت وسها هو، فممكن الإمام يسهو في صلاة سريه وأنت لا تدري فيجب على الإمام أن يسجد للسهو، وآنت ما سهوت يجب عليك أن تسجد للسهو معه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م