بعض الناس يصلي، فيقول (الله أكبر) في نفسه، ويقرأ الفاتحة في نفسه، وهكذا، وهذه صلاة باطلة، بإجماع العلماء.
حتى أن الإمام النووي في كتابه “الأذكار” قد حرم على الجنب أن يقرأ القرآن قال: (ويجوز للجنب أن يمرر القرآن على قلبه) ففرق بين حديث النفس وتمرير القرآن على القلب، وبين تحريك اللسان بقراءة القرآن.
وربنا يقول لنبيه: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} فالقراءة لا بد لها من تحريك لسان، بل المالكية زادوا على وجوب تحريك اللسان أن يسمع المصلي نفسه، فيجب عليه أن يسمع نفسه دون تشويش على غيره، والجماهير قالوا تحريك اللسان يكفي، ولا يتصور تحريك اللسان إلا مع إسماع النفس.
فلا تجوز صلاة من مرر الفاتحة وغيرها على قلبه، فهذه صلاة باطلة بإجماع العلماء.
التصنيف: الأذكار والأدعية والرقى
السؤال الخامس عشر إذانسي الإنسان قراءة أذكار الصباح والمساء في وقتها بسبب الانشغال ماذا يفعل
الجواب: لا شيء، يكثر من الذكر العام: التسبيح والتهليل والتحميد. والشيء المؤقت إن فات فلا يُقضى إلا بأمر خاص. والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
3 / ربيع الأول / 1438 هجري
2016 / 12 / 2 إفرنجي
↩ رابط السؤال :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍?
السؤال الحادي عشر كيف نوفق بين الدعاء للمرأة بأن يزوجها الله زوجا خيرا من زوجها…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/10/AUD-20171026-WA0067.mp3*مداخلة الشيخ:* ما هو الزواج بعد الوفاة؟
الاعتراض ناقص.
نحن نقول في دعائنا للميّت: اللهم أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه.
ما هو الزوج المراد أولاً؟
زوج الشيء مثيله، في اللغة أيضاً، قال تعالى: {۞ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ } [الصافات : 22]
هل يَلزم الذين كفروا أن يكون أزواجهم في النار؟
الجواب: لا.
مثل امرأة فرعون، لا يَلزم، والعكس مثل امرأة لوط.
فقال بعض أهل العلم: وأزواجهم وهذا هو الصحيح في الآية-: أي أشكالهم وأمثالهم.
{۞ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ } [الصافات : 22]
ثم ما هو حال الإنسان في البرزخ وكيف يتمتع؟
لا ندري.
بخلاف الجنّة، الجنّة في وصف، في حور عين.
فموضوع البرزخ ما ينبغي أن يقاس عليه، فأخونا استشكَل لأنه قاسَ شاهداً على شيء غيب لا نَعرف تفصيله.
قياس يحتاج إلى علة جامعة تسري من الأصل إلى الفرع، فيتم القياس.
فإذا ما وُجِدت علة جامعة معقولة المعنى؛ فالقياس باطل.
فاستشكال الأخ المسألة بالقياس؛ استشكالٌ خاطئ، وليس بصحيح.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٣٠ محرم 1439 هجري ٢٠ – ١٠ – ٢٠١٧ إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor
السؤال التاسع عشر ما هي صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170129-WA0029.mp3الجواب : الصيغة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أكملها ( الصلاة الإبراهيمية ) ، وأقلها و أدناها أن تقول ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم :
( اللهم صل على آل ابن أبي أوفى ) ، فنقول اللهم صل على محمد ) .
هذا أقلها أن تقول اللهم صل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكملها أن تذكر صفة الصلاة الإبراهيمية .
والإكثار مرغب فيه في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الجمعة ويوم الجمعة إنما يتحقق على وجه التمام والكمال بكثرة ترديد الصلاة الإبراهيمية .
لما تريد أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأنت جالس مثلا بعد العصر أو قبل الدعاء أو في أي وقت في ليلة الجمعة أو وقت الجمعة تصلي بالصلاة الإبراهيمية ، تصلي بها مئة مرة مثلا اقل أو أكثر – والرسول عليه السلام حثنا على الإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة – فلا حرج ، الموفق يكون له نصيب من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم.
بعض الأخوة سأل وقال الشرع رغب في أشياء مائة مرة كيف أعد مائة مرة .
الجواب : في الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم من قال : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مائة مرة كأنما أعتق عشرة من ولد إسماعيل ، وكُتِبَ له مئة حسنة ، ومُحيت عنه مئة سيئة، وكنَّ له حرزاً من الشيطان .
كيف أعد مئة مرة ؟
تأخذ الإصبع الذي تسبح عليه وتقول :
سبحان الله وبحمده .
سبحان الله العظيم .
سبحان الله وبحمده .
سبحان الله العظيم .
سبحان الله وبحمده .
سبحان الله العظيم .
سبحان الله وبحمده .
سبحان الله العظيم .
سبحان الله وبحمده .
سبحان الله العظيم .
سبحان الله وبحمده .
سبحان الله العظيم .
ثلاثا ثلاثا.
ثم تمسك الأخير وتقول :
سبحان الله وبحمده .
سبحان الله العظيم .
سبحان الله وبحمده .
سبحان الله العظيم .
سبحان الله وبحمده .
سبحان الله العظيم .
سبحان الله وبحمده .
سبحان الله العظيم .
أصبح في كل أصبع كم ؟
الجواب : عشرة .
واليد مرتين كم أصبحوا ؟
الجواب : مئة.
فعد المئة على الأصابع سهل :
ثلاثا
ثلاثا
اربعة
أو
أربعة
ثلاثا
ثلاثا
الأمر سهل ، فكل أصبع عشرة مرتين تكون عددت المئة .
وهذه السبحة الدائمة باليد، لا تفارقه لا في الحياة ولا في القبر ولا في الآخرة، سبحة دائمة ، كلما نظر الإنسان ليده تذكر التسبيح ، فالله أعطاك هذه السبحة فلا تستبدلها ،(( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)) .
لا تستبدلوا هذه ؛ أبقوا هذه السبحة ( اليد ) كلما نظرتم إليها تسبحون الله تعالى.
العرب كما يذكر ( الصنعاني ) في ( سبل السلام ) تعد على اليد بعشرات الألوف ، الطريقة سهلة ، العرب كانت تعد لعشرات الألوف على الأصابع.
الإمام الصنعاني في كتابه ( سبل السلام ) ذكرها و فصلها الشيخ ( وصي الله عباس ) طبع كتابا من قريب في بيان طرق عد العرب على الأصابع ،؛فالعرب تقضي عدها على الأصابع ، والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
⏰ 29 ربيع الآخر 1438 هجري .
2017 – 1 – 27 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
السؤال السابع ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في صفة الصلاة ونسيت عمن ذكر هذا…
الجواب : هذا كلام ابن القيم رحمه الله في جلاء الأفهام وقد ذكر ه في الباب السابع فيما أذكر الآن، في كتابه جلاء الأفهام منع الجمع بين أكثر من ذكر وذكر سبعة وجوه للمنع، وذكرناها في بعض مجالس الفتوى وفصلنا فيها فالتكرار لنفس الذكر هو الصواب وهو الذي اختاره الإمام ابن القيم .
⬅ مجلس شرح صحيح مسلم.
2017 – 4 – 6 إفرنجي
9 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
هل يؤجر المكلف إذا ذكر الله في نفسه دون أن ينطق بلسانه
نعم؛ ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم}، والشاهد فيه: {إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي}.
وقوله: {وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم} يدل على أن الملائكة في مجموعهم أفضل من مجموع البشر لكن الآدمي الذي ينازع نفسه ويجاهدها، وينعى على الاستقامة ويترك الشهوة واللذة من أجل الله، ولا يأخذ منها إلا المباح فهو بفرده خير من المخلوق المجبول على الطاعة، فمحمد صلى الله عليه وسلم بعينه أفضل من الملائكة بأعيانهم، وهكذا، والله أعلم.
السؤال الثامن عشر بعض المصلين إذا سمع ذكر الله في الصلاة الجهرية يشير بالسبابة
الجواب :وهو في الصلاة فلا، لكن أن تشار بالسبابة بالإشارة إلى ذكر الله والنطق ولا سيما عند العجز فلا حرج.
في علل الإمامم
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171121-WA0118.mp3أحمد في ترجمة الأعمش عن بعض أصحابه قال دخلنا على الأعمش فكان في غيبوبة، وكان في النزع.
قال: فما لقّنه أحد الشهادة.
قال: فدخل رجل كبير مُسِّن فلام الطلبة.
فقال: لماذا لا تلقنون شيخكم لا إله إلا الله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لقّنوا موتاكم لا إله إلا الله).
فتوجه إلى الأعمش فقال له: قل: لا إله إلا الله.
يقول بعض تلاميذه: نظرنا إليه فأشار بسبابته، يعني هذا قد يبدو لك أنه لا يعي ولا يتكلم من شدّة ألم الموت الذي هو فيه ، فأشار بسبابته إشارة إلى ماذا؟ إلى الإستجابة أنه ذاكر لا إله إلا الله، واشارة بسبابته، هذه إشارة للتدليل على التذكر، لا حرج فيها إن شاء الله.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
28 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 17 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
السؤال السابع هل قول الأذكار التي بعد صلاة الفريضة تكون فقط بعد صلاة الفريضة أم…
السؤال السابع هل قول الأذكار التي بعد صلاة الفريضة تكون فقط بعد صلاة الفريضة ؟
الجواب: الأذكار تكون بعد الفريضة، كان النبي عليه السلام يقول في دبر الصلاة، ودبر الصلاة في الأحاديث تارة يراد بها ما هو في داخل الصلاة قبل التسليم، وتارة ما هو بعد السلام، ولكن قبل صلاة النافلة، هذا مذهب جماهير أهل العلم خلافاً للحنفية، الحنفية يصلون السنة ثم يقومون بالأذكار وما زالوا إلى الآن في تركيا وغيرها ومن لاحظ صلاتهم بعد السلام مباشرة يقوم يصلي ركعتين السنة ثم يجلس ويذكر ، ظاهر الأحاديث النبوية أن الذكر إنما يكون في دبر الصلاة، ودبر الصلاة كما قلت يراد بالأحاديث منها ما هو على إثرها مباشرة وما هو داخلها كما في بعض الأحاديث.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
27 شوال – 1438 هجري.
2017 – 7 – 21 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
السؤال السابع هل قول الأذكار التي بعد صلاة الفريضة تكون فقط بعد صلاة الفريضة أم…
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
ما حكم الجهر بالذكر بعد الصلاة
الاصل في الذكر أن يكون سراً، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه أنه لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً في السفر يكبر الله بأعلى صوته فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً}، فلا يجوز للرجل أن يجهر بذكره على أصل القاعدة، إلا ما ورد فيه الجهر، والأصل في الذكر بعد الصلوات أن يكون سراً.
لكن ثبت في صحيح مسلم قول ابن عباس: (( كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير))، وهذا كما قال الشافعي والشاطبي وقد أصل وفصل الشاطبي في أواخر كتابه “الاعتصام” هذه المسألة، وقد بين بما لا يزيد عليه أن هذا الجهر كان فقط من اجل التعليم، فيجوز للإمام أن يجهر بالأذكار ليعلم الناس فقط.
والظاهر من صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان في المدينة ولم يكن في مكة، فمتى رأى الإمام مصلحة في جهره بالذكر لوجود اناس في المسجد لا يفقهون ولا يعلمون هذه الأذكار فيجهر أمامهم حتى يحصل التعليم، فمتى حصل التعليم يرجع إلى الأصل، وهو الإسرار.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمكث في مصلاه بمقدار قوله {اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام}، ثم يخرج فأين الجهر؟ فالذكر كان يقع منه في الطريق، وهذا ثابت عن أبي بكر وعمر كما في سنن البيهقي وغيره، كانا لا يجلسان بعد الصلاة إلا بمقدار الجلوس على رَضْفْ الجمر.
أما الجلوس والذكر مع تمطيط وترنم وتطريب، فليس هذا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنكر السلف على من يفعل ذلك، ولم يرد الجهر بالذكر عن احد من الصحابة إلا ابن عمر رضي الله عنهما، وابن عمر له انفرادات والله أعلم.
ما حكم طلب المسلم الدعاء من أخيه المسلم
طلب الدعاء من المسلم للمسلم يُنظر فيه، فالإكثار منه ليس بحسن، وهو في بعض الصور مشروع وفي بعضها ممنوع. وقد كره السلف لما رأوا الإكثار من طلب الدعاء منهم، ذلك وكثير من الناس اليوم من المصلين أو طلاب العلم لما يتلقون ثم يتفرقون فيقول كل واحد منهم للآخر ادع لي.
وقال ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه “الحكم الجديرة بالإذاعة” قال: (وقد كان عمروغيره من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، يكرهون أن يطلب منهم الدعاء، ويقولون: أأنبياء نحن؟ فدل على أن هذه المنزلة لا تطلب إلا من الأنبياء) فأنت كلما رأيت أخاك تقول: ادع لي، ادع لي، هذا ليس بحسن، وأخرج ابن جرير عن سعد بن أبي وقاص أنه لما قدم الشام أتاه رجل فقال له: استغفر لي، وكان سعد مجاب الدعوة، فقال له سعد: ((غفر الله لك))، ثم أتاه آخر، فقال: استغفر لي، فقال له: ((لا غفر الله لك، ولا غفر الله لذاك، أنبي أنا؟)) فلما خرجت فلتة من ذاك الرجل قال: ((غفر الله لك))، ولما تزاحم عليه الناس قال: ((لا غفر لله لك ولا غفر الله لذاك، أنبي أنا؟)) ففهم سعد، كما قال الشاطبي في الاعتصام قال: (فهم سعد من هذا الرجل أمراً زائداً وهو أن يعتقد فيه أنه مثل النبي، أو أنه وسيلة إلى أن يعتقد فيه مثل ذلك، أو يعتقد أن طلب الدعاء سنة تلزم، أو تجري في الناس مجرى السنن اللازمة فمنع سعد ذلك)، ففي مثل هذه الصورة لا يجوز طلب الدعاء، أما من غير هذه الأمور فلا أرى فيها حرجاً.
وأخرج ابن جرير عن زيد بن وهب، أن رجلاً قال لحذيفة: استغفر لي، فقال له حذيفة: ((لا غفر الله لك))، ثم قال حذيفة: ((هذا يذهب إلى نساءه فيقول: استغفر لي حذيفة أترضين أن يدعو الله أن يجعلك مثل حذيفة؟)) فكره حذيفة أن يشتهر هذا الأمر، وأن يعتقد في حذيفة ما لا يدعيه، وقد أسند ابن جرير عن ابراهيم التمعي قال: (كانوا يجتمعون فيتذاكرون فلا يقول بعضهم لبعض استغفر لي) أي الصحابة، وأسند الخطيب في كتاب “التلخيص” عن عبيد الله بن أبي صالح قال: (دخل علي طاووس يعودني فقلت له يا أبا عبد الرحمن ادع الله لي) فقال: (ادع لنفسك فإن الله عز وجل يجيب المضطر إذا دعاه)، فأن يترك الإنسان الدعاء لنفسه، ويطلب من غيره وأن يجري هذا الطلب مجرى السنن اللازمة، ويعتقد فيمن يطلب منه الدعاء اعتقاداً زائداً، فهذه كلها عوارض ولوازم، تجعلنا نقول: إن هذا الطلب على هذا الحال وهذه المواصفات ممنوعة.
وقد أجمل ذلك شيخ الإسلام في كتابه “قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة” فقال: (ومن قال لغيره من الناس ادع لي أو ادع لنا، وقصد بأن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء، وينفع هو أيضاً بأمره، ويفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤتم به، ليس هذا من السؤال المردود، وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته، لم يقصد نفع ذلك، والإحسان إليه فهذا ليس من المقتدين بالرسول صلى الله عليه وسلم، المؤتمين به في ذلك، بل هذا من السؤال المرجوح الذي تركه إلى الرغبة إلى الله وسؤاله ، [وقد وقع تحريف هنا في كل الطبعات إلا طبعة الشيخ ربيع، فوقع بدل وسؤاله ورسوله، وهذا خطأ فالرغبة لا تكون إلا لله]، أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله، وهذا كله من سؤال الأحياء الجائز المشروع) فينظر للقائل: أدع لي، إذا كان يأمره بعبادة وطاعة فهذا فيه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأما إذا كان مقصوده طلب حاجته فهذا من السؤال المرجوح، والمطلوب أن تسأل الله حاجتك وألا تسأل غيره.
وأما حديث (( لاتنسانا يا أخي من دعائك)) لم يثبت ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقوله لأبي بكر وعمر: {إن رأيتما أويساً القرني فاسئلاه أن يدعو لكما}، والحديث الظاهر منه أنه حسن، رغم أن الإمام مالكاً كان ينكره، وكان يقول: لا يوجد أويس، والحديث فيه إلمامة إلى أن هذا أمر خاص بأويس، فلم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من أحد أن يدعو لأحد إلا لهذا الرجل، لأنه عرف باستجابة دعوته، وأما من عداه فما أدرانا أنه مثله؟ والأصل في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأمثالهما أن الذريعة مسدودة في حقهم بأن يتجهوا للمخلوق وأن ينسوا الخالق، أما من عداهم فهذا الفساد يلحق بهم.
فإذا سلمت المحاذير مما ورد في كلام ابن تيمية والشاطبي فلا أرى حرجاً، والذي أنكره كثرة الطلب، وأن يكون ذلك شعاراً للإنسان كلما التقى آخر يقول له: أدع لي أدع لي، وهذا لا يدعو وهذا لا يدعو، فأصبحت كأنها شعار ملاقاة بدل السلام عليكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
