*السؤال التاسع عشر: هناك إنسان ظلمني كثيراً وأخذ من أموالي بالباطل والحياء واستغلني أبشع استغلال وأنا أدفع له من مالي كفاية شره، وضرني بأبنائي بتعليمهم طرق الضلال وأساليب الغش والفساد وزرع في عقولهم مالا يرضاه الله وأنا أدعو عليه ليل نهار بكل ألوان الدعاء من إنسان مبتلى مظلوم، فهل يحل لي أن أدعو عليه بما يشفي غليلي منه في نهاري وفي صلاتي ،وأشعر بالراحة عند ذلك؟*
الجواب: شيء عجيب.
طبعاً السؤال ناقص، وقد تكون المعصية مشتركة بين الرجل والمرأة، وقد لايكون.
لكن (إن الله لا يحب الجهر من القول إلا من ظُلم).
فيجوز لمن ظُلم أن يجهر بالسوء على من ظلمه وأن يدعو عليه.
والأحسن أن يدعو له.
وهنا مسألة( فمن عفا فأجره على الله وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها).
أيهما أفضل؟
قال العلماء *التفصيل*، إن عفوت ولا يترتب على العفو ظُلم واستمرار في المفسدة فالعفو أفضل، وأما إن علمت أنك إن عفوت عن فلان فعفوكَ يُطمِّعك فيه ويجعله يزداد في ظلمك فحينئذ يأتي وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلها.
انتبه معي.
حتى يبقى العفو هو الأصل في نفس الإنسان جعل الله تعالى ردك للسيئة التي لحقتك من فلان جعلها سيئة من باب المشاكلة وهي ليست سيئة في الشرع،يعني بمعنى أن هذا العمل محمود و مشروع.
لكن كيف شرعه الله؟
شرعه بصيغة وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها.
لما قال سيئة حتى تبقى النفس نافرة من ما تسأل عنه الأخت ،فمع إنه مشروع إلا إن الله سماهُ سيئةً، فقال (وجزاء سيئةّ سيئةٌ مثلها).
فقوله سيئةٌ هذا من باب المشاكلة عند علماء البلاغة، وإلا هو مشروع، ولكن حتى لايكون هو الأصل في نفس البشرية ، فالأصل في النفس البشرية أن تميل إلى المسامحة وأن تميل إلى العفو.
*السؤال الثالث عشر : هل يوجد دعاء بين السجدتين غفرانك ربي؟*
الجواب: ففي حديث حذيفة رضي الله عنه : وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده، وكان يقول : *«رب اغفر لي . رب اغفر لي »* رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه .
صحيح ابن ماجة (٧٣١)
*ومعنى مرتين* كما يقول الشراح أي يكرر ذلك كقوله تعالى { ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ } و {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ}.
فليس المراد بالحديث أن النبي ﷺ كان يقول بين السجدتين ربي اغفر لي مرتين بمعنى مرتين تحديدا.
فالإنسان بين السجدتين إما يقول: *ربي اغفر لي، ربي اغفر لي.*
*و لا أعلم لزيادة ولوالدي وجودا.*
وإما أن يقول كما في الحديث عند الترمذي ٢٨٤)
عن بن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين” اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني ”
قال الشيخ الألباني : صحيح
و لو كرر ذلك لا حرج أيضا.
و كان النبي ﷺ إذا رفع من السجود أطال الجلوس بين السجدتين حتى يقال أنه وهم من طول الجلوس بين السجدتين و من طول القيام بعد الركوع، فيسن طول القيام.
*السؤال الثامن:*
*أخ يسأل ويقول ما معنى قولنا في الدعاء «وبك منك»، -سألني بعض الإخوة-: «وبك منك»؛ ما معناه؟*
*الجواب:*
فعن علي بن أبي طالب : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في وتره اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ”
جامع الترمذي. ٣٥٦٤
وصححه الشيخ الالباني
قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله :
*( معنى “وبك منك”: أي أعوذ بحلمك من عقوبتك ).*
هذا معنى «وبك منك»، فأنت تستعيذ بِحِلمِ الله من عقوبة الله وعذاب الله.
*السؤال الثامن عشر: أخت تقول ابني عمره سنتان، وكنا بالمسجد وأذن المؤذن والسماعات عالية، فصرخ وارتجف، وبعدها يأتي عليه أوقات يقول : أنا خائف ويبكي ، ويصفر وجهه ، وتفقد شهيته من الطعام ، فهل هذا متعلق بما حدث في المسجد؟*
الجواب : ارع ولدك يا أختي *بالرقية،* فكلما رأيتيه تغير اقرئي عليه *الفاتحة سبع مرات،* كما فعل أبو سعيد الخدري مع زعيم القوم، ففي رواية عند الترمذي حدد المرات بالسبع ، اقرئي عليه الفاتحة سبع مرات، واقرئي عليه *الأذكار،* والذكر إذا لم ينفع فإنه لا يضر ، لكنه إن شاء الله نافع لولدك، ولاتنشغلي بهذا الأمر ، *فكلما رأيتيه تغير فارقيه بالمعوذتين، وبقراءة الفاتحة و هكذا.*✍✍
*السؤال الثامن عشر: أخت تقول ابني عمره سنتان، وكنا بالمسجد وأذن المؤذن والسماعات عالية، فصرخ وارتجف، وبعدها يأتي عليه أوقات يقول : أنا خائف ويبكي ، ويصفر وجهه ، وتفقد شهيته من الطعام ، فهل هذا متعلق بما حدث في المسجد؟*
الجواب : ارع ولدك يا أختي بالرقية، فكلما رأيتيه تغير اقرئي عليه الفاتحة سبع مرات، كما فعل أبو سعيد الخدري مع زعيم القوم، ففي رواية عند الترمذي حدد المرات بالسبع ، اقرئي عليه الفاتحة سبع مرات، واقرئي عليه الأذكار، والذكر إذا لم ينفع فإنه لا يضر ، لكنه إن شاء الله نافع لولدك، ولاتنشغلي بهذا الأمر ، فكلما رأيتيه تغير فارقيه بالمعوذتين، وبقراءة الفاتحة و هكذا.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
٢٨ جمادى الأخرة 1439هـجري.
١٦ – ٣ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/2028/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
قطعاً؛ العبادة ذُّل، والإنسان يضع أنفه في الترابِ تذللاً لله جلَّ في علاه. ولذا عبادتنا في حبنا لربِّنا ليست كعبادتنا في حبِّنا لنَبيِّنا، العبادة الواجبة تجاه الله، ليست كالعبادة الواجبة في اتجاه النبيِّ صلى الله عليه وسلم. لذا معاذ بن جبل لما كان في اليمن فرأى أناساً يسجدون …… وكان في شوقٍ لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع شديد محبةٍ له، فلما رآه في المدينة أول ما دخل المدينة سجد لرسول الله صلى الله عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ؛ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها”، من عِظَمِ حق الزوج على زوجته.
فالسجود فيه ذل وهذا الذل لا يكون إلا لله، لا يجوز لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع المحبة العظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذا إذا كنتم تذكرون في مثل هذا المجلس قديماً، أيحبُ غيرُ الله لذاته؟ فأجبتكم حينها أنه يحب أيضاً رسول الله صلى الله عليه وسلم لذاته ولكن مع التنويه والتفريق بأن الحق الواجب في المحبة لله تعالى غير الحق الواجب في المحبة لرسوله صلى الله عليه وسلم، و إذا انتبهنا لهذا القيد، قلنا أن النبي عليه السلام يجب لذاته، ولذا قلنا محبة نبينا هي فرع من محبة ربنا ،ولا يحب أحد لذاته بمعنى أنه لا تجب عليك الذل /.. إلا لله.
وبالتالي الإنسان يذل أنفه لله؛ لكن هذا ذل في مقام عز كما كان يقول بعض أهل العلم، كان يقول في وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة، ذل لله ولكن يكون في مقام عز، فإن العبد إذا ذل لله فإن الله يكرمه ويرفعه. وكان حقاً على الله ما ارتفع شيء في الدنيا إلا وضعه، أما ما ارتفع من الآخرة فلا يمكن لأحد أن يضع ما رفعه الله.