السؤال:
ما حكم وضع الفوانيس والزينة لقدوم شهر رمضان، سواء كانت هذه الزينة داخل المنزل أو خارجه؟
الجواب:
هذا احتفال لرمضان لأهل الدنيا.
إذا أردت أن تعرف نفسك من أهل الدنيا، أو من أهل الآخرة.
إذا رأيت أن احتفالك برمضان بالفانوس والقطايف والأكل والشرب؛ فأنت من أهل الدنيا، ولست من أهل الآخرة.
أهل الآخرة كيف يحتفلون برمضان؟
يتدربون في شعبان على قراءة القرآن.
أنت في باقي أيام السنة تقرأ جزءا، أما في شعبان تجاهد نفسك وتقرأ ثلاثة أجزاء مثلاً كل يوم، تجد لك وقتًا في أول النهار أو في آخر النهار فتقرأ ثلاثة أجزاء، وعندما يدخل رمضان؛ فتقرأ خمسة أجزاء كل يوم في العشر الأوائل، وفي العشر الأواسط سبعة أجزاء، وفي العشر الأواخر عشرة أجزاء؛
فيصبح لك في كل ثلاثة أيام ختمة في العشر الأواخر.
هذا صنيع أهل الآخرة.
طبعًا لا يفقه القرآن من يقرأه في أقل من ثلاثة أيام.
فأنت الآن درِّب نفسك، حتى لما تصل رمضان تكون قد تهيأت لدخوله؛ تقرأ -مثلاً- ثلاثة أجزاء في اليوم، فلما تصبح في رمضان؛ تَزِد قليلاً، فعندما تدخل العشر الأواسط؛ تزِد قليلا أيضاً، وفي العشر الأواخر تزِد أيضاً، هذا هو شهر رمضان -شهر القرآن-.
بعض الناس يقول لك:
لَمَّا يصبح عندي فراغ وزهق وملل من الكلام، ومن القيل والقال؛ أُمسِك القرآن وأقرأ.
هذه ليست قراءة القرآن، وليس هكذا رمضان، رمضان ليس لهذا النوع من الناس.
رمضان شهر القرآن:
أي أن القرآن يأخذ قلبك ويأخذ وقتك، ويأخذ لُبّك، ويأخذ عقلك، تصبح رجلاً تقرأ القرآن ليل نهار، قبل نومك تقرأ القرآن وعندما تستيقظ تقرأ القرآن، كل جهدك وكل تركيزك على القرآن.
والذي يركز على الفوانيس وعلى الهلال، أنا لا أدري هذا الهلال الذي يضعونه الآن من أين جاء أنه شعار للإسلام؟
هذا الشعار للدولة التركية، ليس له نص لا في كتاب ولا في سنة.
هذا الهلال الذي يضعونه في رمضان، من أين للهلال صلة بالشرع؟!
لا يوجد أبدا صلة بين الهلال وبين الشرع.
*هذه الزينة دلالة على خواء الباطن.*
وقال أبو الدرداء قديمًا -: “إذا زوقتم مساجدكم، وحليتم مصاحفكم؛ فالدمار عليكم”.
(وفي السلسلة الصحيحة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا زوقتم مساجدكم، وحليتم مصاحفكم؛ فالدمار عليكم”. السلسلة الصحيحة١٣٥١ وحسنه الألباني.)
إذا اشتغلتم بالظاهر وتركتم الباطن؛ فالدمار عليكم.
فهذا أمر ليس بحسن.
ما هو تفسير قول الله عز وجل:﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمࣰا مَّقۡضِیࣰّا﴾، هل المعنى أن المسلم والكافر والفاجر والصالح يمرون على جهنم؟
الجواب:
ما معنى “الورود”؟
قال تعالى: { وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ } .
الورود لها معنيان:
المعنى الأول: الولوج والدخول.
المعنى الثاني: القرب.
{ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ } يعني لما قرب من ماء مدين.
﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَا﴾، الكل يرد جهنم، نسأل الله العافية.
– فمنهم من يدخل ويسقط فيها.
– ومنهم من يمر عليها.
– فمن الناس من يكون الورود في حقه الدخول وهم الكفار والمنافقون، والعصاة.
– وأما العصاة فمن شاء الله لهم الدخول فإنهم يدخلون النار، ويعذبون بقدر، ومن ثم يخرجون.
– ومنهم من يتجاوزها، لكنه يرد عليها، فالورود ها هنا معناه القرب.
فالكل يرد جهنم نسأل الله جل في علاه أن ينجينا وإياكم من جهنم ونسأل الله جل في علاه أن يجعلنا من أهل الفوز والصلاح.
ما المقصود بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ﴾؟
الجواب:
تكلمنا على هذه الآية طويلًا، وقلنا: هذه الآية فيها ثمانية أقوال، وهنالك أقوال رديئة وأقوال جيدة، والأقوال الجيدة محصورة في ثلاثة أمور.
الأمر الأول:
ما ذكره الإمام ابن جرير في التفسير، لقوله تعالى:﴿وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَاۤ أَن رَّءَا بُرۡهَـٰنَ رَبِّهِ﴾، قال أن الهم الواقع من المرأة، هم بطلب الفاحشة، والهم الواقع من يوسف عليه السلام، إنما هو كَهمّ ذاك الصائم إلى الماء البارد في اليوم القائظ -اليوم شديد الحرارة-، ولكن الله الذي عصمه، فقال: الهمّ ما تعدى عن يوسف أن يكون حديث نفس خاطر مَر ثم الله عزوجل عصمه، هذا قول من الأقوال وهو قول ابن جرير.
القول الثاني، قال تعالى:﴿وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦ﴾ أي طلبًا، وهم بها: دفعًا، هي همت بالطلب وهو هم بالدفع، وهذا أيضًا قول جيد.
القول الثالث وهو معتبر، وعليه ظاهر اللغة أن الهم من يوسف أصلًا ما وقع، لأن الله عزوجل يقول:(وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَاۤ أَن رَّءَا بُرۡهَـٰنَ رَبِّه)، ولولا في العربية تفيد امتناعا لوجود، وجود شيء منع وقوع الهم، لأن الله عزوجل ما قال ولقد همت به وهم بها، قال: ﴿وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَاۤ أَن رَّءَا بُرۡهَـٰنَ رَبِّهِ﴾، لولا هذا البرهان لوقع الهم.
والمعنى أن الله جل في علاه هو الذي حفظ يوسف من الهمّ، فقال الله عزوجل بعدها ﴿كَذَ ٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوۤءَ وَٱلۡفَحۡشَاۤءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِینَ﴾ ما قال من عبادنا المخلِصين، قال المخلَصين.
ولذا إبليس ماذا قال؟
قال: إلا عبادك المخلَصين، والله يقول عن يوسف ﴿إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِینَ﴾.
فالشاهد أن هذه الأقوال الثلاثة معتبرة في الهم.
ومن أسوء الأقوال القول أن يوسف عليه السلام حل تكة سرواله وجلس منها كالذي يجلس بين يدي التي يريد يزني بها وأراد أن يزني ولكنه رأى يعقوب وهو أبوه عليه السلام، رأى أباه عاضًا على أعصابه، وهذا برهان الله ولولا هذا البرهان من الله أنه رأى أباه يحذره من هذا الصنيع لفعل الزنا والعياذ بالله.
قال بعض السلف: من اتهم يوسف عليه السلام بالزنا فعليه حد المفتري.
السؤال السابع :-
أين نجد قول وتفسير أبي حيان عن الأعرابي ؟
الجواب :-
قلت أمس في الدرس في تفسير قول الله عز وجل
” الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) ”
سورة التوبة .
قلت :من هو الأعرابي؟
الأعرابي الذي هو أجدر أن لا يعلم حدود ما أنزل الله ، يعني لا تُعلمه ،
من الأعرابي ،؟
قال أبو حيان :الأعرابي هو الذي لم يسسه سائس ، ولم يجثو على الركب بين يدي العلماء ،
فكل شيء يخطر في باله يعمله !
ولم يجثُ على الركب بين يدي العلماء ، هذا من هو بالشرع ؟
هذا أعرابي ، فالأعرابي ما تعلمه ، هذا الجهل أليق به ، أن يبقى جاهلا أليق به من أن تعلمه ، من هو الأعرابي مرة اخرى ؟
الذي لم يسسه سائس ، فيركب رأسه لا يعرف عرفا ولا عيبا ولا حراما ولا يعرف شيئا ، كل شيء يخطر على باله يفعله ، هذا أولا.
ثانيا:
لم يجثُ على ركبه بين يدي العلماء ، هذا الأعرابي ، وهذا أجدر به ألا يعلم حدود ما انزل الله ، هذه مقوله خطيرة جدا ،
اسأل الله جل في علاه أن يجيرنا وإياكم من الأعراب .
أريد توضيح أكثر بارك الله فيكم لما يكون معي رفيقة، ونختم أنا وإياها القرآن هي ربع وأنا ربع حتى نختم، (ختمة مشتركة)؟
الجواب:
نحن يا جماعة كم واحد؟
ثلاثين واحد، ستين واحد، تسعين واحد، يا الله سيقرأ كل واحد منا حزب، القرآن ثلاثين جزء، ستين حزب، وستين ضرب أربعة (ربع حزب) مائتين وأربعين، نحن الآن مائتين وأربعين فكل واحد يقرأ منّا حزب، لما كل واحد منا يقرأ حزب نعتبر حالنا ختمنا القرآن، وهذا غير صحيح، أنا لمّا اقرأ حزب لم أقرأ القرآن، ولو كنا بدل مائتين وأربعين، أربعمائة وثمانون، فيقرأ كل واحد منا كم؟
يقرأ نصف الربع، يعني يقرأ قرابة ورقة.
هل يعقل أن كل واحد منا ختم القرآن؟
لا ولا واحد منا ختم القرآن.
لو كنا اثنين أنا أقرأ خمسة عشر جزء وآخر يقرأ النصف الآخر هل ختمنا القرآن؟
لا، كل واحد منا ختم نصفه فقط.
فالاخت تسأل وتقول: اريد توضيح أكثر لما يكون معي رفيقة نختم انا وإياها القرآن، هي ربع وأنا ربع، وأسمع معها ما تقوله، هل هذا خطأ؟
أنا لا أقول خطأ، يعني أنا أقرأ ربع وهي ربع، وأختي حافظة فقيهة، وأنا أقرأ أمامها وإذا أخطأت في القراءة تصوبني،لا حرج في هذا .
سماع القرآن عبادة.
ولكن أنت قرأت النصف وهي قرأت النصف هل هذا ختم للقرآن؟
الجواب: لا.
هل سماعك للقرآن فيه أجر؟
نعم فيه أجر.
هل هذا خطأ؟
هذا ليس بخطأ.
لكن هل أنت ختمت القرآن؟
أنت ما ختمت القرآن.
فدعاء ختم القرآن كما قال أنس بن مالك كما في مسند الدارمي قال إن لخاتم القرآن دعوة مستجابة.
ولذا قال علمائنا: من ختم القرآن يحسن به أن يجمع أهل بيته فيدعو وهم يأمنون.
وكان ائمتنا الكبار كالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كما يقول صالح في ترجمته لأبيه، قال: كان له في كل يوم جمعة ختمة، يجمع أهل بيته بعد العصر،فيجمع بين الدعاء والساعة المستجابة بعد العصر ويجعل تداخل بين دعاء ختم القرآن الذي هو دعاء مستجاب مع الساعة الأخيرة من الجمعة، مثل ما يفعل الآن أئمة الحرم في آخر يوم في رمضان يداخلون بين دعاء ختم القرآن وصلاة التراويح، هذا تداخل لا حرج فيه.
لكن في أشياء ليس الآن موضع ذكرها.
فكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يختم كل يوم جمعة.
فمن ختم القرآن يجدر به أن يجمع أهل بيته ويرفع يديه وأن يدعو.
أنا أقيم في أحد مدن السعودية، وعندنا في هذه المدينة سكانها أغلبهم بدو مع أنهم يسكنون في بيوت، والمجتمع مجتمع بداوة، وعندنا غالبهم يلحن في القرآن لحناً جلياً، وقد سمعت لكم فتوى أنكم تبطلون الصلاة بذلك، وأنا لم أُصلِ في المسجد أي صلاة بعدها، لكن قد تحصل فتنة بعدها؛ لأنه قد نقع في حرج في الصلاة في المسجد، وقد تحدث فتنة في ذلك ماذا أفعل؟
الجواب:
الواجب على الإمام أن يتقن حفظه، والواجب على الإمام على الأقل أن يقرأ الفاتحة قراءة صحيحة.
واللحن في الفاتحة قسمان:
لحن جلي.
لحن خفي.
اللحن الجلي: عند جماهير أهل العلم يبطل الصلاة، ومنهم من قال اللحن الجلي الذي يغير المعنى.
في يوم من الأيام، وفي درس في مسجد في القويسمة دخلنا المسجد، ووجدنا أخ تقدم للإمامة وهو ليس حافظًا، فلما قرأ الفاتحة بدلا من أن يقول (أنعمتَ عليهم) ، قرأ (أنعمتُ عليهم).
هناك فرق كبير بين أنعمتَ عليهم، و أنعمتُ عليهم.
فلما فرغوا من الصلاة قلنا أول شيء نبدأ به قبل الدرس إعادة الصلاة.
وقلت: هذا أنعمتَ و أنعمتُ إنما هو لحن جلي، واللحن الجلي الذي يغير المعنى يُبطل الصلاة.
فاللحن الجلي عند علماء التلاوة والتجويد إن سكنت متحركا، أو حركت ساكنا، أو غيرت في رسم شكل كلمة؛ فهذا لحن جلي.
فبعض أهل العلم يقول: اللحن الجلي الذي يغير في المعنى فهذا يبطل الصلاة .
أنا مُبتلى بإمام يلحن لحنًا جليًا في الصلاة، وبعض إخواننا الحضور في منطقة قريبة من مسجدنا يقول إمامنا يلحن لحنا جليا.
قُلت: غير معقول.
قال: أنا أقول لك يلحن لحنا جليا.
قلت له: سجل قراءته و أسمعها لبعض الحاذقين العارفين بأحكام التلاوة والتجويد.
أحيانا يخيل إليك أن الإمام يلحن، وقد تكون العلة في السماعات، يعني لو ما في سماعات و تسمع قراءته لا تقول عنه أنه يلحن.
فما نتعجل في تقرير اللحن حتى يقرر لك أن هذا لحن جلي إمام حاذق عارف بأحكام التلاوة والتجويد.
فإن وجدنا فيه لحن جلي فالواجب علينا أن نعلمه بأي طريقة من الطرق.
حتى بالطريقة ألتي تُذكر و تُؤثر عن الحسن و الحسين.
قالوا: الحسن والحسين رأيا رجلا كبيرا يتوضأ و يُخطئ بالوضوء، فذهبا إليه وقالا له نريد أن نتوضأ عندك حتى تعلم أينا أصح وضوءاً -والقصة مذكورة ولا أعرفها مسندة-.
فتوضأ أمامه؛ فكان الرجل عاقلا فقال: لقد تعلمت الوضوء منكما، جزاكما الله خيرا.
لو ذهبت للإمام و قلت: له أنا أريد أن أقرأ الفاتحة، هل أنا ألحن أم لا ألحن، وتقرأ الفاتحة، فإن أراد أن يردك تقول له: هل علمتني كيف أقرأ هذه العبارة – وتركز على اللحن الجلي الذي عنده- فتقول «هذه كيف أقرأها» فتبقى تلقنه وأنت تُظهر أنك تتعلم منه.
فتصححه بأي طريقة من الطرق؛ لأن بصحة صلاته صحة صلاه الناس.
و الأئمة ينبغي أن يكونوا أتقى الناس وأورع الناس، و أكثر الناس سلاسة وعلما وفهما؛ فأحيانا يضطر واحد من الناس أن يكون أحلم منه و أعلم منه و أفقه منه و أحفظ منه و هو يتقن القراءة و غيره لا يتقن القراءة.
فبأي طريقة من الطرق هذا اللحن الجلي ينبغي أن يرفع منه.
ما حكم ختم القرآن مع مجموعة على الهاتف، بحيث تقرأ كل واحدة منا وردها اليومي المرسل عبر الهاتف؟
الجواب:
هذه مثل قراءة القرآن في المآتم، يحضروا قرآن ثلاثين جزءًا ويعطوا كل واحد جزءًا، ويقرؤون ختمة عن روح الميت، وكل واحد يقرأ جزءًا، ويقولون ختمنا، وهذه الآن تسأل عن الختمة على الهاتف، فنعمل ختمة على الهاتف ثلاثين واحدة تقرأ كل واحدة جزءًا، ويقولون ختمنا القرآن.
ولا واحد منكم ختم، فأنتم كل منكم قرأ جزءًا، ما ختم أحد منكم.
المطلوب منا أن نختم القرآن؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- سأله عبد الله بن عمرو في كم يختم القرآن ؟ قال: في أربعين يوما ثم قال في شهر ثم قال في عشرين ثم قال في خمس عشرة ثم قال في عشر ثم قال في سبع لم ينزل من سبع.أخرجه أبو داود (١٣٩٥). حكم الحديث: صحيح، إلا قوله : ” لم ينزل من سبع ” فهو شاذ لمخالفته لقوله : ” اقرأه في ثلاث “” صحيح أبي داود 1260
(1242 / 1394)) .
فالواجب على المسلم أن لا يمضي أكثر من أربعين يوما إلا وله ختمة، الأصل في المسلم كل أربعين يوما على أقصى حد أن يختم، إلا قول لأبي حنيفة الامام ابو حنيفة استنبط أن جبريل عليه السلام كان ينزل في رمضان، وكان يتدارس مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- القرآن، إلا العام الذي مات فيه فقد تدارس مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- مرتين.
فالامام أبو حنيفة -رحمه الله- يقول: يجب على المسلم أن يقرأ القرآن مرة في السنة، لكن المرة التي يريد أن يقرأها أن تكون قراءة تدبر، وليست قراءة هذرمة، وأما الأربعون يوما تقرأ القرآن، وقد سئل الإمام أحمد قال: من يقرأ القرآن وهو لا يفهم، يقرأ لكن لايفهم، هل يكتب له أجر؟
قال: نعم، إن فهم وإن لم يفهم ،من قرأ القرآن فهي عبادة، بل قال مجاهد: النظر إلى القرآن عبادة، تفتح القرآن وتنظر إليه هذا عبادة؛ ولذا قلنا القراءة من القرآن مقدمة على القراءة من الجوال.
السؤال التاسع عشر :
ما حكم سناسيل الذهب التي تكتب عليها آيات الله العظيم؟
الجواب :
لا يجوز للمرأة أن تدخل المرحاض وتقضي الحاجة وتلبس خاتم ذهب أو إسوارة ذهب أو سنسال ذهب وأكثر ما يظهر هذا في السناسيل وفيها ذكر الله عزوجل، مثل آية الكرسي.
طيب هل يجوز للإنسان أن يدخل بالخلوي للحمام، والخلوي فيه قرآن؟
يجوز، لأنه القرآن أنت تبحث عنه وتفتش عنه وليس ظاهرا، بل مخفيا وهو في الذاكرة، فلو حرمنا الرجل يدخل إلى الحمام بالخلوي الذي فيه القرآن لحرمنا على حافظ القرآن أن يدخل الحمام؛ لأن حافظ القرآن القرآن بذاكرته فحافظ القرآن يدخل الحمام بلا حرج، لكن قطعة الذهب المكتوب عليها، هذه كتابة ظاهرة تختلف عن القرآن الموجود بالذاكرة.
طيب اسأل سؤالاً : القراءة من المصحف؛ أيهما أفضل أن تقرأ من الجوال أم تقرأ من المصحف؟
يقينا القراءة من المصحف؛ القراءة من المصحف أحب إلى الله عزوجل من القراءة من الجوال، فالنظر في الجوال ليس عبادة لكن النظر في المصحف عباده، المصحف إهانته كفر، أما الذي يرمي الجوال ويكسره ليس كفرا، إهانة الجوال ليست كفراً ؛ لأن القرآن بالذاكرة ، فهذا مثل واحد يضرب واحد حافظ للقرآن ويهينه.
فالقراءة من المصحف أحب إلى الله عزوجل من القراءة بالجوال.
طيب هل القراءة من الجوال قراءة؟ نعم، لكن الأحب إلى الله عزوجل أن تقرأ من المصحف ولا تقرأ من الجوال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ سَرَّهُ أنْ يُحِبَّ اللهَ ورسولَهُ فليَقرأْ في ” المُصْحَفِ ”
الألباني ، السلسلة الصحيحة ٢٣٤٢ • إسناده حسن
والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع : ما هي العبرة من قراءة سورة الكهف كل يوم جمعة؟
الجواب: أولاً العبرة والحكمة تتفاوت فيها الأذهان وتتفاوت فيها العقول والأصل في العبادات أن نقف مع المنقول.
لكن العقل يتلمس الحكمة ولا بد أن يجد حكمة.
والحِكم في سورة الكهف كثيرة، ومن أهمها ما أخبر عنه النبي – ﷺ- كما في صحيح مسلم(٢٩٣٧) عن النواس بن سمعان قال: قال النبي – ﷺ- عن الدجال: “فمن أدركه منكم فليقرأْ عليه فواتحَ سورةِ الكهفِ”.
و في رواية ” آخر الكهف” قال الشيخ الالباني وهي شاذة
(انظر الصحيحة ٢٦٥١،وقصة المسيح الدجال ص ٣٣)
ولذا قال العلماء المحققون أن الراجح من القولين حِفظ الأول لا الآخر لرواية فواتح، فرواية فواتح تفيد أن الحفظ من أول سورة الكهف لا آخرها، فالعبرة والحكمة في قراءة سورة الكهف أنها تعصِم من الفِتن.
ومن يتدبر سورة الكهف تدبراً حسناً يجد أمثلة كثيرة عن الفتن التي تخص التصور و الإعتقاد و الفهم والفتن التي تخص الممارسة والسلوك .
فالمتمعن في سورة الكهف يجد في ذلك أمثلة كثيرة تعصمه و تبعده عن هذه الفتن.