*الجواب:*
إلى الله المشتكى من هذا الصٍّنف من الأولاد !!
إلى الله المشتكى من هذا الصنف من الأولاد !!
إلى الله المشتكى من هذا الصنف من الأولاد !!
لا إله إلا الله !!
واحد يقول لي قبل أيام وإحنا راجعين من صلاة العشاء:
يقول : بنتي تَدخل عَلَيّ وتقول بِدِّي حَقِّي !!
قال لها: لم أموت بعد!!
بعدني ما مُتِت!!
بِدِّك حقك وأنا حي ؟!
قِلة أدب، قِحَّة ، تعامُل مع الأب بطريقة سيئة-نسأل الله العافية-.
الأب يُجَلّ ، الأب يُحترم ، الأب لا يخدش خاطِرُه ، ليس البر أن تُنفِق على والدك فقط!!
البِر أن تُعظِّم والدك ، أن تُشعره أنه إنسان عظيم وكبير.
أَمّا أن تَطمع فيه؟!
طيِّب ، إنما شفاء العِيِّ السؤال ، شفاء العِي السؤال ، شفاء الجاهل يِسأَل ، الجهل مرض شِفاؤه السؤال ، لو أخوك مَرِضَ وأبوك أنفق عليه مال للمعالجة ، فهل يجوز لك أن تُطالِب بالمال الذي أَنفقه للمعالجة؟!
شِفاء العِي السؤال.
أخوك مَرِضَ ، تقول: يا أبي أنت أَنفقتَ عشرة آلاف على أخوي في العملية ، أعطيني عشرة آلاف !
هذا يجوز؟
ما يجوز.
الحديث شفاء العِي السؤال ،بليغ ، إنما شفاء العِي السؤال ، فالجَهلُ مَرضٌ وكما أن الوَلَدَ لا يُطالِبُ أباه إذا طَبَّبَ أخاه ، فإنه كذلك لا يَطالِبُ أباه إذا عَلَّمَ أخاه.
فأنت إذا الله يَسَّرَ لك بِعثة ، فالحمد لله سقط هذا الأمرُ عن والِدِكَ في حَقِّك ، لأنك حَصَّلتَ هذه البِعثة ، وبقي هذا الحق لِأخيك ، والواجب على الأب أن يُؤدِّيَ الذي عليه ، وليس لك أن تُطالِبَ أباك مقابِل أنه دَرَّسَ أخوك ، ليس لك.
الأب البارّ بأولاده إذا كان لا يستطيع أن يُدَرِّس إلا شخص لفَقرِهِ ، فَدَرَّسَ واحداً ؛ فَيُطلُبُ من وَلَدِه أن يُحسِن لِإخوانِه ، فيقول : ترى يا ولدي أنا دَرَّستُك وما بستطيع أَدَرِّس إخوانك ، وأنت عارِف اليد ليست طويلة ، فَدَرِّس إخوانك ، إذا الله يَسَّر لك ويَسَّر الله عليك ووسَّعَ الله عليك ؛ دَرِّس إخوانك.
والأخوة فيما بينهم إذا مات الوالِد ؛ يكون الأخ الكبير كأنه أب ، وتكون العلاقة بين الإخوة ؛ علاقة الأخ الصغير مع أخيه الكبير ؛ هي علاقة الولد مع أبيه ، واحترام الكبير هذا من ديننا.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
17 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 14 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
التصنيف: تربية وأخلاق
ما حكم من هجر أخاه فوق ثلاث ثم صالحه بعد ذلك هل يجب عليه توبة
لا يجوز لمسلم أن يهجر أخاه لحظ نفسه فوق ثلاث ويجوز له أن يهجر لحظ النفس أخاه ثلاث فدون ذلك، لما ثبت في الصحيح من حديث أنس { لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث} فجوز الشرع هجران الأخ ثلاثة أيام فدون ذلك .
وأما إن استمر الهجران بعد ثلاث من أجل حظ النفس فهذا أمر غير مشروع والأعمال لا ترفع لله عز وجل ويقول الله عز وجل: {أمهلوا هذين حتى يصطلحا} وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { وخيرهما الذي يبدأ بالسلام} وقال {السابق سابق إلى الجنة}.
وأما الهجران من أجل الدين فوق ثلاث فهو مشروع وهو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم العملية وسنة صحبه.
والهجران المشروع فوق ثلاث جائز في صورتين كليتين؛ الأولى : هجر إيجابي زاج، ويكون في حق من أعطاه الله سلطة مادية أو معنوية كهجران الزوج لزوجته وهجران الأب لابنه وهجران الشيخ لتلاميذه وهكذا، ويكون بشرط أن يغلب على ظن الهاجر أن المهجور بهذا الهجران يعود إلى حظيرة الحق والدين ويشعر بقصوره وبجرمه وبمخالفته الشرعية .
والنوع الثاني من الهجران المشروع فوق ثلاث: الهجران الوقائي المانع كهجران من يخالط أهل الفساد، وأهل الفسق والبدع فتاب منهم فعليه أن يهجرهم حتى يتقوى ولا يتأثر بهم، حتى يشتد ويقوى دينه ثم يعود إليهم ناصحاً آمراً ناهياً.
والهجران كما يقول شيخ الإسلام رحمه الله : إنما هو دواء يجب أن يستخدم في وقته وبمقداره فلا يجوز أن يستخدم في غير وقته وبغير مقداره.
فالمسائل المحتملة والتي وقع فيها خلاف بين العلماء المعتبرين لا يجوز أن يقع الهجران بين طلبة العلم بسببها فقد ناقش يونس بن عبد الأعلى الصدفي الإمام الشافعي في بضع وعشرين مسألة ولم يتفقا على مسألة فأخذ الشافعي بيد يونس وقال: ألا يسعنا أن نكون إخوة وإن لم نتفق في مسألة .
ويجب أن يكون الهجران من أجل الله ولا يجوز أن يغلف الهجران بالدين، وفي حقيقته إنما يكون من أجل الدنيا، والضابط في الهجران من أجل الدين ما وقع بين أبي بكر ومسطح رضي الله عنهما فمسطح ابتلي بحادثة الإفك وخاض مع الخائضين في عرض عائشة، وكان أبو بكر ينفق على مسطح، ومع خوضه بقي ينفق عليه، وهي ابنته وأيضاً زوجة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلما أنزل الله برائتها من السماء قطع أبو بكر النفقة قال ابن أبي جمرة: لو أن أبا بكر قطع النفقة بمجرد خوض مسطح في عرض عائشة لهجره من أجل حظ نفسه، ولكنه لما رأيناه كان يعطيه مع خوضه فيعرض عائشة وضع النفقة عنه بعد أن برأها الله من السماء، كان هجران أبي بكر إياه من أجل الدين .
فعلى من يهجر أن يعلم : هل هذه المسائل يجوز الهجران من أجلها أم لا؟ ثم يبحث عن دافعه هل هذا الهجران من أجل الله أم أنه مغلف بالشرع وفي حقيقته هوى؟ وهذه لا يقدر عليها إلا الموفقون ، جعلنا الله منهم .
السؤال العاشر المضيفة التي نصحتها بارك الله فيك التزمت ولبست الحجاب الشرعي وتركت العمل…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161005-WA0011.mp3الجواب : الحمد لله ، هذه الأخت كنا في الطائرة ونحن ذاهبون للحج ( الحج الماضي أو قبل الماضي) واضطررنا أن نسافر في طيارة خاصة حتى ندرك الحج وكانت الطائرة صغيرة وفيها ما يقارب عشرون راكب ، وكانت تمر من بيننا ونحن لا نلبس إلا ملابس الإحرام ، ويكاد بدنها …..يعني نسأل الله أن يحفظها وأن يحفظ بنات المسلمين ، فأقول للذي بجانبي نحن متجهين إلى بيت الله معظمين أمر الله ، وهذه الأخت لها من الحق أن ننصحها ، فقال لي دعها قد تكون نصرانية قلت حتى لو كانت نصرانية نحن نطالب النصارى أن يلتزموا بما في كتاب الله الإنجيل ،تدرون في الإنجيل ماذا فيه ؟
فيه المرأة في محاضر الرجال لا تتكلم فو الله نحن أرفق بالنساء من النصارى ، المرأة عندهم ان خرجت متبرجة يحلق شعرها فديننا أسهل ديننا للنساء أسهل نحن عندنا المرأة المتبرجة نطلب منها أن تتقي الله ولا نطلب منها أن تحلق شعرها .
فلو كانت نصرانية فسأقول لها التزمي كتاب الله وحرام التبرج ، أي دين لا يقبل التبرج وأي دين لا يقبل هذه الرذيلة الموجودة في المجتعمات ، هذا بعيد عن كل الأديان ، وما زالت فرق من اليهود الى الآن نساؤها لا تخرج إلا مغطيات الوجوه ، وهذا موجود في أمريكا ولا يقال عنهن إرهابيات، وهؤلاء في فرنسا وأوروبا لا يمنعون من لباسهم ، الحرب ضد الاسلام الحرب ضد الفضيلة ، فقلت حتى لو نصرانية عندي جواب فقدر الله أنها جاءت فقلت يا أختي هل تحبين النبي صلى الله عليه وسلم قالت نعم فقالت كلام كثير فذكرتها بالله ،فلله الحمد والمنة استقامت وتركت ما كانت عليه ، أسأل الله عز وجل أن يثبتنا واياكم وإياها .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
29 ذو الحجة 1437 هجري
2016 – 9 – 30 افرنجي
السؤال الحادي عشر شيخنا الحبيب نرجو منكم توجيه كلمة للآباء الذين يتركون أبنائهم يقفون على…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/09/11.mp3الجواب: طبعاً للأسف هذا موجود وموجود ما هو أسوأ منه، فتستغرب اذا اضطررت أن تخرج الساعة الواحدة ليلاً فتجد شابا في الطريق !
أين أبوه أين أمه ،كيف ابوه ينام وقرت عينهُ بالنوم وولدهُ خارج في الشارع ، والأعجب أن ترى بنتاً ترى بنتا شابة بعد منتصف الليل في الشارع هذا من أعجب ما يكون ما كنا ما نعلم هذا ولا تربينا على هذا !! الواجب على الآباء كما قال الله – عزوجل -:( قُوا أنفسكم وأهليكم ناراً) والواجب على الأباء أن يتعاهدوا أبنائهم وأن يحسنوا تربيتهم وأن يستخدموا السلطة التي أتاهم الله إياهم وضعها الله بين أيديهم لِيُعينوا أبنائهم على طاعة الله وعلى الابتعاد عن الصحبة السيئة وعلى أن يحوشوهم عن مسالك السوء وعن الأفعال الرديئة والأخلاق السيئة فالصاحب ساحب ، فهذا الذي يذهب مع صحبة سيئة – للأسف – يعني لو وجدنا (مثلاً) صحبة من ثلاثة او أربعة أمام مدارس البنات وهم على درجات ،وإذا يعني مش على درجات !! قل على دركات !! بعضهم في السوء أهون من بعض فالآن الخُلُقْ الذي يشيعُ بينهم لوكان بعضهم طيبا وبعضهم سيئا فالخُلُق الذي يشيعُ بينهم هل السيء يصبح كالطيب ولا الطيب يصبح كالسيء ؟الطيب يصبح كالسيء للأسف .
أخيرا يميلون إلى أرذل خُلُق
لواحد منهم لأن لهذه البيئة وهذا العمل يستدعي هذا الأمر ،لكن لو كانوا في المسجد وكانوا على درجات الآن يفترض أن الخُلُق السيء كالصاحب الصالح ام العكس ؟ الأن يصبح السيء يلحق الصالح لأن البيئة تُعين على ذلك لأن البيئة تُعين على ذلك وهكذا
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
٢ محرم ١٤٣٩ هجري ٢٢- ٩ – ٢٠١٧ إفرنجي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
السؤال الخامس عشر شيخنا ابتليت بمشاهدة الأفلام الخليعة وكلما حاولت أن اتركها…
الجواب :
قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (94) سور المائدة .
أنا أتذكر وسائل التواصل هذه التي يرى من خلالها الإنسان الشهوات وما أسهلها هذه الأيام في هذه الآية.
سبحان الله ، الصحابة رضي الله عنهم كانوا وهم يحلون يتطلبون صيد البر وصيد البر ،هو بعيد عنهم.
فالله عز وجل قال : ليبلونكم ،
اللام لام تأكيد ،والنون المثقلة تأكيد .
قال : بشيء من الصيد تناله أيديكم و رماحكم.
لما أحرموا في سنة من السنوات غزاهم الصيد ، فأصبح الصيد في كل مكان .
قالوا : حتى لو قلبنا حجرا نجد فرخا نستطيع أن نأكله ، فكان الصيد في كل مكان.
قال الله عز وجل : تناله أيديكم ، قال : بقلب الحجارة، والطيور الخفيفة.
تناله رماحكم يعني أين ما رميت الرماح أصابت صيدا بلاء .
لماذا ؟
ليعلم الله من يخافه بالغيب .
أنظر الى قول الله لم يقل من يخشاه، قال من يخافه .
الخشية مقام يتوصل إليها العبد بالمجاهدة.
والخوف ليس مقاما ، لما تخاف أنت ليس خوفك إلا من أجل أن تدرأ عن نفسك عذابا.
أما الخشية فهي مقام ، وحال قلبي يحصله العباد بالمجاهدة
فالله قال : ((ليعلم الله من يخافه بالغيب))، فهو امتحان .
الصيد عند السلف في هذه الآية، شبيه بالعورات وشبيه بشهوة النساء والشهوات التي في الأجهزة هذه الأيام فهي والله بلاء .
هم غزاهم الصيد من كل مكان ، والذي يحمل هذه الأجهزة تغزوه الشهوات في كل لحظة .
لا يمكن أن تقلع عن هذا إلا بالخوف وليس بالخشية .
صاحب الخشية لا نخاف عليه ، صاحب الخشية هو وصل لمقام بإذن الله تعالى لا تضره الشهوات المحرمة.
فهذا يحتاج أن يخاف الله عز وجل ويعلم أنه إن عاد ينتقم الله منه.
وختم الآية بقوله : ((و له عذاب أليم)) .
قال مجاهد :
أي عذاب موجب لا بد أن من صنع هذا لا بد أن يعذب.
ويكفي العبد عذابا أن لا ينتفع الإنسان بقلبه ، وأن يصبح كالمنافقين لهم قلوب لا يفقهون بها .
ثم لا يمكن أن يترك الإنسان هذا النظر المحرم إلا بعلمه أن الله ينظر إليه ، وأن نظر الله يسبق نظره في مثل هذه الأوقات .
فالمطلوب الخوف من الله عز وجل.
◀مجلس فتاوى الجمعة.
10 ربيع الأول 1438 هجري
2016 – 12 – 9 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/س-15.mp3
السؤال الثاني يقول أخ أنا رجل أدخن ولا أستطيع أن أتركه ما نصيحتكم…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/07/س-2.mp3الجواب : لا يُكلِّف اللهُ نفساً إلا وسعها ، لكن ما معنى وسعها ؟ الأخ لمَّا قال : أنا لا أستطيع أن أترُكه ، ليس بصادق ، طبعاً ليس بصادق معناها كاذب ، لا هو استسلم وبإمكانه أن يُقاوم ، ما هو الوِسْع ؟ هذه آية مظلومة : لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها آية مظلومة ، كثيرٌ من الناس يستدلون بها على غير وجهِها ، عُلماء الرياضيات لمَّا يقولون وسع قالوا الوِسْع : الطول ضرب العرض ضرب الإرتفاع يتبيَّن الوِسْع ، عندنا خزان ماء قُلنا ما هي سِعَة هذا الخزان ؟ كيف عُلماء الرياضيات يعرفون ؟ يضربون الطول ضرب العرض ضرب الإرتفاع فيكون عندنا الوِسْع ، ما الوِسْع عندك الآن أنت ؟
والله لو أنَّ الله كما يقول بعض الأمريكان، قرأتُ كتاب لبعض عُلماء أمريكا مُترجم للعربية اسمه هل لك في سيجارة؟ فيقول : لو أنَّ الله أرادنا أن نُدخن لأحدث لنا في الرأس نافوخ حتى يُخرج منه الدخان ، الدخان شيء طارئ على البدن ، وما أقبح ذاك الإنسان الذي تسترخي همته وتزول همته ويصبح عبداً لشهوته ، ما أقبح هذا الإنسان.
لذا من معاني مدرسة رمضان العظيمة تُعيد بناء الإنسان وتُعيد تحرير الإنسان ، تُحررهُ من مألوفه وتحررهُ من عادته ،؛وتُحررهُ من شهوته ، فالصيام من عجائبه أنه منع وأذِن ، يعني أذِن لك في الطعام والشراب،لكن في غير الوقت المألوف ، فالشرع لا يريد أن يُعاقبك ، الشرع يُريد أن تُعيد برمجة نفسك .
الدُخان يحتاج إلى صبر ومُصابرة ، كل من قال لك أُترُك الدخان بالتدريج هو كذاب ، فهو علاج غير ناجح ، وعلاج غير صحيح ؛ فالعلاج الصحيح أن تَترك الدخان من أجل الله ، وتستشعر بالأجر والثواب من عند الله عز وجل .
الدُخان حرام بَيَّنا حُرمته في هذا المجلس ، لكن مُصيبة الدخان الكبرى من ناحية شرعية أنَّ صاحبه يَألَفُه ، ويفعل هذه الصغيرة ولا يُنكرها ، والصغيرة إذا ما أُنكرت تُصبح كبيرة .
وآفة الدُخان أنَّ المُدخن قد يرفع السيجارة ويُدخن أمام الناس، يعني صغيرة يُجاهر بها ، والصغيرة متى جاهرتَ بها أصبحت كبيرة ، فالمُدخن لا يشعر أنه يأثم ، وهذه مُصيبة من المصائب ، وكُل شيء تحتاجه ولا يُمكن أن تستغني عنه وتصبح عبداً له فهذا أمر ينبغي للحرِّ أن لا يفعله.
ومن الحِكَم التي سمعتُها من شيخنا الألباني رحمه اللّه تعالى كان يقول : خيرُ عادة أن لا تُؤسِرَك عادة، أحسن عادة لك أن لا تكون لك عادة ، فالأخ الذي يقول : أنا لا أستطيع ترك الدخان هو ظَلَمَ نفسه، والله خلق له إرادة وخلقه على وجهٍ، الدُخان شيء طارئٌ عليه وليس أصلاً ، فهو يستطيع أن يتركه لكن هذا الإدمان وهذا المساس أفقدهُ الإحساس وجعله يستسلمَ لهذا الأمر الضار نفسياً وبدنياً ومالياً وأُسرياً ومزاجياً .
عُلماء النفس يقولون : كُل مُدخن أول سيجارة تعاطاها كان في حالة غير طبيعية ، وهذا أُقيمت عليه دراسات كبيرة ، الدُخان قامت عليه دراسات كثيرة جداً ،؛ تَخيَّل معي رجل في الطريق يحمل عصى صغيرة خشبة يضعها في فمه ، ماذا تقول عن هذا الإنسان؟
والله الذي يفعل هذا هو خير من المُدخن ، إنسان عنده عصى وكُل لحظة يضعها في فمه يمُص العصى ثم يتركها يُقال هذا مجنون ، هذا إنسان ليس بِسَوِيْ ، فوالله أنَّ هذا خير من مثل هذا ، فالواجب على العبد أن يترك الدُخان وأن لا يستسلم له .
مجلس فتاوى الجمعة
15_7 _ 2016
رابط الفتوى
خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
ما حكم من أكل لحوم العلماء بالباطل
الإمام ابن عساكر رحمه الله تعالى يقول: (لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله فيمن انتهكها معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماء في الثلب ابتلاه الله بموت القلب) فمن اغتاب أخاه يكون قد أكل لحمه ميتاً، فإن أكْله حياً بشع فكيف وهو ميت؟ فإن الصورة أبشع ، فكيف إذا كان مسموماً؟ فلحوم العلماء مسمومة وتؤثر على القلب.
وأنا أنصح إخواني أن يحفظوا ألسنتهم عن أهل الصلاح وأهل الدين والتقوى، وأنصحهم أن يثبتوا وألا يكونوا إمَّعات وألا يتأثروا بما يسمعوا.
ولا يوجد أحد معصوم، سل نفسك قبل أن تدخل في أي مسألة : ما هي الثمرة التي تترتب على هذا الأمر؟ فإن رأيت لك ثمرة معتبرة فابحث، وتثبت، وإياك أن تعجل، أما التكلم من وراء وراء، وأن يشتم ويلعن، وأن يتهم النوايا فهذا أمر خطير، وهذا أمره عند الله عز وجل.
ووجدت نقلاً للسعدي عن شيخ الإسلام ابن تيمية – ويا ليتني أظفر به من كتب شيخ الإسلام وأنا حريص عليها- يقول: (بعض الناس كالذباب لا يقع إلا على الجروح) فبعض الناس لا هم له إلا أن ينقل؛ قال فلان؛ وعمل فلان؛ وهكذا، ولو أنه تجرد واتقى الله، وسأل نفسه في خلوته: ما هي الثمرة من هذا العمل، ولماذا السؤال عن هؤلاء الناس؟ ولا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع فانشغِل بالإعداد للإجابة عن هذه الأسئلة وانشغل بما ينجيك عند الله عز وجل.
وكم استغربت وكم ذهلت، وأنا معتكف في رمضان الماضي في بيت الله الحرام يأتيني أخ جزائري معه أسماء سبعة عشر شيخاً، ويسأل الموجودين عنهم، وإن لم يطابق الجواب جوابه يبدأ بذكر معايب كل واحد من هؤلاء، ولا أدري ما الفائدة من وراء هذا، وأن لا ينشغل في مثل هذا المكان وفي مثل هذا الوقت، إلا بهذا ويفر على القاصي والداني، والعالم والجاهل، يريد أن يظهر لهم بأدلة قطعية قامت عنده على أن هؤلاء السبعة عشر معيبون، فلما نظرت قلت: اللهم يا مقلب العقول ثبت عقلي على دينك، فهذا رجل عامي ، وذاك عامي، وجئت عندي تسألني ولا تعرفني ولا أعرفك، قال: علامة أن يكون الإنسان على خير أن يقدح بهؤلاء، فلا حول ولا قوة إلا بالله، إيش هذا، قد نوافق أن البعض عنده إشكالات ، لكن أن لا يكون لك هم ولا شغل إلا هذا! هذا عقله ناقص.
وبالتالي أيها الأخوة علينا أن ننشغل بالبناء وأن تكون العلاقة بين طلبة العلم التكامل لا التآكل، والنصيحة لا الفضيحة، والمؤمن يستر وينصح، والمنافق ينشر ويفضح، فما من أحد معصوم والقلوب مفتوحة، والبيوت مفتوحة، والمجالس مفتوحة، فمن عنده نصيحة يجب عليه أن يقدمها، أما أن لا ننشغل إلا بأن يطعن بعضنا بعضاً، فهذا ينطبق علينا المثل الذي يقول: ((جاعت وأكلت أولادها)).
فنسأل الله عز وجل، أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ونسأله عز وجل، أن يحفظ علينا السنتنا وأن يرزقنا الورع والتقوى، وأن يجنبنا الهوى وركوب ما لا يطلب.
السؤال الثالث هل يجوز أن أقول في الدعاء اللهم رب أبنائي واصنعهم على عينك
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/س3-1.mp3*السؤال الثالث : هل يجوز أن أقول في الدعاء اللهم ربِّ أبنائي واصنعهم على عينك؟*
الجواب: لكِ ذلك.
هذه من التربية، بأنّ الله الرب
والله ( الرب ) جل في علاه له أربعة معاني وذكرنا هذا كثيرا،
فالربّ هو ( المالك والسيد ) والرب على هذين المعنيين مُشترَك بين جميع الخلق.
فالله سيد جميع الخلق، والله مالك جميع الخلق.
وللربّ معنيان آخران يتفاوت فيهما الناس فالربّ هو ( المربي وهو المدبر ).
هذه أربعة معانٍ للرب.
فعندما تقول الحمد لله رب العالمين، معنى رب العالمين أن الله مالكهما وسيدهما ومدبر أمرهما ومربي أهلهما.
هذا معنى الحمد لله رب العالمين.
فأنت تقول اللهم ربِّ إبني واصنعه على عينك، يعني خُصَّه يا ربنا بتربية، وهذه التربية تكون أنت راض عنها، فتربية الله لأوليائه وقبلهم لأنبيائه وتدبيره لأمرهما غير تربيته وتدبيره لشؤون سائر الناس.
فهنالك تدبير خاص لله، وتربية خاصة من الله عز وجل لأوليائه وعباده الصالحين.
فأنت لما تقول اللهم ربِّ إبني واصنعه على عينك، أنت تقول يا رب اجعله من خواصك، اجعله يارب من التربية الخاصة، وهذا المقدار من الدعاء لا حرج فيه.
والله تعالى اعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
4 ربيع الآخر 1439هـجري.
2017 – 12 – 22 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatawa/1789/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⤵ للإشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم شيبتني هود
هذا حديث للنبي صلى الله عليه وسلم، فيه ذكر للآخرة، وفي سورة هود قوله عز وجل: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا}، قال ابن القيم في “مدارج السالكين”: (الذي شيب من هود صلى الله عليه وسلم هذه الآية)، فالاستقامة لا تكون عن هوى وإنما تكون الاستقامة على حسب ما أمرت، ولا يستطيع الإنسان أن يستقيم كما أُمر إلا بعد أن يعلم بماذا أُمر، ثم بعد ذلك يستقيم عليه.
والإنسان بنفسه ضعيف، ويحتاج إلى إخوة له يذكرهم ويذكروه، يعينهم ويعينوه، ولذا قال الله تعالى: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا}، والطغيان مجاوزة الحد، فالإنسان يبقى على الاستقامة إن بقي في الطريق ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه، فمن تشدد في دين الله قصر، ومن تساهل أفرط، والسعيد من بقي في الصراط، فهذه آية شيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والاستقامة عزيزة ولذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: ((واستقيموا ولا تروغوا روغان الثعلب))، ويستقيم الإنسان بأن يدور مع الشرع، لا أن يدورالشرع معه، متى شاء قال هذا حلال وهذا حرام، ومتى شاء جعل دين الله وأوامر الله وراء ظهره، فبعض الناس يتشدق بالدين فيدور الدين معه ولا يدور مع الدين، يجعل الدين كأنه مخزن يأخذ منه ما يشتهي في الوقت الذي يشتهي، وإن بحثت عن دين الله عنده فلا تجده على نفسه ولا في بيته ولا على أولاده ولا على زوجته ،ولا في معاملته ولا أحواله فيتكلم عن الدين بهوى وشهوة، وهذا والعياذ بالله أسوأ خلق الله، فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب به هواه.
والسعيد من دار مع الدين واستجاب لأمر الله، ومن استقام على أمر الله عز وجل، ومن كان على استقامة فالله حافظه، وهم أولياء الله عز وجل، {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}، والبشارة تكون في النزع، وفي الدنيا لا يصيبه ما يحزنه، لأن الله وليه فالله يتكفل بحفظه ويفرج عنه، ويحفظ الله أولياءه في حلهم وترحالهم في صحتهم ومرضهم، في أنفسهم وأهليهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: {تعرف عليه في الرخاء، يعرفك في الشدة}.
وكم من إنسان يكون حتفه وقهره وذله بتدبيره، لأنه ما أوكل أمره إلى الله عز وجل، وكم من إنسان قتل بسبب ماله، ولو كان فقيراً ما قتل، فالله هو الحافظ، قال صلى الله عليه وسلم: {احفظ الله يحفظك}، ومن استقام على أمر الله فهو ولي الله، فأولياء الله الذين يستقيمون على أمره ولا يروغون روغان الثعلب كما قال عمر رضي الله عنه، رزقنا الله التقوى وجعلنا متبعين لأوامره وبعيدين عن الهوى وركوب ما لا يرتضى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكاسيات العاريات إلعنوهن فإنهن ملعونات فهل يكون…
قال صلى الله عليه وسلم: {صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، قوم معهم سياط وأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها} وفي رواية عند أحمد: {إلعنوهن فإنهن ملعونات}، هذا حديث عظيم وجليل وواقعنا شاهد عليه، وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الظلم السياسي والفساد الخلقي قرينان ووجهان لعملة واحدة، فمتى وجد الظلم السياسي يكون معه الفساد الخلقي فإن الإنسان المغموس في حمأة الشهوة المشغول بالنظر لتبرج النساء فإنه لا يجرأ أن يقول للظالم إنك ظالم، ولا بد أن يعاقب بأقوام معهم سياط يجلدون الظهور، والإشارة في الحديث ظاهرة وذكر هذين الصنفين في الحديث ليس من عبث إنهما وحي من الله عز وجل.
أما اللعن فإن من فقهه أمور فإن الشرع أمر الناظر أن يلعن هذه المرأة حتى يدرأ عن نفسه شرها فإنك لا تستطيع أن تدرأ شر هذه المرأة المبترجة عن نفسك إلا إن قلت في نفسك واستشعرت بقلبك إن هذه ملعونة، فكيف يتمتع فيها الناظر؟
وللإنسان أن يقول هذا بلسانه على مسمع منها لكن إن ترتب على إسماعها فتنة فلا تسمعها درا للفتنة أمام إن لم يترتب فتنة فأسمعها ولا حرج في ذلك، وهذه المرأة الملعونة بعينها ولا يلزم من لعنها هذا أنه يحكم عليها من أهل النار إنما يحكم عليها اللعن مادامت على هذا الحال ولعنها بمعنى الدعاء عليها، فكما قال ابن تيمية : فإن النصوص التي ورد فيها اللعن في الشرع قسمان: قسم بمعنى الدعاء على الإنسان وقسم بمعنى تقرير الخروج والحرمان من رحمة الله، وقصة الرجل المسيء لجاره لا تخفى فقد صح أن رجلاً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فأرشده إلى أن يخرج متاعه إلى قارعة الطريق فأصبح الناس يمرون ويستفسرون من الرجل عن ماله فلما كان يخبرهم بالخبر كان الناس يلعنون الجار المسيء حتى رجع وتاب، فلعن المعين بمعنى الدعاء عليه لا حرج فيه.