ما صحة هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل معاذا عند سفره إلى…

هذا الحديث مشهور الشهرة اللغوية لا الاصطلاحية عند علماء الأصول ويكثرون من ذكره، والحديث فيه ثلاث علل؛ فهو ضعيف ضعفه المحققون من أهل العلم، بل أفرده غير واحد بالتصنيف، وبين ضعفه.
وهذا الحديث فيه معنى منكر، وهو أن السنة لا يلجأ إليها إلا بعد أن يفقد الحكم من كتاب الله، لأن السنة حجة بذاتها، لا أنها يلجأ إليها بعد أن لا نجد الحكم في كتاب الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا ألفين أحدكم متكئ على أريكته شبعان ريان، يقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه من حلال حللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، إلا إني أوتيت الكتاب ومثله معه}، أي السنة، وقال الأوزاعي وغيره: السنة قاضية على الكتاب فهي حجة بنفسها، فالأحكام الشرعية تؤخذ من كتاب الله وسنة رسول الله معاً، فالصلاة واجبة في الكتاب والسنة، فإذا أخذنا بالقرآن لا نعلم عدد الركعات ولا نعلم كيفية الصلاة فالقرآن أوجب الصلاة والسنة فصلت الصلاة، فلا يوجد في القرآن أن صلاة الفجر ركعتين والظهر أربع وهكذا، وكذلك الزكاة، لذا فإن هذا الحديث منكر لأن السنة حجة بذاتها.
وبعض الناس يظن أن الوارد في القرآن واجب، وأن الوارد في السنة هو سنة، وهذا خطأ، ففي السنة شيء حرام، وشيء واجب، فالسنة لها معنيان: معنى حكم تكليفي وهو من الأحكام الخمسة فوق المباح ودون الواجب، ومعنى آخر السنة كمصدر تشريعي فهي كالقرآن فيها الأحكام الخمسة.
فمن استغنى عن السنة ضال مبتدع ومن أنكر حجية السنة، واعتمد على القرآن فقط فهذا كافر.
ولذا إنكار بعض الناس على الطلبة أنهم مشغولون بالسنة وتاركون للقرآن لأنهم يظنون أننا لا نلجأ إلى السنة، إلا لما نفقد الحكم من القرآن، وهذا معنى خطأ أصلاً ومنكر في دين الله، فالسنة في التحليل والتحريم كالقرآن، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه}، فالنبي يقول مثله، والنبي صلى الله عليه وسلم هوالذي فصل والقرآن الكريم فيه إجمال، ولو قيل: إن القرآن بعموم تشريعاته جاء ليضبط المفاهيم والتصورات وإن السنة جاءت بعموماتها لضبط السلوكيات، لكان الكلام فيه نصيب كبير من الصحة.
ولا يجوز لأحد أن يعيب على أحد بأن يقول: قال رسول الله فمن عاب هذا ما عرف معنى  لزوم “أشهد أن محمداً رسول الله} لـ “أشهد أن لا إله إلا الله” فهما شهادتان متلازمتان لا تنفكان إلى يوم الدين، وهذا التلازم من ثمرته في الحياة أن يبقى على اللسان :قال الله، قال رسول الله، وهذا هو ديننا، فإن فقدنا ذلك في النازلة نذهب لأشرف الناس وهم الصحابة .
ومن أعجب العجب أن بعض يقول: فلان الخطيب لا يقول على المنبر إلا “قال الله” “قال رسول الله” سبحان الله! ماذا تريد أن يقول؟ أيحضر معه راديو على المنبر ليفتح على الأخبار؟ فَلِمَ يصعد الخطيب على المنبر إذن؟ من أجل “قال الله، قال رسول الله”.
لكن ينبغي أن نفهم معناها ونربي الناس عليها، لأن في ذلك الغنية، ولكن نحتاج إلى معاني جيدة وعقل وقاد يربط كل شيء بـ”قال الله، وقال رسول الله” فلا نقبل لأحد أبداً أن يقرر شيئاً من عنده.
ومن لم يضبط المسائل المنصوص عليها من “قال الله وقال رسول الله” لن يفلح أن يستنبط منهما الأشياء التي تلزم الناس فالأمر الطبيعي أن نتدرج، والأمثلة التي وردت فيها النصوص مثل مدرس الرياضيات الذي يدرس الأمثلة النموذجية فنفهم هذه الأمثلة النموذجية، ونهضمها ولا تغيب عنا؛ حتى نتعداها إلى غيرها، فإن قصرنا فيها ممن باب أولى أن نزل بغيرها، فواحد ما عرف الأصول ولا السنة، ولم يقبل القرآن ثم يتزعم المسائل التي يحتار فيها العلماء ويتكلم فيها، ويتجرأ على كبار العلماء، وهذا من مفارقات أهل هذا الزمان.
فالأمة ضائعة والناس محتارون، والحلقة مفرغة، وبقي الناس يحتاجون إلى من يوصل هذا الفراغ وهم العلماء.
واعلموا أن سبيل الإصلاح في آخر الزمان هو سبيل العلماء كما قال مالك والفضيل: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
وكل الناس العاملين اليوم على نوايا طيبة وعلى حب الشرع والحرقة عليه، يحاولون أن يسدوا مسد العلماء الربانيين ولن يقدروا، فكم من مريد للخير لا يصيبه فالذي يريد أن يصيب الخير لا بد أن يكون عنده الأدوات والأدوات كما قلنا يبدأ بالأمثلة النموذجية ويحذقها حتى يصل إلى الأشياء التي الأمة بحاجة إليها.
وفقنا الله وإياكم للخيرات، وجنبنا الشرور والمنكرات ورزقنا وإياكم الإنصاف والتقوى، وأبعدنا عن الهوى وعن ركوب ما لا يرتضى.

هل هذا حديث الحج ممحقة للفقر

هذا الحديث بهذا اللفظ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ويغني عنه ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: {تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر نفياً}.
فإن من أسباب الغنى أن يبقى الرجل متابعاً بين الحج والعمرة دائماً فإن الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، وكلامه وحي يوحى قد قال ذلك وضمنه، ولذا لما سئل بكر بن عبد الله المزني التابعي الجليل رحمه الله، سئل عن رجل عليه  دين هل له أن يحج؟ فقال: (نعم فإن الحج أقضى للدين}، أي من سبب قضاء الدين الحج، ثم ذكر الحديث، وقد صح في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال الله: {أيما عبد أصححت له بدنه، ووسعت له رزقه، ولم يفدني كل خمس سنوات مرة فهو محروم}، فأقل المتابعة بين الحج والعمرة، أن يحرص المسلم على أن يحج أو يعتمر في كل خمس سنوات ولو مرة، ومن تيسر له دون ذلك، فهذا حسن، والله أعلم.

السؤال العاشر هل يجوز الاستدلال بالاحاديث المعلقة في كتاب البخاري وهل هي حجة…

↙ الجواب :
? البخاري في بعض الأحاديث لم يصلها ، لم يذكر اسنادَهُ إليها ، وأحيانا يذكُرُ طرفًا
? الطرف الذي حذفه وجزم به فهو حجة
⤴ وما ذكره الإمام البخاري بصيغة التمريض كقوله ” رُويَ” هذا في البخاري
⤴ وبعض الناس لانه لا يعرف منهج الامام البخاري يستدّل بأحاديث البخاري ويُضعّفها
⤴ البخاري في كتاب الصيّام يقول ” وروي ” ، عن ابي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ( من أفطر يومًا في رمضان لا يُجزئه صيام الدهر ) ، هذا حديث الإمام البخاري ضعّفه
⁉ لمّا سُئل البخاري عن الحديث ضعّفه والحديث في صحيح البخاري معلّق ، ليس له اسناد ، وعلّقه الامام البخاري بصيغة “التمريض “وليس بصيغة ” الجزم” و قال ” روي”
⤴ فالبخاري إن علّق وجزم فهو صحيحٌ عنده
⤴ وان علّق ومرّض فذكره بقيل ” روي ” وما شابه فهذا ضعيفٌ عنده ، والله تعالى أعلم .
✍?✍? فريق تفريغ دروس وفتاوى الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ▶

السؤال الأول أخ يسأل عن معنى حديث هو عند الطبراني في الأوسط قال قال رسول…

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170422-WA0048.mp3الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح “البيِّعان بالخيار ما لم يفترقا”، وكان ابن عمر إذا أراد أن يلزم من اشترى منه شيئا يبين أي يفارق المجلس ثم يعود. البيِّعان بالخيار ما لم يفترقا. فقد يقع بين بائع ومشتري ويتفقان، تتحد الإرادة على شيء، يحترم شرعا فيقع الإيجاب والقبول في البيع، وتقع فرقة، ثم يبدو فيما بعد للمشتري لأسباب ، أنه ليس من مصلحته أن يَتّم البيع، فيأتي المشتري للبائع فيقول له أَقِلْني من بَيْعَتِك أَقَال الله عثرتك يوم القيامة. فهنا الإقالة يعني اجعلني في حِلِّ من أمري. لا تلزمني. الشرع يلزمني، لكن أنت اعف عني. هذا من معاني قول النبي صلى الله عليه وسلم: “رحم الله عبدا سهلا إذا باع، سهلا إذا اشترى، سهلا إذا قضى، سهلا إذا اقتضى”. سهل إذا باع، سهل إذا اشترى، سهل إذا طَالَبَ غَيْرَهُ، سهل إذا طُولِب. إذا طُولِبَ بشيء هو سهل أيضا. فالنبي صلى الله عليه وسلم يُرَغِّب من أقالك بيعةً قد تمت ولَزِمَت ووَجَبْت فإن تَفضلت فَأقْلتَ؛ فجزاءُ هذه الإقالة أنّ الله عز وجل يعفو عنك، وأن الله تعالى يوم القيامة لا يؤاخذك، و يُقيل عَثْرَتك، فكما أنك يعني قد تساهلت مع هذا العبد؛ فإن الله جل في علاه يتساهل معك في الحساب يوم القيامة، والجزاء من جنس العمل. الجزاء من جنس العمل. فهذا فيه ترغيب للتجار، للمسلمين فيما بينهم، حتى المسلم مع الكافر لو أنك أقَلْتَهُ، وكانت النية أنك تطمع في هذا الأجر؛ فيكون الأجر قد ثَبَتَ لك إن شاء الله تعالى.
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
 
24 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 21 إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor

السؤال من أعلم أهل الأرض في علم الحديث بعد الإمام الألباني

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/من-أعلم-أهل-الارض-في-علم-الحديث-بعد-الالباني.mp3الجواب : لا يجيب على هذا إلا من هو اعلم الناس .
لكن الذي ينقدح في نفسي ، و لا أقول هذا مُبالغاً ، وقد قالوا قديماً : من مدحَ شيخه فكأنما مدحَ نفسه .
لكني أرجوا الله أن أكون متجرداً ، لو أن علم الحديث الذي في صدور الرجال اليوم ،والذي تشتت في قلوبهم، اجتمع في رجل واحد ، ما بلغَ مبلغ الشيخ الألباني رحمه الله تعالى .
والله في بعض الأوقات يقع الإنسان في ذهول ، واستغراب ، أنه نحن فعلاً عشنا مع الشيخ الألباني ، وجلسنا معه ، وأخذنا علمه ، أو أن الأمر أماني .
بعض إخواننا كان يقول : كنت أظن الشيخ الألباني مثل البخاري ، ومسلم .
أظن أن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى من عقود طويلة ما ظهر عالم مثله .
وبعض الصغار والأقزام اليوم يتطاولون عليه ، وإلى الله المشتكى .
ولكن هكذا الماء الغزير ، الكل يأخذ منه ، هذا يشرب ، وهذا ينضح ، وهذا والعياذ بالله يؤذي الماء وهكذا .
وقد قالوا قديماً : من بلغَ القُلتين لم يحمل الخبث ، لكن بعض الناس نسأل الله عز وجل الرحمة هو مريض .
اعرابي بال في زمزم ، قيل له : تبول في زمزم ؟
قال : أريد أن أدخل التاريخ .
فبعض الناس هذا صنيعه ، و إلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
6 – 6 – 2014
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍?✍?

السؤال السابع هل عمل الشيخ الألباني في السنن الأربعة صحة وضعفا هو حكم على…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161023-WA0004-1.mp3 الجواب : جامعة الدول العربية المكتب التعليمي فيها كان عنده مشروع في تصحيح خدمة الكتب السنن الأربعة وأوْكل به شيخنا رحمه الله العمل بهذا وكان العمل معه قد عقد خلال مدة معينة ،حدد للشيخ مدة معينة فالشيخ لأنه حُبس في هذه المدة وإنجاز هذه العمل في هذه المدة اضطر أن يصنع شيئاً ، وهذا الشيء غفل عنه كثير من الناس وكثير من إخواننا طلبة العلم الحريصين على كتب الشيخ كان يلومني لما جمعت أحكام الشيخ على السنن مسندة ويقول لي أنت ما اعتمدت آخر أحكام الشيخ . قلت: أحكام الشيخ في سننه الأربعة دقيقة وللأسف قليل من يعرف منهج الشيخ، أنت تحاكمني بمنهج مؤلف، ما تحاكمني في أن هذا آخر حكم الشيخ أم لا ، للشيخ منهج لا يجوز لمن أراد أن يعتني بالكتب أن يغير منهج المؤلف ,تغيير منهج المؤلف جريمة، فشيخنا رحمه الله تعالى كان له منهج ,الأحاديث عرضها على كتبه التي طوّل التخريج فيه كالسلسلتين الصحيحة والضعيفة وكأبواب الغريب ، وهنالك أحاديث ما وجد الشيخ عملاً له عليها ,يعني هو ما خرجها أصلاً ،فالأحاديث التي ما وجد الشيخ ما وجد الشيخ عملاً له عليها حكم على إسنادها؛ فالشيخ قد يجد في التخريج المطول أحكام أخرى يعني طرق أخرى فيكون الحديث عنده ضعيف فيصبح حسناً وقد يصبح صحيحاً ,هذا وارد لكن يبقى حكم الشيخ على هذا الإسناد في هذا الكتاب خاصة ضعيف فأنا إن غيرت فأنا أخللت بمنهج المؤلف فمن الخطأ أن أغير , فالشيخ يقول إذا أنا أحلت على مرجع من كتبي تحت الحديث يعني الشيخ يذكر حديث حكم عليه تخريج رموز وجود الحديث في دواوين السنة خ: البخاري ,م:مسلم ,د: أبو داوود ,ت: الترمذي ن: النسائي وهكذا ثم المصدر ,فإذا وجدت مصدراً فاعلم إن الشيخ حكم على الحديث وإن لم تجد مصدرا وما وجدت شيء فالشيخ حكم على الإسناد فقط . ( فأول ما صدرت الموسوعة كنت في الأمارات ثم كنت في الكويت) ,والأخوة يتكلمون في هذا الباب ، أنت أخطأت أنت قصرت ، يا إخوان هذا غفلة منكم في عدم المعرفة , أنتم ما قرأتم مقدمة الشيخ فالأخوة هنا أيضاً يسألون, فالأخ جزاه الله خيراً سأل فالشيخ تارة يحكم على الحديث وتارة يحكم على الإسناد بناء على ذكر المصدر تحت الحديث ؛ إذا وجد المصدر فالحكم على المتن وإذا لم يجد المصدر فالحكم على الإسناد والله أعلم
مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 14 ميلادي
13 محرم 1438 هجري

السؤال الثالث عشر ما رأيكم فضيلة الشيخ في تعليقات الدارقطني على الصحيحين ومدى…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/الدارقطني.mp3الجواب : كتاب الإلزامات في التَّتبُع ،الكتاب ظهر وخدمه الشَّيخ مقبل بن هادي الوادعي ، والشيخ مقبل رحمه الله تعالى من أهل الحديث ، ونقل كلمات العلماء في الإلزامات والتَّتبُع ، والإلزامات والتَّتبُع عبارة عن انتقادات وجهها إمام العِلل الإمام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني على الصَّحيحين (( صحيح البخاري وصحيح مسلم))ولم ينتقد أصول الأحاديث ، بل انتقد ألفاظ، وهذه الألفاظ غالبا تكون ثابتة في أنَّ الرَّاوي أدخل شيئاً في شيئ، وانتقد بعض الأسانيد .
البخاري ومسلم صحيحان ، لكن ليست صحة البخاري ومسلم كصحة القرآن ، ليس الذي ينازع في صحة بعض ألفاظ في البخاري ومسلم يكفر ، كالذي ينازع في بعض ألفاظ في القرآن ، وحقيقة الآفة والعلة في هذا الزمان أنه أصبح العلم مشاعا ” لكل الناس ، فموضوع العلل وموضوع انتقاد ألفاظ في الصحيحين هذه تكون لأهل الحديث وليست لعامة الناس ، نحن عامه الناس نقول لهم ما في الصحيحين صحيح ، يعني من حيث أن هذا القوْل له وزنه وقوْل ينهض للاحتجاج وأن تستنبِط منهُ الأحكام هذا أمر ما فيه شك لكن تبقى بعض الألفاظ وبعض الكلمات وهذا لأهل الصَّنعة ، الإمام ابن عبد البر في جامع بيان العلم يقول : العلوم مناقب ومراتب ومنازل ، قال فمن انتقل من منزلة إلى منزلة ليست هي التي بعدها ضل وأضل ؛فاليوم على النت الجاهل يُصبح مُحدث ، والجاهل يصبح فقيه ، والجاهل يستدرك على العلماء ، ويقرأ كلام وهو لا يفهم الألفاظ ، مُتعلق بنتيجة أو بكلمة ، لذا النَّبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنَّ من أشراط السَّاعه إعجاب كُل ذي رأي برأيه، وهذه ارهاصات إعجاب كُل ذي رأي برأيه ، واحد يأتي يقول لك البخاري فيه أحاديث ضعيفة ، قُل له ليس هذا بعُشَّك فادرجي ، هذا ليس بعملك ، هذا ليس فنَّك ، بعض الناس يتكلم بفير فنَّه ، لذا أعجبني بعض أساتذتنا في الحديث في الجامعة لمَّا جاء الشيخ محمد الغزالي رحمه الله المصري وكان قد ألف كتابه عن السُّنَّة ، وكان كتابه بمثابة القُنبلة.
قال الاستاذ ما وجدتُ أن أتكلم مع الغزالي إلا على طريقته.
قال : قلت له يا شيخ محمد الغزالي كتابك السُّنَّة الذي أثار ضجة قد طبع أربعين أو خمسين كتاب في رده.
قال: يا شيخ محمد الغزالي تكلمت في السُّنَّة في كتابك السُّنَّة وكتبت شيئاً هو ” ليس من اختصاصك ، وأنت دائما تقول عن الاختصاص ، وهذا الفن الذي ألفت فيه كتابك ليس من اختصاصك ، فأنت لست بمُحدث .
ومحمد الغزالي طلب من الشيخ الألباني رحمه الله يُخرِّج أحاديث فقه السِّيرة في كتاب فقه السيرة وكان يراسل الشيخ إذا استعصى عليه شيء في الحديث ، ثُمَّ ترك هذا الأمر وأعمل عقله فاعمل عقله في أشياء لا يُثبتها العقل ، والذي لا يثبتها عقله مباشرة يقول موضوع ، فحديث لا يأتيكم زمان إلا والذي بعده شر منه ، قال هذا مستحيل أن يقوله النبي صلى الله عليه وسلم، هذا موْضوع ، فلماذا موضوع ؟!!!.
قال له يا شيخ محمد الغزالي انت ألَّفت شيء وقرَّرتَ شيئاً في غير فَنِّك.
فقال له الغزالي يا أستاذ محمد أنا وجدت أولاداً يَعبثُونَ بالسُّنَّة فكتبتُ ما كتبت غِيرةً عليها.
فقال له الاستاذ محمد
يا شيخ محمد الغزالي أنت فتحتَ باباً لأولاد يُنكرون السُّنَّة.
لذا في الحقيقة محمد الغزالي غفر الله له وطبعاً مثله يوسف القرضاوي ، لكن يوسف القرضاوي عباراته غير ُمثيرة ، محمد الغزالي عباراته مثيرة ، فمن أخطر ؟
الثاني أخطر من الأول، فالثاني يُقرر نفس تقريرات محمد الغزالي ، ففتحوا بابا للعلمانيين وفتحوا باب لأصحاب العقل فردوا كثيراً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وصارت هذه مدرسة ، فوجود بعض ألفاظ في الصحيحين لا يقلل من شأن الصَّحيحين .
كان إمام الحرمين الجويني يقول من حمل البخاري في يمينه ومسلم في يساره وقال امرأتي طالق إن لم يَكُن النبي صلى الله عليه وسلم قال جميع ما في هذيْن الصحيحين، قال امرأته لا تطلق .
لذا من سمات أهل البدع ليس من الآن بل من قديم ، من سمات أهل البدع أنهم لا يُعظِّمون الصحيحين، ومن سمات أهل الحديث وأهل السُّنَّة تعظيمهم للصحيحين ، فإنَّ للصحيحين منزلة وقيمة كالجبال الرواسي لا ينكرها إلا أصم ، أعمى طبع الله على قلبه.
لكن هل الصحيحين كالقرآن ؟
لا،الصحيحين ليسا كالقرآن ، لذا الخُلاصة والعُصارة ذكرها ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث ورددها كُل من اختصر علوم الحديث وكل من دار في فلكه ، وجُل المؤلفات التي أُلِفت في علم المصطلح عند المتأخرين دارت في فلك ابن الصلاح فقال كلمه فصلا” ولخص جميع ما سبق فقال : وجميع ما في الصحيحين صحيح سوى أحرف يسيره تُكلِّمَ فيها ، أحرف يعرفها أهلُ الصَّنعة ،؛والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
9 ذور القعدة 1437 هجري
2016 / 8 / 12 افرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدُّرَر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍?

قصة الرجل الكافر الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له هنالك أربع…

هذه القصة ليست بصحيحة، ولم تثبت في دواوين السنة المشهورة، ويتناقلها أهل الأدب وأهل المُلح وكتب السمر، وفرق بين هذا وبين الثابت الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
والكلام المحرر والمحقق عند العلماء أن القرآن الكريم كله عربي، ولا يوجد فيه شيء أعجمي وقد خص الإمام الشاطبي في “الموافقات” بكلام جميل، وذكر ذلك الشافعي في الرسالة، وهذا هو الكلام المعتبر عند العلماء وهذه القصة لم تثبت عن رسول الله.

السؤال الثاني أخ يسأل فيقول هل كل ما في موطأ مالك صحيح

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161114-WA0011.mp3الجواب:
الإمامُ مالكٌ أكثرُ الناسِ بياناً لمنهجِ ضرورةِ إتباعِ فهمِ سلفِ الأمة. فالإمامُ مالكٌ ذكرَ المرفوعَ وذكرَ الموقوفِ وذكرَ ما عليهِ أهلُ المدينة.
شيخُ الإسلامِ في الكتابِ الذي طبعَ بعنوانِ: – نظريةِ العقدِ – يقول: أصوبَ وأرجحَ الأقوالِ في فقهِ المعاملاتِ غالباً مذهبُ الإمام مالك، لأن الإمامَ مالكٌ وجدَ البيعَ والشراءَ والمعاملاتِ في المدينةِ وأخذها جيلاً عن جيل، الإمام مالك أدرك التابعين. والتابعون أخذوها من الصحابة، فالمعاملات التي فيها مخالفات في المدينة ما كانت موجودة. وهل كل ما في الموطأ صحيح؟
الجواب: جل ما في الموطأ صحيح.
الموطأ فيه بلاغات؛ يعني مالك يقول: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال؛ ولم يذكر إسناده للنبي صلى الله عليه وسلم، فالبلاغ ضعيف. لكن العلماء رحمهم الله تعالى وصلوا هذه البلاغات وذكروا أسانيدها، وابن عبد البر تتبع ذلك شديداً في كتابه التمهيد وهو من أحسن شروح الموطأ، والإمام الذهبي يقول من قرأ أربعة كتب ( المغني والمحلى والتمهيد والسنن الكبرى للبيهقي ) وأدمن النظر في هذه الكتب الأربعة واستحضر ما فيها يقول الإمام الذهبي فهذا هو العالم حقاً. يعني إذا أردت أن تكون عالماً – بشهادة أعلم الخلق بالرجال فيما نعلم هو الذهبي. الإمام الحافظ ابن حجر شرب زمزم ليكون مثل الذهبي في الرجال، البلقيني في الفقه، شيخ الإسلام ابن تيمية في معرفة الأديان والفرق ،لا يوجد أحد مثل شيخ الإسلام ابن تيمية في معرفة الأديان والفرق، ولا يوجد أحد في معرفة الخلاف كالبلقيني، ولا يوجد أحد في معرفة الرجال كالإمام الذهبي. الإمام الذهبي الذي يعرف بالرجال يقول: إذا هذه الكتب الأربعة قرأتها واستظهرت ما فيها وأدمنت النظر فيها فأنت العالم حقاً.
فالإمام ابن عبد البر في التمهيد وصل هذه البلاغات إلا أربع بلاغات، أربعة ما استطاع أن يقف عليها، فجاء ابن الصلاح فوصل الأربعة لكن الوصل في بعض البلاغات بأسانيد موجودة لكنها ضعيفة، فلما قال الإمام الشافعي لا أعلم كتاباً تحت أديم السماء أصح من موطأ مالك قال ذلك لأن أئمة السنة لم يدونوها، فالبخاري ومسلم جاؤوا بعد الإمام مالك ، فالأئمة الستة بخاري ومسلم وأصحاب السنن جاؤوا بعد الأئمة الأربعة، أئمة الفقه المتبوعين. فلا يجوز لأحد أن يقول أنا آخذ من فلان دون فلان، أنت تقول أنا آخذ من النبي صلى الله عليه وسلم وكل علمائنا وساداتنا على العين والرأس نأخذ من قولهم ونترك، لأنه ما أحد أحاط بالسنة. يوجد كلام للإمام الشافعي تأصيلي بديع في كتابه جُمّاع العلم يقرر فيه أنه لا يمكن لأحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يحيط بجميع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصحابة تعلموا وتوزعوا في الأمصار، فكانت بعض السنن عند بعضهم وغابت عن بعضهم بعض السنن، فبدأ الخلاف من هاهنا. ولذا الواجب علينا أن نتلمس وأن نتتبع الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نحب الصحابة جميعاً وأن نحب العلماء جميعاً اسأل الله في علاه التوفيق للجميع.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١١ – صفر – ١٤٣٨ هجري
١١ -١١ – ٢٠١٦ إفرنجي

يقولون في علم التخريج رجاله ثقات رجاله رجال قوي الصحيح وإسناده صحيح وجوده فلان…

باختصار أقول : هذه العبارات كثيرة الدوران في كتب الحديث، وهي مذكورة بكثرة في الكتب التي حوت ألوفاً مؤلفة من الأحاديث، لاسيما الأحاديث التي هي خارج الصحيحين، والتي يعسر الحكم عليها بالتفصيل والتأهيل وإنما ينظر في إسنادها على وجه  في نوع عجلة. وأكثر من هذه العبارات اثنان من العلماء كل منهما تابع الآخر، وهما: الإمام المنذري في كتابه المفيد النافع “الترغيب والترهيب”، والثاني : الإمام الهيثمي صاحب كتاب “مجمع الزوائد ومنبع الفوائد”، الذي جمع فيه الزوائد على الكتب الستة الموجودة في مسند أحمد ، ومسند البزار وأبي يعلى، وفي معاجم الطبراني الثلاثة وعرض الكتب الستة على الكتب الستة، فأثبت الزوائد وأسقط المتكرر، فخرج معه ألوف مؤلفة، وهو مطبوع في عشر مجلدات . ولو أراد أن يخرج كل حديث تخريجاً مؤصلاً ومفصلاً لاحتاج معه الأمر إلى وقت طويل جداً.
والحافظ والمخرج مع كثرة ترداده ، وبتوفيق الله له أولاً وآخراً، ومع كثرة النظر في الرجال فإنه يعرف بالنظر في الإسناد أن هذا الإسناد رواته ثقات، وهل المدلس عنعن أم صرح بالتحديث، فيحكم حكما أولياً عجلاً على الإسناد .
فعندما يقول المخرج : رجاله ثقات يعني أن رجال الإسناد هذا غير مغموز فيهم، اجتمع فيهم شيء من ضبط مع عدالة ودين. وبادئ ذي بدء الحكم على الحديث صحيح حتى يثبت عندنا انقطاع، أو علة خفية وما شابه .
وقوله : رجاله رجال الصحيح  يعني هذا الإسناد أخرج البخاري ومسلم أو أحدهما لكن مع مراعاة وملاحظة شيء واحد، وهو أن شيوخ هؤلاء ( الطبراني وأبي يعلى وأمثالهم ) هم في طبقة أصحاب الصحيحين، فعندما يقول : رجاله رجال الصحيح يكون هذا بغض النظر عن الطبقة التي هي دون أصحاب الصحيحين لأنهم في طبقة البخاري ومسلم، فشيوخ الطبراني مثلاً يعاصرون البخاري ومسلم، فالمراد ما بعد الشيخ، أما ما قبل الشيخ فيستحيل أن يكون البخاري أو مسلم قد أخرج له ؛ لأنه إما مثله أو دونه إلا أحمد فإنه من طبقات شيوخ البخاري ومسلم أقدمهم وفاة  فلما يقال أخرجه أحمد ورجاله الصحيح، فالمقصود كل السند .
أما إسناده  قوي وإسناده جيد مرتبة هي عند علماء التخريج  فوق مرتبة الحسن ودون الصحيح . فالحسن في حفظه وضبطه شيء، لكن بعض الرواة يكون مغموزاً في ضبطه لكن الغمز خفيف ؛ فيكون أرفع من الحسن وأدنى من الصحيح ، فيقال فيه :إسناده قوي أو إسناده جيد
و إسناده صحيح يعني : اجتمع فيه ضبط جيد وعدالة  في الرواة مع الفحص عن التدليس واللقيا بين الراوي والمروي عنه، وهو أقوى شيء يحتج به.
والذي يقال فيه إسناده جيد أقوى يحتج به . وكذلك يقال فيه رجاله رجال الصحيح أو رجاله ثقات يحتج به مع مزيد فحص،  فالحكم الأولي صحيح ؛ لمن يحتاج إلى مزيد دراسة وتمحيص وتفتيش. والأضعف من هذا أن يقال: رجاله  وثقوا، أو رجاله رجال الصحيح إلا فلان وهو ثقة ، كما يقول الهيثمي أحياناً، وهذه العبارة لما يكون نزاع  شديد بين العلماء في توثيقه، ولم يوثقه إلا متساهل في التوثيق، كابن حبان مثلاً فيكون ثقة على ذمة من هو معروف من أئمة الجرح والتعديل بالتساهل في التوثيق .
أما جودة فلان هذه كلمة دقيقة، ولا يستطيع أن يقولها إلا متبحر في العلم، وتعب تعباً شديداً وفحص ومحص وتأنى وتثبت. فعندما يكون عندنا حديث يكون ورد على أكثر من شكل، سواء في الإسناد أو المتن، وروي على ألوان وضروب، وبينها اختلاف، فمثلاً تكون قطعة من الحديث عزاها النبي صلى الله عليه وسلم لربه ، وهو ما يسمى بالحديث القدسي ، والقطعة الأخرى من الحديث حديث نبوي، أو حديث قسم منه مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم، وقسم آخر موقوف على صحابي كله حديثاً  للنبي صلى الله عليه وسلم، فيأتي بعض المدققين يمحص ويفصل ، فيفرق بين المرفوع والموقوف  وبين الحديث النبوي والحديث القدسي، فمن فصل وميز يقال عنه جودة . فالمجود هو الذي يأتي بالحديث على حقيقته، وصورته.
والتجويد لا يستلزم منه التصحيح. قد يكون كثير من الرواة رووا الحديث مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في حقيقة أمره كلام  لتابعي . مثل الحديث المشهور على ألسنة كثير من الناس اليوم: {رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر}  وعند الفحص عنه نجد في ترجمة إبراهيم ابن أبي عيلة التابعي الشامي في “تهذيب الكمال” يقول : أخرج النسائي في الكني، ويسوق هذا الحديث من كلام إبراهيم بن أبي عيلة بإسناد نظيف غاية، فالراوي الذي أتى بالحديث على حقيقة أمره بعد الفحص هو الذي يقال فيه جودة، فلا يلزم من القول: جودة فلان أن يكون مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم .
وهذه العبارات يكثر تردادها في الكتب، وتلزم معرفتها طلبة العلم ؛ لأنها كلام المتخصصين ويحتاجها طلبة العلم.