السؤال:
هذا أخ يقول: لقد سمعت إلى دروسك وأعجبتني كثيرا وقد اقنعتني بكثير من الأمور وأريد منك يا شيخ أن توجهني إلى منهج السلف الحق، كل يدعي أنه على المنهج الحق وكل يبدع من يشاء و يجرح من يشاء.
الجواب:
هذا طالب علم بدأ يستشكل، فبداية الاستشكال بداية الطلب، الآن أصبحت طالب علم فالزم غرز العلماء، وأي شيء من أمور الدين أو الدنيا يبدأ بالدائرة المتفق عليها، أنت الآن تخاطب آخر في أمور حياتك في مسألة من مسائل الفقه أو العلم أو الدين ابدأ معه بنقطة الالتقاء حتى تأنس به ويأنس بك حتى تفهم عليه ويفهم عليك ثم جره إلى قناعتك، وهذا انفع ما يكون مع العوام ولا سيما كبار السن، اسمع منه وتعال معه وانطلق معه من المنطقة التي أنت وإياه متفقين عليها، أنت طالب علم في حيرة من أمرك الزم غرز العلماء المجمع على فضلهم وتقدمهم، المشايخ والعلماء معروفون هنالك علماء في هذا العصر بلغوا القُلتين وزيادة فلا يحملوا خبثا، ومن طعن فيهم فهو المطعون، فالزم غرزهم واقرأ كتبهم واسمع أشرطتهم و تقدم في الطلب بطريقة صحية صحيحة عقلية منطقية ممكنة، أن تبدأ تناوش وتشتم وأنت صغير، أن تبدأ بالعض قبل أن يكون لك أسنان لا يمكن، ابدأ بالطلب وتقوى بأن تبدأ بغرز العلماء، اسمع للعلماء واقرأ للمجمع على فضلهم، لا تشغل نفسك في بداية طلبك بقيل وقال والخلاف والشتم واللعن، اشغل نفسك بأنك طالب نجاة عند الله، تريد أن تتعلم وتتقدم، بعض الطلبة لا يعرف إلا الخلاف فإن سألته عن الخلاف لا يعرف شيئا عنه وإنما يأخذ أثره ليقدح ويلعن ويشتم، والخلاف إن وقع بين العلماء ينبغي لطالب العلم إن احتاج إليه أن يجعله وسيلة لفقه المسائل وتوسيع المدارك وفهم كيف يستنبط الفقهاء والعلماء ومعرفة المسار الغلط وكيف دخل الدخيل على المعوج، بعض الناس كما يقول شيخ الإسلام: كالذباب لا يقع إلا على الجروح
ما المسألة هذه مختلفين فيها؟ ما يعرف ولا شيء عنهم لكن يعرف آثارها واللعن والشتم.
اعلموا أن هذا ليس بطالب العلم، طالب العلم يعيش في واقع والمشايخ مختلفين لا بد أن يفهم وأن يسمع، لكن افهم بتبصر وافهم وراعي حرمة الكبراء من العلماء واحفظ لسانك واتبع العلماء الذين قد أجمع الناس على فضلهم، ومن حقك أن تستشكل و أن تسأل وأن تبحث حتى ينشرح صدرك للحق وإياك وأنت لست بأهل أن يُعرف لك قول أو موقف، إن استشكلت توجه إلى ربك واسأله أن يبصرك و أن يعلمك وأن يخرجك مما وقع من خلاف، ولكن عليك أن ترعى تقدمك وأن تبتعد عن القواطع والعوائق التي تحول دون أن تتقدم، واعلموا كما قال سفيان الثوري كان يقول إذا أراد الله بالحدث .
ما هو الحدث ؟
الصغير والعامي والأعجمي ،
إذا أراد الله بالحدث والأعجمي والعامي خيرا يسر الله له عالما من أهل السنة.
وكان يوسف بن أسباط تلميذ سفيان الثوري يقول كان اخوالي روافض وأعمامي خوارج، فهداني الله بسفيان الثوري.
إن ذهبت للعمومة ضلالة وإن ذهبت للخلولة ضلالة.
فإذا أراد الله عز وجل بالإنسان خيرا يسر الله له عالما من أهل السنة، فالزم أهل السنة وعلماء أهل السنة.✍️✍️
السؤال:
أيهما الأصوب مذهب المصوبة أم مذهب المخطئة؟
الجواب:
هذا مبحث مذكور في علم الأصول. اليوم الدنيا كلها حتى الكفار يروجون إلى مذهب المصوبة.
مذهب المصوبة يقولون:
كل الأقوال صحيحة.
ومذهب المخطئة يقولون :
الأقوال كلها خطأ إلا قولاً واحداً.
أيهما أصوب؟
المخطئة.
لو واحد عندنا من مذهب المصوبة، ما أسمك-لأحد الحضور- رامي.
أخونا رامي يتبنى مذهب المصوبة، سهل نبطحه على السريع، الذي يقول كل شيء صواب سهل جداً أن نبين عوار مذهبه.
فقلنا لأخينا رامي: مذهبك -أعني مذهب المصوبة -خطأ، فهو ماذا يلزمه أن يجيبني على مذهبه؟
إما يقول كلامك صواب وإما أن يقول كلامك خطأ.
فإن قال كلامك خطأ ترك مذهبه، ورجع فقال خطأ على مذهب المخطئة، وأما على مذهبه -المصوبة- لما أقول له كلامك خطأ، ماذا يقول لي؟
كلامك صحيح.
هذا واحد رأى رجلاً وكلما قالوا الناس شيء قال: صح، كلامك صح، كلامك صح…
فرجل نبيه يعرف مسألة المصوبة والمخطئة أراد أن ينبهه قال يا فلان أنت كلما قال رجل قولاً قلت صواباً، أليس هذا من الخطأ؟
فقال كلامك صواب.
لذا قال علماء الأصول:
مذهب المصوبة يفتح باب زندقة.
ما هو باب الزندقة؟
هو أن الأديان كلها صحيحة، النصرانية واليهودية والبوذية، كلها صواب، وهذا زندقة.
والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ. أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (153).
النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
إذا اجتهَدَ الحاكمُ فأصابَ فله أجرانِ وإذا اجتَهدَ فأخطأَ فلَهُ أجرٌ.
إذا ما هو الصواب؟
مذهب المخطئة.
لماذا له أجران؟
قال: اجتهد فأصاب فله أجر على الصواب وله أجر على الاجتهاد، وإذا أخطأ اجتهد فأخطأ، فله أجر وليس له أجرين.
فالحديث إذا اجتهَدَ الحاكمُ فأصابَ فله أجرانِ وإذا اجتَهدَ فأخطأَ فلَهُ أجرٌ، يدل بدلالتين على صواب مذهب المخطئة لا مذهب المصوبة.
اليوم الفجرة يقولون: يا شيخ مشي كل الأقوال صح، مشي لا تدقق، كل العلماء وكل الناس على خير كل هؤلاء…
أعوذ بالله.
طبعاً هذا كلام يريدون به ليس الخلاف بين المسلمين فقط، بل حتى يصلون إلى الخلاف مع الكافرين نسأل الله العفو والعافية.✍️✍️
السؤال:
هل يجوز التمذهب للأجانب غير الناطقين باللغة العربية وغير متمكنين من قواعدها؟
أنا رأيت الأجانب الذين ليس لديهم مذهب يحكمون بترجمة القرآن أو الأحاديث النبوية؟
الجواب:
القرآن لا يترجم.
والبشر يعجزون عن ترجمة ألفاظ القرآن لأن كلام الله عز وجل مُعجز، وإعجازه في بيانه -تركيبه- ، والذي يترجم إنما هو معاني القرآن الكريم وليست ألفاظه.
لذا القرآن المترجم يجوز للجُنُب أن يقرأه بخلاف القرآن، على خلاف في قضية الجنابة ، لكن الأصل فيمن كان غير عربي فأسلم فلا بأس يقرأ القرآن لكن الواجب عليه أن يتعلم العربية.
لا تصح صلاة مسلم سواء كان عربي أم غير عربي إلا إذا قرأ فاتحة الكتاب فمن غير قراءة فاتحة الكتاب لا تصح له صلاة.
أن يفهم الإسلام .
ما معنى ترجمة معاني القرآن ؟
أشبه ما يكون بتفسير للقرآن، يقرأ يقرأ تفسيراً للمعاني التي جاء بها القرآن.
لا يذوق حلاوة القرآن إلا من قرأ القرآن الكريم ، للقرآن حلاوة ولا يشعر بها إلا من جرب قراءة القرآن الكريم .
فقراءة ترجمة معاني القرآن الكريم لا حرج فيه لكن مرحلة يمر بها المسلم غير العربي وبعدها يبدأ بتعلم السور،
وعلى وجه الوجوب سورة الفاتحة ولا تصح له صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
٦- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال:
ما المنهجية الأفضل في تدريس طلبة القرآن وكيف للمعلم أن يرفع فهمهم؟
الجواب:
الفهم كما قال الله تعالى ﴿فَفَهَّمۡنَـٰهَا سُلَیۡمَـٰنَۚ﴾ [الأنبياء ٧٩]، العلماء يتفاوتون في أفهامهم، والإنسان يلجأ إلى الله ويكون من دعائه ”اللهم يا مُعلِّمَ إبراهيم عَلِّمْنَا اللهم يا مُفهِّمَ سليمان فَهِّمْنَا“، يلجأ إلى الله تعالى بأن يتعلّم.
العلوم تحتاج لحفظ، حفظ القرآن الكريم يحتاج إلى مراعاة، أصعب شيء في القرآن ليس أن تحفظه ولكن أن تثبِّته، حفظك للقرآن سهل لكن تثبيت القرآن هو الذي يحتاج إلى وقت طويل والسّعيد من قضى وقته واستفاد من وقته بالخير.
أقول وأستغفر الله مما أقول يعني عشت ورأيت هي حياتي التي بلغت الستين فما وجدت مَن يحافظ على وقته إلا أشخاص معدودين على عدد أصابع اليد وأقل، الذين رأيتهم في حياتي ممن يحافظون على أوقاتهم أقل من القليل، وأغلب الناس الوقت عندهم لا يسوى شيء.
”يا ابن آدم إنّما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك“ [الحسن البصري].
الوقت أحسن من الذهب وأحسن من الفضة، أنت وقت، حياتك وقت، ما فائدة الذهب والفضة وأنت ستموت! إذا مضى يوم ذهب بعضك.
السّعيد من حافظ على وقته ومن ملأ وقته بالخير، وما هو الخير؟
الخير إمّا في علم أو في عبادة.
إمّا أن تعبد الله تعالى، تذكر الله، تقرأ القرآن، تعبد الله، أو أن تتعلّم دين الله عزّ وجلّ.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٧-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
٣٠- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
ما حكم ما يجري اليوم من الإضرابات والإغلاقات أو ما يسمى بالعصيان المدني؟
الجواب:
العصيان المدني هو مقدمة الخروج.
كيف العصيان المدني؟
الخروج على أي دولة من الدول كيف يبدأ؟
يبدأ بالعصيان ، ثم بعد هذا العصيان يمتد فتصبح الدولة تفقد مهابتها، وهيبة الدولة مطلب شرعي، هيبة الدولة مطلب من مطالب الشرع.
حتى وصل الحال ببعض علمائنا السابقين كالقرافي المالكي المعروف في كتابه الفروق يقول:
في زمنه -القرن الثامن- لو أن ملكا أراد أن يتشبه بعمر، فلبس المرقع من الثياب وأصبح يقيل – ينام القيلولة- أمام الناس تحت شجرة.
وهكذا كان عمر يفعل وعمر ثبت عنه أنه كان يلبس المرقع ، يلبس أمير المؤمنين يلبس لباس مرقع ، ويجّد ويجتهد ويستيقظ قبل القوم يتفقد الرعية ، ولما يتعب يحتاج لقيلولة ينام تحت شجرة في قارعة الطريق.
فيقول القرافي:
قال لو حاكم زمانه أراد أن يفعل كما فعل عمر فأنا أفتيه بالحرمة، فكان الناس يهابون عمر لدينهم وكانوا يخافونه بتقواهم ، وكانوا يقولون درة عمر عندنا أشد هيبة من مهابتنا لسيف الحجاج.
كان عمر معه درة، حتى قال الدَمِيري: درة عمر كانت جزء من حذاء النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى قال الدَمِيري قال ما ضرب بدرته أحدا إلا استقام ، قال هذه الدرة إذا ضرب بها خلاص المضروب يستقيم على أمر الله عز وجل.
فكانت هذه الدرة -العصا- التي فيها حذاء النبي صلى الله عليه وسلم وكان يضرب بها _إن صح كلام الدَمِيري ولم اجد له مستندا_ فكانت أهيّب في نفوسنا من سيف الحجاج ، الحجاج حمل السيوف لكن الرعية غير رعية عمر ، رعية عمر رضي الله عنه غير رعية الحجاج.
قال الدميري لماذا افتيه بالحرمة؟
قال: لأن هيبته تسقط.
لو واحد نام تحت شجرة ولبس المرقع ، الهيبة تسقط ، قال والمُلك لا يقوم إلا بهيبة ، المُلك أي مُلك حتى يقوم لا بد له من هيبة.
فأي شيء يزيل هيبة الدولة هذا في شرعنا مرفوض ، لكن هذا يتفاوت من وقت لوقت وتتفاوت الوسائل فيه من حال لحال.
العصيان المدني هو بداية الخروج. أول ما تسقط الدولة وتسقط هيبتها كيف يكون ذلك؟
يكون من خلال العصيان المدني.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٢-جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
١٦- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
ما توجيهاتكم لطلاب العلم والدعاة الذين يشعرون بالإحباط لكثرة الفرق المخالفة وارتفاع أصواتها…..إلى آخره.
الجواب:
الله عز وجل يقول:
(مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ).
أي بحبل.
(إِلَى السَّمَاءِ): أي إلى سقف بيته.(فليمدد بسبب إلى السماء ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ) {الحج:15}.
من كان يظن من الناس أن الله لن ينصر محمداً صلى الله عليه وسلم في حياته ولن ينصر دينه بعد وفاته فليمدد بحبل إلى سقف بيته وليقتل نفسه وليشنق نفسه، فلينظر، هل يُذهبن كيده ما يغيظ.
الله ناصرٌ دينه.
فإن أكرمنا الله تعالى فأجرى شيئًا من نصرة الدين على أيدينا فنحمد الله تعالى.
نحن لسنا على شك من أن الله سبحانه وتعالى ناصرٌ دينه، ولا ننتبه للقلة والكثرة.
المهم كما كان يوصي شيخنا الألباني -رحمه الله-،كان يقول المهم أن تتفقد نفسك أنك على الطريق، فلو كنت تمشي مشي السلحفاة وأنت تمشي في الطريق، تصل، وأما إن ركبت الطائرة وانحرفت عن الطريق فحينئذ أنت تبتعد عن الطريق.
ولذا الله يقول:
(ألا إن نصر الله قريب).
فنصر الله قريب ولكن الناس متعجّلون، ويتركون نهج الأنبياء في التغيير، فيتعجلون كما هو جارٍ في كثير من البلاد الإسلامية، تعجّلوا.
والقاعدة المعروفة عند العلماء:من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، مع وجود الأسباب الدنيوية والموازيين التي تقضي بأن تكون الصولة والجولة لأهل الدنيا ولأعداء الدين، فإن الله لا بد أن ينصر دينه، ولا بد أن يُهيأ الله تعالى لدينه من ينصر دينه.
قال تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
فأسأل الله تعالى أن يُعيننا لنصره، وأن يعيننا وإياكم أن ننصر دين الله سبحانه وتعالى.
السؤال :
بعض الإخوة السلفيين يزكون بعض مشاهير أهل البدع، هل هذا صحيح؟
الجواب :
هل هذا صحيح واقع؟
نعم واقع.
هل هو صحيح في الشرع؟
ليس صحيحا في الشرع.
السلفيون غير السلفية، والمسلمون غير الإسلام.
السلفي هو الذي يفهم الدين النقي الذي أنزله الله تعالى على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم، ويعظم الصحابة، والتابعين، وتابعيهم.
هل عندهم أخطاء؟
عندهم أخطاء وكثيرة.
فهم بشر، فإن فعلوا الخطأ ؛ ففعلهم هذا لا يُسوغ.
النبي صلى الله عليه وسلّم في صلاة الجنازة كان يأتيه الرجل، كما في الحديث في صحيح مسلم: أُتي برجل انتحر، قتل نفسه بمشاقص -شيء مثل السكين أو السيف- فقال النبي صلى الله عليه وسلّم :(( لا أصلي عليه، صلوا على صاحبكم )) . فالمبتدعة لا نظهر الترحم عليهم.
هل يجوز الترحم عليهم؟
نعم يجوز، لكن لا نظهره للناس مخافة أن يفتتن الناس بأعمالهم، فالمبتدعة نهجرهم في حياتهم، ونهجرهم بعد وفاتهم.
بعد وفاتهم ماذا نفعل ؟
لا نظهر الترحم عليهم.
لكن هل لنا أن ندعوا لهم؟
ندعوا لهم أن يغفر لهم، لكن لا نظهر ذلك.
فالنبي صلى الله عليه وسلم أٓبى أن يُظهر الصلاة عليهم قال:((صلوا عليه، صلوا على صاحبكم )).
فالمبتدع على خطر عظيم.
وما عُصي الله تعالى بأشد من البدعة. نسأل الله عز وجل العفو والعافية.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أحسن الله إليكم ، سؤال يتبادر إلى الذهن كثيراً.
هل طلبة الشيخ الألباني -حفظهم الله تعالى- يعتمدون على تخريج الشيخ الألباني -رحمه الله- للأحاديث؛ أم يجتهدون؟
الجواب:
جزاك الله خيرا.
شيخنا الألباني -رحمه الله- لا يقبل التقليد.
وأنا العبد الضعيف كتبت في كثير من حواشي كتبي في التخريج تعقبات على الشيخ الألباني -رحمه الله-.
وأذكر في أول مرة تعقبت الشيخ الألباني -رحمه الله- أذكر حادثتين. الحادثة الأولى:
حديث عند الطبراني ، لحديث عبدالله بن عباس :((إنما الأذنان من الرأس )) كتبت عليه قرابة أربعين صفحة في تعليق لي على “الخلافيات” الطبعة الأولى ، طبعا أنا الآن الشيخ الشيخ الألباني -رحمه الله- كان حيا يقول هذه الطريق لم يطَّلع عليها أحد ، وبسببي حسن الحديث ، والطريق فقط عند الطبراني، أوليت لهذه الطريق عناية خاصة ، تبيَّن لي أنها شاذة ، برهنت على هذا بوجوه وطوَّلت ، لكني خشيت الشيخ الألباني -رحمه الله-
، للشيخ مهابة حقيقة ، فاحترت ماذا أعمل ؟
قلت أحسن شيء أصفَّ المادة قبل أن أنشرها ، وأرسلها للشيخ قبل أن أنشرها ، ولا أريد المواجهة ، ما أريد التقي بالشيخ ، أرسلها على الفاكس ، اتصلت بالشيخ ، سلمت عليه ، قلت يا شيخ لي ملحوظة على حديث ذكرته في السلسلة الصحيحة الأولى ، قال : أي حديث ؟ قلت :(( إنما الأذنان من الرأس )) قال ما رأيك ؟
قلت : أنا عندي ما ثبت ، وكتبت كلام طويل ، وأنا أرغب أن ترى كلامي. قال لي : أرسله على الفاكس ، ما كان في ذاك الوقت إلا الفاكس ، قال : أرسله على الفاكس ، وتواصل معي . قلت : جزاك الله خيرا. وحصل المطلوب ، فأرسلت الحديث على الفاكس ، واعتنى الشيخ به ،أنا ما أدري هل وصل إليه ، فرأيته بعد فترة ليست ببعيدة ، فشكرني ، وقال : أنت أصبت ، وأنا أخطأت ، وفي الطبعة الجديدة سأنبِّه على خطأي ، الشيخ يقول : في الطبعة الجديدة سأنبِّه على الخطأ ، والآن الطبعة الجديدة من السلسلة الصحيحة المجلد الأول في آخر المجلد تراجعات ، وتحقيقات في آخر مجلد ، فذكر اسم العبد الضعيف ، والتعقب ، وكذا وقبله في آخر المجلدة الأولى من الطبعة الجديدة للكتاب ، فكانت هذه سهلة ومضت بأمان.
ثم تبرهن عندي في حديث :(( أرحم أمتي بأمتي أبوبكر )) الحديث الطويل ، وآخر ما في الحديث :(( ألا وإن لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبوعبيدة )) هذا الحديث الأخير في الصحيحين ، وأما :(( أرحم أمتي بأمتي ، وأشدهم في دين الله ؛ عمر ، وأقضاهم ؛ علي ، وأفرضهم ؛ زيد ، وأعلمهم بالحلال والحرام ؛ معاذ …)) إلى آخر الحديث.
تبرهن عندي أنه من قول قتادة ، فصار فيه إدراج ، أدرج في متن الحديث ، وهو لم يثبت من المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فكتبت قرابة خمسين ، ستين صفحة بخط يدي، وطولت ، وطولت كثيرا في تلك الأوراق ، ثم اتصلت بالشيخ ، في هذه المرة الشيخ قال : تصلي الفجر عندي ، وتأتيني ، قلت : لا حول ولا قوة الا بالله ، هذا الذي كنت أحيد عنه ، قال : تصلي الفجر في مسجد بجانب بيتي وسمَّى لي المسجد ، قال : و تأتيني بعد الصلاة .
احترت ماذا أعمل ؟
قلت: أحسن شيء ؛ أن آخذ معي الأوراق وأبدأ (اقرأ من الأوراق ) اقرأ .
فذهبت إلى الشيخ ، قال : ماذا عندك ؟
قلت : والله يا شيخ كتبت الأوراق ، ترى أضعها وأمشي ، كانت مصوَّرة.
قال لي : لا ، اقرأ ، فرأيت أن الشيخ ، والله أعلم يُريد شيئا آخر ، يُريد مني شيئا في هذا المجلس غير القراءة ، استفدت كثيرا من ذلك المجلس، والشيخ في آخر المجلس وضع كتاب الصحيحة الثالث أمامه ، واضع الحديث أمامه ، ثم بعدما قرأت يقول لي الشيخ هات لي طريق فلان وووو، فكان الشيخ معه دائماً قلم غريب ، ما أعرف تعرفوه ، أم لا ؟ هو ليس قلم حبر ، ولا قلم رصاص ، الشيخ يكتب بقلم اسمه قلم كوبيا ، ما أدري تعرفون قلم الكوبيا ؟ قلم الكوبيا قلم يحتاج إلى بلل ، يعني رأس القلم يُوضع في شيء بين الحين والحين فيه بلل ويكتب ، الخط خط رصاص ، لكن الخط ثابت كالحبر وزيادة، يعني لا يُمحى ، طبعا الشيخ متأنِّق جدّاً في طرق استخدام الوسائل ، والكتابة ، أناقة عجيبة جدا ، فالشيخ ما كان يكتب بحبر ، ولا برصاص ، كان يكتب بخط الكوبيا ، وأقلام الشيخ معروفة ، فالشيخ جالس وراء مكتبه ، وأنا مقابله ، فبعد أن فرغت فالشيخ يكتب ، ويسمعني ، يكتب على الصحيحة الآن ، فكتب : ينقل إلى الضعيفة ، -إي والله – إلا قوله صلى الله عليه وسلم :(( ألا وإن لكل أمة أمين )) فهذا المقدار الثابت.
ففرحت.
فكان درسا تربويا أكثر منه علمي .
حقيقة شيخنا العجيب من أمره ، وهو من علامات القوة في العلم ، الشيخ يسمع لكل أحد ، وإذا واحد يُريد يناقش الشيخ حتى الدجاجلة والكذابين ، والسحرة ، والشيخ رأى أنه عنده وقت ، أو يحتاج وأحيانا الشيخ دوافع قبوله للناس أنه هو يُريد أن يفضفض عن نفسه ، يعني هو بدو يرتاح ، فهذا يستفيد منه.
مرة جيء له برجل يدَّعي علم الغيب ، فقال : أريد أن أناقش الشيخ .
قالوا: يا شيخ ! واحد يدعي علم الغيب يُريد أن يناقشك.
فقال الشيخ : دعوه يحضر.
الشيخ يقول : أنا ما عندي مزح ، فجلس لنقاش موضوع علم الغيب ، فالشيخ سأله سؤال ، فقال له لي شرط ، فقال : ما هو الشرط .
قال الشيخ : انتهت المناقشة.
فأنت تدعي علم الغيب ، وهذا علم غيب وما عرفته .
فالشيخ كان يسمع لكل الطلبة.
فجواب السؤال المباشر ، العلم قواعد ، فالشيخ قد يصيب ، وقد يخطئ ، لكن مجمل صواب الشيخ هذا الذي نعتقده ، وهذا الذي نراه ، فالخطأ إن وقع يقع ، ما يسلم منه أحد ، أبى الله إلا أن يتم كتابه كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ، فالشيخ فيما نعلم ، وفيما تبرهن عندنا أن الشيخ رحمه الله تعالى مصيب في أحكامه ، ومع هذا العلم حجة ، وبرهان ، ودليل ، فمن وافق الحجة ، والبرهان ، فعلى العين ، والرأس ؛ ومن خالفهم فليس كذلك ، الشيخ دقيق ، كثير من الناس لاينتبهون ، ويخلطون في أصول المسائل ، فالشيخ دقيق ، ودقيق للغاية في كثير من أحكامه ، ووجدت في بعض نواحي أفعاله أو تخريجاته على وجه التخصيص شبيه بابن القطان في بيان الوهم والإيهام ، ابن القطان يدقق على ألفاظ ، يعني قد يصحح من الحديث ألفاظ ، فالشيخ لا يُلقي حكما لحديث بتمامه وكماله.
لذا أنا تعبت ، الله أكرمني اختصرت سلسلة الأحاديث الصحيحة في مجلدة ، تركت التخريج ، ذكرت اسم الصحابي ، و متن الحديث ، وكتبت رموزاً لمن خرج الحديث ، فخرجت معي السلسلة كاملة في مجلدة ، يا ليت بعض طلبة العلم يعملون على شرحها ، يا ليت لو واحد شرحها فهذا طيب ، الآن السلسلة الضعيفة، شجعني عملي في الصحيحة ؛ أن أعمل للضعيفة اختصاراً في مجلدة ، فلما بدأت اشتغل على الضعيفة ؛ تعبت وما استطعت أن أخرجها إلا في أربعة مجلدات ، ما استطعت أخرج الضعيفة في مجلدة ، ما استطعت أن أخرجها إلا في أربعة مجلدات.
لماذا ؟
الشيخ يذكر الحديث ، ثم يضع نقاط بين الفقرة والأخرى ، هذه النقاط اضطرتني ارجع للمصدر ؛ فعرفت المحذوف من السلسلة الصحيحة ،
لماذا الشيخ حذف هذه الفقرات؟
لأن الحديث طويل فقد يسقط الشيخ منه فقرة ، أو فقرتين ، عبارة ، أو عبارتين ، أو أكثر ، فتبيَّن أن الشيخ يُحسِّن هذا الحديث بشواهده ، وطرقه ، وأحيانا التحسين لا يكون في كتب الشيخ فيكون من خلال دراسة مستقلة ، الشيخ أجراها ، فبيَّنت المحذوف ، وسرَّ الحذف في الحاشية فطال معي الكتاب ، ويفيد في معرفة منهج الشيخ في التصحيح ، والتضعيف ، أو شيء من منهج الشيخ في التصحيح ، والتضعيف، فالشيخ يُعامل معاملة غيره من العلماء ، والعلم بحث ، وتحقيق ، والبحث لا يقبل الجمود ، وليس التقليد علما.
والله تعالى أعلم. ✍️✍️
السؤال:
أخ جزاه الله خيراً على سؤاله.
يقول: ماهو توجيهكم لطلبة العلم في المجال الدعوي؟
فقد كنت في السابق أشارك جماعات تنشط في الدعوة وتركتها تركًا للتحزّب.
ولكن الآن لا أجدُ نصيرًا في دعوة الناس، ولا مُشجّعًا على ذلك من عمل جماعي بين الأخوة.
الجواب:
أولاً: الإنسان ضعيف بنفسه.
ونحن نُنكر التحزّب والتعصب، ولكن لا نُنكر التعاون والاجتماع على الطاعة.
والدعوة إلى الله عز وجل مِن أجَلّ الطاعات.
قال تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(فُصِّلَت:33).
يا علي: لأن يهدي الله بكَ رجلاً خيرٌ لكَ من حُمُر النَّعَم، كما ثبت في صحيح الإمام البخاري.
والواجب أن تكون في الأمة جماعة دعوة، تدعو إلى الله عز وجل على بصيرة، والواجب على هؤلاء الدُعاة : العِلم. أن يتعلّموا.
فإنسان جاهل، ويصرّ أن يبقى جاهلًا، ويعمل داعية، هذا ليس داعية عامل، هذا عامل داعية.
فرقٌ بين داعيةٌ عامل وبين عامل داعية.
عامل حاله داعية، وتارك أولاده وتارك الناس وتارك العلم وغير مُتعلم فهذا عامل داعية، وليس داعية.
وعامل داعية في الأُمّة كثير.
فأنت انشطْ في التعلّم، وبعد أن تتعلم، وأنت تتعلّم علّمْ.
إخواني، أحبائي، لِمَن تتركون الدعوة إلى الله، وأنتم تجلسون وتأتون من أماكن بعيدة إلى مثل هذا الدرس ودروس غيري من إخواني المشايخ العلماء في الأردن، وتسمعون لمشايخ الدنيا. ،لِمَن تركتم العلم الدعوة إلى الله عز وجل؟
أنت تمثل بين يديّ الشيخ من عشرين سنة، مَا لَكَ أن تتقدّم وتحمل (نَيشان) أن تكون داعية إلى الله؟
إلى متى تسمع؟
متى سَتُعلِّم؟
متى سَتُذكِّر الناس؟
فالدعوة عندنا ليست عمل فهي وظيفتك، فأنت في عملك وفي متجرك وفي عيادتك وفي ذهابك وفي مجيئك، في كل مكان ادعُ إلى الله عز وجل، ادعُ إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة. وعندما تجلس مع أي إنسان ذكّرْه بالله وتلمّس الحاجة التي هو لها.
ودائمًا الداعية الناجح يسُّد الحاجة.
إنسان مثلاً، ضيّعَ القرآن ذكّره بالقرآن، ضيّعَ الصِلاة،ذكّره بالصّلاة وهكذا.
فالأصل أن نُبادر نحن بالدعوة إلى الله عز وجل.
وأقل شيء في الدعوة إلى الله، فأنت إن كنت في مجلس وفيه طالب علم، فافعلْ سنّة جبريل عليه السلام، اسألْ، واجعلْ سؤالك سببًا للتعليم.
فَجبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر الحديث: هل تَعلمون مَن السائل؟قالوا: لا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال: إنه جبريل.
لماذا جاء؟
قال:جاءكم يعلمكم أمور دينكم
كيف علّم جبريل؟
بالسؤال.
هذا توفيق من الله .
تكون في مجلس حافل بالناس، وفيه طالب علم، والمجلس راح يمين وراح شمال، واشتغلوا في الدنيا، وإلى آخره، فَتستغلُ وجود هذا الشيخ، فَتسأل أسئلة أنت تَعلَمها.
هذه سنّة جبريل.
لماذا تسأل؟
حتى تُعلّم.
وعن ماذا ينبغي أن تسأل؟
عما يسدُّ حاجة الناس .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال :
هناك من يُعيب على مدرسة الشيخ الألباني بأخذه بالدليل وفقه الدليل وترك التمذهب على مذهب معين، فما توجيهكم؟
الجواب:
التفقه على مذهب مُهم، ومن أراد أن يتخصص في الفقه لا بد أن يضبط المذاهب.
والدِّين قال الله، قال رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الصحابة.
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عابوا عليه أنه كان يُدرِّس في مدرسة للحنابلة ، ويأخذ معلومه (راتبه)، لأنه كان يدرس في هذه المدرسة، وكانوا يقولون له: أنت تُدرس في المدرسة ولا تفتي بمذهب أحمد، وهذه مدرسة وقف على الحنابلة.
فكان شيخ الإسلام يقول:
أنا آخذ معلومي (راتبي) على حِذقي لمذهبِ أحمد ولا أُفتي إلا وُفق الدليل، أنا أُفتي وفق الدليل، لكن آخذ الراتب لأني أنا من فُقهاء الحنابلة،
لذا الحنابلة آل تيمية لهم منزلة كبيرة في المذهب، وبيَّنَ هذا فضيلة الشيخ (حمزة المجالي) -حفظه الله- في رسالة للدكتوراة تحت الطبع الآن.
فالذي يريد التكلم عن شيخ الإسلام يجب أن يعرف أن شيخ الإسلام له جُذور في المذهب، له والد وله جد وله أعمام وله جدة، كُلُّهم من أئمةِ المذهب.
فالذين يتكثَّرون بالمذاهب ويُشوِّشُون على مشايخنا، شيخنا الألباني والده من كبار فقهاء الحنفية، وشيخنا الألباني في كتابه “أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم” المطبوع في ثلاث مجلدات، يقول فيه: وأما مذهبنا (مذهب أبي حنيفة الذي أخذه عن أبيه)، فشيخنا ضبطَ المذهب ودرسهُ على أبيه، لكن شيخنا الألباني أي شيء يُوافق الدليل كان شديداً،
الشيخ الألباني يقول أول ما أصبحت أفهم المسائل حصلت معركة بيني وبين أبي، أبي متعصب للحنفية، قال فكان أبي يُفتي بأن من حشا ضرسا لا يُسقط الجنابة، كل ما أصبحت جنب وتتغسل بدك تزيل الحشوة، هذا الكلام غير معقول ولا مقبول، قال فأكثرت من مناقشة أبي وأنا صغير، تعصب شديد.
الحنفية كما تعلمون المضمضة رُكن من أركانِ الغُسل، وعليه فرَّعوا أن الذي يتمضمض وضرسه محشو لا تسقط الجنابة حتى ينزع الحشوة، فتعبت حتى أقنعتُ أبي بأن الجنابة تسقط للمعروف عند العلماء أن المتصل والمنفصل.
في شيء يُسمى عند الفقهاء المتصل والمنفصل.
تعرفون المتصل والمنفصل؟
العلماء يُمثلون بمثل ظاهر، رجلٌ قال لزوجته ثَوبُك طالق، قالوا لا تطلُق، قالوا لِما، قالوا لأن الثوب منفصلٌ عن البدن.
آخرٌ قال لزوجته رأسك طالق، فقالوا تطلُق ، لأن رأسها متصلٌ وليس بمنفصلٍ عن الجسد.
شخص لحيته كثَّة طويلة، عنده خرق يكشف العورة، فستر عورته بالخرق الكبير بلحيته، هل هذا يُجزئ؟
لا يُجزئ.
لكن لو أتى بقطعة قماش ولفها على بدنه وستر العورة بهذه القطعة يُجزئ، لأن اللحية متصلةٌ، وقطعة القماش منفصلةٌ.
شخص قدم صدقة فطر فزاد عليها، هل هو مُبتدع؟
شخص قال أنا اريد اعمل صدقة الفطر خمسة كيلو على الشخص.
شخص يصلي العصر خمس ركعات، بدل أربع ركعات ما صلاته؟
مُبتدع.
الذي يصلي العصر خمس ركعات مُبتدع.
وقد نقول إذا أصرَّ عليه قد يصل إلى -نسأل الله العفو والعافية-إلى الرِّدة.
شخص زاد في زكاة ماله، شخص زاد في صدقة فطره، تردد كم اثنان كيلو اثنان كيلو ونص، قال أنا ادفع خمسة كيلو أربعة كيلو، ثلاث كيلو، مشروع؟
مشروع.
لماذا مشروع؟
لأن هذه زكاة والباقي صدقة، وهذا الزائد صدقة.
هذا المتصل والمنفصل.
أما الركعة الخامسة مُتَّصِلَة أو منفصلة؟
متصلة ليست منفصلة، وهذه بدعة.
وعليه فقِس.✍️✍️