[الصراع القائم الآن إنما هو صراع حضاري وصراع بالأدلة ، لا يُقاوَم إلا بضبط هذه المسائل وردها إلى أصولها]
والكلام عن المنهيات طويل وكثير، والأمة بحاجة ماسّة لأن تعلمه، وطلبة العلم أشد حاجة لأن يضبطوا أصوله وقواعده، فمفردات المنهيات تحتاج إلى دهر، وأما الأصول فينبغي لطالب العلم أن يضبطها، وإن أخطأ في ضبطها ـ كما هو شائع في بعض الفروع هذه الأيام ـ وينفخ فيها الإعلام من أجل التحريف والتشويه، وتغيير الثوابت المعروفة عند السابقين.
ولذا سأتكلم بكلام مهم، وأنت قَيِّد يا طالب العلم المراجع التي أُحيلك إليها ، لأني لا أستطيع أن أبحث كل مسألة، وأن أكشف عن الأتربة التي تراكمت على هذه المسألة، وكيف استقرت هذه الأيام، وأُذيعت وأشيعت على وجه فيه تحريف.
من القضايا المهمات والتي لا تقبل النقاش:
أن الهجمة الشرسة هذه الأيام على ثوابت المسلمين في معتقدهم، وهذه الهجمة الشرسة لا تُقاوم إلا بالعلم والحجة والبرهان، والصراع بيننا وبين غيرنا من الأمم، ولا سيما الصراع القائم الآن بيننا وبين اليهود، وبيننا وبين النصارى، إنما هو صراع حضاري وصراع بالأدلة، ولَما أذن لنا الغرب أن نعيش في ديارهم، أصبح ـ ولله الحمد والمنة ـ الإسلام شائعًا هناك، فكل عاقل إن حكم البرهان والدليل، فلا بد أن يصل إلى الإسلام، لكن وجد غيرنا أنه لا يستطيع أن يبقى إلا أن يلعب بثوابت ديننا، وأن يغزونا من داخلنا.
فطالب العلم إذا ما ضبط هذه المسائل وردها إلى أصولها ـ وأنا أتكلم عن المنهيات ـ فحينئذ لا يسعد ولا يصعد ولا يُسعِد، وحينئذ يكون لَـبِنة هدم، لا لبِنة بناء.
كما علّمنا مشايخنا الأموات منهم والأحياء من أهل العلم، أن أي مسألة تُذكر في بساط البحث العلم الحر النزيه الذي فيه تحكيم “قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”، والمَفزع إلى هذه النصوص، وما قضى الله ورسوله ﷺ ، لا يجوز لنا أن نحيد عنه.
المصدر:
المحاضرة السادسة
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان
شرح مبحث النهي في أصول الفقه
التاريخ:
7 ذو الحجة 1446 هـ
3 يونيو 2025 م✍️✍️
[هل الأصل في الناس الامتحان، وأن تفحص عن عقائدهم، وأن تتتبع أحوالهم؟ ]
ومن الأمور المهمة جدًا التي ينبغي لطلبة العلم أن يُحتاطوا لها، وأن ينتبهوا لها، وأرجو أن تعطوني اهتمامكم، وهي مسألة مهمة: تأمل معي:
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ..} [الإسراء : 36]
هل الأصل في الناس أن تمتحنهم؟
أو أن الأصل أنك تعاملهم وأنت لست مسؤولًا عنهم؟
هل الأصل في الناس الامتحان، وأن تفحص عن عقائدهم، وأن تتتبع أحوالهم؟
أقول بتعبيرٍ أدق:
بعض المشايخ -للأسف- وأدركنا هذا، وأنا أتكلم وفي مخيلتي أشخاص لا عناية لهم بالعلم، ولا بمسائله وأهله وكتبه، وإن انشغلوا به فيوظفونه لأمر آخر، ينشغلون ببعض الناس، ولكل واحد من هؤلاء الناس له عنده ملف، ويعاملونهم معاملة الساسة، متى أغضبهم أخرجوا الملف، ومتى سكتوا عنه غلقوا عليه.
هذا ليس دينًا، وهذا على أصل معوج، هذا الفعل قائم على أصل أعوج، قائم على أصل أن يتتبع سقطات الناس. وهؤلاء، الله يُمهلهم، فإن سقطوا لا يقومون بعدها.
وهذا أمر معروف بالسَّـبر، وما نجا أحد من هؤلاء، فالله يفضحهم في عقر دارهم.
لا تنشغل بالناس، انشغل بنفسك، انشغل بعيوب نفسك، لا تنشغل بالناس، والذي ينشغل بسؤال الناس والسؤال عن الناس، من هم؟
هم الخوارج.
طالب العلم يُقرّر الحق ولا يبالي، إن قرر الحق لا يبالي بأثره، يقول الحق.
وجدتُ عبارة فرحتُ بها كثيرًا للإمام الذهبي، في المجلد السادس من كتابه “تاريخ الإسلام” :
وقال القاسم بن أبي صالح: جاء أيام الحج أبو بكر محمد بن الفضل القسطاني، وحريش بن أحمد إلى إبراهيم بن الحسين، جاءه اثنان فسألاه عن حديث الإفك، رواية الفروي، عن مالك. فحانت منه التفاتة، فقال له الزعفراني: يا أبا إسحاق تحدث الزنادقة؟
وقال: ومن الزنديق؟
فقال الزعفراني : هذا وهذا، ثم قال إن أبا حاتم لا يحدث حتى يمتحن.
فقال: أبو حاتم الرازي أمير المؤمنين في الحديث: والامتحان دين الخوارج.
ثم قال ابن ديزيل: من حضر مجلسي فكان من أهل السنة، سمع ما تقر به عينه؛ ومن كان من أهل البدعة يسمع ما يُـسخِّن الله به عينه ، فقاما، ولم يسمعا.
——–
ص708 – كتاب تاريخ الإسلام ت بشار – إبراهيم بن الحسين أبو إسحاق بن ديزيل الكسائي –
فالشاهد: من إيراد القصة، أن الامتحان والبحث عن عيوب الناس، والسؤال عن عقائد الناس، متى بدا لنا شيء يخالف الشرع رددناه، فالناس وسط وطرفان:
متساهل يسمع الباطل، ويرى أن الرد ليس بمشروع، وهذا خطأ.
فالله الذي تولى الرد على فرعون ، وأهل الباطل يُردُ عليهم.
وصنف آخر:
يُنقّر عن الناس، ويدخل في خفاياهم، ويبحث عن عيوبهم.
وهذا الفعل خطأ، والأصل:
{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ..} [الإسراء : 36]
فإن علمت وبدَا باطله، رددت عليه.
فبعض الناس يقول:
الردود ليست من الشرع!
وهذا خطأ.
وبعض الناس يتعنّت في البحث عن بواطن الناس وخفاياهم، ويصنع لكل واحد إضبارة.
أنا أعرف هذا، هؤلاء الناس، أعرفهم ، يعني: كل واحد عنده شيء!
وهذا يُخالف قول الله عز وجل.
تسمعون، والله هذا كلام لا أحبه، ولكن لولا أنه واقع، والله ما تكلمت به.
وليس لأنه واقع، وأنا أعلم أنه واقع من 20 سنة، وأنا ساكت عنه، لكن أصبح له أثر، وأصبح له مدرسة، وأصبح هناك ناسٌ يدافعون عنه.
وإن قلتُ:
يا أيها الناس، اعتدلوا، الزموا الحق،
يُقال لك: أنت تطعن في إمام الجرح والتعديل!
لا حول ولا قوة إلا بالله.
المصدر:
المحاضرة الثانية
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان
نيل المرام في شرح آيات الأحكام
الدورة العلمية 27
التاريخ:
4 صفر 1447 هـ
29 يوليو 2025 م✍️✍️
[ الإسلام ينتشر في السِّلم أكثر من انتشاره بالحرب ، وقد أدركنا هذا في أمريكا وأوروبا]
قال الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
قول الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ..} [البقرة : 208]
ما معنى: “ادخلوا في السِّلم كافةً”؟
ما هو “السِّلم”؟ إنه الإسلام.
طيب، لماذا عدل الله عن قوله “الإسلام” إلى “السِّلم”؟
احفظ هذه القاعدة، احفظها جيدًا، ورددها وأنت جالس، وتأمَّلها قبل أن ترددها :
الإسلام فوزه في السِّلم أكثر من فوزه في الحرب.
الإسلام ينتشر بالسِّلم أكثر مما ينتشر بالحرب.
أدركنا هذا في أمريكا وأوروبا.
كل الذي يجري الآن في أمريكا وأوروبا: لما كانت الأمور سلمًا، كان الإسلام هو الغالب.
فقلبوا الأوضاع، من أجل أن يُخفَّ فوز الإسلام.
اتركوا الأمور على ما هي عليه،
اتركوا الصراع، ودَعوه يجري وَفق سُنن الله في كونه، ثم انظروا إلى النتائج.
لا تصطنعوا مؤثّرات للنتائج، دعوا الصراع كما هو، وانظروا.
في حديقة من الحدائق في بريطانيا، يجتمع فيها أناس متعددو الأديان، ويتناقشون.
وكان من بين الحاضرين مجموعة من إخواننا الفضلاء،
وكلما مروا على الحديقة، ودار نقاش، خرجوا منها بعشرات ممن أسلم، من الذكور والإناث.
اتركوا الصراع على ما هو عليه.
لذا سمى الله الإسلام سلما.
الإسلام سلمٌ للأفراد، وسلمٌ للمجتمعات.
السؤال: أخ يسأل فيقول أحسن الله إليك شيخنا قلت إن الشباب لا يتخذون القرار وكان الصحابه في عهد النبي ﷺ يخوضون المعارك و هم شباب فهل هناك تعارض؟
الجواب: الصحابه كانوا يقاتلون، ومن الذي يتخذ القرار في القتال؟
الكبار، و الشباب ينفذ.
يا ليت كل طالب علم يفهم موضوع الدلالات فعدم فهم موضوع الدلالات سبب لرواج الباطل والناس للأسف لا تفهم الكلام.
أنا أقول الشباب يخوضوا المعارك والمعركة التي نحن بصددها أغلبهم شباب، لكن القرار بيد من؟ والعتب الذي وجده الأنصار في نفوسهم ما وجده فقهاء الأنصار إنما هذا صنيع الشباب.
فالشباب تنقصه التجربه والكبير تنقص القوه والأصل في العلاقه بين الصغير والكبير التكامل لا التآكل فالكبير يعطينا رأيه و الشباب ينفذ هذا الراي.
مصيبه غزه التي جرت هذه الأيام تعبنا قبلها مع مجموعه من إخواننا هناك يرددون خرافه وهذه الخرافه خطيره جداً يقولون: “لا نقبل حُكماً فقهياً إلا ممن يقاتل”.
ياجماعه من أين لكم هذه القاعده؟ الكبير صاحب رأي، و أنتم ينبغي أن تستنيروا بآراء الفقهاء والعلماء ولا يجوز لكم أن تتخذوا القرار أنتم الشباب الصغار.
فالشاب ينفذ و صاحب القرار الكبير في السن والعلاقه بين الشباب والكبار وكلهم يريد خدمة الإسلام الأصل رأي الكبير.✍️✍️
[تفصيل حول أحداث غزة الحاصلة منذ سنة 2023 م / وفقه فتوى الشيخ الألباني حول خروج الفلسطينيين من فلسطين سنة 1993]
قال الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله في لقاء مع بعض الإخوة:
الانتفاضة وهذه نقطة قل من انتبه إليها ، وأنا الآن بين يدي كلام الشيخ الألباني رحمه الله حول القضية الفلسطينية مفرغاً ، شيخنا كان يقول:
الانتفاضة مع وجود الجيوش ومنظمة التحرير تتفرج عليهم ؛ فهذا العمل انتحار.
فهو لا ينكر أن يقوم الناس ضد اليهود ، وهذا يوهِم به كلام بعض الناس ، وهذا غلط ، فكان الشيخ يحارب موضوع الانتفاضة أيضا من أجل حفظ دم المسلم ، وكان يقول (العين ما بتواجه مِخرز) كان يكرر هذا المثل كثيراً.
نحن نقول بالمثل الأردني الشائع في بلادنا :
الكف لا يواجه المخرز.
فالشيخ أيضاً في فلسطين لَما ذكر حماس ؛ قال هم أفراد ليس لهم سلطة على أحد ، ولا يمكن أن يفعلوا شيئاً…. إلى آخره ، والواجب أن نحفظ الدم المسلم ، إلى آخره.
حماس سنة 1993 وهو تاريخ تسجيل الشيخ الكبير والكثير في القضية الفلسطينية كان في سنة 1993 بسبب الكلام الذي أصدره الشيخ في هجرة الفلسطينيين ، والذي في ذلك الوقت كان مجموعة من الإخوان المسلمين قد نزلوا الانتخابات النيابية لمجلس الأمة ، وأخذوا هذه الفتوى وطاروا بها وجعلوها بضاعة لهم كي يصلوا إلى مجلس النواب ، وهنالك رجل كان الشيخ يقول عنه فقير في العلم ، وفقير في الخُلق في بعض خطبه كان يردد هذا الكلام كثيراً ، وآذى الشيخ كثيراً ، والشيخ كتب هذا على خلاف عادته ، كتبه في موطنين من السلسلة الصحيحة.
فـفي سنة 2006 تغير الحال وحماس ما بقيت أفراد حماس دخلت الانتخابات التي جرت في غزة التشريعية ، وفازت بالحكم ، وكان أول حاكم لحماس ولعله الأخير يعني هو الحاكم الأول وهو الحاكم الأخير إسماعيل هنية -رحمه الله- ومالوا لإيران ، وجاءت الضربة لهم من إيران ، فإيران باعتهم ، وقتلت هنية ، ولعله شعر بهذا ، بلغني أنه اتصل بأردوغان ، وحاول أن ينتقل إلى تركيا ، على أي حال فهم للأسف ما تعلموا وللآن بعض أفرادهم للآن ينادون بـ إيران وحزب الله سابقاً إلى آخره.
فالشيخ -رحمه الله تعالى- في فتاويه كلها كان يوازن بين المصلحة والمفسدة ، وكان يقول المصلحة هي الغالبة ، ما جرى أخيراً وهذا الشيخ ما أدركه ، وهو ما جرى في سنة 2005 و 2006 في حماس هذا يحتاج أن يخرج على أصول.
فالشيخ تقول منع في غزة ؛ في غزة …. في فلسطين ؛ في فلسطين … في سوريا ؛ في سوريا.
بناء على أن المفاسد أغلب من المصالح ، وهذا الذي وقع.
فلا إشكال عندي إذا قلنا المصالح والمفاسد ؛ فلا إشكال في المسألة ، الآن لو أن أخا قال:
الآن في الاجتياح الأخير لليهود لغزة (الذي كان في نهاية سنة 2023 ميلادي) ؟
أجبنا على هذا أن اليهود مصممون بقرائن كثيرة ، تكاد تكون عندي متواترة وهي عديدة على اجتياح غزة ، ولكن من فضل الله تعالى ما استطاعوا ذلك ، للآن في مقاومة عنيفة ضد اليهود في غزة.
أهل غزة لو شاورونا لقلنا إياكم أن تفعلوا هذا ، ولو فعلتم هذا نخشى عليكم من عدم ضبط أموركم ، لأنه حقيقة حماس كما هو معلوم الذراع العسكري لجماعة الإخوان المسلمين ، والإخوان المسلمين يمثلون سن الشباب ، فترة سن المراهقة ، وعضلات ، وعرض عضلات وتحدي ، ولازم هذا الأمر أنه ما ينبغي أن يكون القرار لهم.
تأملت كثيرا ما جرى في غزة وخرجت بدروس كثيرة ، ومن أهم الدروس التي خرجت بها أن كثيرا من المسلمين ما وقفوا معهم والسبب حزبيتهم فالواجب عليهم أن يتركوا الحزبية وأن يعودوا لدين الله جل في علاه ، والواجب عليهم ، وهذه قناعة موجودة عند كثير ممن هم في حماس يقولون موضوع القتال لا نشاور فيه عالماً والقرار نحن نتخذه ، وهذا غلط كبير ، أين العلماء في في غزة ؟
وأين العلماء في حماس ؟
وكيف تنفصلون عن علماء الأمة ، وتريدون وقتما شئتم أنهم علماء سلطان ، وأنهم ساكتون ولا يتكلمون.
وهذا من الظلم ، ظلموا أنفسهم ، الغُـرم بالغنم ، فالأصل أن لو شاوروا أهل العلم ما وافقهم أحد على المغامرة التي جرت ، ومع هذا ؛ الله سلم.
الفوز ليس ظاهراً لهم ، لكن حافظوا على بنيتهم وحافظوا على شيء من بقائهم فيما يبدو لنا ، ونحن الآن في أواخر ما جرى ، وأظن خلال أسبوع أسبوعين تتجلى الأمور وعلم ذلك عند الله جل في علا.
الآن أهل غزة سيُـجتاحون ؛ فحتى من قال إن قتال أهل غزة لليهود جهاد دفع وليس جهاد طلب ؛ فقليل.
فهو دفع صائل ، يعني -مثلاً- نحن جالسين في هذا المكان ، وجاء أناس ليقتلونا شئنا ذلك أم أبينا ؛ فهذا دفع صائل ، تحاربه بسنك وظفرك ، تحاربه بكل ما استطعت.
فما كان أمام أهل غزة إلا هذ الأمر ، إلا هذا الدفع ، وكلام الأخوة الآن عن غزة ، وأن غزة استصحاباً أن شيخنا الألباني كان يقول يجب خروج الفلسطينيين من فلسطين في سنة 1993 ؛ فقال لو أن الشيخ كان موجود ، أصلاً فهو يرى الخروج!
هذا كذب ، وهذا تعلق باطل ، فالشيخ الألباني رحمه الله كان يفتي -وهذه الخلاصة والزبدة- فيقول :
من لم يستطع أن يقيم دينه في أي بلد كان ، في فلسطين أو ليبيا أو … ، كان يمثلُ كثيراً على حسب الأسئلة التي ترده ، كان يمثل ببلدين ، ثم ألحق الشام بها ، كان يمثل بليبيا والجزائر ، أيام قيام الثورة المسلحة التي جرت في الجزائر.
فكان الشيخ يفتي للجزائريين وكان يفتي للفلسطينيين الواجب عليك أن تقيم في مدينة تستطيع أن تظهر فيها دينك ، وأن تقيم دينك فيها.
فظهور أحكام الإسلام وأن تكون ظاهرة في المجتمع ، من الجماعة والجمعة والزي الشرعي ، وتخاطب الناس فيما بينهم بتقوى الله ، وبالحلال وبالحرام ؛ هذا هو عنوان دار الإسلام.
يعني هذه هي دار الإسلام بإيجاز ، وهذا مذهب جماهير أهل العلم.
الإمام أبو حنيفة خالف الجماهير بما فيهم تلميذاه أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ، ومحمد بن الحسن الشيباني ، فاشترط لأن تكون الدار دار إسلام ثلاثة شروط.
الأول :
ظهور وشيوع أحكام الإسلام.
الشرط الثاني:
أن تبقى هذه الدار مفتوحة بالأمان الأول الذي فتحت فيه أيام أول فتح للإسلام مثل الأردن ؛ الأمان الأول وصلها من أبي عبيدة -رضي الله عنه- والصحابة ، وبقي هذا الأمان قائماً إلى هذا اليوم ، وبقي الناس مسلمين ، وما تحولت ولله الحمد والمنة بلاد الشام إلا إلى دار إسلام.
الشيء العارض الذي يأتي عارضاً هذا لا يحسب ، ولا يجعل دار الإسلام تحول إلى دار كفر.
فكنت أبحث ودققت في البحث كثيراً ، فظفرت بعبارة في تاريخ الإسلام للإمام الذهبي ، لما تكلم عن بيت المقدس ، قال:
وبيت المقدس منذ عهد عمر بن الخطاب إلى يومنا هذا – إلى يوم الإمام الذهبي- هو دار إسلام.
يعني التتار وما دخل الصليبيين ، واحتلال الصليبيين ما أقام له وزناً ، لأنه احتلال طارئ ، فهذا الشرط الثاني عند الإمام أبي حنيفة.
الشرط الثالث :
وهو المتاخمة أن تكون الدار موصولة مع دار إسلام أخرى ، يعني الآن فلسطين موصولة بالأردن عبر البحر أو عبر البر ، وكذلك غزة موصولة بمصر ، من الاتجاه الثاني كذلك -برا وبحرا-.
فإذا هذه الدار كانت كانت متاخمة لدار الإسلام ؛ فهذه الشروط الثلاثة تتحقق.
فلسطين دار إسلام ، والذي يقيم على فلسطين ، وهذا أبرم في أوسلو معاهدة أوسلو ، واعترفوا أن السيادة للفلسطينيين.
اجتياح غزة كان شعاره ، وصرح بهذا نتنياهو ، وصرح به الكثير من وزراء اليهود -ولا أقول “إسرائيل”- صرحوا فيه ، قالوا نريد أن نفرض السيادة اليهودية على فلسطين ، بما فيها غزة ، والضفة الغربية ، وأن تصبح من الشريعة حدود فلسطين من بحر الأبيض المتوسط إلى الشريعة ، بمعنى ان لا يكون فيها مسلم واحد.
وبالتالي:
يعني أرادوا طرد المسلمين جميعاً ، وتفريغ الضفة الغربية ، وهذا الذي أزعج النظام الأردني ، وأزعج النظام المصري ، وهو اعتداء صريح وواضح على سيادة الأردن ، لأنه الأردن ما زال الأقصى تحت سيادتها ، الأقصى تحت سيادة الأردن ، والقضاة الشرعيون هم قضاة أردنيون ، ويتقاضون رواتبهم من الأردن ، زائد مساجد الأوقاف.
فهذا أزعج النظام الأردني وهو اعتداء صريح وواضح ، وأرجو الله تعالى أن لا يحقق لليهود غاية.
الشاهد:،
أرادوا هذا في غزة لكن أرجو الله تعالى ألا يتمكنوا منهم.
أمام غزة ما بقي شيء إلا أن يقاتلوا ، نحن ننكر ولاءات حماس لإيران ، وهذه أشياء لا نحبها ، وأشياء استهجناها ، وصرحنا فيها،لكن موضوع اجتياح غزة مصيبة .
وهناك مبحث مذكور عند جميع الفقهاء وللأسف من تكلم عن غزة من الصغار والكبار كلهم إلا من رحم الله ، وما أعرف واحداً كبيراً تكلم ، أنا العبد الضعيف لا أعرف رجلاً مليئاً فقهياً عالماً ، الذين تكلموا شباب صغار ، ومناكفات ويتكلم على خلفية سابقه ، والقلب مليء بالغليان ، وبعضهم كان يدعو وهو عند الكعبة أن الله ينصر اليهود على حماس!
هذا في عقيدته خلل هذا ، في ولائه خلل لله نحن نوالي ونعادي لله ، والذي نعاديه على حزبيته ، نواليه عندما يحارب اليهود.
فالولاء يتجزأ ، والبراء يتجزأ ، وأما أن أرى الرجل أسود من كل جانب أو أبيض من كل جانب ؛ ليس هكذا الشرع.
فثبت في صحيح البخاري أن بعض المكيين من المسلمين ممن لم يهاجروا للمدينة ، وبقوا في مكة هؤلاء خرجوا مع أهل بدر خرجوا مضطرين ، فأنزل الله تعالى فيهم:
{ …. وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الأنفال : 72]
فهذا ولاء يتجزأ ، هؤلاء الذين بقوا وجاؤوا يحاربون المسلمين ؛ الله يقول إن استنصروكم في الدين فعليكم النصر.
كم من صغير وكم من بنت صغيرة ، وكم من امرأة وعجوز ، وشيخ كبير وكم من أناس في غزة استصرخوا المسلمين ، استصرخوهم بالأكل واستصرخوهم بالأمن ، واستصرخوهم بالجوع ، والمسلمون ما أحد انتبه لشيء ، وكل السفن والطائرات والإغاثة التي ذهبت لليهود ؛ كانت لليهود ، ما أخذ شيء من المسلمين للأسف إلا القليل.
فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الناظر لأحداث غزة ، والناظر لما جرى في غزة بجميع مراحلها ، كيف كانت حماس عبارة عن أشخاص ، ثم أصبحوا -كما قلت- في سنة 2006 أصبحت لهم دوله وأصبحوا يعني يعملون عمل أي دولة من الدول لها جيش ، وإلى آخره ، فالأمر تغير عن السنة التي تكلم فيها الشيخ ، وعلى السنة التي جرى فيها ما جرى.
الشاهد:
الوجب علينا العدل ، والواجب علينا أن ننصف ، والواجب علينا أن نحكم شرع الله -سبحانه وتعالى- فيما نقول.
وأختم بملاحظة وتنبيه وفيه تحذير وهو مهم ، علماؤنا يقولون :
إن بقي نفر من المسلمين في دار كانت أصلاً دار إسلام ، وصار هناك حرب ، ولم يفرض العدو سيادته عليها ؛ بقيت دار إسلام .
فبقاء قسم من المسلمين فيها يبقيها دار إسلام ، ولا يجعلها دار حرب ، والواجب الوجوب الشرعي أن يبقى نفر من سكان هذه الدار فيها ولا يجوز لهم أن يخرجوا إن ترتب على خروجهم فرض سيادة وتحول الدار من دار إسلام إلى دار كفر.
ولذا نحن نقول في حق إخواننا الذين بقوا في غزة نحبهم ونعلم علم اليقين لولاهم لتحولت الدار إلى دار كفر ، وهذا حرام ، هم يؤدون واجباً ، والكلام في خطاب كثير ممن يزعمون أنهم يتكلمون بلسان السلف وكلامهم لا نخوة فيه ولا عزة ولا نجدة وهو عري عن الإنسانية ، وأتكلم في حق من يريد نصرة اليهود على المقاتلين ، هؤلاء ليسوا أناساً ، ليس فيهم إنسانية أصلاً ، وهؤلاء هم للكفر أقرب منهم للإيمان ، هؤلاء الصنف.
فهذا لا يعرف هذه الأحكام ، المصيبة الكبرى أن بعضا من الحزبيين أخذ كلام بعض الفقهاء ، وعلى رأسهم الماوردي.
الماوردي كان في القرن الخامس له كتاب “الحاوي الكبير” وشرح في كتابه “الحاوي الكبير” “مختصر المزني” ، “مختصر مخزني” من الكتب المهمة في فقه الشافعية ، وكان مفتياً للدولة الغزنوية ، وكان مرجعاً في فقه الجهاد ، وكان الحكام يحكمونه فيما يقول في أحكام الغنائم وأحكام الأسرى ، فله ميزة في أحكام الجهاد الغزنوي.
تكلم عن الهجرة ، وضبطها بكليات وذكر صوراً وحالات عديدة ، وجاء العجيلي وهو من متأخري الشافعية ، بينه وبين الماوردي قرابة 500 سنة ، فكتب حاشية على شرح المنهج ، فدرس الحالات التي ذكرها الماوردي وأوصلها إلى 32 حالة ، وبسطها في حاشيته ، فجاء بعض المتأخرين فاجـتزأ من كلام الماوردي أنه قال في السياق ، والسياق ذكرته لكم ، السياق أن دار فيها حرب ما فرض الأعداء سيادتهم عليها ، فإن بقي المسلمون ؛ فقال الماوردي:
فبقاؤهم فيها يبقيها دار إسلام ، فقالوا إن المسلم إذا وُجد في أوروبا وفي أمريكا ، وزاد الغماري عبد العزيز ، قال أستراليا ، يعني المسلم إذا وجد في أمريكا ؛ يجعل أمريكا دار إسلام ، وليست دار كفر.
فاقتنع هؤلاء الذين يجمعهم الحزبية ، فقالوا:
إن أمريكا الآن دار إسلام وأوروبا دار إسلام.
ما هو دليلكم؟
قالوا : قال الماوردي!
اجتزأوا من كلامه ما يريدون وذكروا صورة وأنزلوها في محل غير محلها ، وبعضهم بدأ ينمق الكلام ، ويزود فيه ، فقال:
نحن الآن ما عندنا دار كفر ودار إسلام ، هذا ما يليق في هذا الزمان!
مع أن دار كفر دار الإسلام موجود في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي كلام الصحابة ، وكلام التابعين -رضي الله تعالى عنهم- قالوا نحن عندنا دار دعوة ، ودار استجابة ، ففرنسا وأمريكا وأوروبا بالجملة هذه دار دعوة ، ونحن دار استجابة.
وهذا كان في فترة فيها الحريات المزعومة ، ثم أوروبا كشرت عن أنيابها ، وجرى ما جرى في بعض البلاد النمسا والسويد وألمانيا في أخذ أولاد المسلمين ، وتنصير أبناء المسلمين ، والكلام في هذا يطول.
فألف عبد الله الجديع ، وعنده عرق سلفي ، ألف كتاباً سماه تقسيم المعمورة ، وزعم فيه أن أوروبا وأمريكا عبارة عن دار إسلام وليست دار كفر وقال:
الدليل كلام الماوردي!
فهذه الخلاصة وزيادة ، والله أعلم.
المصدر:
القناة الرسمية لفضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان على يوتيوب.
بعنوان وجوب صمود أهل غزة (وقد كان).
بتاريخ:
18 رجب 1446 هجري
18 كانون الثاني 2025 ميلادي✍️✍️
[قصة أحد الدعاة مع الوجوه الجديدة التي تأتي إلى المسجد]
قال الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
هذا أمر واضح جدا في الشرع أن من مصارف الزكاة المؤلفة قلوبهم ، هذا درس يصلح لأئمة المساجد والدعاة ، أحد الإخوة يقول كنت أصلي عند الشيخ عبد العظيم أسال الله عز وجل أن يحفظه وأن يعافيه ، قال:
فكان الشيخ يحتفل بي كلما رآني وأنا داخل المسجد يسلم علي ، ويبتسم في وجهي ، ثم الله أكرمني ، أعني أنا أصبحت من أعمدة المسجد ، فكنت أدخل والشيخ جالس لم ينتبه لي ، فقلت للشيخ عبد العظيم:
يا شيخ كنت في أول الأمر تعتني في ، وتنتبه لي ، وإذا رأيتني أدخل المسجد تأتيني تسلم علي ، قال أنت أصبحتَ قديماً ، نشوف غيرك ، أنتَ ثبتت قدمك نشتغل بغيرك خلاص أنت الآن ممن أكرمهم الله عز وجل بالثبات.
هذا صنيع جميل إن كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك في العطاء والمال ؛ فالداعي يصنع ذلك في الوجوه الجديدة التي تأتيه المسجد ، ويعتني بهم عناية مميزة ، ويخصهم بعناية مميزة ، حتى يصبحوا ممن شرح الله صدورهم وثبتوا فينتقل إلى غيرهم وهكذا.
هذا معنى جميل ، معنى لطيف ، يعني ينبغي أن ينتبه له الأئمة.
المصدر:
البث المباشر لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
القناة الرسمية على يوتيوب.
بتاريخ :
هجري 15 محرم 1447.
ميلادي 10 يوليو 2025.✍️✍️
[ نُحب الحق نُحب دين الله ، نحب أن يدحر الله اليهود ، وأن لا يتمكنوا من أهل غزة ، وغير غزة.]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
لذا من ساوى بين اليهود وبين الناس ودعا إلى السِلم معهم والمعيشة معهم وهم يرددون من أول ما درجنا على هذه الحياة و نغمات السِلم مع اليهود ، والصلح مع اليهود ، تطرُق أسماعنا وهذه النغمات تزداد وستقام مؤسسات شرعية وكليات باسم الإسلام للدعوة لمثل هذه الأمور ومن طال به العمر سيرى هذا.
هذا من مكائد اليهود يقتلونك ويقولون سِلم ولا يعطونك شيئا ،لا يمكن أن تأخذ شيئا منهم، وهذا مذكور في الآيات والأحاديث.
افهموا يا جماعة ماذا يجري ، افهموا نفسيات اليهود تأملوا الآيات التي أنزلها الله في اليهود، الناس في غفلة والإعلام في غفلة، ولكن العجيب أن طلبة العلم يغفلون عن ذلك..!
والله هذا جُرم.
ما يجري الآن ويقولون لك لولا كذا اليهود ما عملوا كذا. اليهودي أنت (المسلم) يا من كنت في أي مكان يا من تقول لا إله إلا الله يحب أن يقتلك، ويقتلك تعبدا، وديانةً لله وأينما كنت.
لكن الدور لك الآن أم ليس الآن فقط الدور لك أم ليس لك، الدور لغزة الآن ودورك لاحق، سترون سيفعلون ما فعلوه في غزه في غيرها من البلاد، لا قدَّر الله لو سقطت غزة.
فكلامنا عن غزة ليس حباً لحماس ولا نحب الحزبيين، نُحب الحق نُحب دين الله نحب أن يدحر الله اليهود وأن لا يتمكنوا من أهل غزة و غير غزة.
لكن لننتبه و نفهم والله بعض الناس لا يفهم ولا هو قابل أن يفهم، أقول لكم بعبارة صغيرة احفظها عني احفظ ما أقول عبارة عن أربع أو خمس كلمات احفظ ما أقول احفظها حتى ترتاح.
كره الحزبيين وحماس على الوجه الذي يطرحه بعض المنسوبين للسلفية والسلفية منهم براء من هذه الحيثية،
كره بعض السلفيين للحزبيين فيه غلو و أفقدهم البوصلة ، افقدهم الحق.
نكره الحزبيين كرهاً شرعياً ولا نغلو في الكُره، الغلو يُفقد البوصلة، أفقدهم أين يذهبون ولذا يتكلمون ولكن لا يتكلمون بالحقيقة كاملة والله ما أقول هذا إلا حتى أنجو عند الله.
أنا لا أحب المماحكة ولا أحب أن أخالف إخواني لكن بعض الكلمات أقرأُها أقول والله اليهود لا يجرؤون على مثل هذا الكلام و الله اليهود و الإعلام اليهودي والإعلام العربي للأن ما يستطيع أن يقول كلمات قالها بعض الأخوة.
مقتطع من البث المباشر لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم –
القناة الرسمية (يوتيوب) فضيلة الشيخ مشهور بن حسن
آل سلمان حفظه الله – بتاريخ :
هجري 02 ذو الحجة 1446.
ميلادي 29 مايو 2025.✍️✍️
[قصة عالم مسلم صار ملحداً ، فليحذر الذين يخالفون عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تصيبهم فتنة].
قال الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
قال الله تعالى:
{ … فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور : 63]
فليحذر الذين يخالفون عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تصيبهم فتنة.
بعض الناس قلبه مفتون،
يتمنى أنه يقف ويجد خشوعاً ، ويجد استسلاماً وانقياداً لأحواله مع ربه ، ويحب ذلك ، لكن هو مصاب بفتنة ، وسبب الإصابة بهذه الفتنة أنه مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
الذي لا يتبع السنة لا يجد برد اليقين ، هناك فلاسفة يريدون أن يصلوا لليقين ، ولا يستطيع أحد منهم أن يصل لليقين أبداً.
يتعب، يتيه، يصرف كل ما أوتي من قوة تصورية علمية إلى الوقوف على اليقين بالفلسفة، مثل أفلاطون، وهؤلاء الجماعة ، ولا يمكن لأحد أن يقصد اليقين إلا بالعمل.
والفلسفة سبب الضلال.
تسمعون برجل اسمه عبد الله القصيمي؟
نعم.
هذا من كبار علماء القصيم، وكان ذكياً جداً ، وأُرسل من القصيم إلى الأزهر ، والأزهر عنده ما عنده ، فكتب وهو هناك وهو يدرس في الأزهر ، كتب رسالة في البدع ، ما حصلتها إلا أن صورتها من مكتبة شيخنا الألباني -رحمه الله- ، ففرحت ، فوجدتُ الشيخ -رحمه الله- كَـتب بخطه بعض الاستحسانات الجميله في أن البدعة لا تكون إلا ضلالة.
فكانت أصوله حسنة ، أصوله سنية ، ثم فجأة والعياذ بالله تعالى ألحد (صار من أهل الإلحاد)، وهرب بعد إلحاده إلى فرنسا وأعلن أنه ملحد ، فحزن عليه أصحابه وأحبابه ، فذهب إليه مجموعة من أهل الديانة ، وحاولوا أن يرجع واستتابوه وذكروه بالله جل في علاه فأبى ، ثم ختم المجلس بقوله لهؤلاء العلماء: أنصحكم أن تنصحوا طلابكم أن يبتعدوا عن الفلسفة ، فسبب خراب بيتي، وسبب ردتي هي الفلسفة.
إن أردت أن تجد حلاوة الاستقامة، وحلاوة الإيمان في عملك انتبه لهذه الآية ، وتذكَّـر :
{ … فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور : 63]
فليحذر الذين يخالفون عن أمره.
ماذا يعني عن أمره؟
عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأمره مفرد محلى بماذا؟
مفرد مضاف بالإضافة فهو من ألفاظ العموم.
أي مخالفة عن غفلة ؛ يغفر الله لك ، أما أن تتقصد أن تخالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تعرف!
أحياناً يطيب لي أن أنام على جهة اليسار لسبب أو لآخر ، فأتحول على جهة اليسار ، فأتذكر هذه الآية ، فمباشرة أرجع إلى اليمين.
لو نمت على الشمال خالفت السنة ، وأنا غافل ، لكن وأنا أعلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأن أخالفه ؛ مصيبة.
جاء رجل إلى الإمام مالك كما ذكر الشاطبي ، وهو مذكور في كتب المالكية ، فقال له :
يا إمام أنا أسكن بالقرب من الميقات.
ماذا يعني بالقرب من الميقات؟
ميقات المدينة.
يسميها العوام آبار علي.
في الشرع ما اسمها؟
ذو الحليفة.
سميت آبار علي زعموا أن علي رضي الله عنه أدرك الجن في آبار علي ، فذبحهم ، ودفنهم في الآبار ، فسميت آبار علي! وهذه خرافة ما أنزل الله بها من سلطان.
فقال لمالك:
أنا أريد أن أعتمر وأحرم من دويرة أهلي ، فقال له مالك رحمه الله :
لا تفعل ، احرم من الميقات.
أن تتجرد من الثياب ، وتلبس المخيط ولا تحرم ؛ لا حرج ، لكن قولك:
لبيك اللهم بعمرة ، لابد أن يكون من الميقات.
الناس لا تفرق بين لبس ملابس الإحرام ، وبين أنك أحرمت ، الواجب لَما تحرم من أين يكون الإحرام ؟
من الميقات.
قال :
لا تفعل.
فقال الرجل :
قال يا إمام إنما هي خطوات ، يعني بيني وبين الميقات ، بين مكان سكني دويرة أهلي وبين الميقات خطوات ، يعني ما الفرق أنا أحرم من دويرة أهلي ، فأقول لبيك اللهم بعمرة أو أمشي دقيقتين أو ثلاثة إلى الميقات ثم من هناك أقول لبيك اللهم بعمرة؟
فتلى الإمام مالك رحمه الله تعالى هذه الآية ، تلى قول الله عز وجل :
{ … فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور : 63]
وهذا الذي فعله ابن عباس ، قيل لابن عباس رضي الله تعالى عنه:
النبي صلى الله عليه وسلم يقول في كذا كذا وكذا ، وقال أبو بكر في كذا كذا وكذا.
السائل يذكر قولين ، قول للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقول لأبي بكر ، فبماذا أجابه عبد الله بن عباس؟
فأجابه بالآية ، وهذا خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن وافق قول أبي بكر.
وافق قول أبي بكر ، ولكن خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
فليحذر الذين يخالفون عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فمَن ضادَّ وشاقَّ ، قال الله تعالى:
{ .. وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال : 13]
ومن يشاقق الله ورسوله.
ما معنى يشاق الله ورسوله؟
يعني الله والرسول في شق ، وأنت في شق ، هذه معنى المشاقة.
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
المصدر:
الدرس الثالث – شرح مبحث النهي في أصول الفقه – القناة الرسمية (يوتيوب) فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله – بتاريخ :
هجري 13 محرم 1447.
ميلادي 08 تموز 2025.✍️✍️
[ربط الأحداث التي تحصل اليوم في غزة بأصولها الشرعية]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
الحرام منه ما هو حرام سد للذريعة ، ليس لذاته ، ولذا العلماء قالوا كفر دون كفر ، وقالوا ظلم دون ظلم ، وقالوا حرام دون حرام.
ليس الحرام في مرتبة واحدة ، وهذه أنا أقولها لكم حتى تفكروا فيها ، وهي مسألة مهمة جداً ، ولها فروع عملية كثيرة في هذا الزمان ، قالوا :
المنهي عنه شرعاً ليس كالمعدوم حساً.
إذا الشرع نهى عن شيء فلا يجوز لك أن تتعامل معه كأنه معدوم ، تذكر هذه وفكر فيها.
وتذكر مسألة أخرى مهمة ، حتى تفهم هذا الكلام فهماً صحيحاً:
لما تزدحم على المكلف المفاسد ، ومضطر أن يرتكب شيئاً منها ؛ ماذا يرتكب ؟
الفقهاء يقولون ترتكب أخف الضررين ، انتبه!
لما تقول أخف الضررين ؛ فلازم هذا أن المنهي عنه يعامل معاملة المعدوم أم المحسوس؟
الجواب : المحسوس.
الشرع لما قال ترتكب أخف الضررين ؛ إذاً تعامله معاملة الموجود.
أبوك فاجر وليس له سلطة عليك في المعصية ، لا طاعة في معصية ، لكن هل معنى فساد أبيك يمنعك من بره ، وتعامله معاملة المعدوم؟!
هذا معروف عند أهل العلم :
المنهي عنه لا يعامل معاملة المعدوم ، المنهي عنه أنا أرفضه ولا أقبله.
أنا أبي – لا قدر الله – فاجر ، لا يجوز لي شرعاً أن أطيعه في معصية ، لكن يبقى أب ، وهذه مشكلة الخوارج هذا الزمان ، يعني أولياء أمور المسلمين بحكم أنهم يرخصون بيع الخمر ، وفعل المنكرات ، والحفلات ، والترخيص بها.
ولكن هذا لا يسقط كونهم أولياء أمور ، ولا يجوز لنا أن نطيعهم في كل شيء ، في المعصية لا نطيعهم ، لكن في غير ذلك نطيعهم.
هذه مشكلة وهذه المشكلة ، تجسدت في عقول الناس كلهم ، وقل من فهم المسألة وأنزلها منزلتها ، وفهمها على واقعها وعلى حالها.
الناس يأخذون مواقف دون قواعد ، أتمنى أن يتكلم واحد من الناس في مسألة ، ويُـفصِّل فيها بالقواعد ، فإذا فصلَ بالقواعد لا يضيع عنه وجه من وجوه الحق فيها ، فإن نسي القواعد بدأ يتكلم بكلام عاطفي بعيد عن القواعد.
ولذا نحن اليوم بحاجة ماسة للتقعيد الفقهي ، لسنا بحاجة أن نردد مع أناس رداً أو سلباً ، لسنا حزباً ، نحن طلبة علم ، ولأننا طلبة علم ؛ نحن مؤصلون ، ومواقفنا قائمة على تأصيل ، فنحن لا نُعامِل المنهي عنه معاملة المعدوم ، بل نعامله معاملة الموجود ، ونبيِّـن حكم الله المقبول والمردود.
فالمردود هو التحزب والتعصب ، وهذا مرفوض ، والتهور مرفوض ، لكن صار أمر واقع انتبه!
الآن انتبه لِـما يتفرع عن قاعدة :
المنهي عنه شرعاً لا يعامل معاملة المعدوم حِـساً.
بناء على هذه القاعدة ؛ قال العلماء :
أحكام الشروع غير أحكام الوقوع.
المسلمون في سوريا ابتلوا بلاءً شديد ، وابتلوا مرتين ، ابتلوا بالإخوان المسلمين سنة 79 في ثورة حماة ، ثورة مدينة حماة ، وابتلوا أخيراً بالثورة التي زعمها مَن زعمها ، ولا أريد التفصيل في هذا الباب ، وكان قائد الثورة الأولى أيام حماة ، واحد اسمه عدنان عقلة ، كان ضابطاً في الجيش السوري ، ثار على نظام حافظ أسد للظلم الذي وقع عليه ، وفي آخر فترة تواطأ مع (عدو عدوك صديقك) ، كما يقولون في الأمثال السياسية ، تواطأ مع النظام العراقي ، وأصبح ينادي بعبارة سأحرر سوريا بالدبابة العراقية ، والساعد السوري ، والبندقية الفلسطينية.
كان متفق مع عرفات بحكم الخلاف ، ثم تبين أن المخيمات والمعسكرات في بغداد أو في العراق جلها مخابرات سورية ، فصاروا في السجون ، مجاهدين صاروا مسجونين.
فضج به الحال ، وتبين له خطأه ، فطلب لقاء شيخنا الألباني ، وهذا الشاهد من الكلام ، طلب لقاء شيخنا الألباني ، فقال أنا خلاص أريد أعلن أن جهادنا باطل وفاسد وإلى آخره.
فالشيخ قال له أول كلمة لما التقى به ؛ قال :
أحكام الشروع غير أحكام الوقوع ، ينبغي أن تنسحب بأقل ضرر على المسلمين ، وأقل ضرر على من التحقوا بك.
فلذا أحكام الشروع شيء ، وأحكام الوقوع شيء آخر ، وهذا كلام موجود في كتب الفقهاء ، يأتيك واحد يقول لك :
هذه القاعدة من أين؟
تقول من أين لأنك لا تقرأ ، ولا تفهم.
فالشاهد أن حال المسلمين خصوصاً في المسائل الكبار التي تخص الأمة ينبغي أن لا تنسى موضوع المنهي عنه شرعاً ليس كالمعدوم حساً ، وهذه المسألة تحتاج لبحث وأتمنى من إخواننا أن يخصوا هذه المسألة ببحث أتمنى ، يعني أنا أعلن عن مسابقة لبحث وليس فقط كلمة ، وإنما لبحث ، ونخص درس أو درسين في مسألة أحكام هل المنهي عنه شرعاً كالمعدوم حساً أم لا ، مع التطبيقات ، ومع أقوال الفقهاء فيها ، يا ليت من استطاع أن يفعل هذا ؛ فهذا أمر حسن ، وهذا أمر طيب ، وأمر مهم.
يعني أنا الآن جالس في عزاء ، وكان واحد يقرأ قرآن ، فقراءة القرآن غير مشروعة ، فهل يجوز لي أن لا أسمع القرآن ، وأن أعامل قراءة هذا البدعية ، أن أعامله معاملة المعدوم؟ أم الواجب أن نصغي؟
الجواب : أن نصغي.
إذاً المنهي عنه شرعاً كالمعدوم أم كالموجود ؟
هل يجوز أن تشوش على القرآن وتتكلم ، لأن واحد يقرأ قراءة بدعية ما أنزل الله بالسلطان؟
يعني واحد يقرأ في المقبرة قرآن على ميت ، هل يجوز أني ما أسمع وأشوِّش؟!
كثير من إخواننا يقول لك نرتكب أخف الضررين ، معنى ارتكاب أخف الضررين أن المنهي عنه شرعاً لم تعامله معاملة المعدوم ، إنما عاملتهم معاملة الموجود.
ابتلينا ببعض من درس معنا ، أنا الله أكرمني عملت دورة في فقه الجهاد في مركز الإمام الألباني ، وتكلمت في أحكام غزة ، ابتليت بطالب حضر الدورة ، ويرد على كلامي في الدورة.
يا جماعه الفتوى في ظرف خاص تختلف من حادثة لحادثة ، نتكلم في فتوى في مكان خاص ، ما نتكلم عن تأصيل الجهاد ، تأصيل الجهاد شيء والفتوى في موضوع شيء آخر ، وقل من يتنبه لهذا.
الباب هذا واسع، الفتوى ، غير التأصيل ، المفتي أمامه حالات محصورة ، وليست أمامه ما يريد.
بعض إخواننا الفضلاء جزاهم الله خير ، اتصل ، قال:
يا شيخ تكلم عن غزة ، أليس لو أهل غزة تم إخراجهم إلى كندا أم إلى بلد آخر أحسن؟
قلت له :
جيب طائرات وأطلعهم ، حافظ على دم المسلم.
المسألة ليست هكذا ، المسألة ليست مسألة أين يسافرون ، نتكلم عن ظرف معين ، أناس يموتون جوعاً ، وأناس يسحقهم اليهود ، واليهود عازمين على سحق الفلسطينيين بعامة على مدى بعيد ، وعلى سحق أهل غزة الآن ، شئتم أم أبيتم ، اليهود في قرارهم في غزة السحق ، إيش نعمل ؟
تصور المسألة تصوراً علمياً شرعياً صحيحاً ، ولا تقول مفاسد ، ولولا أنهم هم فعلوا ما فعلوا !
فهل صار اليهود رفقاء ورحماء بالأمة؟!
فالفتوى تحتاج إلى غير التأصيل ، فأنت أمام خيارات ، ومضطر أن ترتكب الأخف ، بناء على أنها موجودة.
أختم مجلسي وقد طال ، بقصة حدثني بها أخ من تلاميذ العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ، أخ من البحرين ، يقول:
بلادنا مبتلاة ، وأسأل الله أن يعافي بلادنا وبلاد المسلمين من البلاء.
بلاد المسلمين التي فيها الروافض ؛ مشايخنا وعلمائنا يقررون لها أحكاماً تختلف عن البلاد التي ليس فيها روافض.
يعني مشايخنا شيخنا الألباني والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين ، في الكويت والبحرين ؛ يجوزون انتخابات مجلس الأمة ، وكذلك في العراق.
لما سقط نظام صدام وصار موضوع مجلس الأمة ؛ إخواننا طلبة العلم المبتدئين أفتوا للناس بمنع مجلس النواب ، وجلسنا مع إخواننا العراقيين وقلنا أن هذا جائز ، لا يوجد فرق بين العراق وهي تحت حكم شيعي ، كـالكويت ، وكالبحرين، ما في فرق.
فتركوا الأمر للشيعة ، فتثبت فثبتت الشيعة في العراق!
العراق سميت عراقاً من العَرك ، ولذا لا تستغرب أن العراق تتحول خلال فترة قصيرة من سنة إلى شيعة ، ومن شيعة إلى سنة ، إلى آخره.
و تبلغنا أخبار الآن أن العراق تُهيَّئ أن تكون بإذن الله تعالى بلاد سنة وأرجو الله أن يكون هذا الأمر قريب بإذن الله ، الدنيا فيها تغيرات كثيرة.
أخ فاضل صالح في الجيش البحريني حليق بحكم أنه مسؤول كبير في الجيش وله قرارات مهمة ، وقراراته لها أثر في موضوع سنة البحرين ، وكيف تكون البحرين.
فهذا أخ من إخواننا من طلبة العلم ، يقول أتيت صديق لي في إجازة ووجدته مربي اللحية ، سألته كيف ربيتها وأنت مسؤول كبير في الجيش العراقي؟
قال أريد أقدم استقالتي ، قال : تستقيل ، واستقالتك يتولد عليها مضار لا يعلمها إلا الله ، أنت في موقع حساس ، موقع لك قرار ، وإذا استقلتَ ؛ يعني الأمر عسر جداً ، وموضوع حلق اللحية أمر بالنسبة للمكاسب التي يكسبها أهل السنة من خلال وجودك أحسن من مصالحك ، فهي معتبرة أكثر من حلق اللحية ، فقال أنا لا أقبل إلا أن استفتي عالم ، قال من تستفتي ؟
قال:
أستفتي الشيخ ابن عثيمين.
قال وحجزت له للشيخ ابن عثيمين على القصيم ، قال فدخلنا على الشيخ ، وهو يعرفني ، سلمت عليه وأخبرته الخبر بيني وبينه ، فلان في موقع حساس ولأهل السنة ناصر ، وإلى آخره.
فما قولك( أي ما قولك يا شيخ ابن عثيمين)؟
الشيخ سأله قال متى ترجع؟
قال جئنا لسؤالك ثم نرجع ، إن أعطيتنا الجواب الآن ؛ نرجع ، وإن أمهلتنا ؛ فلما تعطينا الجواب نرجع ، جئنا فقط لسؤالك.
قال الأخ :
فسكت الشيخ سكتة طويلة.
الشيخ عالِم ما يراد أن ينقل عنه أنه يُـجوِّز حلق اللحية .
فقال له الشيخ:
انصرف.
فأخونا يقول لي لما قال الشيخ له انصرف ؛ خلص الأمر تم ، يعني خلص احلق .
قال أبى الشيخ أن يقول له احلق ، ولكن قال انصرف.
فقال له الشيخ:
إن بقيت إلى يوم الدين لن أجيبك.
يعني إذهب ، إيش المعنى؟
وبقي الأخ واقف كي يفتيه الشيخ.
فأحياناً سكوت العالِم يتضمن فتوى ، العالِم قوله محسوب عليه ، وسكوته محسوب عليه.
لذا قلت لكم في كلمة قالها الشاطبي ، وهي مهمة قال:
تروك الذين يُقتدى بهم محسوبة عليهم.
أنا تركتُ الفتوى ؛ خلص افهم مني!
ما أنكرت عليك أن تحلق لحيتك أيها الأخ السني العراقي.
فالشاهد بارك الله فيكم :
نحن نعيش في ظروف عسيرة وصعبة ، ويجب علينا أن نؤيد كل من وافق حقاً ، كل من وافق الحق ؛ نقول جزاك الله خير بارك الله فيك إلى آخره.
فلم يبق لأهل غزة إلا أهل الأردن ، ففي الحقيقة وفي الواقع الذين وقفوا مع أهل غزة هم أهل الأردن.
فأسأل الله جل في علاه أن يوفق الجميع لما يحب الله تعالى ويرضى وأرجو الله جل في علاه أن يكشف عن بصائرنا وأن نربط الأحداث بأصولها الشرعية ، فإن فعلنا لن نندم ، وإن تجاوزنا ؛ فالندم يلاحقنا ، ويلتف بنا ، ويبقى من أعلى ما فينا من الرأس إلى أسفل ما فينا من القدم ، وسيبقى عاراً علينا إلى يوم الدين ، أما مسألة الله يوم القيامة ؛ فالحساب شديد ، لأن الأمر خطير أن تحول داراً من دار إسلام إلى دار كفر ، هذه مصيبه.
اليوم العبارة واضحة على لسان حاكم الدنيا (رئيس أمريكا) يقول:
غزة نريدها ريفييرا الشرق الأوسط ، المساجد دور القرآن التي في غزة يريد أن تكون مراقص ، وأن تكون صالات قمار ، وجو غزة جو ساحر ، جو الشرق الأوسط جو ساحر.
وما يزال هناك أناس يلقون اللوم على من يقاتل اليهود!
قلت مرات وكرات وسأبقى أقول ، أحكام الوقوع غير أحكام الشروع.
يجب على أهل غزة أن يشاوروا العلماء ، ما عندهم علماء، فوقعوا ما وقعوا فيه فباطل مما يعملون ، لكن لا يجوز لنا للباطل الذي ارتكبوه أن نكون مع اليهود!
ليس معقول أن نكون مع اليهود ، ما أدري هل هذه الكلمة تكفي أم نحتاج المزيد؟
الله يغفر لنا ولكم ، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى ، وهناك كلام إذا قاله الإنسان فلا فائدة منه ، فتضطر أن تسكت.
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
المصدر :
الدرس الثالث / شرح مبحث النهي في أصول الفقه / فضيلة الشيخ مشهور بن حسن
بتاريخ ١٣-٥-٢٠٢٥ م✍️✍️
[التحذير من قاعدة يروج لها منهج التكفير ، فصار عندهم :
حالق اللحية كافر ، والعسكري كافر ، والمغتاب كافر]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
حَـصن نفسك بهذه القاعدة المهمة ، وهي قاعدة يروج بسببها منهج التكفير -الذين يكفرون الناس-.
يقول لك:
الله جل في علاه أمر إبليس أن يسجد لآدم فكفر لأنه ما أطاع الله.
هل هذا الكلام صحيح؟!
هذا الكلام ضلال.
هذا كل من خالف أمر الله كافر!
هذا مذهب الخوارج ، ليس هذا مذهب أهل السنة.
لماذا كفر إبليس؟
هل لأنه ترك أمر الله أم لأنه أبى واستكبر على أمر الله؟
ما هو مذهب أهل السنة؟
أن سبب كفر إبليس الإباء والاستكبار ، وليس مخالفة أمر الله ، وإلا لو كان مخالفة أمر الله هي العلة لكان كل تارك الصلاة كافر ، وتارك الصيام كافر ، والمغتاب كافر ، وحالق اللحية كافر.
وهذا الذي يروج له التكفيريون ، يرسخ فيك قاعدة خطا، ولما ترسخ القاعدة يبدأ يبني عليها ، ولما يبدأ يبني عليها ؛ يبدأ التكفير بالجملة.
يقول لك :
الموظف العسكري كافر ، هذا يؤيد حاكم يحكم بغير ما أنزل الله.
المدرس الذي يدرس التربية الإسلامية ؟
يقولون : كافر ، بالقاعدة الشنيعة.
لذا طالب العلم إذا ما تَـحصَّن حصانة علمية شرعية صحيحة ، وما قام طلبة العلم على تحصين الناس ؛ لا حل من خلع الباطل من أصوله إلا من خلال العلماء.
المصدر:
الدرس الثالث – شرح مبحث النهي في أصول الفقه – القناة الرسمية (يوتيوب) فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله – بتاريخ :
هجري 13 محرم 1447.
ميلادي 08 تموز 2025.✍️✍️