السؤال:
ما هو الأصح في الركعة الثالثة هل تقرأ آية بعد الفاتحة؟
الجواب:
إذا كانت صلاتك في الركعة الأولى والثانية طويلة تقرأ في الثالثة والرابعة أو في الثالثة في المغرب، وإذا كانت الصلاة قصيرة تصلي بسور قصيرة تكتفي بقراءة سورة الفاتحة لاتفاق سورة الفاتحة في الثالثة والرابعة الثابث في الصحيحين.
وثبت من حديث عائشة عند أبي يعلى أن النبي صلى الله عليه كان يقرأ احيانا في الثالثة والرابعة بمقدار عشرين آية.
لما تصلي العشاء بالبقرة وآل عمران حينئذ يصلي الثالثة والرابعة بعشرين آية.
فمن السنة أن تكون الركعة الأولى هي أطول شيء والثانية أقصر قليلا والثالثة أقصر قليلا، والرابعة أقصر قليلا.
قد يستشكل بعض الإخوة كيف نصلي العشاء بالبقرة وآل عمران.
نعم.
قد تصلي وحدك.
وقد تصلي مع أناس خلفك يحبون الإطالة، أو يكون فيها هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
اليوم الحمد لله صلينا على السنة وهذه الصلاة التي صلاها أخونا أبو أحمد (إمام المسجد) ثقيلة على نفوس بعض الناس، أن يقرأ الإمام بسورتي السجدة والإنسان بالتمام والكمال.
فالناس تهرب من هذا، وتقرأ مقاطع، شيئا من آيات سورة السجدة، وبعضهم يطول في الصلاة فيقرأها على قسمين، وهذا خلاف السنة.
السنة الذي فعلناه:
أن نصلي بسورتي السجدة والإنسان تامتين.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهده ينتظرون العشاء حتى تَخْفِقَ رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤون. ما حكم هذا إذا نام الإنسان وهو يصلي؟
الجواب:
السِنَة وأن يهجمَ عليك النوم وتعلم ما حولك هذا الذي كان يحصل مع أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لا يبُطِل الوضوء.
“العين وِكاء السَه” فإذا نامت العين انحل الوِكاء.
السَه : (الدُبُر) -أجلكم الله-فالعين رِباط الدُبر فإذا نامت العين انحل الرِباط.
لذا أبو عبيد القاسم بن سلام له قصة جميلة مذكورة في ترجمته يقول أبو عبيد : كنت أقول للناس من نام وهو متمكن فهذا النوم لا يُنقِض الوضوء؛ قال: فذات يوم كنت صاعد المنبر فمررت برجل جالس نائم وهو متمكن فشممت منه رائحة، كان يحدث يخرج ريح وهو نائم، فأيقظته وقلت له قُمْ توضأ.
قال :أنت علمتنا أن من نام متمكنا فلا ينتقض وضوءه.
قالوا :ما النائم المتمكن؟
قال :إذا أنت نائم على شيء وهذا الشيء نزع فإنك تسقط فهذا غير متمكن. وإذا الشيء إذا نُزع وتبقى قائمًا فأنت متمكن يعني الذي يكون جالسًا متربعًا يقولون عنه متمكن، فلا يوجد شيء هو متكيء عليه.
خلاف ما نام على الطاولة مثلا. إذا نمت على الطاولة وهذه الطاولة نُزعِت سقطت فهذا غير متمكن.
فهذا الرجل متمكن على كلام أبي عبيد القاسم بن سلام.
فقال أبو عبيد له أنا كنت أُفتي بذلك والآن رجعت عن فتواي اذهبْ وتوضأ، فهذا تعلم من هذا الصنيع. فالنبي النبي صلى الله عليه وسلم يقول : “العين وكاء السَه”
فإذا نامت العين انحل الوكاء سواء وأنت جالس متربع أو غير متربع هذا هو الراجح.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
أخ يقول نريد منكم نصيحة لبعض طلبة العلم الذين لا نجدهُ في صلاة الجماعة إلا مسبوقًا، وهذا يحصل دائما؟
الجواب:
في حديث عند مسلم عن أبي أيوب الأنصاري قال قال صلى الله عليه وسلم لا يزال أقوامًا يتأخرون حتى يؤخرهم الله تعالى في النار.
يتأخرون عن الجماعة.
أن تكونَ دائمًا مسبوقًا هذا أمرٌ ليس بمحمود.
ويكملُ السائل :لكن يوم درسكم يأتون ويحجزون من الظهر إلى العشاء؟؟
لا حرج.
المُسيء إن أحسن مرة يقال له فيما أحسن أحسنت، وفيما أساء أنت أسأت .
فأن يعرف عن إنسان أنه لا يأتي الا مسبوقًا فهذا مذموم.
لكن يوم الدرس يأتي مبكرًا لا نقول له منافق.
نحن لا نحمل أعمال الناس إلا على الظاهر.
لا نقول له منافق، نقول له: أحسنت وجزاك الله خير.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخٌ يسأل يقول أجلس بعد الفجر لطلوع الشمس، فما هو فقه هذه الجلسة، ولا سيما إن فاتتني سنة الفجر، ماذا أصنع؟
الجواب:
كان عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه لما أضرَّ -أصابه العمى- في آخر حياته يجلس بعد الفجر إلى طلوع الشمس، فإذا فاتته صلاة سنة الفجر قضاها بعد طلوع الشمس.
الناسُ صنفان:
1 – صنفٌ يبقى جالساً بعد الفجر إلى طلوع الشمس، فإن فاتته سنة الفجر يقضيها بعد طلوع الشمس، لأن الصلاة قضاء.
2 – صنف ينقلب لعمله أو لنومه أو لغرض من أغراضه فيقضي سنة الفجر بعد الفرض.
فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد الفجر إلا ركعتي سنة الفجر.
وألَّف المُحدث شيخ شيخ مشايخنا الشيخ شمس الحق العظيم آبادي كتاباً بديعاً سمّاه “إعلامُ أهل العصر في أحكام ركعتي الفجر”.
أخرج مسلم في صحيحه عن جابر بن سَمُرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى الفجرَ تربَّعَ في مجلسه حتى تطلعَ الشمسُ.
أخرجه مسلم (670)، وأبو داود (4850) واللفظ له، والترمذي (585)، والنسائي (1357)، وأحمد (20968).
وثبت هذا عن عدد كبير وجمّ غفير من أهل العلم ومن أهل الصلاح والتقوى على وجه فيه تواتر، أنهم كانوا يجلسون بعد الفجر ويبقون إلى طلوع الشمس، وثبت عند ابن أبي شيبة في المصنف أن عائشة رضي عنها كانت تنام بعد طلوع الشمس، تبقى مستيقظة بعد الفجر إلى طلوع الشمس.
واستنبط بعض أهل العلم ونصَّ على هذا أبو حنيفة كما في مسنده كراهية الكلام بعد الفجر، وهذا ثابت في حديث مرَّ بنا في صحيح الإمام مسلم عن عبد الله بن مسعود قوله.
أخرج مسلم عن أبي وائل، وأبو وائل تابعي وهو شقيق بن سلمة تابعي كوفي، لمّا انتقل ابن مسعود إلى الكوفة فكان له أصحاب ومدار أحاديث الكوفة على أصحاب عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه. يقول أبو وائل: غَدَوْنَا علَى عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ يَوْمًا بَعْدَ ما صَلَّيْنَا الغَدَاةَ -العادة لا يُزار الشيخ أو العالم ولا الصديق بعد الفجر، فهو وقت عورة،لكن اضطر شقيق ابن سلمة أن يزور استاذه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود- فَسَلَّمْنَا بالبَابِ، فأذِنَ لَنَا، قالَ: فَمَكَثْنَا بالبَابِ هُنَيَّةً -فترة قصيرة- قالَ: فَخَرَجَتِ الجَارِيَةُ، فَقالَتْ: أَلَا تَدْخُلُونَ، فَدَخَلْنَا، فَإِذَا هو جَالِسٌ يُسَبِّحُ- (وهذه الجلسة تكون في المسجد وتكون في البيت وتكون في كل مكان، فهي روح المؤمن أن يجلس بعد الفجر إلى طلوع الشمس)- فَقالَ: ما مَنَعَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا وَقَدْ أُذِنَ لَكُمْ؟ فَقُلْنَا: لَا، إلَّا أنَّا ظَنَنَّا أنَّ بَعْضَ أَهْلِ البَيْتِ نَائِمٌ، قالَ: ظَنَنْتُمْ بآلِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ غَفْلَةً، قالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ يُسَبِّحُ حتَّى ظَنَّ أنَّ الشَّمْسَ قدْ طَلَعَتْ -(يعني إذا جاءك سائل فالسنة أن لا تجيبه إلا بعد طلوع الشمس، ونحن في مجلسنا هذا في مجلس ذكرٍ، ولولا أنه مجلس ذكر ما جلست هذا المجلس، أعوذ بالله أن أكون من الغافلين)- فَقالَ: يا جَارِيَةُ انْظُرِي هلْ طَلَعَتْ؟ قالَ: فَنَظَرَتْ فَإِذَا هي لَمْ تَطْلُعْ، فأقْبَلَ يُسَبِّحُ حتَّى إذَا ظَنَّ أنَّ الشَّمْسَ قدْ طَلَعَتْ، قالَ: يا جَارِيَةُ انْظُرِي هلْ طَلَعَتْ؟ فَنَظَرَتْ، فَإِذَا هي قدْ طَلَعَتْ، فَقالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أَقالَنَا يَومَنَا هذا، فَقالَ مَهْدِيٌّ: وَأَحْسِبُهُ قالَ، وَلَمْ يُهْلِكْنَا بذُنُوبِنَا.
صحيح مسلم (822)
هذه جلسة يا إخوة من نام عنها غافل، ولذا الإنسان إن فاتته سنة الفجر ينشغل في الجلوس، حتى من لم يصل السنة، يقضيها بعد طلوع الشمس.
ومن فقه هذه الجلسة بعد الفجر أن تبقى ولا تتحول عن مكانك وتبقى في مكانك حتى تطلع الشمس ثم تقوم فتصلي ركعتين.
وصَحَّ عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ -في رواية، حتى تكون حسناء مشرقةً- ثم صلى ركعتينِ -وفي رواية أربع ركعات- كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ ، تامَّةٍ ، تامَّةٍ.
صحيح الجامع (6346)، أخرجه الترمذي (586)، والبغوي في ((شرح السنة)) (710).
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
رجل دخل المسجد على صلاة الفجر ودخل الوقت ،هل الأفضل الصلاة بنية سنة الفجر مباشرة أم بتحية المسجد؟
الجواب:
دائما الجمع أحسن من التقديم فاذا استطعت أن تصليَ تحيةَ المسجد ثم تقوم تصلي سنة الفجر أفضل، أما إذا كان الوقت ضيق ومن عاداتك أن تصلي فلك أن تصلي الركعتين بالنيتين: بنية تحية المسجد وبنية السنة القبلية .
والأدلة كثيرة على جواز الجمع بين النوايا منها : أصل الشريعة في الجمع بين الخيرات
ومنها : فيما بدا لي بعد تأمل قول النبي – صلى الله عليه وسلم- (إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة) البخاري (1166)
يعني يصلي سنة الظهر القبلية والبعدية وأصلي فيهم ركعتين بنية سنة الظهر مع استخارة لا حرج لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( فليركع ركعتين من غير الفريضة) هذا الحديث يدل على على جواز أن تنوي بالركعتين أكثر من نية.
ُسئِل الإمام النووي كما ذكر في مقدمة كتابه المجموع 🙁 هل يجوز لي أن أصلي ركعتين وأنوي سنة الظهر وأنوي تحية المسجد وأنوي سنة الوضوء قال تأملت هذه المسألة بضعة وعشرين سنة فقلت أرجو أن لا بأس.
والإمام النووي عاش أربعين سنة نص عمره يتأمل هذه المسألة
وقال : قلت : أرجو أن لا بأس.
السؤال:
إذا تعارض الأذان مع تحية المسجد ماذا أفعل؟
الجواب:
المسألة تحتاج تفصيل ، اعلم علّمني الله و إياك أنّ الشرع دائماً يعمل على الجمع بين الخيرات، دَخَلتَ المسجد و المؤذن يؤذن ابق واقفا، ممنوع شرعاً أجلس حتى أُصلي ركعتين، أردد مع الأذان ثم أصلي؛ هذه صورة أفعلها إلا في حالة واحدة وهي إذا دخلت المسجد و المؤذن يؤذن و الخطيب على المنبر، ماذا أفعل ؟
الجواب: تبدأ الصلاة، لأن سماعك للخطبة واجب و صلاتك لتحية المسجد سُنّة، فتبدأ الصلاة.
افترض و أنا أصلي تحية المسجد أذّنَ المؤذن، هل لي أن أردد مع الأذان ؟ الجواب: عند جماهير أهل العلم: نعم، و أنت تصلي لك أن تردد مع الأذان؛ نصّ على هذا الإمام أحمد و جَمْع من الفقهاء، إلّا عند قول المؤذن : “حيّ على الصلاة” و قوله: “حيّ على الفلاح” فتقولُ: “لا حول ولا قوّة إلا بالله”، و ذلك لأن قَوْل “لا حول ولا قوّة إلا بالله” يكون تَحَسُّرَاً على من لم يأتِ لصلاة الجماعة، فقال أهل العلم: الأذان كله ذكر إلا قولك “لا حول ولا قوّة إلا بالله” فهذا فيه تأسفٌ و تحسّرٌ، و عندما تصلي ممنوع ان تقول “لا حول ولا قوّة إلا بالله”، ونص على هذا ابن عبد البر في التمهيد و الاستذكار، و أيده و أيد قوله جمع من علماء المحققين و على رأسهم الإمام سراج الدين البلقيني ـ رحمه الله تعالى ـ.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
يقول أحد الإخوة: هل يقطع الطفل الذي لا يميز الصف، وما حكم اصطفافه؟
الجواب:
ثبت عند أبي شيبة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن مرور الصبي أمام المصلي يقطع ثواب نصف صلاته.
ثواب نصف الصلاة يذهب.
وأما الصبي المميز فلا يكن خلف الصف وإنما له حق في أطراف الصف وأما أن نفرد الصبيان بصف خاص أي الرجال ثم الصبيان ثم النساء فما ورد ذلك إلا في حديث أخرجه الإمام أحمد في المسند ومدار هذا الحديث على شهر بن حوشب، وشهر ضعيف، فالحديث ليس بصحيح.
فالصفوف تمتلئ قبل تكبيرة الإحرام ، ويبتدئ الإمام والصبيان يقفون على اليمين والشمال، فالمتأخر يصفُّ خلفهم، وأما إن نحّيناهم فلا حرج في ذلك لأن الكبير مقدم عليهم إلا من كان منهم من الحفظة فيقفون على طرفي الصفوف .✍️✍️
السؤال :
شيخنا هل يقول المأموم نشهد في الثناء على الله في دعاء القنوت؟
الجواب:
المأموم لا يقول أشهد ولا يقول حق،
فالدعاء الذي ليس هو دعاء إنما هو حقائق فإن المأموم يمررها على قلبه اعتقادا ولا يقول شيئا، فالأصل في الصلاة أنها أقوال وأفعال مخصوصة مبتدئة بالتكبير ومنتهية بالتسليم، وليس لك أن تقول ما شئت.
أنا وقفت على بعض النقولات وذكرت هذا في كتاب” القول المبين في أخطاء المصلين” أن من قال -أشهد وخطأ قديم هذا- قد تبطل صلاته.
السؤال :
شيخنا ذكرت أمس أن بعض الشافعية والمالكية قالوا أنه قد يعرض صلاته إلى البطلان فعلى ماذا استندوا؟
ما زلت اقول أن كلمة نشهد خطأ قولا واحدا، وهل تبطل أم لا؟ المسألة فيها تفصيل بين الذي يعلم والذي لا يعلم ويُعذر الجاهل ولا يُعذر الجاهل، هذه مسألة تنطوي تحت هذا الباب.
لكن من الخطأ أن يقول الإنسان في الصلاة ما يريد، فالصلاة فقط إذا الامام دعا فأنت تقول آمين فأنت لما تقول آمين كأنك دعوت.
أما الكلام الذي يقوله الإمام ومعناه حق وصدق كقول الامام في القنوت (فإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت) فحينئذ تمرر هذا الكلام على قلبك ولا تقول آمين .
سؤال :
لو قال سبحانك في دعاء القنوت عند قوله مثلا (لا يذل من واليت )؟
الجواب :
سبحانك تقال في قراءة القرآن ، فقد ورد حديثين، ورد الحديث الأول ( وأنا على ذلك من الشاهدين) وهذا ضعيف، وورد في صلاة القيام ونبهنا على هذا الدرس الماضي ففي القيام الآية التي يقرؤها الإمام التي فيها جنة فيسن للإمام والمأموم أن يقولوا اللهم إني اسألك الجنة وكذلك لما يذكر آية فيها نار، الإمام والمأموم كل منهما يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، فأن يسأل الله عز وجل الجنة وأن يتعوذ من النار فهذا هو السنة.
ففي حديث حُذَيْفَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : ( صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا ، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ … ) رواه مسلم (772) .
ولذا الإمام مهما طال وأنت يقظ صاحي وتعرف الإمام ماذا يقرأ، فحينئذ هذا من مدعاة أن تبقى صاحي وما تتشتت.
وكذلك عندما يقرأ (أليس الله باحكم الحاكمين)؟
هناك من قال ورد فيما يقول الإمام ورد أن يقول وأنا على ذلك من الشاهدين وهذا ورد في حديث ضعيف ، أو يقول سبحانك فبلى فسبحانك فبلى فهذا ثابت ، وقد اختلف اهل العلم وفصلنا في هذا الباب فالإمام النووي وجمع من العلماء يقولون هذه في قيام الليل وليس في الفرائض.
والله تعالى اعلم.✍️✍️
السؤال:
بالنسبة للذي يصلي التهجد (القيام) هل يذهب للمساجد التي تقيم صلاة الليل في العشر الأواخر أم يصلي في البيت؟
الجواب:
جزاك الله خير.
أولاً بارك الله فيكم، التهجد يكون آخر الليل، والقيام يكون في أول الليل.
قيام رمضان يبدأ من بعد العشاء إلى الفجر.
زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في آخر الليل.
وفي زمن أبو بكر الصديق كان الناس يصلون عزين -مفترقين- كل اثنين بإمام كل ثلاثة بإمام ويتواعدوا اثنين ثلاثة، يصلوا التراويح ويروحوا، منهم يصلي أول الليل، ومنهم يصلي آخر الليل.
عمر بن الخطاب يمر على الناس على الحالة التي كانوا عليها في زمن صاحبه أبي بكر الصديق يجدهم متفرقين فأوقع الله في قلبه أن يجمعهم.
وعمر بن الخطاب مُلهم، وافق الله في كثير من الأحداث قبل أن تقع ، فألقى الله في قلبه أن يجمعهم، قال: النبي صلى الله عليه وسلم ما خرج في اليوم الرابع، صلى النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الأول والثاني والثالث تداعى الناس فجاءوا من كل حدب وصوب، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما خرج حتى ضربوا بيته بالحصى، -حصبوا باب بيته حتى يخرج-، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما خرج الفجر عليهم قال: أعلم بوجودكم ، لكن خشيت أن تفرض عليكم.
النبي صلى الله عليه وسلم رحمة بنا، خشي أن تفرض هذه الصلاة، فما داوم عليها ، النبي صلى الله عليه وسلم التحق بالرفيق الأعلى، بعد التحاق النبي بالرفيق الأعلى ما في تحليل وتحريم، الأحكام ثبتت ما في وحي ينزل يغير ويبدل في الأحكام، مثل أن الفرض يصبح سنة والسنة تصبح فرض.
فعمر بن الخطاب رضي الله عنه يبحث، ينظر، يتأمل الأمر، فرأى أن يجمع الناس على أُبي ابن كعب.
أبي بن كعب أعلم الصحابة بالقرآن، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سورة البينة، فلُبسَ عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأُبي: لمَ لم تفتح علي، وقال في حديث آخر في صحيح مسلم قال إن الله أمرني أن أقرأ عليك.
تخيّل الله أمر نبيه أن يقرأ القرآن على أُبي، الله أمره أن يقرأ القران على أُبي، فأبي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : قال يا رسول الله :
الله سماني !
قال على أُبي ؟!
قال : نعم سماك
فبكى أُبي.
نحن الآن قراءتنا للقرآن أسانيدنا تعود إلى أُبي.
كل قراءة أمة محمد في صحيفة أُبي بن كعب رضي الله تعالى عنه، فأقرأ الخلق أُبي.
فعمر بن الخطاب وجد أن أُبي متميز في القراءة فجمع الناس على أُبي بن كعب، فكان يمر عليهم فيجدهم يصلون في أول الليل، فكان يقول : والله إني لأعلم أن التي ينامون عنها خير من التي يصلونها، لكن عمر إذا جمع الناس على آخر الليل سيأتي عدد قليل، وإذا جمع الناس أول الليل سيصلي عدد كبير.
فعلماؤنا يذكرون قاعدة ولا يعرف هذه القاعدة إلا الموفقون من الخلق علماؤنا يقولوا قاعدة مهمة جداً يقولون:
أن نجتمع على مفضول، يعني عندنا شيء درجة واحدة وشيء ودرجة اثنين فأن نجتمع على درجة اثنين خير من أن نفترق على درجة واحدة، يقول علمائنا بتعبيرهم الدقيق يقولون:
الاجتماع على مفضول خير من الافتراق على فاضل، وذكروا من ضمن القواعد هذا الأمر، إذا وجدنا في المسجد من يصلي آخر الليل صلينا، ما وجدنا ما نفترق، نجتمع ما نفترق على الصلاة.
لذا إخواني إذا الصلاة لم تجمعنا فمتى نجتمع؟
فاجتماعنا على مفضول خير من افتراقنا على فاضل.
السؤال :
أخ يسأل ويقول ما حكم صلاة التعقيب صلاة التهجد، فبعض إخواننا يقولون أنها بدعة ، وفاعلها آثم ، والبعض الأخر يقول إنها خير ، ومن يغفل عنها فقد غفل عن خير كثير ، فهل من نصيحة ؟
الجواب :
أنا لا أعلم ماذا يقصد الأخ بالتعقيب ؟
هل قصده الصلاة في أول وأخر الليل ؟
الأمر واسع.
صلاة القيام إخواني تبدأ من العشاء وتنتهي الفجر ، فمن أراد أن يصلي في أول الليل أو أخر الليل ، أو يقسم الصلاة في أول الليل وفي أخر الليل ، أمرها واسع ، ما نحجر واسعاً ، فلا حرج لو أن الإمام صلى في أول الليل ، وصلى في أخر الليل ، ورأى أن هذا يجمع الناس ، فالأمر سهل.
كان الناس كما في موطأ مالك في عهد أبي بكر يصلون القيام عِزين ، -متفرقين- ، كل ثلاثة أربعة بإمام ، كل واحد يصلي لوحده، فجمعهم عمر رضي الله عنه ، وجمع عمر أفضل ، فجمع الناس أفضل من افتراقهم، لكن لو أن الإمام رأى أن الصلاة في أخر الليل تكون فيها كثرة فلا حرج.
لكن من السنة التي تغيب عن كثير من الناس أن النبي صلى الله عليه وسلـم كان إذا قام الليل بدأ بركعتين خفيفتين .
قيام الليل الأصل فيه التطويل أم التقصير ؟
الجواب : التطويل ، لكن من الفقه أن الإنسان لما يقوم يبدأ بأول ركعتين ، وتكون ركعتين خفيفتين ، فيه تعليل في الحديث ، قال: فإن ذلك أنشط ، لذا هل هذا خاص في القيام بأخر الليل بعد النوم نبدأ بركعتين خفيفتين ، ، فلو صلينا بأول الليل فلا نبدأ بركعتين خفيفتين ؟ تعليل النبي بأن ذلك أنشط يفيد أننا إن صلينا في أول الليل أو في أخر الليل ، فمن السنة أن نبدأ بركعتين خفيفتين ثم نوغل برفق ، أول ركعتين خفيفتين ، التي بعدها أطول بكثير ، فهذا أنشط.
أما القول في أن هذا العمل بدعة ، فهذا ليس بصحيح .✍️✍️