السؤال الثالث هل يجوز أن أقول للعالم الذي لم أتتلمذ عليه شيخنا

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161103-WA0010.mp3الجواب : لا حرج في ذلك، إذا علِم الله أنك تقول ذلك من باب الاحترام له وتبجيله وتوقيره وليس من باب التُكَثِّر وأن تُطعِم نفسك ما لم تأكل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري 🙁 الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) ، فلا حرج أن يقول الإنسان للعالِمِ (شيخنا).
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: هل يجوز للإنسان أن يقول عن الصحابة شيوخنا؟
قال: لا بأس.
والصحابة نحن لم نعِش معهم.
فأن تقول للعالم: (شيخي، شيخنا) ولا تُفهِم من حولك أنك تتكثَّر به فلا أرى حرجًا في ذلك إن شاء الله.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 – محرم – 1438 هجري
2016 – 10 – 28 إفرنجي

السؤال الثامن لو تحدثنا – جزاك الله خيرا – عن ثناء العلامة الألباني على…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170525-WA0036.mp3 
الجواب : الشيخ عانى معاناة شديدة في سوريا ، وعانى معاناة شديدة في الأردن لأنه وهابي ، يعني الشيخ معاناته أنه هو وهابي ومصنف عند الخصوم والشانئين بأنه وهابي .
 
الشيخ – رحمه الله تعالى – كان دائماً يذكر الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – بأنه أحيا التوحيد ، وأن التوحيد صافٍ في كتبه ، ويرشد الناس لدعوة الشيخ الإمام .
 
وعندي مصورة عن مقالة في جريدة العلَم الدمشقية سنة ألف وتسمائة وخمس وخمسين محاكمة للشيخ من قِبَل علماء دمشق ، يحاكموه بأنه وهابي، فالثناء والموافقة والدعوة إلى دعوة الإمام الشيخ المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي من صلب دعوة الشيخ وهي من أساس دعوة الشيخ، فالشيخ – رحمه الله تعالى – عاش للتوحيد وعاش للسنة .
 
بعض المنغصات وبعض الأشياء تحصل ، الناس لا تفهم ، بعض المواقف ، فمثلاً خرج في فترة من الفترات – وأنا بفضل الله كنت حاضر في المجلس وسبحان الله كل مجلس مكتوب عندي مكتوب زبدة المجلس وتاريخه ، فمثلاً مدح الشيخ لسيد قطب ، كنت في مجلس لشيخنا قرأ عليه بعضهم كلام سيد قطب في لماذا أعدموني – فالشيخ وموضوع ضرورة الرجوع إلى العقيدة وهذا مناسبة ذكري لهذه القصة مع السؤال عن دعوة الإمام المجدد فكان الشيخ دائماً يركز على ضرورة التوحيد ، وأن يكون التوحيد صافياً ، ومن يسمع اشرطة شيخنا يجد أن لب دعوته في الدعوة إلى التوحيد وإلى الدعوة إلى فحوى دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب – فالشاهد ينقل في المقدمة بعض من يقرأ على الشيخ لماذا أعدموني عن سيد قطب أن مشاكل الأمة اليوم إنما هي بسبب عدم تعلم التوحيد ، وأن الناس ما تعلموا التوحيد الصحيح ، الشيخ يقول بعد أن قُرأ عليه هذا القسم من الكتاب يقول : كأنه قرأ معنا التوحيد ، لكن الشيخ ما أنتبه إلى الطامات في الكتاب نفسه إلا بعد أن كتب الشيخ ربيع كتابه عن السيد قطب فمدحه كتاب الشيخ ربيع
 
فشيخنا -رحمه الله تعالى – كان يمدح هذه الدعوة دعوة التوحيد ويدعو إليها بكل ما أوتيَ من قوة ، وجل المشاكل التي واجهت الشيخ إنما هي في هذا السبب إنه محسوب وهابي فَكَثُرَ خصوم الشيخ لأنه كانوا يلمزونه بهذا اللفظ الذي ( وهابي ) والذي من المعلوم موقفنا منه.
 
 
 
 
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
 
⏰ *2017 – 3 – 15*
دابط الكلمة :
 
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
 
 
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال 10 أخ يسأل يقول أريد أن أصبح عالما راسخا في الدين أحرس التوحيد…

الجواب : أولاً: تفتقر إلى الله، وأن تطلب منه بصدق وإخلاص، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثوا العلم، فهل النبوة مكتسبة أم أنها اختيار من الله عز وجل؟ قال الله تعالى{وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة…}، يا من تسأل، الخيرة ليست لك الخيرة لربك، العالم وارث من الأنبياء والنبي اختيار من الله، فالإنسان يصبح عالم باختيار من الله، فالعالم ليس أذكى الناس، والعالم ليس أحسن الناس، والعالم ليس أغنى الناس، وإنما العالم إختيار من الله – جل في علاه – لكن هل علي لوم؟ نعم عليك لوم، فإنما العلم بالتعلم، لكن أنت إن تعلمت ارتفع قدرك كالسيول كل سيل له قدر، فأنت لك قدر فقد يكون هذا القدر لك بأن تصبح عالم أو قد لا يكون، لكن الإنسان بحاجة أولاً أن يفتقر إلى الله – جل في علاه -، وأن يبتعد عن الذنوب، وأن يبتعد عن الغفلة، وأن يبقى يزداد قرباً، فكلما ازداد علماً وأحدث لله شكراً وازداد في طاعته وعبادته وحسن حاله مع ربه – جل في علاه – من جهة، ومن جهة أخرى يحتاج أن يجد وأن يجتهد وأن يحافظ على رأس ماله ورأس مال طالب العلم الوقت فإذا رأيت الإنسان بطال يجلس ويلهو ويذهب ويجيئ ويأكل ويشرب وينام كسائر الناس فهذا لا يفلح، طالب العلم يفلح إذا كان كما قال بعض أهل العلم عن
عبد الغني بن سعيد الأزدي وقد توفى سنة: 409 قالوا: لما رآه العلماء قالوا: كأنه شعلة نار.
مجلس فتاوى الجمعة 6/5/2016
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن ال سلمان

السؤال العشرون ما رأي فضيلة الشيخ بحكم نعت المشايخ بكلمة  مولاي

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/السؤال-العشرون-ما-رأي-فضيلة-الشيخ-بنعت-المشايخ-بكلمة-مولاي-؟.mp3الجواب : المولى كلمة تطلق على أكثر من معنى ، ويقولون المولى من فوق والمولى من تحت ، المولى من فوق : السيد ، والمولى من تحت : العبد .
 
سؤال : إخواني ما هو جمع شيخ ؟
 
الجواب : مشايخ ، أشياخ ، شيوخ ، سائر ما يذكر في المعاجم ، علماء اللغة يقولون : لا يجوز أن تجمع شيخ على مشائخ بالهمز ، لأن الياء في شيخ ياء أصلية ؛ فإذا كانت ياء أصلية في الجمع لا يجوز أن تهمز ، وأريد أن أصل إلى أن المشايخ لا يهمزون ، فهمز المشايخ حرام شرعا وخطأ لغة ، فالمشايخ لا يهمزون ، فإذا قلت : مولاي من تحت حرام هذا همز ، لكن لما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه يكره أن يقال للمنافق يا سيدي ، أو يا مولاي ، فحينئذ لك أن تقول للمؤمن سيدي ، ولذا عمر كان يقول عن أبي بكر : سيدنا اعتق سيدنا ، أي أبو بكر اعتق بلالاً رضي الله عنه ، فكلمة مولاي و سيدي الأصل أن لا تكون شعار للعبد ، لكن لو قيلت وليس فيها احتقار ، ليس مولاي من تحت ، قال تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” التوبة الآية 71 ، بعضهم أولياء بعض ؛ ولا حرج في ذلك ، والله تعالى أعلم .
 
مجلس فتاوى الجمعة 29 – 7 – 2016
 
رابط الفتوى :
 
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .

ما ردكم على من يزعم أن ابن تيمية كافر لأنه يقول إن الله جسم

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، من أئمة هذا الدين، ومن كفره فهو أضل من حمار أبيه، ولا يعلم ما بين لحييه، وهذه المقولة تشبه ممن خرج من بين لحييه ما يخرج من بين رجليه، والعياذ بالله تعالى.
 
شيخ الإسلام ابن تيمية له مواطن قلة ينظر إليها من يعرفه نظرة فيها إعجاب، وينظر إليها من لا يعرفه، ولا يعرف فقهه واصطلاحاته نظرة فيها ريبة فيخرج من خلالها بتكفيره.
وهنا لفتة أقولها زيادة على الجواب، وفيها فائدة، أن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر من أسباب ضلال المتأخرين أنهم أسقطوا الاصطلاحات الواردة في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، على ما عهد وما عرف في أذهانهم، فينبغي أن نحرر الاصطلاح قبل الحكم عليه، والحكم يكون على حقائق الأشياء، لا على الأسماء، فلو أن رجلاً أخذ كوباً فيه ماء، وقال لآخر: اشرب هذا الخمر، فهل ما في هذا الكوب من ماء يصبح خمراً؟ أم يبقى ماءً حلالاً والمقولة ظالمة؟ يبقى الماء حلالاً ، أليس كذلك.
ولشيخ الإسلام رحمه الله تعالى، محاكمة لمخالفيه ومعارضيه ومنتقديه دقيقة، ويفرض معهم في بعض المواطن وفي بعض المضايق أشياء من الباطل ليرجعهم إلى الحق، وفرض الباطل للخصم لإرجاعه إلى الحق من منهج القرآن، قال الله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين}، فهل يجوز لرجل معتوه أن يقول: إن القرآن يقول إن لله ولد؟ معاذ الله، ففرْض الباطل لإرجاع الخصم إلى الحق هذا أمر جائز، فشيخ الإسلام في المواطن التي أخذت عليه من كتبه لم تكن في معرض تقريره للعقيدة، وإنما كانت في معرض رده على الخصوم، فلا يوجد اعتراض لرجل على ابن تيمية في معرض تقريره للعقيدة، وهذه قاعدة تحفظ.
ومن بين هذه الاعتراضات كلامه في الجسم؛ فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: نقول لمن يقول إن الله جسم، ما مرادكم؟ وماذا تريدون بهذه الكلمة؟ إن قلتم كذا فهذا كفر، فهذا كفر، بل أشد كفراً من اليهود والنصارى، وإن قلتم كذا، فأنا لا أكفركم ولكن أقول كلمتكم هذه خطأ، ما أطلقها الله على نفسه ولا نبينا على ربه ولا الصحابة، فهذا الإطلاق بدعة لكن لا أكفر. فبعض الناس لا ينتبه لحقائق الأشياء، ويطلق الأحكام على عواهنها، ويرسلها دون فقه، فيقول: من قال إن الله جسم فقد كفر، وشيخ الاسلام في بعض المواطن من كتبه لا يكفر من يقول إن الله جسم، فهو يقول إن الله جسم فهو كافر، هذا ضلال، وهذا ليس فيه حق ولا عدل، فهو يسقط كلمة الجسم في كتب ابن تيمية على المفهوم عنده هو، والحق أننا إذا أردنا أن نحاكم عالماً فنحاكمه باصطلاحاته هو لا باصطلاحات غيره، فمثلاً في كتاب المجموع للإمام النووي (4/253) قال: (وممن يكفر من يجسم تجسيماً صريحاً) أي ممن يقول إن الله عز وجل جسم ، فهذا يكفر.
واصطلاح إن الله جسم ما تكلم فيه السلف وقبله النبي صلى الله عليه وسلم لا بإثبات ولا بنفي، وهو اصطلاح حادث بدعي لا يجوز إطلاقه على الله عز وجل، وقد تعرض شيخ الإسلام لهذا المصطلح لكثير من كتبه، أصل على بعض منها، فمن راد أن يعرف كلام شيخ الإسلام حول هذا الاصطلاح فلينظر في كتبه الآتية: “شرح حديث النزول” (ص 69-76) “مجموع الفتاوى”(3/ص306-310، 13/304-305) “منهاج السنة النبوية” (2/134-135، 192، 198-200، 527)
 
والخلاصة، وأجمل لكم، والكلام ظاهر بيِّن، ولا أريد أن أفصل، يقول شيخ الإسلام في كتابه “شرح حديث النزول” وانظروا إلى دقته وإلى عدله، وإلى الحق الذي معه، خلافاً للمشوشين عليه، قاتلهم الله أنى يؤفكون، يقول: ((لفظ الجسم مبتدع في الشرع محرف في اللغة، ومعناه في العقل متناقض)) ويقول: ((من زعم أن الرب عز وجل مؤلف ومركب بمعنى أنه يقبل التفريق والانقسام والتجزئة، فهذا من أكفر الناس وأجهلهم))، وقوله (( شر من الذين يقولون إن لله ولداً، بمعنى أنه انفصل منه جزء فصار ولداً له))، ويقول عن الكرامية: ((وهم متفقون على أنه سبحانه جسم  لكن يحكى عنهم نزاع في المراد بالجسم، هل المراد به أنه موجود، قائم بنفسه، أو المراد أنه مركب؟ فالمشهور عن أبي الهيثم وغيره من نظائرهم أنه يفسر مراده بأنه موجود قائم بنفسه مشار إليه، لا بمعنى أنه مؤلف مركب، وهؤلاء ممن اعترف نفاة الجسم بأنهم لا يكفرون، فإنهم لم يثبتوا معنىً فاسداً في حق الله تعالى، لكن أخطأوا في تسمية كل ما هو قائم بنفسه، أو ما هو موجود جسماً من جهة اللغة قالوا: فإن أهل اللغة لا يطلقون لفظ الجسم إلا على المركب، والتحقيق أن كلا الطائفتين مخطئة على اللغة، أولئك الذين يسمون كل ما هو قائم بنفسه جسماً، وهؤلاء الذين سموا كل ما يشار إليه وترفع الأيدي إليه جسماً، وادعوا أن كل ما كان كذلك فهو مركب، وأن أهل اللغة يطلقون لفظ الجسم على كل ما كان مركباً، فالخطأ في اللغة والابتداع في الشرع مشترك بين الطائفتين)) أ.هـ.
 
ومقصود شيخ الإسلام أن يقول أن من يقول إن الله جسم فهو مبتدع، ونستفصل ممن يقول إن الله جسم؛ ما مرادك؟ إن كان مرادك إن الله حق قائم بذاته، يشار إليه ليس في داخل الدنيا، فهذا كلامه حق، وتسميته خطأ، ومن قال إن الله جسم أي مركب مؤلف، فهذا كافر أكفر من اليهود والنصارى.
وهذا حق وعدل، ولذا من يكفر شيخ الإسلام بقوله إن الله جسم، أضل من حمار أبيه ولا يفهم ماذا يخرج من فيه، ولم يرجع إلى كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، وهذه مضايق لا أحب أن تلقى لولا هذا السؤال، لأن بعض الناس لا هم له  إلا أن يكفر ابن تيمية ومهمته في هذه الحياة تكفيره، فلا عمل له ويشيع في الخافقين، وينشر في المشرق والمغرب تكفير ابن تيمية، في الكتابة والدروس، ولا أدري لماذا هذا، لكن قال الله تعالى: {ومن يضلل فما له من هاد}.
وما أشاعه ابن بطوطة عنه أن قال: إن الله ينزل كما أنزل عن هذا المنبر، وابن بطوطة لما دخل دمشق كان ابن تيمية في سجن القلعة، فما رآه وما التقى به.

السؤال الأول لو تذكر لنا شيئا من جهود العلامة الألباني رحمه الله تعالى في…

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/س-1.mp3السؤال الأول : لو تذكر لنا شيئاً من جهود العلامة الألباني رحمه الله تعالى في تصحيح الأحاديث وتضعيفها وتقريبها للأمة ، لأني رأيت بعض الناس في هذا العصر وفي هذه السنيات صاروا يزهدوا كثيراً في علمه وجهوده ويبخسها فحبذا أن توضح شيئاً من ذلك وجزاكم الله خيراً ؟
الجواب : – حقيقة – أوجه تقرير الشيخ للسنة عديده والشيخ – رحمه الله تعالى – مضى أكثر من نصف عمره وهو منشغلٌ في علم الحديث ، والمشروع الذي رفعه واشتغل به هو ” تقريب السنة للأمة ” ، والشيخ رحمه الله تعالى أمضى ليله ونهاره في هذا الأمر وتعب فيه تعباً لا يعلمه إلا الله ، فمثلاً أذكر لكم لبعض الموافق هي جزئية لكنها تعطيك شيئاً عن شخصية الشيخ وعن همة الشيخ – رحمه الله تعالى – وما أكثرها ، الشيخ ينسخ مخطوط للحديث ذم الملاهي لابن أبي الدنيا ، وقد نام وهو لا يُحسن قراءة كلمتين في المخطوط ، ففي المنام رأى أن الكلمتين (فرداً ،فرداً )فلما استيقظ بعد المنام كتب الكلمتين ثم لما استيقظ عرض ما في المخطوط على (فرداً، فرداً) فوجد الكلمتين هما ما رآه في المنام ، فالشيخ في اليقظة والمنام -رحمه الله تعالى – كان يشتغل في تقريب السنة وخدمة الحديث ، حتى في مرض وفاته ، كان يخدمهُ ولد ولده حفيده عبادة ولد عبد اللطيف، فكان لما يغيب عن الوعي يقول يا عبادة أحضر لي جزء من كتاب كذا ، هات لي ترجمة فلان هات لي ترجمة فلان هذا وهو في أواخر مرضه ، لما كان الشيخ – رحمه الله تعالى – يغيب ، ربط الشيخ الحديث في كثير من مواقف حياته ، يدخل عليه بعض الطلبة في يوم في ليلة من الياللي كان يبحث الشيخ عن راوي ولم يجد هذا الراوي ووجده في فجر ثاني يوم فقال له : هل وجدت الراوي الذي كنت تبحث عنه ؟ ، فقال الشيخ -رحمه الله- قال : لا نامت اعين الجبناء ، ما نمتُ حتى وقفت عليه ، كان الشيخ يبحث في راوية اسمها أُنيسة واتعبتهُ ولم يجدها إلا عند ابن حبان في الثقات فقيل له زوجتك انجبت ابنة ، فقال : هي أُنيسة – رحمه الله – .
فعلم الحديث كان يُشغل الشيخ شغلاً كبيراً جداً، وانقطع في خدمة الحديث في مكتبة الظاهرية فنظر في جميع مخطوطاتها ونقل بعد أن نظر في جميع المخطوطات نقل جميع الأسانيد، يعني ما من حديث مسند في مخطوطة في الظاهرية إلا والشيخ قد نقله في كتاب سماه “الجامع في الأحاديث ” بخطه في أربعين مجلداً ،جمعه في اربعين مجلداً وكانت هي العمدة عمدة الشيخ -رحمه الله تعالى – في تخريج الأحاديث .
وأما الشيخ والمحافظة على الوقت فهذا حدث عنه ولا حرج ، حدث عن وقت الشيخ ومحافظته على وقته وصرفه في العلم فحدث عن هذا ولا حرج ،فالشيخ – رحمه الله تعالى – كان جاداً في حياته كان جبلاً شهماً شامخاً لا تزعزعه الأعاصير ، مر به فتن عظيمة وعظيمة جداً وكان الشيخ -سبحان الله – صاحب فراسة والشيخ رقيقٌ وَقَلَ من يعرف هذا ، من كان قريباً من الشيخ عرف تقواه -والله حسيبه -وعرف أن العلاقة بينه وبين الله عزوجل عامرة -والأمثلة في هذا كثيرة .
والمطلوب أن أتكلم عن جهد الشيخ في الحديث ، الشيخ كان دائماً يقول : من ثمارههم تعرفهم – كان يتكلم عن الحزبيين وإلى آخره ، ويقال هذا في الشيخ ، ثمار الشيخ في الحديث معروفة معلومة -ولله الحمد والمنة – وكان هَم الشيخ إن الأحاديث تصل إلى غير أهل الحديث أيضاً يعني ما يبقى الحديث محصوراً في أصحابه ،ولذا بعض مشايخ الشام كان ينقل فيقول :- أنا سمعت من أبي غدة ، ضمني مجلس مع أبي غدة فذكرت الشيخ فيقول قبل الشيخ كان الواحد يصعد المنبر فإذا أراد أن يُثبت للناس أن الحديث صحيح وأنه مسند فالخطيب يقول بعد أن يروي الحديث في قصة طويلة من صفحتين يقول : أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (يعني هذا اسناد) ، اسند الحديث وبين أن هذا الحديث له اسناد وله وجود في كتاب ، فالشيخ -رحمه الله تعالى – يعترف القريب والبعيد والمحب والشاني والمبغض فالجميع يعترفون بفضل الشيخ وأن الشيخ -رحمه الله تعالى -هو أول من نبه الناس ، ونادى بهذا الأمر – وإمامة الشيخ في هذا السبق وفي الإصلاح وإمامة الشيخ في وسائل التغيير وعدم تقديم الشباب لُقم سائغة للحزبيين ، والتحذير من الحزبيين ، وتأصيل مسائل الجهاد ثم ربط الناس بفهم السلف الصالح هذا ايضاً من مهام الشيخ .
والشيخ -رحمه الله تعالى – عاش طوال عمره وهو يحقق حتى بعد مرضه – وهذا شيء بالمناسبة انبه عليه وهو خطأ يقع فيه كثير من محبي الشيخ – الشيخ رأى أن صحته لا تأذن له إلا أن يراجع عمله في صحيح الجامع وضعيف الجامع – الشيخ عمله في صحيح الجامع قسمان : قسم درسه وأحال في التصحيح او التحسين أوالتضعيف على مراجع ذكرها في الشمال تحت متن الحديث بعد رموز التخريج ، وأما الأحاديث التي ما خرجها ففي الطبعة الأولى في الصحيح الجامع ،وكان الشيخ لا يقبل غيرها المطبوعة في ثلاث مجلدات ووضع الشيخ علامات استفهام أمام الأحاديث التي لم يخرجها وقلد فيها السيوطي ، وهذا من الخطأ الشنيع الذي تتابع عليه كثير من محبي الشيخ أن هذه الأحاديث يقول الشيخ أنا ما لي حكم فيها وأنما قلدت السيوطي في التحسين أو التصحيح أو التضعيف ( أي الحديث الذي لم يحيل عليه)، ووجدنا اليوم كثير من محبين الشيخ يقولون : صححه الشيخ أو ضعفه الشيخ في ، وهو ليس من صنيعه وهو لم يصنع شيئاً فيه خصوصاً بعد أن ظهر صحيح الجامع في المجلدتين المحذوفة منه علامات الاستفهام فأصبحت جميع الأحاديث في منزلة واحدة .
الشيخ – رحمه الله – في أواخر حياته نظر – ولا سيما أن عالم طباعة الكتب أصبحت منتشرة ومطبوعة – فالشيخ مثلاً ما كان قد نظر في الكتب التي لها أصول خطية في المكتبة الظاهرية ، الكتب التي مالها أصول خطية في المكتبة الظاهرية الشيخ ما استطاع أن يصل إلى أسانيد الاحاديث فقلد فيها السيوطي ، من أمثال مثلاً – من أمثال ابن عساكر “تاريخ دمشق ” ما كان مطبوعاً هذا الكتاب ومن أمثال مثلاً ” شعب الإيمان ” للبيهقي كذلك الشيخ – رحمه الله – ما يوجد نُسخ خطية في شعب الإيمان ، فالشيخ في هذه المصادر البعيدة قلد فيها السيوطي ،فكان الشيخ يطلب الكتاب ويدرس الإسناد وهو مريض في أواخر عمره ونظر في “صحيح الجامع ” ونظر في “ضعيف الجامع ” وسمى “تهذيب صحيح الجامع ” و ” تهذيب ضعيف الجامع ” ومات الشيخ وهو يعمل فيه وما أكمل الكتاب ونقل قرابة مائة حديث من الصحيح للضعيف ومن الضعيف للصحيح، يعني الخلاصة والإجمال .
فالشيخ رحمه الله تعالى- عاش للحديث ، بعض الطلبة اليوم يقول :الشيخ ابتدع بدعة ميز وقسم صحيح سنن الأربعة إلى صحيح وضعيف ، ولم يقل بهذا أحد من أهل العلم ، فهذا في الحقيقة جهل بالغ ، أولاً قوله أنه لم يقل أحد بهذا خطأ ، العز عبد السلام في كتابه ” قواعد الأحكام ” يقول : ومن الواجب العيني على المحدثين في هذه الأيام – يعني – فصل الصحيح عن الضعيف في السنن )،هذا من كلام العز أولاً .
ثانياً: – بارك الله فيكم – حاجة الناس الآن في التعامل مع السنن ليس كحاجة الناس سابقاً ، كان طالب العلم في بداياته يُجاز وكان يقرأ على المشايخ السنن وما شابه ، فالجمود على شيء يقبل التوسعة هذا تحجير واسع والله تعالى أعلم ، هذه كلمة وجيزة والجواب المفصل يحتاج إلى حصر ذهن وتقسيم وتنويع ولكن هكذا جاء، والله يوفقنا وإياكم .
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
⏰ 2017 – 3 – 15
⬅ رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/1168/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال الخامس عشر هناك أخت تقول لنا أن الاختلاف بين العلماء رحمة…

الجواب : إذا كانَ الاختلاف رحمة – هكذا بإطلاق – فالإجتماع نقمة !
“واختلاف أمّتي رحمة” حديث لا أصل له .
هنالِكَ نوع من الخلاف المُستساغ الذي تشتبهه الأدلّة ، تتجاذبُهُ الأدلّة أو النصوص ، فهذا الخلافُ فيه سعة .
هُنالِكَ خلاف ثبت أنّ النبيّ-صلى الله عليه وسلّم- فعل شيء على أكثر من وجه ، مثل دعاء الإستفتاح ، مثل أدعية الركوع والسجود ، هذا ابن قتيبة يسمّيه خلاف تنوّع، والإمام ابن خزيمة وتلميذه ابن حبّان كلٌ منهما في صحيحه – وأكثرَ من ذلك ابن خُزيمة – يُسمّيه اختلافا مُباحا، أي النبيّ صلى الله عليه وسلّم فعل شيئًا على أكثر من حال ، فهذا الخِلاف رحمة ، وما عدا ذلك الأصلُ في الخلاف ليس برحمة .
هل كل خلاف في العقيدة يُضلَّل صاحبهُ ؟ لا، في خِلاف في فروع العقيدة ، مثل الفرق بين النبيّ والرسول.
لو نظرتم في المطوّلات سواء كُتب التوحيد أو كُتب التفسير ولا سيّما في الآية التي فرّقَت بين النبيّ والرسول ، وهي قوله تعالى في سورة الحج : ﴿وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلّا إِذا تَمَنّىٰ أَلقَى الشَّيطانُ في أُمنِيَّتِهِ﴾ [الحج : ٥٢]
يجدُ الباحث أنّ هنالك ثمانية أقوال في الفرقِ بين النبيّ والرسول، وبعضها راجح وبعضها مرجوح ، لكن من خالف لا يُضلَّل !
الإمام الطّحاوي – وهو من هوَ – في عقيدتِه المشهورة التي كادت تُجمِعُ كلمة العلماء عليها ، يُعرّف النبيّ بأنّه من أوحى الله إليه ولم يؤمر بالتبليغ ، ويعرّف الرسول بأنّه من أوحى الله إليه وأُمِر بالتبليغ ، وهذا قول ضعيف، فالنبي-صلى الله عليه وسلّم- في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص يقول :” إنَّهُ لم يكن نبيٌّ قبلي إلا كان حقًّا عليهِ أن يَدُلَّ أُمَّتَه على خيرِ ما يُعلمُه لهم ، ويُنذرهم شرَّ ما يُعلِّمُه لهم ” فإذا هو يُؤمر بالتبليغ، وأنا وأنت لم يُوح إلينا وقد أُمرنا بالتبليغ، فكيف بالنبيّ الذي أوحى الله إليه؟
فهنالك مسائل يقع فيها خلاف بين العلماء ، لا يُقال فيها الخلاف رحمة ! يُقال الخلاف : من خالفَ في بعض هذه الفروع لا يُضلَّل ، لكن يُقال صواب وخطأ ، والله تعالى أعلم .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٥/٦
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال الثاني مرة ذكرت يا شيخ مشهور في لقاء قصة العلامة الألباني -رحمه الله…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/س-2-1.mp3*السؤال الثاني : مرة ذكرت يا شيخ مشهور في لقاءٍ قصة العلامة الألباني -رحمه الله تعالى – لما كتب السلسلة المجلد الخامس أو شيء من هذا وأنك وجدت أصولها أشياء كتب على أوراق دعوة زواج وأشياء من هذا القبيل ؟*
الجواب : الشيخ الألباني طوال حياته ما كان يعتمد على غيره في أي شيء من كُتبه ،وكان إذا قيل الشيخ ذهب -مثلاً – إلى منطقة ما أو إذا حضر دعوةٍ ما أو استجاب لبعض الدعوات من خارج عمان كنا نفهم أن الشيخ انهى كتاباً وخرج ليفهرسه – تحصيل حاصل هذا – فكان الشيخ يأخذ معه كتبه وكان يفهرس كتبه في النقاهة والاستراحة والنزهة أو في زيارة بعض الإخوة أو ما شابه ، وفي أواخر حياة الشيخ رأى أنه لا بد من مراجعة العمل ، لابد أن يراجع مع بعض الطلبة بعض أعماله ، فالشيخ وكل أخينا الشيخ (( علي حسن عبد الحميد الحلبي )) – حفظه الله – مراجعة لبعض الكتب – وكان لصيقاً بالشيخ وكنت أنا أقول في نفسي كان أخوانا الشيخ علي الحلبي جريئاً على الشيخ ، وأنا العبد الضعيف كنت أهاب الشيخ هيبة شديدة في الحقيقة ، ووكل لي الشيخ أن أنظر في بعض الكتب وطلبني الشيخ ، واخرج لي أصول الضعيفة الخامس ، فلما نظرتها حقيقة ما تمالكت نفسي فبكيت فلما نظرت إلى أصول الكتاب فإذا الورق عبارة عن الظروف القديمة إلي كان يوضع فيها السكر والأرز الظروف البنية اللون ، فالشيخ مقطعها ورق بأحجام مختلفة وواضع بالخيطان حبر ، وواضع خطوط على الورقة ، وكذلك أوراق الهدايا الملونة ، اوراق الهدايا الشيخ كذلك مقطعها وكتب عليها ، فأنا أعلم الشيخ جاء الأردن فقيراً ، وكان الشيخ لما يريد أن يتطبب كان يؤخذ له دور طويل يمكث ساعات على الدور حتى يصل الطبيب في أوائل حياته – رحمه الله تعالى – في أوائل قدومه للأردن ، فكان الشيخ فقيراً ، فلما سألته ، قال : ما كان معي مال لأشتري ورقاً ، الورق هذا الذي كان يكتب عليه هو ورق الهدايا ، والورق الذي يشتري به من البقالة الارز والسكر وما شابه ، فالشيخ عاش في معاناة شديدة من نواحي عديدة منها الفقر وعدم هداة البال في فترة ومنها قضايا تثوير الحزبيين والصوفية والأشعرية ، وقامت حملات شديدة على الشيخ رحمه الله تعالى – ولكن الشيخ – سبحان الله تعالى – همتهُ عالية ، والله تعالى أعلم أن هذه من ثمرات صدقه وإخلاصه مع الله عزوجل .
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
⏰ 2017 – 3 – 15
⬅ رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/1169/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

ما حكم من ينعت العلماء بأنهم علماء حيض ونفاس

إن العلماء هم أولياء الله، وقال الشافعي في تفسير قوله تعالى: {ألا إن أولياء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال: “إن لم يكن العلماء أولياء الله فلا أعرف من هم” وأن يعطي الله عز وجل علم دينه لبعض الناس فهذه علامة خير.
 
وعلماء هذه الأمة كأنبياء بني اسرائيل؛ [وهذا لم يصح مرفوعاً لكن صح فهماً ودراية]، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورثوا العلم، والنبوة ليست مكتسبة وإنما هي هبة من الله وكذلك العلم، قال صلى الله عليه وسلم: {من يرد الله به خيراً يفقه في الدين}.
 
والطعن في العلماء والنبز علامة شر، وقد قال ابن عساكر رحمه الله: “لحوم العلماء مسمومة وعادة الله فيمن انتهكها معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماء في الثلب ابتلاه الله بموت القلب} ، فمن اغتاب أخاه أكل لحمه، ومن اغتاب العلماء والصلحاء يأكل لحماً مسموماً واللحم المسموم يقتل البدن ولكن لحوم العلماء والصلحاء تقتل القلب، فهذا القلب يصبح لا يعي عن الله عز وجل ولا عن رسوله مراده، فيكون مهاناً كما قال تعالى: {ومن يهن الله فما له من مكرم}.
 
وموقع علماء أمة محمد في أمة محمد يساوي موقع أمة محمد في سائر الأمم وهذه قاعدة قامت عندي أدلة كثيرة على صحتها فإن كان العلماء هم الذين يحكمون وهم المقدمون والناس معهم قلباً وقالباً فإن أمة محمد هي المقدمة بين الأمم وهي التي تحكم في الأمم والعكس بالعكس.
 
وهذا الفرق بيننا وبين سلفنا فإن العلماء كانوا ينكرون ويسمع لهم فهذا العز بن عبدالسلام أنكر على المماليك لما صاروا حكاماً فأعلن على المنبر وقال: هؤلاء مماليك وبيعة المماليك باطلة فيجب أن يشتروا أنفسهم ويحرروا أنفسهم حتى تصلح بيعتهم فأوذي، فخرج من القاهرة فخرج جميع أهل القاهرة معه، فمروا على دير، فقال الراهب: ما بال الشيخ؟ فأخبروه الخبر، فقال: لو كان من ديننا لغسلنا رجليه وشربنا مرقة رجليه، فلما رأى المماليك حال الناس اضطروا أن يعلنوا وأن يشتروا أنفسهم وأن يعلنوا البيعة من جديد فسماه العلماء : بائع الملوك سلطان العلماء رحمه الله ، ولذا قال الشاعر:
إن الأكابر يحكمون على الورى      وعلى الأكابر تحكم العلماء
ومن فاته العلم وقت شبابه            فكبر عليه أربعاً لوفاته
 
وقال سفيان : صنفان إذا صلحا صلح سائر الناس وإذا فسدا فسد سائر الناس : العلماء والأمراء، وقال أبو بكر الوراق : الناس ثلاثة : أمراء وعلماء وفقراء، إذا فسدت الأمراء فسدت المعيشة وإذا فسد الفقراء فسدت الأخلاق وإذا فسد العلماء فسد الدين، ولو نتخيل أن بلدة فيها مرض معدي ولا يوجد بها طبيب فما هو حال الناس؟ الهلاك؛ وكذلك سبب قلة دين الناس عدم وجود العلماء ، فَهَمُّ تعليم الناس هَمٌّ لا يحمله إلا من هو أقل من الكبريت الأحمر، فالناس كلهم يريدون الوظيفة والمال، وأصبح الدين مهنة كبقية المهن فإن وصلنا إلى هذا الحال فلا حول ولا قوة إلا بالله ، فأمراض منتشرة ولا أطباء لها ، لذا لا تستغرب ما نرى من حال الناس اليوم وإنا لله وإنا إليه راجعون.