الجواب:
إمام يقول: بسم الله الرحمنُ الرحيم الحمد لله رب العالمين، الرحمنُ (بضم النون) الرحيم.
هذا يسمى في علم أحكام التلاوة والتجويد لحن جلي.
اللحن الخفي فيه كراهية، والصلاة صحيحة.
واللحن الجلي ؛ الصلاة باطلة باتفاق أهل العلم.
واللحن الجلي :
أن تغيرَ الحرف، فتخرجهُ من غير مخرجه.
كما يقرأ بعض إخواننا -مثلاً-: الذين أنعمتُ (بالضم) عليهم.
هذا لحن جلي أم خفي؟
الجواب:
لحن جلي.
واللحن الجلي مبطل للصلاة.
يعني الذي يقرأ :
الذين أنعمتُ عليهم هذا خطأ ، هذا لحن جلي.
واحد يقرأ :
غيرِ المغضوب عليهم ولا الضالين.
فقرأها : ولا الظالين (بالظاء).
هذا لحنٌ ليس جليًا إنما هو لحن خفي.
قَلّ من يتقن قراءة الضاد والظاء ، بالتفريق بينهما.
قال ابن كثير في أواخر تفسيره في سورة الفاتحة: ومن العُسرِ النطق والتفريق بين مخرجي الضاد الظاء.
من قرأ الضاد ظاءً مُـشالَةً ؛ فصلاته صحيحة.
فإذا غيرت مخرج الحرف أو حرَكَة الحرف فقرأتَ: الرحمنُ بدل الرحمنِ ؛ فهذا لحن جلي.
وإذا سَكَّنتَ المتحرك وحرَّكتَ الساكن فهذا لحن جلي.
واللحن الجلي يُبطِل الصلاة ، وأما اللحن الخفي فلا يُبْطِلُها .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
هل قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات يحصل بها القاريء على أجر ختمة كاملة للقرآن؟
الجواب:
لك أجر ولكن ليس لك دعاء.
واختلف أهل العلم في موضوع سورة الإخلاص تعدل ثُلث القرآن.
ثُلث القرآن:
القرآن أحكام وأخبار وقصص أنبياء. والقرآن تعريف بالله جل في علاه عز وجل.
فمن قرأ سورة الإخلاص أخذ ثلثًا من معاني القرآن، وهو معرفة الله تعالى.
تدورُ مواضيع القرآن إمّا على معرفة الله، وإمّا الأحكام الشرعية الحلال والحرام، وإمّا الأخبار -أخبار القصص وأخبار أهل الجنة وأخبار أهل النار-. ما معنى ثُلث القرآن؟
ثلُث القرآن فيها معرفة الله تعالى. يعني أنت الآن عَرَفْت الله أخذت شيئًا من هذه الثلاثة أشياء.
وعلى هذا المعنى لا يلزم ثلث القرآن ثواب، وإنما أحكمتَ ولخص الله تعالى في سورة قل هو الله أحد. معرفته، ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ ٣ وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤﴾ [الإخلاص ١-٤] افحصْ كل الأخبار عن الله في القرآن وفي التوراة وفي الإنجيل كلها تدور على هذه المعاني.
فليس الموضوع موضوع أجر الموضوع موضوع تقسيم وتنويع. والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
السّوال:
هل أحكام التّلاوة والتّجويد المفصَّلة في الكتب، مثل: المدّ الواجب، والمتّصل، والإدغام، هل عليها أدلَّة؟
الجواب:
(لا).
لكن هل يجب فعلها؟
(نعم).
الواجب أن يمتثل العبدُ أمرَ الله -تعال-:
{وَرَتِّلِ القُرآنَ تَرتِيلًا} [المزمّل:٤].
أن تقرأ كلام الله على النّحو الّذي يُحبّه الله، على النّحو الّذي قرأهُ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والصّحابة -رضي الله عنهم-، فكانوا يقرؤون صوابًا،، فأنتَ -الآن- إن قرأت القرآن على الحال اّلذي قرأه الأصحاب، وأنت تجهل أنّ هذا اسمه كذا، وهذا اسمه كذا؛ فأنت أدَّيت حقّ الله، لكن لا تستطيع أن تُعلِّم القرآن؛ إلّا أن تعرف المسمّيات.
النّحو (الرّفع، والنّصب، والخفض)، الأعرابيّ لا يعرف خفضًا ورفعًا، ولكنّه إن نطق لاينطق إلّا الصّواب.
لذا العلماء اختلفوا في الإمام الشّافعي،
الإمام الشّافعي -رحمه الله- لم يُعرف عنه أنّه لَحَن -قَطُّ-، لم يلحن في عمره، قالوا: لماذا لم يلحن؟
قالوا: أمّه -رحمها الله- فقيهة.
والله حينَ تقرأ الكلامَ في مناقب الإمام الشّافعي للبيهقيّ عجيب!
كانت أمّ الشافعي مع نساء، ذهبت للقاضي، وأرادت الشّهادة (تشهد)، فالقاضي فرَّق بين الشَّاهِدات، قال: واحدة تدخل تشهد، الثّانية تدخل، فقامت أم الإمام الشّافعي-وحُقَّ لها أن تلِد أمثال الشّافعي- فقالت: ياقاضي، أمرك ليس صحيحًا، الله -تعالى- يقول في شهادة النّساء:
{…أَن تَضِلَّ إِحدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحدَاهُمَا الْأُخرَىٰ}[البقرة:٢٨٢].
فينبغي أن أشهدَ وهي تسمع، وأن تشهدَ وأنا أسمع؛ لأنّ الله -تعالى- يقول: {أن تُذكرّ إحداهما الأُخرى}،إن ضلَّت واحدة؛ تُذكِّر الأُخرى، فاستجاب القاضي لها.
فالقاضي كان في غفلة عن هذا المعنى، فهذه المرأة يُحقُّ لها أن تلِد أمثال الإمام الشّافعي -رحمه الله-.
فالإمام الشّافعي أمُّه أرسلته إلى الأعراب، لم يعش مع النّاس، عاش عند الأعراب، وتعلّم العربيّة مع الأعراب وهو صغير، فَما عُرف عنه لَحنٌ -قَطُّ-.
لذا حين تقول: هذا عربيّ أم غير عربيّ؛ لابُدّ أن تأتي بدليل، الدّليل قال العلماء: كتاب، سنّة -على أن لا يكون الحديث مرويًّا بالمعنى-، يعني: أن يكون النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- نطق به، وكلام شعراء الجاهلية، هذا حُجّة في العربيّة، أن أقول: هذا
ثبت باللّغة العربيّة؛ لأنّ الشّاعر الجاهلي قال كذا وكذا، وبعضهم أضاف، قال: وقول الإمام الشّافعي، قوله حجَّةٌ في العربيّة، حينَ تقرأ كتاب “الرّسالة” أمام إنسانٍ يكتب العربيةَ فصيحةً بديعةً عجيبةً غريبة، لاتلمَس في كتاب من كُتب أهل الإسلام عربيّةً كما تلمسها في كتاب “الرّسالة” للشّافعيّ، كَتب كلامًا عربيًّا قُحًّا، سديدًا سليمًا.
فالشّاهد -بارك الله فيكم-: المهم في أحكامِ التّلاوة أن تقرأ كما قرأ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
وعلماءُ التّجويد فَعلوا هكذا، علماء التّجويد قالوا لنا: مدود ،إدغام، إخفاء… وعلّمونا أنواع المدود، وهذا مأخوذٌ بالاستقراء؛ فلا يجوز لأحدٍ أن يقول: والله أحكام التّلاوة بدعة.
لماذا أحكام التّلاوة بدعة؟
يقول لك: الأحكام واللّغة بدعة!
والأصول -يعني: أصول الفقه-، وعلم الحديث، والحديث الضّعيف، والمُرسَل، والمُعضَل، والمُدبّج…إلخ؟
هذه يعرفونها.
وأنا دائمًا أقول لإخواني وأحبائي طلبة العلم: لا تقل -والمثل دقيق-
لا تقل: الصّحابة ليس عندهم معاطف- يعني: المعطف الذي يُدفِّئ الإنسان-، والمطر لم ينزل، لكن حينَ ينزل المطر؛ الصّحابة يظهروا المعاطف، أما والمطر لم ينزل لا يوجد داعٍ أن ألبس المعطف، فحينَ تكون الأحاديث صحيحة، والاستدلال صحيح، والفهم صحيح، واللغة صحيحة، وأداء تلاوة القرآن صحيح، وليس هنالك مطرٌ نازل، فحين ينزل المطر؛ نُظهر المعطف.
لمّا سمع عليٌّ -رضي الله تعالى عنه- قارئًا أعجميًّا يقرأ، لمّا سمع قارئًا يقرأ قول الله -تعالى- في مطالع سورة التوبة:
{…أن اللَه بريءٌ من المشركينَ} *ورسولِه* ….
أعوذ بالله أن يكون الله بريء من المشركين وبريء من رسوله، قرأها بالخفض، {أنّ اللهَ بريءٌ من المشركين} *ورسولِه*.
الآية في سورة التّوبة، والصّواب:
{…أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *وَرَسُولُهُ*…} [التوبة:٣].
أي ورسولُهُ بريءٌ من المشركين -أيضًا-، وحين تقرأ: {أنّ الله بريء من المشركين} *ورسولِه (بالجرّ)*يصبح المعنى أن الله -جلَّ في علاه- بريءٌ من المشركين وبريءٌ من رسوله -أيضًا-، وهذا كُفرٌ والعياذ بالله -تعالى-.
فَعليّ -رضي الله تعالى عنه- لمّا سمعَ هذا القارئ يقرأ؛ أمر أبا الأسود الدّؤلي، قال: ضع قوانين العربية، العربيُة الّتي في صدوركم لا ينبغي أن تبقى في صدوركم، يوجد مطر، هذا المطر يحتاج لِمعطف -الآن-، لمّا نزلَ المطر -الّذي هو الخطأ-؛ أمر عليّ -رضي الله عنه- أبا الأسود الدؤلي أن يضع النّحو، فَبدأ علمُ النّحو، بدأ علم النّحو بسبب الخلل الّذي وقع فيه ذاك القارئ، ذاك الأعجمي.
وإلّا لو بَقي النّاس سَليقةً يتكلّمون بالعربيّة لما احتاجوا لِعلم النّحو.
ولو بقي النّاس يقرؤون كلام الله على الوجه الّذي يُحبّه الله سليقةً لما كانوا بحاجة لأحكام التلاوةو التجويد.
لكن -الآن- كثيرٌ من النّاس -وللأسف-، بل كثيرٌ من طلبة العلم لا يُحسن أحكام التّلاوة والتّجويد، إن قرأ فلا يُحسن التّلاوة بأحكام التّجويد.
فالآن صار تعليم أحكام التّلاوة والتّجويد لا بُدّ منه؛ حتّى يستقيم اللّسان بالتّلاوة الصّحيحة.
والله -تعالى- أعلم.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
ما معنى قولِ اللهِ -تعالى-:
{قُل مَا يَعبَأُ بِكُم رَبِّي لَولَا دُعَاؤُكُم…} [الفرقان: ٧٧].
الجواب :
آيةٌ عظيمة، فسّرها نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم-، وحينَ أقولُ لكم: فسّر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يَحتاجُ إلى ربطٍ وفهم .
النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “لا تقومُ السّاعة حتّى لا يُقالَ في الأرض: الله الله”.
رواه مسلم (١٤٨)، والتّرمذي (٢٢٠٧)، وأحمد (١٢٠٤٣) من حديث أنسٍ -رضي الله عنه-.
اختلف أهل العلم في ضبطِ لفظِ الجلالة (الله)، فمنهم من رفعه، ومنهم من نصبه، حتّى لا يُقالَ في الأرض: اللهُ اللهُ، حتّى لا يرفعَ أحدٌ يديه ويقول: يا الله، اغفر لنا وارحمنا.
و لذا يقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“لا تقومُ السّاعة إلّا على شرارِ النّاس”.
رواه مسلمٌ في “صحيحه” من حديث عبدالله بن مسعود .
ومنهم من نصبه -يعني: لفظ الجلالة-، فقال: “لا تقوم السّاعة ويقال في الأرض: اللهَ اللهَ”.
قال أهل العلم: (اللهَ) لفظُ الجلالة منصوبٌ على التّعظيم، وتقدير ذلك: لا تقوم السّاعة ويقال في الأرض: *اتقِ الله*.
والمعنى: أنّه لا تقوم السّاعة وأحدٌ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حتّى لا يُقال: اللهَ للهَ، اتقِ الله يا فلان، لا يقول الوالد لولده ولا الأخ لأخيه ولا الجار لجاره، لا يقولُ له: اتقِ الله.
تأمّل الآية:
{قُل مَا يَعبَأُ بِكُم رَبِّي لَولَا دُعَاؤُكُم…}.
(لولا دعاؤكم)، هذا الدّعاء المقبول أم المردود؟
المقبول.
لولا وجود الدّعاء ما عبأ الله بكم، والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول:
” لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهونّ عن المنكر، أو ليسلطنّ الله عليكم شراركم، ثمّ يدعو خياركم فلا يستجاب لهم”.
رواه التّرمذي (٢١٦٩)، وأحمد (٢٣٣١٢).
إذًا لولا دعاؤكم المستجاب، الدعاء المستجاب -هذا- يلزمُ منه حتّى يُستجاب؛ أن يكون هنالك أمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر.
فالنّاس -والدّنيا كلّها- يعيشون ببركة الّذين يدعون، أو ببركة الّذين يأمرون وينهون، البشريّة قائمة ببركة اّلذين يتوسّلون إلى الله ويتضرعون إليه، ويسألونه بذلّ، أو ببركة من يأمر ومن ينهى .
ومن ها هنا وقع الخلاف بين أهل العلم حول حديث: “حتّى لا يقال في الأرض: اللهَ أو اللهُ.
فللقولين وجهان معتبران؛ ما دام النّاس يدعون الله -تعالى-، الله -عزّ وجلّ- يستجيب لهم، ولا يهلك البشريّة، نسأل الله -عزّ وجلّ- العفو والعافية.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
ما حكم تعلم المقامات، وهل يجوز للقارئ أن يقرأ بها بمقام معين؟
الجواب:
المقامات من الذي يُعلِّمُها؟
الذي يُسمى اليوم الموسيقار.
وفرق بين الموسيقار وبين المغني، المغني يُغني على سجيته والموسيقار يغني على علم -يتعلم-.
كان بعض إخواننا
موسيقاراً وهو يحضر معنا درس الخميس وأخبرني أن عنده مقامات وهذه المقامات موجودة من قديم، وهذه المقامات لها أسماء فهذا الأخ الذي ترك هذه المهنة وتاب إلى الله، قال: وأنا أُعلِّم الناس الغناء كان المشايخ يأتوني، لأنه في بعض الناس -يا الله لطفك يا ربنا عفوك- يبحث عن إمام لجمال صوته ويزيد في راتبه، بعض الأئمة في المرج يأخذ فوق الألف دينار هذا غير راتبه في الأوقاف وسبب هذا المبلغ أنه صاحب مقامات، يقرأ بمقامات يقرأ ويطرب، لما يقرأ يأتوه أصحاب الطرب والناس من كل مكان.
أصبح القرآن نسأل الله عز وجل العفو والعافية سلعة.
فأن تتعلم القراءات على المقامات هذا فساد وضلال وهذا صنيع أهل الباطل.
قال هذا الأخ يأتي حتى يتعلم المقام يأخذ العود ويبدأ يتعلم على المقام على العود، ويبدأ يقرأ القرآن على نفس المقام بالعود حتى يصل لحالة من الحالات أنه يقرأ القرآن بالمقام دون العود، هو يبدأ يقرأ القرآن بالعود ويبدأ يتدرب على المقام فيتعلم أول شيء في المقام بالعود، يعني يريد يتعلم المقام ذاته بعد ما يتعلم المقام ذاته يريد يتعلم المقام ويقرأ عليه القرآن وبعدها يفصل المقام، يبعد العود ويقرأ المقام دون العود، بهذه المراحل تصبح تقرأ القرآن على المقام. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
أخشى على من صنع هذا الردة.
نسأل الله العافية.
واحد له كتاب تنطح وزعم أن قراءة المقامات مباحة، وكان بعض إخواننا المشايخ يُلين القول في المقامات، وجرى كلام بين العبد الضعيف وبينه في موضوع اللين في المقامات، وزعم هذا الزاعم قال أنا أقول لك أتحداك هات لي قارئ من القُرّاء إلا وأعطيك المقام الذي يقرأ فيه، قال الشيخ الشريم يقرأ بمقام كذا، الشيخ السديس يقرأ بمقام كذا، المنشاوي يقرأ بمقام كذا، عبدالباسط يقرأ بمقام كذا.
إن وافقت قراءتك للقرآن دون أن تتكلف مقاماً فهذا أمر لا حرج فيه وهذا يُرخص فيه، أما أن تتقصد أن تقرأ المقام وأن تتعلم المقام فهذا ضلال.
بعض إخواننا وسيم تنظر لشكله تقول بارك الله ما شاء الله منظره جميل، وبعض الناس صوته جميل، الله عز وجل أعطى كُلاً منا شيئاً، بعض الناس ذكاءه جميل، بعض الناس لسانه جميل، بعض الناس خُلقه جميل، فبعض الناس صوته جميل فيقرأ قراءة مطربة كما كان يفعل أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه هذا لا حرج فيه، هذا ممدوح في الرجل، هذا الرجل الذي يقرأ القرآن والناس تحب قراءته لا حرج في ذلك، لكن أن تتقصد وأن تتعلم قراءة القرآن على المقام بالطريقة التي لا يَحْذَقُ الإنسان إلا بها من خلال هذا التعليم فهذا أمر مرذول مردود.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
إخواني، الأصلُ في الإقراء:
أولًا قِراءةُ القُرآن عِبادة، والعُلماء يفرّقونَ بينَ قِراءةِ القرآن عبادة، وبينَ المَجالسِ الّتي فيها تَعليم القُرآن.
إذا وُجدَ شيخٌ يُعلّم؛ فالقراءةُ بالإدَارةِ لا حرجَ فيها، والقِراءة بالإدارة: شيخٌ جالسٌ ويقرؤون -يعني: الطّلاب- بالتّناوب، كُلٌّ يقرأُ شيئًا من القرآن، والشّيخُ يُصوّب ويصَحّح.
وأمّا أن يجلسَ جمعٌ وليس بينَهم مُتقنٍ، ويتعبّدونَ الله بالقراءةِ، ولا يوجدُ من يُصوّبُ المخطئ؛ فهذه بدعةٌ أحدثها أهل الإسكندرية.
أوّلُ من أحدثَ هذه البدعة أهل الإسكندرية كما ذكر الطرطوشي في كتابه “الحوادث والبدع”.
عشرةٌ يجتمعون يقرؤون القُرآن، نقرأُ سورة الكهف، وكُلّ واحدٍ يقرأُ عشر آيات، والّذي يُخطئ لا نعرفُ أحدًا يُصوّب له.
أمّا أن يجتمعَ الطّلبة على المُدرّس وأن يُعلّمهم القُرآن؛ فَلا حَرج. والمسألةُ الظّاهرة في التّفريقِ بين التّعبد والتّعلم مَا يُسمّى بجمعِ القراءات.
فالشّيخ مُتمكّن، والله -سُبحانه- أكرمه بِأن يَعرف قراءاتِ القُرآن الكريم، فيجلسُ الطّالب عنده فيقرأ الآية الواحدة، وَيَجمَعُ في قراءتِه قراءة مجموعةٍ من القرّاء.
يقرأُ الآية على وجه، ثُمّ يقرأُ الآية على وجه، قراءة أُخرى ثمّ قراءة أُخرى.
فعل هذا في الصّلاة بدعة، لا يجوزُ لك وأنت تُصلّي أن تقرأ الآية ثُمّ تبدأ تقرؤها على عدّة قراءات في الصلاة.
أمّا بين يديّ الشّيخ فلا حرج أن تقرأها تعلّمًا؛ من أجل أن تُصبحَ مُتقنًا.
مثل قراءةِ القُرآن بصوتٍ واحد، نقرأُ القرآن مع بعضنا البعض -الآن-.
مثل أن نقرأ ياسين، كما يفعل النّاس قديمًا، وما زال بعض النّاس يقرؤونها في المقابر.
هذه القراءة ممنوعةٌ شرعًا تعبدا فهذه بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطان،
ما فعل ذلك النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
أما رجلٌ أعجمي، وبين يديه طلّابٌ أعاجم، فيقرؤون وهم صغار/ صبيان، يُلَقنون حتّى يتقنوا القرآن؛ فتستقيم ألسنتهم بقراءة القرآن، فيقرؤون بصوتٍ واحد، رخّصَ في ذلك بعض أهل العلم.
وهذا فرقٌ بين قراءة القرآن عبادة، وبين قراءة القرآن تعلّمًا.
فقراءة القُرآن تعلّمًا شيء -على أن يكون وسيلة-، وبين قراءة القرآن تعبًّدا.
فالأصل في القراءة بالإدارة أنها ليست صحيحة عبادة، و أمّا إذا كان بينهم مقرئ ومتقن فقرأَ النّاس أمام الشّيخ والشّيخ يصحّح لهم؛ فلا حرج في ذلك.✍️✍️
السؤال:
ما هي أهم التفاسير التي يجب أن يهتم بها طالب القرآن؟
الجواب:
لا أقول طالب القرآن فقط، بل كل مسلم الواجب عليه أن يفهم كتاب الله فهما جمليا، غير تفصيليا.
حتى لا تهجر القرآن تمرر القرآن مرة على قلبك، لك ختمة كل شهر، اقرأ تفسير موجز.
ومن أحسن التفاسير الموجزة تفسير شيخنا محمد نسيب الرفاعي، والذي مات قبل أن يراه، وطُبِع قريبًا من أسابيع، ووزعنا على إخواننا الحفظة، ولم أجد عندي إلا أربع نسخ، وأرجو الله أن يمن على من رزقه الله مالًا أن يطبع هذا التفسير، والطبع بأن يوزع بالمجان، ويوزع حيث يريد الطابع، ولكن أحب أن يقرأ هذا التفسير كل مسلم، وأن يكون في بيت كل مسلم، واسمه (التفسير الواضح على نهج السلف الصالح)، أصَّلَ فيه مذهب السلف في الأسماء والصفات، وصاغه بأسلوب بديع عجيب، وكان شيخنا محمد نسيب الرفاعي -رحمه الله- يحبه كثيرًا، فطالب العلم ينبغي أن يبدأ به، ثم يقرأ بعده (تفسير ابن كثير)، أو مختصر من مختصرات التفسير، وأحب أن يقرأ تفسير ابن كثير، ثم ينشغل بعده بتفسير له تعلق بتخصصه:
الفقيه: يقرأ تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن)، وقد امتن الله عليّ فقرأته قراءة دقيقة، ووضعت له فهرسة فقهية وهي منشورة.
والمحدث: يقرأ تفسير الطبري.
واللغوي: يقرأ تفسير البحر المحيط.
فأنت الآن أي تفسير تقرأ؟
تقرأ التفسير الذي يخص تخصصك، بعد أن تلمّ بالمعاني الإجمالية، فتقرأ ثلاثة أنواع من التفاسير:
1_ الموجز تلاوة؛ أي تقرأه مع التلاوة، فإذا كنت تقرأ الجزء في ثلث ساعة، فاقرأه في ساعة مع التفسير الموجز، في كل يوم اقرأ ساعة.
2_ المتوسط: يحتاج جلسة مذاكرة.
3_ المطوّل: يحتاج جلسة مذاكرة.
أحبائي كلنا طلبة علم وطلبة نجاة عند الله تعالى، ليست النجاة عند الله بحضور الدروس فقط، يوجد هناك مجال آخر في طلب العلم، غير الإملاء وغير الدرس، وهو المذاكرة؛ بأن يجتمع كل أربعة أو خمسة أشخاص يجتمعوا على تفسير ابن كثير ويقرأوا نصيبًا من هذا التفسير كل يوم، لختموه بسنة.
يقول غير واحد عن الشيخ محمد الإبراهيم بأنه قرأ تفسير الطبري في مجلس المذاكرة بعد الفجر، كل يوم بعد الفجر يقرأ شيئا منه، خلال عدة سنوات ختم تفسير الطبري.
فيا طلبة العلم احرصوا على مجالس المذاكرة فيما بينكم، يكن بينكم كتاب وتدارسونه فيما بينكم، وأحسن ما تبدؤون به تفسير كتاب الله، وأحسن التفاسير تفسير ابن كثير أو تفسير البغوي، تفسير متوسط نافع مبارك مفيد.
والله أعلم.✍️✍🏻
السؤال:
حكم مس المصحف للجُنُبِ والحائض، ما الراجح عندكم شيخنا؟
الجواب:
المسألة طويلة وكثيرة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر عليًّا بأن لا يمس المصحف وهو جُنُب.
الحديث في الحقيقة قائم على عمرو بن سلمة، وقد اختلط وعليه كلام وكلام كثير.
ويبقى في المسألة قوله تعالى: ﴿لا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرونَ﴾[الواقعة: ٧٩]، الضمير في يمس الظاهر في سياق الآيات إنه عائد إلى اللوح المحفوظ، ولا يمس اللوح المحفوظ إلا المطهرون.
نزع بعض أهل العلم أن قوله تعالى:﴿لا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرونَ﴾: هم الملائكة وهم مطهرون، وبالتالي ينبغي أن نتشبه بهم فقالوا لا يجوز مَس المصحف للحائض ولا للجُنُب، المسألة دقيقة تحتاج إلى شيء من تفصيل فمن منع جوَّزَ للحاجة هذه واحدة.
يعني: المرأة التي تتعلم واحتاجت أن تمس المصحف للقراءة في درسها، وهي تتعلم؛ فلا حرج في ذلك.
وقد صرَّح جمعٌ من علماء الحنفية والمالكية بجواز هذا حتى وهم يمنعون.
قراءة القرآن من غير مس لا حرج فيها، الإنسان إذا كان غير متوضأ وقرأ لا حرج في ذلك.
الجُنُب فيه خلاف.
وأصح ما ورد عند ابن المنذر عن جابر قال لا يمس القرآن إلا طاهر ، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يمس القرآن إلا طاهر”.
صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته ٧٧٨٠ وصححه الألباني.
المسألة لها حد، الحد الحاجة والضرورة فيها رخصة.
الورع والتقوى أن تبقى على طهارة، وأن تكون متوضئًا، إلا إن كنت تقرأ عن ظهر قلب؛ فالأمر فيه سعة بإذن الله تعالى.
أما الدليل المستنبط من القرآن الكريم، أو من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، لا يوجد ما يمنع من ذلك، لا يوجد دليل صحيح صريح في المنع.
والله تعالى أعلم.
السؤال:
السلام وعليكم ورحمة الله
شيخنا الشيخ مشهور حفظكم الله تعالى ورفع قدركم.
شيخنا بارك الله فيكم:
تراودني دائماً مشاعر الحزن والحسرة والألم أنني لم أحفظ القرآن في سن 8 سنوات أو 10 سنوات، فالآن أقلق على ما فات، وعندي همّ على ما سيأتي في جميع الأمور، بالنسبة لحفظ القرآن لا أدري كيف سأكون،
والذي زاد أكثر باب العجلة في الحفظ سبّب لي مشاكل وعدم الاطمئنان، شيخنا أنتم الحمد لله عندكم خبرة بهذه الأمور، لو تفضلتُم بنصيحة وافية تنفعوني بها، وأجعلها نصب عيني طوال مسيرة الحفظ إن شاء الله تعالى.
وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكم الله أخي الفاضل.
أولًا: أسأل الله رب العرش العظيم أن يطيل عمرك في الصالحات، وأن يمن علينا وعليك بالهداية والسداد والخير والرشاد، وأن يرزقنا وإياك حفظ القرآن وطلب العلم الشرعي.
القرآن يحتاج إلى شيء من تفرغ، ويحتاج إلى قيام، ويحتاج إلى مداومة وإدمان، وأحسن الحفظ حفظ الإدمان؛ وحفظ الإدمان أن تقرأ كل يوم خمسة أجزاء وعلى وجه الدوام، فإذا بقيت تحفظ وتقرأ هكذا فتدمن على حفظ القرآن ويصبح الحفظ حفظ إدمان، وتصبح منزلتك منزلة الحافظ عند الله عز وجل، أما الحفظ دون تعهّد ودون إدمان فتحفظ شيئا اليوم ثم تنساه غدًا وهكذا.
فنصيحتي لك أن تبقى مع القرآن تجلس ساعات طوال في أول النهار وآخر النهار، وإذا يسر الله لك قيام الليل فحسن، تثبيت القرآن يحتاج إلى قيام الليل.
وأرجو الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يجعلني وإياك من أئمة الهدى، وأن يجعلنا من المرضيين المقبولين عنده سبحانه وتعالى.
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
✍️✍️
السؤال:
شيخنا ما معنى قول أبي سعيد -رضي الله عنه- عن المعوذتين، قال: (لما نزلتا أخذ بهما النبي صلى الله عليه وسلم وترك ما سواهما.)
السؤال ما معنى ترك ما سواهما ؟
هل يفهم من هذا ترك الفاتحه مثلا وآية الكرسي أو ترك الأذكار النبوية الأخرى؟
الجواب:
أولاً الحديث صحيح والحديث عند الترمذي، فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الجان وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان؛ فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما).سنن الترمذي٢٠٥٨ وصححه الشيخ الألباني.
وفهم المراد لا بد من ذكر الحديث بتمامه.
فالحديث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الجان وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما.
فكان يتعوذ من الجان وعين الإنسان ثم ترك ما سواهما.
فالدلالة – بارك الله فيك- أن في المعوذتين غنية في الاستعاذة والتعوذ:
– من شر الإنس والجن
– وكذلك من كل مكروه.
– ومن شر ما خلق فكل شر يستعاذ به.
– وكذلك شر الغاسق إذا وقب: الليل الذي تنتشر فيه الشياطين.
– وكذلك الاستعاذة من شر النفوس الخبيثة.
– ومن شر حاسد إذا حسد.
– وشر النفاثات في العقد.
هذه نفوس شريرة كلها يتعوذ بها بالمعوذتين، وكان على هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ترك ما سواهما من الكلام مثل الرقية.
والأصل في الرقية:
١- إذا كانت بلغة عربية فصيحة.
٢- ولا تتحمل أوجه فيها خفاء ولا معاني فيها شرك.
٣- وليس فيها طلب استعانة من غير الله عز وجل، أو استعاذة بغير الله -عز وجل-، وكلماته.
الأصل فيها الحل.
وهذا يفيده الحديث، وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- : “اعرضوا عليه رقاكم”؛ فعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: “اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ “. مسلم٢٢٠٠
فالأصل الحل وليس الحرمة في هذا كله.
لكن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن نزلت المعوذتين ترك كل شيء إلا هذه الاستعاذة.
انظر إلى أبي سعيد الخدري والحديث في البخاري لما مر على قوم وكان فيهم سيد القوم لديغا فقرأ عليه الفاتحة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانُوا فِي سَفَرٍ، فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضِيفُوهُمْ، فَقَالُوا لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ رَاقٍ؟ فَإِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ لَدِيغٌ أَوْ مُصَابٌ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: نَعَمْ. فَأَتَاهُ، فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَبَرَأَ الرَّجُلُ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وَقَالَ: حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: “وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟” ثُمَّ قَالَ: “خُذُوا مِنْهُمْ، وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ”. البخاري٥٧٣٧ مسلم ٢٢٠١.
وفي رواية عند الترمذي قال: سبع مرات؛ فعن أبي سعيد الخدري قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية، فنزلنا بقوم فسألناهم القرى فلم يقرونا؛ فلدغ سيدهم؛ فأتونا فقالوا: هل فيكم من يرقي من العقرب؟ قلت: نعم: أنا، ولكن لا أرقيه حتى تعطونا غنما.
قال: فأنا أعطيكم ثلاثين شاة فقبلنا، فقرأت عليه (الحمد لله) سبع مرات؛ فبرأ وقبضنا الغنم.
قال: فعرض في أنفسنا منها شيء؛ فقلنا: لا تعجلوا حتى تأتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال: فلما قدمنا عليه ذكرت له الذي صنعت.
قال: “وما علمت أنها رقية”، اقبضوا الغنم واضربوا لي معكم بسهم”. سنن الترمذي٢٠٦٣ وصححه الألباني.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: وما أدراك أنها رقية؟ يعني كان باجتهاد منه.
فقوله -صلى الله عليه وسلم- وترك ما سواهما تعود إلى أول الحديث، وأول الحديث: كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت، فلما نزلت ترك ما سواهما.
أما الرقية بآية الكرسي والرقية بسورة الفاتحة: لا حرج فيه لأن هذا غير داخل في قول (وترك ما سواهما).
والله أعلم.
مداخلة الأخ المتصل:
الحقيقة أن الرقية وحال الرقاة يحتاج إلى مجلس خاص، لعلنا نؤجله إلى مرة نفرد الكلام عن الرقية والأسئلة عن الرقية، وخاصة أن بعض إخواننا توسع في هذا كثيرا وبعضهم ينكر.
الشيخ:
زارني أخ من جدة، وأخبرني أن له قناة، وأنه يعالج وأنه من مشاهير الرقاة في العالم، وسجل مجلسا حافلا بالفوائد، وهو موجود على النت فلو أنكم تسمعوه ستجدون فوائد حسنة -بإذن الله-.
✍️✍️