*السؤال: أخٌ يسأل فيقول: ما هي النصائح التي تقدِّمُها لمن أراد الحجَّ؟*
أنصحُ الحاجَّ بعدة نصائحَ:
أولًا: *أوصي الحاجَّ* أن يُخْلِصَ لله عزَّ وجلَّ، وأنْ يعلمَ أنَّ عبادته لا تُقبل إلا بالإخلاص والاتباع، وأن يُجَرِّدَ التوحيدَ لله، وأن يُعَظِّمَ اللهَ عزَّ وجلَّ، وأن يكونَ تعظيمُه لشعائرِ الله على وفْق وحي الله، قال تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم} الزخرف 43.
ولا يُعظِّمُ الحجارةَ لأنها حجارة.
فالدروس التي تؤخذ من الحج
مدارُها على أمرَيْن:
الأمر الأول: *التوحيد.*
ففي تلك الأماكن وُجد إبراهيم وكثير من الأنبياء.
ونفعل في الحج كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
*فمدار الحج على التوحيد* العرب في جاهليتها لما كانوا يُلبُّون، كانوا يقولون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك وما ملك.
فأبْطَل الإسلامُ هذا الأمرَ، وجعل شِعارَ الحجِّ التوحيدَ الخالِصَ، لا شريك لك، الحمد لك، النعمة لك، لبيك اللهم لبيك. لك الاستجابة، المرة تلو الأخرى.
*ومدار الحج على الاتباع* ولذا النبي صلى الله عليه وسلم لما حجَّ – كما ذُكر في حديث جابر بن عبد الله الطويل – قال صلى الله عليه وسلم في آخره: «لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ».
انظروا إلى الْحَجَر، كان عمرُ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ، وماذا يقول؟
لو لا أنِّي رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُقبِّلُك ما قَبَّلْتُك.
انظروا إلى الحجارة في الحجِّ، حجرٌ تُقَبِّلُه، وحَجَرٌ تَرْمِيه.
ما الذي جعلك ترمي هذا الحجر وتقبل ذاك؟
الاتباع؛ فلا مجال للعقل، وإنما أنت مُتَّبِعٌ للنبي صلى الله عليه وسلم.
*أنصح الحاج* أن يخلصَ التوبةَ إلى الله عزَّ وجلَّ، وأن يَبْتَعِدَ عنِ الذنوب، وأن يَحْرِصَ كُلَّ الْحِرْص على أنْ يَعُودَ مِن حَجِّهِ كَيْومِ ولَدَتْهُ أُمُّه، بأن يحرص على الحجِّ المبرور.
*والحجُّ المبرورُ لا يكونُ إلا بالاتباعِ والإخلاص،* والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ في صحيح حديثه:
«بر الحج إطعام الطعام ولين الكلام»
(الألباني، السلسلة الصحيحة 1264).
بِرُّ الحجِّ أن تُكْثِرَ من الإطعام.
هذا الاجتماعُ الكبيرُ للمسلمين موْسِمٌ يستفيد منه المُوفَّقُ، فالذي عنده قوَّةٌ يتصدَّقُ على الضعفاء بقُوَّتِه، والذي عنده مالٌ وطعامٌ يتصدَّق على الفقراء بماله، والذي عنده علمٌ يتصدَّق على المسلمين بتعليمهم ونُصْحِهم وإرشادهم.
فالواجب على الإنسان أنْ يجتهِدَ ليَصِلَ إلى الحجِّ المبرور، بأن يَحجَّ على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يتلَمَّس السُّنَّةَ في كل فعْلٍ من فعاله، وأن يَحجَّ بالمال الحلال.
*وأوصي الحاجَّ* أن يتحلَّلَ ممَّا عليه من حقوقٍ، إما بأن يرُدَّها إلى أصحابها، أو أنْ يطلبَ السماحَ منهم؛ لأنَّ حقَّ العبد في الشرع مُقَدَّمٌ على حقِّ الله سبحانه وتعالى.
*وأنصح الحاجَّ* أنْ يختارَ الرُّفْقَةَ الصالحة، وإن وجد في رفقته مرشدًا يعلمه أحكام دينه فهذا أمرٌ حسن، ويتعلم مِمَّن تعلَّم دينَ الله، ومِمَّن يتلمَّس الصوابَ في الأحكام، ومِمَّن هو على الجادَّة.
*وأنصح الحاجَّ* أن يَكْتُبَ وصِيَّتَه، فَحَقٌّ على كُلِّ مُؤْمِنٍ ألَّا يبيتَ ليلةً إلا ووصيَّتُه مكتوبة.
فمن أرادَ الحجَّ – ولا سيَّما مِمَّن عليه دَيْنٌ أو له حقوقٌ وعليه واجبات – فالأصل قبل سَفَرِه أن يكتبَ وصِيَّتَهُ.
*وأنصح الحاجَّ* أيضًا – بل هذا أمر واجب – ألَّا يُضَيِّعَ مَن يعولُ، أنْ يَتْرُكَ النَّفَقَةَ، وأَنْ يجهد على تمام الرعاية لأهله ومَنْ هُمْ تحتَ ولايته بأن يتركَ لهم المالَ، فقد ثبت أنَّ النبيَّ عليه الصلاة والسلام قال: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيِّعَ من يعول،كفى بالمرء إثما أن يضيع ما يقوت».
*يجهد الحاجُّ* أن يسافرَ يومَ الخميس، كما ثبت في صحيح البخاري عن كعب بن مالك قال: لقل ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج – أي في السفر – إلَّا يوم الخميس.
*ثم عليه أن يَعْرِفَ أذكارَ السَّفَر* وأن يُودِّعَ الناسَ بما ثبت في السُّنَّةِ بأن يقول للناسِ: أسْتَوْدِعُكُم اللهَ الذي لا تضيع ودائِعَه.
وهم ماذا يقولون له؟
نَسْتَوْدِعُ اللهَ دينَكَ وأمانتَكَ وخواتيم عَمَلِك، زوَّدَك اللهُ بالتقوى، وغفر ذنْبَك، ويسَّرَ لك الخير حيثُ كان.
هذه بعضُ الوصايا التي أُوصي بها إخواني الحجيج قبل انشغالهم بالسفر.
والله تعالى أعلم.
◀ محاضرة بعنوان الحج حكم وأحكام.
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor
• رابط الفتوى :
السؤال: أخٌ يسأل فيقول: ما هي النصائح التي تقدِّمُها لمن أراد الحجَّ؟