أقوم بتربية الحَمَام الذكور فقط، وأُطعمُها مرةً واحدةً في اليوم لكي تطير، وأحرمُها من التزاوج، وتسمى هذه الهواية (كشّ الحمام)، ما حُكم هذا العمل؟
الجواب:
رأى النبي ﷺ كما في سُنن أبي داود رجلاً يتّبعُ حمامة، فقال النبي ﷺ: “شيطانٌ يتّبعُ شيطانة” [صحيح أبي داود 4940]، هذا الحديث في سُنن أبي داود، وصحّحه شيخُنا –رحمه الله-.
اتّباع الحَمَام، والانشغال بالحَمَام قد يجعلُك تنظر إلى عورات البيوت، وعورات الناس، فتصعد على السطوح وتنظر وتفعل …، فهذا الباب ما منه فائدة.
تربية الحَمَام دون كشّ هذا أمرٌ لا حرَجَ فيه، يعني تضع له عشّا أو مكاناً ويتكاثر بطريقة صحيحة دون أن تعتدي بنظَركَ أو بغيره، ودون أن تلهو، ودون أن تعلّق قلبكَ فيه، هذا أمرٌ لا حرَجَ فيه، أما أن تنشغل بهذا ويكون هذا لك عمل فهذا أمرٌ فيه ما فيه.
والله تعالى أعلم.
مداخلة: شيخنا هل كشّ الحمام فيه سرقة ؟
الشيخ: سرقة طبعاً، هو أبلى الآفات أن تكشّ الحَمَام ليأتي لك الحَمَام بغيره، فإن جاءك بغيره مما لا يُملك فلا حرجَ فيه، وإما إن كان يُملك فهذا هو سرقة.
أخت تقول: ما هو الوجهُ الأمثل لبرّ الوالدة المريضة في الفراش بسبب جلطة دماغية بالنسبة لما يتعلق بالتمارين والعلاج، أم نتركها كما تريد دون تمارين وحركة، علماً أن لديها بيتاً وزوجاً وأطفالاً ؟
الجواب :-
كثيرٌ من النساء يغفلن أن معانتهن في الحمل والرضاعة والتربية -تربية الأولاد- طاعة من الطاعات، وبعد عُمر طويل هؤلاء الأولاد كلُ أعمالهم الصالحة في صحيفة الأب والأم ، فالواجبُ على الأم أن ترعى أولادها، لكن البرّ بالأم أمرٌ مهم جداً.
ماذا تصنع…؟
تستأنس برأي المعالج، فالمعالج يُرشدُها، وقد يختلف الأمر من صورة لصورة، ومن حالة لحالة ، فتستأنس بخبر المعالج-خبر الطبيب-وتفعل الأرفَقَ بالمريض، فإذا كان الأرفق بالمريض أن تعمل لها (مساج) وتمارين وما شابه فهذا أمرٌ حَسَن، وأنتِ يا أختي مأجورة في خدمتكِ لأولادِك وكذلك مأجورة -إن شاء الله تعالى- في برّكِ بأُمّك.
يخشون أنها لا تحتمل هذا العدد من التوائم و عليها خطر و قد سبق لها أن حملت توأمين ولم يحتمل جسمها فحصل الإسقاط فهل يجوز إسقاط أحد الأجنه حفاظا عليها وعلى حياة الباقين ؟
الجواب:
سألت بعض المتخصصين المتقدمين في تخصصهم في مسألة سبقت أن جائتني في الباب نفسه يقولون نُسقط الأضعف و الأقل إحتمالا للحياة و نحافظ على الإثنين ، فهذا الكلام فحصه يحتاج إلى الإستضائة برأي أهل العلم فقلت هل هذا ممكن؟
قالوا (أهل العلم) أن نقول فلان وهو حَمْل (جنين) في الأسابيع الأولى أضعف من غيره هذه خُرافة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان .
لا يمكننا أن نعرف أن فلانا هو الأضعف و أن فلان على وجه التحديد هو الأقل إحتمالا للحياة فالعلم عاجز عن هذا ولا يمكن للعلم أن يصنع ذلك .
فإذا هذه الأجنّه سقط منها شيء بقدر الله تعالى أو مات منها واحد أو ما شابه لا حرج أما أن نتخير و أن نشتهي و أن نقتل من نشاء الأصل فيه المنع.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٧، جمادى الآخرة، ١٤٤٠ هـ
٢٢ – ٢ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatwa/8327/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
أخ يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما صُلي عليه صلوا عليه فرادى، فكم استغرق ذلك من الوقت ؟
وكيف نوفق بين أمره بتعجيل دفن الميت، وبين فعل الصحابة بالصلاة عليه فرادى، حيث استغرق ذلك وقتاً طويلاً؟
الجواب:
النبي صلى الله عليه وسلم مكث يومين ما دفن (ما قُبر) حتى عيِّن أبو بكر الصديق.
والنبي صلى الله عليه وسلم حي ولا تأكله الأرض ولا يتأثر بخلاف سائر البشر.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” الأنْبياءُ أَحْياءٌ في قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ ” السلسلة الصحيحة 621.
فالأنبياء يحرم قدَراً بسنة الله في كونه أن تأكل الأرض أجساد الأنبياء.
ومع هذا فالعلماء استنبطوا قالوا : من السنة أن نتعجل في دفن الميت إلا في صور، وهذه الصور نادرة مثل واحد مات في سكتة قلبية، هل يسن أن نتعجل في دفنه أم ننتظر حتى نتيقن على وفاته؟
كثير من الناس يعامل معاملة الأموات وهو حي.
وأنا أعرف بعض الناس واحد يقول : دفنت وكفنت ووضعت في فستقية في القاهرة وأنا حي – طبعاً الفستقية مثل البناء يعني ما يدفن في التراب – قال فجاء أناس يسرقون كفن الأموات قال فقمت فأغمي عليهم قال فلبست ثيابهم وخرجت – وهو حي -.
فتأخير دفن الميت إذا كان الموت فجأة يسن تأخير دفن الميت.
وكذلك أهل العلم يقولون موت الإمام الأكبر، لا يدفن الإمام الأكبر حتى يبايع إمام بعده حتى لا يكون الناس في فوضى فلو أخرنا دفن الإمام الأكبر حتى يهيأ الأمر وهذا مستفاد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٧، جمادى الآخرة، ١٤٤٠ هـ
٢٢ – ٢ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatwa/8326/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
أخت تسأل عن حكم وضع البروتين الذي يوضع على الشعر من أجل إبقائه ناعماً مصففاً وهذه المادة بعد وضعها تغسل عن الشعر ويبقى ناعماً ، هل هذه الطبقة تمنع الوضوء ؟
الجواب :
إذا كان لها جِرم تحول بين الشعر وبين الماء – والظاهر أنها كذلك – فهذه المادة تمنع الوضوء ، وأما إذا كانت لوناً فهذه لا تمنع الوضوء ،وانظر مثلاً (الحناء) فالحناء لون وليس جِرم وللمرأة المتحنية أن تتوضأ ولا يؤثر وجود الحناء على أصابع يديها وقدميها على الوضوء .
وطلاء الأظافر ( المناكير ) له جِرم – فعندما تمسك شيء حاد وتحك المادة فإذا كان لون لا يُحك وإذا كان له جِرم يُحك ويسقط.
ويقال جِرم وليس جُرم، فالجُرم من الجريمة والجِرم الشيء المحسوس – والمناكير لها جرم فهذا الجِرم يمنع الوضوء .
فإمرأة متوضئة وضعت طلاء الأظافر (المناكير) ثم انتقض وضوؤها فالواجب عليها أن تزيل طلاء الأظافر (المناكير) ولا يجوز لها المسح عليها كالمسح على الخفين ولا يوجد عندنا في الشرع المسح على (المناكير) والواجب أن تزيله حتى يصح وضوؤها وإلا وضوؤها باطل .
وهذه المادة التي تضعه على شعرها أمر لا حرج فيه والمرأة أن تكون ذات دل وذات نعومة وتتزين لزوجها وأن لا يرى عورتها إلا زوجها هذا أمر حسن .
وفي الحديث { عن أبي هريرة: من كانَ لَهُ شَعرٌ فليُكرمْهُ } صحيح أبي داود 4163، وهذا في حق الرجال فواحد عنده شعر وشعره جميل فلو أنه اعتنى به فلا حرج فمن أراد أن يعتني بشعره من الرجال ينبغي أن يستره بالعمامة ولا يفعل شيئاً ويترك شيئاً.
سؤال من أحد الحضور :
هل زيت الزيتون له جِرم؟
الجواب:
زيت الزيتون ليس جِرم ويوصل الماء ولا حرج ، وكلام أخونا جزاه الله خير فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة. ورواه أحمد والترمذي أيضاً من طريق أبي سيد رضي الله عنه، والحديث صححه شيخنا الألباني رحمه الله بمجموع طرقه.
ومن أسباب تعمير الإنسان وتطويل عمره أكل الزيت والإدهان به، واليوم الأطباء عندما تذهب إليهم وتشكو لهم رفع الكولسترول يقولون لك اشرب زيت ، طبعاً النبي صلى الله عليه وسلم قال كلوا الزيت وادهنوا به .
الإدهان بالزيت يوجد خلايا في جسم الإنسان لا يمكن أن تبقى إلا بالإدهان بالزيت.
فلو تعمل بين الحين والحين حمام زيت من أعلى رأسك لأسفل قدميك هذا أمر حسن لك في الصحة وأمر حسن لك إذا استحضرت كلام النبي صلى الله عليه وسلم ( كلوا الزيت وادهنوا به ) فلك أجر.
يعني وأنت تأكل على الفطور الزيت والزعتر وتغمس الزيت وأنت ناوي الحديث ( كلو الزيت وادهنوا به ) لك أجر وأنت تمتثل قول النبي صلى الله عليه وسلم.
طبعاً الزيت والزعتر كان يأكله الصحابة وكان سلمان الفارسي في دمشق فجاءه أضياف فأتاهم بزيت وكان عنده كسرة خبز وكان زاهداً وبلل الخبز بالماء لأنه جاف ، فقال له أضيافه نريد زعتراً فنظر فوجد إناء عنده في البيت فأخذه معه إلى البقالة فرهن الإناء وأتى بزعتر فقدمه إليهم فأكلوا ، فلما فرغوا من الأكل وشبعوا قال لهم سلمان : نهينا عن التكلف ، يعني أتيتكم بزعتر والتكلف هذا منهي عنه .
لذا كان آباؤنا وأجدادنا والكبار منا أدرك هذا بالآباء كان إذا جاءه ضيف يجود بالموجود ولا يتكلف ،فلما تكلف الناس وأصبحوا اليوم لا يأكلون ولا يقدمون إلا أطايب الطعام وأعلى أنواع الطعام تركوا سنة الإطعام { أَيُّها الناسُ أَفْشُوا السلامَ، وأَطْعِمُوا الطعامَ، وصَلُّوا والناسُ نِيامٌ، تَدْخُلوا الجنةَ بسَلامٍ } سنن الترمذي ٢٤٨٥ ، صحيح.
الأصل أن تطعم الموجود وهذه سنة أتمنى أن أفعلها أنا أقول أتمنى ، يعني أقول لأخينا الضيف سآتيك بالموجود،لكن هو(الضيف) تعود أن لا يأكل إلا الطعام النفيس وبالتالي هذه سنة أصبحت للأسف مهجورة من قبل المُطعم ومن قبل الذي يأكل ومن الطرفين سنة مهجورة وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٧، جمادى الآخرة، ١٤٤٠ هـ
٢٢ – ٢ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatwa/8325/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
من كذب بالحلم من أجل الإصلاح بين اثنين مع العلم أن المشكلة مستعجلة والإصلاح صعب إلا بهذه الطريقة، أي قالت رؤيا لم تراها ؟
الجواب:-
يحرم شرعا ذلك.
يجوز لك أن تكذب في كلامك للإصلاح بين الناس، أما في المنام فلا .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول “مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَلَ “.
رواه البخاري (7042)من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ
من أفرى الفرى أن تزعم أنك رأيت مناما والمنام كذب.
فبعض الناس يتكثر ويكذب في المنام وهذا من أفرى الفرى ،من أكذب الكذب.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أما في المعاريض ما يكفي المسلم الكذب. صححه شيخنا الألباني، وقال عمرو بن الحصين: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب. رواه البخاري في الأدب وصححه شيخنا الألباني.
يعني تريد أن تتوسع في الكلام وتتجوز فيه و لا تكذب كذبا صريحا إن دعت حاجة، فالمعاريض تغنيك عن الكذب، وفي الإصلاح بين الناس ولا سيما إصلاح الزوج مع زوجته فله أن يكذب على أن لا يضيع حقا.
وهنا مضطرين نقول كلمة وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله فالشرع يقول لك اكذب لتصلح بين الناس، فما هو حال الذي يكذب ليفسد بين الناس، بعض الناس يكذب ويختلق الكذب حتى يوقع الفساد بين الناس، مع أن الشرع يُجوز لك أن تكذب حتى تصلح بين الناس، فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله ،وهذه هي النميمة وإلى الله المشتكى.
والله تعالى اعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٧، جمادى الآخرة، ١٤٤٠ هـ
٢٢ – ٢ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatwa/8324/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
إذا كان يوجد أكثر من جِنازة: نساء ورجال وأطفال، وكان للمرأة فضل في العلم أكثر من الرجل، فهل تُقدم المرأة على الرجل عندما أُصلي عليهم؟
الجواب: لو امرأة صالحة وحافظة للقرآن، وزوجها دونها في العلم والصلاح، وصلوا جماعة؛ فمن الذي يؤم؟ الرجل أم المرأة؟
الرجل.
هناك أصوات اليوم من جماعة موجودة في أمريكا يسمون ((بالبلاليّين))، يصلى الرجل بجانب المرأة، وقد تؤم بالرجال النساء، ورأيت في بعض مساجد أمريكا بعض النساء تصعد المنبر فتخطب ثم تنزل وتصلي بالرجال!
هذا مشروع أم ممنوع؟
هذا ممنوع.
لأن الصحابة رضي الله عنهم ما عُرف عنهم أبداً أن امرأة أمّتهم.
هل النساء لهن أن يؤم بعضهن بعضاً؟
نعم.
الإمام محمد بن جرير الطبري يقول: في قيام الليل يجوز للمرأة أن تؤم الرجل ((الزوج)) وتؤم به من الخلف لا من الأمام، تقف خلفه وتؤم به، وهذا الكلام شاذ وليس بكلام صحيح.
الصحيح أن الرجل هو الذي يؤم المرأة، وبالجنازة كذلك.
هل يلزم من تأخُّر مكان النساء في الجنازة أن الرجل أفضل منها؟
يعنى أن الأصل في الإمام إذا جاؤوا له بجنازات رجال ونساء يُقدم إليه من الرجال أكثرهم حفظاً للقرآن.
طيب النساء؟
يُقدم بعد الرجال إليه أكثرهن صلاحا وحفظا للقرآن، ولكن الرجل هو الذي يتقدم والمرأة لا يجوز أن تتقدم جنازتها على الرجال.
هل تأخرها في مقامها إن صُليَ عليها يلزم منه أن يكون الرجل هو أفضل منها؟
لا. «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ » والمرأة قد تفوق الرجل في العلم.
كان الرجال قبل أكثر من مئة سنة فقط في المغرب العربي وكان هناك فقيهة تُسمى ((وقاية))، وكانت في ليبيا، فكان إذا أعياهم مسألة رجعوا إليها وكانوا يقولون: “عِصابة وقاية أحب إلينا من عِمامة الرجال”، لأنها أكثر منهم علما.
والعلم في النساء والرجال سيان.
وأول ما يُراد بقول النبي ﷺ عند أبي داود: (إنما النساء شقائق الرجال)
السلسلة الصحيحة٢٨٦٣ .
فالنساء مثل الرجال تماماً في العلم.
لذا كِبار علمائنا رحمهم الله تعالى لهم شيخات، ودرسوا على نساء، بالضوابط الشرعية المرعية المعروفة.
أخ يسأل هل هذه الألعاب الجديدة البلياردو وغيرها على الهواتف الذكية حرام؟
الجواب:
كيف يكون لعب البلياردو على الهاتف؟
أنا لا أدري.
البلياردو لعبة معروفة تُلعب على الطاولة، وفيها كَرَات، وهذه الكرات تدخل في مكان معين بضرب بعصا معينة.
وهذه عند علمائنا يعتريها أمرين، أمرٌ إيجابي وأمرٌ سلبي .
الأمر الإيجابي: المشي.
يقولون من يلعب البلياردو وهو قائم يمشي مشيا كثيرا ، يعني وهو يلعب يمشي مشياً كثيراً، والمشي محمود.
عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “عليكُم بالنَّسلانِ”.
الألباني (١٤٢٠ هـ)، السلسلة الصحيحة ٤٦٥ • صحيح على شرط مسلم .
والنسلان المشي ، والمشي محمود.
ثم فيها لهو ، إدخال كرة في مكان معين ،ككرة القدم وما شابه هذه مهارة لا تفيد الأمة، ولا تفيد الناس .
ولذا المعاصرون ممن تعرَّض منهم للعبة البلياردو يقولون البلياردو مكروهة.
فلا نستطيع أن ننزع كل الحسنات عنها وعن كرة القدم كذلك.
وتكلمنا عن كرة القدم في هذا المجلس مرات، وفصلنا فيها تفصيلا طويلا .
لكن البلياردو يقولون مكروهة ، لكن كيف تمشي المشي الطويل وأنت تستلقي على ظهرك ! وأنت جالس تلعب على البلياردو بواسطة الجهاز الخلوي ، هذه الألعاب الأصل فيها الكراهة .
فالنبي صل الله عليه وسلم يقول: ( كلُّ لهوٍ باطلٌ ليسَ من اللَّهوِ محمودًا إلّا ثلاثةٌ: تأديبُ الرَّجلِ فرسَهُ، وملاعبتُهُ أَهلَهُ، ورميُهُ بقوسِهِ فإنَّهنَّ من الحقِّ ) .
الألباني (١٤٢٠ هـ)، فقه السيرة ٢١١
قال أهل العلم اللهو ها هنا محمود بالنظر إلى عاقبته، ملاعبة الأهل تولد عمل صالح وولد صالح، ورمي القوس تلقح البدن على الجهاد ، وركوب الفرس يقويك على الجهاد.
فاللهو له حظ للنفس ، لكن العاقل ينظر إلى مآل الأمر.
فهذه الألعاب التي على الجوال تتعب العينين، وتصرف القوة العقلية الذهنيه عند الناس .
لاحظ اليوم الذين يلعبون شدة، ويسهرون سهرات طويلة، ويلعبون شدة ، يصرف طاقة ذهنية كبيرة في هذه اللعبة ، فإذا رجع إلى البيت لا يطيق أن يتابع شيئا ، ولا أن ينصح ولداً ولابنتاً ، ولا أن يحل مشكلة ، كل طاقه الذهنية صرفها في موضوع الشدة ، لذا الذين يلعبون الشدة أكثرُ الناس سلبيةً وبعداً عن قيامهم بمهامهم التي أوجبها الله تعالى عليهم .
لذا الألعاب المشروعة ركوب الفرس ، وضرب الرمح ، أو السيف أو ملاعبة الأهل ، يعني تُلاعب أهلك، هذه كلها محمودة بالنظر إلى عواقبها.
أخٌ يسأل يقول أنا إمامٌ في مُصلّى صار عندي شك في صلاة العشاء هل صليت ثلاث ركعات أم أربع؟
الجواب:
من شك في الصلاة أو الطواف؛ ماذا يفعل؟
الإجابة:
يبني على الأقل، وأنت تطوف شككت في أنك قد طفتَ ستة أو سبعة؛ تقول: ستة.
وأنت تصلي العشاء شككتَ في أنك صليتَ ثلاث أم أربع؛ تقول صليت ثلاث.
تكملة السؤال :
يقول هل صليت ثلاث أو أربع ركعات ثم قمت إلى الخامسة على أنها الرابعة وبعد أن قمتُ واعتليتُ قائماً؛ سَبَّح المصلون، فَلَم ألتفِت إليهم وأتممتُ الركعة ثم سجدتُ للسهو، فماذا عليَّ؟
وهل المأموم إذا كان على يقين بأني زِدتُ ركعة خامسة، فهل له أن يتشهد ولا يأتي بـالخامسة مع الإمام، أم يتبع الإمام في الصلاة حتى التسليم مع الإمام؟ نرجو التفصيل والتأصيل في المسألة، لأنه يوجد في مصلانا عوام كثر، وتكثر الأسئلة على الصلاة هل هي بطُلَت أم لا، جزاك الله خيرا؟
الجواب:
أولاً بارك الله فيكم، صلاة العشاء أربع ركعات، وأنت شككتَ أنك صليت أربع أو ثلاث وبنيتَ على اليقين وحسبتَ الأقل وقمتَ تصلي الرابعة، ثم تبين لك بعد أن قمتَ أنك تصلي خامسة.
أنت لك صورة والمأمومون لهم صورة، أنت تبقى على يقينك، فإن تبين لك اليقين أنك صليت أربع ركعات؛ ترجع فتجلس ثم تسجد للسهو بسبب الزيادة التي كانت.
قد يسأل أو قد يقول قائل:
النبي ﷺ صلَّى خمس ركعات، قام للخامسة وقام معه الأصحاب، وسجد النبي ﷺ لـلسهو.
حديث أبي هريرة :((في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظُّهْرَ خَمْسًا فَقِيلَ لَهُ: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّم))َ.
وجّه ذلك الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” بقوله: في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان محتَمَل أن تزيد الركعات، وأن الله عز وجل أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة قد زادت، فـالواجب على الناس أن يتابعوه، وأما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فـالركعات أربع، وليست الركعات خمس، حتى قال الأوزاعي وغيره : قال يأخذه بيده ويُجلِسه إن كان قد قام لِـيصلي الخامسة.
لكن إن كان الإمام فقيهاً، وأنت تَعلم أن الإمام فقيه؛ فلعلّ الإمام مثلاً في ركعة من الركعات السرية التي يقرأ فيها في الثالثة أو الرابعة؛ بدل من أن يقرأ الفاتحة؛ لعله قرأ الصلاة الابراهيمية.
يعني دعنا من المسألة ولنبحث مسألة أخرى.
إمام صلى العشاء أربع ركعات ثم تيقن أنه في الرابعة لم يقرأ الفاتحة، بعد أن ركع وإنما قرأ الصلاة الإبراهيمية سهواً وخطأً، فماذا عليه أن يفعل؟
الإجابة: يأتي بخامسة.
لذا العلماء يقولون:
إذا كان الإمام مجتهداً أو كان طالب علم؛ فعلى المأمومين أن يتابعوا الإمام، وسجود السهو يجبر الخطأ، فالمأموم يتابع الإمام كيفما كان، والإمام إن قام للخامسة ثم تيقن أنها خامسة؛ عليه ان يَرجع.
أمَّا لو قام للثالثة وقد نسيَّ التشهد الأوسط فقام؛ فحينئذ لا يحل له أن يرجِع، وقد روى الترمذي وغيره عن هلال بن علاثة قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة، فلما صلى ركعتين قام ولم يجلس، فسبح به من خلفه فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ من صلاته سلم، وسجد سجدتي السهو، وقال: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم. صححه الألباني (٣٦٥).
لماذا سَبَّح به الناس؟
حتى يُجلِسوه، وهذا فقهٌ دقيق وينبغي للإمام أن يعرفه، فإذا رأى الإمام وسمِع من الناس لُجَّةً وتسبيحاً؛ فينبغي أن يُسبِّح بهم، ففي رواية للترمذي: قال الراوي فـسبَّحوا به، لأنه قام للثالثة دون أن يجلس لـلتشهد الأوسط، قال: فَـسَبَّحَ بهم.
إذا رأى الإمام لُجَّة عند الناس وهو يعرِف ماذا يصنع (أي أنه فقيه)، فالناس إن سبَّحوا به؛ فهو يُسبِّح بهم.
ما معنى تسبيح المغيرة بالناس؟
الإجابة:
أي أنه يقول لهم أنا لا يحل لي أن أجلِس وأنتم قوموا.
فإذا قام للثالثة ظانّاً منه أنها ثانية، وسبَّح به الناس ثم تيقن أنها ثالثة؛ فلا يحلّ له أن يعود، هذا هو القول الراجح.
ففي الرواية :”فلَم يستتم قائما فليجلس”. أي دون أن يقِف.
(المالكية) رحمهم الله تعالى يقولون:
إذا كان أقرب للقيام يقوم، وإذا كان أقرب للجلوس يجلس.
لكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
“فلَم يستتم قائما فليجلس”، فإذا لم تقف فلك ان ترجع.
هنا مسألة مهمة، ونحتاج إلى بيانها، وهي:
إمام يصلي بالناس فقام من الأوسط للثالثة -وهو يَعرِف حكم المسألة-، وسَبَّح به الناس وهو لا يدرِك الأمور إدراكاً حسناً، فإن جلس جلس خطأ؛ فالراجح من أقوال أهل العلم أن صلاته لا تبطل.
من الذي تبطل صلاته؟
هو الذي يرجع متعمداً.
يعني يمكن الإمام أن يرجع خطأ، كما قام للثالثة خطأ؛ يمكِن أن يَرجع خطأ، فإذا رجع الإمام من الثالثة (رجع من القيام إلى الجلوس خطأً)؛ فحينئذ لا نقول ببطلان الصلاة.
اليوم التعالُم كثير، اليوم بمجرد أن يقوم الإمام للثالثة ثم يُسبِّح به بعض الناس؛ فيرجع ويَجلِس، فتسمع بعض المأمومين يقولون: الصلاة بَطُلت، أعيدوا الصلاة، هذا الكلام ما أنزل الله به من سلطان.
فالإمام محتمَل أنه يَجلس خطأ (يعني يَنزِل خطأً وما يتقصَّد ويتعمَّد أن تبطُل صلاته)، فإذا نَزَلَ وجلسَ خطأً؛ فصلاته صحيحة.
مداخلة :
إذا قرأ الإمام في الرابعة الصلاة الإبراهيمية، الآن صلاة الإمام خطأ، هل على المأموم أن يأتي بالخامسة؟
أجاب الشيخ:
نعم يأتي بالخامسة، فإذا تبين أن الإمام كان مخطئاً؛ فيُجبَر الأمر بالسهو.