حكم تهنئة النصارى بأعيادهم

حكم تهنئة النصارى بأعيادهم
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان –حفظه الله-
نتحدث عن حكم تهنئة النصارى في أعيادهم ربطاً بهذا الحكم بالوقت الذي يَلزم وهذا جزء من فقه الواقع المحمود ، أن نفهم ما يلزمنا من أحكام واقعنا وما يلزمنا وفي أوقاتنا التي نعيش.
فأقول وبه سبحانه وتعالى أصول وأجول :
دلّ الكتاب والسنه وآثار السلف وأقوال الأئمة المحرِرين المحققين من أئمه الهدى والمعقول والنظر الصحيح على حُرمة تهنئه المسلمين النصارى بأعيادهم ، ذلك أن من مقاصد الشريعة الأصلية ألّا يتشبه المسلم بالكافر ، و ألّا يتشبه المسلم بأهل الكتاب، و ألّا يتشبه المتقي بالفاجر ، و ألّا يتشبه الإنسان بالدواب أجلكم الله ، و ألّا يتشبه الذكر بالأنثى، وألّا تتشبه الانثى بالذكر.
جاءت الشريعة في كثير من أحكامها لتحقيق هذه المقاصد الكلية ، والعيد له صلة بالعقيدة ، والعيد سمي عيدًا لعوده، يعود دومًا.
ولذا قال غيرُ واحدٍ من التابعين في تفسير قول الله جل وعلا ((وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)) سورة الفرقان: (72) أي أعياد المشركين.
صح ذلك فيما أسنده الخَلال في جامعه وأبو الشيخ في شروط أهل الذمة عن مجاهد والضحّاك والربيع ابن أنس ، كلهم قالوا في تفسير ((وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)): أعياد المشركين.
أخرج الخَلّال في جامعه عن محمد ابن سيرين -رحمه الله- أنه قال عن الزور هو الشعانين؛ والشعانين كما هو معلوم عيد من أعياد النصارى.
وثبت في سنن أبي داوود وغيره بسنده إلى ثابت ابن ضحّاك قال: أنه نذرَ رجلٌ على عهدِ النبيِّ ﷺ أن يَنْحَرَ بِبُوانَةَ فأَتى رسولَ اللهِ ﷺ فقال إني نذرتُ أن أَنْحَرَ بِبُوانَةَ فقال لهُ رسولُ اللهِ ﷺ هل كان فيها وَثَنٌ من أوثانِ الجاهليةِ يُعبدُ قال لا قال فهل كان فيها عيدٌ من أعيادِهم قال لا فقال رسولُ اللهِ ﷺ أَوْفِ لِنَذْرِكَ فإنهُ لا وفاءَ بنذْرٍ في معصيةِ اللهِ ولا في قطيعةِ رَحِمٍ ولا فيما لا يَملكُ ابنُ آدمَ.
الألباني (١٤٢٠ هـ)، السلسلة الصحيحة ٦/٨٧٤ ، إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين، أخرجه أبو داود (٣٣١٣)، والطبراني (٢/٧٦) (١٣٤١)، والبيهقي (٢٠٦٣٤) باختلاف يسير.
فبمجرد أن يقع نذر في مكان كان المشركون في جاهليتهم يجتمعون فيه للعيد جعله النبي صلى الله عليه وسلم معصيه وقرَنه بالمكان الذي فيه الصنم الذي يُعبد من دون الله سبحانه وتعالى.
ولذا لما صالح عمر أهل الكتاب اشترط عليهم ألا يُظهروا أعيادهم بين المسلمين وأن يجعلوا ذلك في دورهم ولا يبرزون بها .
وقد صَحَ عنه فيما أخرجه البيهقي بسننه الكبرى أنه كان يقول : لا تعلَّموا رطانةَ الأعاجِمِ ، ولا تدخلوا على المشركينَ في كنائِسِهم يومَ عيدِهم ، فإنَّ السُّخطةَ تنزِلُ عليهِم.
الراوي : عطاء بن دينار | المحدث : ابن تيمية | المصدر : اقتضاء الصراط المستقيم، الصفحة أو الرقم : 1/511 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
فسخط الله ينزل عليهم في حق من ذهب للفرجة، فما بالكم فيمن ذهب ليحتفل أو ليهنئ أو ليسهر في كنيسة من الكنائس ، فلا يصنع ذلك إلا من كان في قلبه مرض شديد ويُخشى على مآله، بل يُخشى على دينه في حاله .
وثبت عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو قال : من بنَى ببلادِ الأعاجمِ ، فصنع نَيروزَهم ومهرجانَهم ، وتشبَّهَ بهم حتَّى يموتَ وهو كذلك ، حُشِرَ معهم يومَ القيامةِ.
الراوي : أبو المغيرة | المحدث : ابن تيمية | المصدر : اقتضاء الصراط المستقيم
الصفحة أو الرقم : 1/513 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح. والنيروز والمهرجان عيدان من أعياد الفرس.
كيف لا وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلـم قال: ((يُحشر المرء مع من أحب)).
بل ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنـه قال : لو ان أحدكم عبد الله أربعين سنه بين الركن والمقام – بين الركن اليماني ومقام إبراهيم ولا يكون بينهم إلا الحجر الأسود – ما حُشر إلا مع من احب .
وقد ثبت عند أحمد بالمسند وعند أبي داوود في السنن من حديت عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول صلى الله عليه وسلم : من تَشبه بقوم فهو منهم.
الألباني (١٤٢٠ هـ)، إرواء الغليل ١٢٦٩.صحيح. أخرجه أبو داود (٤٠٣١) .
وفي بعض روايات الحديث ليس منا من تشبه بغيرنا؛ ليس على سَنَنا ولا على منهجنا ولا على طريقتنا من تشبه بغيرنا .
وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن نُخالف المشركين فقال: خالفوا المشركين. عن عبدالله بن خالِفُوا المشْركينَ وفِّرُوا اللِّحى وأحْفُوا الشوارِبَ. الألباني (١٤٢٠ هـ)، غاية المرام ١٠٨ .صحيح . أخرجه البخاري (٥٨٩٢) واللفظ له، ومسلم (٢٥٩).
فمن مقاصد الشريعة أن يُخالف المسلمين المشركين ، وأن يُخالف المسلمين أهل الكتاب بل من مقاصد الشريعة أنها لا تُسوي بين المؤمن والفاجر وبين المصلح والمفسد.
ولذا علمائنا -رحمهم الله تعالى- يقررون بناء على هذه النصوص من كلام ربهم وحديث نبينا صلى الله عليه وسلم وأقوال التابعيين أن الاحتفال بأعياد المشركين عامة وبأعياد أهل الكتاب خاصة، بأعياد اليهود والنصارى خاصة حرام بل هو كبيرةٌ من الكبائر .
النصارى يعتقدون أن عيسى ابن الله، وأن هذا ميلاد عيسى- بزعمهم- وأن الله قد وَلد الرب وهذا يستلزم أن يلحقوا النقص بربهم، فإن لربهم شهوة وهو عاجز ويحتاج إلى ولد ؛؛ فالولد إنما يحبه الإنسان ليحفظ اسمه ورسمه ويبقى من بعده.
فلما تهنئوا النصارى بعيد ميلاد ربهم فكأنك تقرِّهم بمعتقدهم الفاسد والنجس الذي في قلوبهم، ومن صنع ذلك فقد ارتكب اكبر الكبائر .
ورحم الله ابن القيم فإنه قال في الجزء الأول من كتابه أحكام أهل الذمة وهو يتكلم عن حكم تهنئه الكفار وأهل الكتاب بأعيادهم:
((وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرامٌ بالاتفاق، مثل أن يهنِّئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيدٌ مباركٌ عليك، أو تَهنأ بهذا العيد، ونحوه، فهذا إن سَلِم قائلُه من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يُهنِّئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشدُّ مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثيرٌ ممن لا قدْرَ للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قُبحَ ما فعل.
فمن هنَّأ عبدًا بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كفرٍ فقد تعرَّض لمقتِ الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنَّبون تهنئةَ الظَّلمَة بالولايات، وتهنئةَ الجهَّال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء، تجنبًا لمقت الله وسقوطهم من عينه.
حرام باتفاق أهل العلم : أي أهل العلم المعتبرين، وأما من شذّ فناكد ، فدجّل و مارى و ميّع فهذا ليس له لا في العير ولا في النفير ، ليس له ذكر ، وسنجد بين من هو محسوب لا أقول على المسلمين إنما أقول من هو محسوب على المفكرين -زعموا- أو على أصحاب الفكر المستنير أو من هو محسوب على العلم والعلماء سنجد منهم من يقول بالجواز، و ما هذا والعياذ بالله إلا مظهر من مظاهر الانهزام النفسي الموجود عند بعض الناس ، همهم أن يسوّغوا الحرام ليماروا غيرهم.
إذا لا يجوز أن نهنئ النصارى بعيدهم ، ولا يفعل ذلك إلا من لا قدر للدين عنده ، إلا جريء على باطل ، إلا من لا يعظم أوامر الله عز وجل .
هنالك مظاهر للاحتفال بمشابهة النصارى في احتفالاتهم من هذه المظاهر ما يوجد عند فقراء المسلمين، فضلا عن أغنيائهم فيما يســــــــــــــــمى بخميس البيض -صَبغ البيض- هذا للأسف يُفعل الآن من قبل المسلمين .
يقول شيخ الإسلام في مختصر الفتاوى المصرية:
((وليس لأهلِ الذمةِ إظهارُ شيءٍ من شعائرِ دينِهم في ديارِ المسلمِينَ، لا في أوقاتِ الاستسقاءِ، ولا في وقتِ مجيءِ النوائبِ، وإظهارِ التوراةِ، ولا يرفعونَ أصواتَهم بالقراءةِ، وعلى وليِّ الأمرِ منعُهم من ذلك.
وليس الخميسُ من أعيادِ المسلمِينَ؛ بل من أعيادِ النصارى، كعيدِ الميلادِ، وعيدِ الغِطاسِ؛ لكلِّ أُمَّةٍ عيد كما لكل أُمَّةٍ قِبْلةٌ.
وليس لأهلِ الذمةِ أن يُظهروا أعيادَهم في بلادِ المسلمِينَ، وليس للمسلمِينَ أن يُعينوهم على أعيادِهم، لا ببيعِ ما يستعينونَ به على عيدِهم، ولا بإجارةِ دوابِّهم ليركبوها في عيدِهم؛ لأن أعيادَهم مما حرَّمَه اللهُ ورسولُه؛ لما فيها من الكفرِ والفسوقِ والعصيانِ.
وأما إذا فعَل المسلمونَ معهم أعيادَهم؛ مثلُ: صنعِ بيضٍ، وتحميرِ دوابِّهم بِمَغَرةٍ وبخورٍ، وإنفاقٍ وعملِ طعامٍ؛ فهذا أظهرُ من أن يحتاجَ إلى سؤالٍ؛ بل قد نصَّ طائفةٌ من العُلَماءِ من أصحابِ أبي حنيفةَ ومالكٍ على كفرِ مَن يفعلُ ذلك، وقال بعضُهم: من ذبَح بطيخةً في عيدِهم؛ كأنما ذبَح خنزيرًا.
ولو تشَبَّه الرجلُ منهم في العادات المختصةِ بهم لنُهِي عن ذلك باتِّفاقِ العلماءِ، وإن كان ذلك جائزًا إذا لم يكُنْ من شعائرِهم؛ مثلُ: لباسِ الأصفرِ ونحوِه، فإن هذا جائزٌ في الأصلِ؛ لكن لما صار مِن شعائرِ الكفرِ؛ لم يجُزْ لأحدٍ أن يلبَسَ عمامةً صفراءَ أو زرقاءَ؛ مع كونِ ذلك من لباسِهم الذي يمتازونَ به، فكيفَ بمَن يشارِكُهم في عاداتِهم وشعائرِ دينِهم؟!بل ليس لأحدٍ من المسلمِينَ أن يخُصَّ مواسِمَهم بشيءٍ مما يخُصُّونَها به، فليس للمسلمِ أن يخصَّ خميسَهم الحقيرَ لا بتجديدِ طعامٍ؛ كالرزِّ، والعَدَسِ، والبيضِ المصبوغِ، وغيرِ ذلك، ولا بتجمُّلٍ بالثيابِ، ولا بصبغِ دوابَّ، ولا بنشرِ ثيابٍ، ولا غيرِ ذلك، ومن فعل ذلك على وجهِ التبركِ به واعتقادِ التبررِ به؛ فإنه يُعرَّفُ دينَ الإسلامِ، وأن هذا ليس منه؛ ويُسْتتابُ منه، فإن تابَ وإلا قُتِل.
وليس لأحدٍ أن يجيبَ دعوةَ مسلمٍ يحدِّد في أعيادِهم مثلَ هذه الأطعمةِ، ولا يأكلَ من ذلك؛ بل لو ذبحوا هم في أعيادِهم شيئًا لأنفُسِهم؛ ففي جوازِ أكلِ المسلمِ لذلك نزاعٌ بينَ العلماءِ؛ لكونِهم على وجهِ القربات، فصار من جنسِ ما ذُبِح على النُّصُبِ وما أُهِلَّ به لغيرِ اللهِ.
وأما ذبحُ المسلمِ لنفْسِه في أعيادِهم على وجهِ)).
إذا لا يجوز مشاركة النصارى بأعيادهم باي طريقة من الطرق .

↩ رابط الفتوى:

حكم تهنئة النصارى بأعيادهم

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال : هل يستطيع طالب العلم قراءة كتب العقائد بمفرده؟

السؤال :
هل يستطيع طالب العلم قراءة كتب العقائد بمفرده؟

الجواب :
نعم ، بعد أن يأخذ أصول العقائد من عالم من علماء أهل السنة .
إخواني العلم كان في الصدور ، ثم نُقل إلى بطون الكتب ، فأصبحت مفاتيحه في صدور الرجال ، طالب العلم من غير الممكن أن يتعلم كل شيء من الشيخ ، طالب العلم يتعلم الكليات من الشيخ ، ثم هو يحتاج أن يطالع بنفسه ، بعد أن يتعلم الأصول ، حتى لا ينحرف ، والانحراف في اللغة خطير ، وسبب انحراف المسلمين في الهند والباكستان ، ووجود الطوائف الضالة الكافرة هناك مثل البهائية ، و الأحمدية ، والقاديانية ، كلها سببه الجهل باللغة ، وخطأ عظيم ، وكبير أن تعظم العلماء في الهند و الباكستان.
وعظم من يفهم العربية ، العالم الذي لا يفهم العربية لا أعظمه ، وما أسهل إن زل زلة خفيفة أن يكفر.
البهائية كفار .
القاديانية كفار .
وقسم كبير في مساجد موجودة في الهند – وزرت الهند ، وأعرف الهند – إن صليت ؛ بطلت صلاتك فيها ، فهم يعتقدون عقائد غير عقائدنا ، هم يُظهرون أنهم مسلمون يصلون لقبلتنا ، لكن هم يعتقدون كفرا ، يعتقدون أن هناك واحدا بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، نبي جديد ، والله يقول :(وخاتم النبيين) قالوا : خاتم يعني زينة ، يعني محمد زينة النبيين ، قالوا ليس محمد خاتم النبيين.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول :(( لا نبي بعدي)).
جهَّال ما يعرفون الحديث ، ولو كان الحديث في صحيح البخاري ، و صحيح مسلم.
العربية لا تؤخذ إلا من أستاذ ، والتوحيد يؤخذ من أستاذ ، و علم الأصول يحتاج إلى أستاذ ، وعلم العقيدة يحتاج إلى أستاذ ، تأخذ مبادئ العلم ؛ ثم التبحُّر في هذه العلوم ؛ يحتاج إلى قراءة ، وتعب على الذات.✍️✍️

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٢-جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
١٦- ١٢ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال : هل يستطيع طالب العلم قراءة كتب العقائد بمفرده؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: إمام أشعري هل نصلي خلفه ؟

السؤال:
إمام أشعري هل نصلي خلفه ؟

الجواب :
نعم تصلون خلفه.
يا ليت الأشاعرة على مذهب أبي الحسن الأشعري.
الأشاعره مرّوا في مراحل وأسوء مراحل الأشاعرة مرحلة الإمام فخر الدِّين الرازي الذي قال بما يُسمّى القانون الكُلي.
بعض الأشاعرة في زماننا الذين تحولوا من الأشعرية إلى الجهميّة سمعته يقول في مقطع فيديو يقول من قال لكم أنّ الرازي أشعري الرازي جهمي.
الجهمية أمرها خطير.
الأشاعرة اليوم يثبتون ويُؤّلون وهم من أهل السُنة باتفاق بالمعنى العام بمعنى أنهم ليسوا كفارًا ومن كَفّر الأشاعرة فهو مخطئ، ولكن في تأويلهم هم مخطئون وليس هذا مذهب أهل السنه في المفهوم الخاص .
لو أنك سُئلت هل الأشاعرة من أهل السُّنه ؟
ما هو الجواب؟
التفصيل بالمعنى العام نعم قطعًا من أهل السُنّة ولا أحد يُكفرهم، وأحسن الأشاعرة هم أتباع أبي الحسن في وقت أبي الحسن وأصحابه ومن كان قريبًا منه كأبي الطيّب الباقلاني.
اتصل بي رجل يريد أن أطبع كتاب لأبي الطّيب الباقلاني هل يجوز أن أطبعه، قلت أنا أوّل من يشتريه، أنا متى رأيت كتاب لأبي الطيب الباقلاني أُحب كتبه وأُحب أن أقرأ له لأنه متقيد بالنصوص ويستنبط ويُفرِّع بالعقل على وجه جميل جدًا فكتابه “الإنتصار للقرآن” من أبدع كتبه رحمه الله تعالى.
فالشاهد بارك الله فيك تعامله معاملة المسلمين وإن جرى حديث بينكم فبالتّي هي أحسن للتي هي أقوم. وأما أن تعتقد بأن الأشاعرة كُفاراً هذا أمرٌ ليس الصواب بل هذا من الخطأ الشنيع.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

١- جمادى الاولى – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ١١ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: إمام أشعري هل نصلي خلفه ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: هل يجوز رواية الأحاديث الضعيفة في العقائد؟

السؤال:
هل يجوز رواية الأحاديث الضعيفة في العقائد؟

الجواب:
بإتِفاق ليس بصحيح.
القول في أن الأخذ بالعقيدة من حديث ضعيف فلا.
والعقيدة لا تؤخذ إلا من كتاب الله وسُنّةِ رسوله صلى الله عليه وسلم ومن العلماء الكبار من سَلَف الأُمّة القرون المُزكاة.
أما الحديث الضعيف ينبغي أن تسأل هل يجوز الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
إماما أهل الصنعة البخاري ومسلم لا يرون العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
وهذا رأي ابن حَزِم وهذا رأي ابو بكر بن العربي المالكي.
وعند التحرير والتحقيق تجد أن لهذا القولِ قوةً بل ما ينبغي أن يُحاد عنه، مع مراعاة قيود من قال بالأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ترى أنه ماينبغي يحادَ عنه.
الحافظ ابن حجر في كتابه” تبيين العَجَب في فضل رجب” قال الحديث الضعيف يؤخذ به في فضائل الأعمال بثلاثة شروط:
الشرط الأول:
أن تكون العبادة مشروعة وثبتت بنص صحيح وجاء الترغيب بالحديث الضعيف بالعمل بها وأما العبادة مشروعة بنص صحيح.
ما معنى أن تقول الاستدلال بالضعيف؟
يعني أن تكون العبادة قد ثبتت بنص صحيح .
الشرط الثاني:
أن لا يكون الضعف شديدًا، لا يكون في الإسناد متروك أو مطروح أو كذاب أو مجهول.
الحديث الضعيف هل نجزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله؟
لا نجزم بأن النبي عليه الصلاة والسلام قاله ولا نجزم بأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقله.
الحديث الضعيف الذي ضعفه شديد والمطروح والواهي والمكذوب والمتروك فهذا نجزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله .
الشرط الثالث:
أن يُبيِن المُستدِل به ضعفه.
عندما ترويه في فضائل الأعمال تُبيّن ضعفه وتكون هذه العبادة ثابتة بنص صحيح، فإذا كانت هذه العبادة ثابتة بِنص صحيح إذًا أصبح العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال مسألة لفظية شكليه وليست مسألة خلافية.
لذا العلماء عندما يذكرون الحديث الضعيف في فضائل الأعمال يشترطون شروطًا ثلاثة.

والله تعالى أعلم .

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١ – جمادى الاولى – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ١١- ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: هل يجوز رواية الأحاديث الضعيفة في العقائد؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: ما هي عقيدة الولاء والبراء؟

السؤال:
ما هي عقيدة الولاء والبراء؟

الجواب:
معتقدك ودينك هو الذي تحب من وافقك فيه وتبغض من خالفك فيه،
وهذا أمر أوحى الله تعالى به إلى أبينا إبراهيم ، وإبراهيم عليه السلام جعله وبقي محفوظاً في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ودليل ذلك قول الله تعالى:﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ لِأَبِیهِ وَقَوۡمِهِۦۤ إِنَّنِی بَرَاۤءࣱ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ، إِلَّا ٱلَّذِی فَطَرَنِی فَإِنَّهُۥ سَیَهۡدِینِ، وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِیَةࣰ فِی عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ﴾ [الزخرف ٢٦-٢٨]

قال أهل العلم:
في عقبه:
أي باقية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
جعلها كلمة باقية في عقب إبراهيم. ونحن على ملة أبينا إبراهيم.
فنحن نحب من أحب الله ونبغض من أبغض الله.
ما يحبه الله أحببناه وما يبغضه الله أبغضناه.✍️✍️

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
١٧ – ربيع الثاني – ١٤٤٤هـ
١١ – ١١ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: ما هي عقيدة الولاء والبراء؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: ذكرتُم في الدورة الصيفية في مركز الإمام الألباني عن عِلْمِ الظهورِ لله عزّ وجل فلو تيبنوه لنا .

السؤال:
ذكرتُم في الدورة الصيفية في مركز الإمام الألباني عن عِلْمِ الظهورِ لله عزّ وجل فلو تيبنوه لنا .

الجواب :
ذكرتُ هذا عندَ قولِ الله تعالى في سورة الأنفال:
( الآنَ علِمَ اللهُ أنَّ فِيْكُمْ ضَعْفًا).
قبلِ الآن هل كانَ اللهُ يَعْلَم؟
طبعًا يعلم .
الله لا يخفى عليهِ شيء.
وعِلْمُ الله ليسَ بالكُلِيّات كما يقول بعض الضُلّال، عِلْمُ الله بالكُلِيّات والجُزئيات والتفاصيل.
فالله خبير.
والخبير الّذي يَعْلَمْ ما يَدورُ بِالنّفس، ما يدور في نفسِكَ الآن اللهُ خبيرٌ به فالله يعلَمُهُ ، فهو خبير سبحانه وتعالى.
فالعِلم عِلمان:
عِلم كُمون.
الشيء الكامِن.
عِلِم ظهور.
فالله يعلم الكمون ويعلم الظهور.
ولِذا المُفسّرون حمَلوا قولِ الله تعالى (الآنَ عَلِمَ اللهُ أنّ فِيْكُمْ ضَعْفًا) لما نَسَخَ الله ، الواحِد كان يصبِرُ أمامَ عشرين فأصبح الوحِد يجب عليه أن يصبر أمام اثنين، ((إِن یَكُن مِّنكُمۡ عِشۡرُونَ صَـٰبِرُونَ یَغۡلِبُوا۟ مِا۟ئَتَیۡنِۚ))، عشرون صابرون يغلبوا مئتين.
في أوّل الإسلام، في غزوةِ بَدِر.
وما أدراكَ ما أهل بَدِر؟
الملائكةُ التي قاتلت مع المُسلِمين هم خيرُ ملائِكَةِ الله.
فالرسُلُ يتفاضلونَ فيما بينَهُم والملائِكه يتفاضلون فيما بينهم. الملائكهَ التي نَزلَت هي أفضلُ الملائكه ،
فالبدريّونَ هم خيرُ الصحابة، والنّبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لمّا يأتي رجل فعَلَ شيئًا كان يقول لعَلّ الله أطّلَعَ على أهل بدِر فقال أعملوا ما شئتُم إنّي قد غَفَرتُ لَكُم.
اعملوا ما شئتُم إنّ الله قد غفرَ لَكُم. فالعِلم عَلمان:
عِلم كمون.
عِلم ظهور.
والله عز وجل ما من شيء إلا وهو سبحانه وتعالى يعلَمُه سواء علم كمون أو علم ظهور.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
٢٦ -ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢٢ – ٩ – ٢٠٢٢م✍️✍️

↩ رابط الفتوى:

السؤال: ذكرتُم في الدورة الصيفية في مركز الإمام الألباني عن عِلْمِ الظهورِ لله عزّ وجل فلو تيبنوه لنا .

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السّؤال: أخٌ يقول: النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “…إن المؤمن لا ينجس” رواه البخاري (٢٨٥)، ومسلم (٣٧١). هذا منطوق الحديث، لكن مفهوم الحديث يدلّ على أنّ غير المؤمن نجس، لكن ورد في بعض الأدلّة أنّ الإنسان غير نجس ، حتّى لو كان كافرًا.

السّؤال:
أخٌ يقول: النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول:
“…إن المؤمن لا ينجس” رواه البخاري (٢٨٥)، ومسلم (٣٧١).
هذا منطوق الحديث، لكن مفهوم الحديث يدلّ على أنّ غير المؤمن نجس، لكن ورد في بعض الأدلّة أنّ الإنسان غير نجس، حتّى لو كان كافرًا.

الجواب:
الله يقول: {إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ…} [التّوبة: ٢٨].
لماذا ذهبتَ تبحث؟
في منطوق الآية، حين نبحث مسألة في الشّرع ينبغي أن نُلمّ بجميع ما ورد فيها، قال أهل العلم، كالشّاطبي، يقول: أنت لا تسمّى رأسًا لكون لك رأس؛ أنت تسمّى رأسًا إذا كان لك بدن وأطراف؛ تسمّى رأسًا، قال: وكذلك الأحكام الفقهية لا تؤخذ من نص، وإنّما تؤخذ من مجموع ما ورد في الباب من النصوص.

النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- صافح الكفّار؟
نعم، صافحهم، هل غسل يديه؟ لا، لم يغسل يديه.
ما معنى: {إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ}؟
النّجس في قلوبهم، الكفر بالله، والشّرك بالله، والاعتداء على الله، والإلحاد ، وإنكار الله، هذا نجس.

فمعنى: {إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ} نجسٌ معنوي، وليس نجسًا ماديًّا، فالمؤمن لا ينجس فبسبب إيمانه، لا يحمل النّجاسة؛ لا الماديّة، ولا المعنويّة.

فالكافر ليس بنجس نجاسة ماديّة، يعني لو صافحنا كافرًا (لابأس)؛ الشّرع جوَّز للرّجل أن تكون له زوجة كتابية، فهل كلّ ما مسّها يتنجس؟ ليس بصحيح.
لو مسّها ولدها هل ينجس؟
لا، وهكذا.
والله تعالى أعلم .✍️✍️

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّؤال: أخٌ يقول: النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “…إن المؤمن لا ينجس” رواه البخاري (٢٨٥)، ومسلم (٣٧١). هذا منطوق الحديث، لكن مفهوم الحديث يدلّ على أنّ غير المؤمن نجس، لكن ورد في بعض الأدلّة أنّ الإنسان غير نجس ، حتّى لو كان كافرًا.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السّوال: شيخنا -بارك الله فيك-، ونحن على الطّريق كنّا مع بعض الإخوة نتكلم عن حبّ الكافر، وقالوا: (إنّ حبّ الكفّار كفر). فقلتُ لهم: (إنّ المقصود -هنا- هو “حبّ الاتباع”، وهو الّذي لا يجوز، وأمّا حبّ الكفّار، كحبّ الزّوجة الكتابية فهو جائز). فما قولكم؟

السّوال:

شيخنا -بارك الله فيك-، ونحن على الطّريق كنّا مع بعض الإخوة نتكلم عن حبّ الكافر، وقالوا: (إنّ حبّ الكفّار كفر).
فقلتُ لهم: (إنّ المقصود -هنا- هو “حبّ الاتباع”، وهو الّذي لا يجوز، وأمّا حبّ الكفّار، كحبّ الزّوجة الكتابية فهو جائز). فما قولكم؟

الجواب:
(الحبّ يتجزأ)..

أن تحبّ الكافر لأنّه كافر؛ فُحبّ الكفر كفر.
لماذا تحبّ فلان؟
أحبّه لأنّه صادقٌ في وعده؛ لا حرج. أحبّه لأنّه أفاد الأمّة؛ فاكتشف كذا،
فهذا الحبّ يتجزّأ.

أمّا أن تحبّ الكافر لأنّه كافر، أو لأنّه يحمل الكفر؛ فهذا حرامٌ شرعًا.

(الحبّ الغريزي):
كحبّ الزوجة والشّهوة، رجلٌ يتزوج كتابيةً، فيراها جميلة مطيعة، ذات أخلاق عالية -وهي غير مسلمة-، فهذا الزّوج الّذي تزوج هذه الكتابية إن أحبّ زوجته فلا حرج.
يحبها حبًّا غريزيًّا، فلا حرج في ذلك.
ابنها يحبّها -أيضًا-، امراةغير مسلمة تزوّجت مسلمًا، وانجبت له أولاد، فالأولاد هل لهم ان يحبوا أمهم؟
نعم، حبّ غريزي.

لذا من بديع تفريق الإمام علي القاري في كتابه “شرح ألفاظ الكفر” قال:
(هذا الولد، هل له أب يبعث أمه للكنيسة)؟ أمّه كتابية تريد أن تذهب إلى الكنيسة، فهل يجوز للولد أن يُوصِلها للكنيسة؟
يقول القاري-رحمه الله-:
(له أن يُرجعها من الكنيسة، وليس له أن يذهب بها الى الكنيسة).

فإن طلبت منه أن يرجعها من الكنيسة إلى البيت؛ فتجب عليه الطّاعة.

و أمّا إن طلبت منه أن تذهب الى الكنيسة، فهذا أمرٌ في معصية الله، والأمر في معصية الله لا يجوز فعله، وهذا تدقيق جميل، هذا تفصيل جميل، يُنبئ عن فقه، والله -تعالى- أعلم.✍️✍️

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّوال: شيخنا -بارك الله فيك-، ونحن على الطّريق كنّا مع بعض الإخوة نتكلم عن حبّ الكافر، وقالوا: (إنّ حبّ الكفّار كفر). فقلتُ لهم: (إنّ المقصود -هنا- هو “حبّ الاتباع”، وهو الّذي لا يجوز، وأمّا حبّ الكفّار، كحبّ الزّوجة الكتابية فهو جائز). فما قولكم؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام:
t.me/meshhoor

السّؤال: جَاري نَصرَانيٌّ، يقول في أغلب الأوقات -عندما يغضب-: (لا إله إلّا الله)، هل هذا يُفيدُ إسَلَامَهُ؟

السّؤال:

جَاري نَصرَانيٌّ، يقول في أغلب الأوقات -عندما يغضب-: (لا إله إلّا الله)، هل هذا يُفيدُ إسَلَامَهُ؟

الجواب:

النّصارى حينَ يُولَد لهم ولد، ثُمّ يموت؛ فيسمّوا المولود الآخر: (محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم-).
ويتفاءَلون بتسميتهم (محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم-)؛ أنّه يعيش.

قَوَلُ من يَقول: (لا إله إلا الله) -غضبان- وهو لا يدري؛ لا يؤمن، والإيمان لا يكون -فقط- من قِبلِ النّصرانيّ بقول: (لا إله إلا الله -فقط-)، النّصرانيّ يجبُ عليه -كما ذكر لنا علماؤنا- أن يؤمن أنّه لا إله إلا الله، وأنّ محمّدًا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وأّن عيسى -عليه السّلام- ليس ابنًا لله.

فمن اعتقد هذا؛ فهو مسلم، أمّا من قال: (لا إله إلّا الله) وهو لا يعتقد أنّ محمّدًا رسول -الله صلّى الله عليه وسلّم- فهذا الجنّة عليه حرام؛ لما ثبت في “صحيح مسلم” (١٥٣) من حديث أبي هريرة أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال:

“وَالَّذِي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِن هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ، وَلَم يُؤْمِن بِالَّذِي أُرسِلتُ بِهِ إِلَّا كَانَ من أَصحَابِ النَّارِ “.

هذا ليس بمسلم، فالنّصرانيّ بقوله: (لا إله إلّا الله )في الغضب، وهو لا يريدُ ما يقول، وهو متلطّخٌ بالشّرك، ويؤمنُ أنّ الله ثالث ثلاثة، والله يقول:
﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـٰثَةࣲۘ وَمَا مِنۡ إِلَـٰهٍ إِلَّاۤ إِلَـٰهࣱ وَ ٰ⁠حِدࣱۚ وَإِن لَّمۡ یَنتَهُوا۟ عَمَّا یَقُولُونَ لَیَمَسَّنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ﴾ [المائدة ٧٣].

مسلم يقول: (لا إله إلّا الله محمّدٌ رسول الله)، ويقول: الله ثالث ثلاثة، هذا كافر؛ لأنّ (لا إله الا الله) صارت منقوضة.

(لا إله إلا الله) يعني: الله واحد، وليس واحدًا -فقط-، [بل] واحدٌ أحد، (الأحد): الّذي لا يتجزّأ.
والواجب علينا أن نقول: (لا إله إلا الله)، (قل هو الله أحد).
(الله الصّمد): الّذي تصمدُ إليه الأمور -كلّها- وترفع إليه، ولا يستغيث العبد -إن نزل به شيء- إلّا بالله، فيصمد الأمور إلى الله -عزّ وجلّ-.

فهذا معنى (لا إله إلّا الله): لا معبود بحقّ إلا الله.

فكلّ ما ينزل بك ترّده إلى الله، وتستغيث بالله، وتتوسّل بالله، وتلجأ إليه في الشّدائد.

والله -تعالى- أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّؤال: جَاري نَصرَانيٌّ، يقول في أغلب الأوقات -عندما يغضب-: (لا إله إلّا الله)، هل هذا يُفيدُ إسَلَامَهُ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام:
t.me/meshhoor

السؤال: أخٌ يسأل: ما حُكم ما يفعله بعض الإخوة من التَرَحُّمِ على النَّصارى و الكُفَّار و الدعوة لهم بالمغفرة ؟

السؤال:
أخٌ يسأل: ما حُكم ما يفعله بعض الإخوة من التَرَحُّمِ على النَّصارى و الكُفَّار و الدعوة لهم بالمغفرة ؟

الجواب:
وهُم أحياء أن تدعو لهم بالهدايةِ لا بالمغفرة فهذا أمرٌ حَسَن، و بعد أن فارقوا الحياة فالكُفَّار -كما أَخبر الله- و أهل الكتاب من أهل النار وهُم شرُّ البريَّة، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) سورة البيِّنة 6 ، هذا كلامُ الله، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) سورة البيِّنة 7.
و ثبتَ في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ و سَلَّم قال: (والذي نفسُ مُحمَّد بيدِه، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة يهوديٌّ، ولا نصرانيٌّ، ثم يموتُ ولم يؤمن بالذي أُرْسِلتُ به، إلَّا كان مِن أصحاب النار) صحيح مسلم (153)، هذا كلام النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ و سَلَّم و هذا كلام الله، و لا نقبلُ بهذا الكلام بديلاً، لا نقبل بديلاً بما قال الله و قال رسول الله، و أمرُ الجنة و النار ليست للناس، و ليست لعواطف الناس، و ليست فلانة ماتت لأنها مجاهدة، و جهاد فلسطين، هذا كلام لا يصلحُ في الدِّين، الدِّين مآلُ الخَلْق عند الله عزَّ و جلّ؛ فاستنبط بعض أهل العلم من هذه الآيات أنّ المومنين خيرٌ من الملائكة، لأن الله يقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) البينة 7، خيرُ من بَرا، خيرُ من خَلَقَ الله؛ و بعض أهل العلم قالوا: المؤمن الذي يُجاهدُ نَفْسَه و يَستقيمُ على أمر مولاه و يترك داعي هواه فهذا خيرٌ من الملائكة؛ و الراجح و التفصيل على ما بُسِطَ في غير هذا المكان، لذا قال النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ و سَلَّم في الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام مسلم في الصحيح، قال: (فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ)، ما المُراد في قوله ملأ خير منهم ؟ الجواب: الملائكة، فجِنْسُ الملائكة خيرٌ من جِنْسِ البَشَر، و الآحادُ من البشر الذين ترقٌوا في الطاعات و العبادات و استقاموا هم خيرٌ بآحادهم من آحاد الملائكة، أما جنس الملائكة ـ بشكلٍ عام ـ خير من جنس البشر.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: أخٌ يسأل: ما حُكم ما يفعله بعض الإخوة من التَرَحُّمِ على النَّصارى و الكُفَّار و الدعوة لهم بالمغفرة ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor