السؤال :
أخٌ يقول عندما كنت إمامًا في أحد مساجد عمان جاءني رجلٌ وقصّ عليّ قِصه ولم أعرف لها جوابًا، فسأقُص عليكم القصة فإن عرفت قلت له وإن لم أعرف أقول له الله أعلم.
القصة:
ذهبتُ أنا وزوجتي إلى العُمرة ثم جاءني الخبر أن ولدي وقع على أخته فزنا بها، ثم حملت منه، ثم زنا بأخته الأخرى، ثم حملت منه، وهنّ في الأصل أبكارًا البنات، ثم وضعتا، ثم بعد ذلك كان الولد الفاعل تاب إلى الله وأخذت الدولة الأولاد فما هو مصير الأبناء وهل يحق للدوله أخذهُم ؟
الجواب:
أعوذ بالله.
هذا عندما يقع في البيوت ما هو السبب؟
البيوت عايشة على السِتِر وفي البيوت يقع ما لا يلعمه إلا الله، والآباء والأمهات في غفلة على الهاتف الخلوي ووسائل التواصل الاجتماعي.
الجواب :
أولاً :
الدولة لا تأخذ الولد إلا بعد شكوى وبعد عدم قبول الأب لهؤلاء.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح من أتى إحدى محارِمه فاقتلوه .
حد الذي يأتي محرمًا الذي يأتي أمهُ………..
جاءني شاب مرّة يقول أبي مسافر وأنا أكبر أخواني فأمي طلبت أن أجامعها قال وجامعتُها ثم تعذبت فجئتُ حتى أرتاح أقِم عليّ ما تريد؟ قلت:
انصرف لا أريد أن أراك، ولو كنت أعلم هذا الأمر لما استقبلتُك، هذه كلها ضرائب، التفلُت الشديد عن الديانة والأخلاق والعادات الموروثة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا ولا حول ولا قوة الا بالله.
البنت عندما تلبس لباس شفاف وهي شابة وأخوها شاب ولا يوجد تقوى ولا خوف من الله في الغيب ما هي النتيجة؟
التفلُّت يبدأ من حدود لباس الأخت أمام أخيها والأُم أمام أولادها، يبدأ الشيطان من ها هنا.
فالمرأة لها عورة على أخيها، والأخت لها عورة على أخيها، لا يجوز أن تلبس الذي يصِف ولا الذي يشِّف، والأم لها عورة على أبيها وعلى ولدها، وإحكام البدايات سلامة في النهايات، إحكم في البداية حتى تسلَم لك النهاية
ولد الزنا ما ذنبه ؟
سئل جمع من التابعين وذكر ابن أبي شَيبة في المصنف عن جماعة من التابعين ولد الزنا إذا كان أحفظ الناس للقرآن قال يؤم؟ ما ذنب ولد الزنا.
هل يقتل؟
لا
لماذا يقتل؟
فهو روح وتجب رعايته وتربيته.
لكن الواجب أن نُحكِم البدايات حتى لا تقع المصائب .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
السؤال:
شاب يسأل يقول: أنا طالب أدرس في كلية الشريعة سنة ثانية وأعمل على دراستي وأستطيع الزواج لكنني أطلب من والدي ويرفض ويقول لي يا ولدي أنا أدعمك بالمال إلى أن تنهي الدكتوراة، والزواج ليس الآن، وإنما
بعد الفصل الأول من الماجستير فهل يجوز لي أن أعصي والدي؟
الجواب :
أباك مرتاح وغير مهتم لك، هو عنده زوجة ليس مثلك.
هذه مشكلة كثير من الآباء.
كثير من الآباء لما يوجِه ولده يوجهه مرتاح …….وينسى أنه كان مثل ولده في يوم من الأيام وكان يعاني مثلما يعاني ولده.
ولذا من وصية الإمام أبي حنيفة رحمه الله لأبي يوسف، وأوردها وهي بديعة وأرشدت بعض أخواني في سفرتي إلى كوسوفو ليترجمها وهم أحناف.
أبي حنيفة يقول لأبي يوسف يا ولدي عامل ابنك على زمانه لا على زمانك، هذا أصل عظيم في التربية.
يجب أن تنتبه أن ابنك له سِن معين وله حاجات .
الأصل بعصيان الوالد أنه حرام، لكن إذا في زنا وعصيان والد فارتكب الأخف، لكن من حق والدك أن يقول لك أنت زوج نفسك بنفسك، ليس من حقه أن يقول تزوج كذا بوقت كذا، لا، ليس على الوالد أن يأمر ولده أن يأكل شيئًا ما ولا أن يشرب شيئًا ما ولا أن يتزوج امرأةً ما، لكن من حقه أن يأمره ويقول له أنا لا أستطيع أن انفق عليك، تريد أن تتزوج تزوج إنفق على نفسك ، أما ممنوع أن تتزوج فهذا شرعًا ممنوع.
فالرجل إذا احتاج لزوجة وكان يستطيع أن يعمل فلا حرج.
وأقول كلمة ألقيها في آذان إخواننا الآباء ولا سيّما من وسّعَ الله عليهم في المال.
بعض الناس لو ابنه يريد أن يتزوج وانفق عليه و على ولده لا يوجد مشكلة عنده، لكن الأب الحصيف يضع الشيء في مكانه يقول له يا ابني على مهل الزواج، والولد يقول خلاص انتهى عندي أصبحت نفسي تطلب الحرام، فلا تفقد ولدك وتنفق أموالك على المحامين وتقع في ورطة طويلة، لو زوجته لكن أيسر لك وأحسن لك وأحسن له وأنفع لك في دينك ودنياك ، إذا كنت صاحب يسار في الدنيا فزوج ولدك وإذا كان ولدك شهم ويحفظ هذا الأمر فلا حرج أن تزوجه.
المال بين يديك لماذا ؟
انت تستطيع أن تنفق على الولد وزوجته، حتى وإن جاءهم أولاد، وبعد ذلك يشتغل هذا الولد.
وهكذا الدنيا.
والجزاء من جنس العمل .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
السؤال :
ما هو حُكم المجالس العائلية بين الأخوة والأخوات والأزواج؟.
الجواب :
بين الأخوة والأخوات ما في حرج. لكن الأزواج يوجد مشكلة.
تريد أن تجلس مع زوجة أخوك فالأفضل لا تجلس.
الناس اليوم غافلون والمرأة لا تحافظ على عورتها، لا تعرف أنها عورة فالمشكله والمصيبة أن المرأه تنسى نفسها أنها عوره وتتصرف أمام الرجال بغفلة.
وهذه مصيبة.
وهذه من عدم إحكام البدايات.
فالمرأة ينبغي إن جلست مع غير محارِمها أن تعلم أنها عورة.
المرأه مطموعٌ بها.
يجلسون ويأكلون ويتضاحكون ويظهر سقف فمها هذا عورة، ومثل هذا كثير.
بل أقول لكم شيئًا زائدًا:
المرأة إن علمت من أخيها فسقًا وفجورًا وتحرشًا فيجب عليها أن تستُر نفسها.
سُئِل الإمام مالك:
إمرأة تسافر مع خال لها شاب وصاحب فجور ومعروف بين الناس أنه فاجر .
فقال الإمام مالك:
ليس محرمًا لها رغم أنه خالُها.
فالمحرَم ليس صورةً وإنما المحرَم حقيقة ، يعني المحرم يحرص على من كان محرمًا عليها، يحرص على حفظها، هذا الرجل فاجر وشاب وخارج مع أبنة أخته والمظنّة فيها إتهام، هذا ليس محرمًا كما يقول الإمام مالك -رحمه الله تعالى-.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
السؤال :
كيف أضبطُ أولادي لطلب العِلم منذ نعومة أظافرهم؟
الجواب :
أولًا : قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يُرِدِ الله به خيرًا يفقهه في الدِّين. فمَن وَارِث الأنبياء ؟
العلماء.
العلماء عند الله أحسَن و أقرب من العُبّاد وأقرب من المجاهدين.
والعِلم توفيق وهُدى من الله سبحانه وتعالى.
كيف أضبط أولادي ؟
أولًا اسأل الله عز وجل لهم طلب العلم وأن يكونوا علماء، فالله خصّ الوالد باستجابة دعاءه لولده، وهذه الخاصيّه يغفل عنها كثير من الآباء.
لك أنت يا أيها الأب خاصية فارفع يديك واسأل وادعو لأولادك ذكورًا وإناثًا.
من أحوج الأولاد إلى الدعاء ؟
أبعدهم عن الله .
البعيد الشارد ركّز عليه في الدعاء سواء ذكرًا أو أنثى.
واضبط الأمور وعلم القرآن إلى آخره. والعِلم بيد الله سبحانه وتعالى .
فالله ينتقي ويختار ، قال تعالى:
﴿وَرَبُّكَ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُ وَیَخۡتَارُۗ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُۚ سُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾ [القصص ٦٨]
ما كان لهم الخِيَرَة،
فالخِيَرَة لله عز وجل والأمر له سبحانه وتعالى.
وابذل ما تستطيع من جُهد .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
الجواب:
إن كُنتَ أنتَ الرزاق فأخر وإن كان الله هو الرزاق فدع الأمر لله .
قال تعالى “وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقࣲ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِیَّاهُمۡۖ” [الانعام ١٥٥]أي من الفقر، وفي آيه أخرى قال: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُمۡ خَشۡیَةَ إِمۡلَـٰقࣲۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِیَّاكُمۡۚ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ كَانَ خِطۡـࣰٔا كَبِیرࣰا﴾ [الإسراء ٣١] الفقر غير حاصل، ((نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)) فناسب التقديم والتأخير، فمع الفقر المتحقق قال “نحن نرزقكم وإياهم” ومع الخَشية العكس
” نحن نرزقهم وإياكم” .
فالرزاق هو الله عز وجل.
ولو شاء الله أن يكون الولد فلو أنّ أحدكم أرهق ماءَهُ على صخرةٍ صماء لكان الولد كما ورد في الحديث.
ولذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن العَزل.
وفصل أهل العلم فقالوا العزلُ عن الحُرة حرامٌ إلا بإذنها، فإن أذِنت فهو مكروه ، فأما العزل عن الأَمَة فهو مكروه أما الحرة فلها حقٌ أن تتمتع بزوجها كما أنه له حقٌ أن يتمتع بها، فلا يجوز العزل عن الحرة إلا بإذنها.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م
الجواب:
الصدق مع الآخرين و الإخلاص بينك و بين الله.
الإخلاص الصدق مع النفس.
المُخْلص صادق مع نفسه، لما يفعل شيء من العبادة و الطاعات قلبه لا يتوجه إلا إلى الله، فإذا جاءته فوائد و منافع من التزامه بالشرع و قلبه لا يلتفت إليها فلا حرج في ذلك، وهذا لا ينافي الإخلاص.
يعني إنسان معروف بين الناس بديانه و صدق و له مصلحة فزاد الإقبال عليه بسبب صدقه و إخلاصه و هو لا يريد ذلك، هو في صلاته و في عبادته قلبه ما اتَّجه إلَّا إلى الله، فالله جل في علاه أكرمه بأن وضع له القبول، فلا حرج في ذلك.
أما أن يصنع ذلك من أجل رضى الناس فهذا ليس إخلاص، لأنه ما صدق مع نفسه.
الإخلاص الصدق مع النفس، و الصدق هو الصدق مع الآخرين .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
٦- ١ – ٢٠٢٣م
السؤال:
أنا شاب ملتزم وطالب علم أحسب نفسي هكذا ولا أزكيها.
الشيخ: أسأل الله أن يجعلنا جميعا طلبة علم، وأسأل الله أن يحيينا طلبة علم وأن يميتنا طلبة علم.
منذ سنوات إلى وقتنا الحالي وأنا أعاني من وجود شعور الحزن والضيق في قلبي بدل السعادة والأُنس.
الشيخ: هذا الشعور مقبول ولا مردود؟
_نُكمل_: والإقبال على الحياة حتى في أمور الطاعة، وهذا يلازمني من سنوات ويتفاوت ويقوى تارة ويضعف تارة أُخرى، علماً أني أقوم الليل وأعمل على إصلاح إخلاصي لله تعالى، واتباع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لكني في بعض الأحايين أضعف وأشعر أني تائه وبائس، نعم كانت عندي معاصي وقد تبت إلى الله منها، لكن يأتيني هاتف يقول لي أين الله منك؟ لماذا لا يستجيب الله لك؟ لماذا لا يرزقك السعادة وأنت تطلب العلم وتصلي وتدعو وتتصدق؟ أين الخلل؟ هل هذا ابتلاء؟
الجواب:
أُبشرك أخي السائل، أهل الجنة لما يدخلون الجنة، يقولون كما أخبر الله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ).
الآية: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ)، فاطر (34).
فالحُزن شيء راسخ في قلب الصالح، ذلك أنّ المؤمن حزين مخافة ألّا يقبل الله تعالى منه، مخافة ألّا يكون مقبولاً عنده سبحانه، ولذا أهل الجنة لما يدخلون الجنة يقولون (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ)، لكن هذا الحزن لا يجعل الإنسان سلبياً ولا يحبطه، والمؤمن يعيش بين خوف ورجاء، تارةً صدره ينشرح كأنّ الله راضٍ عنه، يناجيه مناجاة الحبيب لحبيبه، وأحسن مناجاة للعبد لله تعالى أن تقرأ الفاتحة بينك وبين نفسك، الحمد لله رب العالمين وتفهمها، الرحمن الرحيم وهكذا…
أما وجود الحُزن في القلب، فما مِنّا مِن أحدٍ يَعلمُ مَصيره، ما منا من أحد، فنحن نحزن لما نذكر النار، نحزن لكن لا نيأس.
رضي الله عن عمر، قال عمر: لو نادى منادٍ من السماء، أيها الناس كلكم هالكون إلّا واحد قال لرجوتُ أن أكون أنا، ولو نادى منادٍ من السماء أيها الناس كلكم ناجون إلّا واحد لخشيتُ أن أكون أنا، فالمؤمن يعيش بين خوف ورجاء.
أما قولك بأنك طالب علم والله لا يستجيب لك، ما أدراك أنّ الله لم يستجب لك؟ ما معنى استجابة الدعاء؟ أن يعطيك الله ما تريد، هذه واحدة، وهذه أدنى أنواع الاستجابة، تقول أعطني فيعطيك، هذا نوع من أنواع الاستجابة؛ و النوع الثاني وهو أرفع من الأول أن يَصرِف الله عنك من الشر والبلاء بمقدار ما دعوت من خير، هذا نوع من أنواع الاستجابة أيضاً؛ والنوع الثالث وهو الأحسن من النوع الأول والثاني، أن يَدَّخِرَ الله تعالى الدعاء لك عبادة خالصة يثقل بها الموازين يوم القيامة.
فليس كل واحد يقول يا رب أعطني وما أعطاه يكون الله لم يستجب له، كم مِن إنسان قال اللهم أعطني مالاً فكان هلاكه وحتفه وموته بسبب المال؟ وكم من إنسان قال يا رب زوجني فلانة وكانت فلانة امرأة جميلة فكان الاعتداء عليه وقتله بسبب جمال زوجته؟ وهكذا…
ما أحد يدري الخير من الشر، فإذا قلت رب أعطني لا يلزم من عدم عطاء الله لك ما تريد أنّ الله لم يستجب لك، ما أدراك أنّ الله قد صرف عنك من البلاء بمقدار ما دعوت من خير؟ وما أدراك أنّ الله تعالى قد ادّخَرَ هذا الدعاء عبادة تُثَقَّل بها الموازين يوم الدين؟
فهذه نظرة ليست صحيحة، نظرة أن تقول إني دعوت وما استجاب الله لي هذه نظرة غير صحيحة، الله يستجيب لنا بإذن الله تعالى، والله جل في علاه من علامة الاستجابة أن الخير يتبعه خير، من علامة الاستجابة كلما ولجتَ في الخير وَسَّعَ أمامك أبواب الخير، فإن دخلت في خير فهذا الخير الله لا يقطعه عنك، وإنّما تتوسع في خير آخر، وهكذا…
والله سبحانه وتعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٧-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
٣٠- ١٢ – ٢٠٢٢م
الجواب:
ما هو الزُهد المشروع؟
قيل لبعضهم ما الزُهد؟
فقال: إنْ وجدْنا أكلنا وإنْ فقدْنا صبرْنا.
فقال: هذا زُهد كلاب البَلْخ.
بلخ مدينة في أفغانستان الآن.
ما الزهد؟
قال الزهد: أن يكونَ حالك مع ربك في غِناك وفقرِك هو هو.
الزهد ألا تكون فقيًرا، بل أن يكون حالك مع ربك في غِناك وفقرِك هو هو، وأنت غني لا تتكبر، وأنت غني متواضع تخدم الناس.
حالك مع الله في غِناك وفقرِك هو هو. ممكن إنسان يملك الملايين وهو زاهِد، وإنسان لا يملك قرشًا وليس له من الزهد نصيب.
حالك مع ربك في الغنى والفقر أن يكون الحال هو هو.
المال محمود أم مذموم؟
محمود تارة ومذموم تارة، على حسب الاستخدام، قال الله عز وجل عن سليمان مَلِك الإنس والجن: { نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.
وقال عن أيوب عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: { نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.
أن تكون أوابًا وأن تكون رجّاعًا، لا يمنع وجود المال أو عدم وجود المال أن تكون أوابًا رجّاعًا إلى الله عز وجل.
لذا مُخطئ من قال أن المال محمود ومخطئ من قال أن المال مذموم، فالمال محمود أو مذموم على حسب ما يترتب عليه، والعبرة أن تبقى أوابًا رجّاعًا كلما شعرت أنك قد قصرت قمت إلى الله وتبت.
لذا كانت صلاة الضحى صلاة الأوابين وصلاة الرجّاعين الذين يرجعون إلى الله سبحانه وتعالى.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
ما هي نصيحتك لشباب اليوم في الزواج وترتيب أولوياتهم في الحياة؟
الجواب:
حقيقة هذه ليست نصيحتي للشباب، نصيحتي لأولياء الأمور، لولي الأمر.
مسألة أدعوكم جميعاً أن تفكروا فيها وأن تنشروها بعد التأمل.
لماذا التعليم والزواج لا يقبلان الاجتماع؟
يعني الإنسان لما يتزوج يبطل يفهم ومش لازم يتعلم!!!
يا فلان زوّج ابنك.
قال لما ينهي تعليمه.
هل ابنك لما يتزوج ما يعود يفهم؟ عجيب.
إنسان الله رزقه مالاً، عنده أموال كثيرة، يزوج أولاده وينفق عليهم؛
ابنك يعاني، أنت مبسوط وعندك زوجة وتنام مع زوجتك مبسوط، وأبنك يعاني.
وكان الله في عون الشباب في هذا الزمن.
أبنك يعاني لماذا لا تريح أعصابه وتزوجه؟
أنا ما أدري.
الرسالة للآباء،
إذا كنت ذا يسار صاحب مال وعندك مال وما يؤثر زواج ابنك على وضعك المادي وعلى نفقتك لماذا لا تزوج ابنك؟
قال ممكن يجيبوا أولاد!
أنفق عليه وعلى أولاده وعلمه وعلم أولاده أيضاً، ما عندك مشكلة؟
أخيراً شئت أم أبيت سوف تصل لهذه المرحلة.
لكن احفظ دينه، فالزواج حفظ للفرج؛ واجعله رجلاً.
أنت لما تزوج ابنك تتعجل في أن تجعله رجلاً.
والله اليوم بعض الناس في بعض المشاكل لما تتدخل بين الناس تستغرب، في مواقف والله تستغرب منها كثيراً، والله في سؤال كثيراً في كثير من المشاكل الإنسان لمّا يسمعها مِن أقاربه أو مِن جيرانه آو مِن معارفه، في عندي سؤال كثير يُلح على عقلي، كثير كثير يُلح على عقلي، وكل مشكلة يُطرح السؤال لحاله، يأتي يتربع أمامي السؤال؛ كم عُمُر الإنسان لما يبلغ؟
البلوغ الجنسي اليوم عشرة سنين إحدى عشر سنة، البلوغ جنسي له مثورات كثيرة؛ لكن لما يبلغ بلوغ رشد عقلي متى يبلغ الانسان بلوغ عقلي؟ والله بعض الناس يعيش ويموت وهو غير بالغ، يعيش ويموت ومواقفه تقول بأنه ليس ببالغ.
ما أدري ما الذي جرى مع الناس؟ فولدك صغير تجعله رجل أين المشكلة؟
يصبح رجل تحت رعايتك.
فأنا نصيحتي أن الإنسان متى جاءك إبنك ويريد الزواج قل لإبنك، أنا والله -رحم الله والدي رحم الله والدي- كنت أسمع منه كلمة دائما يقولها لي، يقول يا مشهور: متى تريد أن تتزوج أخبرني، متى تريد أن تتزوج أخبرني، أنا لن أقصّر معك، جزاه الله خيراً.
وأقول لمن أرى فيه سمة صلاح في الأردن وخارج الأردن، أهمس في أذن الولد، أقول له ترى إذا تريد زوجة أخبرني حتى أتشفع لك عند أبيك، واحد صالح تقي حافظ لكتاب الله مقبل على العلم ويملأ أوقاته بالخير، عنده غريزة وعنده شهوة، ما الذي يمنعه لو قال لأبيه: يا أبتي خلاص صبري انتهى ونفد، ماذا يفعل، أمامه حرام وأمامه حلال؟ يبحث عن الحلال.
وأما إن كان لا يصبر فالواجب العِفّة، الواجب على كل إنسان محتاج لزوجة مهما بلغ به السن ولا يستطيع الزواج لعدم مقدرته فحينئذ الواجب عليه العفة، وأن يُجاهد نفسه، كما قال الله في أواخر العنكبوت: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)، سورة العنكبوت (69)؛ والواجب عليه الصيام، والواجب عليه غض البصر، وتقوى الله، وألّا يَشْبَع، فإذا شَبِعَ تَحَرَّكَت الشَّهوَة عنده فيَترُك الشَبَع. وفي مبحث في (إحياء علوم الدين) أن ملء البطن إذا تَرَتبَ عليه فِعلُ حرام ما يَشبَع الإنسان، مع أنّ الأكل والشرب مع الشبع حلال وليس بحرام.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٨- جمادى الأولى – ١٤٤٤هـ
٢- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال :
أسكت كثيرا عن أذى الناس واسامح كثيرا ، وهذا من فضل ربي علي ، ولكن يدعوا هذا الأمر بعض الناس للتمادي في الأذى لأنني اعاملهم معاملة طيبة ولذلك يقولون سيعفو عنا ، هل هذا صحيح ؟
الجواب :
من إحسانك إليهم أن تقسوا عليهم ، فمن عفا وأصلح فأجره على الله ، والله يقول: ((والعافين عن الناس)) فالأصل في العفو أنه محمود ، ولكن إن ترتب على العفو سوء فالواجب عليك أن تردعهم بأن تحرمهم من العفو ، وهذا معنى قول الله عز وجل:
((وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا)) فإن ترتب على العفو تمادي واعتداء زائد فحينئذ تقابل سيئة بسيئة مثلها حتى تردعهم عن ذلك .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٨- جمادى الأولى – ١٤٤٤هـ
٢- ١٢ – ٢٠٢٢م