السؤال السادس: أخت تقول: أنا ملتزمة، ولي مدة منتكسة، كيف أرجع إلى الهدى، وأترك الذنب الذي تعودت عليه؟
الجواب: أولًا، تذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم : “سددوا وقاربوا” وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن لكل واحد منكم ذنبًا يعاوده” فوجود ذنب، والله يستر على العبد بهذا الذنب، هذا ليس انتكاسة، الانتكاسة والعياذ بالله تعالى أن يبتعد العبد بالكلية عن أمر الله، وأن يفرط في الصلوات، وفي ترك الواجبات وما شابه.
توبِ إلى الله عز وجل، والتوبة تكون بصدق العزيمة وبالبيئة الحسنة والصحبة الطيبة، وأكثر شيء يعين على التوبة عمق المراقبة في النفس، فعمق المراقبة في النفس يولد أن العبد يستشعر أن الله عز وجل يراقه، والذي يولد عمق المراقبة في النفس كثرة ذكر الله، فكثرة ذكر الله تعمق أن العبد يستشعر أن الله تعالى يراقبه، فإذا استشعر العبد أن الله يراقبه فحينئذ يترك الذنب.
السؤال الرابع:
أخت زوجتي تسكن خارج عمان، حصلت على فرصة عمل في عمان، تريد أن تسكن معي أنا وزوجتي في نفس البيت على أن يكون لها غرفة مستقلة، و الاشتراك في المأكل والمشرب ما نصيحتكم؟
الجواب: نصيحتي أن لا يقع الاختلاط، والأشد من هذه النصيحة أن لا تقع الخلوة، والخلوة مصيبة، والحمو الموت، والحمو الرجل الذي ليس هو محرم حرمة مؤبدة على المرأة، مثل الحالة التي تسألين عنها، فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل زوجك بالنسبة لأختك موتًا.
الحمو قريب الزوج يعني أخو الزوج، وفي المعاني يدخل فيها من كانت قريبة الزوجة، فقريب الزوج يدخل البيت ويخرج ولا أحد ينتبه إليه، فإذا أصبحت أخت الزوجة تدخل وتخرج فالعلاقة بينهما شبيهة جدًا في المقصد والمعنى بإلغاء الفارق بالحمو، فنصيحة أن يكون هذا بمقدار الحاجة، وأن يكون شيئًا عارضًا لا دائمًا
والله تعالى أعلم .
السؤال السادس عشر: أخت تسأل ما حكم التبرع بالأعضاء في الحياة، أو أنها ستوصي بالتبرع بها بعد الوفاة؟
الجواب: ما حكم أن تتبرع بسيارة جارك أو بدار جارك؟
لا يجوز.
لماذا؟
لأن التبرع فرع عن الملك، الذي لا يملك لا يتبرع.
هل أنت ملك نفسك؟
إذا كنت ملك نفسك نبدأ نبحث بعد، أما أصلاً إذا كنت لا تملك نفسك، فهل لك أن تتبرع بشيء لا تملكه.
شخص بُترت قدماه، هل لك أن تتبرع بقدم من قدمين؟
أو بترت يداه فهل لك أن تتبرع بيد من يديك؟
ما أحد يجوِّز ذلك، لماذا؟
هذا ظاهر، والعيب في الظاهر يُشمئز منه.
ما الفرق بين العضو الظاهر والعضو الباطن؟
تبرعنا بالكلية وعندي كيليتين ؛ جاء عزيز لي من ولد أو أم أو أب احتاج كلية مني، وبعد الفحوصات الطبية تبين أن كيليتي تصلح له، فأنا فطن قلت للطبيب: هل من ممكن أن تعطيني ضماناً بأني لن أحتاج للكلية الثانية؟
والطبيب لا يعطيني ضماناً، فلماذا تعرض نفسك للمهالك؟
ما فائدة الأجر والثواب لمن ابتلي فصبر؟
على أي حال أنا أنفر من التبرع بالأعضاء لهذه الأسباب و لغيرها، وأقرِّ وأعترف أن المجامع الفقهية وغير مجمع من المجامع تجوز ذلك، ويقولون هذا الإنسان سيموت، وهذا العضو منه سيبلى بعد وفاته، والتبرع يكون في الحياة .
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: « يُبعث الميت على ما مات عليه »، هل يوجد أحد يستطيع أن يفصِّل لنا كيف يبعث؟
مثلاً لو أن شخصاً تبرع بالقرنية والأعضاء عضواً عضواً، فكيف يبعث على ما مات عليه؟
هل يبعث أعمى؟
إدراكنا للحياة البرزخية إدراك جُمليّ، وفي جواز التبرع بالتعليق بالموت ذهابٌ لبعض المحاذير التي ذكرناها إلا الملك، ولكن ما أثر ذلك في حياة البرزخ ؟
والأمر بناءً عليه يقع البت في الجواب، بلا شك السلامة أن يبقى الإنسان على فطرته .
*مداخلة أحد الحضور:*
شيخنا هل يلحق بذلك التبرع بالدم ؟
*الشيخ:* التبرع بالدم أمر آخر -جزاك الله خير- بعضهم يقيس على التبرع بالدم، وهذا شيء آخر.
أولًا: لأن التبرع بالدم له أصل في الشرع؛ وأصله يدور بين الحجامة والفصد، وفصد الدم أقرب، كذلك الحجامة.
ثانياً: الدم عضو متجدد بخلاف العضو الذي لا يتجدد فالقياس مع الفارق، فإلحاق العضو بالدم يسمى عند العلماء إلحاق مع الفارق، والقياس عليه ليس بسديد.
*السؤال التاسع: ما حكم وضع اليد على الجبهة عند التقبيل؟ومن الذي سمّاها السجدة الصغرى؟*
الجواب: التقبيل له أحكام، وفقهاؤنا وعلماؤنا لهم كتب في أحكام التقبيل.
من قديم ألف *ابن الأعرابي* تلميذ أبي داوود كتابا سماه “القبل والمعانقة”.
*وخلاصة أحكام التقبيل أن تقبيل الفم لا يجوز إلا للزوجة لأنه يثير الشهوة.*
والتقبيل من باب الرحمة كتقبيل الصغير وما شابه أمر لا حرج فيه.
*ومقابلة المسلم للمسلم يكون بالمعانقة لا بالتقبيل.*
فإذا وقع اللقاء بين المسلم والمسلم بعد الرجوع من السفر أو طول الغياب فتُسن المعانقة ويكره التقبيل، وإن كانت فيه شهوة فهو حرام.
*نحن مقبلون على عيد، والأصل عدم التقبيل.*
ومتى تكون المعانقة لا التقبيل؟
عند طول غياب أو قدوم من سفر.
أما أخوك أمس كان معك وأنت الآن أتيت للعيد ما يسن لك أن تعانقه.
اليوم حتى بعض الساسة في بلادنا يقول: الشعب الأردني شعب تقبيل، في كل مناسبة يقع التقبيل، هذا غير صحيح.
في الشرع لا تجوز المعانقة إلا بعد طول غياب أو بعد قدوم من سفر.
أما تقبيل اليد، تقبيل الرأس، القدم، الركبة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قبّله أصحابه من ركبته وقبلوه من يده، *أما الرأس فهذا ما عرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قُبّل منه.*
تقبيل اليد يكون بالقبلة دون وضعها على الجبين، والتقبيل مع وضع اليد على الجبين كان *سفيان الثوري* يسميها *السجدة الصغرى*، يعني قبّل وانتهى وما ترفع اليد على الجبين.
*وتقبيل أيدي الفضلاء والكبراء ومن لهم فضل عليك هذا أمر حسن، على أن لا يكون سنة دائمة.*
*السؤال الثالث:*
*يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟*
الجواب:
أولاً: أسأل الله -عز وجل- أن يبارك لك فيما أنت مقبلٌ عليه، وأسأل الله -جل في علاه- لي ولك ولإخواني الحاضرين وإخواني المستمعين الثبات على الاستقامة.
والاستقامة أمرها عزيز.
والله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: *«فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير»*[هود: 112].
فالإنسان ما لم يستشعر أن الله بصير به مراقب له، ويعرف الله بأسمائه وصفاته؛ تَستعسر عليه الاستقامة.
الاستقامة أمر من الداخل.
والمستقيم اليوم يتحدى كثيراً من التحديات التي تبعده وتصرفه عن الاستقامة.
والإنسان بنفسه ضعيف وبغيره قوي ، فحتى تستقيم أولاً: أكثر من أن تلهج بالدعاء الذي علمنا اياه النبي صلى الله عليه وسلم: *«اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»* {متفق عليه}، *«اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك»* {صحيح الترمذي}.
ثم احرص على الصحبة الصالحة التي إذا غفلت ذكرتك، وإذا جهلت علمتك، فاحرص على الصحبة الصالحة، الصاحب في البدايات من أهم المهمات في سبيل الاستقامة، والطريق طويلة ووحشة، فالصحبة الصالحة ترفع الوحشة.
فاليوم من أهم أسباب الاستقامة أن تصنع لك بيئة خاصة، من أهم أسباب استقامة أولادك أن تصنع لهم بيئة فيها استقامة.
وأنا أعجب من الآباء الذين لا يحضرون أبناءهم إلى المساجد ، أحضر أولادك إلى المسجد، يصاحب مجموعة من الشباب الطيبين أنت وإخوانك الكبار معك في المسجد، أولادكم يصاحبون بعضهم البعض ويحبون بعضهم بعضا، هذه من أسباب الاستقامة.
ثم من أسباب الاستقامة أن تكون الاستقامة على قواعد صحيحة شرعية، بأن تكون طالب علم، أن لا تفارق مجالس العلم ومجالس العلماء وأن تحضر عندهم.
واليوم الإنسان كالغريق يحتاج حاجة ماسة إلى اللجوء إلى الله وأن يبقى متمسكا بحبله، سائلاً ربه الهداية.
*السؤال الأول: أخ يقول هل من يذهب إلى بلاد الكفر لصفقة عمل مدة محددة سنة أو سنتين ثم يرجع هل يعتبر مقيما؟*
الجواب : لا، ويجب على الأمة أن تقيم الفرائض الكفائية فيما تخص دنياها، والواجب على المسلمين أن يستغنوا عن حاجاتهم للكافرين في أطعمتهم، وفي أدويتهم، وفي تطببهم، وفي قوتهم، وفي أسلحتهم، وفي سائر شؤون حياتهم.
فمن أقام هناك ليتعلم ونوى أن يسدّ هذا الواجب فهو مأجور .
فالتعلّم والتطبّب والدعوة إلى الله عز وجل وما شابه ليس فيه إقامة دائمة.
الإقامة الدائمة أن تصبح سنّا في عجل يدور بدوران حركة المجتمع، فتتنازل عن مبادئك وعن قيمك وعن اخلاقك وعن عاداتك الموصولة والموروثة من المسلمين، وتصبح مثلهم وتتطبع بتطبعهم، وتنزل الأشياء منزلتها على وفق الدنيا على وفق قواعدهم دون أي حساب للدّين أو الخلق او العيب، فهذا يقع مع الإقامة الدائمة الطويلة.
أما الإقامة العارضة التي تكون فيها حاجة؛ فهذا ليس داخلا تحت الوعيد، ليس داخلا تحت قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: *أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ ّمُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ؟، قَالَ: لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا* رواه أبو داود ( 2645 ) ، والترمذي ( 1604 ) وصححه شيخنا الألباني رحمه الله تعالى في إرواء الغليل ( 5/30 ).
*قد يقول قائل: ورد حديث من أقام بين ظهراني المشركين ثلاثة أيام.*
*السؤال الرابع والعشرون: ما حكم النكت والطرائف المضحكة مع الدليل؟*
الجواب: أولا هذا يندرج في العرف واللغة تحت المزاح.
وعلماؤنا يقولون: *ينبغي أن يكون نصيب المزاح من الكلام كنصيب الملح من الطعام،* يعني الطعام بدون ملح لا يؤكل، لكن الطعام كله ملح لا يؤكل.
وقالوا سمي المزاح مزاحا *لأنه مظنّة الإزاحة عن الحق.*
ولذا النبي عليه السلام كان يمزح ولكن لا يقول إلا حقا.
و علماؤنا يذكرون مسألة ذكرها *الإمام الذهبي* في *سير اعلام النبلاء* يقولون ما هو الأحسن أن يميل الإنسان إلى الانبساط والضحك أم الأحسن أن يميل إلى الشدة و العبوس؟
فالامام الذهبي في سير اعلام النبلاء يقول: إذا رأيت في نفسك انقباضا وتماسكا ونكدا تباسط،
وإذا رأيت في نفسك تباسطا وضحكا فتمالك، فالجواب يختلف باختلاف الإنسان وطبعه، فبعض الناس وهو يضحك تظنه على نكد، تجده شديدا، وبعض الناس يضحك في كل شيء.
الأول :
مطلوب منه أن يتباسط.
والثاني: مطلوب منه أن يتماسك لماذا؟
لأن القاعدة والأصل في الشرع الاعتدال في كل شيء .
والإمام *ابن القيم* له تجليّات بديعات في اواخر *كتابه الروح* لمّا ذكر الشجاعة و ذكر التهور والجبن، الشجاعة بين التهور والجبن، فكل خلق إن غلوت فيه ذممته وإن قصرت فيه ذممته.
وكل الأخلاق المحمودة في الشرع هي الوسط، فان زدتها ذممت وإن قصرت ذممت .
وبالتالي الطرائف والمستملحات وما يدخل على النفس من السرور هذه اشياء لا حرج فيها , وهذا من صنيع أهل المروءات أن تختار العبارات وأن تجعل الشيء يناسب المحل الذي فيه وأن تخاطب الناس بما لا يزعجهم ولا يقللهم .
*هارون الرشيد* في مجلس فيه علماء وادباء رفع المسواك فسألهم سؤالا قال ما جمع هذا؟
ففهم بعض أصحاب المروءات من العلماء ما جمع هذا فقالوا: *محاسنك يا أمير المؤمنين،* ما قال مساوئك يا أمير المؤمنين .
فإذا كانت الأمور تدور على أن تحسن الخطاب وأن تكون من أصحاب المروءة وأن تنزل الناس منازلهم وأن تنتقي الاخلاق والعبارات والطرف ليس للضحك لذاته، وانما لما يستملح فكتب أهل العلم مليئة بهذا، *المروءة لابن المرزوبان* من الكتب الجيدة و الكتاب قديم صاحبه من المئة الرابعة وهو يسند فيه، وكذلك *الموشى أو الظرف والظرفاء* كتاب بديع للغاية إذا قرأه الانسان يعرف كيف يكون من أهل المروءة، يعني يراعي كل شيء في خطابه للناس .
لكن الضحك لذات الضحك هذا ممنوع، فكثرة الضحك تقسي القلب، ومن يضحك الناس غالبا يرتع في أعراضهم، يعني تنتقل الغيبه من الغيبة الشخصية فتصبح غيبة جماعية، يقول لك واحد طفيلي، واحد خليلي، واحد ما ادري شو فتصبح غيبة للكل، وللاسف في كل بلد إذا وجد طائفة يعرف عنها التدين و يعرف عنها البعد عن الشرور تكون نكت الناس حولهم، في سوريا أهل حمص، في الأردن أهل الطفيلة، في فلسطين اهل الخليل، وهؤلاء لو فحصتهم لو جدتهم أهل ديانة وما وجدت في ديارهم المعاصي الظاهرة الموجودة عند غيرهم .
وللأسف هذا أمر ما ينبغي أن يصنع الا كما قلت إن كان حقا.
جاءت امرأة عجوز الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال: يا أم فلان! إن الجنة لا تدخلها عجوز! فولّت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا} رواه الترمذي في الشمائل، وصححه الألباني بطرقه، فإن هذا الحديث يورده أهل العلم في باب مزاح النبي صلى الله عليه وسلم، كما فعل ذلك الترمذي، والبغوي في شرح السنة، والماوردي في أدب الدنيا والدين، وابن الأثير في جامع الأصول، والخطيب التبريزي في المشكاة، وابن كثير في السيرة النبوية، والمقريزي في إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع.
ثم بين لها النبي عليه السلام أنها لا تدخل الجنة وهي عجوز بل تعود شابة، فالعجوز لا تدخل الجنة فهذا من المزاح الحسن المليح، فالمزاح لا يكون الا بحق و بقدره ولا يكون فيه باطل ولا يكون فيه اعتداء على الناس.
*السؤال السابع عشر: حكم وضع الآيات خلفية على (الواتس آب) هل هي كما نضعها على الجدار؟*
الجواب: لا.
*هل الصورة التي في الخلوي كصورة ابنك أو غيره مما أحل الله لك ما لم يكن فيه مصادمة للنص، هل الصور في الخلويات كالصور االتي توضع على الجدران؟*
الجواب : لا ، الصور في الخلوي في عداد المطموسة وليست في عداد الصور الظاهرة، ثم مسحها أمر سهل ميسور، والصورة غير بائنة، فأنا أرى أن الأمر واسع.
*ما حكم وجود القرآن في ذاكرة الخلوي؟*
واحد من الطلبة عاند شيخناً فسأله عن حكم دخول الحمام بالجوال فقال له: لا حرج الأمر واسع.
فالطالب ناكد، وقال: كيف يا شيخ جائز والجوال فيه آيات الله عز وجل؟
هل الخلوي كالمصحف؟
هل الخلوي أحكامه كأحكام المصحف؟
وهل من لم يجوّز مس المصحف للمحدث حدثا أصغرا (غير المتوضئ) لا يجوّز مس الخلوي لغير المتوضئ؟!!!
هذا غير ممكن،
من غير الممكن واحد يقول الخلوي لا يجوز مسه.
فالشيخ قال له: يا حبيبي يا ابني حافظ القرآن هل له أن يدخل الحمام؟
واحد حافظ القرآن هل له أن يدخل الحمام؟
جائز
فقال : القرآن أين؟
قال : في ذاكرته.
قال: والمصحف في ذاكرة الجهاز ، هذا ليس مصحفا” هذا جهاز تلفون في ذاكرته المصحف مثل الحافظ للقرآن الذي في ذاكرته المصحف، فهذا أمر لا حرج فيه.
*السؤال الثالث عشر: أخ يسأل ماالفرق بين الحاجة والضرورة؟*
الجواب : فرق كبير بين الحاجة والضرورة، ولو أردت أن اتكلم بكلام الأصوليين لعسر الأمر، لكن أريد أن أضرب أمثلة وأبين ضرورة الفرق بين الحاجة والضرورة .
*الضرورة* محصورة في النفس، والنسل، والمال، والعرض، والعقل.
*الحاجة* غير محصورة.
*الضرورة* يجوز ارتكاب المحرّم من أجلها و *الحاجة* تدفع بقدرها.
*الحاجة* شيء يلم بالإنسان لا يطيقه فجاء الشرع فقال هذه *الحاجة* لها أحكامها الخاصة.
اليوم عند المتساهلين من المفتين لا يميزون بين الحاجة وبين الضرورة .
فمثلا موضوع الربا بعض المفتين يجوّز الربا من أجل *الحاجة* لا من أجل *الضرورة.*
موضوع الربا بعض المفتين يجوز الربا من أجل *الحاجة* لا من أجل *الضرورة*، ويجوز الخمر.
يقول العلماء أن رجلا يأكل فغص بلقمة وليس عنده ما يسلكها إلا الخمر فله أن يسلكها بجرعة الخمر.
لماذا؟
هل هذه ضرورة أم حاجة؟
*ضرورة.*
لماذا؟
لأنها محافظة على النفس، إذا ما سلكها بالخمر مات، كالذي شارف على الهلاك ولا يدفعه إلا بالميتة أو بالخنزير فهذه *ضرورة.*
إنسان ما يجد مالا ليشتري بيتا لكن يستطيع الإيجار فهل الآن السكنة في البيت ضرورة أم حاجة؟
*حاجة،* وليس *ضرورة*، لأنه لا يترتب عليه هلاك، وتدفع هذه *الحاجة* بالإيجار فليس لمن لا يستطيع ان يسكن البيت يأخذ من الربا من البنك ويشتري.
فالفتوى هذه سبب فسادها و منشأ خطئها أن قائلها ما فرّق بين الحاجة والضرورة.
خذ مثلا أوضح: شبّ حريق بالبيت ويوجد امرأة في الحمام عارية تتغسل واستطاعت فرق الإنقاذ أن تدخل البيت وأخرجت الأولاد وبقيت المرأة عارية في البيت، الآن إذا ما كسرنا عليها البيت واخرجناها وحملناها وهي عارية ماتت، هل هذا جائز؟
نعم *ضرورة* جائز .
لو قاربت بين المصالح والمفاسد فهذه *ضرورة* وهي جائزة.
لكن امرأة اوجعها ضرسها هل لأحد أن يمسها ويأخذها للطبيب محمولة؟
لا.
فالمس حرام أن تمسها حرام، لأن هذه *حاجة* وتلك *ضرورة* والفرق بين الحاجة والضرورة كبيرة.
لا يجوز للإنسان أن يحمل المرأة لمجرد أن ضرسها يؤلمها إلى طبيب الأسنان.
*والضرورات تبيح المحظورات،* كلمة الضرورات تبيح المحظورات في حمل المرأة في وجعها بضرسها هذا عنوان فتاوى كثير من المعاصرين في هذا الزمن .
طبعا المسألة مستنكرة لكن لو أنك قلّبت بعض الفتاوى لوجدتها على هذا الحال .