*السؤال الثاني عشر: أمي تريد أن أهنئها بعيد الأم ماذا أعمل؟*
الجواب: هنئها في كل يوم، وأبسطها في كل يوم، وأدخل السرور عليها في كل يوم، وإذا أمك تحب هدية ما تفهم منك عشان إنك متدين يعني أنت حرمتها من عطائك.
أعط أمك في كل يوم ،أين المشكلة؟
يعني واحد مبتلى عنده أقارب يعملوا أعياد ميلاد للصغار ،هل لكونك أنت متدين تحرمهم من هذه الأكلات، كل شهر اعمل لهم قالب كيك واطعمهم، لا تشعرهم بالحرمان ما تشعر ولدك لأنك أنت متدين أنه والله هو الآن أصبح محروما، هذا علة فيك هذا الشعور إذا تسلل لقلب ولدك هذا علة فيك، *وهذا سبب من أسباب الصد عند سبيل الله،* فأنت صاد عن سبيل الله، وكذلك أمك وكذلك أبوك، لكن قد يوافق بخلك أنه والله عيد الأم حرام .
……..
أعط أمك.
أكرم أمك.
ماتشعرها بالحرمان.
ما تشعرها أنها تطلب منك يوم عيد الأم.
أشعرها واجعلها تنطق وتقول أنا بفضل الله ولدي غير مقصر معي، ولدي يعطيني في كل حين، فإن فعلت هذا فأنت الآن موفق، أما أن تغلب بخلك وتغلب إمساكّك أو مطاوعتك لزوجتك أو أو أسباب كثيرة تكون في المجتمع أنه والله بحجة عيد الأم ليس بمشروع فأنت تمنع وتمسك عن أمك فهذا أمر ليس بحسن.
*السؤال الحادي عشر: ما حكم مشاهدة الأفلام و المسلسلات التاريخية وخصوصا “فيلم الرسالة” و ما حكم تمثيل شخصيات الصحابة؟*
الجواب: التمثيل فيه محذوران:
*المحذور الأول*: أنّ فيه نوع من الكذب.
وثبت عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أحب أني حكيت إنساناً، وأن لي كذا وكذا) رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، ولفظ أبي داود: عن عائشة، قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا، قال غير مسدد:تعني قصيرة ، فقال: “لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته” قالت: وحكيت له إنسانا، فقال: “ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا”.
و قال العلامة الألباني صحيح.
مثلاً إذا قرأت القرآن مثل الشريم أو السديس حفظهم الله تعالى و غيرهم من القراء فتتكلف في محاكته فهذا ممنوع.
فبعض الناس إذا صليت خلفه تشعر بتكلفه فتشعر بتعبه فتتعب وأنت تصلي خلفه، و لكن إذا جعل الله صوتك مثل صوته كما قد يجعل شكلك مثل شكله، فهذه ليست محاكاة.
والتمثيل قائم على المحاكاة.
فهو ممنوع لقول النبي صلى الله عليه و سلم المتقدم.
فلا تتكلف ابق على طبعك.
*المحذور الثاني:* أن أصوله ليست من ديننا.
فأصوله من الغرب و لا نعرف أحداً من الصحابة و لا التابعين و لا تابعي التابعين قام به أو كان موجوداً عندهم.
والتمثيل قد جاءنا من غيرنا من الغرب، بسبب احتكاكنا بهم و لا يأتي أحد و يحتج *بابن دانيال* *وطيف الخيال*، فهذا كان معروفا في *القرن السادس*.
فعلى هذا يكون *التمثيل* فيه تشبه بالكفار.
لماذا لا تعظم الصحابة؟
لماذا لا تقرأ عن الصحابة؟
وهذه المظاهر الجوفاء لا أصل لها. فإليك مثلاً رجل ملأ بيته صوراً لأبيه و لا يدعوا له و لا يترحم عليه و آخر لا يضع صور أبيه و لكنه يدعوا له فمن الأفضل؟
الثاني هو الأفضل.
*والنبي صلى الله عليه و سلم أحب إلينا من آباءنا، وحبنا يكون بالصلاة عليه، والاقتداء به، وليس له صور.*
*بالتالي هذه المظهرية الجوفاء ما ينبغي أن تشغلنا، و ينبغي أن تشغلنا الطاعات التي تقربنا من الله جل و علا.*
قال الله تعالى عن الأشهر: ﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرࣰا فِی كِتَـٰبِ ٱللَّهِ یَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَاۤ أَرۡبَعَةٌ حُرُمࣱۚ ذَ ٰلِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُوا۟ فِیهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَـٰتِلُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ كَاۤفَّةࣰ كَمَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ كَاۤفَّةࣰۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ﴾ [التوبة ٣٦].
ونحن الآن في شهر “رجب” وهو من الأشهر الحرم.
نصيحة يا شيخنا لنا جميعاً في هذه الايام؟
الجواب:
أولًا: هذه الأيام عظيمة، فيسنّ للإنسان أن يجمع نفسه من أن يكثر من طاعة الله جل في علاه.
لم يثبت شيء في رجب على التعيين، إلا أنه من أشهر الله الحرم.
وأشهر الله الحرم تعظم فيها طاعة الله تعالى، وكل أدرى منكم بحضور قلبه، إلا صاحب القلب الميت، وحاشاكم أن تكونوا كذلك.
بعض الناس للآن لا يعرف قلبه كيف يحضر، بعضهم يحضر قلبه بالصدقات، وبعضهم بقراءة القرآن، وبعضهم في صلة الرحم.
فجميل قبل الساعة الأخيرة من الجمعة تكون في صلة رحم وأن تكون ناويا فيها عبادة من العبادات.
أن تتقصد الأيام الطيبة، الطاعات التي يحبها الله والتي تجد لها أثراً.
هنالك عبادات مبتدعة كثيرة، وهنالك عادات جاهلية عربية كانت موجودة في الجاهلية ولا سيما عند قبيلة مضر، فمضر كانوا يعظمون رجب، وكان إذا دخل رجب عظّموه كما كانت العرب يعظمون الأشهر الحرم.
فكان عمر لما يرى ويتقصد أهل مضر وكان بعضهم يصوم الشهر بتمامه، فكان عمر رضي الله تعالى عنه يضرب أيدي الرجبيين الذين هم مضريون.
وهنالك صلوات مبتدعة ومنها صلاة الرغائب، وصلاة الرغائب تفعل في أول ليلة جمعة في شهر رجب، التي هي ليلة أمس.
الآن أهل البدع والعياذ بالله أحيوا الليلة هذه بصلاة تسمى صلاة الرغائب، وهي صلاة مبتدعة، ووقع مساجلات بين ابن الصلاح والعز بن عبد السلام، وشيخنا الألباني -رحمه الله- طبع كتيبًا في المساجلة التي حصلت بين ابن الصلاح والعز بن عبد السلام .
وحكم أهل العلم على صلاة الرغائب بالبدعة.
فرجب شهر من أشهر الله الحرم، لم يثبت في صيامه شيء على التعيين، ولا يوجد فيه صلاة خاصة على التعيين كصلاة الرغائب، وإنما هو من أشهر الله الحرم التي تعظم فيها عبادة الله تعالى بعموم الطاعة.
فاحرص أن لا تظلم نفسك، وظلم النفس أن تفعل المعاصي و الموبقات، فإذا كنت مبتلى والعياذ بالله ببعض الأوساخ والقاذورات، وبعض المعاصي، فابتعد وخف من ربك كما لو أنك كنت في بيت الله الحرام، فالله عز وجل يعظم الزمان، ويعظم المكان.
فعظم هذه الأشهر حتى تتفقد نفسك، وتقبل على الله عز وجل وتقلع وتبتعد عن المعاصي.
*السؤال التاسع : ما معنى العنوهن فإنّهن ملعونات، وهل يجوز لي أن ألعن الكاسيات العاريات في الشارع ؟*
الجواب: *أحد الإخوان قال لعنت إمرأة فخلعت حذائها وجائتني متوجهة لي .*
والله المستعان.
*أولاً:* العنوهن فإنهن ملعونات هذه زيادة عند ابن حبان، والصحيح أنها ثابتة و الحديث أصله في صحيح مسلم، *ومسلم ما ذكر رواية العنوهن بل ذكرها الإمام ابن حبان في صحيحه وهي ثابتة.*
*ثانيا:* أن تلعن المتبرجة حتى تحصن نفسك من شرها، وحتى تتذكر أنها ملعونة، وحتى لا تغريك ولا تضلك ، فأنت تلعنها حتى أنت تحصن نفسك.
فإذا غلب على ظنك أن لعنها يولد لك منكرا فلا يلزم من وجود الضرر باللعن أن تترك اللعن، *تلعنها في نفسك حتى تحصن نفسك من شرها.*
*ثالثاً:* هل اللعن لهذه المرأة على التعيين أم يكون اللعن بمعنى أن تلعن جنس المتبرجات؟
*اللعن على التعيين بمعنى أن تخرجها من رحمة الله و أن تقرر أنها في النار أو أنها بعيدة عن رحمة الله فهذا الأمر ليس إليك، فالقلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن وليس لأحد أن يقرر ذلك.*
*الصحابة كانت عقولهم وقلوبهم تتسع لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم*، لما النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أبا بكر لما أسري به إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السموات السبع وغاب عنه العشاء وعاد له الفجر، بالله عليك لو كنت في ذلك الوقت تصدق؟
أنت أيها المسلم أسألك إن كنت في ذلك الوقت بالله عليك ترى نبيك العشاء وهو يخبرك الفجر:
أنه ذهب لبيت المقدس ومن بيت المقدس عرج به الى السموات السبع ورجع وصلى الفجر.
هل تصدق؟
حالنا نحنُ الآن الله أعلم به.
*أبو بكر يخبره أبا جهل ويقول له النبي عن هذا الخبر.
أنظر أنت نفسك الآن مذهبك *بكري* أم *جهلي*، مذهبك أبي بكر أم، مذهب أبي جهل؟
أبو جهل يقول لأبي بكر اذا جمعت لك كل قريش هل تخبرهم عن حادثة الإسراء والمعراج.
قال : انتهى جاءت ساعة القضاء على محمد، مادام وصل به الحال أنه ذهب إلى بيت المقدس والسماء ، انتهى أمره.
فيقول: لو جمعت لك رجال قريش تخبرهم؟
فقال ابو بكر: أخبرهم.
*فالواجب علينا أن تتسع عقولنا وأن تتسع قلوبنا لأخبار نبينا صلى الله عليه وسلم.*
والعقل لما يبدأ يلعب ويشوش على الكتاب والسنة أعزله لا تبقه كما يقول *شيخ الإسلام ابن تيمية*:
هذا رجل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، تخيل لو كنت أنت الآن تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء جارك وأصبحت لا تطيقه.
النبي عليه السلام أرشده لشيء عجيب جداً قال له : *أخرج متاعك في الطريق.*
واضحة أم لا؟
غير واضحة.
ما السبب في أخراجك لمتاعك في الطريق.
لكنه تابع النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج متاعه في الطريق.
فكان الناس يمرون به لم تفعل هكذا يا أبا فلان تضع متاعك في الطريق.
قال : *شكوت للنبي صلى الله عليه وسلم سوء خلق جاري وأمرني أن أخرج متاعي في الطريق، فكان الناس يلعنون جاره.*
هذا هو الشاهد، فالناس الصحابة يلعنونه، يلعنون الجار السيء، فكان الدواء نبويا صحيحاً ناجعاً.
لذا قال أهل العلم : *الدعاء أو اللعن على التعيين إذا كان بمعنى الدعاء عليه جائز، أما إذا كان بمعنى أن تقرر أنه في النار وأنه بعيد عن رحمة الله هذا أمر ليس بجائز.*
العنوهن بمعنى الدعاء عليهن جائز على التعيين أما بمعنى إخراجهن من رحمة الله فلا.
فتقول لعن الله الكاسيات العاريات.
لكن إذا قلنا يتولد عن هذا ضرر هل يُسقط هذا أن تحدث نفسك باللعن؟
*السؤال الرابع عشر: المتتبع ﻷحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن بعض الأحاديث تختلف مع قواعد اللغة ، مثلا : “لا تقوم الساعة حتى ترون عشر آيات وقواعد اللغة تقضي أن تكون (حتى ترون)، والحديث (حتى ترون عشر آيات )، فما توجيهكم؟*
الجواب: أولا : زعموا أن هنالك آيات أيضا تخالف اللغة ، فهذا يكون على الخلاف المشهور والذي درج عليه أهل اللغة اليوم ،ولكن هنالك شواهد في العربية معروفة هجرت إلا عند أهل الفن ، فاشتهر خلافها، والعرب لهم لهجات، والنحاة لهم مذاهب، وأشهر المذاهب عند العرب المعروفة عن النحاة هي *المذهب البصري والكوفي،* لكن الحديث حجة في قواعد النحو مالم يثبت أنه روي بالمعنى، فإذا روي الحديث بالمعنى وهذا يعرفه مخرجوا الحديث، *أهل الصنعة الحديثية*، فيجمعون الألفاظ، ويجمعون الطرق ويرون هذه الألفاظ هل قالها النبي صلى الله عليه وسلم أم تصرف بها الرواة؟
فإن ثبت عندنا حديثا تصرف فيه الرواة وروي على أوجه متعددة، بعضها يوافق وبعضها يخالف قواعد النحو ، فالذي يخالف قواعد النحو يكون هذا من باب من تصرف الرواة، *فرواة الحديث ليسوا أئمة لغة بل كثير منهم أعاجم،* ولاسيما في الطبقات المختلفة المتأخرة.
فعليه، الحديث بعد أن نتأكد أنه لم يرو بالمعنى فهو حجة في النحو، ويستدل به على قواعد النحو.
ولبعض أخواتنا رسالة دكتوراة بديعة في هذا المعنى وبحثتها بحثا حسنا ، *المسائل النحوية” النحو في فتح الباري* ثلاث مجلدات ،وكتب غير واحد كتبا في هذه الجزئية.
والإمام اللغوي الشهير *بدر الدين الدماميني* لما كان في الهند بُحثت هذه المسألة في الهند بحثا مستفيضا ،وظفرت بخطه بورقة أرسلها لشيخه *سراج الدين البلقيني،* يسأله عن هذه المسألة وأجاب البلقيني بما قلت.
وفي *شرح الألفية للشاطبي* كلام بديع محرر طويل حسن جميل فيه استقراء شبه أن يكون تاما في المسألة والله تعالى أعلم.
بعض الناس في *صيام شوال* في صحيح مسلم يقول لك الحديث يخالف قواعد النحو، النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك :” من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال”، قال: *(ست)* خطأ في اللغة فسنصوم النهار، لازم نقول : بستة لأن اليوم معدود مذكر ، فالعدد من (3-9) ينبغي أن يكون مؤنثا، يقول : الحديث ضعيف ،هل هذا الاستنباط صحيح ؟
هذا هو العوج.
الحديث رواه بالمعنى، والأحسن أن يقال : من قواعد النحو أن المعدود إن حذف فيجوز تذكير العدد وتأنيثه، النبي عليه السلام ماقال بست أيام ، النبي صلى الله عليه وسلم حذف المعدود، قال :”من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، ماهو المعدود؟
محذوف غير مذكور ، وفي قواعد النحو يقولون : إن حذف المعدود فيجوز تذكير العدد وتأنيثه، إذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم “بست من شوال “ليس مخالفا لقواعد النحو.
فأن نتجرأ على أحاديث الصحيحين ونبدأ نرد أحاديث الصحيحين بقواعد اللغة هذه جرأة.
*ولابن هشام* كلام في شواهد الصحيحين البخاري.
وأخونا جزاه الله خير *محمد الرمحي* رسالة الدكتوراة درس الأحاديث، وطول في التخريج وحاول أن يقف على أنه هل هذا الحديث قاله النبي عليه السلام أم هو من تصرف الرواة، ووجه كلام ابن هشام بناءا على التخريج الحديثي ، يعني هو أخذ الدكتوراة في علم الحديث النبوي، ما أخذها في علم النحو ،فماذا كان صنيعه؟
أن يتتبع الحديث وأن يطول في تخريجه، وأن يجهد أن يعلم هل هذا الحديث بهذا اللفظ روي بالمعنى أم أن النبي عليه السلام قاله هكذا، ثم يوجه بعد ذلك كلام ابن هشام.
فهذه المسألة للكبار وتحتاج لإنتباه وهذه المسألة تحتاج لبحث طويل، ومجرد أن يتصرف الرواة في لفظ الحديث فيخطئوا فيه على قواعد اللغة ،يصبح الحديث الثابت في الصحيحين ،أو الثابت في صحيح البخاري ، أو الثابت في صحيح مسلم يصبح ضعيفا *هذا كلام الجهال وليس كلام أهل العلم.*
*النبي صلى الله عليه وسلم هو أفصح من نطق بالضاد.*✍✍
قطعاً؛ العبادة ذُّل، والإنسان يضع أنفه في الترابِ تذللاً لله جلَّ في علاه. ولذا عبادتنا في حبنا لربِّنا ليست كعبادتنا في حبِّنا لنَبيِّنا، العبادة الواجبة تجاه الله، ليست كالعبادة الواجبة في اتجاه النبيِّ صلى الله عليه وسلم. لذا معاذ بن جبل لما كان في اليمن فرأى أناساً يسجدون …… وكان في شوقٍ لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع شديد محبةٍ له، فلما رآه في المدينة أول ما دخل المدينة سجد لرسول الله صلى الله عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ؛ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها”، من عِظَمِ حق الزوج على زوجته.
فالسجود فيه ذل وهذا الذل لا يكون إلا لله، لا يجوز لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع المحبة العظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذا إذا كنتم تذكرون في مثل هذا المجلس قديماً، أيحبُ غيرُ الله لذاته؟ فأجبتكم حينها أنه يحب أيضاً رسول الله صلى الله عليه وسلم لذاته ولكن مع التنويه والتفريق بأن الحق الواجب في المحبة لله تعالى غير الحق الواجب في المحبة لرسوله صلى الله عليه وسلم، و إذا انتبهنا لهذا القيد، قلنا أن النبي عليه السلام يجب لذاته، ولذا قلنا محبة نبينا هي فرع من محبة ربنا ،ولا يحب أحد لذاته بمعنى أنه لا تجب عليك الذل /.. إلا لله.
وبالتالي الإنسان يذل أنفه لله؛ لكن هذا ذل في مقام عز كما كان يقول بعض أهل العلم، كان يقول في وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة، ذل لله ولكن يكون في مقام عز، فإن العبد إذا ذل لله فإن الله يكرمه ويرفعه. وكان حقاً على الله ما ارتفع شيء في الدنيا إلا وضعه، أما ما ارتفع من الآخرة فلا يمكن لأحد أن يضع ما رفعه الله.
*السؤال الرابع : هل يجوز عندما نشاهد الغيوم في السماء التي لونها أسود نقول سوف ينزل المطر ؟*
الجواب : { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) }
هذا العلم المطلق علم الغيب ليس لأحد إلا لله عز وجل أما إذا رأيت المقدمات وعلمت سنة الله جل في علاه وصار علم الغيب شهادة عندك فهذا ليس علم غيب بالنسبة للبشر.
الطبيب أو الطبيبة إذا رأت الجنين الذي هو في الرحم واستطاعت أن تراه وتقول هذا ذكر أو أنثى هذا علم شهادة وليس علم غيب.
الأرصاد الجوية لما يرون الغيوم والرياح وسرعة الرياح ويعرفون كيف ينزل المطر فقالوا كلاماً المطر سيكون كذا وكذا هذا ليس علم الغيب.
علم الغيب قبل أن يأتي الحمل وقبل أن تأتي الغيوم وأن تأتي الريح تقول بعد شهرين في يوم كذا في مطر ؛ هذا علم غيب.
أو امرأة غير حامل تقول لها بعد كذا ستحمل ويكون لها ولد ذكر أو أنثى هذا غيب.
وأشبه لكم الأمر فواحد يعيش بعيداً عن الناس حامل منظار رأى من بعيد سيارة واستطاع أن يعرف شكلها المميز ولونها المميز وهذه السيارة لصديقه أو قريبه فلان ورأها وقدر أين بعدها فقال لأهله أو لأولاده صاحبنا فلان سيأتي بعد ربع ساعة من خلال المنظار وجاء بعد ربع ساعة هذا علم شهادة ،فبمقدار ما كان دقيقاً بالمعرفة وبمقدار ما يربط بين الأسباب والمسببات فهذا ليس غيباً .
ترى الغيوم تقول إن شاء الله ينزل مطر لكن لما ينزل المطر تنسبه لله عز وجل ولا تيأس ولا تُيئس في المطر.
كثيراً في هذا الموسم في أوائل المطر قال الناس إن الدنيا قحط …إلخ وكنت دائماً أتلو قول الله عز وجل { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) }.
فالله عز وجل الذي ينزل الغيث من بعد أن يقنط الناس ،فلله الحمد والمنة الله عز وجل أكرمنا أنزل مطراً شديداً أسأل الله أن يكون سقيا رحمة للبلاد والعباد فالنبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه قال : ليس السَنَةُ بأنْ لَّا تُمْطَرُوا، ولكنَّ السنَةَ أنْ تُمْطَرُوا وتُمْطَرُوا، ولا تُنبِتُ الأرضُ شيئًا”
صحيح مسلم (٥١٧٠)
، • والقحط أن ينزل المطر ولكن يكون غير نافع وينزل في وقت لا ينفع البلاد ولا ينفع العباد.
السؤال الثالث: من أنكر المنكر ولم تحصل اﻻستجابة ، فهل هذا يحمل على تقصير المُنكر ؟ مع أن الشواهد كثيرة من أنّ كثيرا من المنكرين لم تحصل له ثمرة ؟
الجواب: صحيح كثير من الناس ماحصلت الثمرة في حياتهم وإنما حصلت الثمرة بعد وفاتهم ،فالصحابة الذين ماتوا قبل أن يروا دولة الإسلام حصلت ثمرة أم لم تحصل ؟
طيب بحاجة أن نفهم القرآن ، فالله لما يقول للنبي -صلى الله عليه وسلم – :” إلاّ تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا “، (إلا تنصروه فقد نصره الله)؛نصره الله وهو في الغار ،هل الذي يكون في الغار منصور ؟
نعم منصور بالثبات،إن ثبت على دينه، وعلى مبادئه فهو منصور وإن كان في الغار ، وعلماؤنا يقولون: مقدمات النصر نصر ،
والله عزوجل يقول:” إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين”، طيب أنكرت وما ظهر لإنكارك ثمرة، ما ثمرت إن اتقيت وصبرت، فالله لا يضيع عملك ، التقوى والصبر، ممكن واحد ينكر ما يكون عنده تقوى؟ ممكن، *فحتى تظهر الثمرة لابد من أمرين* :
*الأمر الأول :أن يكون الإنكار فيه تقوى وإخلاص لله عزوجل وتقوى من الله* .
*الأمر الآخر : أن تصبر ، فمن أنكر بتقوى وصبر فالله لا يضيع عمله، يستحيل أن يضيع الله عملك، لابد أن تظهر له* *ثمرة ،وقد تظهر الثمرة بعد وفاتك، لكن الله يقول :” إن الله لا يضيع أجر المحسنين،فالأجر لا يضيع أبدا* .
السؤال التاسع عشر :ما حكم الذهاب الى المدرّجات لحضور المباريات ؟
الجواب: العب رياضة بدل أن تذهب للمدرجات لحضور المباريات .
أيهما أفضل أن تلعب رياضة أم تذهب للمدرجات ؟
أن تلعب رياضة .
العب كرة أو اركض او امش فانت العب رياضة .
الرياضات المعاصرة فيها آفات أشرها ثلاثا :
الآفة الاولى فيها قلب للموازين .
الناس بحاجة لبطل لا يجدون بطلا فيبحثون عن بطل بديل والبطل البديل هو في الكرة، فيدخل الكرة في ذلك المكان فهذا الشيء فيه عطش لوجود انتصار وما شابه فهذا مطلب نفسي .
فآفات الرياضة فيها أولا قلب للموازين .
فالنجوم الذين يضيئون للناس الظلمات ،ولذا النجوم على الحق والحقيقة من ؟
الصحابة نجوم ،
العلماء النجوم ،العبّاد الصالحون نجوم .
فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري قال :
صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم قلنا : لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء ! قال فجلسنا . فخرج علينا . فقال ” ما زلتم ههنا ؟ ” قلنا : يا رسول الله ! صلينا معك المغرب . ثم قلنا : نجلس حتى نصلي معك العشاء . قال ” أحسنتم أو أصبتم ” قال فرفع رأسه إلى السماء . وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء . فقال ” النجوم أمنة للسماء . فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد . وأنا أمنة لأصحابي . فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون . وأصحابي أمنة لأمتي . فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ”
الآفة الثانية للرياضة :فيها هدر للطاقة .
تخيلوا بعض المباريات لمّا تمر عليها أعدادا كبيرة من الناس ،كم من ملايين الساعات تضيع .
يعني لو المسلمين كل سنة بدل المباريات عملوا في مدة النظر للمباراة وجعلوا هذا المال ريعا لبعض الدول الفقيرة لعلها تحلّ بعض مشاكل الدول من الساعات المهدرة ،وكذلك فيها آفات التعصب والجاهلية .
فكم من النوادي فرقت بين الزوجة والزوجة وكم أوجدت من ضغينة وما يخفى عليكم الشغب الذي يحصل في الملاعب وكيف انها تفرق الامة .
لذا انا لا أنصح ابدا بالنظر للمباريات ولا الحضور للمدرجات وإنما أنصح الأخ الذي يسأل ومن عنده ميل وحب للرياضة أنصحه بأن يمارس الرياضة .
لا حرج مارس الرياضة فهذا يعود عليك بنفعه .
فالمؤمن القوي كما قال صلى الله عليه وسلم خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .
فالذي يلعب الرياضة ليقوي بدنه فهذا أمر لا حرج فيه وهذا أحب إليّ من النظر للمباريات .
*السؤال السابع عشر : بعض إخواننا يأخذ من مال الزكاة و هو يملك الهاتف الذكي (زعموا) وعنده نت في بيته وبرامج التواصل الإجتماعي كلها، وبعضهم لا يأخذ الزكاة بحجة أن الشيخ “مشهور” قال لا يجوز لطالب العلم أن يأخذ الصدقات؟*
الجواب: يعني لأنك طالب علم يجوز لك أن تأخذ أموال المسلمين، لا أحد يقول هذا.
*الشافعية* قالوا للتمليك، والشافعية عندهم الزكاة لهذه الأصناف كلها، فإذا أعطيت صنفا واحدا لا يجزئ، فلابد أن تعطي الأصناف كلهم.
*الجماهير* ولله الحمد والمنة قالوا *لل* هذه للإختصاص وليس للتمليك، فالزكاة مختصة بهؤلاء، فلو أعطيت نفرا أو صنفا واحدا فلا حرج، لو اعطيت كل زكاتك لصنف لا حرج، ولا يلزم كل الأصناف، لأن *«اللام»* ليست للتمليك.
فهل الله سبحانه وتعالى ذكر من هؤلاء طالب العلم؟
*لا، *فطالب العلم يأخذ الزكاة إذا كان فقيرا أو مسكينا أو كان عابر سبيل أو كان غارما.*
هل يأخذ الزكاة لأنه طالب علم؟
*من قال هذا*
*فطالب العلم إن كان غنيا يجب عليه أن يدفع الزكاة.*
*فبعض طلبة العلم من كسلهم وهم شباب لا يعملون، ويعيشون على زكوات الناس، هذا أمر مذموم وليس بمحمود.*
*ابن مسعود* يقول: ” أرى الشاب فيعجبني فأسأل عن مهنته فيقولون لا يعمل، قال فيسقط من عيني.
اليد المعطية أحب إلى الله من اليد الآخذة.
*فطالب العلم متى احتاج أخذ.*
هل ممكن يكون الإنسان محتاج وعنده خلوي وعنده نت؟
الحال يختلف من بلد إلى بلد، والفقر والمسكنة الشرع ما حد لها حدا، *و الشرع إن علق الحكم على أمر و ليس له حد مضبوط في الشريعة أو في اللغة فإنما الأمر يرد إلى العرف*.
*فالفقير في الإمارات ليس كالفقير في بنغلادش.*
*فالأمر لأعراف الناس،* فما يعد فقيرا في أعراف الناس يعطى، *أما يعطى لأنه طالب علم، فهذا يحتاج إلى نص، وهذا يخالف الآية.*
مداخلة مع الشيخ: *بعض اخوانا من طلاب العلم الذين يأتون من خارج البلد يملكون هذه الأجهزة والنت للتواصل مع ارحامهم من خلال هذه الاجهزة، لأنهم مغتربون ومحتاجون.*
الجواب: الحاجه تتفاوت من وقت لوقت، والسعادة تتفاوت من وقت لوقت، لعل بعض الفقراء اليوم يتمتع بما لم يكن يتمتع به كبار وأغنياء الدنيا قبل مئة سنة.
*لذا الدنيا ليست هي الحياة، الحياة الحقيقية والنعيم الحقيقي هو الجنة.*
وأنا لا أنكر أنه ممكن أن يكون إنسان عنده هاتف ويأخذ من الزكاة، ممكن، لأنه في أعراف الناس اليوم أصبح الهاتف من الضروريات، وقد تكون الحاجة له ماسة.
*لكن هذا الهاتف مصنوع لفساد دين الناس وأخلاق الناس، و مصنوع للعجلة فيما يسمى بالعولمة، ولذا قيمته قليله ، يعني أنت الآن تأخذ نت وتتصل بالدنيا وتأخذ كل شيء مقابل خلقك ودينك، و ثوابتك، وقيمك، وعاداتك، وتقاليدك، التي عليها آبائك وأجدادك حتى تمسح من الوجود، ليست فراغا، ليست مقابل لا شيء.*
اذهب على الصحاري و الفيافي وعلى الشعوب الفقيرة مثل مصر النت ببلاش، من سنوات في مصر النت ببلاش النت موجود في الصحارى الآن لماذا؟
فيه توصيات ومخططات من الخارج، ما يريدون ثوابتنا وأخلاقنا.
كان الواحد ممن أدركنا من آبائنا وأجدادنا إذا لم يكن صاحب دين يقول لك اليس عيبا يقولوا ابن فلان عمل كذا، يحفظ اسم أبيه، يعني هو مبتعد وحاش نفسه عن الحرام وعن العيب من أجل أسم أبيه.
الآن ما في شيء يمنع من الحرام أبدا ولا شيء *إلا الدين و تقوى الله عز وجل .*
فأنا أقول أن هذه الأشياء أصبحت في أعراف الناس يشترك فيها الغني والفقير، ولم تصبح فقط هي علامة على الغنى، يعني ممكن تجد في البيت ستة أو سبعة هواتف يعني ثمنهم ممكن يعمل مشروع صغير يجيب شيء يكفي في اليوم للعائلة ومع هذا الناس في أعرافهم يعتبرون أصحاب هذا البيت فقراء ولهم أن يأخذوا من الزكاة.
*أنا أقول ليس كل من يطلب علما يعطى زكاة.*
ممكن طالب علم يأخذ الزكاة.
لكن هل يعطى زكاة بوصفه طالب علم أم بوصف آخر له؟
*بوصف آخر له، ليس لأنه طالب علم، فطالب العلم الذي يصبح يأكل من أموال الناس وجالس على أموال الناس هذا ليس بمقبول ولا بممدوح.*