السؤال الثالث عشر سمعت من بعض عوام الناس يقول أين الله فيما يجري في…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/AUD-20171220-WA0086.mp3الجواب : اليهود ما فُضّلوا بعرقهم كما يزعم تلمودهم وكذبتهم ، اليهود فضلوا لما كانوا بين أنبيائهم ونصروا أنبيائهم وكانوا على التوحيد ، و هذا التفضيل كان في عصرهم وليس هو باقٍ إلى يوم القيامة ، والله عز وجل فضّل محمداً صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء، وفضّل أمته على سائر الأمم ، وصحّ عندنا أنّ موسى عليه السلام يتمنّى لو كان واحداً منّا وأن يكون فردا ً من أفراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فالزعم بأنّ اليهود أفضل من العرب أو أفضل من المسلمين فهذا من أبطل الباطل .
أين الله فيما يجري في الأقصى؟
يقول يوسف بن أسباط و وجدت ذلك عنه مسنداً وبعضهم يزعم أنه حديث نبويّ وهو ليس كذلك وهو ليس بحديث وإنما هو قول ليوسف بن أسباط قال :يقول الله تعالى – والظاهر أنه قال الله تعالى فيه بعض كتبه للأقوام السابقة – : ( من عرفني وعصاني سلطت عليه من لا يعرفني ) ، أنت أعزّك ربي إن غضبت من ولدك وضربته بالحذاء فأنت – قولاً واحداً – لا تريد عز الحذاء وإنما تريد إهانة ولدك ، والله جل في علاه يعاملنا بما نستحق ؛ أنظر إلى حال المسلمين أنظر إلي تشتّتهم أنظر إلى ضعفهم أنظر إلى النزاعات التي بينهم أنظر إلى بعدهم عن كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم أنظر إلى عدم غيرتهم على عقيدتهم وعدم غيرتهم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر إلى المعاصي التي تكون في أسواقهم وفي شوارعهم وأنظر إلى حالهم في الأسواق وإلى نسائهم ومدى إلتزامهن بكتاب الله عز وجل .
فالذي يقرأ كتاب الله قراءة سننية صحيحة ويعلم كيف أنّ الأمم تنهض وتقوم وكيف أنّ الله ينصر الأقوام فهذا يعرف الواقع ؛ فالذي يسأل هذا السؤال لا يفهم شيئاً من كتاب الله عز و جل {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }  الله جل في علاه يعفوا عنا كثيراً سبحانه وتعالى ، فالذي يجري في الأقصى هو مجمع ذنوبنا وإنما هو الآثار التي هي لمعاصينا ، فالله جل في علاه لا يعزّ إلا الطائع ومن لم يطعه أذله الله ، فبدعاء القنوت ( إنه لا يعزّ من عاديت ولا يذلّ من واليت ) ، فمن والاه الله لا يذلّه ومن عصاه فإن الله لا يعزّه ، هذه كلمات معروفات وهذه قواعد بديهيات مأخوذة من قراءة حال الأمم وكيف أنّ الله عز وجل رفع بعضها وأهلك بعضها وأن الله جل في علاه يعامل الأمة على حسب الأعمال التي تصعد إليه فإن كان حسناً عاملها الله تعالى بلطف منه ، وإن كان غير ذلك عاملها بما تستحق ويعفو عن كثير ، فإنه لا يقع بلاء إلا بمعصية ولا يرفع بلاء إلا بتوبة ، فالذي يجري لا يدل على أن اليهود أفضل من المسلمين – معاذ الله – اليهود اعتدوا على الله وعلى رسله وغيروا وبدّلوا وحرّفوا .
والله تعالى اعلم .
⏮ مجلس فتاوى الجمعة
27 ربيع الثاني 1439هـجري.
2017 – 12 – 15 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى :
⏮ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⏮ للإشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

السؤال العاشر رجل لديه أراضي زراعية ويستطيع من خلال هذه الأراضي أن يستقطب عمالة…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-10.mp3الجواب : من مَلَّكَك هذا الحق وهو حق مَعنوي إذا أَذِنَ لك أن تأخُذ فلك أن تأخُذ ، فالحقوق في الشرع :
 
مادية .
معنوية .
 
والمعنوية قسمان :
 
قسم تناله بمهارتك أو يُعطى لك ، وله قيمة عُرفية ، فهذا الحق مُكتسب يناط بأُناس دون آخرين ، وهذا الحق الَمعنوي يجوز شرعاً أن تأخُذ عليه مالاً ، وما حقوق الابتكار والاسم التجاري والماركة المُسجلة والتأليف وما شابه إلا من هذا الصنف .
 
الثاني من الحقوق المعنوية أن يكون عَطيِة عامة أعطاها الله للناس كُلهم لمعنى ومقصد مثل الشفعة وحق المبيِت عند الزوجة ، يعني إنسان أراد أن يبيع بيت فخشيَ من جاره أن يأخُذه فقال لجاره : أنا أُعطيك مبلغ كذا ولا تطلُب الشفعة فباع وتَمَّ البيْع وما أعطاه ، فرفعَ عليه قضية فالقاضي في الشرع لا يقضي له بحق الشَّفعة لأنَّ حق الشَّفعة حق معنوي لا يأخذه الإنسان باكتساب ومهارة ، وإنما هو حق شرعي جعله الله تعالى لِكُل الناس،  إن شئتَ أنت أَوْلى من غيرك بالشراء ، وأمَّا تتعوْض عليه بمال فلا ، امرأه اصطلحت مع ضِرَّتِها أنَّ هذه الليلة تكون لها مُقابل مبلغ تشتري حق المبيت لزوج عندها ، اجعلي هذه الليلة لي وخُذي كذا ، ليس لها أن تأخُذ مالك لأنَّ هذا الحق أعطاها إياه الشرع وهو ليس مكتسباً وهو ليس خاصاً إنما عام ، لكن إنسان اكتسب شيئاً معنوْيِاً وكان مَنُوطاً به وخاصاً به فله أن يأخُذ عليه المال .
 
الآن أصحاب التصريح فوزارة الزراعة مثلاً تُعطيك هذا التصريح فهل تأذن لك تبيع أم لا تأذن لك ،فإن أذِنَت لك أن تحصل مثل هذا فلا حرج ،  ما أذِنُوا لك قالوا لك : لا، نحن نُعطيك التصريح من أجل تنشيط الزراعة ،  من أجل أن تُنتج الأرض وما شابه فأنت ما حصَّلت المَقصد فليس لك أن تأخُذ ، وكذلك صاحب التأشيرة إذا الدولة أذِنت له فله أن يأخُذ وإن الدولة لم تأذن له فليس له أن يأخُذ لأنَّ هذا الحق أصلاً إنما هو من الدولة وليس من صاحبه ، نعم هو مُكتسب هو حق معنَوِي مُكتسب لكن بشرط الذي يُعطيك إياه ، لأنَّ الزراعة في الحقيقة هي أصل الخير ، فالتجارة والصناعة تبع للزراعة ، وإذا أردنا الإصلاح سواءً السياسي أو الاقتصادي لا بُدَّ من البَدء بالزراعة  فأُمة حجب عنها الطحين والقمح تموت ما تستطيع أن تفعل شيئاً لا بُدَّ أن تكون تابعة لغيرها لكن متى كانت هذه الأُمة هي تأكُل من زرعها فحينئذ لا يمكن لأي جهة من الجهات أن يتحكم فيها ،؛ اعجبتني عبارة لبعض المصريين كان يقول : من لا يأكُل من فأسه فقراره من غير رأسه .
 
مجلس فتاوى الجمعة
29 – 7 – 2016
 
رابط الفتوى :
 
خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?

هل صحيح أن الحجر الأسود من حجارة الجنة نزل أبيضا فسودته خطايا العباد

نعم ؛ ثبت ذلك في جامع الإمام الترمذي: {نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم} قال ابن العربي المالكي في شرحه الترمذي: ” انظروا إلى أثر الذنوب على القلوب فإن كان أثرها هكذا على الحجر فما بالكم بأثرها على قلب البشر؟”
فهذا حديث صحيح وثابت وللذنوب أثر عظيم على سائر الحياة ومن يتتبع النصوص يعلم ذلك حتى أن أثرها كان على الحجر فسودته ، والله أعلم .

السؤال التاسع عشر ما الفرق بين مضاعفة السيئات وعظمها

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/AUD-20170208-WA0020.mp3الجواب : الشيء يكون له عند الله عز وجل سلبا أو إيجابا ،طاعة أو معصية ، رفع درجات ، وكثرة حسنات وأحيانا شدة قرب من الله ،الذي يحقق الولاية .
القبول عند أهل العلم درجات ،أدنى درجات القبول أن يسقط من الذمة
فإن شارب الخمر لا ترفع صلاته أربعين يوما.
ماذا يعني لاترفع أربعين يوما ؟!
يعني هل شارب الخمر مسامح بالصلاة أربعين يوما؟
لا ،
فالأربعين يوم الذي يصلي فيهم شارب الخمر تسقط من ذمته الصلاة أم لاتسقط ؟
تسقط.
في صحيح مسلم : العبد الآبق من مولاه لاتقبل له صلاة حتى يرجع الى مولاه.
ماذا يعني العبد الآبق هل يصلي أم لا يصلي ؟
يصلي.
ماذا يعني القبول؟
يعني، فقط سقوط الذمة هذا أدنى له على القبول ، فقط ،ليس له أجر ، والطاعة ليس لها أثر عند الله عز وجل.
بعض الطاعات ليس لها أجور مثل الاعتكاف ، ولكن النبي عليه السلام واظب عليه
وأثر الاعتكاف في النفس عظيم لا يعرفه إلا من يذوقه ، وأثر الاعتكاف أنه يجعل العبد قريبا من الله ، فهذا الفعل على قلة حسناته ،لكنه عظيم ، والسيئات كذلك .
في بعض الطاعات ،فقط لك أجر القرب من الله، أن الله مولاك، تحقق الولاية القرب منه، أن الله يكلؤك ويحفظك.
هناك بعض المعاصي ، عدد سيئاتها المترتبة عليها عظيمة .
وهناك بعض المعاصي الأثر المترتب عليها عظيم .
المعصية في مكة تعظم ولا تتضاعف. يعني الأثر المترتب عليها عظيم.
بعض الناس نسأل الله العافية يذهب للعمرة ، وحدثني بهذا كثير من الناس
يقول : والله حالي قبل الذهاب خير من حالي بعد الذهاب ، رجعت لا قلب لي.
لماذا ؟
قال : كنت ألعب الشدة في العمرة في السكن ، وكانت تفوتنا الصلاة، ولا نصلي .
فهو عاصي ذاهب الى مكة ليشم الهواء ، فرجع هذا المسكين لا قلب له ، كان عنده قليل من الخوف ،انتهى الأمر ، فأصبح والعياذ بالله قلبه قاتم طبع على قلبه مثل تارك الجمعة ، من يترك ثلاث جمعات متواليات يطبع على قلبه ، الخير لايدخل القلب وهكذا.
فبعض الأعمال أثرها عظيم وبعض الأعمال السيئات كثيرة لها ، وهذا من باب تلوين الترغيب والترهيب في نصوص الشرع.
والله جل في علاه يربي عباده بهذا مرة وبهذا مرة.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
⏰6جمادى الأولى1438 هجري .
2017 – 2 – 3 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

السؤال الثامن إذا أعطى أحد الأقارب لآخر قلما ليكتب فيه طلبات المعسل والأرجيلة هل يأثم…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/8.mp3الجواب: الأصل فيمن طلب منه أن يعطيه قلماً أو ورقةً أن يُعطي؛ إلاّ إن عَلِم أنه يستخدمهُ في حرام فحينئذ يُقال له: ” ولا تعاونوا على الإثم والعدوان “، والله تعالى أعلم .
تتمة السؤال: رجل يعمل بتجارة بيع الأرجيلة وصناعة المعسّل وبيعه؛هل الأكل أو الشرب في بيتهِ حرام مع العلم أنه يبيع فحم شواء .إذا كان أولاده وأقاربه يعملون معه في نقل البضاعة والمحاسبة وامين المستودع .
هل أولادهُ ينشئون بمالٍ حرام ؟
الجواب : أحكام المال الحرام أحكام متشعبة ، وأكثر من بسطها الإمام القرطبي – رحمهُ الله – في تفسيره ، ولملمتُها في محلٍ واحد في فهرسةٍ فقهيةٍ منشورةٍ للعبد الضعيف سمّيتها (الكشّاف التحليلي في المسائل الفقهية في تفسير القرطبي ) .
كلام السلف في المال الحرام أيضاً يحتاج لضوابط ، كلام كبير ، ورأيتُ دراستين ليستا بعمليتين في أحكام المال الحرام ؛ جنحتا إلى التأصيل ،وكان التمثيل فيها ُ ضعيفاً أو قليلاً فما تُفيد من كان مبتدئاً في مثل هذه المسائل .
المال الحرام لا ينتقل إلى ذمتين ، فبريرة كان يُتَصَدقُ عليها ، وكانت تهدي النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : ” هو عليها صدقة ولنا هدية ” ، ومن المعلوم أن النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – لا يقبلُ الصدقة .
والمالُ الحرام قسمان :
قسمٌ تُنازعُ فيه ذمّة : كالسرقة – وكالرّبا ، فالتوبةُ منه أن يُرجعَ المالُ لأصحابه .
وقسمٌ يدخلُ على صاحبهِ بتعب وبعمل وغالباً ما يكونُ هذا العمل مشروعاً في أصله ؛كالذي يعمل ويغش – مثلاً – أو يطفف المكيال أو ما شابه ، فهذا الإثمُ عليه ولا يتعدى المال الحرام لغيره .
ففرقٌ بين أن يكون عندي مالا حراما ومسروقا من فلان وبين ما يكون عند آخر مالا حراما يتعبُ فيه ، فالذي يعمل في الأرجيلة وفي الدخان ويتعب فهذا إثمهُ عليه وليس الإثمُ على من يأكلهُ ولا سيّما إن كان الذي يأكلهُ قاصراً ويأكلُ ضرورةً ، فعلماؤنا – رحمهم الله تعالى – يقولون : ” لو أطبقت السماء على الأرض وأصبحت كلها حراماً لأخذَ طالبُ العلمِ حاجتهُ منها حلالاً ” ، فإنسان يعمل في حرام أو سارق يعني سواء النوع الأول او النوع الثاني ، النوع الأول المال الحرام الذي تُنازعُ فيه ذمة أشد من النوع الثاني وهو المال الحرام الذي يتعبُ صاحبهُ فيه .
طيب إنسان مالهُ بالسرقة يسرق وعندهُ بنت صالحة أو ولد صالح لا يقدر على العمل أو زوجة صالحة لا تقدر على العمل والشرعُ أصلاً لا يُكلفُ المرأة بالعمل حتى لو كانت مثقلة له، طيب ماذا تعمل ؟ تأكل مقداراً ولا تتوسع في الطعام تأكلُ حلالاً والإثمُ على الزوج ، فعند الحاجة وعند الضرورة يكونُ الحرامُ حلالاً ، الحافظ ابن حجر في فتح الباري يقول : ” من غُصَّ بلقمة فخشيَ على نفسهِ فيسلكها إذا لم يكن أمامهُ إلا خمر ، أو إنسان انقطع عن السبيل ولم يكن معهُ إلا ميتة أو خنزير فيصبحُ الخمرُ في تسليكِ تلك الغُصّة والخنزيرُ أو الميتةُ في تلك السفرة عند الحاجة تُصبِحُ حلالاً وعندما يتناولها لا تكونُ حراماً ” .
فهذه الضرورات لها أحكامها ،وأحكامُ المالِ كما قلتْ متشعبة والكلام متشعب لكن هو آثمٌ بإطعامهم حراماً ؟ نعم ، وإثمهُ أشدّ من لو كان يأكلُ لوحدهُ ، يعني لو كان يأكل وحده ثمّ هو يُطعِم فهذا قَصَّرَ مرتين ضيّعَ من يعول ثم هو 4يأكلُ حراماً ويُطعِمُ حراماً فالإثمُ عليه أشد من إثم ذاك الذي يأكلُ وحدهُ ، أما الذي يأكل إن كان محتاجاً فليس صنيعُهُ هذا بحرام .
واللهُ تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
21 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 10 إفرنجي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال العشرين كيف يأتي إنتقام الله إذا اعتدى أحدهم على شرعه بمسائل الحلال والحرام…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161029-WA0002.mp3الجواب : هذا عمل الله عز وجل ، وكيف يعاقب الله ليس لنا ، فإذا إنسان اعتدى على حكم الله؛ فالله جلَّ في علاه يربي عباده ويخوفهم ، “و ما نرسل بالآيات إلا تخويفًا” ، “فاعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم”
عن قوم سبأ ، اعرضوا أرسلنا يهودا ، اعرضوا فتنزع البركة وينزع الأمن ، فطالما المعاصي موجودة فنخاف على بلادنا و أنفسنا ، ورزقنا ، وأمننا ، فالمعاصي هي أسباب النقم ، والواجب علينا أن نتوب إلى الله عز وجل وأن يكون حديثنا وهجيرنا أنه ما يقع من بلاء إلا بذنب و لا يرفع إلا بتوبة .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 21 افرنجي
20 محرم 1438 هجري

ما حكم غيبة النصارى

الأحكام الشرعية لا تتعلق بالذوات وإنما تتعلق بالأفعال، فالغيبة مذمومة في حق المسلم وفي حق النصراني ، ولكن غيبة المسلم أشد لأن للمسلم على المسلم حقوقاً ، لكن غيبة النصراني حرام ، فالسرقة مثلاً حرام من المسلم ومن النصراني ، فكما لا تجوز سرقة النصراني كذلك لا تجوز غيبته، لأن الأحكام الشرعية كما قلنا  تتعلق بالأفعال لا بالذوات.
وقد سئل ابن وهب تلميذ الإمام مالك عن غيبة النصارى فقال : أوليسوا هم من الناس ؟ قال السائل : بلى ، قال : فإن الله تعالى يقول {وقولوا للناس حسناً } فربنا قال {قولوا للناس} ولم يقل للمسلمين والناس تشمل مسلمهم وكافرهم وكتابييهم.
ويجب أيضاً على المسلم أن يحفظ لسانه من الغيبة فإن طال لسانه في الكتابي والكافر فسيجره ذلك لأن يطول في المسلم فإن طال في المسلم البعيد فسينتقل ذلك للمسلم القريب، وقد ينتقل للرحم أيضاً ، بل ينبغي للمسلم أن يحفظ لسانه من الإيذاء ومن الشتم  والسب حتى للحيوان، فقد كان تقي الدين السبكي يوماً يمشي مع ابنه فنبحهم كلب فقال الابن  وهو صغير : اخرس يا كلب يا ابن الكلب، فغضب الأب وقال : لا تقل هكذا، احفظ لسانك يا بني، فإنك إن عودت لسانك على هذا الكلام فإنه سيخرج منك دون إرادتك، فهذه تربية الإمام السبكي لابنه، والذي أصبح يوماً علماً من أعلام الشافعية وكبرائهم ، فإن الإنسان لا يوضع له القبول في الأرض ولاينتفع الناس منه  لا سيما إن كان طالب علم  إلا إن عد أنفاسه، وقبل أن يتكلم بكلمة يتأنى فيها، وما ندم ساكت قط.
والكلمة كما قال بعض السلف : كالنور يخرج من الجحر، فإن خرج لا يعود،  فعلى المسلم أن يحفظ لسانه من الغيبة والنميمة والكذب والإيذاء على الكافر والكتابي لأن الشرع حرم ذلك، بغض النظر أنت تنم من أو تغتاب مَن .

استعان بي أحد الأخوة لشراء سيارة فذهبت معه واشتريت له السيارة وكانت نيتي خالصة لله…

هنا ثلاثة أمور:
الأمر الأول: من أدب الإسلام قول النبي صلى الله عليه وسلم: {من صنع إليكم معروفاً فكافئوه} فأي رجل صنع لآخر معروف يستحب أن يكافأ وأخذ الهدية لا حرج فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {تهادوا تحابوا}
الأمر الثاني: لا يجوز لمن يهدي أن يطمع في هدية أكبر منها، هذا أمر غير شرعي، وهذا تفسير قول الله تعالى: {ولا تمنن تستكثر}، أي لا تعطي عطية لغيرك تطلب أكثر منها، فإن أهداك رجل هدية فاقبلها، ولا حرج، لكن أن تظن أن هذه الهدية دين في ذمتك لا ليست هذه الهدية ديناً في ذمتك، فلا يجوز لمن يعطي الهدية أن يعطي بنية أن ترجع إليه بملابسات معينة يعرفها، أن ترجع أكثر منها، ومن الخرافات عند الناس، أن الهدية لا تهدى، هذا خطأ فالهدية تملك ملكاً شرعياً ويجوز لك أن تفعل بها ما تشاء، والأمر الثالث: أن الهدية عند العلماء من عقود الهبات، وليس من عقود المعاوضات، فيجوز للرجل أن يقبل الهدية، ويجوز أن يردها، وتقبل عند بعض أهل العلم بالإثابة، فإن أثيب المهدي فحينئذ لا يجوز له أن يرجع بها، وتقع الإثابة بأي دلالة من الدلالات العرفية، التي فيها القبول، فلو قال المهدي إليه للمهدي جزاك الله خيراً، أصبحت في حلاله ولا يجوز للمهدي أن يرجع فيها، ولو ابتسمت المرأة في وجه زوجها بعد أن أهداها فقد قبلت ولا يجوز للزوج أن يرجع في هديته أبداً، فبالإثابة يملك المهدي الهدية، فالهدية ليست واجبة، ما لم تثب.
ولا يجوز أن يرجع أحد في هديته إلا الوالد لولده ،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه، إلا الوالد لولده}، قال ابن قين وغيره: فهذا خاص بالوالد غير الوالدة، فالوالد له أن يعود، والوالدة ليس لها أن تعود، فغلب في هذا الحديث اللفظ على المعنى، لأن النبي قد خص الوالد، ولأن له فيه سبهة ملك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {أنت ومالك لأبيك}، فإن عاد فهو يأخذ من ملك نفسه، والله تعالى أعلم.

هل قاعدة الثواب على قدر المشقة صحيحة أم لا

ليست هذه القاعدة صحيحة باطراد، وهذا مما لا شك فيه، فإن من مقاصد الشرع رفع الحرج عن المكلف، وقال عز وجل: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}، وقال: {يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {لن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه}، وما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: {إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه}، وفي رواية صحيحة {إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تجتنب معاصيه}.
فليس دائماً الأجر على قدر المشقة، فهناك من الأعمال اليسيرة ما له ثواب عظيم وجزيل وهو سهل ميسور، فأفضل الكلام: لا إله إلا الله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم}.
أما المشقة التي لا تنفك عن العبادة فلها أجر أعظم من عبادة أخرى لا يوجد فيها مشقة، أما أن يتقصد الإنسان إدخال المشقة على نفسه فهذا ليس بحسن، فمثلاً صلاة الجماعة المشي إليها من مكان بعيد أحب إلى الله من المشي إليها من مكان قريب، لكن البيت القريب من المسجد أفضل. ولا يجوز أن يتخطى العبد مسجد حيه، ويدخل المشقة على نفسه من غير سبب، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تخطي المساجد، مع أن فيها مشقة، والأحب إلى الله أن تصلي في المسجد القريب منك، ولما نذر أبو إسرائيل أن يظل قائماً ولا يستظل ولا يكلم الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم: {مروه فليجلس وليستظل وليتكلم}، فهذه مشقة ما أنزل الله به من سلطان، فالقاعدة ليست على إطلاقها.
لكن لو وجدت عندنا طاعة والمشقة لا تنفك عنها فحينئذ الأجر على قدر المشقة، أما طاعة أصل إليها بأريحية دون مشقة، وهناك طريق آخر يوصل إليها به يتنطع وإدخال المشقة على نفسي، فهذا التقصد في إدخال المشقة ليس من دين الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {هلك المتنطعون}، أي المتشددون الذين يدخلون على أنفسهم المشقات، وهم في غنى عنها، والشرع في غنى عنها، والله أعلم.

السؤال الرابع عشر رجل قد تجاوز الستين من عمره إلتزم الصلاة في السنوات الأخيرة…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170824-WA0028.mp3*الجواب:*
نسأل الله العافية الله يقول ْ
((وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) التوبة.
جعل الله تعالى شاتم الدين إماما في الكفر .
تتمة السؤال :
يخشى هذا الإبن من أن تكون حياته مع ابيه محرمة ويفكر في رفع أمر والده للقضاء الشرعي.
الجواب :
دعك من القضاء الشرعي أُزجر أباك علمه وبين له ،خذه إلى عالم واسأله أمامه ،الوالد يرى ولده قصيرا ضعيفا، تعود على ضعفه وما شابه ، خذ أباك لعالم أو لقاضي واسأله أمامه ولا تقيم عليه قضية ولا ترفع عليه قضية ،وادعوا لأبيك فأبوك بحاجة إلى الدعاء، وذكر أباك فهو من الأمور المهمة.
 
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
26 ذو القعدة 1438 هجري 2017 – 8 – 18 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍.
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor