[ قصة أبو إسحاق الإسفراييني ، وقصة الأعرابي صاحب الفطنة ، في الرد على القدرية مجوس الأمة ]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
قال صلى الله عليه وسلم:
« إنَّ لكلِّ أمَّةٍ مجوسًا، وإنَّ مجوسَ أمَّتي يقولونَ: لا قدَرَ، فإنْ مَرِضوا فلا تَعودوهم، وإن ماتوا فلا تَشهَدوهُم».
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة | الصفحة أو الرقم : 339
«القدرية مجوس هذه الأمة»، حديث حسن بمجموع طرقه ، لمَ سماهم مجوس؟
المجوس يدينون بإلهين اثنين: إله الخير وإله الشر، إله الخير يخلق الخير وإله الشر يخلق الشر.
فلما قالوا قدرية، وعلى رأسهم إمامهم معبد الجهني الذي كان بالبصرة، لما قال أن الأمر هو أنف، وأن الله لا يَخلق السيئة والمعاصي، سماهم النبي صلى الله عليه وسلم “القدرية”.
ولا أريد أن أطيل وأريد فقط أن أخفف من الحديث حول الأسانيد والرجال، فأقول: مذهب القدرية مذهب ضلال، ومذهبهم ممجوج مردود بالذوق والعقل والفطرة، وقبل ذلك بالنصوص الشرعية.
وأذكر لطيفتين جليلتين ترد على هؤلاء:
واحدة من إمام من أئمة أهل السنة، والأخرى من أعرابي صاحب فطنة.
الأولى :
اجتمع أبو إسحاق الإسفراييني بحضرة الصاحب ابن عباد، وكان أميراً، مع إمام من أئمة المعتزلة، وكان هذا المعتزلي في مجلس فيه أمير معتزلي، فأراد أن يشد ظهره وأن يتقوى على أبي إسحاق، فبدأ يطعن في مذهب أهل السنة في هذه المسألة بالإلغاز والإيماء، فقال: “سبحان من تنزه عن الفحشاء”، هو يظن أننا لما نقول أن الله يخلق الشر، أننا لا ننزه الله عن الفحشاء جل جلاله، فقال هذا المعتزلي:
“سبحان من تنزه عن الفحشاء”.
ففهم أبو إسحاق مراده فقال: “سبحان من لا يكون في ملكه إلا ما يشاء”، فغضب المعتزلي وقال: “أَوَ يَشَاءُ رَبُّنَا أَنْ يُعْصَى؟” فقال أبو إسحاق: “أَوَ يُعْصَى رَبُّنَا قَسْرًا؟” فسكت، “أَوَ يُعْصَى رَبُّنَا قَسْرًا؟” فسكت.
والثانية:
دخل أعرابي على بعير له المسجد، وربط بعيره على باب المسجد، ثم خرج ولم يجد بعيره، ثم رجع فوجد شيخاً ذا لحية وحوله تلاميذ يدرسون عليه، ونظر فيه فوجد فيه من سمات الصلاح،
فقال له: “يا شيخ، ادع الله أن يرد علي ضالتي فإني قد ضاع بعيري”، فرفع الشيخ يديه وكان معتزلياً وقال: “اللهم إنك لم ترد أن يُسرق بعيره، فسرِق، اللهم فاردد علي ضالته”، فقال الأعرابي للمعتزلي: “يا شيخ، لا أريد دعاءك”، قال: “لِمَ؟” قال: “لأن الله لم يُـرِد أن يُسرَق، فسُـرِق، فأخشى أن يريد أن يُـرَد ولا يُـرَد”، فسكت.
فإذاً، إخواني، هذا مذهب مبتدع تبرأ منه الصحابة، ولذا قال يحيى بن يعمر وهو تابعي جليل:
“كان أول من قال في القدر (أي طعن في القدر) بالبصرة “معبد الجهني”، ومعبد هو ابن عبد الله بن عويم الجهني”.
المصدر:
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
من اليوتيوب بعنوان
(٥- شرح صحيح مسلم لفضيلة الشيخ مشهور_بن_حسن_آل_سلمان حفظه الله لأول مرة ينشر).✍️✍️
◀️ رابط الفتوى:
[ قصة أبو إسحاق الإسفراييني ، وقصة الأعرابي صاحب الفطنة ، في الرد على القدرية مجوس الأمة ]