السؤال التاسع عشر: أمنني أحد الأصدقاء منذ قرابة عشرين عاماً على بيع بضاعة بمبلغ ما؛ فقمت ببيعها؛ وبعد ذلك قلت له: هل تبيعها بمبلغ كذا أقل من المبلغ الذي طلب فقبل، وبعد فترة إلتقى بالشخص الذي اشترى البضاعة وعلم منه أنه اشتراها بمبلغ أكثر مما قلت له، فغضب وقاطعني إلى يومنا هذا، والحمد لله بعد أن هداني الله حاولت أن أرضيه وأتصل به فامتنع وأعدت له المبلغ وزيادة فلم يقبل وقال أنني غير مسامح؟
الجواب: هل بقي المبلغ عنده؟
أحد الحضور: نعم عنده.
أنت تُبرئ ذمتك بأن تدفع له ما ربحت: يعني أنت ربحت بسببه فأرجع إليه المبلغ.
والواجب على المسلم أن يكون هيناً ليناً، فرجل أخطأ في حقك ونال من عرضك وتكلم عليك بباطل، ثم تاب إلى الله – عز وجل- ما لك إلا أن تقول: اللهم اغفر لأخي.
ماذا كان بإمكانك أن تقول غير هذا؟
فهذا الأخ المال الذي ربحه بطريقة غير مشروعة بالدجل والتعمية بالأسعار، وقال: تُبت يا أخي وهذا المبلغ الذي ربحته هذا لك.
فالأصل في المؤمن أن يكون هيناً ليناً وأن يسقط وأن يسامح.
السؤال السابع عشر:
شاب بوسني في أميركا وأمه ملحدة، وكذلك أخواته! وهو يريد الزواج، لكن يريد أن يهاجر إلى أحد بلاد الإسلام لأنه لا يريد البقاء في أميركا حتى يتربى أولاده في جو إسلامي.
هل تركُ أمه وأخواته الملحدات جائز وأي بلاد تنصحونه؟.
الجواب:
أولا أنصحك أن تقيم في بلدة فيها علم وفيها تقوى والواجب عليك أن تترك ديار الكفار، وانصح أمك وأخواتك وذكرهم بالله عز وجل فإذا أُستجيب لك فالحمد لله وإن لم يستجب لك نقول قصة نوح عليه السلام مع ابنه الذي كفر؛ فإذا لم يستجب لك أنت ما عليك شيء.
ولكن الواجب عليك أن تترك بلاد الكفار وأن تعيش في بلد مسلم وهذا البلد المسلم تستطيع أن تقيم فيه دين الله – عز وجل-، وإن يسر الله لك أنت تتعلم فحسن.
خير المهاجر كما قال: النبي صلى الله عليه وسلم: (ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم) السلسلة الصحيحة (٣٢٠٣).
إبراهيم عليه السلام هاجر من نينوى العراق إلى الشام فالنبي – صلى الله عليه- قال :خير مهاجر ،ولو أقمت في مدينة الرسول – صلى الله عليه وسلم- وفي مكة المكرمة ويسر الله لك العبادة فهذا أمر – إن شاء الله تعالى- حسن وطيب.
السؤال السادس عشر: في (بوستر) نقل فيه كلام الشيخ مشهور -حفظه الله-إذا ما كان الأب مربيا أم لا! والولد الصالح ممكن أن يكون نباتا بريا، قمت بنشر هذا البوستر فأكثر من شخص رد علي و من الردود ماذا عن أبناء سيدنا نوح عليه السلام ؟
الجواب: أنا ما أقول أن كل أب أولاده بريين ، نوح أولاده ليسوا بريين، لكن الله ماكتب لابنه الهداية.
لكن هل واقع الآباء اليوم مثل نوح عليه السلام؟
واقع آباء الناس اليوم مثل نوح عليه السلام؟!
طيب إذا كان أبا مقصرا في التربية والله جل في علاه رزقه ولدا صالحا، وعالما أو طالب علم وعلى صلاح، من أين حصل له هذا الصلاح؟!
فهذا البَري.
لكن هل كل أب بري وهل كل الأبناء بريون؟
لا، من فضل الله في مسجدنا صغار، ولد صغير عمره سبع سنين ثمن سنين حافظ القرآن الكريم، ويحفظ القرآن بالآية، قل له الآية يعطيك رقم الآية يسمي لك الآية ورقمها يحفظها من أين له هذا؟ من أبيه وأمه.
يعني ولد يعيش بين أبوين فاضلين وأبوين صالحين وهؤلاء كثر – ولله الحمد والمنة- فالتعميم خطأ.
من أطلق على لساني التعميم خطأ، فالرد عليه بقاعدة صحيحة، أن الأصل في الوالد أن يكون حريصا ،والهداية من عند الله صحيحة،
ممكن نوح يؤدي حق الله عز وجل في أبنائه ولكن الله ما كتب لإبنه الهداية.
فالكلام ليس متعارضا من كل وجه.
الأنبياء وهم أفضل البشر وأفضل المربين، وكفر ابن نوح عليه السلام، هذا الكلام صحيح، لكن لا يجوز للأب المقصر أن يتَّكئ عليه، ولا يكون وسيلة لتربية أبنائه.
“تتمة السؤال”: هل يمكن أن يصل الاستفسار للشيخ حتى يجلي لنا الأمر؟!
الجواب: هذه هي التجلية، أن الأب المقصر الذي لا يذكِّر أولاده مقصر وآثم، وأنك إن أديت حق الله – عز وجل- في أولادك و بذلت كل جهد وما استجاب ولدك فحينئذ أنت أديت الذي عليك وأنت لست آثما عند الله – عز وجل-.
وحينئذ في هذا الصنف من الناس يقال كان ابن نوح عليه السلام كافرا. فأنت لك تسلية في نوح – عليه السلام- بذلت الذي تستطيع وولدك ما استجاب لك، أما أن لا يكون لك أثر على أولادك فهذا قصور.
أكثر ما يُظهر عدم أثر الأب على الأبناء أن تنظر في الأبناء فتجد كل واحد له معتقد وكل واحد له مذهب، أنا أعرف عائلة فيها الملتزم وفيها الشيوعي وفيها البعثي وهم إخوة فأين هو أثر أبيهم عليهم، لكن إن بذل الأب الذي يستطيع من جهد وتربية فكانت هذه الحالة فحينئذ الوالد غير مآخذ.
السؤال الرابع عشر: ما حكم قراءة القرآن بالقراءة المفسرة والمعبرة؛ وذلك بأن تقرأ الآية بأداء صوتي يناسب ما تشتمل عليه من تهديد ووعيد وبشارة، أو تعجب، أو رفع الصوت، أو إبراز محاور الآية ومقاصدها؛ حتى يصل المعنى إلى السامع وإلى نفس القارئ.
مثال: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}[الفتح: ١٨].
تطلب المعلمة إبراز كلمة ” رَضِيَ”، و ” يُبايِعُونَكَ “ بنبرة زائدة عنده لفظ الكلمة؟
الجواب: أولا حتى ينتفع الناس بالقراءة لابد للقارئ أن يكون فَهِمًا؛ يعني يحفظ ويفهم القرآن، وهذا الأداء الذي يُبرز فيه القارئ
هذا يعني أمر من الله -عزوجل- للقارئ.
يعني لما يقرأ سورة الأنعام ويذكر عن الشمس والقمر و إبراهيم ويقول: (قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ)، “هَٰذَا رَبِّي” هل قالها إبراهيم تقريرا! أم قالها استفهاما؟!.
قالها: استفهاما إنكاريا.
هَٰذَا رَبِّي ؟!
فلما تذكر الآية استفهاما غير لما تذكرها تقريرا.
هل يجوز على الأنبياء الشرك والكفر؟!
أعوذ بالله.
هل يجوز لإبراهيم عليه السلام أن يقول عن الشمس هذا ربي؟ فهو يقول هذا ربي استفهاما؛ طيب لو إنسان أداها وفهم القارئ أو المصلي خلف الإمام لما يؤديها يقولها استفهاما هذا حسن، هذا أمر حسن يعني أن تفهم وأن تقرأ قراءة مفسرة بالأداء هذا أمر حسن، وهذا لا كلفة فيه.
لذا علماؤنا -رحمهم الله تعالى- يقولون في هذا الباب لما يذكر القارىء الآيات التي فيها تقرير كلام المشركين، فلما يذكر الله تعالى كلاما عن المشركين ثم الله عز وجل يرد عليهم.
لما يقولون: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}[المائدة: ٦٤].
ينبغي أن تؤديها وأن تفهم، وأن يفهم القارىء أن الله قالها على لسان الكفار.
ومن ها هنا جاء موضوع الوقوف.
ففي بعض الأحيان أنت تؤدي وقف حرام، وقف قبيح، واحد يقرأ :(طه. مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ)[سورةطه 1_2.] انقطع نفسه وسكت وأكمل فقال : (أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) وقف قبيح مرتين، في الوقف الأول قال: (ما أنزلنا عليك القرآن )؛ كُفر.
الله يقول: (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)، وهو قال: (ما أنزلنا عليك القرآن )، نفى نزول القرآن على رسوله، فلما أراد أن يكمل قال: (أنزلنا القرآن لتشقى)! فالأمر الأول وقف قبيح، والثاني قبيح.
فمن أداء القرآن أن تعرف كيف تقرأ، وتعرف كيف الوقف وأنواع الوقوف، ومتى تقف في القرآن، ومتى لا تقف في القرآن وهكذا، وهذا أمر حسن ودلالة على فقه القارىء.
السؤال الرابع عشر: ما حكم قراءة القرآن بالقراءة المفسرة والمعبرة؛ وذلك بأن تقرأ الآية بأداء صوتي يناسب ما تشتمل عليه من تهديد ووعيد وبشارة، أو تعجب، أو رفع الصوت، أو إبراز محاور الآية ومقاصدها؛ حتى يصل المعنى إلى السامع وإلى نفس القارئ.
مثال: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}[الفتح: ١٨].
تطلب المعلمة إبراز كلمة ” رَضِيَ”، و ” يُبايِعُونَكَ “ بنبرة زائدة عنده لفظ الكلمة؟
الجواب: أولا حتى ينتفع الناس بالقراءة لابد للقارئ أن يكون فَهِمًا؛ يعني يحفظ ويفهم القرآن، وهذا الأداء الذي يُبرز فيه القارئ
هذا يعني أمر من الله -عزوجل- للقارئ.
يعني لما يقرأ سورة الأنعام ويذكر عن الشمس والقمر و إبراهيم ويقول: (قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ)، “هَٰذَا رَبِّي” هل قالها إبراهيم تقريرا! أم قالها استفهاما؟!.
قالها: استفهاما إنكاريا.
هَٰذَا رَبِّي ؟!
فلما تذكر الآية استفهاما غير لما تذكرها تقريرا.
هل يجوز على الأنبياء الشرك والكفر؟!
أعوذ بالله.
هل يجوز لإبراهيم عليه السلام أن يقول عن الشمس هذا ربي؟ فهو يقول هذا ربي استفهاما؛ طيب لو إنسان أداها وفهم القارئ أو المصلي خلف الإمام لما يؤديها يقولها استفهاما هذا حسن، هذا أمر حسن يعني أن تفهم وأن تقرأ قراءة مفسرة بالأداء هذا أمر حسن، وهذا لا كلفة فيه.
لذا علماؤنا -رحمهم الله تعالى- يقولون في هذا الباب لما يذكر القارىء الآيات التي فيها تقرير كلام المشركين، فلما يذكر الله تعالى كلاما عن المشركين ثم الله عز وجل يرد عليهم.
لما يقولون: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}[المائدة: ٦٤].
ينبغي أن تؤديها وأن تفهم، وأن يفهم القارىء أن الله قالها على لسان الكفار.
ومن ها هنا جاء موضوع الوقوف.
ففي بعض الأحيان أنت تؤدي وقف حرام، وقف قبيح، واحد يقرأ :(طه. مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ)[سورةطه 1_2.] انقطع نفسه وسكت وأكمل فقال : (أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) وقف قبيح مرتين، في الوقف الأول قال: (ما أنزلنا عليك القرآن )؛ كُفر.
الله يقول: (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)، وهو قال: (ما أنزلنا عليك القرآن )، نفى نزول القرآن على رسوله، فلما أراد أن يكمل قال: (أنزلنا القرآن لتشقى)! فالأمر الأول وقف قبيح، والثاني قبيح.
فمن أداء القرآن أن تعرف كيف تقرأ، وتعرف كيف الوقف وأنواع الوقوف، ومتى تقف في القرآن، ومتى لا تقف في القرآن وهكذا، وهذا أمر حسن ودلالة على فقه القارىء.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٢٦، جمادى أَوَّل، ١٤٤٠ هـ
١ – ٢ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
السؤال الثالث عشر : حكم دعاء ( اللهم سخر لي جنود الأرض وملائكة السماء وكل من فوضته أمري ) ؟
الجواب : هذا الدعاء؛ لما تسمع مثل هذا السؤال تتذكر أن الخير والبركة في الدعاء المأثور ، وهذه الأدعية ما دعا بها النبي – صلى الله عليه وسلم- ولا دعا بها أحد من أصحابه .
قل: ( اللهم إن لك جندا فسخر لي ما تحب وترضى).
أما أن يكون الملائكة والإنس والجن والبشر، يكونون تحت طوعك ، وتحت إمرتك فهذا ما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم-.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(اعْتَرَضَ الشَّيْطَانُ فِي مصلَّاي فَأَخَذْتُ بِحَلْقِهِ فَخَنَقْتُهُ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى كَفِّي وَلَوْلَا مَا كَانَ مِنْ دَعْوَةِ أَخِي سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مُوثَقًا تَنْظُرُونَ إليه)
التعليقات الحسان(٦٣٨٤) وصححه الألباني.
وسليمان عليه السلام كان مسؤولاً عن الجن والإنس، وأما أن تسأل ربك مثل هذا الأمر؛ فهذا ليس من الأدب مع الله!.
النبي – صلى الله عليه وسلم- ترك ذلك الأمر لسليمان – عليه السلام- ما نازعه فيه، والنبي- صلى الله عليه وسلم- هو خير الخلق .
وماذا تريدين بهذا الدعاء ؟! أن يسخر الله عز وجل الإنس والجن والملائكة؟.
فهذا ليس من الأدب مع الله عز وجل.
والنبي – صلى الله عليه وسلم- ما نازع سليمان – عليه السلام- في هذا الأمر والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني عشر: أخت تقول رجل قبل ثلاثين سنة كان يعيش في بريطانيا وكان يستحل مال الكفار من (أجهزة كهربائية وتموينات) من المراكز التجارية.
وأيضاً وصلت له حوالة بنكية بالخطأ، وطلب منه البنك إرجاعها لكنه رفض وتحمل البنك هذا الخطأ علماً أنه إن أعادها الآن للبنك سيترتب عليه عقوبة قانونية ، ماذا عليه بعد التوبة إلى الله وهو لا يستطيع أن يحصر الجهة والأشخاص الذين أخذ منهم إلا البنك وهل تحسب القيمة الشرائية للمبلغ في ذلك الوقت أم في الوقت الحاضر سواء الحوالة أو غيرها من الأموال التي كان يستحلها من أموال الكفار؟
الجواب :
هذا ليس على هدي النبي – صلى الله عليه وسلم-
كان النبي – صلى الله عليه وسلم- والكفار يحاربونه حريصاً أن يوصل الأمانات إلى أهلها.
أي إسلام هذا؟!
أي فهم؟!
أن تأكل أموال الناس بالباطل وتأخذ الأموال! هل هذا هدي النبي – صلى الله عليه وسلم-؟!
هدي النبي – صلى الله عليه وسلم- كان متمثلاً بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)[ النساء 58.]
كل السياسة الشرعية في شرعنا قائمة على أمرين:
١ – الأمر الأول: أداء الأمانات.
٢ – الأمر الثاني: الحكم بالعدل.
كل السياسة الشرعية قائمة على هذين الأمرين.
أن تؤدي لصاحب الحق حقه، وأن تؤدي الأمانات إلى أهلها.
فذمتك أيها الأخ السائل مشغولة.
من كان عليه دين أو حقوق مالية لأشخاص ولا يعرفهم، ولا يستطيع أن يصل إليهم، أو إن ترتب على إرجاعها إليهم ضرر بالغ، وأمر لا يُتحمل فحينئذ الواجب كما أفتى جمع من أصحاب رسول- الله صلى الله عليه وسلم- أن يُتصدق عنه!. وبنية إن علمتَه أن تخبره بالصدقة، فإن أمضاها فحسن وإن لم يمضها فلك أن تدفع له حقه.
والعبرة بالأموال بالقيمة الشرائية لا بالعدد.
ودائماً أنا أضرب مثلاً أقول: واحد اقترض من آخر مائة دينار فأعطاه قطعتين فئة الخمسين، ووضعهم في الخزانة ثم ألغيت العملة، فصاحبنا المدين أخذ الورقتين وذهب إلى الدائن، وقال تفضل هذا الذي أخذته منك ، أخذت الورقتين وأرجعتهم فهل برئت ذمته؟
لم تبرأ ذمته مع أنه أرجع نفس المال، فالعبرة بالقيمة الشرائية وليس العبرة بالعدد.
مداخلة من أحد الحضور: هل الصدقة يُتصدق بها عن الكفار؟
الجواب : هو المال الذي أخذه تُنازع فيه ذمة، فحتى يكون حلالاً بالنسبة إليه فلا بد أن هذه الذمة تُعلق، والله – عز وجل- يرضي صاحبها يوم القيامة، إن علمتُه فلا يجوز لي أن أتصدق بالمال، لكن المسلم ينبغي أن يربى وأن يتعلم أن المال الذي يأكله وهو ليس له الواجب عليه أن يتخلص منه في المصالح العامة، وهنا تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
الآن بين يدي مال أنا لا أملكه هو لكافر الواجب علي أن أرد المال للكافر.
الكافر الآن غير موجود وهذا المال تنازع فيه الذمة فما هو الواجب علي؟
أن أنفقه في مصالح المسلمين العامة.
المال العام العلماء يستحبون أن يكون في المصالح العامة لا لشخص، وأن يكون في الأشياء المهانة، وأن يكون في الأشياء الزائلة، وهذا من باب التفضيل فحسب.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٢٦، جمادى أَوَّل، ١٤٤٠ هـ
١ – ٢ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
السؤال الحادي عشر : لدي مجسم لشخصية أحبها من الرسوم المتحركة ، أصابني الخوف ذات ليلة من مس الشيطان فقرأت أنه يجب التخلص من التماثيل ، هل يعتبر المجسم تمثال إذ أنه فقط لشخصية الرسوم المتحركة ؟ وأيضاً وعدت الله أن أتخلص منه في لحظة خوف دون قطع أي يمين ، فهل تجب علي الكفارة إن لم أتخلص منه ؟ وما هي إن كانت موجودة ؟
الجواب : أولاً في صحيح مسلم عن { أبي الهيجاء
قال لي عليُّ بنُ أبي طالبٍ:ألا أبعثُك على ما بعثني عليه رسولُ اللهِ ﷺ؟ أن لا تدعَ تمثالًا إلا طمستَه . ولا قبرًا مُشرفًا إلا سوَّيتَه . وفي روايةٍ: ولا صورةً إلا طمَسْتَها }. [صحيح مسلم 969.]
فالشيء المجسم وله صورة وله رأس [ وعن عبدالله بن عباس : {الصُّورَةُ الرَّأْسُ، فإذا قُطِعَ الرَّأْسُ، فلا صُورَةَ} السلسلة الصحيحة 1921.]
فهذا التمثال الواجب التخلص منه فكيف وأنتِ قد عاهدت الله عز وجل ،فالشيء المجسم الذي له رأس فيجب التخلص منه.
والله تعالى أعلم.
السؤال العاشر:
امرأه تقول اتفقت هي وزوجها على الطلاق، وعلى هذا الأساس ذهبت إلى بيت أهلها ولها سنة وأكثر عند أهلها هل تعتبر طالق؟
الجواب:
لا، يعني إذا الزوج ما نطق بالطلاق وما أنشأ الطلاق،إذا أنشأ طلاق يقع الطلاق، إذا ما أنشأ طلاق لا يقع الطلاق على الراجح.
وهذا يتداخل مع الإيلاء أن يحلف الرجل ألا يقرب أهله أربعة أشهر، إذا مضت أربعة أشهر فالراجح من أقوال أهل العلم لا تطلق بمضي الأربعة أشهر، إنما تطلق إذا وقع الطلاق وإذا طلق الرجل.
طيب: الرجل ما آلَى ولا حلف والمرأة في بيت أهلها والزوج ما قال أنت طالق؛ وما أنشأ طلاقاً، فلو مات زوجُها ترث زوجَها،( إنما الطلاق لمن أخذ بالساق.) سنن ابن ماجه (٢٠٨١)، وحسَّنه الألباني.
الطلاق لمن أخذ بالساق
الزوجه لا تطلق من زوجها إلا إذا أنشأ طلاقاً .