السؤال الثاني عشر: صديقي مهندس يريد أن يأخذ قرضا من نقابة المهندسين بقيمة ٥٠٠٠ على أن يسدد المبلغ ٥٤٠٠ دينار علما أنه لا تزيد قيمة الفائدة إذا تأخر فهل هذه الزيادة ربا أم لا؟
الجواب: أنا الآن (أسير) السائل , و أن أُوافقه، أو لا أُوافقه فيما يجري هذه مسألة أخرى .
سؤال الأخ: واحد يريد أن ياخذ ٥٠٠٠ دين و يسدده ٥٤٠٠ هل هذا ربا؟
الربا قسمان:
الفائدة فيه مُركَّبة يقولون الفائدة (المضرة) زيادة مُركَّبة و زيادة غير مُركَّبة.
المُركَّبة كلما تأخر السداد كلما زاد الربا.
وغير المُركَّبة زيادة ثابتة مهما تأخر تبقى الزيادة.
هذا ربا وهذا ربا.
٥٠٠٠ و ٥٢٠٠ و ٥٤٠٠ و ٥١٠٠ و ٥٠٥٠ قلّت او كثُرت هذا ربا، وهكذا تأخد ٥٠٠٠ و تدفع ٥٤٠٠ هذا ربا لكن هذا ربا غير مُركَّب، الربا المُركَّب أنه كلما تأخرت كلما زاد اد المبلغ.
فهذا السؤال إذا أخذت ٥٠٠٠ وتدفع ٥٤٠٠ من أي جهة من الجهات فهذا ربا ولكن هذا ربا غير مُركَّب وهو حرام لكن إثم الربا المُركَّب أشد من إثم الربا غير المُركَّب لأنه كلما إزداد الربا إزداد الوزر عند الله عز وجل.
السؤال الحادي عشر : هل العلم الشرعي اصطفاء من الله أم اجتهاد من الإنسان؟
الجواب: لماذا هذا التخيير؟
لماذا لا يقال بالاجتهاد والاصطفاء؟
روى الخطيب في تاريخ بغداد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ». (9 /127)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 342.
العلم بالتعلم، لكن الله جل في علاه لا يوفق الإنسان للطلب إلا إذا أراد به خيرا.
تأمل معي: روى البخاري (71) ، ومسلم (1037) عن مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).
الحديث له مفهوم وله منطوق.
منطوقه واضح، من اشتغل بالعلم والفقه فهذا الله عز وجل يريد به خيراً، ومفهومه خطير جداً، وأدعوا كل أخ يسمعني أن يتأمل مفهوم هذا الحديث.
الذي لا يطلب العلم الشرعي لا خير فيه، من يرد الله به خيرا يفقه في الدين، ومن لم يطلب العلم الشرعي لا خير فيه وهذا مفهوم خطير جداً.
يعني يعيش أجلكم الله كما تعيش الدواب.
ولذا الإنسان منزلته عند الله عز وجل بأن يتفقه وأن يتعلم.
من يرد الله به خيراً يفقه في الدين، فهو اصطفاء، والعلماء ورثة الأنبياء، والنبوة ليست مكتسبة إنما هي اصطفاء من الله.
فالوارث كذلك لكن الوارث يحتاج أن يجد وأن يجتهد.
وهذا أثر لطيف معناه شريف خرجه مسلم في الصحيح، فقال:
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال: سمعت أبي يقول: « لا يستطاع العلم براحة الجسم » .الصحيح : أوقات الصلاة رقم (612).
طالب العلم يحتاج أن يتعب ويحتاج أن يملأ وقته بالخير.
والعلم مخلوق عجيب مدلل دلال شديد، اهجر العلم أسبوع يهجرك شهر، اهجره شهرا يهجرك سنة، اهجره سنة يهجرك ثلاث سنوات عشر سنوات، ابتعد عن العلم قليل يبعد عنك أكثر، وإن قربت منه وبحثت فيه فإنه يأخذك أخذاً لا يقبل المشاركة، فتكون للعلم فقط.
لذا قالوا: إن أعطيت العلم بعضك لم يعطك شيء وإن أعطيته كلك يعطيك بعضه، إن أعطيت العلم شيئا لا يعطيك شيئا إن أعطيته بعضك لا يعطيك شيء، وإن أعطيته كلك فالعلم يعطيك بعضه.
السؤال الثامن: إخوانكم في السودان في هذه الأيام في فتنة المظاهرات نرجو منكم كلمة توجيهية؟
الجواب: العاقل من يتعظ بغيره. وقدمنا ليست كلمة، وإنما كلمات في أول أحداث سوريا، ونبهنا أن الأمر خطير وخطير للغاية، وأن مآل الأمر يعود على أهل السنة والجماعة بخطر شديد، وهذا الذي جرى.
فُرغت سوريا من عدد كبير من أهل العلم، ومن أهل الديانة، وكان مآل ما صنعوا من المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات كان أمرا ليس بصالحهم.
والذي يجري في (اليمن) وما يجري في (مصر) وما يجري في كثير من البلدان، العاقل ينبغي أن يتعظ بغيره.
وعندنا شيء يسمى (أهل الحل والعقد، وأهل الدين، والرأي) هم الواجب عليهم أن يتكلموا مع الحكام.
أما العوام وضعاف الرأي تجده لا يسمع له في بيته، زوجته وأولاده لا يسمعون له كلمة، ويصبح وهو في الشارع ويريد من الحاكم أن يسمع له.
هذا من غير المعقول.
يقال لمثل هذا كما يقال في المثل: (ليس هذا بعشك فادرجي)، هذا ليس شغلك، هذا ليس نصيبك.
فعلماؤنا رحمهم الله تعالى يقولون: أهل الحل والعقد أهل العلم هم الذين يجب عليهم أن يقوموا بالأمر، والنصح، والتوجيه، وإنكار المنكر بالتي هي أحسن للتي هي أفضل
أما كل واحد ينط في الشارع ولا يُقدر هؤلاء الناس مآل ما يفعلون ولا يعرفون المصالح والمفاسد فهذا أمر خطير.
أرجو من الله عز وجل أن تكون الأمور على خير في السودان.
ولا أكتمكم موضوع السودان موضوع طويل وراءه اليهود.
كنتم ستفهمون هذا أو لا تفهمون لكن هذا سيظهر.
موضوع السودان موضوع كبير ولا سيما موضوع النيل ومنابع النيل، واليهود في منابع النيل اشتروا شيئاً كثيراً.
وفي الحديث قيل هو مرفوع وقيل موقوف عن عبدالله بن مسعود قال: يُوشِكُ أن تطلبُوا في قُراكم هذه طستًا من ماءٍ فلا تجدونَه، ينزوي كلُّ ماءٍ إلى عنصرِه؛ فيكونُ في الشامِ بقيةُ المؤمنين والماءِ.
الألباني (١٤٢٠ هـ)، السلسلة الصحيحة ٣٠٧٨ • إسناده صحيح.
في آخر الزمان لا تجد طستا من ماء إلا في الشام.
الفرات والنيل بنوا عليهما الجسور والسدود في تركيا وكادت أن تجف، وموضوع النيل إذا حُرم أهل مصر منه يرجع حالهم كحال ما ذكره المقريزي قال: كان الناس يموتون جوعا، والميت كان لا يقبر، يقطع ويؤكل من شدة الجوع.
هذا شيء حقيقي وواقع، شيء ما تنظر فيه بخيال.
الترع والناس الذين يعيشون في قرى مصر إذا انقطعت عنهم الزراعة وهم يأكلون من أرضهم يموتون جوعا.
والمؤامرة تبدأ من السودان ومن وجود فاصل بين مصر والسودان وزرع دولة للنصارى والأقباط إلى آخره.
حقيقة موضوع السودان ،أسأل الله العظيم أن يلطف، والذي يتابع الأخبار والأحداث يجد أن الأمر عميق واليهود يصرحون من عشرات السنوات بوجود قلاقل في السودان وتنفيذ شيء هم في بالهم.
فينبغي والواجب على أهل السنة في السودان أن يعقلوا، وأن يفهموا، والكبار هم يتكلمون، وأهل الرأي، وأهل الحل، والعقد من الكبار هم من يتكلموا، والصغار وأصحاب المشاكل في موضوع الاعتصامات والمظاهرات وما شابه ينبغي أن يعرفوا قدر أنفسهم.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٥، جمادى الأولى، ١٤٤٠ هـ
١١ – ١ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatwa/2697/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
الجواب: طرفي الليل وطرفي النهار في آخر الليل وآخر النهار يبدأ من بعد العصر إلى المغرب ومن بعد الفجر إلى طلوع الشمس وهذا الوقت وقت مبارك.
وروى مسلم بإسناده عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ غَدَوْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَوْمًا بَعْدَ مَا صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ فَسَلَّمْنَا بِالْبَابِ فَأَذِنَ لَنَا قَالَ فَمَكَثْنَا بِالْبَابِ هُنَيَّةً قَالَ فَخَرَجَتْ الْجَارِيَةُ فَقَالَتْ أَلَا تَدْخُلُونَ فَدَخَلْنَا فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ يُسَبِّحُ فَقَالَ مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا وَقَدْ أُذِنَ لَكُمْ فَقُلْنَا لَا إِلَّا أَنَّا ظَنَنَّا أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْبَيْتِ نَائِمٌ قال: ظَنَنْتُمْ بِآلِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ غَفْلَةً قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ يُسَبِّحُ حَتَّى ظَنَّ أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ طَلَعَتْ فَقَالَ يَا جَارِيَةُ انْظُرِي هَلْ طَلَعَتْ قَالَ فَنَظَرَتْ فَإِذَا هِيَ لَمْ تَطْلُعْ فَأَقْبَلَ يُسَبِّحُ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ طَلَعَتْ قَالَ يَا جَارِيَةُ انْظُرِي هَلْ طَلَعَتْ فَنَظَرَتْ فَإِذَا هِيَ قَدْ طَلَعَتْ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَقَالَنَا يَوْمَنَا هَذَا فَقَالَ مَهْدِيٌّ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَلَمْ يُهْلِكْنَا بِذُنُوبِنَا.
رواه مسلمِ( 1948): في باب تَرْتِيلِ الْقِرَاءَةِ وَاجْتِنَابِ الْهَذِّ.
ثبت في ” صحيح مسلم من حديث سماك بن حرب قال 🙁 قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله ؟ قال : نعم ، كثيراً ، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح – أو الغداة – حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت الشمس قام ؛ وكانوا يتحدثون ، فيأخذون في أمر الجاهلية ، فيضحكون ويتبسم .
رواه مسلم (1557) باب فَضْلِ الْجُلُوسِ فِى مُصَلاَّهُ بَعْدَ الصُّبْحِ
.هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم ،هذا الوقت وقت ذكر ما بعد الفجر من طلوع الشمس وما بعد العصر إلى غروب الشمس هذا وقت الذكر وهذا وقت أذكار الصباح والمساء.
السؤال الثامن: ما هو الدليل على جواز تحويل الفريضة إلى نافلة أو النافلة إلى نافلة؟
الجواب: علماؤنا يقولون وهذا مذهب جماهيرهم وقد تعرض لهذه المسألة الأستاذ عمر الأشقر في كتابه المقاصد الشرعية، يقولون أن تتحول من الفريضة إلى النافلة فلك ذلك، أما أن تتحول من النافلة إلى الفريضة فهذا ممنوع ،وكذلك إن تحولت من عبادة إلى عبادة هي أحسن منها في النية فلا حرج؛ يعني: نويت أن تصلي ركعة وتر وبعد أن نويت أن أصلي ركعة وتر أردت أن أجعلها ثلاثة فأنا الآن حولت النية من الحسن إلى الأحسن، تكاسلت عن صلاة الجماعة فكبّرت وأنا أنوى الفريضة ثم بعد أن كبرت عزمت على أن أصلي في المسجد والآن أريد أن أحول نيتي من الفريضة إلى النافلة فالعلماء يجوزون هذا، أما إن نويت صلاة ثلاثة ركعات وتر فتحولها إلى ركعة أو أن تحول الصلاة من النافلة إلى الفريضة فهذا على أوجه الاقوال ممنوع.
تحول الفريضة إلى نافلة فهذا ممنوع.
والسؤال الآن ما هو دليلك؟
عن موسى بن إسماعيل قال ثنا حماد قال أخبرنا حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله أن رجلا قام يوم الفتح فقال: يا رسول الله إني نذرت لله إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ركعتين قال صل ها هنا ثم أعاد عليه فقال صل ها هنا ثم أعاد عليه فقال شأنك إذن.
سنن أبي داود 3305 وصححه الألباني.
أيهما الصلاة فيه أحسن والأجر في الصلاة أعظم عند الله في المسجد الأقصى أم في المسجد الحرام ؟ المسجد الحرام الصلاة فيه أعظم فحوله النبي صلى الله عليه وسلم من النذر الذي نواه في المسجد الأقصى إلى أن يؤديه في المسجد الحرام.
لكن على التقعيد والتأصيل الذي سبق لو قال يا رسول الله نذرت أن أعتكف في مسجدك فأردت أن أذهب إلى الأقصى وأعتكف هناك هل هذا مشروع؟ الجواب: لا، طيب لو قال: يا رسول الله نذرت أن أعتكف في مسجدك وأردت أن أعتكف في المسجد الحرام في مكة هل هذا مشروع؟ هذا مشروع وهكذا وعلى هذا فقس، فالعلماء يقولون لا يوجد نازلة إلا وفيها نص والنص يستنبط منه أشياء فمنه ما يستفاد من منطوقه ولفظه ومنه ما يستفاد من فحواه ومعناه، فالفحوى والمعنى لهذا الحديث واسع ولم يقصر العلماء ذلك في الاعتكاف وإنما عمموه على نية العبادة وجعلوه واسعا واستنبطوا منه أشياء عديدة وكثيرة.
السؤال السابع: زوجتي تطلب العلم الشرعي في معهد من المعاهد الشرعية في مصر ولكن بيننا وبين المحافظة التي فيها المعهد مقدار ساعتين ونصف ذهاب وساعتين ونصف إياب. ما حكم الشرع في ذلك؟ بارك الله فيكم.
الجواب: يُنظر ،ساعتين ونص غالبا هذا سفر ،إنسان ينتقل من مكان إلى مكان بساعتين ونص ،ساعتين ونص على امتداد الطريق.
ولكن مصر لها حال
ففي مصر قد تمكث ساعتين ونصف بحكم الأزمات، وتكون المسافة ليست مسافة مسافر، تكون المسافة ليست مسافة مسافر.
تكون زحمة الشوارع زحمة المكان فالسؤال ناقص.
يعني ساعتين ونصف كيف تقضيها.
الجواب: إذا عد الانتقال من البلد التي تعيش فيها هذه الأخت طالبة العلم الشرعي التي تدرس في المعهد الشرعي إذا عد سفراً في أعراف الناس فالأصل في السفر في حق المرأة أن تكون مع محرم كما ثبت في الصحيحين وهذا قول جماهير أهل العلم.
أما إن كانت الساعتين والنصف تقضى في الزحمة والأزمات وتكون المسافة ليست مسافة قصر وإنما هو انتقال من مكان لمكان وغالب الدراسة تكون هكذا فحينئذٍ لا حرج في هذا.
السؤال السادس: أنا أعمل في السوق المركزي وفي بعض الأحيان يطلب مني بعض الذين أعمل معهم في النقل شراء بعض الحاجات من مالي الخاص فهل لي أن أضع بعض الربح على ذلك؟
الجواب: أنت الآن يطلب منك على أنك بائع أم أنك فقط أمين؟
يعني واحد يقول لجاره: أين تذهب؟
فقال: إلى السوق.
فقال له: اشتر لي كذا، اشتر لي هذا الأمر .
هل له أن يربح من جاره؟
الأصل في الإنسان أن يده يده أمانة، الأصل في الإنسان أن يده يده أمانة ولا يربح، إلا إن تعارف الناس في ما بينهم أن في هذا ربحاً فحينئذٍ لا حرج في ذلك.
فإذا الأعراف قامت على أنك تبيع وتشتري وتملك وتربح فلا حرج في ذلك وأما أن تشتري على وجه الخدمة ووجه الأمانة فالأصل في الإنسان أن تكون يده يد أمانة لا يد ضمانة.
السؤال الخامس: هنالك في أحد الدول المجاورة يقوم السجين بتهريب نُطفَة فتوضع في رحم الزوجة فتنجب وهو في السجن وله عدة أعوام فهل هذا جائز شرعا؟
الجواب: لا.
الجواب كما كتب الإمام محمد بن الحسن الشيباني في كتابه المطبوع المُسمى (السير الكبير ) أن الأسير له حق.
جاءتني باحثة ألمانية وباحث من سويسرا من (جنيف) ودعوني للمشاركة في مؤتمر وهذا المؤتمر نظمته مؤسسة « محمد بن الحسن الشيباني لحقوق السجين» وهذا المؤتمر في (جنيف) في سويسرا.
يعني الكفار يعرفون أعلامنا أكثر مما نعرف ويقولون محمد بن الحسن هو أول من أصَّل حقوق السجين في الإسلام وفي كتابه ( السير الكبير ) يقول من حق الزوج أن يتمتع بالزوجة.
يعني أن يخلو بزوجته وهو في السجن ومن حقه أن يتكسب (ويتعلم مهنة) و أن يتعلم.
فالسجين له حقوق في الشرع.
و أما هذه النُطفة و هكذا بهذا الإطلاق يُرسلها السجين فتوضع في رحم المرأة فلا.
أرأيتم لو مات السجين.
وسألتني إمراة تقول كنت و زوجي نعمل طفل أنبوب ، وزوجي مات و بقِيَت له من النطف محفوظة في البنوك ((بنك النطف)) فهل يجوز أن أستخدمها في الحمل؟.
أعوذ بالله و تحمل بعد وفاته،
مجرد وجود خطأ ولو باحتمال بأدنى شيء من الاحتمالات يمنع الشرع هذا .
فالأصل في موضوع التلقيح إن جاز أن يشهد شهود على أن هذا التلقيح أُخذ من فلان ثم يشهد شهود على أنا هذا التلقيح قد زُرع في رحم فلانة زوجته وهكذا.
أما هذه الفوضى و هذه الأشياء فهذه الأمور ليست مشروعة، وهي للمنع أقرب منها للجواز .
السؤال الرابع : هناك بعض المسبلين الذين يلبسون البنطال عندما يكونون في الصلاة يرفع البنطال فهل هذا يدخل في معنى الكف (كف الثوب) ؟
الجواب: الكف هو (التشمير) نهى النبي ﷺ كما في الحديث قال أُمِرْتُ أن لا أكُف شعرا ولا ثوبا.
الحديث « عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ ﷺَ قَالَ : أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ ، وَلَا أَكُفَّ ثَوْبًا وَلَا شَعْرًا » رواه البخاري (٨١٦) ومسلم (٤٩٠).
بعض الناس َيكُفَّ شعره و إن سجد لا يجعل شعر بين جبينه و الأرض، فهذا الكف منهي عنه وكذلك تشمير الثوب سواء تشمير الثوب من الأكمام أو من الأسفل، فهذا وذاك منهي عنه.
لكن صلاة الذي َيكُفَّ ثوبه و صلاة المُسبل أيهما أفضل؟
كلاهما محظور .
فألأصل أن تصلى صلاة لا يوجد بها كف للثوب لا من الأكمام ولا من الأسفل فهذا أمر منهي عنه.
السؤال الثالث: لو شرحت لنا حديث: أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ، وأن لا أكف شعرا و لاثوبا، ما المقصود بكف الشعر؟
الجواب: الحديث رواه البخاري (816) ومسلم (490) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ ، وَلَا أَكُفَّ ثَوْبًا وَلَا شَعْرًا ).
بعض الناس رزقه الله تعالى شعراً يطَمعه بأن يرخيه، ( مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ ) رواه أبو داود (3632) وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود .
يعني شعر جميل شعر جيد فليكرمه لاحرج في هذا.
ومن أراد أن يطلق شعره فالأصل فيه أن يستخدم غترة أو أن يستخدم العمامة التي تغطي الشعر.
واحد راخي شعره على وجه ظاهر ويتركه، ويقول هذه سنة، ثم بعد ذلك لا يغطي شعره، فيصنع صنيع الأعاجم، ولا يصنع صنيع النبي صلى الله عليه وسلم، النبي صلى الله عليه وسلم كان له شعر وكان يغطيه.
من الفائدة الغريبة التي ذكرها جمع، منهم (الإمام النووي) في المجموع ومنهم (ابن القيم) في الزاد وجمع من أهل العلم قالوا: النبي صلى الله عليه وسلم ما حلق شعره أبداً إلا في نسك.
يعني النبي صلى الله عليه وسلم كان يرخي شعره، ولما كان في الحج وقُص شعره صلى الله عليه وسلم، وجاء الحلاق وحلق شعره صلى الله عليه وسلم، فشعره كان يُتبرك به، فوضع في قنينة وفيها طيب، وكان الناس يتبركون به، وشعره وزع على بعض الأصحاب.
كما في سنن الترمذي (٩١٢) بسنده إلى ابن سيرين عن أنس بن مالك قال لما رمى النبي صلى الله عليه وسلم الجمرة نحر نسكه ثم ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه فأعطاه أبا طلحة ثم ناوله شقه الأيسر فحلقه فقال اقسمه بين الناس”. صححه الألباني.
وأوصى (ابن سيرين) أن تدفن معه شعره بينه وبين كفنه يوضع شيء من شعر النبي صلى الله عليه وسلم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي أوصى بإرخاء الشعر، وهذه ليست سنة، هذه سنة عادة، وليست سنة عبادة.
يعني لو واحد قال أنا ما أريد أحلق شعري، وأريد أن لا أحلق شعري إلا في نسك، ماذا نقول له؟
نقول له أنت مأجور بنيتك بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
أما هذا الفعل هو ليس سنة عبادة، إنما هو سنة عادة.