السؤال العاشر:
امرأه تقول اتفقت هي وزوجها على الطلاق، وعلى هذا الأساس ذهبت إلى بيت أهلها ولها سنة وأكثر عند أهلها هل تعتبر طالق؟
الجواب:
لا، يعني إذا الزوج ما نطق بالطلاق وما أنشأ الطلاق،إذا أنشأ طلاق يقع الطلاق، إذا ما أنشأ طلاق لا يقع الطلاق على الراجح.
وهذا يتداخل مع الإيلاء أن يحلف الرجل ألا يقرب أهله أربعة أشهر، إذا مضت أربعة أشهر فالراجح من أقوال أهل العلم لا تطلق بمضي الأربعة أشهر، إنما تطلق إذا وقع الطلاق وإذا طلق الرجل.
طيب: الرجل ما آلَى ولا حلف والمرأة في بيت أهلها والزوج ما قال أنت طالق؛ وما أنشأ طلاقاً، فلو مات زوجُها ترث زوجَها،( إنما الطلاق لمن أخذ بالساق.) سنن ابن ماجه (٢٠٨١)، وحسَّنه الألباني.
الطلاق لمن أخذ بالساق
الزوجه لا تطلق من زوجها إلا إذا أنشأ طلاقاً .
هجران القرآن أقسام، والواجب على المسلم ألا يكون هاجرا للقرآن؛ فهجران القرآن يكون بالسماع.
أسألكم : حال الأصحاب مع القرآن قديماً ولا سيما في بدايات الإسلام ، وكان الناس لا يقرأون ولا يكتبون، وكانوا يحفظون القرآن، ممكن واحد لا يقرأ ولا يكتب ويكون حافظ هل هذا وارد؟
كثير من العوام الذين يحبون الله ويحبون كتابه حفظة لكتاب الله وهم لا يقرؤون ولا يكتبون.
وبعض العجائز الكبار لما توجهت للآخرة واستقامت حفظت القرآن وهي كبيرة مسنة.
أهل النار يقولون ﴿وَقالوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ ما كُنّا في أَصحابِ السَّعيرِ﴾ [الملك: ١٠]
قالوا: نسمع أو نعقل وما قالوا نقرأ.
فهجران القرآن بالسماع؛ لكن لو توخيت وتقصدت أن تصلي خلف إمام مثل أخينا أبي أحمد، ويقرأ كلام من كلام الله عزوجل ، يقرأ نصيب حسن في الصلوات الجهرية فأنت ما هجرت كتاب الله – عزوجل- بسمعك.
فالقرآن يكون هجرانه بالسمع،
ويكون هجرانه أيضاً بالقراءة بالعين؛ فالهاجر أيضاً الذي لا يقرأ القرآن فهو هاجر، والذي لا يسمع القرآن هاجر، والذي لا يتدبر القرآن هاجر.
يعني: تقرأ وتسمع لكن لا تفهم ولا تتدبر أنت هاجر للقرآن والذي لا يعمل بالقرآن حتى إن فهمه وتدبره فهو هاجر.
فالواجب عليك ألا تكون هاجراً للقرآن بهذه الأشياء الأربعة.
إسمع القرآن، إقرأ القرآن وتدبر القرآن وتعمل بالقرآن فهذا هو السعيد؛ السعيد الذي لا يهجر القرآن لا بسمعه ولا ببصره ولا بقلبه ولا بأركانه،، فكل إنسان ما صنع هذا فهو هاجر للقرآن في شيء دون شيء، يعني الذي يسمع ويقرأ ويتدبر ولكن لا يعمل به فهو هاجر للقرآن بالعمل، فالواجب على العبد ألا يكون هاجراً للقرآن بهذه الأشياء .
في وقت الشتاء ينبغي للمؤذن أن يقول: الصلاة في الرحال، صلوا في رحالكم، وهذا في الأذان الموحد لا يمكن.
كيف يقول في الأذان الموحد؛ صلوا في رحالكم؟!
الأصل في الأذان أنه عبادة، والأصل في العبادة أن تؤدى لنية، الأصل فيها أن تؤدى بنية ،فعند البرد الشديد، الثلج، البَرَد وما شابه، فيسن للأمام أن يقول صلوا في رحالكم.
لما كتبت كتابي الجمع بين الصلاتين، طفت على المشايخ، ووجدت الشيخ السالك – رحمه الله- وهو من أهل الفقه ومن أهل العلم ومن أهل الورع والتقوى، كان لا يرى مشروعية الجمع بين الصلاتين، فسألت الشيخ وقلت: لماذا لا ترى هذا؟ وتفاجئت الحقيقة لما زرته، قال: الجمع مرفوض.
لماذا؟ قال: النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: صلوا في رحالكم، كيف تجمع؟
قلت: يا فضيلة الشيخ ليست المسألة مسألة الجمع إذا.
إذًا عندك مسألة أخرى غير هذه المسألة وكنت أيامها في الثانوية، فقلت يا فضيلة الشيخ، حديث ألا صلوا في رحالكم ينبغي أن نمنع الجماعة، الجماعة شيء آخر والجمع غير عن الجماعة، فدعنا الآن من الجمع بين الصلاتين، هل يجوز لمنن يسمع قول المؤذن، صلوا في رحالكم، هل يجوز أن يأتي إلى المسجد؟ وأهل العلم مجمعون على أن الأمر بعد الحظر لا يدل على الوجوب، يعني صلوا في رحالكم سبقه حظر التخلف عن الجماعة فالأمر الوارد بعد الحظر يدلل على الإباحة، أنا أسمع المؤذن يقول صلوا في رحالكم أنا لي أن أتخلف عن الجماعة، ولكن لي شرعًا أن آتي إلى المسجد فإذا جئت المسجد أجمع فأنا إذا جئت المسجد والشرع رفع عني الجماعة،لي أجر! بل لي أجران! بل لي جائزتان!
الجائزة الأولى: فضل الجماعة وثوابها.
والجائزة الثانية: الجمع بين الصلاتين، فحديث صلوا في رحالكم لا يستدل به على ترك الجمع بين الصلاتين.
السؤال الآن: صلوا في رحالكم متى يقولها المؤذن؟
المؤذن لما يقول صلوا في رحالكم أو ألا صلوا في الرحال، اختلف أهل العلم منهم من قال بعد ما يختم المؤذن الأذان، يقول: صلوا في الرحال. وهذا هو الذي رجحه الامام النووي عندما علق في شرحه على صحيح مسلم. وقال: حتى يبقى الآذان على نسقه ولا يقع فيه تغيير أو تبديل.
نؤذن الأذان المعتاد وبعد أن ينتهي المؤذن يقول بعد لا إله إلا الله آخر شيء في الأذان يقول الصلاة في الرحال أو يقول صلوا في رحالكم، ومنهم من قال وهذا هو المنقول يقول بدل الحيعلتين(حي على الصلاة حي على الصلاة)، الصلاة في الرحال الصلاة في الرحال.
ومنهم من قال يضيفها بعد الحيعلتين.. بمعنى من أراد أن يأتي فليأت ومن لم يرد فمعفو عنه وله أن يتخلف، وكلام النووي إن شاء الله تعالى هو الراجح.
سؤال آخر: ورد في صحيح مسلم، صلوا في بيوتكم.
[رواه البخاري (632) ، ومسلم (697) واللفظ له .]
بدل صلوا في رحالكم، أليس اللفظة الأولى أدعى إلى فهم العوام؟
الرحل هو البيت فأحسن من تكلم في الحديث وفصل فيه وذكر أبوابًا عليه الإمام النسائي – رحمه الله- في (السنن الكبرى) ، فالمراد بالرحل البيت، لكن لا يلزم؛ فالرحل بيت وزيادة يعني واحد له متجر يمكث فيه وهذا له أن يبقى في متجره وهو رحله وإن لم يكن بيته،الرحل بيت وزيادة.
الجواب:-
الحطة التي نلبسها أو الشماغ أو الغترة ليست هي بمعنى العمامة التي كانت في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم-.
فالعمامة كان الصحابة يقاتلون فيها، وكانت العمامة التي أخبر بعض الصحابة أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يمسح عليها، كانت – هذه العمامة- ثابتة على الرأس، وهي شبيهة بثبوت الجوربين في القدم، فكانت ثابتة ولأنها ثابتة فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يمسح عليها.
أما الغترة والحطة وماشابه لا يجوز المسح عليها .
وأستفتينا شيخنا الألباني -رحمه الله- في مجلة الأصالة وكتب شيخنا -رحمه الله تعالى- الكلام الذي قلت.
فهذا من كلام شيخنا- رحمه الله تعالى- ويرى أنّ المسح على الغترة أو على العمامة اليوم، التي توضع على الرأس، لا يجوز المسح عليها .
السؤال الرابع : هل مس الزوجة بشهوة أو بدون شهوة يبطل الوضوء؟
الجواب: العلماء اختلفوا على مذاهب ثلاث:
المذهب الأول: أنه لا ينقض بإطلاق و هذا مذهب الإمام أبي حنيفة – رحمه الله -.
ومذهب الشافعي: إذا مسست المرأة ينقض بإطلاق، بشهوة أو بغير شهوة.
و مذهب الجماهير: يقولون بالشهوة ينقض و بغير الشهوة لا ينقض .
كان النبي -ﷺ- كما في صحيح أبو داود يُقبّل عائشة و يُصلي.
الحديث: [عن عائشة أم المؤمنين:] أنَّ النَّبيَّ ﷺ قبَّلَ امرأةً مِن نسائِهِ ثمَّ خرجَ إلى الصَّلاةِ ولم يتوضَّأْ قالَ عُروةُ: فقلت لها: من هيَ إلَّا أنتِ فضحِكت.الألباني (١٤٢٠ هـ)، صحيح أبي داود ١٧٩.صحيح •
ما هو التقبيل؟
أصحاب الفريق الذي قال الشهوة وغير شهوة- قالوا : يُقبّل قُبلة رحمة وليس قُبلة شهوة.
طيب قبِلنا قُبلة رحمة.
ولكن الرجل إن قبّل زوجته من فمها ، – فقُبلة الرحمة باليد، أو بالخد- أمّا قُبلة النبي – ﷺ- لو كانت القُبلة من الفم من الزوج للزوجة تعتريها شهوة .
فمس الزوجة ليس ناقضا للوضوء.
كما في صحيح مسلم كان النبي – ﷺ- ساجد ففقدت عائشة النبي – ﷺ- فوجدته ساجدًا فأخذت تبحث عنه فوقعت يدها على قدمه وهو ساجد وهو يقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك ….إلى آخر الحديث.
[الحديث (( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺَ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ )) رواه مسلم ٤٨٦].
فمست النبي ﷺ وهو ساجد وما ٱنتقض وضوؤه .
فالراجح ما لم يُمذي الرجل.
فإذا أخذ شهوته وحظ نفسه من زوجه فأمذى؛ فالمذي هو الذي يُبطل الوضوء، أما مجرد القُبلة فالراجح أنها لا تُبطل الوضوء .
السؤال الثالث : صاحب معرض للسيارات لديه مجموعة من السيارات المعفية من الرسوم الجمركية، فرضت الدولة رسومًا جمركية على هذا النوع من السيارات حديثًا مما أدى إلى رفع أسعارها، هل يجوز لصاحب المعرض بيع السيارات القديمة بسعر الجديد المرتفع؟
الجواب:-قبل أن نجيب على هذا السؤال.
لو كان عند هذا التاجر سيارات والدولة خفضت الجمرك فهل يبيع بالسعر الأول أم بالسعر الثاني ؟
لن يستطيع أن يبيع بالسعر الأول سيبيع بالسعر الثاني.
فكما يقول العلماء في قواعدهم يقولون :- (الغرم بالغنم).
فكما أنك تخسر في الثانية فلك أن تربح بالأولى .
لو الأولى نزلت فالسيارة التي عنده مثلًا ثمنها عشرين ألفًا ستصبح خمسة عشر ألفًا ، فإذا قال أنا أريد العشرين ألفًا كما هي علي لن يسأل أحد عنه، لأن السيارات في السوق بخمسة عشر ألفًا.
فالغرم بالغنم.
لذا هل له أن يرفع ؟
نعم له أن يرفع له أن يرفع ، ولا حرج.
والمطلوب في أسعار الأغراض والأشياء أن نبيعها بالسعر الدارج ، حتى لا يقع غبن،
يعني لو واحد اشترى غرض يباع بالسوق بعشر دنانير فاشتراه بعشرين دينار ثم اكتشف هذا المشتري.
ماذا يفعل ؟
يرده أو يأخذ السعر الذي غبن فيه.
يعني أنا اشتريته بعشرين وثمنه عشرة آخُذ العشرة أو أرد السلعة وآخُذ العشرين.
الغبن هذا ممنوع.
طيب الآن سعر السيارة كم ثمنها الآن؟
تبيعها بسعر السوق ،السيارة التي كانت عليك أنت الآن تبيعها بسعر السوق، فبيع السلعة بسعر السوق هذه هي التجارة، وهذا هو الربح ولا حرج في هذه المسألة .
السؤال الثاني: أخ يقول الله سبحانه وتعالى خلق آدم وخلق من آدم حواء فكيف تكاثرت البشرية من بعدهم؟
الجواب: كانت حواء تُنجِب في كل بطن ذكرًا وأنثى، أول ما وقع التكاثر في البشرية؛ كانت حواء تنجب ذكرًا وأنثى، ثم البطن الثاني ذكرًا وأنثى.
وكان في شريعة آدم – عليه السلام- أن الرجل يحرم عليه أن ينكح أخته التي من بطنه والتي نزلت معه، ويجوز له أن ينكح أخته من البطن الآخر، فتكاثرت البشرية من ها هنا.
يعني وقع التكاثر من البشرية لأن الرجل كان ينكح التي كانت من حواء لكن ما كانت معه في نفس البطن.
مرد الناس الآن بعد استبدال ونسخ الله الشرائع، إذا نظرت إلى الناس كلهم؛ فالناس كلهم من آدم وحواء.
أنا وأنت ذكور وإناث، وأنت وزوجتك وأنا وزوجتي وكل البشر مردنا إلى آدم وحواء.
ولذا الشرائع تختلف على حسب المصالح، والمصلحة تختلف على حسب الزمن وحسب المدة.
والله – عز وجل، جل في علاه – جعل الأديان كلها بلا استثناء عقائد وشرائع.
العقيدة واحدة من لدن آدم – عليه السلام- إلى النبي – محمد صلى الله عليه وسلم-، فالعقائد واحدة، والعقائد هي الإخبار عن الله عز وجل.
فمن العقائد ما فصلت وبينت ومن العقائد ما أجملت.
فالدجال مثلًا : ( ما من نبي إلا وأنذر قومه الدجال) [مُتَّفَقٌ عليه.10/1817.].
الدجال عقيدة، لكن محمد – صلى الله عليه وسلم- فَصَّل في الدجال تفصيلًا كأننا نراه، ما فصل أحد التفصيل كالذي رآه.
العقائد واحدة أما الشرائع يعني (أحكام الحلال والحرام) تختلف على حسب مصالح الناس.
شريعتنا من فضل الله عز وجل علينا هي دين الله الخاتم، وهي الشريعة المهيمنة على جميع الشرائع، وهي دين الله الذي ارتضاه للبشرية إلى قيام الساعة.
ولذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: لا نبيَّ بعدي.
[رواه ابو داوود 4252 وصححه شيخنا الألباني في صحيح أبي داوود.]
فالإسلام هو دين الله عز وجل. هل كل الأنبياء جاؤوا بالإسلام؟ نعم.
إن الدين عند الله الاسلام.
الإسلام هو الاستسلام لأمر الله، لكن الأحكام (الحلال والحرام) تتفاوت وتختلف.
اليهود شددوا؛ فشدد الله عليهم، كما في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري كانت إذا جاءت النجاسة على ثوب عند اليهود، كيف يَطهُر؟
الإجابة: يُقَص.
تخيل إنه كلما جاءت النجاسة على ثوبك تقص هذا الثوب.
فهذا مشقة وحرج.
مثلا تعدد النساء عند اليهود بلا عدد، لَمَّا أسلم غيلان بن أسلم الثقفي- وهو صحابي جليل كان يهوديا-، أسلم وتحته عشرة من النسوة، في الجاهليةِ فأسْلَمْنَ معه فقال له النبيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: أَمْسِكْ أربعًا. وفارِقْ سائرَهن. [الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح
الصفحة أو الرقم: 3111 |]
النصارى عندهم الاقتصار على امرأة، وليس عندهم تعداد. شرعنا كان وسطًا.
فشريعة الإسلام وسط.
لماذا الوسطية في الشريعة؟
افهم هذه العبارة وتأملها جيدًا، لن أفصل فيها الآن، سأعطيك قاعدة وهي قاعدة مهمة جدًا
لماذا كانت الوسطية في الإسلام؟
الجواب: كانت الوسطية في الإسلام، لأن دين الإسلام هو الباقي.
لأن من غير الوسطية يبقى الدين محدد لمدة معينة، فكانت الوسطية غير موجودة في جميع الأديان.
الآن أكبر دين فيه رعب وفيه إرهاب وفيه شدة اليهود.
اليهود: يرون أن كل البشرية خلقت من أجلهم، وكل البشرية خُلِقَت من أجل قضاء الوطر بالنسبة إليهم، إلى آخره.
لا يمكن أن يوجد دين باقٍ إلى يوم القيامة إلا ووجود الوسطية فيه.
في ديننا ولله الحمد والمنة لا فرق بين العربي وبين الأعجمي، بل الأعجمي إذا أتقن العربية وتَطَبَّع بالأخلاق الشرعية؛ فهو عربي، وأحسن من العرب.
السؤال الأول: هل يشترط في تقديم الكبير على الصغير العلم؟ يعني يقدم الأعلم الصغير على الكبير؟
الجواب: أولًا موضوع الصلاة:
[روى مسلم (2373) عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم] قال: (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ الله).
فإن كانوا في الحفظ سواءً فيقدم أقدمهم هجرة، أقدمُهُم سبقا للإسلام، ولو كان صغيرًا.
الكبير يقدم في إبداء الرأي: انطلق عبد الله بن سهل ومُحيِّصة بن مسعود إلى خيبر، وهي يومئذ صلح، يعني: أن المسلمين قد فتحوها، وفُتحت خيبر صلحًا وكان النبي ﷺ -كما هو معروف- قد أقر أهلها عليها بشطر ما يخرج من أرضها.
قال: فتفرقا، يعني: أنهما ذهبا من أجل أن يمتارا، يعني: من أجل شراء الطعام، فتفرقا، يعني: ذهب كل واحد في ناحية ليشتري، فأتى محيّصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه، يعني: يتخبط ويضطرب، يعني: أنه قُتل لكن لم تخرج روحه بعد، يتشحط في دمه قتيلًا، فدفنه ثم قدم المدينة، فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيّصة وحويّصة ابنا مسعود إلى النبي ﷺ، فذهب عبد الرحمن يتكلم، وكان هو الأصغر، فقال النبي ﷺ: كبّر كبّر.
[أخرجه البخاري، كتاب الجزية، باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره، وإثم من لم يفِ بالعهد، (4/ 101)، رقم: (3173)، ومسلم، كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب القسامة، (3/ 1294)، رقم: (1669).]
فالأصل في إبداء وجهة النظر، وفي الكلام؛ أن يُقدَّم الكبير على الصغير.
يعني الآن لو أراد اثنان من إخواننا الحضور السؤال؛ فمن السنة أن أُقَدِّم الكبير على الصغير، فالكبير يُقدَّم على الصغير، و البركة لا زالت في هذه الأمة؛ ما احترموا أكابِرَهُم.
فينبغي أن يُجِلَّ الصغار الكبار، وأن يرحم الكبار الصغار، فليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا.
فالكبير الواجب علينا أن نُوقِّرَه، وأن نُقدمه وإن بدا كلام؛ فهو الذي يبدأ دون غيره.