السؤال التاسع: هل أحاديث وأخبار كتاب “ابن أبي الدنيا” {الصمت} كلها صحيحة؟
الجواب: لا، ابن أبي الدنيا إمام متفنن، والحافظ الإمام الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء قال عن كتبه: “فيها غرائب وعجائب “.
ابن أبي الدنيا إذا انفرد بحديث فانفراده من مظنة الخطأ، وعنده ما ليس عند غيره لأنه واسع الرواية، فليس كل ما يذكره ابن أبي الدنيا -وهو يسند- يذكر الحديث والآثار بالأسانيد، وكتبه مليئة بالآثار، فهي غنية جدا بالآثار، وأعني بالآثار ما لم يرفع للنبي صلى الله عليه وسلم من أقوال الصحابة والتابعين ومن دونهم؛ وهو الغالب على كتبه، فيسند إلى ما دون التابعين.
فكتبه كنوز، ولذا كنا نفرح في بدايات الطلب لما نرى كتابا من كتب ابن أبي الدنيا واليوم ولله الحمد والمنة جل كتب ابن الدنيا مطبوع.
السؤال الثامن: إمام له سنة تقريبا يصلي على الكرسي هل نصلي خلفه؟
الجواب:
طبعا نعم، إذا هو الإمام ماذا تفعل .
لكن وقع خلاف بين أهل العلم إذا صلى المأموم خلف إمام جالس هل يجلس أم يقوم؟
وهذا الخلاف قائم على صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته.
هل هذا وقع مرة أم مرتين؟
في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا وكان من خلفه قائمين واستدل بهذا علماء الحنفية.
والذي هو راجح والله تعالى أعلم لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم جالسا كان الإمام أبا بكر، ولما جلس النبي صلى الله عليه وسلم وصلى بالناس جالسا أشار للناس خلفه اجلسوا.
ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم -وقد صح هذا الحديث بهذا اللفظ – ” وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ”.
البخاري٦٨٩
فالأمام إن صلى جالسا فمن خلفه يصلوا جالسين.
السؤال السابع:
إمام يحفظ بعض الآيات المحدودة من القرآن الكريم ويردّدها في كل صلاة، فنصحية للإمام والمأموم؟
الجواب:
الواجبُ على الإمام أن يكون أكثرَ الناس حِفظاً، والنبي ﷺ يقول في الحديث المتفق عليه: ” يَؤُمُّ القومَ أقرؤُهم” [مسلم: 673] وكان قديماً الحافظ هو الفقيه.
مَن أفقه الصحابة؟
أبو بكر.
وبعد أبي بكر؟
عُمر.
وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ. أين فقه أبي بكر وعُمر؟.
لو بحثتَ في المطوّلات، هل تجد فقهاً لأبي بكر وعمر؟
قليل.
وكيف كان فقههم؟
ربطوا المسلمين في ولايتهم على الهدي الذي كان عليه النبي ﷺ، فنمطُ الحياة بقي هُوَ هو، ما تغيّر وما تبدّل.
فكان أفقه الصحابة على الإطلاق أبو بكر، وكان أول شعار لما تولّى الحُكم إنفاذ بعث أسامة، الدنيا تقوم وتغلي، وفتنٌ عظيمة في الدولة الإسلامية، وهو يقول : النبي صلى الله عليه وسلم وصى ببعث أسامة، حتى أنفذ رضي الله تعالى عنه بعث أسامة.
الواجب أن يكون الإمامُ أحفظَ الناس.
والنبي ﷺ يقول: إن الله يحبُ إذا عملَ أحدكُم عملا أن يتقنهُ. [السلسلة الصحيحة: 1113]. فإمامٌ لا يحفظ القرآن!!!، إذا ليس من أجل الدين، من أجل الدنيا، من أجل المهنة، مهنة أنت تمتهنُها وتترزّق منها، فالواجب عليك أن تحفظ، وأن تكون أحفظَ الناس، وأن تجهد لأن تكون أحفظ الناس.
والله تعالى أعلم.
السؤال السادس: لباس الأطفال بعض الأحيان يكون مرسوماً على اللباس تفاحةٌ، وفي وسطها عينان وفم، فهل هذا عندما يكون اللباس في البيت ، لا تدخل الملائكة فيه؟ وما هو شرط عدم دخول الملائكة البيت؟
الجواب: أرجو أن تكون هذه الصور -أولاً- مما عَمَّت بها البلوى، وهي ليست صورة وجه، هذه صورة التفاحة ليست صورة وجه، وأرجو أن لا تمنع ذلك -أي دخول البيت-.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول، فيما أخرج السَّرَقُسْطي في غريب الحديث، في الصحيحة (الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة ) أخرجه الإسماعيلي في (( المعجم )) ( 2 / 662 ) .
وصححه شيخنا الالباني في (( الصحيحة )) ( 1921 ) وعزاه للإسماعيلي .
الصورة هي الرأس، فإذا قُطِع الرأس؛ فلا صورة.
فإذا ما وجد رأس في الرسومات التي يصنعها الناس اليوم في لباس الأطفال؛ فلا حرج في ذلك، وهذه ليست رأساً كاملاً.
وأما البيت الذي لا تدخله الملائكة الذي ترجح عندي بعد دراسة، ووجدتُ ذلك منصوصاً عند جَمعٍ من أهل العلم، ومنهم الإمام النووي في الجزء الرابع عشر من (شرح صحيح مسلم)، ومنهم الإمام أبو زرعة العراقي في كتابه (تحرير الفتاوى) الذي وضعه تنكيتا على ثلاثة كتب من الكتب المعتمدة عند الشافعية، يرى أنه متى وُجِد الكلب أو وُجِدَت الصورة؛ فالملائكة لا تدخل سواء كان عالماً أو جاهلاً، سواء كانت الصورة لضرورة أو لغير ضرورة، واستدل على ذلك بما ثبت في صحيح مسلم: أن جبريل ما كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن جروا صغيرا كان تحت سريره، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ذلك.
َعَنْ عَائِشَةَ رضي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: وَاعَدَ رَسُولَ اللهِ ﷺ جبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ في سَاعَةٍ أَنْ يأتِيَهُ، فَجَاءَتْ تِلْكَ السَّاعةُ وَلَمْ يأتِهِ، قَالَتْ: وَكَانَ بيَدِهِ عَصًا، فَطَرَحَهَا مِنْ يَدِهِ وَهُوَ يَقُولُ: مَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلا رُسُلُهُ!، ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإذا جرْوُ كَلْبٍ تحْتَ سَريره، فَقالَ: مَتَى دَخَلَ هَذَا الْكَلْبُ؟ فَقُلْتُ: وَاللَّه مَا دَرَيْتُ بِهِ، فَأمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَجَاءَهُ جبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَال رَسُولُ اللَّه ﷺ: وَعَدْتَني فَجَلَسْتُ لكَ ولَم تَأتِني! فقالَ: مَنَعني الْكلْبُ الَّذِي كَانَ في بيْتِكَ، إنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صورَةٌ. رواه مسلم (9/1686).
فالصورة قد يأذن لك الشرع فيها لحاجة وضرورة، إلا أن ثمرتها من حرمان البيت من دخول الملائكة؛ قائم.
السؤال الثالث :
هل تجب الزكاة في عروض التجارة، وأرجو التوضيح مع الدليل؟
الجواب :
نعم، الزكاة واجبة في عروض التجارة، والأموال في العهد الأول الأنوَر شحيحة وقليلة.
روى البخاري وابن ماجه وأحمد
عن عوف بن مالك الأشجعي قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :(… ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ).
فكانت المائة دينار في ذلك الزمان شحيحة جداً، وكان المال كما قال رجل للنبي – صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر، لَمَّا حصل القحط، قال: هلكت الأموال، ماذا يعني هلكت الأموال؟ أي: هلكَت الدواب -وهي الأموال- .
كيف المال يرجِع؟ يعني: الدواب، التي ذهبوا عليها يرجعون عليها.
فالشاهد أن المال قليل في ذلك الزمان، وكانت الزكاة كما قال الله – عز وجل- : {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات : 19]
وكانت الزكوات إنما هي زكوات عروض التجارة، فكانوا يتبادلون الأشياء للتجارة.
وأقوى دليل نقلي ما ثَبَتَ عند البخاري ومسلم، أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال عن خالد بن الوليد – لَمَّا قيل إنه لا يؤدي زكاة أعتُدِه (العدِة التي اتخذها في سبيل الله )- أي: الفرس والشيء الذي يجاهد به، فهذا لا يؤدي زكاته، شكَوا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- أن خالداً لا يؤدي هذه الزكاة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :(…وأما خالد فإنكم تظلمون خالداً قد احتبس أدراعه، وأعتاده في سبيل الله…))الحديث.
[متفق عليه البخاري، كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: {وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ الله} برقم 1468، ومسلم، كتاب الزكاة، باب تقديم الزكاة ومنعها، برقم 983.]
يعني هو الواجب عليه أن يؤدي زكاة عروض التجارة، والزكاة التي عنده، وهو لا يؤدِّيها، لماذا؟
لأنها وقف، لأنها محبوسة، خرجت من مُلكِه.
فقال الإمام الشوكاني وغيره من أهل العلم : هذا أقوى دليل نقلي على وجوب أداء زكاة التجارة.
السؤال الخامس:
هل يشرع الجمع في المسجد الذي ليس فيه إمام راتب ، كـمُصليات الجامعات، حيث يصلي الطلاب ويؤم أحدهم الباقين، وغالباً تكون في غير وقتها بسبب المحاضرات؟
الجواب :
الجمع إن جاز في أول الوقت، فهو يجوز في وسطه، ويجوز في آخره.
ومتى جاز تعداد الجماعات التي ليس فيها إمام راتب؛ يجوز أن نجمَعَ أكثر من مرة.
فالمصليات العامة، كمصليات الجامعات -مثلاً- التي ليس فيها إمام راتب؛ يجوز أن تُكَرَّر فيها الجماعة، ويجوز أن يؤدى الجَمعُ أكثر مِن مرة، ويُمكِن أن يؤدَّى الجَمع متى احتاج الطلبة، ومتى فرغوا للصلاة، فلا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى.
السؤال الرابع:
أخ يقول زوجتي من سوريا، ولم ترَ أهلها منذ خمس سنوات، ووالداها طلبا رؤياها؛ لأن والدها اشتد به المرض، و يلزمني ذلك أن أسافر مع زوجتي؛ لأني المَحرَم الوحيد لها؛ ولكن أخاف أن أدخل بلادهم؛ بعد أن رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يأمرني بإطلاق اللحية؛ وأنا رجل ملتحي ، فهل يجوز حلق اللحية؟ أم أجعلها تسافر مع أخي وزوجته ، هل يجوز أن تسافر وحدها؟
الجواب:
أمَّا بِرَّها لأبيها؛ فهذا مَطلَب، وهذا واجب، والواجب على الوَلَد -ذكراً كان أم أنثى- أن يَبَر َّأبويه، وأن يحسن إليهما؛ فكيف ويكون الحال وهم على توديع هذه الدنيا وفراق هذه الدنيا؟!
فالبِر مطلوب، والزوجة أن ترى والديها أو أحدهما، هذا أمر مطلوب؛ وأنت لا تغامر، وأبدي سببا أنني لا أستطيع أن آتي، وهم يحضروا أحد من أهلها.
فسدد وقارب، واتق الله ما استطعت.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول – كما في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان- (4/344)رقم 2714 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وليلة إلا مع ذي محرم منها).
صححه شيخنا الالباني. صحيح ـ(صحيح أبي داود) (1516 و 1570)، (الإرواء) (567)
فاجهَد أن تجعل لكل حديث نصيباً، وأن تتق الله – عز وجل- في سفر زوجك، وأن تكون مع مَحرَم، ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
والواجب -بارك الله فيكم- يعني الذرية، إلا إن كان الزوج فيه عيب، أو فيه شيء، أو أن الله قَدَّر أنه لا ولد له، فحينئذ تقع المشكلة، أمَّا إن كان لها أخ، أو عم، أو خال، أو أحد محارمها؛ فيأتي واحد منهم ويأخذ الزوجة معه، ولا حرج في هذا، والحمد لله رب العالمين، وسوريا قريبة منا، والكُلَف قليلة، والأمور سهلة.
السؤال الثاني :
يرى بعض المعاصرين من أنه لا يجوز إسقاط الحمل بعد أربعين ليلة، اعتماداً على أن نفخ الروح يكون بعد أربعين يوماً، ويُخطِّئ قول جماهير الفقهاء، أنه يكون بعد 120 يوما، ويعتمد على ذلك على حديث أن النفخة، وتكوين الجنين و مراحله، يكون الجنين في الأربعين، ويقول: إن العلم الحديث يثبت أن الجنين بعد الأربعين تكون فيه الروح قد نُفِخت، أرجو الإجابة؟
الجواب :
أولاً: متى انعقد الرحم على الماء ويصبح الجنين متكونا، فالواجب تركه ويحرم إسقاطه، والعلماء يقولون: المتوَقَّع كالواقع.
فهذا الجنين -ولو كان عمره أياماً-، إن تُرِك؛ فيكون جنيناً، والواجب تركه ولا يجوز إجهاضه.
لكن الإثم بعد تَخلُّقِه ونفخ الروح فيه؛ أشدُّ من الإثم قبل ذلك.
وأوروبا وروسيا في العهد القيصري، كانوا يعاقبون من يُسقِط، عقوبة شديدة جداً، وهذا أمر ثابت عندهم، حتى وصل الحال إلى ما تَعرِفه البشرية من أن الجنين في مراحله الأولى يُعتدى عليه ويُسقَط ويُجهَض، والآن المعاهدات العالمية تنص على جواز ومشروعية إسقاط الجنين، مثل خلع الضرس، فلا فرق بين أن يَسقط الجنين وبين خلع الضرس، وفي هذا اعتداء -بلا شك- على البشرية، واعتداء على الحياة.
لكن هنالك مسألة مهمة وهي: عقدة جواز هذا السؤال.
هل يلزم من وجود الحركة بَعد الأربعين، التي يُثبِتُها الطب اليوم؟ هل يَلزم منها نفخ الروح البشرية التي كَرَّم الله الإنسانَ بسببها؟
الإجابة: لا تلازُم.
يعني النبات والحيوان فيهما نماء، والحيوان ينمو ويتحرك، لكن هل الحيوان فيه نفخة من روح الله عز وجل، التي قال الله تعالى، بسببها: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }[الإسراء : 70].
الإنسان يُكرَّم بالروح التي تتأثر بالحركة أم الروح التي هي سر لله عز وجل ولا يعرفها أحد؟
فالذي يقول بعد الأربعين فهو لم يميز بين الأمرين، وربط الأمر بالحركة والنمو، والحركة والنمو ليست هي التي يُكَرَّمُ بها الإنسان.
فالذي أراه -وسمعت هذا من شيخنا الألباني رحمه الله- أن المئة والعشرين هي التي تترتب عليها الأحكام وهي عُشرُ الدِّية ،مَن أملصَ امرأة وجعلها تُسقِط؛ فعليه الدية، وما قبل ذلك؛ فليس عليه دية.
السؤال الأول: أخ يسأل فيقول: هل يجوز أن نقول للإمام الذي لا يجمع، اجمع إذا كان الوقت يحتاج الجمع، وهل يجوز إذا رفض أن يتقدم إمام غيره، ويجمع بالناس؟
الجواب : الجمع بين الصلاتين رخصة، ومنهم من قال سنة، والأصل أن لا نفتَئِت على الأئمة، وأن نطاوعهم.
والإمام الذي لا يرى مشروعية الجمع – وهذا مذهبُ الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى- هو يتَّبعُ من قبله، ولا يجوز للإمام أن يحجِّر على الناس، وإن كان لا يرى الجمع بين الصلاتين أن يَحرم الناس من هذه الرخصة.
فالواجب عليه إن كان لا يرى الجَمع؛ أن يأذنَ لمن يرى الجمع، وأن يجمَعوا تحت سلطانه وبإذنه، وإلا فقد أدخل على الناس مشقة زائدة.
فالواجب عليه أن يأذن للناس أن يجمعوا.
وقلتُ لكم في الدرس الماضي: لا يلزم من صحة الجمع بين الصلاتين اتحاد الإمام، فيجوز الجمع بِإمامين مستقلين، بناء على أن المجموعتين صلاتان وليستا بصلاة واحدة.
السؤال الرابع :-
ما حكم منع البنات من بعض المباحات كالكحل وحناء الرِجل لأنه يخالف العادات والتقاليد بزعم أنه مخالف للحياء؟
الجواب :-
أولاً الحياء جِبلِة موجودة في الإنسان .
وأنت إذا أردت أن تجعل ابنتك
تتكلف الحياء فهذا عسِر.
الأخلاق قسمين :-
أخلاق جِبِلية خلق الله الناس عليها، هذه مسألة مهمة جداً وهذه أصل من أصول التربية للآباء وأصل من أصول التربية للمربين والمعلمين وما شابه.
إذا ما فهمت هذه المسأله تبقى ضال لا تستطيع أن تفهم.
هل الأخلاق غريزية أم مكتسبة؟
غريزية ومكتسبة.
فالله جل في علاه لما خلق الناس خلق الناس بسجاية متعددة، واطهر سجية خلقها الله بسنته الكونية سجية محمد صلى الله عليه وسلم، فمحمد صلى الله عليه وسلم سماه الله محمد وأحمد .
ومحمد مجمع الأخلاق الحميدة
وأحمد الذي بلغ الغاية في كل خصلة من هذه الخصال .
ولذا كان الناس مأمورين بأن يتبعوا محمد صلى الله عليه وسلم .
لماذا نحن يجب علينا أن نتبع محمد صلى الله عليه وسلم؟
لأن نبينا محمد وأحمد.
ما معنى أحمد؟
بلغ الغاية في كل خصلة.
هذه خلقة الله، اطهر سجية وأحسن سجية، وأحب مخلوق لله الذي صنعه الله تعالى ليصطفيه وينزل عليه الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
طيب البشر؟
البشر يختلفون .
ممكن تجد إمام في الدين كبير وبخيل، وفي إنسان مقدم في العلم لكنه جبان.
وهكذا، الناس على سجايا مختلفة.
طيب الجبان ما المطلوب منه؟
يجاهد حاله ويقوي حاله.
والبخيل يجاهد حاله مجاهدة.
فبعض الناس عنده الكرم طبيعي، يعني هو سجية معه كما يتنفس يكرم، أو أخر شجاع وهكذا بسائر الأخلاق .
طيب ابنتك؟
البنت غير الذكر.
إذا واحد مبتلى ببنت والبنت جريئة ماذا تفعل؟
تضع كدمات للتقليل من الحياء ولكن عليك أن تعذرها إذا وجدت فيها الجرأة، وليست كل جرأة عند المرأة سيئة.
ولذا في الشرع النساء قسمان:
امرأة برزة جريئة تأتي الرجال تتكلم مع الرجال لكن هذا لا يعني أنها ليست شريفة أو أنها امرأة مثلا قليلة حياء .
لا.
[عن عائشة أم المؤمنين:] دخلت هندُ بنتُ عتبةَ، امرأةُ أبي سفيانَ، على رسولِ اللهِ ﷺ . فقالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ شحيحٌ. لا يُعطيني من النفقةِ ما يَكفيني ويَكفي بني. إلا ما أخذتُ من مالِه بغيرِ علمِه . فهل عليَّ في ذلك من جناحٍ؟ فقال رسولُ اللهِ ﷺ (خذي من مالِه بالمعروفِ، ما يكفيكِ ويكفي بَنِيكِ) . مسلم (٢٦١ هـ)، صحيح مسلم ١٧١٤ • صحيح •
تخيل زوجتك تدخل على المجلس وتشكيك أو تسأل عنك أو أن تسأل عن شيء يخصها هذا شرعاً حقٌ لها، ولا يجوز لك أن تلومها ، إذا كنت قصرت في شيء فجاءت فسألت وتريد أن تعرف لا حرج في ذلك.
هند امرأة جريئة تتكلم مع الرجال، فهي مع جرأتها وقوتها في الكلام مع الرجال إلا أنها أشرف من كثير ممن يتظاهرن بالشرف، هذه واحدة.
الثانية: التي ينبغي أن تنتبه إليها، قال الله تعالى: ( ولَیۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ) يعني أبو البنات غير أبو الذكور، أبو البنات ينبغي أن يراعي البنات، البنات يملن إلى الزينة.
الله تعالى يقول: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف ١٨]
لمَّا تخاصم المرأة ما تعرف تخاصم ، لكنها تُنَشأ في الحلية.
قال ابن عباس في تفسير الآية: ما من رجل يسمع لامرأة حجة إلا استطاع أن يقلبها عليها، فهي لا تستطيع أن تخاصم، فالرجل إذا سمع من امرأته حجة مباشرة يجعل حجتها عليها وليست لها.
لماذا؟
لأنها مشغولة بالزينة.
فالمرأة أو البت ولو كانت صغيرة
مثلاً تضع المناكير، أو تضع الحناء، أو تضع الكحل، وهي غير مطموع فيها لصغرها هذا أمر لا حرج فيه.
في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة النهار لا يكلمني ولا أكلمه، حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة، فقال: «أثَمَّ لُكَع، أَثَمَّ لُكَع -أين الحسن-؟!»، فحبسته شيئًا -أخَّرته-، فظننتُ أنها تلبسه سخابًا -قلادة- أو تُغسِّله، فجاء يشتد حتى عانقه وقَبَّله، وقال: «اللهم أحبه وأحب من يحبه» (رواه البخاري [2122]، ومسلم [2421]).
يعني قلادة ليس فيها معدن من خرز أو شيء من هذا.
فالصغير ينبغي أن يدلل، والصغير ينبغي أن يظهر عليه هذا الأمر .
فأنا اقول اكتشف الذي عندك من الأولاد والبنات، واكتشف المعدن واكتشف على ماذا مجبولات وأنت وجه توجيه شرعي صحيح. وما أحسن الإنسان يدخل الجنة بشيء طبعه الله عليه، ما أجمل أن تدخل الجنة من غير كلفة.
أنت مطبوع على الصدق اجتهد بالصدق، أنت مطبوع على حب العبادة اشتغل بالعبادة، يعني ما تغير سجيتك،، يعني طوع سجيتك لأن تدخلك الجنة.
وهذا اكتشاف معادن الرجال واكتشاف الإنسان هذا أمر يحتاج إلى فقه، ويحتاج إلى فطنة، يعني ممكن الإنسان يعيش ويموت وهو لا يعرف لماذا هو مخلوق، وأين السجية وكيف يوظف هذه السجية توظيفاً حسناً يرضي الله سبحانه وتعالى .