السؤال الخامس عشر: أم تعيش وحيدة لها خمس بنات وثلاثة أولاد ونحن والحمد لله معظمنا نسكن في نفس المدينة ولنا أسر وأبناء والمشكلة أن الجميع يتهرب من العيش مع أمي خوفا من الفتنة في الدين لأن أمي تحرص على أن توافق هواها في جميع حياتها وإن خالفنا ديننا وخصوصا أننا جميعا مستقيمون على شرع الله ربنا بحمد الله وإن خالفناها تتهمنا بالعقوق وتهجرنا.
مداخلة الشيخ: الإتهام بالعقوق أنتم متهمين فيه وهي بعيدة عنكم, أنتم عاقون أيضا.
تكملة السؤال: أو تشدد علينا وقد قررنا أن نتاوب بالبقاء معها جميعا دوريا الذكور كل ليلة معها ونحن الإناث كل يومين ونترك الأزواج والأولاد والبيوت وهذا يشق علينا، فما المخرج حتى نبر أمنا دون أن نفرط في الحقوق الشرعة الأخرى؟
الجواب: يا أختي، يا أيتها السائلة تذكري قول الله عز وجل {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}
[لقمان: 15].
فالأب الكافر الذي يجاهد جهادا أولاده لأن يشركوا فالله يقول {فلا تطعهما}؛ فلا طاعة إلا بالمعروف لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وما عدا ذلك فالله يقول لك : {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.
فالواجب أن تعيش هذه الأم حياة كريمة من حيث النفقة، من حيث الأنس، ويظهر بر الأبناء ذكورا وإناثا على هذه الأم، وأنتم أدرى بشؤون دنياكم أنتم أدرى ما الذي يدخل السرور والأنس ويبعد الوحشة عنها، هذا الواجب عليكم.
فالبر الشرع ما وضع له حدا إنما هو ميدان يتسابق فيه المتسابقون.
(عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : ” جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد ، فقال : أحي والداك ، قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد ” ( رواه البخاري 4/18 ).
لا يعرف معنى هذا الحديث إلا من كان أبواه عنده ،لو فسرت هذا الحديث وطولت وأنا أشرح لا أستطيع أن أبين أكثر مما لو كان والداك عندك وتجاهد فيهما .
لكل عمر مطلب، الشاب له غرائز وله لحاجات، ولكن هل حاجة الكبير كالصغير؟ لا.
ومزاج الكبير ليس كمزاج الصغير، والوالدان لما يكبروا أصحاب مزاج ولا يصبروا وقد يسمعون الأبناء كلاما، يعني لأنهم ضعاف ودائما الضعيف يتحسس من كل شيء ولذا قال الله عز وجل {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15].
وقال النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ ).
فالواجب عليكم يا من تسألي هذا السؤال أن تجاهدي جهادا حتى تحسني لوالديك فهذا هو الواجب.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢١، ربيع الآخِر، ١٤٤٠ هـ
٢٨ – ١٢ – ٢٠١٨ افرنجي
↩ رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatwa/2676/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍?✍?
السؤال الرابع عشر: أخت تقول رمضان لعام 2017 لم أصمه، كنت في نفاس، و ما أديته كله، وفي رمضان هذه السنة كذلك لم أصم وكنت أرضع الصبي، والآن لا أستطيع الصوم فمعي فقر دم وأدوخ وربنا تعالى لم يأمرنا بالهلاك.
مداخلة من الشيخ : هذا السؤال والجواب هي تسأل وتجيب ما شاء الله.
تكملة السؤال: ماذا أعمل يا شيخنا هل أدفع الكفارة، فوضعي المادي لا يسمح أن أدفع مالاً والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الجواب: أولا: الراجح من أقوال العلماء أن الذي عليه الصيام الواجب عليه أن يصوم على الفور، ويحرم التأخير.
وأما ما ثبت عن عائشة رضي الله تعالى عنها من قولها: “إن كانت إحدانا لَتُفطرُ في زمانِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فما تقدرُ على أن تقضِيَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، حتى يأتي شعبانُ”. صحيح مسلم – 1146. فهذا يدل على أن القضاء ليس واجباً على الفور.
“كانت إحدانا ” تقول عنها وعن سائر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يعني يمضي علينا أحد عشر شهراً، فشعبان هو الشهر الذي قبل رمضان.
فهذا الاستدلال على هذا الحال ناقص ولا بد لمن استدل بهذا الخبر أن يتممه.
فتقول عائشة رضي الله تعالى عنها كنا نصوم ما فاتنا من رمضان في شعبان ننشغل بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أبي سلمة، قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: كان يكون عليَّ الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان، قال يحيى: الشُّغل من النبي أو بالنبي صلى الله عليه وسلم. صحيح البخاري:(3/ 45).
هذا التعليل مهم ننشغل بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعليه فإن عذر التأخير، أوسع من عذر الإفطار.
يعني المرأة تؤخر بسبب أنها مشغولة بخدمة زوجها وزوجها مضياف كثير الأسفار كحال النبي صلى الله عليه وسلم، فالوفود دائماً عنده والناس المسافرون عنده، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغزو كل عام مرة للجهاد في سبيل الله إلى آخره.
فهي تقول: سبب التأخير كنا ننشغل بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من منا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
من منا حال زوجته كحال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؟
فمن استدل بهذا الخبر فهو مخطئ وما فهم الحديث أو اقتصر على جزء من الحديث ولم يستدل بالحديث على وجه التمام والكمال.
فالواجب على المرأة متى تمكنت من القضاء فيجب عليها القضاء، الواجب في الأوامر الشرعية الفور.
والواجب على المرأة أن تقضي مباشرة.
فهي أخرت هي تتكلم عن 2017 وتتكلم عن 2018 في رمضان والواجب عليها أن تقضي.
لو أخرت المرأة بعض أيام وكانت معذورة في التأخير فالعذر في التأخير أوسع من العذر في الفطر، فالواجب عليها إذا كان الإفطار فقط لحيض أو نفاس القضاء.
وأما المراة النفساء وهذه مسألة تحتاج لبيان وبيناها كثيراً في مجالس رمضان، فالنفساء إذا كانت مرضعاً فيتداخل السببان، وبالنظر إلى أن الشرع أوجب على المرأة الرضاع وحثها على الحمل والمرأة حملها ووضعها ورضاعها في جزء من حياتها وهذا الأمر يكون في حقها الفدية.
لماذا تكون الفدية؟ .
قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184.
هذا عذر متجدد كالمرض الذي يتجدد، فالمرأة بين أنها حامل وبين أنها مرضع، فإذا ما أذن لها الشرع بالفدية تجتمع عليها سنوات طوال وأشهر طوال، والشرع لا يريد هذا، الشرع يريد ان يبرئ ذمة المكلف.
ولذا رخص غير واحد من الصحابة والتابعين وأدخلوا تحت قول الله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ)، قالوا: (الشيخ الهرم، والمريض المزمن، والمرأة المرضع، والحامل) هؤلاء الأربعة نص غير واحد من الصحابة والتابعين أنهم هم المعنيون بقوله تعالى:(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ) هو يستطيع أن يصوم لكن إن صام يحتاج لجهد زائد جهد يكاد أن يهلك ويتعب تعباً شديداً.
فيجوز لمن كان هذا حاله كالمرأة الحامل والمرأة المرضع أن تدفع الفدية ولا حرج في ذلك.
ما تستطيع يبقى ديناً عليها، وتوصي.
وفي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم (من مات وعليه صيام فليصم عنه وليه).
إذا ما يستطيع وعليها قضاء توصي تقول : يا أبنائي يا بناتي أنا عليَ شهر وأوصي بأن تصوموا عني ومن أوصى بالصيام فالواجب تنفيذ وصيته.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢١، ربيع الآخِر، ١٤٤٠ هـ
٢٨ – ١٢ – ٢٠١٨ افرنجي
↩ رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatwa/2675/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍?✍?
السؤال الثالث عشر: ماهي حدود تصَّرُف الأم في النفقة التي يدفعها الأب مصروفاً للأبناء بعد الطلاق؟ هل يجوز أن تتصدق منها؟ وهل لها أن تُتَاجِر بها بما وفَّرته منها؟ وإذا اشترت عقاراً لينتفع منه الأطفال حتى يكبروا، هل يجب أن يتم تسجيله بأسمائهم؟ أم يمكنها أن تسجل باسمها تسهيلاً للمعاملات؟
الجواب: أولا: المرأة إن طُلِّقت فنفقتها في عدتها حتى تحيض ثلاث مرات على زوجها.
المرأة لمّا تُطلق ولها أولاد فعلى الوالد النفقة، وعلى الزوج النفقة، وهي في عدتها زوجة، فلما تنتهي العدة ثلاث حيضات فالزوج الآن يوقف النفقة، فأما الأولاد فتبقى النفقة حتى يكبروا ويشتدوا ويصبحوا متكسبين، وتبقى هذه النفقة على الوالد.
قال الله عز وجل (( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)) البقرة 233.
فالرزق والكسوة بالمعروف على الوالد، قال الله عز وجل: (( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)) البقرة 233.
فالواجب على الزوج أن ينفق على الأولاد وإن قصر وإن كانت أمهم مطلقة فإن قصر فهو أثم .
والإنسان يتزوج ويترك الأولاد هملا، ويضيعهم ويتزوج غيرها، وينفق على البيت الجديد، ويترك الأولاد؛ فهذا داخل تحت الوعيد الذي في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت) .[حسنه الألباني وقال: رواه أبو داود والنسائي والحاكم إلا أنه قال: من يعول. وقال صحيح الإسناد. اهـ.]
صحيح الترغيب والترهيب ١٩٦٥
فهذا آثم .
طيب هذه المرأة التي ينفق عليها زوجها وتسأل الأخت – وجزاها الله خيراً وزادها حرصاً- تسأل ماذا تفعل بالزائد من النفقة؟
يعني مثلاً الزوج ينفق عليها بقوة القانون، مثلاً ثلاث مائة دينار، فمائتين دينار، ومائة دينار تدخر ها كشيء زائد،
وهذا الزائد لمن يكون؟ للأولاد .
وهؤلاء الأولاد إن اشترت لهم شيئاً فالتسجيل بإسمائهم؛ لأنه لو سجل بإسمها فلعل أباها، لعل أخاها يشاركونها ،مع الأولاد لا يرث الإخوة، ولكن الأب ممكن يرث مع الأولاد وهكذا .
فالواجب أن تكون هذه النفقة للأولاد.
هل لها أن تُنَمِّيه كما في السؤال؟
الجواب: نعم .
وقد ثبت هذا من كلام عمر رضي الله عنه : ( اتجروا بأموال اليتامى لا تأكلها الزكاة ) رواه الدارقطني والبيهقي وقال : إسناده صحيح .
مال اليتم الذي ينفق عليه أبوه وأمه ميته – مثلاً- أو الاب مات وكان يتيماً؛ فورث من أبيه الميت فالاتجار بها وتنميتها أمرٌ حسن، وكان هذا هو المعهود في العهد الأول الأنور .
السؤال العشرين: هل صح حديث ” من صلى الفجر أربعين يوماً لا تفوته تكبيرة الإحرام إلا كتب الله له براءتين من النفاق والنار”؟
الجواب: نعم الحديث يحسنه جمع, ومنهم شيخنا الألباني رحمه الله هذا الحديث : جاء في سنن الترمذي بلفظ : ( من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق ) الترمذي برقم 241، وحسنه الألباني.
هل الحديث الصحيح إدراك تكبيرة الإحرام في كل الصلوات؟
نعم لمدة أربعين يوماً ، لا يقوى على أداء الصلاة مع إدراك تكبيرة الإحرام لأربعين يوما متتاليات من غير قطع بينهما إلا من برأه الله تعالى من النفاق ومن برء من النار.
لو انقطعت يوم تحتاج إلى أن تعيد من جديد ، طيب تسعة وثلاثين يوما تحتاج تعيد من جديد.
حديث موضوع “من أدرك أربعين صلاة” وليس” أربعين يوما” ” من أدرك أربعين صلاة – تكبيرة الإحرام- في مسجدي هذا فقد كُتبت له برءاة من النار” هذا الحديث ضعيف.
لذا أغلب الحجيج الأعاجم خاصة والأتراك على وجه الأخص لما يأتون المدينة في الحج دائماً, ينتظرون ثمانية أيام.
لماذا ثمانية أيام؟
لأجل الأربعين صلاة ، هذا الحديث بالتقييد في عدد الصلوات وليس أربعين يوماً مع عدد الصلاة ، وتقييد بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث لم يرد, وأما تقييد الصلاة بأربعين يوما في أي مسجد من مساجد المسلمين، فمن أدرك تكبيرة الإحرام في أربعين يوما كُتبت له براءتان.
السؤال التاسع عشر: ما هي صورة بيع العينة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: الجواب موجز ومفصل.
الموجز: العينة تحايل على الربا
(الربا بسلالم)، كما يقول ابن القيم في الإعلام، ما ترابي على الأرض ترابي باعوجاج.
الربا تأخذ مبلغ وترده بزيادة.
فبعض الناس يقول: أعوذ بالله أن أكون مرابي، وبعض هؤلاء وازعه الديني ضعيف وفقهه أعوج،
فيبدأ يفكر بطريقة يحصل مال ويدفعه بزيادة ويدخل السلعة إدخالاً صورياً، كما قال عبدالله ابن عباس، لما سئل عن بعض المسائل كانت تمارس في ذلك الزمان الأول المعروفة لكن على وجه ضيق جداً.
ابن عباس فقيه فقال ناظراً إلى حقيقة المعاملة لا إلى صورتها: دراهم بدراهم دخلت بينهما حريرة .
الحريرة يعني أي السلعة.
ابن عباس أدرك أن السائل يريد درهم، ما يريد سلعة قال درهم بدرهم بزيادة، وبين الدرهمين في سلعة.
السلعة أدخلت إدخال غير حقيقي بين الدرهمين، وإنما هي إدخال صوري.
أنا أتذكر لما أتكلم عن بيع العينة زوجة المستعار (نكاح المحلل والمحلل له)، (نكاح المحلل والمحلل له) الناظر إلى صورة المسأله يراها حلالاً .
مثال: جاء زوج طلب من أبي الزوجة يد البنت، البنت مطلقة والبنت ما ترجع لزوجها الأول إلا أن تنكح زوجاً غيره، فجاء واحد راح لأبيها أو ولي أمرها وطلب يدها مثل ما يطلب الخُطاب يد البنات وزوَّجَه وصار إيجاب وقبول ودفع مهر، لكن هذه تمثيلية.
لماذا هذه تمثيلية؟
حتى تحل للزوج الأول، ولي أمرها ما يسأل لا عن أصله ولا عن فصله ولا عن أخلاقه ولا عن شيء هي تمثيلية رح يطلقها ويرجعها للأول ليش يسأل.
عن عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ : ( لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ ) رواه ابن ماجه ( 1936 ) ، وحسنه الألباني في ” صحيح ابن ماجه”.
وفي رواية:
لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحل والمحلل له”.رواه الترمذي (١١٢٠) و صححه الألباني في صحيح الترمذي.
المحلل الزوج والمحلل له الزوج الأول .
لو أن امرأة( وانتبه معي جيدا لتعرف الفروق، الفروق من دقائق المسائل)، هوى المرأة وعقلها ورغبتها في زوجها الأول وما يشرع لها أن تعود له إلا مع نكاح زوج ثاني، وجاء رجل وهو صادق يريد أن يتزوج هذه المرأة المطلقه، وتزوجها ، فوجد أن المرأة ليست صافية له فحصل بينهم شقاق لعدم صفاء الزوجة فطلق الزوجة والزوجة رجعت لزوجها الأول هل هذه الصورة حلال أم حرام؟
هذه الصورة حلال، الزوج ما له هدف إلا الزوجة وليس هدفه أن يرجعها للأول، لكن الزوجة ما وجدها مستقيمة.
لذا أهل العلم يرخصون للمرأة أكثر من الترخيص للرجل.
حدثني أخ في المدينة قال: كنت في سوبر ماركت جاءت امرأة وقالت ممكن اتكلم معك قلت لها تفضلي.
قالت: أنا امرأة مطلقة فإن تزوجتني وأنا امرأة يرغب فيَّ الرجال فلك مني مئة ألف ريال هدية.
قال: حسَبتها، فتزوجتها.
قال: تزوجتها فأخذت المئه الف ريال.
قال: عشت معها فترة ليست ببعيده.
فتقول لي: طلقني ولك مني مئة ألف ريال هدية، طلقني وخذ مئة ألف ريال هدية، هذا الطلاق ممنوع في الشرع.
الأولى صحيحة الثانية خطأ.
عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة) صححه الألباني في صحيح أبي داود
والاصل في الطلاق الحظر.
قال تعالى:(فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُوا۟ عَلَیۡهِنَّ سَبِیلًا) النساء الاية ٣٤.
والسبيل نكرة في سياق نفي فلا تبغوا عليهن سبيلا ورأس السبيل الطلاق فالأصل أي سبيل ممنوع في الشرع هذا لفظ عام يشمل أي سبيل.
نرجع الآن إلى العينة.
ما العينة؟
النبي صلى الله عليه وسلم حذر أمته من العينة، والنبي صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى
عن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله؛ أنزل الله بهم بلاء فلا يرفعه حتى يراجعوا دينهم” التعليقات الرضية اسناده صحيح ٤٠٥/٢ رواه أحمد، وأبو داود.
متى يلجأ الناس إلى العينة؟
تحت الخوف من الربا، في باعث يخافون من الربا ولا يلجؤون إلى الربا والأمر الآخر ما في قرض، مافي صدقة، ولا قرض حسن، تعطل ،ضن الناس بالدينار والدرهم.
فماذا الناس اليوم يصنعون ؟
يلجؤون للعينة .
عن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا تبايعتُم بالعينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ، ورضيتُم بالزَّرعِ وترَكتمُ الجِهادَ سلَّطَ اللَّهُ عليْكم ذلاًّ لاَ ينزعُهُ حتَّى ترجعوا إلى دينِكُم .
الألباني (١٤٢٠ هـ)، صحيح أبي داود ٣٤٦٢ • صحيح.
حتى ترجعوا إلى دينكم.
ما العينة؟
العينة: واحد بده فلوس وغير واجد إلا يبيع ويشتري ويبيع ويشتري بيع صوري ، واحد يروح على تاجر، فيسأله عندك سكر
فيقول له نعم عندي سكر، فيقول له بدي طن ، بكم الطن ؟فيرد عليه بالف دينار، فيقول له أريد اشتري دين سكر طيب بالف دينار جلس عنده في المكتب واشترى بألف دينار دين، وجالس هو والتاجر.
فقال له تشتري مني طن السكر الذي اشتريته منك(وهو ما حمل ولا اشترى ولا وجعة راس ولا أي شيء) نقداً وليس نسيئةً، فقال له نعم أشتري منك بكم ؟ بتسعة مائة دينار، تفضل هذه تسعة مائة دينار، الرجل خرج من المحل معه تسعة مائة دينار وعليه ألف دينار هذا ماذا يسمى ؟
هذا يسمى بيع العينة.
ما هو بيع العينة؟
دراهم بدراهم بينهما حريرة.
تذهب إلى بنك وتقول له اشتر لي كذا ، ويشتري لك وهو لا يفكر أبداً بإقتناء هذه السلعة.
درهم بدرهم بينهما حريرة.
ويبيعك إياها وبين البائع والشاري حريرة ،السلعة حريرة
والعبرة بالمال.
درهم بدرهم بينهما حريرة
احفظ هذه العبارة.
احفظ عبارة عبدالله بن عباس.
ابن عباس كان يقول: درهم بدرهم وبينهما حريرة.
فإذا صارت السلعه هي حريرة
صارت السلعة من أجل اخذ المال .
لذا بعض الناس اليوم يقول أنا أشتري من البنك مواد بناء أريد أعمر قال وأنا متفق مع البائع إذا جاء مندوب البنك احَمِّل البضاعة ولما يغيب ارجع له البضاعة وأعطيه خمسين دينار أو مائة دينار وأنا آخذ الفلوس اخذ القليل ، وفي ذمتي للبنك الكثير ، والسلعة أنا ليس لي بها رغبة وأنا ماذا أريد؟
أريد المال ويرجع السلعة.
من الآثم في هذه المعاملة؟
البائع، و التاجر، والبنك، والمشتري، آثمون.
السؤال الثامن عشر :إذا صليت في المسجد صلاة العصر جماعة فهل لي إذا أتيت على أُناس يريدون أن يصلوا العصر أن أؤمهم ؟ وهل هذه الصلاة تعتبر ذات سبب أو هي تطوع مطلق بارك الله فيكم؟
الجواب: نهى النبي ﷺ عن الصلاة بعد العصر ما لم تصفر الشمس و في رواية نهى رسول الله ﷺ عن الصلاة بعد العصر ما لم ما تجب الشمس.
معنى تجب: تسقط، لقول الله عز وجل { فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ }36 الحج. وجبت أي سقطت .
فالصلاة بعد العصر دون إصفرار الشمس و دون تحولها لا حرج فيه حتى لو كان تطوعا مطلقا هذا هو الراجح ولك أن تؤم غيرك أو أن تصلي مع غيرك صلاة الجماعة سواء كنت إماما أو مأموما.
السؤال السادس عشر: هل مساجد المسلمين اليوم يصيبون عين الكعبة أم جهتها وإن كانت العين فهل الصف يصيب العين أم بعضه؟
الجواب: أولا قال النبي ﷺ: ما بين المشرق و المغرب قبلة.
الحديث ( عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال { : ما بين المشرق والمغرب قبلة } . رواه ابن ماجه والترمذي ٣٤٢ وصححه الالباني …
و المراد بالمشرق و المغرب المدينة.
و ما بين المشرق و المغرب يكون الجنوب في المدينة و هو جهة القبلة.
لذا قال علماؤنا رحمهم الله تعالى: إصابة جهة القبلة تُجزئ .
ما بين المشرق و المغرب قبلة لكن من كان في اليمن ما يصلُح المشرق و المغرب فالمشرق و المغرب بينهما في اليمن ليست قبله و إنما هي عكس القبله.
فما بين المشرق و المغرب قبلة من رأى الكعبة فلا تُجزئه الجهة و الواجب عليه أن يتحول إليها وأن يستقبلها و أما من لم يستطع أن يراها فتكفيه الجهة ولا يلزمه عين القبلة ، إن عرف عين القبلة فتلزمه.
و اليوم بالطرق الجغرافية الحديثة يستطيع الإنسان في أي مكان أن يحدد عين القبلة لا جهتها فإن تبين لنا عين القبلة فالواجب علينا أن نتّبع عين القبلة وإن كنا لا نعلم فتكفينا الجهة.
هنالك في بلادنا مساجد عُثمانية قديمة وهذه المساجد قبلتها غير مضبوطة و في بعض المساجد القديمة هي لا تصيب لا عين ولا جهة القبلة (( بعيده جدا )) فمتى تبين لنا أننا ما نصلي لا إلى عين القبلة ولا إلى جهتها فالواجب علينا أن نتحول إلى جهتها.
يعنى الذي يُحدثه الأئمة و المهندسون و البنّاؤون و يحددون القبلة هذا لا يكفي وإذا تبين مع مضي الزمن أن هذا خطأ فقد عفى الله عن الصلاة التي مضت و الواجب علينا أن نتحول إلى عين القبلة أو إلى جهة القبلة، الجهة تكفي،الجهة تكفي .
السؤال الحادي عشر: أنا متزوجة وعندي ولدان (بنت وصبي)، وأنا مريضة و زوجي لا يعطيني المال ولا يؤمّن لي الأدوية، ماذا أفعل؟ وما هي نصيحتكم لزوجي؟
الجواب: أولا الله يقول عز وجل: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ»
النساء 19 .
والمعروف يشمل جميع أنواع المعاملة الحسنة، من النفقة ومن التطبُب.
فالواجب على زوجُك إن كان مستطيعا؛ أن تتطببي وأن يكفيك سؤال الناس.
جاءت امرأة أبي سفيان هند للنبي ﷺ، وهو بين أصحابه فقالت: يا رسول الله! إن أبا سفيان رجل شحيح.
الحديث عن عائشة ((أنَّ هندَ بنتَ عتبةَ قالتْ : يا رسولَ اللهِ ، إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ شحِيحٌ ، وليسَ يُعْطيني ما يَكفيني وولدي إلا ما أخذتُ منهُ ، وهو لا يعلمُ ، فقالَ : خُذي ما يكفيكِ وولدَكِ بالمعروفِ )) صحيح البخاري 5364.
و أبو سفيان من أسياد العرب، وأسياد العرب لا يكونوا بخلاء.
ولذا في رواية في الصحيح، أحسن من هذه الرواية؛ قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مِسِّيكٌ، و لفظة مِسِّيكٌ أحسن من لفظه شحيح، يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مِسِّيكٌ فهل لي أن أخذ من ماله فقال النبي ﷺ خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف.
5359 البخاري .
الحديث عن عائشة ((جاءت هندُ بنتُ عتبةَ بنَ ربيعةَ فقالت: يا رسولَ اللهِ ، واللهِ ما كان على ظهرِ الأرضِ أهلُ خِباءٍ أحبَّ إليَّ أن يذلوا من أهلِ خبائِك ، وما أصبحَ اليومَ على ظهرِ الأرضِ أهلُ خِباءٍ أحبَّ إلي أن يَعِزُّوا من أهلِ خبائِك. ثم قالت: إن أبا سُفيانَ رجلٌ مِسِّيكٌ ، فهل عليَّ من حرجٍ أن أُطعِمَ من الذي له عِيالنا ؟ قال لها : لا حرجَ عليكِ أن تُطْعِميهم من معروفٍ .)) صحيح البخاري 1761.
فالمرأة تأخذ بالمقدار الواجب ولا تتوسع، فالمقدار الواجب تأخذه.
بعض أهل العلم لا يُوجبون تطبُب الزوجة على الزوج، وهذا قول ليس بصحيح.
والصحيح وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، ونفقة الزوجة على زوجها و بما في ذلك التطبُب.
السؤال العاشر: رسم الحواجب بالحناء هل هو حرام، حكمه كحكم (التاتو) وهل تعليم الفراغ للحواجب بالقلم حرام؟
الجواب: التاتو أنا ما أعرفه.
لكن الذي أعرفه أن المرأة أولاً تستخدم الحناء.
النبي صلى الله عليه وسلم كان لايصافح النساء.
ففي الحديث عن أميمة بنت رقيقة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة ”
السلسلة الصحيحة ٥٢٩.
فكان يصافح المئة كما يصافح الواحدة، باللسان.
روى أبو داود و النسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: أومأت امرأة من وراء ستر بيدها كتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال: ما أدري أيد رجل أم يد امرأة؟ قالت : بل امرأة . قال صلى الله عليه وسلم : لو كنت امرأة لغيرت أظفارك يعني بالحناء. حسنه الألباني ٤١٦٦/سنن ابي داود
يعني ضعي الحناء على يدك.
والحناء للرجال سنة في صبغ الشيب فحسب، أما الرجل يختضب كالنساء يخضب يديه وقدميه، هذا ممنوع في حقه،
فهذا زينة نساء.
مثل القلادة، واحد يضع قلادة، هل هذا جائز للرجال؟
لا غير جائز، إلا للصغار، ففي كتاب اللباس البخاري، باب السخاب للصبيان، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة النهار لا يكلمني ولا أكلمه، حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة، فقال: «أثَمَّ لُكَع، أَثَمَّ لُكَع -أين الحسن-؟!»، فحبسته شيئًا -أخَّرته-، فظننتُ أنها تلبسه سخابًا -قلادة- أو تُغسِّله، فجاء يشتد حتى عانقه وقَبَّله، وقال: «اللهم أحبه وأحب من يحبه» (رواه البخاري [2122]، ومسلم [2421]).
ليست هي معدن بل خرز أو شئ من هذا، كان يلبسها ويتجمل بها الصغير.
أما الكبير فليس له أن يلبس القلادة، ولا يلبس الأسوارة.
وله ان يلبس الخاتم، أما الأسوارة حرام شرعاً للرجال، مهما كانت فهذا تشبه بالنساء.
أما الحناء، المرأة تختضب.
وهل تخضب حاجبيها؟
الخضاب مشروع لكن الذي أخشاه أن ترسم المرأة حاجبها رسماً، مثل ما يضعون أشياء على الحاجب فيبدو أن الحاجب مرسوم رسماً، و قد يدخل في موضوع النمص، يعني أن ترسم الحاحب رسماً كالنمص تماماً، والنساء يفعلن النمص كي يرى بعضهن بعضاً، والرجال غير مشغولين بالنساء بهذا الأمر، وهذه الطريقة أخشى أن يكون الأمر كذلك.
وأما موضوع استخدام الحناء للمرأة فهو مسنون.
السؤال التاسع: هل أحاديث وأخبار كتاب “ابن أبي الدنيا” {الصمت} كلها صحيحة؟
الجواب: لا، ابن أبي الدنيا إمام متفنن، والحافظ الإمام الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء قال عن كتبه: “فيها غرائب وعجائب “.
ابن أبي الدنيا إذا انفرد بحديث فانفراده من مظنة الخطأ، وعنده ما ليس عند غيره لأنه واسع الرواية، فليس كل ما يذكره ابن أبي الدنيا -وهو يسند- يذكر الحديث والآثار بالأسانيد، وكتبه مليئة بالآثار، فهي غنية جدا بالآثار، وأعني بالآثار ما لم يرفع للنبي صلى الله عليه وسلم من أقوال الصحابة والتابعين ومن دونهم؛ وهو الغالب على كتبه، فيسند إلى ما دون التابعين.
فكتبه كنوز، ولذا كنا نفرح في بدايات الطلب لما نرى كتابا من كتب ابن أبي الدنيا واليوم ولله الحمد والمنة جل كتب ابن الدنيا مطبوع.