السؤال: هل وَجْدُ الأنصار يُشبه وَجْدَ الزوجات حين طلبن الزيادة في النفقة وخيَّرهن النبي صلى الله عليه وسلم بين الطلاق والزواج ، إلى آخره؟

السؤال:
هل وَجْدُ الأنصار يُشبه وَجْدَ الزوجات حين طلبن الزيادة في النفقة وخيَّرهن النبي صلى الله عليه وسلم بين الطلاق والزواج ، إلى آخره؟

الجواب:
نعم، الوجد ضعف بشري وليس بغضاً، أما الطعن بعدم العدل فهذا كفر، وأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، حديث عبد الله بن مسعود، ونبيّن ذلك في الدرس القادم، كان رد النبي صلى الله عليه وسلم دقيقاً، يحتاج إلى وقفة في بعض ألفاظه صلى الله عليه وسلم.

الطعن في رسول الله وفي قِسمته واتهامه صلى الله عليه وسلم بأنه لا يتقي الله وأنه ظالم، فهذه مشكلة.

بعض الصحابة توهموا أن التقوى في أن لا ينام الإنسان وأن يبقى صائماً قائماً لا يرقد ولا يأكل، فالنبي ﷺ رد عليهم رداً بليغاً قال: “ألا إني أتقاكم لله، إني أصوم وأفطر، وأقوم وأرقد، وآتي النساء”.

هذا ليس كفراً لكن هم قالوا:
النبي ﷺ غُفر له ما تقدم من ذنبه، فرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، لماذا؟
ظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد أن الله قد غفر له، فله أن يتمتع بالدنيا ، وهذا التمتع ليس من كمال التقوى.

فقال أحدهم: “أما أنا فأقوم ولا أرقد، وأما أنا فأصوم ولا أفطر، وأما أنا فلا آتي النساء”، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وبيَّـن شيئاً مهماً ينبغي أن يكون راسخاً رسوخ الجبال في القلوب، قال: “أنا أتقاكم لله وأخشاكم له، وأنا آكل وأصوم وأفطر وأقوم وأرقد وأتزوج النساء”.

فالنساء والأكل والتمتع بما أحل الله ليس منافياً للتقوى، لكن ما اتهموه بقلة دين كما اتهمه هذا المُعتِّب بن قشير، أحد الإخوة يسأل: ما اسمه؟ قلنا: معتب بن قشير من بني عمرو بن عوف، هذا منافق.

والنبي صلى الله عليه وسلم لما رد عليه قال في الحديث:
“فمن لم يعدل إن لم يعدل الله ورسوله”، ما قال: “إن لم أعدل أنا”، قال: “هذه القسمة قسمة ربنا، قسمة الله عز وجل فمن يعدل إذا لم يعدل الله؟!

أنا في إعطائي للمؤلفة قلوبهم مما أمرني الله فيه، فكيف لا أكون عدلاً؟”

فلما رد عليه ماذا قال صلى الله عليه وسلم؟ قال: “إن لم يعدل”، ما قال: “إن لم أعدل أنا”، قال: “إن لم يعدل الله ورسوله”، وفي هذا إشارة مهمة إلى أن السنة وحي، السنة وحي، “إن لم يعدل الله والرسول”.

فوجود الوَجد الذي في القلب من الضعف البشري.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
27 صفر 1447 هـ
21 أغسطس 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

السؤال: هل وَجْدُ الأنصار يُشبه وَجْدَ الزوجات حين طلبن الزيادة في النفقة وخيَّرهن النبي صلى الله عليه وسلم بين الطلاق والزواج ، إلى آخره؟

السؤال: هل يؤخَذ بالحديث المرسل ؟

السؤال:
هل يؤخَذ بالحديث المرسل ؟

الجواب:
الحديث المرسل ضعيف، والضعف فيه يسير، وقوته مع مضي الزمن تَضعف، انظر إلى الأئمة، رتب لي الأئمة الأربعة:
أبو حنيفة، بعد أبي حنيفة مالك، بعد مالك الشافعي، بعد الشافعي أحمد.

انظر إلى الحديث المرسل:
① أبو حنيفة: عنده المرسل حجة بإطلاق.
② مالك: حجية المرسل عند مالك موافقة عند أهل المدينة.
③ الشافعي: المرسل حجيته ضعيفة، يقوى بمرسل مثله أو بقول صحابي ثبت عنه، يعني لو عندنا حديث مرسل وقول: “صحابي ثبت عنه” فيكون الحديث حجة.

أو بضعفٍ باسناد ضعيف ضعفه يسير من غير علة الإرسال، فهو ضعيف ضعف يسير.

④ أحمد: المرسل لا حجة له على الإطلاق.

فحجية المرسَل:
فالمرسَل ضعيف ولا بد له من طريق آخر يقويه، وعلى هذا هو العمل عند المخرجين.

يعني الإمام أبو حنيفة لما ترى بعض إخواننا المصلين، خصوصًا ممن كتب الله له الجلوس عند بعض العلماء، فبعض إخواننا في مسجدنا درسوا في العراق ، وهم يدرسون الطب في العراق ، درسوا مع بعض الفقهاء، فيضع يده اليمنى على اليسرى تحت السرة، كل الأحاديث التي فيها وضع اليمنى على اليسرى تحت السرة ؛ كلها مراسيل، ولا يوجد ما يشهد لها فهي ضعيفة، لكن الحنفية يعملون بها بناءً على مذهبهم من أن المرسل حجة.

هذا ليس بصحيح، المرسل حتى يصبح حجة لا بد له من ما يشهد له، والشاهد غير موجود، فوضع اليمنى على اليسرى تحت السرة ليس صحيحاً ، ليس فيه إصابة للسنة.

إصابة السنة كان يضع النبي صلى الله عليه وسلم اليمنى على اليسرى، كان يضع باطن اليمنى على اليسرى وعلى الرسغ والساعد ، ويضعها على الصدر أول التجويف، كما في حديث زائدة بن قدامة عن عاصم بن كليب عن الشاشي عن أبيه عن وائل بن حجر الحضرمي رضي الله تعالى عنه.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
٢٠ صفر ١٤٤٧ هـ
١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م.✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

السؤال: هل يؤخَذ بالحديث المرسل ؟

السؤال : هل تراجع الشيخ الألباني رحمه الله في آخر حياته عن تحريم صيام السبت ، وعن تصحيح حديث: “حتى ولو لم يجد إلا لحاء شجرة فليفطر عليها”؟

السؤال :
هل تراجع الشيخ الألباني رحمه الله في آخر حياته عن تحريم صيام السبت ، وعن تصحيح حديث: “حتى ولو لم يجد إلا لحاء شجرة فليفطر عليها”؟

الجواب:
الحديث: “حتى لو لم يجد إلا لحاء عنبة أو جذع شجرة فليمضغها” هكذا الحديث.

حديث عبد الله بن بسر أو حديث أخته الصماء، وهذا يسمى عند علماء الحديث “اضطراب”، ولكنه اضطراب لا يَعِلُّ الحديث، لأن الطريق سواء كان عبد الله أو أخته الصماء، كلاهما صحابة، فهذا النوع من الاضطراب في الصحيحين مثله كثير، فليس كل اضطراب يَعِلُّ به الحديث.

والشيخ ما تراجع عن تصحيح هذا الحديث، بل كتب بخطه فيما قرأت بخط أخينا الشيخ حسين العوايشة حفظه الله، واستأذنه فيما أخبرني الشيخ حسين الشيخ الألباني في حياته ، أن ينقل على نسخته ما كتبه الشيخ على نسخته من إرواء الغليل، وما استطعت أن أحصل نسخة إرواء الغليل ؤ وهي ليست من موجودات مكتبة الشيخ في الجامعة الإسلامية، سألت عنها كثيرًا في الجامعة الإسلامية والمدينة، والله أعلم أين هي.

لكن أخبرني الشيخ حسين قال: “أنا نسخت كل ما كتبه الشيخ على نسخته”، فقلت: “هذه غنيمة أريدها منك باردة بغير تعب”، فنسخت ما كتبه الشيخ.

ففي حديث النهي عن صيام يوم السبت، الشيخ يُـجوِّز صيام يوم السبت في “إرواء الغليل” ويصحح حديث: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم السبت والأحد” وحديث: “من صام السبت فليس له ولا عليه”، الشيخ في هامش طويل بخطه يُـضعِّف حديث “كان يصوم السبت والأحد” ويصحح حديث “نهى النبي ﷺ عن صيام يوم السبت”، وهذا الذي مات عليه الشيخ رحمه الله تعالى.
فالقول أن (الشيخ الألباني تراجع عن تصحيح الحديث ، أو أن آخر أقواله جواز صيام السبت) ؛ فليس بصحيح.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
٢٠ صفر ١٤٤٧ هـ
١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م.✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

السؤال : هل تراجع الشيخ الألباني رحمه الله في آخر حياته عن تحريم صيام السبت ، وعن تصحيح حديث: “حتى ولو لم يجد إلا لحاء شجرة فليفطر عليها”؟

[الذي لا يقرأ إعجاز القرآن للجرجاني لا يعرف طعم القرآن]

[الذي لا يقرأ إعجاز القرآن للجرجاني لا يعرف طعم القرآن]

طالب العلم إن قرأ القرآن ينبغي أن يتذكر كتاب إعجاز القرآن للجرجاني “دلائل الإعجاز” ، وذكرت لكم في الدلالات – وأنا أتكلم عن الدلالات عن إعجاز القرآن – :
الذي لا يقرأ إعجاز القرآن للجرجاني لا يذوق طعم القرآن ، لا يعرف طعم القرآن.

لذا العلماء الكبار في تدبرهم للقرآن لا يشبعون من القرآن ، والسبب أنهم يقرؤون القرآن الكريم وقواعد التدبر موجودة عندهم ، ومن أهم القواعد البلاغة التي ذكرها الجرجاني.

سمعت الشيخ صالح آل الشيخ – أسأل الله أن يحفظه – يقول قرأت “إعجاز القرآن للجرجاني” أكثر من ثلاثين مرة.

ولا يكفي، ثلاثين مرة لا تكفي ، لأنه أساس لموضوع التدبر.

المصدر:
الدرس السادس – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن.
التاريخ:
٢٥ صفر ١٤٤٧ هـ
١٩ أغسطس ٢٠٢٥ م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[الذي لا يقرأ إعجاز القرآن للجرجاني لا يعرف طعم القرآن]

هل كلمة ( سلفي ) تعني النسبة إلى حزب ؟

هل كلمة ( سلفي ) تعني النسبة إلى حزب ؟

إخواني، ما ينبغي لأحد أن ينسب نفسه إلا لجهة معصومة، والنسبة إلى الجهة غير المعصومة قصور، وفي بعض الأحاديث ضلال.

النسبة للسلف، نسبة لجهة معصومة (الصحابة، التابعين، تابعيهم)، تقول ملخصًا هذه النسبة: “أنا سلفي”، لأنك نسبت نفسك إلى جهة معصومة، فهذا ممن يحبه الله ويرضاه، لا إلى حزب يرأسه فلان أو علان.

بعض الناس يعتقد إذا قلت:
أنا “سَـلَفِـي” ، أنني من حزب يرأسه في هذا الزمان الشيخ الألباني)، وإذا كان في الحجاز (يرأسه الشيخ ابن باز)، ليست السلفية هكذا!

السلفية هي النسبة إلى الصحابة والتابعين وتابعيهم، لا يجوز لك أن تنسب نفسك لجهة غير معصومة أو لإمام ، بعض الناس استحكم في عقله أن السلفي هو ابن باز والألباني، فقال: “أنا شافعي”، ثم تبدأ المقارنة: من أعلم؟
الشافعي أم الألباني؟

لا، الشافعي أعلم، والشافعي أعلم من ابن تيمية.

يا من تنتسب للشافعي، انتسب للشافعي تفقهًا وتعلمًا، وإن وجدت حديثًا للنبي يخالف قول الإمام صلى الله عليه وسلم فقل:
“إمامي معذور بتركه للحديث، وأنا معذور بتركي لقول إمامي، ولا أتبع إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأتبع السلف الصالح”.

فكل أتباع الشافعي هم أتباع الصحابة والتابعين.

أفضل الصحابة على الترتيب:
أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي.

وكان سفيان يفضل عثمان على علي، ثم تاب من هذا التفضيل.

فأفضل خلق الله عز وجل الصحابة ، وأفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، بالجملة، والمفاضلة علم وعمل، بالعلم والعمل.

لذا قال أهل العلم إن الصحابة اختلفوا على قولين، فدائمًا الراجح مع الفريق الذي فيه أبو بكر وعمر، لماذا؟
لأنهم هم أعلم خلق الله بعد الأنبياء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر” رضي الله عنهما.

لكن هل يلزم من هذا أن يكون أبو بكر وعمر لا يخفى عليهما شيء؟
لا، لكن بالجملة، عِـلم أبي بكر ، وعِـلم عمر هو أحب إلى الله وأقرب وأصوب من أقوال المتأخرين، هل يُستدرك عليهم؟ نعم، يُستدرك عليهم، فكم من مفضول استدرَك على فاضل، وكم من تلميذ استدرك على شيخ له، فالاستدراك في بعض الجزئيات لا ينافي هذه الأفضليات.

فأفضل خلق الله عز وجل الصحابة، وأفضلهم بالترتيب ، بترتيب وجودهم في الخلافة الراشدة، وهذا مما اجتمعت فيه سنة الله تعالى في خَـلقه وكونه مع سنته في شرعه، وهذا الاجتماع يحتاج لتتبع في القضايا الكبيرة، يحتاج إلى تصنيف وتفصيل، وليس فقط في الأفضلية وإنما في أشياء كثيرة، فالصحابة رضي الله عنهم هم خير الخلق.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
٢٠ صفر ١٤٤٧ هـ
١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م.✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

هل كلمة ( سلفي ) تعني النسبة إلى حزب ؟

[هذا يعيش طوال حياته يطعن في فلان ويطعن في هذا، فهل هذا علم؟! هل هذا علم يقرب للآخرة ويقرب لله عز وجل؟! ]

[هذا يعيش طوال حياته يطعن في فلان ويطعن في هذا، فهل هذا علم؟!
هل هذا علم يقرب للآخرة ويقرب لله عز وجل؟! ]

علم دون تزكية! خلاف.
ماذا قال الله تعالى:
{ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ }
[الجاثية : 17]

صار العلم بغياً، هذا يبغي على هذا وهذا يبغي على هذا، وهذا يطعن في هذا وهذا يطعن في هذا، وهذا يعيش طوال حياته يطعن في فلان ويطعن في هذا،فهل هذا علم؟!
هل هذا علم يقرب للآخرة ويقرب لله عز وجل؟!

تأمل الآفة العظيمة، قال تعالى:
{وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ }
[الشورى : 14]
هذه آفة أخروية.

والآفة الدنيوية انتبه:
{ .. وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ} [الشورى : 14]

إذا كان العلم يولد هذا البغي وهذا الظلم، الأتباع اللاحقون لهؤلاء الذين يزعمون أنهم علماء ويُعلمون في شك مريب عن الحقائق الشرعية.

أحسن شيء وأكثر شيء يروج دعوتك أن تبقى منصفاً، أن تنصف الناس، نعم، أمرنا أن نبين الحقائق الشرعية، لكن نبينها بالأدلة والبراهين، وأن نتثبت إن تكلمنا على الناس ، ولاسيما في وقت الفتن، وذكرت لكم في هذه المحاضرة وفي هذه المحاضرات أن الفتَن كيف تبدأ؟
تبدأ بالخلاف ، ثم يشتد الخلاف حتى يصل إلى القتال، والخلاف يشتد لما تقع وتوزع الأمة، فتصبح أحزاباً وفرقاً ، وهذا حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الثالثة.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[هذا يعيش طوال حياته يطعن في فلان ويطعن في هذا، فهل هذا علم؟! هل هذا علم يقرب للآخرة ويقرب لله عز وجل؟! ]

[ما هي الصلة بين هذين الصنفين اللذين جاءا في الحديث الصحيح؟ ① قوم معهم سياط كأذناب البقر. يضربون بها الناس. ② ونساء كاسيات عاريات. ]

[ما هي الصلة بين هذين الصنفين اللذين جاءا في الحديث الصحيح؟
① قوم معهم سياط كأذناب البقر.
يضربون بها الناس.
② ونساء كاسيات عاريات. ]

قال صلى الله عليه وسلم:
« صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا ».

صحيح مسلم / الصفحة أو الرقم : 2128

لماذا ذكر النبي ﷺ هذين الصنفين معاً ؟
وما الصلة بينهما؟

الجواب:
حتى يعلّم النبي صلى الله عليه وسلم ما هو مقرر في علم الاجتماع قديماً وحديثاً أن الظلم السياسي والفساد الخُـلقي وجهان لعملة واحدة.

لا يروج الظلم السياسي إلا بوجود فساد خُـلقي ، فالشخص الذي يُهزم أمام نفسه وأمام شهواته لن يستطيع أن يقول للظالم إنك ظالم.

وهذا مأخوذ بدلالة الإيماء من الحديث،النبي صلى الله عليه وسلم ربط بينهما.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الثالثة.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ما هي الصلة بين هذين الصنفين اللذين جاءا في الحديث الصحيح؟ ① قوم معهم سياط كأذناب البقر. يضربون بها الناس. ② ونساء كاسيات عاريات. ]

[كثير من الطلبة لهم قرون ينطح فيها ، لأنه لا يتعلم ليعمل، والذي يجري على لسانه شتم ولعن وما شابه، ولا يزكي نفسه]

[كثير من الطلبة لهم قرون ينطح فيها ، لأنه لا يتعلم ليعمل، والذي يجري على لسانه شتم ولعن وما شابه، ولا يزكي نفسه]

“الله لما امتنَّ قدم التزكية، العلم، طالب العلم إن زكَّى نفسه، فوقع العلم على نفسٍ زكية، سَعِد وأَسْعَد وصَعِد وأَصْعَد، ووَصَلَ الجنة، وإن وقع العلم على نفسٍ خبيثة، هنا يأتي انفِكاك العلم عن العمل، وإن ذلك من أسباب دخول النار ، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)} [الصف : 2-3]

إذًا، طالب العلم ينبغي أن يحرص بدايةً على إيش؟ على التزكية، يتعلم ليش؟ ليعمل.

سفيان رحمه الله -سفيان الثوري- ، أنا أنصحكم تقرأوا ترجمة سفيان ، من كتاب حلية الأولياء ، فيها فوائد عجيبة، فيها تربية عظيمة.

سفيان يقول:
“من تعلم ليعمل كسره العلم ، ومن تعلم ليُناطِح ويُناظر ، فليضع له قرنين”.

كثير من الطلبة لهم قرون ينطح فيها ، لأنه لا يتعلم ليعمل، والذي يجري على لسانه شتم ولعن وما شابه، ولا يزكي نفسه، ولا يزكي من هم حوله، إن كان له تلاميذ أو إن كان له أهل،
لذا، الله جل في علاه لما امتنَّ على هذه الأمة قال إيش؟

قال تعالى:
{ .. وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ }
[آل عمران : 164]

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الثالثة.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م

◀️ رابط الفتوى:

[كثير من الطلبة لهم قرون ينطح فيها ، لأنه لا يتعلم ليعمل، والذي يجري على لسانه شتم ولعن وما شابه، ولا يزكي نفسه]

السؤال: اختلفنا في أفضلية الصحابة على سائر الأمة؟

الرابط في اليوتيوب:

السؤال:
اختلفنا في أفضلية الصحابة على سائر الأمة؟

الجواب:
“الصحابة بالجملة أفضل من سائر الأمة بعدهم، ولكن ذلك لا يمنع أن يبلغ أحدٌ من أواخر هذه الأمة منزلة بعض الصحابة من الإيمان واليقين، بدليل قول الله تعالى:
{ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14)} [الواقعة : 13-14]

وقبلها :
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة : 10]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
«لكلِّ قرنٍ من أُمَّتِي سابِقُونَ»
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5172

فالصحابة فيهم سابقون، والتابعون فيهم سابقون، وتابعو التابعين فيهم سابقون، إلى عصرنا هذا، ففي هذا العصر سابقون، وأنا دائمًا أقول لأحبائي وإخواني: “الحمد لله الذي أوجدنا في هذا الزمان، نستطيع أن نسابق ونسبِق، ولو كنا في عصر الصحابة أو التابعين أو تابعيهم، فكيف نسبق ، كيف للعُرجان والعميان أن يسبقوا أولئك الفرسان؟!

فالسابقون في المنزلة غير منقطعين، ولهم من الجزاء، فهم {ثُلَّةٌ مِنَ الْأولين}، ولكن {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ}، والسابقون في العصور الأولى ثلة، والمتأخرون قليل.

“الصحابة لهم الأفضلية جملة وتفصيلًا،” إخواني، ما ينبغي لأحد أن ينسب نفسه إلا لجهة معصومة، والنسبة إلى الجهة غير المعصومة قصور، وفي بعض الأحايين ضلال.

النسبة للسلف، نسبة لجهة معصومة (الصحابة، التابعين، تابعيهم)، تقول ملخصًا هذه النسبة: “أنا سلفي”، لأنك نسبت نفسك إلى جهة معصومة، فهذا مما يحبه الله ويرضاه، لا إلى حزب يرأسه فلان أو علان.

بعض الناس يعتقد إذا قلت:
أنا “سَـلَفِـي” ، أنني من حزب يرأسه في هذا الزمان الشيخ الألباني)، وإذا كان في الحجاز (يرأسه الشيخ ابن باز)،وهذا خطأ، فليست السلفية هكذا!

السلفية هي النسبة إلى الصحابة والتابعين وتابعيهم، لا يجوز لك أن تنسب نفسك لجهة غير معصومة أو أفراد من أمثال الأئمة ، بعض الناس استحكم في عقله أن السلفي هو ابن باز والألباني، فقال: “أنا شافعي”، ثم تبدأ المقارنة: من أعلم؟
الشافعي أم الألباني؟

لا، الشافعي أعلم، والشافعي أعلم من ابن تيمية.

يا من تنتسب للشافعي، انتسب للشافعي تفقهًا وتعلمًا، وإن وجدت حديثًا للنبي صلى الله عليه وسلم يخالف قول الإمام فقل:
“إمامي معذور بتركه للحديث، وأنا معذور بتركي لقول إمامي، ولا أتبع إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأتبع السلف الصالح”.

فكل أتباع الشافعي هم أتباع الصحابة والتابعين.
أفضل هذه الأمة الصحابة، وأفضل الصحابة على الترتيب:
أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي.

وكان سفيان يفضل عثمان على علي، ثم تاب من هذا التفضيل.

فأفضل خلق الله عز وجل بعد الانبياء والمرسلين الصحابة ، وأفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، بالجملة، والمفاضلة علم وعمل، بالعلم والعمل.

لذا قال أهل العلم إن الصحابة اختلفوا على قولين، فدائمًا الراجح مع الفريق الذي فيه أبو بكر وعمر، لماذا؟
لأنهم هم أعلم خلق الله بعد الأنبياء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر” رضي الله عنهما.

لكن هل يلزم من هذا أن يكون أبو بكر وعمر لا يخفى عليهما شيء؟
لا، لكن بالجملة، عِـلم أبي بكر ، وعِـلم عمر هو أحب إلى الله وأقرب وأصوب من أقوال المتأخرين، هل يُستدرك عليهم؟ نعم، يُستدرك عليهم، فكم من مفضول استدرَك على فاضل، وكم من تلميذ استدرك على شيخ له، فالاستدراك في بعض الجزئيات لا ينافي هذه الأفضليات.

فأفضل خلق الله عز وجل الصحابة، وأفضلهم بالترتيب ، بترتيب وجودهم في الخلافة، وهذا مما اجتمعت فيه سنة الله تعالى في خَـلقه وكونه مع سنته في شرعه، وهذا الاجتماع يحتاج لتتبع في القضايا الكبيرة، يحتاج إلى تصنيف وسرد، وليس فقط في الأفضلية وإنما في أشياء كثيرة، فالصحابة رضي الله عنهم هم خير الخلق.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
٢٠ صفر ١٤٤٧ هـ
١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م.✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

السؤال: اختلفنا في أفضلية الصحابة على سائر الأمة؟

[ فتش عن أصحاب هذه السمة في هذا الزمان لا تجدهم إلا في كتاب أو تحت تراب ]

[ فتش عن أصحاب هذه السمة في هذا الزمان لا تجدهم إلا في كتاب أو تحت تراب ]

فصَّـل الإمام السخاوي محمد بن عبد الرحمن، المتوفى سنة 902 من أشهر تلاميذ الحافظ ابن حجر، أحوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف أنهم حصلوا المال ولكن حصلوه بحق وأنفقوه بحق، فوضعوه في مكانه، ومما قاله في كتابه البديع “السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم” وهو كتاب أُفرد في هذه المسألة: متى يمدح المال ومتى يذم المال؟

فقد قال عن أحوال السلف الأول – ودائمًا نقول: إننا إن فهمنا شيئًا من النصوص فينبغي أن نلتفت إلى حال الأصحاب رضوان الله تعالى عليهم ومن بعدهم ممن اتبعهم بإحسان، شريطة الاتباع بإحسان-.

قال رحمه الله تعالى:
“فمن تكون الدنيا في يديه، ويؤدّي الحقوق منها، ويتطوّع بالأمور المستحبّة فيها، ولم تكن عائقةً له عن الوصول إلى الله تعالى، ولا لها في قلبه مزيةٌ ولا يفخر بها”.

عنده مال ليس عنده طغيان، إن للمال طغيان كما يقول ابن المبارك، كالعلم، فالعلم المحمود الذي يتواضع صاحبه لا طغيان فيه، ليس على حال أغلب من يشارك في “وسائل التواصل”، في كل رسالة له فيها طغيان، فيها اعتداء على الناس، شارك بالحق واترك حظ نفسك.

ثم قال السخاوي رحمه الله :
“خصوصاً على مَنْ دونَه ، ولا يكون بما في يديه منها أوثق منه بما عند الله”.

أن يكون ما عند الله أوثق في قلبك مما هو بين يديك، فتش عن أصحاب هذه السمة في هذا الزمان لا تجدهم إلا في كتاب أو تحت تراب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

المال بين يديه لكن قلبه معلق بربه، وما عند الله أقرب وأوثق إلى قلبه مما هو بين يديه، هذا حال الأصحاب رضوان الله تعالى عليهم.

قال: “ولا يفخر بها خصوصًا على من هو دونه، ولا يكون بما في يديه منها أوثق منه بما عند الله بحيث يحبسها عما شرع له صرفها فيه”.

متى احتاجه المسلمون صرفها، فكان الواحد يحرص على المال كحرص والي بيت المال على المال، يدخره وينميه ويكثره لمصالح المسلمين، وليس لشهواته ولا رغباته، ما أجمل هذا المال على هذا الحال وهذا هو الأصل وليس هو العَرَض المذموم.

ثم قال السخاوي رحمه الله:
“من التقتير على نفسه وعياله وعدم إظهار نعمة الله عز وجل، ولا ينفقها في وجوه الباطل التي لم تُشرع، ولا يُبَذِّر في ذلك”، يقول: “وكم من غني متصف بذلك وأزيد منه، مثل داوود وسليمان ويوسف عليهم السلام وطوائف من الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام”.

ص89 – كتاب السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم – التفصيل في فضل الغنى والفقر – المكتبة الشاملة

كل من ذم المال اذكر له حال هؤلاء الأنبياء، فتعلم أن ذم المال ليس لذاته وإنما يُذم لعَرَضٍ دَخَلَ على المكلَّف”.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
2 ذو الحجة 1446 هـ
29 مايو 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ فتش عن أصحاب هذه السمة في هذا الزمان لا تجدهم إلا في كتاب أو تحت تراب ]