السؤال :
أخ الظاهر من هذا المسجد وسؤال مع شكوى يقول : لقد ظهر يا شيخ في هذه الأيام ذهاب النساء إلى المسابح جماعة ، وللأسف هؤلاء النساء متدينات ممن يلبسن الخمار ، وللأسف يا شيخ هؤلاء النساء أزواجهن وأباؤهن ممن يحضر ويصلي في هذا المسجد ، وأرجو منك يا شيخ إصدار فتوى وطباعتها لدرء هذه المفسدة جزاك الله خيرا .
الجواب :
وأنت جزاك الله خيرا على غيرتك على المسلمات .
المرأة الأصل فيها أن تكون ذات خدر، وأن تكون حييه ، والأصل في المرأة أن لا تتهتك وأن لا تتكشف وأن لا تجرؤ على أن تخلع ملابسها في غير بيت زوجها ، وقد رأت أم الدرداء نساء في حمص يخرجن من الحمامات العامة فقالت: سمعت زوجي أبو الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : “أيما امرأة خلعت ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت ما بينها وبين الله عز وجل” .
فلا يجوز للمرأة أن تتجرد من ثيابها في غير بيت زوجها ، ولها أن تخفف من ملابسها شريطة أن تأمن عدم كشف العورة ، أما أن تكشف عورتها وأن تبقى في ملابس السباحة فهذا أمر لا يجوز شرعا ، ومن فعلت فقد هتكت ما بينها وبين الله ، ومن عجيب ما سئلت أن رجل بعث على الإنترنت مرة قال أنا وزوجتي في بحيرة طبيعية ، بمكان لا يرانا أحد فهل لي أن اتجرد أنا وإياها ونسبح في هذه البحيرة، فالأمر بالمنع ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام في غير بيت زوجها ، فمثلا واحد وزوجته على البحر ولا أحد يراهما فليس لها أن تخلع ملابسها ،اعمالا لقول النبي عليه الصلاة و السلام في غير بيت زوجها ، فمن يأمن وما أدراك ، وقد أخرج أبو عبيد في كتابه المواعظ والخطب أن عيسى عليه السلام كان من مواعظه أنه كان يقول إذا استطعت أن لا ترى الأرض وعورتك فافعل .
وقرر الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم حرمة التكشف والتعري في الخلوة من غير حاجه ، شخص تكشف من غير حاجه ، فلا جماع ولا قضاء حاجه ولا اغتسال فقرر حرمة التعري من غير حاجه استحياء من الله .
لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتي أهله إلا تحت غطاء استحياء من الله ، فالله احق أن يستحى منه ، فإن تجرأت المرأة وخلعت ملابسها أو أظهرت ملابسها الداخلية ولو قطعه منها فوق البنطال كما حصل في بعض الموديلات فهذا مدعاة ليسهل عليها الزنى ، فالأصل في المرأة أن تشعر أنها عوره وأن تحفظ نفسها وأن لا تتوسع في الحط من ملابسها .✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
السؤال:
ما هي الوسيلة الأمثل لاستغلال الليل؟هل تنصح بإطالة السهر في الليل؟
الجواب:
أما السهر في الليل فيما لا يُجدي فلا أنصح به.بل قال بعض علماء الحديث:لأن أزني خيرٌ لي من أن أسهر بباطلٍ.وأما السمر فيما فيه نفع مع ضيف،مع الأهل،في العلم،في العبادة فلا حرج فيه،ولا سيما في هذه الأوقات.وقد ورد حديث لم يصح مرفوعاً وصح موقوفاً ومقطوعاً وسرد طرقه على وجه حسن وكاد أن يستوعب صالح ابن الإمام أحمد في مسائله لأبيه:الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه.هذا قول لبعض السلف وليس حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم.الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه.ويُروى مرفوعاً لكنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
السؤال:
يقول السائل: هل حديث من صلى خلف الإمام أربعين يوما يحافظ على تكبيرة الإحرام كتبت له براءتان: براءة من النفاق وبراءة من النار ؟
الجواب:
الحديث ثابت عند الترمذي وعند بحشل في تاريخ واسط، وورد موقوفا ومرفوعا، والموقوف لا يُعلٍ المرفوع، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ ) رواه الترمذي(241) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله ، هذا اللفظ المحفوظ الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وللحديث شواهد عن عمر وعن أبي كاهل، وورد بلفظ فيه نُكرة (منكر)، والحديث المنكر لفظه ((من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة)) فهذا لفظ منكر ، و نرى له أثرا أن كثيرا من الحجاج قبل الحج أو بعده يمكثون في المدينة ثمانية أيام أو اكثر حتى يصلون أربعين صلاةً في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث الصحيح من صلى لله أربعين يوما وليس أربعين صلاة، يدرك تكبيرة الإحرام في أي مسجد كان، في مسجده صلى الله عليه وسلم أو في غير مسجده، من صلى لله أربعين صلاة يدرك فيها تكبيرة الإحرام يكون فيها خلف الإمام ويدرك تكبيرة الإحرام كتبت له براءتان براءة من النفاق وبراءة من النار،
فهل من مشمر لهذا الحديث ؟
نرجو الله أن نكون جميعا من المشمرين .
فهذا حديث عند الترمذي وبحشل في تاريخ واسط وهو صحيح لا غبار عليه، وإن ورد موقوفا فإن هذا مما لا يدرك بالرأي ولا بالعقل فحكمه حكم الرفع للنبي صلى الله عليه وسلم، فكيف وقد جاء بأسانيد صحيحة نظيفة جاء التصريح برفعه للنبي صلى الله عليه وسلم.✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
السؤال:
شاب في مقتبل العمر يعمل أثنى عشر ساعة يوميا، ما هي نصيحتك له في طلب العلم ؟
الجواب:
النبي صلى الله عليه وسلم قال طلب العلم فريضة، والطلب يكون بالقراءة ويكون بالسماع، وأما الإقبال على الدنيا والإكثار منها فهو مشغلة، فالدنيا والآخرة كالمشرق والمغرب، فإن قربت من هذه بعدت عن تلك، كضرتان إن أرضيت هذه أسخطت الأخرى، ولذا إذا استطاع الإنسان أن يقلل من عمله بأن يعيش حياة فيها كفاف وعفاف ولا يضيع من يعول وأن يكون له نصيب في حياته من الآخرة وطلب العلم فهذا حسن، وإلا فعلى قول من قال الأجسام في الحانوت والأرواح في الملكوت، يعني وهو جالس في الحانوت يسمع ويتعلم ويتفقه ويقرأ ويبتهل أي فرصة فيجمع، فقاعدة الجمع هذه بين الخيرات إذا جازت فمن باب أولى أن تجوز إذا كان هذا الجمع قد دخل فيه الدنيا، فالإنسان الذي يبيع ويشتري أو يعمل تمر عليه ساعات ولحظات يجد فيها صفاء فبإمكانه أن يستفيد من هذه الساعات بأن يسمع النافع والمفيد أو يقرأ النافع والمفيد، وأمن طريق وأقصر طريق وأحسن طريق للعلم أن يجثو طالب العلم على الركب بين يدي المشايخ الأكفاء.✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
الجواب:
أسأل الله عز وجل أن يجعلني و إياكم من الموَفَّقين و أن يُحينا طلبة علم و أن يُميتنا طلبة علم، فقد قيل لأحمد يا أبا عبدالله إلى متى مع المَحْبرة فقال الإمام أحمد رحمه الله إلى المقبرة “مع المَحْبرة الى المقبرة”.
فالواجب على المسلم أن يكون طالب عِلم.
وحبب الله إليَّ طلب العلم منذ صغري، وقرأت قراءة كثيرة يا ليتني فهمت ما قرأت، فكنت أقرأ في صغري أكثر بكثير من قراءتي في كبري.
فمما قرأت تفسير الألوسي و تفسير القرطبي وتفسير ابن كثير، ومررت بكثير من كتب الفقه بفضل الله عَلَي ، فقرات قسم من المجموع كبيراً و من المُغْني و من المُحَلَّى و فتح الباري بفضل الله قراءته و قراءت المُطولات.
لكن يا ليتني أستطيع أن أقرأ الآن ما كنت قد قرأته في بداية الطلب، و بهذه المناسبة أقول لإخواني مُذكرا بقول عمر: ” تفقهوا قبل أن تُسَوَّدوا ” تفقه قبل أن تصبح صاحب مسؤولية، سواء مسؤولية التدريس والتعليم والفتوى أو مسؤولية في الأسرة و الزوجة و الولد فالإنسان الفارغ في نعمة لا يعلمها إلا الله، ولاسِيَّما إذا كان هذا الفراغ مع صحة.
و قد ثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ.
الحديث: رقم 6412 حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ؛ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ “. قَالَ عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.” رواه البخاري
ولا يعرف الفراغ و قيمة الفراغ إلا المشغول بالخير.
فو الله لو كان الوقت يُباع لبعت بيتي واشتريت وقتا، فإن الوقت أثمن ما يمكن.
ولذا طالب العلم بعد الرحلة التي يسر الله لي في الطلب كلما تقدم في الطلب عَلِم أهمية العلماء و أهمية الكتب و أهمية الوقت.
كلما الإنسان تقدم في الطلب عَلِم أهمية ثلاثة أمور الأمر الأول أهمية الوقت.
فطالب العلم راس ماله الوقت فإذا طالب العِلْم لهى كما يلهو الناس و انبسط و أكل و شرب و ذهب و جاء كما يفعل سائر الناس لن يتقدم.
فطالب العلم ينبغي أن يحرص على وقته ولذا قالوا: ينبغي على طالب العلم أن يُسرع في أكله و أن يُسرع في شربه و أن يُسرع في مشيه.
طالب العلم كلما تقدم في الطلب يحتاج إلى الوقت و شعر أن مسائل العلم كثيرة و ثقيلة و شديدة و إذا لم يُيَسرها الله عز وجل فلن يتمكن منها.
فطالب العلم يشعر بضرورة الاستعانة بالله فكما أن العبادة لله فالاستعانة به، فالعلم ثقيل وثقيل جداً إلا على من يسره الله إليه.
فطالب العلم يعلم أن الله جل في علاه يَسَّرَ له الطلب و حبب له الطلب لأن الله يُحبه، كما قال بعض المفسرين كما ذكر الإمام القرطبي قال: كنت أظن أن من تاب تاب الله عليه و من رضي عن الله رضي الله عنه ومن أحب الله أحبه الله قال حتى قرأت كتاب الله فتبين لي خطئي فعلمت أن حُب الله يسبق حُب العبد و تلى قول الله “يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ”، و علمت أن رِضا الله عن العبد يسبق رِضا العبد و قرأ قول الله “رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ”، و علمت أن توبة الله عن العبد تسبق توبة العبد و تلى قول الله “ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا”.
فطالب العلم يعلم أن الله جل في علاه قد لطف به و يَسَّر له وحبب له دينه و بالتالي هو يشعر بالفقر و اللجوء إلى الله جل في علاه و هذا حال علمائنا فكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اذا استعصت عليه مسألة استغفر ، فيترك ورقه و قلمه و كتابه و يجلس يستغفر الله كثيرا ويلجأ إلى الله و يفتقر و يقول يا مفهم سليمان فهمني و يا معلم إبراهيم علمني و كان يمرغ خده بالتراب، و كان يشعر بحاجته إلى ربه و حاجته إليه و تذلله و انكساره إليه فكان رحمه الله تعالى كما يذكر ابن عبد الهادي كان إذا خرج إلى الجُمعة أخذ من بيته ولو كِسرة خبز و يتصدق بها ويقول: أمرنا ربنا أن نقدم وسيلة بين يدي مخاطبة نبيِّه فتقديم الوسيلة بين يدي مخاطبته سبحانه من باب أولى.
فالإنسان في الطلب يشعر بضرورة استعانته بالله وأن يفهمه الله و أن يعلمه الله و بحاجة للوقت و بحاجة للعلماء.
نقع في ربكات و في مسائل كانت صدورنا تهنأ و ترتوي لما كنا نسأل شيخنا عنها رحمه الله أما اليوم فمن نسأل وأين نذهب فإلى الله الشكوى و البلوي.
وطالب العلم يشعر ويعلم بمشواره أن الأمة بحاجة لعلمائها أشد من حاجتهم للطعام والشراب والماء.
وطالب العلم ولا سيما في هذا الزمان يشعر بحاجته للكتب والمخطوطات وهذا باب غني وباب وقفنا عليه و نلنا منه النصيب الأوفر، كم من حسرة دخلت قبر عالم لأنه لم يرى مسألة أو لم يقف على حديث أو لم يرى كتاب وهي اليوم بين أيدينا ننعم بها.
مخطوطات الدنيا اليوم بين أيدينا كتب الدنيا بين أيدينا و لكن أين العلة اليوم؟
العلة في الهِمَّه العلة في الطلب اليوم في الهِمَم ،وقديما كانت العلل موزَّعة، فمن خلال مشواري في الطلب أرى أن طالب العلم يحرص على الكتب و يبدأ يُكَوِّن نواة مكتبة و تتوسع مكتبته بتقدمه كلما تقدم توسعت المكتبة عنده فلا يكون جامعا للكتب فحسب، لكن لابد من الكتب.
وطالب العلم يمر في مراحل قد يصيبه في بعض الآحايين عُجب وزهو فعليه ان يتواضع وعليه أن يعلم أن الذي جهله أكثر من الذي يعلمه وأن الله هو الذي علمه فهو بحاجة إليه.
وطالب العلم يحتاج إلى مذاكرة يحتاج إلى رفقاء يبعدون عنه الوحشة و تتقوي بهم الهمة وتقع بينه و بينهم المناصحة، يعين كل أخاه في الثبات و التقدم.
فأنصح طالب العلم أن ينتقي من يماشي انتقاء شديداً، طالب العلم لا يماشي أي إنسان، يُخالط الناس و لكن الصحبة الخاصة لطالب العلم ينبغي أن تكون بمعاير دقيقة.
و قد تتطور المسائل و يبقي في مجلس فيه علم و ينبغي أن يحيط نفسه في بيئة فيها طلب يصبغ زوجته بالطلب من يخلط المخالطة الخاصة يصبغهم بالطلب.
فهذه نصائح أحببت أن أختم بها مجلسي و أرجوا الله تعالى أن تكون من باب التواصي بالحق و التواصي بالصبر.✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
السؤال:
هل الرسول صلى الله عليه وسلم شاهد الجنّ على صورته الحقيقية ؟
الجواب:
قال الله تعالى { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}.
فالجنّ اسمه جنّ للغياب.
من فِعل جنّ، وجنّ أي غاب.
فالعرب تقول: جنّة لأن أرضها غابت بالخضرة، وتقول مجنون لأن العقل قد غاب، وتقول مِجن لأنه يحمي ويغيب صدر صاحبه، وتقول جنين لانه غائب في رحم أمه.
فالجنّ اسمه جنّ لغيابه وعدم المقدرة على رؤيته إلا بعد تشكله، إن تشكل الجنّ على صورة وحُبس عليها فإنه لا يقدر على التشكل بعدها، إلا إن كان غولا.
وذكر الغول ثابت في عدة أحاديث، فالغول ساحر الجنّ، وأبو هريرة في الصحيحين لما أخذ المرأة أو الجنّي وكان في صورة امرأة وفي رواية في صورة رجل ما استطاع أن يتشكل ولا أن يغيب عنه، فيُرى الجنّي بعد تشكله أما قبل أن يتشكل لا يرى لعموم الآية. ولذا قال الإمام الشافعي: من زعم أنه يرى الجنّ فهو فاسق ترد شهادته، والمراد من زعم أنه يرى الجنّ على خلقته التي خلقه الله عليها، أما إن تشكل فيُرى كما ورد عن غير واحد من الأصحاب منهم أبو هريرة في الصحيحين ومنهم أبو أيوب وأُبَيِّ ومعاذ ، وبعض هذه الأحاديث في جامع الترمذي ومسند أحمد.✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
السؤال:
ما حكم من يبحث في القبور عن الذهب، علما بأن القبور أثرية وقديمة؟
الجواب:
أن يبحث عن الذهب في القبور بظن فهذا فيه إضاعة وقت وإضاعة جهد وإضاعة مال وإضاعة عيال.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول)).
في سنن أبي داود
برقم 1691
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ” وحسنه الشيخ الألباني .
فواحد لا عمل له وفقير إلا أن يبحث عن الأموال وعن الذهب بظن فيترك عياله و يستدين ولا يعمل.
فتضييع العيال حرام والأصل في القبر أن يكون فيه ذهب أم أن لا يكون فيه ذهب ؟
الأصل أن لا يكون فيه.
فأن تترك العمل الذي من خلاله يرزقك ربنا عز وجل وتنفق فيه على العيال وتنشغل بشيء احتماله ضعيف هذا ليس فيه أخذ بالأسباب، وهذا فيه إثم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال، فالانشغال بمثل هذه المسائل نبه عليه أبو حيان قديما في تفسيره “البحر المحيط” في تفسير سورة الدخان، فلا يجوز للإنسان أن يترك الأسباب المشروعة المعلومة ويلجأ إلى أسباب و أمور ليست هي أسباب للرزق، ويحلم بالغنى بوقت قصير فهذا ليس من صنيع العقلاء ولا من صنيع من ينظر إلى عواقب الأمور.✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
إخواني هذه المجالس من ذكر الله عز وجل، بل هي أسمى وأقرب أنواع الذكر لله جل في علاه، حتى قال بعض السلف: من جلس في بيت من بيوت الله فهو في حصن من الشيطان، ومن جلس ذاكرا فهو في حصنين، ومن جلس متفقها فهو في ثلاثة حصون من الشيطان.
فالفقه نور يبقى مع الإنسان إلى يوم الدين بخلاف الذكر وقراءة القرآن، فإنه نور يلابس الإنسان في أثناء العبادة.
ولذا فضل العلم خير من فضل العبادة.
وقد صح ذلك مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم.
ففي صحيح الترغيب و الترهيب
رقم 1740
( قال الشيخ الالباني صحيح لغيره )عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن.
وفصل في هذا الإمام النووي رحمه الله في مقدمة كتابه المجموع.
فضل العلم أن تتزود من العلم الشرعي أحب إلى الله تعالى من أن تتزود بالذكر وتلاوة القرآن والقيام والصيام وما شابه، ذلك أن المتلبس بالفقه مهما كان وضيعا فان الله تعالى يرفعه بالعلم، ارأيتم الكلب أجلكم الله فلما تعلّم الصيد ذكره ربنا وخصه بحكم في كتابه وهو كلب ولكن الكلب المعلم المذكور في كتابه سبحانه وتعالى.
هذه المجالس اجيب فيها على ثلاثة انواع من الاسئلة النوع الأول :أسئلة الدرس والنوع الثاني :اجيب على اسئلة موقع الانترنت وقد جاءتني اسئلة من بلاد عديدة فاخص بعض المجالس لإجابة على أسئلة الدرس وبعضها للإجابة على اسئلة الموقع وبعضها للإجابة على اسئلتكم أنتم يا من تحضرون هذا الدرس فاخصكم بأن احفظ اسئلتكم خاصة وان اخصها بين الحين والحين بلقاء خاص ان شاء الله تعالى.
أما موعدنا اليوم فمع أجوبة درس صحيح الإمام مسلم، وهذا الدرس ولله الحمد نفع الله به واسأل الله تعالى أن يثبتني واياكم عليه وأن يهيئ لنا الأسباب التي نتمم بها شرح صحيح الإمام مسلم وهو من الكتب المهمة، والعلم قد هجر إلا في أماكن يسيرة فاسأل الله أن يبارك فيها وأن يكثرها، لو أننا سألنا في كم مسجد يفسر كتاب الله فماذا نجيب، ولو سألنا في كم مسجد يشرح صحيح البخاري، ولو سألنا في كم مسجد يشرح صحيح مسلم.
والكتاب والسنة هما العماد وهما أصل العلوم، فإذا يسر الله لطالب العلم أن يبدأ بدايات موفقة بتأمل كتابه وباستظهار ما استطاع من آياته وبتأمل أحاديث نبيه وباتقان مهنة أو صنعة الحديث ومعرفة الصحيح من السقيم والجيد من الرديء والتفقه في ذلك بطرق الاستنباط المتبعة عند العلماء فقد حاز العلم كله، فما بعده فرع منه فما بعد الكتاب والسنة فرع من الأصل، ووجدنا كثيرا من الطلبة ولا حول ولا قوة إلا بالله ينشغلون بفروع المسائل ويدققون في بعض الجزئيات من غير رسم للكليات فيتيهون ويضيعون، فالأصل في العلم أن يطلب بترتيب وأن يبدأ بالكليات ثم بعد ذلك تأتي جزئيات المسائل وفرعيات المسائل، بعض الطلبة يحفظوا مسألة بجزئياتها هي أكبر منهم آلاف المرات فالأصل أن ينمو نموا طبيعيا، فإن تكلم في الجزئيات يبقى نموه طبيعيا يحفظ شيئا من كتاب الله يعرف شيئا من السنة يتابع قراءة كتاب الله عز وجل مع تفسيره ينظر في الصحاح وفي السنن وفي المسند في المسانيد ويرتب علمه على هذا الحال.✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
السؤال:
أخ يقول : من أوْلَمَ في عرسٍ بنية الذبائح كلها عقيقه .
الجواب :
هذا ليس بفقيه ، يوجد شيء عند الفقهاء يسمى التداخل في الأحكام. والتداخل في الأحكام يقوي المَلَكَه الفقهية ، ونحن بحاجة إلى طلبة عِلم عندهم مَلَكات، حفظوا القواعد وفهموها وفهموا من أين جاءت، ودعموها بالنصوص وعلموا الأصيل من الدخيل واستفادوا منها في النوازل، وهكذا نحتاج في الحديث، إلى من عنده مَلَكِة نقد ، وكذلك في سائر الفنون .
ممكن إنسان كان فقيرًا ، وما كان يستطيع ذبح عقيقه ، عن أربعة أولاد وثلاث بنات ، ثم يسر الله له ووسّع عليه ولكن هو مشغول.
( وأرجو هذه الكلمة أن تستقر في قلوب وعقول بعض الحريصين على الآخرة).
ما أجمل أن نجد في حياتنا من غير تكلُّف مجالًا لأن نُبَرئ ذمتنا من واجبات شرعية.
الحياة سابقًا كانت سهلة، وكانت القلوب حّية، والأذهان مُتَوقِّدة، وكانت حياتهم في ذهابهم و مجيئهم وجلوسهم وراحتهم وأُنسِهم عبارة عن تطبيق الواجبات الشرعية.
العشيرة كانت بجانب بعضها بعضًا فإذا أراد أن يأنَس يأنَس برَحِمِه ويصل الرّحِم .
اليوم تجد الأُنس عند مَن ؟
عند البعيد عن الرّحِم والأب والأخ لا يُطاق.
فكانوا قديمًا كانت حياتهم سهلة. أضرُب لكم أمثله ثم أُعَرِّج على إجابة السؤال.
إنسان عليه كفّارة يمين يلِّج ويتعب ويسأل يا شيخ ماذا نفعل وكيف نكُكَفِّر عن اليمين ويكون في غفلة .
في غفله في شيء يمارسه كل يوم. قد يكون لهذا الرّجل أُخت مثلًا أو عمّه أو أخ فقير رجَع من العمل وجدهُم عنده في البيت ما الذي يمنع أن يُوضع من غير كُلفة ما يأكله من عشاء هو و أسرتُه فيطعِم أخته وأبنائِها أو أخاه أو عمته أو جاره إن جاءوا وينوي كفارة يمين فهل هذا مشكلة أمْ الأمر سهل ؟
سهل .
لكن العقول والإدارة متجهه للدنيا ، والآخرة نسيًا منسيا، ما الذي يمنع الزوجه ونحن الآن مقبلين على فصل الشتاء، وعادات النساء في مثل هذه الأيام أن تاخذ ملابس الصيف وتضعها في مكان ، وتنزل ملابس الشتاء، صحيح؟
والأولاد يكبرون والملابس جيدة، ليست مُخرَّقه ولا مُمزَّقه، وتُلبَس ، ونحن في غنى عنها ، ما الذي يمنع أن تكون كفارة اليمين بدل إطعام عشرة مساكين تكون كسوتهم!
اكسو عشرة، والكُسوة المراد عند الفقهاء أن اكسوَ ظاهرهم.
ماذا يعني أن اكسو ظاهرهم؟
يعني البنت الصغيره البسها دشداشة، والولد قميص وبنطلون، اكسو الظاهر، فتنوي كفرة يمين في هذه الملابس بدل ما تقع المرأة في ربكة اين تضع هذه الملابس فتكون كفارة يمين.
هل الأمر صعب أم سهل؟
ما أسهل أن توجد الأحكام في الحياة بشكلها الطبيعي، من غير كُلفة.
لذا في فهمي وتقديري أضَر الناس على الدين الذي يتكلّف في الدعوة إليه ، ويتصّنع ويتقصد ، إبقى على راحتك في حياتك.
ولذا قال العلماء من لا ينفعك لحظُه لا ينفعك وعظُه.
شكلك يكون دعوة إلى الله، ما عندنا كُلفة ولا تَقَصُّد ولا تمَحُّل ولا تصُّنع إلى آخره.
رجل عنده عرس، وقصّر في عقائق أولاده ، لا بد من ذبيحة تكون وليمة عرس.
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عندما تزوج والحديث في البخاري قال النبي عليه الصلاة والسلام له :
أوْلِم ولو بشاة لحم.
فالوليمة الأولى شاة لحم، هذه للعرس وظاهر الحديث الوجوب، فمن كان مستطيعًا فيجب عليه الوليمة، وأقل الوليمه شاة لحم، والوليمة في العرس تكون بعد البناء بالأهل لا قبله، بعد أن يجتمع العروسان، ثم بعد هذه الوليمة ذبَحَ عشرين رأس فخصّ واحدة او اثنتان بنية العقيقة عن الولد.
ماذا يسمى هذا.
هذا يسمى التداخل بين الأحكام. فالتداخل بين الأحكام بابه واسع ، والكلام فيه كثير، وقد خُص ببعض الدراسات الأكاديمية فقُدِمَت فيه رسالة دكتوراة و ماجستير في هذا الباب.
يعني جاء للقاضي رجل سرق ثم قتل، ما هو جزاء السرقة؟
قطع اليد.
وما هو جزاء القتل؟
قطع الرأس.
فهل يُجزئ قطع الرأس عن قطع اليد ، أم لا بد من قطع اليد ثم قطع الرأس ، هذا يسمى التداخل في الأحكام، والتداخل له قواعد، وله تفصيلات عند العلماء.
ولكن مثل هذا النوع الحمد لله لا حرج، شريطة أنك أولا تَخُص الوليمة بشاة.
أخ يقول هل يجوز العقيقه من الوالدين أوالجدين ؟
اما إذا كانت من الوالدين أو الجد فلا حرج.
بمعنى رُزِقت ولد وجاء أبوك بالعقيقة وهو الذي دفع ثمنها هذا فيه حرج؟
لا حرج .
من الذي عَقَّ عن الحسن والحسين؟ النبي عليه الصلاة والسلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم هو جدهما ، فلا حرج .
لو عَقّ عنهما العم لا حرج، فالعم صِنوُ الاب.
لو اهداك صديق شاة و تملكتها فجعلتها عقيقة هل من حرج؟
لا حرج .
فكل مولود مرتهن بعقيقته.
أما أن تذبح عقيقة عن الوالد المتوفى فلا ، فهي كالأضحية، أما من أراد أن يعُق عن نفسه لأن أباه لم يعُقَ عنه فلا حرج .
وقد صحح شيخنا الألباني رحمه الله في الصحيحة الخامس أن النبي صلى الله عليه وسلم عَقّ عن نفسه بعد النبوة.
وفِعلُه صلى الله عليه وسلم يدل على السُنِيّة وليس على الوجوب.
اليوم تحتاج أن تشتري شاة فذهبت إلى الجزار ، وأنت تعلم أن أباك لم يعُقَ عنك فاجعل هذه الشاة بنية العقيقه عنك ،ولك أن تأكلها لكن انوي بأن هذه الشاة عقيقة عنك ،أنت ما عققت عن أولادك الكبار، هذه عن ابني فلان أو عن ابنتي فلانه، لا حرج والأحسن بالعقيقة أن تتصدق بشئ منها، لكن لو لم تتصدق وأكلتها كلها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مولود مرتهن بعقيقته .
إن ذبحت فك الرهن، فالعبرة في الذبح .
وإن تصدقت زاد الأجر، وأما إن لم تتصدق فلا حرج عليك، والأحسن أن تُشهر العقيقة، فشُرِعت العقيقة من أجل اشهار النَّسب، والذبائح يحبها الله، ومن يعظمها فقد عظم شعائر الله ، كما قال ربنا جل في علاه :
( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) )
وقال تعالى : ( لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ)
وهذا جواب السؤال الثاني :
رجل نذر نذرًا إذا باع شقة يمتلكها بمبلغ معين وحقق ربحًا وافرًا أن يذبح عشر ذبائح، ويوزعها فلما باع الشقه بنفس المبلغ المتوقع قرر أن يتصدق بسعر الذبائح، هل هذا يجزئ؟
الجواب:
لا يُجزئ.
من نذر أن يذبح فلا يجوز له أن يتصدق، فيجب أن يذبح .
هل يجوز الإنسان في الأضحية أن يقدم ثمن الأضحية للفقراء من غير ذبح .
الجواب: لا .
فالذبائح ونهر الدم يُحبه الله، ولمن يكون الذبح؟
قال تعالى: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )
فمن ذبح ذبيحة لغير الله فحاله كمن صلى وركع وسجد لغير الله فهو شرك وكُفرٌ بالله العظيم ، من ذبح للقبر أو الشيخ ومن ذبح للبيت والسياره أو لدرء الحسد أو كذا، هذا أشرك و كفر بالله تعالى .
قال تعالى: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )
وقال تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (162)
هذا كله لله.
فمن نذر ان يذبح فلا يجوز له أن يتحول إلى التصدق، والواجب عليه أن يبقى في نذره ويذبح .
والله تعالى أعلم .✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
السؤال:
حكم المتاجرة في الأسهم وبيع الأسهم والبورصة وما شابه ؟
الجواب:
ينظر في موضوع الأسهم من أكثر من جانب، إذا أراد الرجل أن يكون له نصيب في شركة أو مصنع يعمل بالحلال وبطريقة حلال، فكان له نصيب فاشترى أسهم واحتفظ بهذه الأسهم، وهذه الشركة وهذا المصنع وهذه المؤسسة تشغل أيدي عاملة وتخدم المجتمع فلا حرج في ذلك.
وشركة الأسهم شركة حادثة لم تكن معروفة عند من قبلنا، وشأن كل جديد لما يهجم ويحتل موقعا في الحياة ويصبح ظاهرا للعيان فالفقهاء والعلماء يختلفون، ثم تستقر الكلمة، فأول ما ظهرت الأسهم بشركات الأسهم فمن العلماء من منع، وحجة من منع قالوا الشركاء لا يعرف بعضهم بعضا، الشركاء في هذه الشركات لا يعرف بعضهم بعضا، وهذه الحجة ليست ظاهرة إذ فيها خروج عن الأصل، إذ الأصل في المعاملات الحل حتى تصادم نصا، فيا من اشترط وجوب معرفة الشركاء لبعضهم بعضا هل احتججت بنص؟ هل عندك دليل نقلي يوجب مثل هذا الأمر ؟
فيقول لا.
فنقول الأصل في الشركة أن تبقى على الحل.
أتعلمون لو كانت شركات الأسهم حرام بالكلية لحرموا علينا الإضاءة بالكهرباء، و شركة الكهرباء شركة مساهمة، ولحَرم علينا ركوب الباص لأن الباصات شركة مساهمة وهكذا، فشركات الأسهم لا يوجد لأصلها مثال سابق، لكن لا يوجد ما يمانع في الشرع من مشروعيتها.
يعني لا يوجد لها مثيل سابق. وسمعت من شيخنا الألباني رحمه الله كلمة يقول :
من آثار هذه الشركة أن النافذ فيها رأي من يملك أكبر نصيب منها والأمر في الشرع شورى، فالأصل أن ينفذ رأي الأكثرية بغض النظر عن نصيب الشركاء.
لما كان الأصل لا وجود له عند من قبلنا وجاءت بكلها وكلكلها من نظام الغرب واحتكاك الغرب بنا، ولا مانع من أصل هذه الشركات، لكن على أصول ديننا فالذي يحكم الرأي والحجة والبرهان وليست الأموال.
في هذه الشركات من الذي يحكم؟ صاحب المال.
يعني رجل قليل إدارة وقليل فهم وقليل علم وقليل خبرة وقليل تجربة يملك واحد وخمسين بالمئة فأكثر من هذه الشركات يغلب رأي مئتين واحد مقابله من أصحاب الخبرة والفهم والعلم والتجربة وما شابه.
هذا المدرك فيه ما فيه، لكن هذا لا يؤثر على أصل مشروعية شركات الأسهم.
بقي بعد ذلك وأظن أن ما سبق ليس جوابا على أسئلة كثير من الناس، كثير من الناس اليوم يريدون الربح العاجل ولو بالمقامرة، يجلس في السوق في البورصة المالية يشتري أسهم ويبيع أسهم يشتري أسهم يبيع أسهم، أصبح السهم عبارة عن مال، فيبيع ويشتري من غير أن يكون هنالك ثمرة ولا مقصد للبائع والمشتري لأن تقوم مشاريع وأن تشغل أيدي عاملة وأن يخدم المجتمع، فهمه الجشع والبيع والشراء فيخرج إما قد ربح كثيرا أو خسر كثيرا بمحض الحظ والصدفة من غير كد ولا تعب، ومن غير وجود خدمة صحيحة في المجتمع، فهذا البيع والشراء بهذه الطريقة ضرب من ضروب القمار.
فنفرق بين من يشتري سهما في شركة أو في مشروع يخدم الأمة والمجتمع ويشغل الأيدي العاملة ويريد أن يستثمر هذا المال استثمارا حقيقيا وبين من يريد أن يقامر وأن يبيع ويشتري.
فالأول حلال بشرطين:
– الشرط الأول:
أن يكون العمل حلالا فلا يجوز شراء أسهم البنوك ولا أسهم شركات الخمر وما شابه.
– الشرط الثاني :
أن تعمل بطريق حلال .
لا يوجد فيه ربا ولا يوجد فيه مخالفة .
والله تعالى أعلم.✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️