السؤال: كنا في سفر فجمعنا بين المغرب والعشاء فصلى فينا الإمام المغرب اثنتين فقال السلام عليكم ورحمة الله مع أنه لم يتمها وقام ولم يصلي الثالثة وما سجد للسهو ، ماذا نفعل؟
الجواب: يجب عليكم أن تقولو له أنت صليت ركعتين فصلي بنا الركعة المتبقية واسجد للسهو ، فإن صليتم العشاء في جمع التقديم ولم تصلو المغرب إلّا ركعتين فلا يصح لكم صلاة المغرب ولا صلاة العشاء فتعيدون الصلاة لأن الترتيب بين المجموعتين والموالاة بينهما في التقديم واجب .✍️✍️
السؤال :
هل طلب الرقية في حال المرض يخرج صاحبه من السبعين ألف؟
الجواب:
في رواية في حديث أبي هريرة لا يرقون ولا يسترقون ، ولفظ ولا يرقون شاذة ، ولفظ ولا يسترقون أي لا يطلبون الرقية صحيحة.
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هَذَا ؟ أُمَّتِي هَذِهِ ؟ قِيلَ بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ ، قِيلَ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلأُ الأُفُقَ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ : هُمْ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .. “. رواه البخاري 5270
فالأصل فيمن طلب الرقية أن نرشده للصبر ، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم تلك المرأة السوداء: قال اصبري ولك الجنة ، قالت إني أتكشف فادعو الله لي ألّا أتكشف ، فدعى الله تعالى لها.
عن عَطَاء بْن أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: ” أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: هَذِهِ المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي.
قَالَ: إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ .
فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لاَ أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا “رواه البخاري (5652)، ومسلم (2576).
فنرشد من يطلب الرقية أن يصبر ، فإن كان الصبر ليس مقام له ولا يتحمل فطلبه للرقية لا إثم عليه فيه، لكن خرج من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عقاب.✍️✍️
السؤال:
يا شيخ في الصلاة أضطر لثني البنطال لكي لا أكون مُسبل، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كف الثوب، فماذا أفعل؟
الجواب:
لا تسبل ثوبك.
الأمر سهل.
فالإسبال محذور وأن تكف ثوبك محذور.
روى البخاري (816) ومسلم (490) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ ، وَلَا أَكُفَّ ثَوْبًا وَلَا شَعْرًا )
ولكن ورد أثر في البخاري تعليقا أن بعض الأصحاب صلى وقد كف ثوبه .
وعندي كف الثوب أيسر من إسباله، وإن كان كف الثوب في الصلاه فيه كراهة.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال:
أخ من مصر أيضاً يقول: يَحْتَجُّ علينا بعض الأشاعرة بِصِحَّة عقيدتهم أنّ أكثر العلماء من المفسرين والأصوليين والمحدثين كانوا أشاعرة، فبماذا نَرُدُّ عليهم؟
الجواب:
الكلام طويل وكثير، لكن الرد عليهم بإيجاز، نحن عَلّقَنا نبينا صلّى الله عليه وسلّم بالقرون المفضلة الثلاثة الأولى التي لم يُخلق فيها أبو الحسن الأشعري، وهي الحَكَم على الناس، ما قبل أبو الحسن الأشعري كان الناس على ديانة وخير وفضل وهي القرون المفضلة، ثم أبو الحسن الأشعري كان مُعتزلياً ثم تاب وصَرّح برجوعه ورجوعه جُمْلِي، وبَقِيَت عليه مُؤاخذات كما بَيَّنَ شيخ الإسلام, وفي درس صحيح مُسلم بَيَّنتُ ذلك مفصلاً في مرة من المرات. ومن جاء بعده في المفسرين والمحدثين تتابعوا في النقل من بعضهم بعضاً، فمن الظلم جعل الجويني والباقلاني في ميزان وابن حجر والنووي في ميزان فذاك مُنشئ وهذا ناقل، والذي يُنشئ ليس حُكمه حُكم الناقل، ولا سيما أن التخصصات في العصور المتأخرة بدأت ظاهرة للعيان، وكلما تقدم الزمن وتشعبت وتعقدت الحياة ونمط الحياة أصبح التخصص شديد، حتى اليوم أصبح في داخل التخصص في المعاملات تخصص، وصار الإنسان يفهم في شيء وأشياء أخرى لا يفهمها، فأصبح بعض الناس محدثين وفقهاء يأخذون العقيدة بالتلقي والتقليد من غير تحرير وتدقيق، فَجَعْل هذا أشعري خطأ، نعم هو تأثر بالأشاعرة و نقل من كتب الأشاعرة لكنه عاش في بيئة تواطؤوا على مثل هذا الكلام فتابعهم، ولو أن الله يسر له التحقيق كما حقق في الحديث وردّ أقوال بعض المحدثين الجهابذة فَرَدَّهَا بالتحقيق، لو أن الله يسر له أن كان مُحققاً في التوحيد لما وقع في كلامه ما وقع.
فالخلاصة ليست العبرة بالكثرة، العبرة بالكثرة في القرون المفضلة الأولى، التتابع على الخطأ لا يَستلزِم منه الاحتجاج بالكثرة.✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️