هناَك نسخ لصحيح مسلم لا تشترى ولا يحتج بها ولا يرجع إليها أبدا، وهذه نسخ تجارية، وبعض الأبواب في هذه النسخ ليست موجودة والباب بالكامل غير موجود في بعض النسخ فكل الباب محذوف
أنا أراجع نسخة ابن خير الإشبيلي الذي نقلها ابن خير من خط الإمام مسلم وكذلك النسخ القديمة .
النسخ التي يُعتمد عليها لصحيح مسلم وهي من أحسن النسخ التي طبعت للآن نسخة دار التأصيل، اعتمدوا على قرابة ثماني نسخ خطية مهمة وقديمة ودققوا في الفروق وذكروا الفروق في الحواشي.
السؤال:
أحد الأخوة يسأل هل يلزم دخول المقبرة للدعاء بدعاء المقابر أم يكفي المرور ؟
الجواب:
المرور يكفي ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا مررتم بمقابر المشركين فبشروهم بالنار أخرجه ابن ماجة بسند صحيح عن سعد.
فعلق النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بالمرور .
وكان ابن عمر رضي الله عنه يمر بالسوق ليدعو فالمرور يكفي.
ويتوجب الدعاء عندما تريد أن تدخل .
أما الدعاء فهو معلق بالمرور.
الجواب:
لا حرج .
زيارة القبور مشروعة ليلا ونهارا .
ولما أمر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم لبى .
هناك مبحث بديع للغاية عند ابن القيم أظنه في ‘جلاء الأفهام’ أن الأصل في الأمر الفور ، فجاء الأمر قبل الفجر ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لبى هذا الأمر .
فلو قلت لعبد لي اسقني ماء فجاءني بماء بعد مدة لقلنا جميعا أنه لم يمتثل للأمر .
فالأصل في الأمر أنه على الفور.
فاللغة تقضي بذلك والشرع يقضي بذلك ، إلا إن وجدت قرينة، فهذه القرينة تسعف في التأخير.
الأصل في الحج الفور أم غير الفور؟
الراجح على الفور.
لكن لماذا أخر النبي صلى الله عليه وسلم حجه ، فحج في أخر عمره ؟
كشف النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك في حجه الوداع فقال صلى الله عليه وسلم إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله الأرض والسماء .
فكان العرب يعملون على النسيئة ويغيرون الأشهر فبطل الأثر السيء للنسيئة التي كان عليها العرب في العام الذي حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم .
فهذا هو سر تأخير حج النبي صلى الله عليه وسلم .
فمن تعلق بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد حج متأخرا وأن الأمر بالحج كان متقدما فهذا عليه جواب وليس لهم شيئا آخر غير الحج يتعلقون به والله تعالى أعلم.
السؤال:
هل في خروج عائشة رضي الله عنها خلف النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذهب إلى مقبرة البقيع ليلا بغير إذنه يمكن أن يحمل على أنه أذن لها إذنا عاما؟
الجواب :
لا.
الرجل لا يأذن لزوجته أن تخرج قبل طلوع الفجر .
فالإذن العام ليس كذلك.
ولو كان الإذن عاما لما لكزها النبي صلى الله عليه وسلم في صدرها، فهذا اللكز مقابل عدم الإذن هذا اللكز وفي رواية لهدها و في رواية لهزها على روايتين وسيأتي هذا عند الشرح في الدرس القادم هذا كان بسبب عدم إذن النبي صلى الله عليه وسلم لها.
السؤال:
كيف يكون الجمع بين كل أمتى معافى إلا المجاهرين وبين أن من أذنب سرا أن هذا من ذنوب الخلوات؟
الجواب:
ذنوب الخلوات إنسان حريص على فعل المعصية ولا يسلب الشيطان منه هذا الأمر.
استغرب من بعض إخواننا المهندسين في رمضان يقولوا : والله فلان يصلي عنده شركة كذا ونستعمل منه هذه الأشياء ، قالوا: وبعد أن فطرنا أحضر راقصات يرقصن.
الشيخ مشهور حسن: أعوذ بالله .
قالوا: هذا أمر طبيعي جداً عنده.
هو يقول لنا: أنا حسناته كثيرة والحسنات الكثيرة هذه الذنوب تتحملها.
ونسي ما ثبت من حديث ثوبان مولى رسول الله ﷺ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لأَعلَمَنَّ أقوامًا من أُمَّتِي، يأتُونَ يومَ القيامةِ بِحسناتٍ أمثالِ جِبالِ تِهامَةَ بيضاءَ، فيَجعلُها اللهُ هباءً مَنثُورًا، أما إنّهمْ إخوانُكمْ ومِن جِلدَتِكمْ، و يأخُذونَ من الليْلِ كما تَأخُذُونَ، و لكِنَّهمْ قومٌ إذا خَلَوْا بِمحارِمِ اللهِ انْتهكُوها)) الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الجامع ٥٠٢٨ صحيح.
السر لا يؤخذ من ضعف، ولا يؤخذ من غفلة، والشيطان يستغفل الإنسان.
السر يؤخذ من خلال الظلم، الظلم من حسناتك، هذه الحسنات لا تنفعك مع المجاهرة والتجرؤ والاقتحام.
فهذا فرق.
والإنسان معافا.
فان سلب منك الشيطان تذكرت فتبصرت فاقلعت.
أما لا مصر على الفسق ويغطي فعله بأنه صاحب طاعات وهذه الطاعات أصبحت للمباهاة أكثر منها أنها طاعات حقيقية.
السؤال:
سمعنا أنه يدفن في مقبرة البقيع أكثر من واحد في نفس القبر فما الحكم؟ وهل يجوز أن ندفن رجل كبير بجانبه طفل في آنٍ واحد؟
الجواب:
النبي صلى الله عليه وسلم رخص في أن يدفن أكثر من واحد يوم أحد لما كثرَ الموتى .
والمصنوع والمعمول به في البقيع فيما رأيت أنهم في كل خمس سنوات يحفرون على الموتى ويجمعون بقايا العظام ويضعونها في قبر واحد، ويضعون ميتا جديدا في هذا القبر. ولا إله إلا الله البقيع فيما يذكر أهله أن تربته حامية جدا .
فالأرض المعتدلة كبلادنا -بلاد الشام- أن الإنسان يذوب جسده قالوا : في نحو خمسين الى سبعين سنة.
أما أهل البقيع لشدة حرارة الأرض الميت خلال خمس سنوات يتحلل، فهم بعد خمس سنوات يعملون على الدفن .
فهم لا يدفنون أكثر من واحد في قبر، وإنما يجمعون العظام والمتبقي من الميت في قبر واحد ويدفنون دفناً جديداً.
والله تعالى أعلم.
السؤال: نريد منكم شيخنا نصيحة للخطباء الذين لا يلتزمون بالخطبة
الموحدة فيعرضون الدعوة إلى التحجيم وإيقاف الخطباء مع أن معظم الخطب هي موحدة.
الجواب:
معظم الخطب الموحدة ممتازة جداً.
أنا التقيت من قريب قبل هذا الدرس (6 شهور) بمعالي وزير الأوقاف وسمعته من قريب يقول:
الخطبة الموحدة غير ملزمة .
الموضوع ملزم .
أما الخطبة التي يبثونها غير ملزمة. يعني أنت لا تحاسب أنك لمَ لم تقل كذا ولم لم تستدل بآية كذا وحديث كذا .
أنت ملزم بالموضوع الذي أعطوك إياه .
فهذا الموضوع سهل.
والمواضيع التي يعرضها الإخوة بالجمله مقبولة وجيدة .
لو حُدت وتكلمت قليلا عن هذا الموضوع فلا تعرض نفسك أن تفصل من الخطابة .
ودائما أقول للإخوة وأنا مأذنون لي أن أتكلم ب 100 كلمة.
لماذا أبدأ من برقم 99 لماذا لا أبدأ بواحد .
لماذا مباشرة تتعدى وتنتهي من كل الخطوات ويقال لك: قف .
فيا إخوة الغربة شديدة، وأعداء الله لا يفترون، والمكر كما أخبرنا ربنا مكر الليل والنهار مكر تزول منه الجبال.
﴿وَقَدۡ مَكَرُوا۟ مَكۡرَهُمۡ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكۡرُهُمۡ وَإِن كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُولَ مِنۡهُ ٱلۡجِبَالُ﴾ [إبراهيم ٤٦].
فمكر الكفار كبير.
والسعيد من ثبتَ، ومن ثبت نبت.
فإذا لم تثبت لم يقع لك نبت.
فحتى يظهر نبتك لا بد من ثباتك. والثبات على مفضول خير من أن تتكلم بعجلة على شيء فاضل ثم تغادر.
فالثبات هو سبب الإنبات .
فيا خطباء السنة والجماعة.
يا أهل الفضل .
يا أهل الخير .
يا من تحبون دين الله .
احرصوا على أن تبقوا في مواقعكم وتكلموا واشرحوا واثبتوا
إلى آخر رمق يمكن أن تبقوا فيه .
هذا والله تعالى أعلم .
السؤال:
في الحديث وضع النبي صلى الله عليه وسلم رداءه ؟
مداخلة الشيخ:
الرداء والإزار.
الجواب :
لكن غطى بدنه.
فالنبي صلى الله عليه وسلم مع أنه وضع رداءه إلى أنه غطى بدنه بإزاره ووضع الإزار على جنبي المكان الذي نام فيه.
لكن لو رُفع لبانت عورته.
فهذا الغطاء يكفي.
هل يجوز للإنسان في خلوته أن يكون عارياً ؟
لا يجوز.
بل كشف العورة لا يكون إلا عند حاجة، كقضاء الشهوة والنهمة مع الأهل أو قضاء الحاجة.
السؤال:
لم تذكر أمنا عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خلع عمامته ووضعها؟
الجواب:
النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس العمامة فوق القلنسوة.
وكان يلبس القلنسوة بلا عمامة .
والنبي صلى الله عليه وسلم ما خرج حاسراً الرأس لا هو ولا أصحابه ولا العرب من قديم.
فمن السنة أن يلبس الإنسان إما قلنسوة كما افعل الآن (أشار الشيخ إلى القلنسوة التي يلبسها) أو عمامة فوقها أو عمامة دون قلنسوة ، وأما ما ورد في السؤال من وضع العمامة فهذا أمر لا يذكر فهذا الأمر قد يوضع في الجيب أو يوضع بجانبك فلا يذكر، لكن الحذاء يحتاج إلى خلع ثم وضبط ووضع كذلك الرداء وأما هذه فلم تذكر لماذا؟
لأن خلع القلنسوة وخلع العمامة أمرها سهل.
يسمي ذلك علماء الأصول الاستدلال الناقص من هذا الحديث على عدم حجية غطاء الرأس.
فالاستدلال ناقص وغير كامل .
ما حكم غطاء الرأس في ديننا؟
سنة.
وأدركنا بعض العوام الكبار عندهم غلو في القلنسوة، فكان بعض الناس من يتقدم للإمامة لا يقبلون إمامته لأنه حاسر الرأس.
فهذا الغلو تولد عنه تفلت.
ما أحسن أن نضع الأشياء في أماكنها وبالموضع و المكان الذي وضعه الشرع فيها.