الجواب:
أكثر التفاسير التي تعتني بالأصول وفيها تطبيقات على الآيات بقريحة صاحبها فهي من عندياته، فالشنقيطي في كتابه أضواء البيان.
من أراد أن يتعلم العلم الأصولي وأن تصبح له ملكة فيه فعليه أن ينظر دائما في كتاب “تفسير أضواء البيان” فيه تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله. فكل الآيات يقول دلالة الإشارة ودلالة العبارة ودلالة النص وفحوى والخطاب ودلالة الاقتضاء فهذا يتكرر كثيرا عنده.
وكذلك كتب الشروحات بالجملة.
لكن لا أعرف كتابا في الحديث كمعرفتي بأضواء البيان يعني عالم ركز على الأصول في كتاب معين. ولكن انتشر بفتح الباري وانتشر في شرح النووي لصحيح مسلم.
ذكرنا في الدرس الماضي باشارة تذكرون الحديث… حلوة خضرة…. ماذا قال:قال: ودل الحديث باشارته أنه زائد فالحلو والاخضر زائد هذا ما ورد بالعبارة إنما ورد بالإشارة.
فكتب الشروح فيها هذا لكن هذا فيه ومضات لا يحسن أن يقف عليها إلا من درس الموضوع دراسة جيدة .
أما المعاصرون فكتب الشيخ محمد أديب الصالح كتابا في مجلدتين سماه “تفسير النصوص”، وفيه مبحث جيد عن موضوع الدلالات.
وكذلك استاذنا فتحي الدريني في كتاب” المناهج الأصولية في الاجتهاد بالرأي” ، فيه مبحث للدلالات ايضا جيد وقوي.✍️✍️
السؤال:
ذكرت أن ابن عامر صاحب القراءات (القراءة المتواترة) ليس له رواية في صحيح مسلم إلا هذا الحديث .
الجواب:
له أحاديث أخرى لكن في مسلم خرّج له هذا الحديث.
والبحث عن القراء وما لهم من الروايات أمر مهم، وهذا ينتبه له اصحاب التخصص في علم القراءات.
ومسلم اعتنى بقراءة الأعمش التي انفرد بها عن غيره ،
فصحيح مسلم غني في انفرادات الأعمش في القراءة.
هذا العالم الجليل في علم القراءات أصله من بلاد الأردن وبالأخص من المفرق .
والأردن مليئة بعلمائنا، وبعض إخواننا الفضلاء الف كتابين مجلدتين “هؤلاء آباؤنا” وذكرعلماء كل بلدة وخص هذا الكتاب في مجلدتين فقط في أهل الأردن، علماء جرش وعلماء أربد وعلماء الكرك وعلماء المفرق وهكذا فالأردن مليئة بالعلماء.
وتاريخ الأردن الثقافي للأسف لم يُكتب عنه إلا القليل ويحتاج لدراسات.✍️✍️
السؤال:
هل هناك اتفاق على الأحاديث التي تعتبر أصول وعلى الأحاديث التي تعتبر شواهد؟
الجواب:
لا، هي اجتهاد، وذكرت لكم أن مسلماًّ ينزل في الرواية عمن شمله اسم الستر، وإن لم يكن ثقة تمام الثقة، ولكنه ليس ضعيفا مطروحا مطعونا فيه، وإنما هو متماسك، ولذا هو اعتمد في صحيحه على أن يورد الأحاديث على إثر بعضها بعضا، وهذا أصل في تصحيح الحديث بتعدد الطرق، فبعض درجة الرواة في بعض الأسانيد وسأنبه على هذا في الدرس القادم أن فيها رجل صدوق، رجل صدوق في الإسناد ، فالإسناد لا يكون صحيحا وإنما يكون حسنا، فضبطه ليس تاما، ومع هذا أخرج له مسلم، وذكرت لكم مرات وكرات ورددت هذه العبارة بأكثر من مناسبة في فترة من فترات الدرس وأظنها مستقرة عندكم، ثم غبت عنها لي فترة غائب عنها، وقلت لكم إن صنيع البخاري أدق من صحيح مسلم، و صحيح مسلم أشق من صحيح البخاري، فمسلم لما نزل تخير وتنبأ وتيقظ وسبر فأخذ عن هؤلاء الرواة المتكلم فيهم لما ضبطوا، فالرواي المتكلم فيه إن ضبط يُقبل حديثه، فلا يستوي حديثه على درجة واحدة، ويُعرف ذلك من خلال العرض على الجبال النقاد الكبار.✍️✍️
السؤال:
هل يقتصر من يرد الله به خيرا على العلم والتفقه في الدين أم أن هناك صور أخرى؟
الجواب:
العلوم الدنيوية واجب كفائي، فالمسلمون آثمون لأنهم ما جاروا العالم في الحروب والأسلحة وما شابه، ولذا لما تنزل النوازل ترى ماذا يجري في المسلمين اليوم، والواجب الكفائي حتى نحصل ثمرته لابد أن نوقف هجرة الأدمغة العربية التي يتكسب منها الغرب ويعتدو على بلادنا، وهؤلاء العلماء سواء علماء الدين أو علماء الدنيا هم أفاضل الخلق، فالعالم الذي يغطي جانباً كفائياً يرفع الإثم عن جميع المسلمين، فلا تقول علم دنيوي! فلا يوجد علم دنيوي محض، العلم الدنيوي إن نوى صاحبه فيه الأجر فهو يصبح أخروي في كل العلوم، فالأصل في العلوم أولاً تبدأ بفروض العين ثم فروض الكفاية، فروض الكفاية منها ما هو في الدين ومنها ما هو دنيوي، والدنيوي بهذه النية صحيح.✍️✍️
السؤال:
أخ يقول كيف تقول عن يزيد في الدرس، والذهبي يقول يزيد لا نحبه ولا نَسُبُّه!
الجواب:
أنا أقول لا نَسُبُّه، وكُذب عليه، هذا معنى كلامي، وهذه المقولة أدرجتها في كتابي، يزيد لا نحبه، لكننا لا نَسُبُّه ولا نقبل ما كذبه عليه الشيعة، كذبوا كثيرا علي يزيد، لذا يزعمون أننا يزيديون! (هم شيعة أهل البيت ونحن اليزيديين)، لسنا اليزيديين! فيزيد لا نحبه لكننا لا نَسُبُّه، لماذا؟ لأن السب قائم على خرافات وعلى أشياء غير ثابتة، هذا والله أعلم.✍️✍️
السؤال:
شيخنا الكريم هل من شروط عمر رضي الله عنه رفض قبول خبر الواحد؟
الجواب:
ما في خبر واحد في زمن عمر، عمر أدرك وهو صحابي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، لكن كان يخاف من الوهم، فكان يتثبت بعدم الوهم، وليس لطبقة هل هو خبر واحد أو أكثر، فكان الشيء الذي ينكره وهو الذي لا يعرفه مع شدة ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم يقول لا ندري أكذب أم صدق، لا ندري.✍️✍️
السؤال : تعلمنا من قبل أن الخليفة الخامس الحسن بن علي رضي الله عنه .
الجواب : الحسن بن علي رضي الله عنه بالنسبة إلى الترتيب الزمني، والحسن بن علي رضي الله عنه ما أطالت مدة خلافته وتنازل لمعاوية رضي الله عنه، فأصلح الله تعالى به الخلاف الذي بين الأمة، والله يحب رجوع الحسن، والنبي صلى الله عليه وسلم مدح رجوعه ،
قال صلى الله عليه وسلم :” إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.”
رواه البخاري.
فالحسن بن علي رضي الله عنه بعد علي رضي الله ولكن خلافة قصيرة دامت قرابة ستة أشهر.✍️✍️
السؤال:
قلت في الدرس عن بغداد ومصر، فكيف نوجه أحاديث “فضل الشام إذا فسدت فلا خير فيكم”؟
الجواب:
من حيث القوة ما زلت أقول مصر والعراق، أما من حيث الديانة فالخير فينا ما دام الدين قائما في بلاد الشام، فأهل بغداد وأهل مصر وأهل الحجاز إن أرادو حب الدين فعليهم أن يراقبوا الدين في بلاد الشام، وأن يؤدوا ما استطاعوا لأن يبقى صافياً نقياً، وأن يكون هذا الدين هو الدين الموروث الذي ورثناه عن أسلافنا من التابعين والصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.✍️✍️
السؤال:
أخ يسأل يقول ذكرت في الدرس الماضي أنه من لم يرد الله به خيرا لا يفقه في الدين، بمفهوم مخالفة هل هذا يشمل كل شيء؟
الجواب:
نعم، إلا إن عبدت الله على علم، والعلم يتجزأ فمن عبد الله وكان جاهلا وليس فقيها لكن فقه شيئا فعبده فهو على خير، أما الذي لا يعرف الفاتحة ولا يعرف شيء من الصلاة ولا يعرف شيء كذاب أجلكم الله هذا ليس فيه خير أبدا، لكن هذا بين المسلمين نادر، فالخير يتجزأ، والفقه كذلك يتجزأ، فأقول الفقه يتجزأ ، فالخير الذي أنت عليه هو ما عندك منه، فإن كان الإنسان جاهلا جهلا مطبقا فكان الله في عونه على نفسه وكان الله في عون أهله عليه وكان الله في عون زوجه عليه، بعض الناس تلتقي معه دقيقتين تقول أعان الله من يخالطه، طالب العلم كيفما كان حاله فمادام أنه ملتزم بشرع الله فهو على خير، وكلما ازداد علمه ازداد الخير الذي عنده.✍️✍️