[ “لو وضع كتاب القاضي عياض “مشارق الأنوار على صحاح الآثار” في كفة ووضع في مقابله الذهب في كفة أخرى، لرجحت كفة المشارق” ]

[ “لو وضع كتاب القاضي عياض “مشارق الأنوار على صحاح الآثار” في كفة ووضع في مقابله الذهب في كفة أخرى، لرجحت كفة المشارق” ]

قال رحمه الله، قوله: “ومعه الطلقاء” هو بضم الطاء وفتح اللام وبالمد، وهم الذين أسلموا يوم فتح مكة، وهو جمع طليق، يُقال ذاك لمن أُطلق من أسار أو وثاق، قال القاضي في المشارق: “قيل لمسلمي الفتح: الطلقاء؛ لمنّ النبي صلى الله عليه وسلم عليهم”.

“مشارق الأنوار على صحاح الآثار” ذكرت لكم أكثر من مرة، وهو من كتب القاضي عياض ، وقعت له فيه هنات، وهذه الهنات تكاد لا تُذكَـر، صوّبها ونقحها وهذبها ابن قرقول في كتاب “مطالع الأنوار”.

“المطالع” طُبع حديثًا، و”المشارق” طُبع قديمًا ثم طُبع حديثًا محققًا.

وكتاب “المشارق” وكذلك “المطالع” يعتني بالصحيحين وموطأ مالك، فكل لفظة وكلمة غريبة ومكان، وما ورد من روايات لأصحاب صحيح البخاري وروايات لأصحاب صحيح مسلم وروايات للإمام مالك في الموطأ، ذكر الخلاف فيها، قال فلان كذا، وقال فلان كذا، وقال فلان كذا، فالكتاب قالوا فيه، قال فيه غير واحد ممن عرَّف به، قالوا فيه: “لو وضع كتاب المشارق في كفة ووضع في مقابله الذهب في كفة أخرى، لرجحت كفة المشارق؛ لأن المشارق يعتني بالصحيحين، وما ترك شاردة ولا واردة إلا وضبطها، وذكر خلاف الرواة عن أصحاب هذه الكتب الثلاثة فيها، ووجَّهَ الخلاف أحيانًا بالتصحيح، وأحيانًا بالترجيح، وأحيانًا بتمشية القولين، وأحيانًا بالتنصيص على معنى كل رواية من هذه الروايات”، وهذا عمل شاق لا يقدر عليه إلا من ضبط الصحيحين وموطأ مالك.

وأصح كتب الإسلام على الإطلاق: الصحيحان وموطأ الإمام مالك.

فالطلقاء الذين أطلقهم النبي صلى الله عليه وسلم وعفا عنهم ولم يأسرهم، ولم يطلب الفدية مقابل إطلاق سراحهم، فهؤلاء يسمون الطلقاء.

وأما القواميس التي كتبها النصارى في تعريف الطلقاء فقد خبطوا خبط عشواء وأخطأوا، وبعضهم يتقصد الخطأ، كصاحب “المنجد” يتقصد الخطأ، وفصلت في هذا في بعض كتبي، وأظن أنه لا فائدة الآن من التفصيل.

المصدر:
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
12 ربيع أول 1447 هـ
04 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ “لو وضع كتاب القاضي عياض “مشارق الأنوار على صحاح الآثار” في كفة ووضع في مقابله الذهب في كفة أخرى، لرجحت كفة المشارق” ]

[ لأنك طالب علم سلفي، وتقول بإسم السلفية! بل أنت تقول ما يخدم اليهود .. وهم بدأوا يصيحون: بأخذ الأردن، وأخذ مصر، وأخذ السعودية ]

[ لأنك طالب علم سلفي، وتقول بإسم السلفية!
بل أنت تقول ما يخدم اليهود .. وهم بدأوا يصيحون:
بأخذ الأردن، وأخذ مصر، وأخذ السعودية ]

كان طالب العلم إذا أراد أن ينبل يبدأ بقراءة الصحيحين على عدد كبير من المشايخ، طالب العلم إذا أراد أن ينبل من صغره، يبدأ بقراءة الصحيحين قبل أن يكون محدثًا، كما ذكر العلامة أحمد شاكر -رحمه الله-، قال العلامة أحمد شاكر في مقدمة تحقيقه لجامع الترمذي:
“بدأت منذ نشأتي طالب علم ، وقرأت القرآن الكريم على والدي”، ووالده محمد شاكر كان قاضيًا عالمًا، من كبار العلماء، أنا وأخي محمود يقول: “قرأنا القرآن وقرأنا على الوالد الكتب الستة”، قال: “بعد قراءتنا للقرآن والكتب الستة، أنا توجهت للحديث وأخي محمود توجه للأدب”، يعني الذي لم يقرأ الكتب الستة لا يُعد طالب علم.

الذي لا يقرأ الكتب الستة لا يُعد طالب علم، لا أقول لا يُعد محدثًا.

فطلاب العلم، يقولون: “ماذا نقرأ؟ ماذا نقرأ؟ ماذا نقرأ؟”

إيش تقرأ؟
اقرأ القرآن الكريم، شرح موجز، الكتب الستة، تدرج في فهم القرآن، تدرج في الكتب الستة، هذا يستغرق منك 10 سنوات وأنت جاد، تقرأ في اليوم أقل شيء ست ساعات وأنت جاد، تحتاج لعشر ساعات وهكذا، تبدأ، تبدأ وتصبح عالمًا، ما نريد تقرأ وما تفهم!

تقرأ حتى تصبح عالمًا، لا بد أن تنهل من أصل الشرع، أصل الشرع الكتاب والسنة، ولا تقرأ لفلان وعلان فقط، علان وفلان هذا مرحلة متأخرة، تقرأ الكتاب والسنة، وبعد الكتب الستة حينئذ أنت الآن تختار ماذا تقرأ.

دعيت في عرس لبعض الإخوة، فجاءت الإخوة وعندهم كلام على الوليمة، فقال بعض الحاضرين: “حضرت اليوم خطبة جمعة، والخطيب تبليغي -من جماعة التبليغ- ، وقع في قلبي شيء”، قال: “يعني أشبعنا أحاديث موضوعة وضعيفة”، فوقع في قلبي شيء، فقلت له: “ماذا قال؟” قال: “الصحابة ذهبوا، ليأكلوا، والنبي صلى الله عليه وسلم ولا يوجد ضوء، وأكلوا على العتمة”، قلت: “هذا في الصحيحين، هذا حديث غير موضوع، هذا حديث في الصحيحين”.

فنحن الآن طلبة علم، يعني وصلنا لمرتبة طالب علم، يعني أنت عليك ختم اسمك طالب علم، تتكلم، ما أحد يراجعك!!!، فالناس مساكين لا يعرفون شيءفعندما قلتَ أمام الناس : حديث موضوع ؛ خلص عند الناس المساكين هو حديث موضوع ، ما يعرفوا شيء.

دعونا !
هذه الأختام، اتركوها، كسروها، ارموها، فأنا لأني طالب علم، لأني سلفي، أنا بقول بإسم السلفية!
بل أنت تقول ما يخدم اليهود ، وليس لهم النصيب من كلامك.

ليست هذه السلفية، السلفية مش ختم، السلفية حقيقة، فاتبع السلف، ومنهج السلف، وأقوال السلف ، وأن تكون عندك غيرة على الدم المسلم، والأرض المسلمة، وبلاد المسلمين، أسأل الله أن لا يمكنهم من غزة.

بدأوا يصيحون:
بأخذ الأردن، وأخذ الشام، وأخذ وأخذ مصر، وأخذ السعودية، وهم لم يتمكنوا بعد، وأسأل الله أن لا يمكنهم، وأسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين، وكنا نقول هذا وسنبقى نقول، ولن ننثني عن هذا الأمر.

فـ اخرجوا من الرسوم إلى العلوم، اخرجوا من الألفاظ إلى الحقائق، العلوم حقائق، ليست ألفاظ، ليست أختام، تطبع نفسك بالختم فتصبح ناجي، فانجُ عند الله بمعتقدك وعبادتك وأخلاقك ومعاملاتك، وليس بختمك، ليس بالختم الذي وضعته على نفسك، أنت وضعت ختمًا صرت ناجيًا عند الله!!!، لذا نجد وهذا واقع: بعض العوام أحسن كثيرًا من طلبة العلم خلقًا وعبادة، وهذا مصيبة، مصيبة أن يصبح الأمر هكذا، هذه مصيبة كبيرة.

المصدر:
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
12 ربيع أول 1447 هـ
04 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ لأنك طالب علم سلفي، وتقول بإسم السلفية! بل أنت تقول ما يخدم اليهود .. وهم بدأوا يصيحون: بأخذ الأردن، وأخذ مصر، وأخذ السعودية ]

[لا يمكن أن نفهم الشريعة ومراد الشريعة بمعزل عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمل الصحابة والتابعين وتابعيهم ]

[لا يمكن أن نفهم الشريعة ومراد الشريعة بمعزل عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمل الصحابة والتابعين وتابعيهم ]

الذي لم يفهم أن الشريعة جاءت لأنها عمل، سِـمت العمل في النص ؛ يظِل.

ولذا لا يمكن أن نفهم الشريعة ومراد الشريعة بمعزل عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمل الصحابة والتابعين وتابعيهم، لا يمكن أن نفهم شرع الله إلا مع عمل النبي صلى الله عليه وسلم أولًا، ثم عمل السلف الصالح، ثم من بعدهم، ثم من بعدهم، ولذا زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم.

مباحث علم الأصول متداخلة، ولذا لما يتكلم طالب العلم، وهذا نبه عليه وكيع بن الجراح ، شيخ الإمام الشافعي وشيخ الإمام أحمد، كما ذكر ذلك، أسند عنه الإمام الدارقطني في مقدمة السنن، قال:
أهل السنة يقولون ما لهم وما عليهم، وأهل البدعة لا يذكرون إلا الذي لهم.

ولذا السلف يقولون عبارة عجيبة:
يقولون ما من مبتدع إلا وهو يبغض شيئًا من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحزبي بيكره آيات الوحدة، _المسلمون فريق واحد_، ما من مبتدع إلا يكره شيئًا.
الخلاصة “فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا” عموم، لكن لا يجوز العمل بالعموم لأن النبي صلى الله عليه وسلم خصصه، الآن انظر بعض من تشرَّع، يتكلم بالشريعة يقول:
فعل النبي ﷺ الأصل فيه السنية وليس الوجوب، وبالتالي بقيت الآية على عمومها.

الأصل في فعل النبي صلى الله عليه وسلم إيش؟
السُنية، هذا صحيح لكن في هذا الموطن ليس بصحيح، لماذا؟ لأن فعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي فيه تطبيق لأمر رباني ورد في الكتاب قوليّ ليس للسُّنية، وإنما هو واجب، كل فعل للنبي صلى الله عليه وسلم فيه تطبيق لأمر قولي ؛ هذا الأمر فعله ما يصبح الأصل فيه سُنية.

طيب بعض الآن الذين يحبون أن يجاروا الكفار وأن يفهموا الدين حتى يرضى الكفار عنا، قال بهذا بعض المعاصرين وهو زندقة، القول زندقة، أنا لا أكفر صاحبه، صاحبه جاهل، قال:
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا .. } [المائدة : 38]

قال المعنى :
كافؤوهما، “فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا” عن السرقة، أعطوهما مالًا، هل هذا كلام صحيح ؟
هذا كلام مستحيل!

طيب أين ذهب كلام النبي ﷺ ؟
“والله لو أن فاطمة بنت محمد ﷺ سرقت لقطعت يدها”، إيش يعني؟ لماذا خص النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة؟

فموضوع العام والخاص الشريعة كلها تدور عليه، والموفّق، وأرجو الله أن نكون وإياكم من الموفقين، يعلم علم اليقين أن الشريعة فيها الغنية وفيها الكفاية وفيها السعادة وفيها رضا الله عز وجل والتوفيق في الدنيا والآخرة، الله جل في علاه علمه يشمل الحياة التي نعيش، التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم وما سيأتي إلى يوم الدين، علمه شامل كل شيء، فشرع للأمة ما يكفيهم، وكل نازلة تنزل بالأمة ولم ينزِع صاحبها الجواب من كتاب الله فهذا ليس براسخ في العلم.

لذا من بديع تقريرات الشاطبي في الموافقات أن طالب العلم والمفتي إن تكلم في أي مسألة، إن تكلم، يبدأ بماذا؟
يبدأ بالقرآن.

المصدر:
الدرس الثامن – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن.
التاريخ:
11 ربيع أول 1447 هـ
03 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[لا يمكن أن نفهم الشريعة ومراد الشريعة بمعزل عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمل الصحابة والتابعين وتابعيهم ]

[الإسلام في الأول انتشر من بلاد الحجاز، وفي الآخر ينتشر من بلاد الشام]

[الإسلام في الأول انتشر من بلاد الحجاز، وفي الآخر ينتشر من بلاد الشام]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
قال الحِب ابن الحِب أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما، قال:
«أشرفَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى أُطمٍ ، من آطامِ المدينةِ ، فقالَ : هل ترَونَ ما أرَى ، إنِّي لأرَى مواقعَ الفتنِ خلالَ بيوتِكُم كمواقعِ القطرِ ».
أخرجه البخاري (1878)، ومسلم (2885).

والأُطُم تَلَّة مرتفعة، فليست هي مرتفعة كالجبل ولا هي مستوية، وإنما تَلة صعد إليها استكشف واستشرف شيئاً لم يَرَه من كان على الأرض.

فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو مع أصحابه يسير فارقهم واستشرف أُطُمَة من آطام المدينة، على مكان مرتفعًا صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه:
“هل ترون ما أرى؟”.

والموضوع رؤية ليست رؤية قلبية ولا رؤية ذهنية، وإنما هي رؤيا بصرية، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
“هل ترون ما أرى؟” قالوا: “لا،” قال صلى الله عليه وسلم: “فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القَطر”.

كيف ترون أسطح البيوت والمطر نازل، والمطر يتخلل الأسطح، هذه رؤية، كيف تكون الرؤية؟
هذه رؤية عينية.

ترون المطر يتخلل البيوت، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إني أرى الفتن،”.

حتى المدينة ؟
الجواب: حتى المدينة في آخر الزمان يتحول الخير كله إلى بلاد الشام، والإسلام في الأول انتشر من بلاد الحجاز، وفي الآخر ينتشر من بلاد الشام.

فالبركة والخير، والملائكة واضعة أجنحتها على بلاد الشام.

تكون فِتَنٌ ؟
نعم، وهذا في موطأ مالك، بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: سيترك أهل المدينة المدينة، قيل لمن؟ قال: “للعوافي والطير”.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “حتى يُـغذِّي الذئب أو الكلب”، شكَّ الراوي، “حتى يبول على منبر مسجدي هذا”، يأتي الذئب أو الكلب يغذي، ومعنى يغذِّي أن يَـشغَـر رجليه ويرفع إحداهما لما يبول، هذا شأن الكلب أجلكم الله أو الذئب.

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقوم الساعة حتى يترك أهل المدينة المدينة”؟ وفي رواية يقول: “حتى يقول الرجل: لا تقوم الساعة حتى يغادر أهل المدينة المدينة، ويبحثون عن مكان آخر”، قال صلى الله عليه وسلم: “لا يصبر على لَأْوائها إلا مؤمن”.

الفتن في آخر الزمان تنتشر في كل مكان ، ولذا من المنزلة بمكان أن يتعلم طالب العلم أحاديث الفتن.

تعجبني كلمه لابن أبي جمرة في كتابه “بهجة النفوس” الذي اختصر فيه صحيح البخاري وشرحه في “بهجة النفوس” يقول: “ينبغي للناس، -وذلك في زمن الخير والعافية- قال: ينبغي للعالم أن يجلس وأن يحدث الناس عن فقه النية، وقال: لو كان الأمر بيدي لجعلت في كل مسجد من مساجد المسلمين من يُـذكِّر الناس بالنية حتى ترفع أعمالهم”.

أنا أستعير منه هذه المقولة فأقول:
لو كان الأمر بيدي لجعلت في كل مسجد من مساجد المسلمين من يشرح لهم الفتن ومن يحذرهم مما جاء في أحاديث الفتن، ولاسيما أنه ثبت في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ ولمنِ ابتُلِيَ فصبرَ فواهًا ».

الراوي : المقداد بن عمرو بن الأسود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم : 4263

من ابتلي فصبر فواهًا ، هنيئًا له، ولذا في آخر الزمان يكون الدين غريبًا، في الحديث الصحيح :
«بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ».

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 145

فالدين في آخر الزمان يحتاج لتوفيق من الله سبحانه وتعالى والأخذ بالأسباب، ومن ضمن الأخذ بالأسباب أن نتعلم أحاديث الفتن وأن نفهمها كما فهمها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الأولى.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[الإسلام في الأول انتشر من بلاد الحجاز، وفي الآخر ينتشر من بلاد الشام]

السؤال: كيف نجمع بين فتوى الشيخ الإمام الألباني عن قول “الله ورسوله ﷺ أعلم” أنها شرك لفظي، وقول الصحابة في بعض الأحاديث “الله ورسوله ﷺ أعلم”؟

السؤال:
كيف نجمع بين فتوى الشيخ الإمام الألباني عن قول “الله ورسوله ﷺ أعلم” أنها شرك لفظي، وقول الصحابة في بعض الأحاديث “الله ورسوله ﷺ أعلم”؟

الجواب:
علم الغيب على وجه العموم والشمول من الذي يتصف به؟
الله، والنبي صلى الله عليه وسلم فيما أطلعه الله، قال تعالى:
{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ .. (27)} [الجن : 26-27]

فإخبار النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة من الغيب الذي ارتضاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، وفي حادثة الإفك في الصحيحين، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة:
« وإنْ كُنْتِ ألْمَمْتِ بذَنْبٍ فاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وتُوبِي إلَيْهِ ».
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4690
| التخريج : أخرجه مسلم (2770)

ما كان يعلم الغيب، :
{ .. وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ}
[الأعراف : 188]

فالنبي ﷺ لا يعلم الغيب، وأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على شيء.

الآن أنت تسأل عن مسألة في العلوم التجريبية، واحد طالب يذاكر، آخر يسأل عن الرياضيات والفيزياء والكيمياء وما شابه، فتقول: “الله ورسوله أعلم”؟
كيف علمت أن الرسول ﷺ يعلم هذه القاعدة الرياضية أو هذه الحقيقة المذكورة في علم الفيزياء أو هذه الحقيقة المذكورة في علم الكيمياء مثلًا أو في الطب أو في أي شيء؟
ما الذي أدرى الرسول ﷺ ؟
الله أعلم.

نعم، علم الله عز وجل يشمل الموجود والجائز والممكن والمستحيل، لا يخفى على الله شيء، أما البشر ؛ لا.

الصحابة لما يسألون عن الحلال والحرام ، قالوا: “الله ورسوله ﷺ أعلم”، يسألون عن أحكام الحلال والحرام، هل من أحد أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان ما يحب الله عز وجل وفي الأحكام الشرعية؟

فالشيخ الألباني يقول “الله ورسوله ﷺ أعلم” شرك لفظي في غير الأحكام الشرعية، في علم الفيزياء والكيمياء وما شابه، فهذا شرك لفظي، ليس كفرا مخرجًا من الملة، شرك لفظي، لكن في أحكام الشرع لا حرج أن تقول “الله ورسوله ﷺ أعلم”.

فالصحابة قالوا “الله ورسوله ﷺ أعلم” في بيان أحكام الشرع، ليس في غير المواطن التي قال عنها الشيخ رحمه الله فيها شرك لفظي.

فالشيخ لما قال “شرك لفظي” في مسائل ما سئل عنه الصحابة وما علموها، ونحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ما علمها، وعدم علمها بها ليس منقصة له، إنما هي علوم فهمناها في مدار أعصارنا وأماكننا وأوقاتنا، وما علمونا إياه في المدارس وما شابه ، وهذه المسائل ما كانوا يعرفونها من قبل، فالزعم أن النبي ﷺ يعلمها ، هذا زعم باطل، فقول الشيخ “الله ورسوله ﷺ أعلم” وأنها شرك لفظي في مجال غير المجال الذي قال فيه الصحابة “الله ورسوله ﷺ أعلم”.

هذا في واد وهذا في واد، هذا في باب وهذا في باب، وبذا يرفع التعارض، ولا أقول تناقض، فرق عند العلماء بين التعارض والتناقض.

التناقض: أمران متضادان لا يمكن الجمع بينهما.

التعارض:
أمران متضادان يمكن أن تجمع بينهما.

فهذان أمران متعارضان لا متناقضان، يمكن الجمع بينهما، أن هذه لها مجال وذاك له مجال، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
٢٠ صفر ١٤٤٧ هـ
١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م.✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

السؤال: كيف نجمع بين فتوى الشيخ الإمام الألباني عن قول “الله ورسوله ﷺ أعلم” أنها شرك لفظي، وقول الصحابة في بعض الأحاديث “الله ورسوله ﷺ أعلم”؟

[ هل “أولياء الله” هم طبقة خاصة ]

[ هل “أولياء الله” هم طبقة خاصة ]

قال تعالى:
{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
[يونس : 62]

انتبه!
هل ولي الله يخطئ؟
نعم، يخطئ.

ألم يقل النبي ﷺ:
“كل ابن آدم خطّاء”؟ الأولياء من البشر، صحيح؟
والنبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال عن البشر؟ قال: “كل ابن آدم خطاء”، الولي يخطئ، ولأن عندنا عرقًا صوفيًا يتوقع أن الولي لا يفعل شيئًا فيه خلل أو فيه زلل، أو أنه لا يخطئ وهو معصوم، هذا التصور الصوفي باطل يخالف النصوص الشرعية.

أنا وإياك قد نكون أولياء لله عز وجل، إذا عظّمت أمر الله، أنت ولي لله عز وجل ، إذا قمت بالفرائض أنت ولي لله سبحانه وتعالى، فلما تقرأ قول الله: “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم،،،”، ؛ مباشرة تستثني نفسك بل تستثني كل من تعرف من المؤمنين، تقول: “هؤلاء الأولياء، هذه أولياء الله طبقة خاصة، وهؤلاء يعني كأنهم ليسوا بيننا، كأنك ما رأيت وليًا لله”.
ليس هكذا ولي الله، أقول لكم شيئًا زائدًا:
ولي الله قد يقع في المعصية، وولي الله قد يقع في الحد ، ويُقام عليه الحد وهو ولي ؟!
نعم ، لأنَّ الولاية تتجزأ، ففيما أخطأ فيه هو ليس وليًا لله، وفيما كان فيه من عبادة وقربة وتلاوة وذكر وصلاة، فهذا من أولياء الله عز وجل.

قال تعالى:
{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
[يونس : 62]

فولي الله عز وجل الذي انقطع لعبادته وجاهد نفسه، فإن سرق منه الشيطان شيئًا فحينئذ تتجزأ الولاية، هذا ليس وليًا فيما فعل، لكن لا تستطيع أن تقول إنه ليس وليًا لله بما فعل من الطاعات، فالولاية تتجزأ ، وفكرة التجزؤ تجعلك منصِفًا وتجعل الأشياء في أماكنها وتضعها في موضعها ولا تبقى خياليًا.

وأختم مرة أخرى بشيء مهم، أن النصوص الشرعية من صفتها أنها عملية، النصوص الشرعية من سمتها أنها عملية، أسأل الله أن يعلّمنا وإياكم، لماذا جاءت الرخص في الشريعة؟ مثل “الرخص جاءت في المحظورات”، “وإذا ضاق الأمر اتسع” وما شابه.
حتى تبقى الصفات، حتى تبقى سمة العملية في النص الشرعي.

كل الرخص جاءت حتى لا نَسلب النص الشرعي صفة العملية، فالنص عملي، ولذا علماؤنا رحمهم الله يفرّقون بين العلم وبين الفتوى، أنا قد يسألني سائل فأجيز له في فتوى شيئًا لا أستطيع ولا أجرؤ أن أقرره في مجالس العلم، يعني أنا قد يسألني سائل فيضيق عليّ، أنه أمامي خيارين: إما كذا أو كذا، فهو يريد أن يعرف حكم الله، فأنا أرشده إلى أخف الضررين، لكن وأنا أدرّس مثلًا في البيوع، ما أستطيع أن أقول للناس:
“أنا أقرره في الدرس”، لأنه هذا ممنوع، أنا أقرر منعه، لكن لما يسألني رجل وأنا لما يقع بين خيارين أنا أقرر له الأخف ضرراً ، فالفتوى شيء، والفقه شيء.

ولذا مسألة الرخص والعملية فيها قد يضطر الإنسان لأن يفعل شيئًا وهو معظِّـم لأمر الله، وهو ولي من أولياء الله عز وجل.

هل تستطيع أن تنفي الولاية عن كل من يتعامل مع البنوك؟
ما تستطيع، ما تستطيع.

هذا مدرس صالح وله صلة بالبنك براتب بكذا، تقول هذا ليس وليًا لله عز وجل، ما تستطيع.

فالشاهد الذي أريد أن أقوله:
{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس : 62]

هم موجودون والولاية تتفاوت مقدارها من شخص لشخص، يعني الولاية ليست على درجة واحدة، فالولاية في هذا الزمان ليست كالولاية في القرن الماضي، وفي القرن الماضي ليس كالقرن الذي قبله، أما أن تجعل نفسك مجتهدًا تقول: “الولاية تعطلت في القرن الرابع” أو “في القرن الخامس”، هذا افتئات على الله، تقول: “الأولياء ما قبل القرن الثالث، ما بعد الثالث ليسوا أولياء”، هذا غلط.

ولذا لما نقرأ قول الله عز وجل الآيات، ينبغي أن نستحضر أن هذه الآيات تشمل جميع الخلق، طيب، لما أخونا قال: “أولياء الله”، تشمل جميع الولي، تشمل جميع الأمكنة، جميع الأزمنة، ممكن ولي يكون عايش في أوروبا؟ ممكن، عايش في أمريكا أو في كندا؟ ممكن ولي يكون وزير ومسؤول؟
ممكن.

موسى عليه السلام أين عاش؟
موسى عليه السلام نبي ليس ولي، نبي، أين عاش موسى عليه السلام؟
في بيت فرعون.

فأنت تنظر للولاية بالمنظور الضيق وتبدأ تجتهد في موضوع الولاية!

الولاية حفظ الله لك، الولاية كما قال الشافعي قال: “الولاية هي الاستقامة”.

وأختم بعبارة جميلة، تقرير بديع للغاية، للبُلقيني، سِراج الدين البلقيني، هو اسمه بُـلقَيني (بفتح القاف) ، يقول:
“فتوحات الله تعالى على العلماء أظهرُ في الولاية من خرق العادات لهم”.
أي أن يفتح الله عليك، بأن تستنبط وأن تفهم من النصوص قضايا بطريقة العلماء السابقين ؛ هذه ولاية أظهَر من أن يخرق الله لك عادة، أو أن ينطق جماد أو أن تفعل أي شيء من خرق العادات.

أن الله يفتح عليك فتفهم الدين، وكم يفرح طالب العلم بعد جهد جهيد وبعد رحلة طويلة وهو يقرأ فينقدح في نفسه شيء من آية أو حديث، ثم ينظر في الكتب فيجد ما انقدح في نفسه سبقه فلان وفلان وفلان، يقول:
“الحمد لله”، آه والله، الحمد لله، هذا فهم صحيح.

هذا دلالة على الفهم الصحيح، أما كل ما انقَدَحَ في بالك، ترجع تعرضه على العلماء، تكون أنت في واد وهم في واد، اتهم نفسك، ما تجعل نفسك حاكمًا على العلماء، اتهم نفسك.

فالذي يفتحه الله على العلماء بالفعل هذه كرامة أحسن من كرامة خرق العادة، وهذا صحيح، هذا كلام صحيح، هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

المصدر:
الدرس السابع – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن.
تاريخ:
3 ربيع أول 1447 هـ
26 أغسطس 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ هل “أولياء الله” هم طبقة خاصة ]

[ فتنة الدجال والخوارج / كتبت كتاباً في مجلدين سميته “العراق في أحاديث وآثار الفتن” ]

[ فتنة الدجال والخوارج / كتبت كتاباً في مجلدين سميته “العراق في أحاديث وآثار الفتن” ]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
هذه الفتن التي فيها سفك دماء، وهذا السفك ينتشر وينتشر في أنحاء، وله ألوان وضروب، إنما وُجدت مقدمات لفتنة الدجال، ففتنة الدجال هي الفتنة العظمى، وهي أكبر الفتن، قال صلى الله عليه وسلم:
«لفتنةُ بعضِكم أخوفُ عندي من فتنةِ الدجالِ، ولن ينجو أحدٌ مما قبلها إلا نجا منها، وما صنعت فتنةٌ منذُ كانت الدنيا صغيرةً ولا كبيرةً إلا لفتنةِ الدجالِ»

صحيح
المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 3082

«لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال» :
أن يُـفتَنَ المسلمون وأن يُـقتِّـل المسلمون بعضهم بعضًا.

قال صلى الله عليه وسلم مُبينًا سُنة ثابتة في شأن الدجال فقال صلى الله عليه وسلم:
«وما صُنعت فتنة منذ كانت الدنيا، صغيرة ولا كبيرة، إلا لفتنة الدجال».

فكل الفتن صُنعت لتصل إلى فتنة الدجال ، فالفتن حلقات يأخذ بعضها بحلقة بعض ، فتبدأ بالاختلاف ثم القتل حتى تصل إلى الدجال.

فالفتنة تظهر في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من جهة المشرق، وجهة المشرق مراد بها مشرق المدينة، والمراد بها العراق، والعراق عِـراقان ( عراق العرب ، وعراق العجم).

فما بعد العراق عند العرب يسمى عراقاً ، وذكر هذا مفصلًا ياقوت الحموي في كتابه “معجم البلدان”، ويسر الله للعبد الضعيف أن كتبت كتاباً في مجلدين سميته “العراق في أحاديث وآثار الفتن”، وهذا الكتاب يفيد في الفتنة العراقية، والفتنة العراقية لها سُنة، وسُنتها أن الفتنة التي تقع في العراق تقبل التصدير إلى غيرها من البلدان.

ومن أهم الفتن التي وقعت في العراق فتنة الخوارج، ولذا فتنة الخوارج ليست خاصة بالعراق، وإنما هي فتنة عامة للمسلمين في كل مكان، ولا أستطيع أن أفصل في فتنة الخوارج، لأن أخانا فضيلة الشيخ باسم حفظه الله وبارك فيه خص فتنة الخوارج لكم بدرس في هذه الدورة المباركة.

ففتنة العراق من سُنة الله تعالى فيها أنها ليست خاصة بالعراق، لذا نرى الخوارج أين؟ تراهم في روسيا وفي أمريكا وفي أوروبا، وتراهم في ماليزيا وفي إندونيسيا.

من هم الخوارج؟
الذين يكفرون بالمعصية، والذين يكفرون الحكام بمجرد حكمهم بغير ما أنزل الله، فكل من كفر المسلمين بمعصية فهذا خارجي، وهم أصناف وأشكال وأنواع.

واللطائف والدقائق لمن نبش وبحث وغاص فيما جرى في فتنة الخوارج، يراها ممتدة ويراها أنها موجودة بيننا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن لا يمنع أن أمر مرور الكرام، مُنوهًا على بعض الأشياء، ومرور الكرام على اللغو؛ لقول الله عز وجل:
{ .. وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان : 72]

أي الذي يسمع اللغو لا يغوص فيه، وإنما إذا مروا، مروا، يعني ثبت في البخاري عن عبد الله بن عمر، ثبت عن عبد الله بن عمر في صحيح البخاري قال:
«قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطِيبًا، فأشَارَ نَحْوَ مَسْكَنِ عَائِشَةَ، فَقالَ: هُنَا الفِتْنَةُ – ثَلَاثًا – مِن حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ».

صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3104

الشمس أين تطلع؟
الشرق، انتبه لا تكن مُغفلًا، واحد عراقي شيعي ذكر هذا الحديث في كتاب له سماه “تراجعات “.

قال:
في البخاري ، أنتم يا أهل السُنة، البخاري يقول قال قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبًا فأشار إلى مسكن عائشة فقال: “من هنا تطلع الفتن”، عائشة الفتن!

وإيش حديث البخاري ؟
قال: “فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى نحو بيت عائشة”، أسقط “نحو”، ما قال: “أشار إلى نحو بيت عائشة” !

ما معنى أشار إلى نحو بيت عائشة؟
طيب النبي صلى الله عليه وسلم كم عدد زوجاته؟
أسألكم سؤالًا بعبارة أخرى: أمهاتنا كم عددهن؟
زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهاتنا كم عددهن؟

النبي صلى الله عليه وسلم عقد على ثلاثة عشر امرأة، وفارق اثنتين قبل أن يدخل بهن، ومن فارقهن قبل الدخول ليست أمهاتنا؛ لأنهن تزوجن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عقد النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة عشر ودخل بإحدى عشر، ومات عن تسع من النسوة، فأمهاتنا إحدى عشر من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وكُن تسعًا منهن لهن حُجرات متلاصقات، وكانت صفية وأخرى في بيتين مستقلين.

فكانت حُجرة عائشة وكانت جارتها أم سلمة كما في سُنن أبي داود، جهة المشرق، أشار النبي ﷺ ، يقول ابن عمر كلام ابن عمر، يقول: “أشار النبي إلى نحو بيت عائشة”، ماذا يريد يقول عبد الله بن عمر؟
أشار إلى نحو المشرق.

فالشيعة يقولون أشار إلى بيت عائشة !
أسقطوا “نحو”.

أنت يا سُني إذا سمعت كلام مبتدع، فأردت أن ترد عليه، يجب عليك أول شيء أن تتثبت من حُجته، وأن تعرف الألفاظ التي استدل بها، وأن تدقق في كلامه، فالكلام واضح، فمن سُنن الله في الفتن أن الفتن تظهر في جهة المشرق، وهناك قرن الشيطان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن علامات الخوارج السابقة والباقية واللاحقة ما ثبت في صحيح البخاري وصحيح مسلم، فقال صلى الله عليه وسلم عن الخوارج: “يقتلون أهل الإسلام، ويدَعون أهل الأوثان”.

يدَعون الكفار ويقتلون أهل الإسلام، يتربصون، يتربصون متى استطاعوا أن يقتلوا هجموا وقتلوا، تدبر الحديث، النبي ﷺ ما قال يقاتلون، قال: “يُـقتِّـلون”، يتربصون بأهل الإسلام، فما سَنَحت لهم الفرصة بدأوا بالتقتيل، ولم يقل يقاتلون، هذه ميزة ليست سهلة ، وينبغي أن نتثبت منها، وكذلك من علامات الخوارج ما ثبت في سنن ابن ماجه:
“أن النبي صلى الله عليه وسلم ينشأ نشأ يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرج قرن منهم قُطع”، من الذي يقطعهم؟ النبي قال: “قُطع”، الفعل المبني للمجهول، من الذي يقطع الخوارج؟

هذه سُنة لله، سُنة الله في الخوارج الباقية إلى يوم الدين، أولًا يقرؤون القرآن لا يفقهونه، لا يتجاوز حناجرهم أو تراقيهم، وآخر من يقاتل مع الدجال قسم من الخوارج ، كما صح في الأحاديث.

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“كلما ظهر قوم منهم قُطع”، قطعه العلماء بالحُجة والبرهان كما فعل عبد الله بن عباس بالخوارج.
جهال الخوارج، فناظرهم عبد الله بن عباس، وبعد المناظرة رجع منهم أربعون ألفًا.

وكذلك من ناظر الخوارج في الجزائر، الفتنة الحديثة التي حصلت في أواخر السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، مجموعة من الطلبة في الأردن، وكذلك ناظرهم شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، ورجع ألوف منهم بعد المناظرة.

يدل على أنهم يريدون الحق لكنهم جُهال، ولذا الخوارج لا ينفع معهم الضغط ولا السجن ولا القوة ولا الضرب، لا ينفع مع الخوارج إلا العلم، وإلا الحُجة، وإلا البرهان، وإلا الدليل، وهكذا قضى علماؤنا السابقون واللاحقون على الخوارج، فتنة الخوارج فتنة عمياء صماء.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الأولى.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ فتنة الدجال والخوارج / كتبت كتاباً في مجلدين سميته “العراق في أحاديث وآثار الفتن” ]

[الذين يعملون على إقامة المجتمعات وهدم المجتمعات وتحطيم الأمم ونشر الفتن ، هم علماء الاجتماع ]

[الذين يعملون على إقامة المجتمعات وهدم المجتمعات وتحطيم الأمم ونشر الفتن ، هم علماء الاجتماع ]

[ لقد كُـتِب عن ابن خلدون باللغة الفرنسية ما لا يسعه هذا المركز من الكتب ]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
لا بد لطالب العلم، ولا سيما إن أراد أن يكون داعية وأن يكون على بصيرة من أمره، أن يكون ذا إلمام بعلم الاجتماع ، كيف تبنى المجتمعات؟ كيف تقوم؟ كيف تنهض؟ كيف تهدم؟ هذا من اختصاص علم الاجتماع.

والمـبرِّزون في علم الاجتماع ولهم صلة بالفتن، المبرزون اليوم في علم الاجتماع هم المدرسة الفرنسية، وعلى رأس الفرنسيين ومن أشهرِهم ممن هو منشغل بعلم الاجتماع “لوبون”، وهؤلاء أطفال صغار أمام العلَم الكبير من علماء الاجتماع، الإمام ابن خلدون.

في كتابه “المقدمة” في فصل “علامات احتضار الدول وعلامات قوة الأمم”، ويدرسون هذا العلم بقواعد.

هذا المسجد بارك الله فيه، ما شاء الله، أول ما دخلت نظرت فقلت: ما شاء الله، لايوجد عمود في المسجد، ما في عمود، صالة ما شاء الله منفتحة، صحيح؟ هذا من الذي صممه؟ المهندس الذي يعرف كيف يقوم المسجد وكيف نصلي فيه، وما نحن آمنون لا نخاف ونحن جلوس أن يسقط علينا السقف، بسبب المهندس العارف ماذا يفعل.

الذين يعملون على إقامة المجتمعات وهدم المجتمعات وتحطيم الأمم ونشر الفتن وكيف تنشر الفتن، هم علماء الاجتماع.

ولذا علم الاجتماع مهم في دراسة الفتن، لكن الأصل في دراسة الفتن كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام الأصحاب رضوان الله تعالى عليهم؛ أن نفهم هذه المسائل كما فهمها الأصحاب، ثم نستنير بكلام علمائنا.

ولا بد للمتخصص في علم الفتن أن يقرأ مقدمة ابن خلدون مرة ومرة ومرة، لقد كُتب عن ابن خلدون باللغة الفرنسية ما لا يسعه هذا المركز من الكتب التي كتبت بالفرنسية عن ابن خلدون، شيء مهول، لا يمكن أن يعد ولا يوصَف، والمسلمون أحفاد ابن خلدون لو سألتهم:
من قرأ مقدمة ابن خلدون؟ لما وجدت جوابًا.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الأولى.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[الذين يعملون على إقامة المجتمعات وهدم المجتمعات وتحطيم الأمم ونشر الفتن ، هم علماء الاجتماع ]

[عندما يكثر الجهل وينشغل الناس بالدنيا، تقع المصيبة الكبرى في الأمة ]

[عندما يكثر الجهل وينشغل الناس بالدنيا، تقع المصيبة الكبرى في الأمة ]

فالفتن تظهر لَما تذهب البركة، “يتقارب الزمان”، ولما يَرتع الجهل ويكثر الجهل.

وفي الصحيحين، حديث أبو هريرة :
لَما يكثر الجهل.

ولذلك، فإن من أسباب النجاة من الفتنة: العلم.

العالم الذي يعرف المسائل وأصولها وطرق الاستنباط منها، يُحسِن متى يُعذر غيره، ويحسن أن يُقدِّر المسائل المستساغة وغير المستساغة.

والخلاف المستساغ وغير المستساغ يُعرف بطريقتين، الطريقة الأولى هي معرفة ماهية الخلاف، ولا يَقدر على هذا إلا العلماء الكبار، وهم قلة في هذا الزمان، والنوع الآخر من معرفة الخلاف المستساغ من غير المستساغ يُعرف من خلال الثمرة، فإذا بقي الخلاف ممتدًا من زمن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا الزمان، فالعلماء المحررون المدققون المحققون إذا بقي الخلاف بينهم مبتدئًا من الصحابة إلى هذا الزمان، فهذا خلاف مستساغ، والخلاف المستساغ لا يجوز الإنكار فيه، أما على الجاهل، فليس فقط يُنكر عليه، بل يُضرب على يده.

فطالب العلم ينبغي أن يُميز بين الخلاف المستساغ وغير المستساغ، والخلاف المستساغ يُنظر فيه، وأنت يا طالب العلم، إذا أردت أن تنجو من الجهل، وما أكثر الجهال هذه الأيام، والذين يرددون الجهل في وسائل الإعلام، أعطيك سؤالًا احفظه حتى تنجو من الجهل: فمن قرر باطلًا، سله: “من سبقك بهذا القول؟”.

أي واحد يتكلم بباطل، وما أكثر المتكلمين بالباطل، تسأله:
“من سبقك بهذا القول؟” فأنا جريء على تخطئتك إن لم يسبقك أحد، ولا أجرؤ أن أخطئ علماء الأمة كلهم، فأخطئك أحب إلي حتى تبقى في سلامة وتبقى في أمان.

فلو أخذنا عينة من الفتن وأردنا أن نفحصها، لوجدنا البركة منزوعة، نُزعت البركة منذ قديم، وبقيت البركة في أحد من الناس، الله يرزقنا البركة ويرزق البركة من نحب وذرياتنا وأهلينا.

ثم الجهل، العالم الحريص الذي يعرف الفتن ودقيق فيها ويعرفها، يبتعد عن الفتن، ولذلك، أكثر الناس بعدًا عن الفتن في وقت الفتنة هو الذي يُقبل على أحاديث الفتن ويدرسها، وطالب العلم الذي يريد أن يبتعد عن الفتن لا بد أن يقرأ “كتاب الفتن” من صحيح البخاري وصحيح مسلم، وهذان مهمان.

ثم من أسباب النجاة أن يقلّ العمل ، فيصبح الجدل والقيل والقال الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

ولذا في وقت الفتنة، ينبغي أن نُقبل على العبادة، وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العبادة في الهرج كهجرة إلي”، ما هو الهرج؟
القتل.

عندما تكثر الفتن، والفتنة تتربع على شكل القتل، أعلى درجات الفتن أن يَظهَـر القتل، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في صحيح مسلم: “العبادة في الهرج كهجرة إلي”، ثوابها ثواب الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، “بادروا بالأعمال الصالحة، فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا.

وهذا الكلام تسمعه في طرق وسبل النجاة من الفتنة، وكذلك يُلقى الشح، فالناس تنشغل بالدنيا ولا تنشغل بالآخرة، وإذا انشغل الناس بالدنيا، وقعت المصيبة الكبرى في الأمة، وورد هذا في رواية في “موطأ مالك”، قال النبي صلى الله عليه وسلم والحديث صحيح:
«إذا تبايعتُم بالعينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ ، ورضيتُم بالزَّرعِ وترَكتمُ الجِهادَ سلَّطَ اللَّهُ عليْكم ذلاًّ لاَ ينزعُهُ حتَّى ترجعوا إلى دينِكُم».
المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3462 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

“إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وأخذوا بأذناب البقر، وتمسكوا بالأرض، إلا سلط الله عليهم ذلًا لا ينزعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم”.

نحن السلفيون نقول: “إلى دينهم”، وغيرنا من التكفيريين والذين يزعمون أنهم أهل جهاد ومجاهدون يقولون:
“حتى يرجعوا إلى جهادهم،” نحن نقول: “حتى يرجعوا إلى دينهم”.

الرجوع إلى الدين، ولا بد أن يكون الرجوع إلى الدين قائمًا على أصول صحيحة، وليس على حماسات وعواطف تعصف بهم.

فهذا سبب من أسباب ظهور الفتنة، والأمة التي فيها علماء ويقومون بمهامهم، وفيها طلبة يتعلمون ويعملون، وتكثر العبادة في الأمة، لا تظهر الفتنة، الفتنة لا تظهر فجأة، تظهر الفتنة مع طول الزمان وتراكم الظلمات بعضها فوق بعض، ولذلك، النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“إنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا،” هذه الفتنة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، هل حصل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فتنة أخرى؟
نعم، حصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فتنة كبيرة وكبيرة جدًا، هي فتنة ابن صياد، سمعتم بفتنة ابن صياد؟
فتنة ابن صياد ثابتة في الصحيحين.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الثانية.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م

◀️ رابط الفتوى:

[عندما يكثر الجهل وينشغل الناس بالدنيا، تقع المصيبة الكبرى في الأمة ]

[ترك المأمور أشد من فعل المحظور]

[ترك المأمور أشد من فعل المحظور]

أيّهما أفضل: الصبر على الطاعة أم الصبر على المعصية؟ أيّهما أحبّ إلى الله عز وجل؟

الصبر على الطاعة أحسن من الصبر على المعصية.

صبرك على الطاعة، وصبرك على طلب العلم، وصبرك على الاستقامة.

سؤال آخر:
الصبر على فعل الواجبات أم الصبر على ترك المنكرات؟
انظر إلى آدم وانظر إلى إبليس.

إبليس ترك أمراً؛ فقد أمره الله بالسجود، فتركه ، وآدم فعل محظوراً؛ فقد أكل من الشجرة.

فالذي ترك أمراً أشد من الذي فعل محظوراً.

إذا كان إنسان ما ، لا يزني ولا يسرق ولا يفعل المنكرات ، ولكن لا يصلي ، وهناك إنسان آخر يصلي ويفعل المنكرات، فأيهما أحسن؟
الذي يفعل المأمورات.

فترك المأمور أشد من فعل المحظور.

وهذه قاعدة ذكرها شيخ الإسلام، وبرهن عليها من بضعة عشر وجهاً، وذكر تلميذه ابن القيم أربعة أو خمسة منها في كتابه “إعلام الموقّعين”.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الثالثة.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ترك المأمور أشد من فعل المحظور]