السؤال الثامن إذا أعطى أحد الأقارب لآخر قلما ليكتب فيه طلبات المعسل والأرجيلة هل يأثم…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/8.mp3الجواب: الأصل فيمن طلب منه أن يعطيه قلماً أو ورقةً أن يُعطي؛ إلاّ إن عَلِم أنه يستخدمهُ في حرام فحينئذ يُقال له: ” ولا تعاونوا على الإثم والعدوان “، والله تعالى أعلم .
تتمة السؤال: رجل يعمل بتجارة بيع الأرجيلة وصناعة المعسّل وبيعه؛هل الأكل أو الشرب في بيتهِ حرام مع العلم أنه يبيع فحم شواء .إذا كان أولاده وأقاربه يعملون معه في نقل البضاعة والمحاسبة وامين المستودع .
هل أولادهُ ينشئون بمالٍ حرام ؟
الجواب : أحكام المال الحرام أحكام متشعبة ، وأكثر من بسطها الإمام القرطبي – رحمهُ الله – في تفسيره ، ولملمتُها في محلٍ واحد في فهرسةٍ فقهيةٍ منشورةٍ للعبد الضعيف سمّيتها (الكشّاف التحليلي في المسائل الفقهية في تفسير القرطبي ) .
كلام السلف في المال الحرام أيضاً يحتاج لضوابط ، كلام كبير ، ورأيتُ دراستين ليستا بعمليتين في أحكام المال الحرام ؛ جنحتا إلى التأصيل ،وكان التمثيل فيها ُ ضعيفاً أو قليلاً فما تُفيد من كان مبتدئاً في مثل هذه المسائل .
المال الحرام لا ينتقل إلى ذمتين ، فبريرة كان يُتَصَدقُ عليها ، وكانت تهدي النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : ” هو عليها صدقة ولنا هدية ” ، ومن المعلوم أن النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – لا يقبلُ الصدقة .
والمالُ الحرام قسمان :
قسمٌ تُنازعُ فيه ذمّة : كالسرقة – وكالرّبا ، فالتوبةُ منه أن يُرجعَ المالُ لأصحابه .
وقسمٌ يدخلُ على صاحبهِ بتعب وبعمل وغالباً ما يكونُ هذا العمل مشروعاً في أصله ؛كالذي يعمل ويغش – مثلاً – أو يطفف المكيال أو ما شابه ، فهذا الإثمُ عليه ولا يتعدى المال الحرام لغيره .
ففرقٌ بين أن يكون عندي مالا حراما ومسروقا من فلان وبين ما يكون عند آخر مالا حراما يتعبُ فيه ، فالذي يعمل في الأرجيلة وفي الدخان ويتعب فهذا إثمهُ عليه وليس الإثمُ على من يأكلهُ ولا سيّما إن كان الذي يأكلهُ قاصراً ويأكلُ ضرورةً ، فعلماؤنا – رحمهم الله تعالى – يقولون : ” لو أطبقت السماء على الأرض وأصبحت كلها حراماً لأخذَ طالبُ العلمِ حاجتهُ منها حلالاً ” ، فإنسان يعمل في حرام أو سارق يعني سواء النوع الأول او النوع الثاني ، النوع الأول المال الحرام الذي تُنازعُ فيه ذمة أشد من النوع الثاني وهو المال الحرام الذي يتعبُ صاحبهُ فيه .
طيب إنسان مالهُ بالسرقة يسرق وعندهُ بنت صالحة أو ولد صالح لا يقدر على العمل أو زوجة صالحة لا تقدر على العمل والشرعُ أصلاً لا يُكلفُ المرأة بالعمل حتى لو كانت مثقلة له، طيب ماذا تعمل ؟ تأكل مقداراً ولا تتوسع في الطعام تأكلُ حلالاً والإثمُ على الزوج ، فعند الحاجة وعند الضرورة يكونُ الحرامُ حلالاً ، الحافظ ابن حجر في فتح الباري يقول : ” من غُصَّ بلقمة فخشيَ على نفسهِ فيسلكها إذا لم يكن أمامهُ إلا خمر ، أو إنسان انقطع عن السبيل ولم يكن معهُ إلا ميتة أو خنزير فيصبحُ الخمرُ في تسليكِ تلك الغُصّة والخنزيرُ أو الميتةُ في تلك السفرة عند الحاجة تُصبِحُ حلالاً وعندما يتناولها لا تكونُ حراماً ” .
فهذه الضرورات لها أحكامها ،وأحكامُ المالِ كما قلتْ متشعبة والكلام متشعب لكن هو آثمٌ بإطعامهم حراماً ؟ نعم ، وإثمهُ أشدّ من لو كان يأكلُ لوحدهُ ، يعني لو كان يأكل وحده ثمّ هو يُطعِم فهذا قَصَّرَ مرتين ضيّعَ من يعول ثم هو 4يأكلُ حراماً ويُطعِمُ حراماً فالإثمُ عليه أشد من إثم ذاك الذي يأكلُ وحدهُ ، أما الذي يأكل إن كان محتاجاً فليس صنيعُهُ هذا بحرام .
واللهُ تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
21 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 10 إفرنجي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال العشرين كيف يأتي إنتقام الله إذا اعتدى أحدهم على شرعه بمسائل الحلال والحرام…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161029-WA0002.mp3الجواب : هذا عمل الله عز وجل ، وكيف يعاقب الله ليس لنا ، فإذا إنسان اعتدى على حكم الله؛ فالله جلَّ في علاه يربي عباده ويخوفهم ، “و ما نرسل بالآيات إلا تخويفًا” ، “فاعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم”
عن قوم سبأ ، اعرضوا أرسلنا يهودا ، اعرضوا فتنزع البركة وينزع الأمن ، فطالما المعاصي موجودة فنخاف على بلادنا و أنفسنا ، ورزقنا ، وأمننا ، فالمعاصي هي أسباب النقم ، والواجب علينا أن نتوب إلى الله عز وجل وأن يكون حديثنا وهجيرنا أنه ما يقع من بلاء إلا بذنب و لا يرفع إلا بتوبة .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 21 افرنجي
20 محرم 1438 هجري

السؤال الثالث والعشرين أنا طالبة في المدرسة هل يجوز لي أن أهدي معلمتي هدية


الجواب: لكِ أن تهدي معلمتكِ هدية.
ولو سَألتْ المعلمة: هل لي أن آخذها؟! فأقول لها: الأفضل أن لا تأخذيها؛ لأن الأخذ شيء، والإهداء شيء.
يعني: إذا كانَ باعثُ الإهداءِ المحبة، وتعلق الصغير بالكبير، وتعلق الجاهل بالعالم.
فَرَأيتِ في هذهِ المعلمة مربيةً، فلا أرى حرجاً في أن تهديها. والمعلمة الأفضل أن لا تأخذها، الأورعُ في حقها أن لا تأخذها.
طبعاً نحنُ قلنا لأكثر من مرة عن الانفكاك بين الأخذ والعطاء! لحديث الحجامة.
النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام؛ والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ثمنُ الحجام خبيث.
وابن القيم يقول: هنالك انفكاك بين العطاء والأخذ؛ فلا يلزم من العطاء الأخذ.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
3 / ربيع الأول / 1438 هجري
2016 / 12 / 2 إفرنجي
↩ رابط السؤال :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍?

السؤال الرابع عشر ما هو الطريق لنصرة الإسلام العلم أم التزكية

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/07/س-14-1.mp3الجواب : التزكية والعلم ،أي بالقيام بمَهمة النبي -صلى الله عليه وسلم – يُزكيهم ويعلمهم ، والتزكية تحتاج لتربية، والعلم اليوم اختلط ففيه الدخن فيحتاج لتصفية ولذا رفع شيخنا الألباني أن سبيل النهوض بالأمة هو التصفية والتربية ، والمراد بالتصفية والتربية التزكية والعلم ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) ، التزكية عكسها الظلم والعلم عكسه الجهل ، فإذا عقدنا نكاحاً تزاوَج فيه الظلم مع الجهل تولد شيء يسمى ضلال مبين ( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) فهذا قبل التزكية والعلم ، فالسبيل لنصُرة الإسلام التصفية والتربية والأحسن من التصفية والتربية أن يقال التزكية والعلم لأن التصفية إنما هي وسيلة للوصول إلى العلم الشرعي الذي يحبه الله والتربية إنما هي وسيلة للوصول إلى التزكية التي بُعِثَ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم – فبلا شك أنَّ الأُمة إذا قامت بمهمة النبي -صلى الله عليه وسلم- حينئذ الأمة تَسعَد وتَصعَد وإلا فلا يمكن أن تقوم الأُمة من غير أن تُحقق المهمة التي بعث بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
مجلس فتاوى الجمعة
22_7 _ 2016
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?

السؤال السادس والعشرون أنا طالب أدرس في المرحلة الثانوية وعند تأديتي لأحد الاختبارات تغيب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/26.mp3*السؤال السادس والعشرون : أنا طالب أدرس في المرحلة الثانوية وعند تأديتي لأحد الاختبارات تغيب مدرس المادة لظرف صحي وقام بالمراقبة على الإختبار أحد المعلمين حيث أفسح لنا المجال بالغش في الإختبار وجاء إلي طالباً مني أن أغشش زملائي فغششتهم وغششت منهم ، مع العلم بأن كل من في القاعة قد غش في هذا الإختبار فما هو الحكم ؟*
 
الجواب : هذا الأستاذ ماذا يقال عنه ، خائن ؟
صحيح خائن ، خان الأمانة ، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) .
 
الأمر الأول : في خيانة .
 
الأمر الثاني : في غش ، مساعدة على الغش ، وفي صحيح مسلم : *من غش فليس منا* ، وفي رواية أخرى : *من غشنا فليس منا* ، فهذا فيه إثم ، لكن هذا باطل أم فاسد ؟
جاءني سؤال من بعض إخواننا في العراق يقول : أنا غششت في الإمتحانات  في البكالوريا في ( الجامعة ) وأعمل ممرض فهل عملي حرام ، وهل المال الذي اتقاضاه حرام ؟
 
الجواب : إذا كنت تتقن أصول المهنة كما يتقنها من هو مثلك  وكان الغش عارضاً ما أثر على حقيقة طبيعة عملك ، فعملك ليس بالباطل وإنما فاسد ، بمعنى أن الذي تتقاضاه حلال وليس بحرام ، والواجب التوبة.
 
أما إنسان والعياذ بالله ما يفهم شيء في المهنة في أي مهنة من المهن فيتقاضى راتباً ولا يفهم شيئاً فهذا عمله باطل ، لأنه ما يؤدي الواجب منه حتى يأخذ مقابل الأجر ، فهذا فيه فساد وليس فيه باطلان .
 
والواجب على الطلبة وعليك وعليك وعلى الأستاذ *التوبة* ، والله تعالى أعلم
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة  .
 
9 شعبان 1438 هجري
2017 – 5  – 5  إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor

السؤال السادس عشر لي أخ سكن في منطقة كلها رافضة والسني لا يقدر أن…

 
 
الجواب : إذا كانت حياته مرهونة بحلق لحيته ، فلعل حلقه للحيته أمر واجب .
 
إذا غلب على ظنه أنه إن بقي ملتحيا يقتل ، نقول : احلق لحيتك .
 
وحصل أن جاءني بعض إخوانا العراقيين ، يقول : أمي في حالة خطيرة ، أريد أن أذهب إليها وهي تسكن بغداد ، فقط أراها ، لعلها تموت وتبقى حسرة في نفسي ، وكان أخونا -رحمه الله- صاحب لحية طويلة ، ظاهرة جدا ، فرجوته أن يحلق لحيته ، فبينت له فأبى ، فيقول : لا أحلق ، أنا يوم أو يومين وراجع ، حتى رجوته ، قلت يا أخي بارك الله فيك ، فما وصل إلا أن قتل ، يعني ما وصل إلا أن جاءني الخبر أن فلان قتل ، فلا يجوز للإنسان أن يعرض نفسه للهلاك ، وهو يعلم أنه بحلق لحيته ينجو ، وهذا هو باب موضوع المصالح والمفاسد ، الذي يذكر فيها العلماء ، أن مصلحة الحياة وعدم القتل مقدمة على حلق اللحية ، فحلق اللحية مصلحة ، ولذا بعض إخوانا حليقين ، وهم ليسوا بآثمين ، لأنه لا يستطيع أن يربي لحيته والله يعلم ان لحيته في قلبه ، بمعنى أنه يحب لو أنه أطلق لحيته ، ومن أبرز الصور التي لا ينبغي أن يقع فيها خلاف ، إنسان يعني إن بقي بلحيته يقتل ، فنقول له احلق لحيتك .
 
✍✍ مجلس فتاوى الجمعة .
 
 
9 شعبان 1438 هجري
 
2017 – 5 – 5 إفرنجي
 
 
↩ رابط الفتوى :
 
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
 
http://t.me/meshhoor
 

السؤال هل يجوز الذهاب إلى البحر الميت

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/هل-يجوز-الذهاب-الى-البحر-الميت.mp3السؤال : هل يجوزُ الذَّهابِ إلى البحرِ الميِّت ؟
الجواب : أين الإشكال في الذِّهاب إلى البحر الميت ؟
الإشكال في البحر الميت يظهر من عدم تتبع طرق حديث حِجْر ثمود
، وفي كتاب الأنبياء في صحيح البخاري بَوّبَ الامام البخاري في كتاب الانبياء ، قال : ” باب النزول في حجر ثمود ” .
وفي رواية في صحيح البخاري النبي نزل في حِجْر ثمود ، فلما رأى الصحابة صَنيع أولئك القوم ، وكيف كانو ينحتون في الجبال ، تفرقوا عنه فبيّن لهم الرسول عليه السلام أنه ينبغي أن تتأملوا، وأن تعلموا ما جرى مع القوم ؛ ومن مروا بقومٍ مغضوب عليهم عليهم أن يتأملوا ويتذكروا .
البحر الميت بحر ممتد من شمال الأردن إلى جنوبها ، وإذا منعنا النزول نحن لا نعلم أين منطقة الخسف تحديدا ، ومنطقة بئر ثمود محددة ، وإذا منعنا النزول لا بد من وضع قيود وحدود للمنع من جهة الشمال أو الجنوب أو من جهة العمق .
لا أحد يقول أن السُكنة في ديار الكفار ممنوعة ، وربي يقول جلَّ في عُلاه : { وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ } [ ابراهيم : ٤٥] ، وهذا في معرض المنّة ، والأمر لا يذكر في معرض المنّة إلا و يكون حلالًا.
ثمَّ لو قلنا بالمنع المطلق هكذا فما حكم أكل الخضراوات والبندورة والخس والخيار …. الخ ؟
كل الخضراوات من تلك المنطقة، بل حتى الخبز الذي نأكله اليوم ونشتريه من الافران ، وأصبحت اليوم النساء يخبزن ولا يعجن الخبز الذي نجده في الافران كله يوجد فيه ملح من البحر الميت .
فالقولُ بالحُرمة قول خطير ، ويجب الذهاب إلى أهل الأغوار وإعلامهم بحرمة السكن في تلك المنطقة ،
إذن يا من تقول بالحُرمة أين الحلال وأين الحرام؟ حُدّ لنا حدودا ، تستطيع تحدَّ حدود؟ يعني الشرع يطلق الحرمة هكذا ولا يحدد للحرمة شيئا ؟
فالقول بحرمةِ الذهاب إلى البحر الميت هكذا بالإطلاق قول له تبِعات ، وتبعات لا يقول بها أحد .
نريد أن نطبق الحكم ،؛فصِّلوا لنا يا من تقولوا حرام ، فصِّلوا لنا الأحكام؟ ما هو الحلال ، وما هو الحرام ؟ ،
فصِّلوا لنا الأكل من الثمار والخضراوات إلى آخره ، فالقول عَسر
، والله تعالى أعلم.
رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/dead-sea/
خدمة الدر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال الرابع ما هو الفرق بين الاحتجاج بالقدر على المصائب والاحتجاج بالقدر على المعاصي

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/AUD-20171220-WA0069.mp3الجواب: أهل السنة يحتجّون بالقدر قبل وقوعه أم بعده؟
الجواب: بعده لا قبله، يقول الله تعالى في سورة الأنعام: ” سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ”، فردَّ الله عليهم: ” هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا “.
هل عندكم علم أنكم كتبتم مشركون؟
ما عندكم علم
فقد روى البخاري (6614) ، ومسلم (2652) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلاَمِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، *أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً ؟* فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى) ثَلاَثًا “.
هذا الاحتجاج بالقدر قبل وقوعه أم بعده؟
– بعده.
والاحتجاج بالقدر على المصائب بعد.
فإذا وقعت المصيبة المطلوب منا أن نصبر.
ولذا قال النبي صلى الله عليه و سلم في صحيح البخاري: ” ومن يتصبّر يصبره الله”.
فالإنسان يبتلى على قدر دينه، إذا وقعت المصيبه فالله جل في علاه يلهمه الصبر ومن تصبر فالله عز وجل يصبره .
والله تعالى اعلم .
⏮ مجلس فتاوى الجمعة
27 ربيع الثاني 1439هـجري.
2017 – 12 – 15 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى :
⏮ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⏮ للإشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

ما حكم غيبة النصارى

الأحكام الشرعية لا تتعلق بالذوات وإنما تتعلق بالأفعال، فالغيبة مذمومة في حق المسلم وفي حق النصراني ، ولكن غيبة المسلم أشد لأن للمسلم على المسلم حقوقاً ، لكن غيبة النصراني حرام ، فالسرقة مثلاً حرام من المسلم ومن النصراني ، فكما لا تجوز سرقة النصراني كذلك لا تجوز غيبته، لأن الأحكام الشرعية كما قلنا  تتعلق بالأفعال لا بالذوات.
وقد سئل ابن وهب تلميذ الإمام مالك عن غيبة النصارى فقال : أوليسوا هم من الناس ؟ قال السائل : بلى ، قال : فإن الله تعالى يقول {وقولوا للناس حسناً } فربنا قال {قولوا للناس} ولم يقل للمسلمين والناس تشمل مسلمهم وكافرهم وكتابييهم.
ويجب أيضاً على المسلم أن يحفظ لسانه من الغيبة فإن طال لسانه في الكتابي والكافر فسيجره ذلك لأن يطول في المسلم فإن طال في المسلم البعيد فسينتقل ذلك للمسلم القريب، وقد ينتقل للرحم أيضاً ، بل ينبغي للمسلم أن يحفظ لسانه من الإيذاء ومن الشتم  والسب حتى للحيوان، فقد كان تقي الدين السبكي يوماً يمشي مع ابنه فنبحهم كلب فقال الابن  وهو صغير : اخرس يا كلب يا ابن الكلب، فغضب الأب وقال : لا تقل هكذا، احفظ لسانك يا بني، فإنك إن عودت لسانك على هذا الكلام فإنه سيخرج منك دون إرادتك، فهذه تربية الإمام السبكي لابنه، والذي أصبح يوماً علماً من أعلام الشافعية وكبرائهم ، فإن الإنسان لا يوضع له القبول في الأرض ولاينتفع الناس منه  لا سيما إن كان طالب علم  إلا إن عد أنفاسه، وقبل أن يتكلم بكلمة يتأنى فيها، وما ندم ساكت قط.
والكلمة كما قال بعض السلف : كالنور يخرج من الجحر، فإن خرج لا يعود،  فعلى المسلم أن يحفظ لسانه من الغيبة والنميمة والكذب والإيذاء على الكافر والكتابي لأن الشرع حرم ذلك، بغض النظر أنت تنم من أو تغتاب مَن .

استعان بي أحد الأخوة لشراء سيارة فذهبت معه واشتريت له السيارة وكانت نيتي خالصة لله…

هنا ثلاثة أمور:
الأمر الأول: من أدب الإسلام قول النبي صلى الله عليه وسلم: {من صنع إليكم معروفاً فكافئوه} فأي رجل صنع لآخر معروف يستحب أن يكافأ وأخذ الهدية لا حرج فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {تهادوا تحابوا}
الأمر الثاني: لا يجوز لمن يهدي أن يطمع في هدية أكبر منها، هذا أمر غير شرعي، وهذا تفسير قول الله تعالى: {ولا تمنن تستكثر}، أي لا تعطي عطية لغيرك تطلب أكثر منها، فإن أهداك رجل هدية فاقبلها، ولا حرج، لكن أن تظن أن هذه الهدية دين في ذمتك لا ليست هذه الهدية ديناً في ذمتك، فلا يجوز لمن يعطي الهدية أن يعطي بنية أن ترجع إليه بملابسات معينة يعرفها، أن ترجع أكثر منها، ومن الخرافات عند الناس، أن الهدية لا تهدى، هذا خطأ فالهدية تملك ملكاً شرعياً ويجوز لك أن تفعل بها ما تشاء، والأمر الثالث: أن الهدية عند العلماء من عقود الهبات، وليس من عقود المعاوضات، فيجوز للرجل أن يقبل الهدية، ويجوز أن يردها، وتقبل عند بعض أهل العلم بالإثابة، فإن أثيب المهدي فحينئذ لا يجوز له أن يرجع بها، وتقع الإثابة بأي دلالة من الدلالات العرفية، التي فيها القبول، فلو قال المهدي إليه للمهدي جزاك الله خيراً، أصبحت في حلاله ولا يجوز للمهدي أن يرجع فيها، ولو ابتسمت المرأة في وجه زوجها بعد أن أهداها فقد قبلت ولا يجوز للزوج أن يرجع في هديته أبداً، فبالإثابة يملك المهدي الهدية، فالهدية ليست واجبة، ما لم تثب.
ولا يجوز أن يرجع أحد في هديته إلا الوالد لولده ،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه، إلا الوالد لولده}، قال ابن قين وغيره: فهذا خاص بالوالد غير الوالدة، فالوالد له أن يعود، والوالدة ليس لها أن تعود، فغلب في هذا الحديث اللفظ على المعنى، لأن النبي قد خص الوالد، ولأن له فيه سبهة ملك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {أنت ومالك لأبيك}، فإن عاد فهو يأخذ من ملك نفسه، والله تعالى أعلم.