السؤال:
التخبط الموجود في الساحة الفقهية هل هو معصبة المذاهب أم عشوائية الفتوى.
الجواب:
كل أنواع التخبط وألوانه وضروبه موجود. فألوان التخبط كل الأنواع موجودة. والذي ليس متبحراً وليس راسخاً في العلم لابد أن يتخبط. فالتخبط ليس سمة لفلان أو لعلان. كل من لا يعرف الأمور على حقائقها لابد أن يتخبط. وكل من تكلم في فن ليس فنه فلا بد أن يأتي بالعجائب. كما قال ابن حجر في الفتح. ابن حجر في الفتح يقول: كل من تكلم في فن ليس هو أهلاً فيه فلابد أن يأتي بالعجائب والله تعالى أعلم. ✍️✍️
السؤال:
هل يقتصر من يرد الله به خيرا على العلم والتفقه في الدين أم أن هناك صور أخرى؟
الجواب:
العلوم الدنيوية واجب كفائي، فالمسلمون آثمون لأنهم ما جاروا العالم في الحروب والأسلحة وما شابه، ولذا لما تنزل النوازل ترى ماذا يجري في المسلمين اليوم، والواجب الكفائي حتى نحصل ثمرته لابد أن نوقف هجرة الأدمغة العربية التي يتكسب منها الغرب ويعتدو على بلادنا، وهؤلاء العلماء سواء علماء الدين أو علماء الدنيا هم أفاضل الخلق، فالعالم الذي يغطي جانباً كفائياً يرفع الإثم عن جميع المسلمين، فلا تقول علم دنيوي! فلا يوجد علم دنيوي محض، العلم الدنيوي إن نوى صاحبه فيه الأجر فهو يصبح أخروي في كل العلوم، فالأصل في العلوم أولاً تبدأ بفروض العين ثم فروض الكفاية، فروض الكفاية منها ما هو في الدين ومنها ما هو دنيوي، والدنيوي بهذه النية صحيح.✍️✍️
السؤال:
السلام عليكم
ظهر كثير من المشايخ هذه الأيام وقال أن الأفضل هذه السنة إلغاء رحلات الحج وإرسال المال إلى غزة وأن الذهاب إلى الحج حرام هذه السنة لما يحدث في غزة
وحتى في الأضاحي أن الأصل إرسال الأضحية إلى غزة ولا يجوز الأضحية في بلدك.
ما رايكم في هذه الفتوى؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله..
الحج رُكن من أركان الإسلام، فالذي ينادي بإلغاء الحج من أجل غزّة هذا كتِلك الفِرقة الضّالة التي تقول (لا نَحُج حتى نقدّس الحج)، لا يوجد صِلة بين فلسطين و الأقصى و غزّة و بين الابتهال و التفرّغ للطاعة و العبادة، الحج ركن من أركان الإسلام و ليس بيد أحد من الناس إلغاؤه، من كان ذا قدرة و أراد أن يجمع بين الحج و بين الأضحية و يرسل الأضحية لغزّة لا حرج في هذا، أمّا أن نُلغي أحكام الله و أن نُلغي الأضاحي و أن نُلغي الحج بحجّة ما يجري في غزة، نًحُج و نتوجّه إلى الله عزّ وجلّ و نتضرّع إليه بأن يرفع البلاء عن إخواننا في غزّة، أما ماذا سنفعل؟ إنْ ما حججنا ماذا سنفعل؟ لا نستطيع أن نذهب و الجهاد، هذا كلام للشيطان، شياطين الإنس و شياطين الجن هم الذين يردّدون هذا الكلام، هذا الكلام غير مقبول أبداً في الشرع، نحن مسلمون و مأمورون بأن ننفّذ أوامر الله عزّ وجلّ، و من أوامر الله الحج، و ليس الحج أمر، الحج ركن من أركان الإسلام فلا يجوز أن نعطّله من أجل ما يجري في غزّة، فالذي يجري في غزّة لإخواننا أسأل الله أن يفرّج عنهم، فالحجيج يَدْعون لهم، و الحجيج يَدْعون لهم، و أصحاب السَّعة يوصِلون إليهم، و المشكلة ليست في الطعام أن يُرسَل و الأضحية أن تُرسَل لكن أن يتمكّنوا من الوصول إليها، اليوم وصلت طائرة من السعودية لغزّة، لكن هل يستطيعوا أن يوزّعوا على أهل غزّة؟ يعني الآن ما المانع من أنه قِسم كبير من الهدي في الحجيج كما يُرسَل للسودان و يُرسَل للأردن و يوزَّع للفقراء يوزَّع على غزّة ما في مشكلة في هذا، فالذي يريد ايقاف الحج والاضاحي هذا في قلبه بُغض للإسلام و في قلبه بُغض للدّين، فيقول لك ما في داعي للأضاحي و ما في داعي للحج و ما في داعي لإقامة الدّين، هذه حقيقة المسألة، الذي يعظّم الله عزّ وجلّ لا يجرؤ أن يقول نعطّل الأضاحي و نعطّل الحج، هذا كلام مَن كان لا يؤمن بالله و لا باليوم الآخر و لا يعظّم أوامر الله عزّ وجلّ، و الله يقول في السورة التي فيها الأضاحي في سورة الحج { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }(الحج:32)، الواجب تعظيم شعائر الله، هذه شَنشَنة من أخزَم كما تقول العرب، شَنشَنة معروفة من العِلمانيين و من اللّادينيين و من الذين لا يتّقون الله، قد يقع فيها أيضاً بعض المغفّلين، فيجب على المغفّل أن ينتبه لهذا الأمر.
بارك فيك و جزاك خيراً.✍️✍️
السؤال:
أخ يسأل هل الواجب عند الحنفية قراءة الفاتحة؟
الجواب:
الركن عندهم القراءة” .
قال تعالى: ((فاقرؤوا ماتيسر من القرآن)).
أما الفاتحة على وجه التخصيص فليست ركنًا وإنما واجب.
من لم يقرأ صلاته باطلة، ومن قرأ بغير الفاتحة صلاته صحيحة وآثم.
فعموم القراءة الواجب فيها أقل ما قيل وأقل ما قيل بمقدار الكلمات في ثلاث آيات متواليات مذكورة في المدثر .
فعدوا ألفاظها، كم حرف؟
فمن قرأ بعدد هذه الأحرف في أقصر ٣ آيات متواليات في سورة المدثر من قرأ بِعدِّها من الأحرف من أينما قرأ فقد أدى الركن أو قالوا بالركن و قالوا بما يسمى عند الفقهاء أقل ما قيل .
أقل ما قيل في ثلاث أيات في أواخر سورة المدثر ، عدوا حروفه قالوا من قرأ بعدد هذه الأحرف فصلاته صحيحة وهذا الركن ومن لم يقرأ بالكلية فصلاته باطلة، ومن لم يقرأ الفاتحة وقرأ بعدد هذه الأحرف من اقصر ثلاث آيات متواليات من سورة المدثر فصلاته صحيحة،
هذا مذهبهم -وأنا لا أقررهذا -، خلافًا لمذهب جماهير أهل العلم ، والعبرة بالفتوى الأصول، أن تقوم الفتوى على أصل صحيح أو على أصل مضطرد، واليوم ما في حنفية،
من يقولك أنا حنفي مخطيء،
وما في شافعية.
لأن الأصول غابت.
قلّ من فهم المذهب وفهم أصوله، وفهم مراحله ، كيف تطورت الفتوى فيه وماهي الكتب المعتبرة فيه ، هذا أقل من القليل الذي يعرفه، معركة قائمة بين الناس لا يعرفون شيئًا إلا من رحم الله ويريدون الناس أن يجعلوا الناس يردوهم إلى مذهبهم. والله الذي لا إله إلا هو أن وقوفك على الأدلة وعلى الصواب منها وعلى الراجح منها وكلام الفقهاء المحررين المرجحين في سائر المذاهب أيسر بكثير من الوقوف على كلام أصحاب المذهب الواحد والراجح في مذهبهم.
لكن ما يريدون ربط الناس بالأصول -أصول الشريعة الكتاب والسنة- وعدم الربط بالرجال.
إذا أخذت ديني عبر رجل فسأغير وأبدل وإذا أخذت ديني من قال الله وقال الرسول ما أغير وما أبدل.
فالوصايا في المراكز الأجنبية -مراكز البحث- يوصون بالمذهبية.
ونحن كل المذاهب نحبها وأبرأ إلى الله ممن يطعن بإمام من الأئمة، بدئًا من أول واحد الإمام أبو حنيفة وبأخر واحد الإمام أحمد،ةكلهم أئمة هدى، ولكن أرجح مذهب المخطئة، ولا أرجح مذهب المصوبة وذكرت لكم الاسبوع الماضي كلام عن المصوبة والمخطئة، وأركز مصوبة ومخطئة لاني أفهم ماذا أقول أعرف ماذا أقول وماذا أشغل الإخوة فيه فأنا أرجح مذهب المخطئة وليس مذهب المصوبة، فالصواب قول واحد وليس كل الأقوال ، لكن الذي أخطأ مثاب ومأجور ويُحب ولا نبرأ إلى الله منه
بعض إخواننا لا يفهمون ولا يفرقون فإذا أخطأ فلان نتبرأ إلى الله منه أعوذ بالله، وأتبرأ إلى الله ممن يتبرأ من إمام من الأئمة، لكن لا أوجب على أحد أن يلتزم قول إمام ولم يرد لا في القرآن ولا في الحديث ولا في أقوال الصحابة ولا في أقوال الأئمة الأربعة أنفسهم،
واحد قال اتبعوني ولا تتبعوا غيري ، ما أحد قال منهم هكذا وهم أرفع وأجل وأعظم عند الله من أن يقولوا للناس اتبعوني؛ معاذ الله إن يقولوا هذا.
العالم الرباني يعلق الناس بقال الله قال رسول الله ، العالم الرباني لا يعلق الناس به ، يعلق الناس بقال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. والبقاء والغنية والكفاية والذي يسع الناس إلى يوم الدين ويسع النوازل التي تنزل بالأمة مما لم يتكلّم فيها السابقون من فقهائنا هو الكتاب والسنة، فتعليق الناس بالكتاب والسنة هو الواجب ، وهذا الذي عليه جميع أهل العلم ، ومن قال أنا سأعمل على محاربة الكتاب والسنة وسيأتي يوم لا يقول رجل قال الله قال رسول الله
ولا يقول رجل : ماهو دليلك ، هذا فاسد مفسد، هذا عقله خرب، فقال الله قال رسول الله سيبقى في هذه الأمة إلى يوم الدين، وهو عنوان عزها. فلا يزال الخير في هذه الأمة ماعجّلت الفطر وأخرت السحور فالخير في هذه الأمة باقٍ طالما أنها تدقق فيما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما دامت الأمة تدقق فيما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعمل على ما ثبت في الشرع ولو أخطؤوا في الاجتهاد، الله يبعثنا يوم القيامة يقول لي قلت كذا وكذا وقولي خطأ، فقل يارب هذا الذي بلغني عن نبيك، والله الذي لا إله غيره لو أعرف غيره من الصواب لقلته ، فأنا معذور عند الله ، وإن بعث الله رجلا فقال له كيف قلت كذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كذا وبلغك قول النبي وأنت تقول بخلافه، فما هو عذرك وما هو جواب هذا الإنسان عند الله لما يبعثه يوم القيامة فما هو جوابه؟
ماذا سيقول لله ؟
تفطنوا .
تأملوا.
تدبروا.
أنظروا إلى هذه الاحتمالات لكن الذي يحرص على الله قال رسول الله فإنه سيقول هذا الذي أعلمه هذا الذي علمته وأنت تعلم يا ربنا ونشهدك ونشهد ملائكتك والصالحين من خلقك أننا نحب رسول الله أكثر من حبنا للناس وأكثر من حبنا لآبائنا وأمهاتنا، ومشايخنا وعلمائنا.
كيف تحب الرسول هذا الحب وأنت تقدم غيره على ما بلغك من قوله ؟ لماذا لا تقول بعبارة سهلة قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا وإمامي قال بغيرها فإمامي معذور بتركه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحبه وأنا معذور بتركي لقول إمامي.
إمامي قال هو معذور وأنا معذور بتركي لقول إمامي يعني المسألة لا تحتاج إلى قيل وقال.
والله تعالى أعلم.
الجواب:
دائمًا خطاب الرجال تدخل فيه النساء إلا إن جاءت قرينة.
الخطاب المُوَجّه للنبي صلى الله عليه وسلم يدخل فيه جميع المؤمنين والخطاب المُوَجّه للمؤمنين يدخل فيه خطاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا إن جاءت قرينة.
كل أمر لله أمَرَ به رسوله فأُمَّتهُ تدخل به ضمنًا إلا إن جاءت قرينة كقول الله ﴿خَالِصَةࣰ لَّكَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [الأحزاب ٥٠]، هذه خالصة لك دون المؤمنين في المرأة التي يرغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حلال له وفوق الأربع، فهذا خالص للنبي صلى الله عليه وسلم.
فكل حكم قال الله فيه (خالصة لك من دون المؤمنين) هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.
السؤال:
سؤال من الجزائر ، تقول: ذكرتم أن العالم إذا كان له قولان في المسألة فلا يقال أن العالم تراجع عن قوله المتقدم ونُسخ قوله المتأخر لقول المتقدم ما لم يصرح بالتراجع ، لأن كلام العالم مبين وليس منشيء بخلاف الشرع فإن الشرع منشيء ، أرجو البسط والتوضيح وهل هو مذكور في كتب أصول الفقه في مبحث النسخ ؟
الجواب:
فأقول والهداية بالله هذا الدين كما قال الله عز وجل : {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا} فالذي شرع هو الله .
ما هو دور العالم ؟
دور العالم يُبين ما ورد في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بيان العالم يعتريه ما يعري كلام البشر، فالعالم قد يتكلم بكلمة ثم يظهر له خلاف ما قال.
فهل العالم قوله المتأخر ينسخ قوله المتقدم ؟
الجواب: لا.
حتى لو صرح العالم بالتراجع ؟
لو صرح بالتراجع يبقى القول القديم قولاً منسوبا إليه ، يقال لفلان مذهبان مذهب جديد ومذهب قديم ، ولذا هذا معروف جدا عند العلماء ولا سيما عند الشافعية ، بل هنالك عدة مسائل بينها أهل العلم وذكروها ببسط ومنهم مثلا الإمام النووي في مقدمة كتابه المجموع ، ونظمها غير واحد من العلماء على اختلاف الامصار والأعصار في رجحان مذهب الشافعي القديم لا الجديد ، ففي عدة مسائل المفتى بها في مذهب الشافعية المذهب القديم لا المذهب الجديد .
الشاهد:
العالم ليس له حق أن ينشئ حكما ، العالم حقه أن يُبين الحكم ، فإن اخطأ بيانه فلا يقال في كلامه كما في الشرع ، الشرع هو الذي ينشئ ، فالشرع لما أنزل الله تعالى الأحكام أنزلها الله تعالى ليُربينا، فكان في بدايات العهد في العصر الأول الأنور كانت الأحكام تناسب ذاك الوقت، ثم الله عز وجل نسخ بعضها ، مثل التوجه للقبلة، كما ثبت في حديث البراء بن عازب في صحيح البخاري مكث النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا ثم نسخ الله عز وجل القبلة إلى الكعبة المشرفة ، فهذا الحكم للشرع.
الآن السؤال أيهما أفضل التوجه للقبلة لبيت المقدس أم للكعبة ؟
في وقت توجهنا لبيت المقدس كان الحكم في توجهنا إلى بيت المقدس أفضل ، ولما حولنا الله إلى الكعبة فكان التوجه إلى الكعبة أفضل. فالشرع له من الحِكم ما تعجز العقول عن إدراكه وفهمه وبالتالي العالم له البيان ، فإن اخطأ العالم فيبقى له قول حتى لو قال تراجعت المعتمد من أقوال أي عالم القول الأخير وليس القول الأول ، لكن قوله الأخير ليس بناسخ لقوله الأول ذلك أن العالم هو مبين وليس بمنشئ ، أما الشرع هو الذي ينشئ والشرع سبحانه وتعالى حتى يربي الخلق الله جل في علاه يعني قد ينشئ شيئا ثم ينسخه بحكمة له سبحانه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٢-جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
١٦- ١٢ – ٢٠٢٢م
المعاونة القريبة والبعيدة ليست اصطلاحات شرعية.
احفظ عني هذا القيد ، وهذا القيد مهم وينبغي أن تعرفه معرفة جيدة.
الأصل في المعاملات (البيع والشراء) الحل أم الحرمة ؟
الأصل في المعاملات الحل.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما أخرجه البخاري عن سعد بن أبي وقاص قال صلى الله عليه وسلم :إنّ أعْظَمَ المُسْلِمِينَ جُرْمًا، مَن سَأَلَ عن شيءٍ لَمْ يُحَرَّمْ، فَحُرِّمَ مِن أجْلِ مَسْأَلَتِهِ.
البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٧٢٨٩. .
لا تتعنَّت في السؤال.
المعاونة المباشرة مثل أن يأتيك واحد يريد أن يشتري شقة، ويحضر لك أوراق من البنك، وأنت تعلم أنه سيأخذ الربا من البنك ، وتسهِّل بسبب أن تعطيه شيئا كورقة كي يروج البيع ، ولا يمكن أن يأخذ الربا إلا بالورقة التي منك ؛ هذه إعانة مباشرة ، والوسيلة إلى الحرام حرام ، والوسيلة إلى الواجب واجبة ، والمسنون مسنون ، …إلخ.
لكن شيء الأصل فيه الحل ، ويستخدم في الحلال ، ويستخدم في الحرام ؛ ليس لك أن تتعنَّت ، وتستدل بقول الله تعالى : ((وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ٰنِۚ )).
مثلا أنت الآن تبيع أجهزة (خلوي) أو تصلح أجهزة (خلوي) (والخلوي) يستخدم في الحلال والحرام، و التصليح يستخدم في الحلال والحرام ؛ الإثم على من استخدمه، وأنت في بيعك، وتصليحك حلال، ولا يجوز لك أن تقول : حرام ، وتدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أشد المسلمين إثما من سأل عن مسألة فحُرِّمت من أجل مسألته)) أنت تبيع الشيء الحلال ، ليس لك أن تتدخل ، هذه معاونة_ حسب تعبير الأخ السائل_ معاونة من بعيد .
المعاونة التي تقبل الانفكاك ، فحينئذ الواجب عليك أن تحسِّن الظنَّ بإخوانك المسلمين .
جاء واحد يشتري شفرة ؛ حلال تبيعه ، أم حرام ؟
هل حلال أن تبيعه.
لماذا؟
لأنها تستخدم في الحلال ، وتستخدم في الحرام.
فأيُّ شيء يُستخدم في الحلال والحرام ؛ بعه، ولا تسأل.
إذا رأيت منكرا أمامك ؛ فهنا تأتي مسألة اختلاف الأصل مع الظاهر. مثلا تبيع بنطال لامرأة متبرِّجة الظاهر أنها ستلبسه لتخرج فيه.
لكن امرأة متستِّرة بعها.
لبست السروال،
رحم الله المتسرولات.
لبس البنطال للمرأة أمام زوجها ما في مشكلة.
فالشيء الذي يُستخدم في الحلال ، والحرام ؛ الأصل الحل ، وليس الأصل الحرمة.
تبيع الخمر ؟
حرام.
لأن هذا في الأصل، هذا ورد نصٌّ في حرمة الخمر.
تبيع الدخان ؟
حرام على قولين عند الفقهاء ، كراهة تحريمية ، كما يقول الحنفية ، أو حرام على قول الجماهير ، وما شابه.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١- جمادى الأولى – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ١١ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
ما الدّليل على أنّ الحاكم المَذكُور في حديث:
“إذا حكم الحاكم فاجتهد ثمّ أصاب…”؟
رواه البخاري (٧٣٥٢)، ومسلم (١٧١٦).
الجواب:
الأصل في الحديث العموم، كلّ اجتهاد سواء كان بقضاء رسمي أو بغير قضاء، إذا اجتهد فأصاب فله أجران.
هذا حديث يَستَدِلُّ به علماء الأصول على تصويب مذهب المُخَطِّئَة؛ علماء الأصول عندهم مسألة، إذا وقع خِلَاف فهل المصيب واحد، أم أنّ كلّ من اجتهد مصيب؟
فالّذي قال: المُصِيب واحد؛ يسمّونه: المُخَطِّئَة (يُخَطِّئون الناس كلّهم إلّا واحدًا)، ومن قال إنّ الجميع مُصِيب؛ يسمونهم: المُصَوِّبَة، والنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثمّ أصاب فلهُ أَجران، وإذا أخطأ فلهُ أجر)، الجميع من المجتهدين ممّن تأهلوا للاجتهاد، جميعهم مَأْجورون، أمّا المصيب فهل هو واحد أم الجميع، أيُّهما الرّاجح، مذهب المُصَوِّبَة أم مذهب المُخَطِّئَة؟
والنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “…إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر”، هذا الحديث دليل على صِحّة مذهب المصّوبة أم المخطّئة؟ الجواب: دليل على صحة مذهب المخطّئة.
فلنتناقش مع واحد من المُصَوِّبِين حتى تظهر المناقشة، أخونا نبيل -مثلًا- يقول بمذهب المصوِّبة، وأنا -الآن- أقول بمذهب المخطِّئة، وأنا -الآن- أُناقش الأخ نبيل، نبيل يقول: كلّ اجتهاد صواب، قلت له: أخي نبيل، إذا اجتهد المجتهدان، من المصيب؟ واحد أم الاثنان؟
أو إذا اجتهد أكثر مِن مُجتهد مَن المصيب؟ قال: الكلّ مُصِيب، أنا قلت: المُصيب واحد -يعني: أنا أتبنَّى مذهب المُخطئة وهو يتبنّى مذهب المصوبة-، فقلت له: قولك -هذا- خطأ، هنا ماذا يجب أن يقول لي نبيل -بناءً على مذهب المصوبة-؟ أنا اقول له: مذهبك هذا خطأ، ماذا يجب أن يقول -بناءً على مذهبه-؟ يجب أن يقول لي: كلامك صواب؛ فقلنا: الحمد لله انتهت المسألة.
لذا قالوا: مَن قال بمذهب المصّوبة؛ فإنّ مآل مذهب المصوِّبة إلى الزَّندَقَة؛ لأنّه سيقول لك: النّصراني مصيب، واليهودي مصيب، والمجوسي مصيب، والملحد مصيب، وكلّ شيء صواب، فمآل مذهب المصوّبة إلى إلحادٍ وزَندَقَة.
ولذا قال النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: “إذا اجتهدَ فأَصَابَ)” و ‘إذا اجتهد فأَخطَأ”، فالّذي يَجتهد فَيُصِيبُ فلهُ أَجرَان، الأَجر الأَول على اجتهاده، والأَجر الثّاني على صوابه، وإذا اجتهد فأَخطَأ فلهُ أَجر، وأي الأجرين له؟ الجواب: أجر الاجتهاد، ولكن لا يَلزَم من الاجتهاد أنْ يكونَ صوابًا.
فَلمَّا فَرَّقَ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- بين الأجرين والأجر، فهذا دليلٌ آخر على صواب مذهب المُخَطِّئة.
السؤال:
شيخنا الآن بعض الأخوة الذين يهتمون كثيراً في دراسة الفقه على طريق المذهب ولا يريدك أنت أن تخرج عن هذه الطريقة، يعني لا يجعلونه حتى فقط في البداية طالب العلم ربما يحتاج إلى أن يكون على المذهب حتى يضبط ثم بعد ذلك ينظر في الأدلّة، لكن هم يريدونك في بداية الطلب وتستمر على ذلك، ويزعمون أن النوازل إذا نزلت إذا لم يكن طالب العلم يسير على قواعد مذهب معين لا يستطيع أن يحكم على النازلة.
الجواب:
بارك الله فيك.
أنصح هؤلاء الإخوان أن يقرأوا رسالة صغيرة للخطيب البغدادي اسمها (نصيحة أهل الحديث)، ركّز فيها على أن الفقيه بحاجة للمُحدّث وأن المحدّث بحاجة للفقيه.
وعلم الحديث والفقه كالوجهان للعملة الواحدة، فالعملة لا تروج بوجه، وحتى تروج العملة لا بد لها من وجهين .
فالحديث والفقه وجهان لعملة واحدة.
هذه واحدة.
الأصل فيمن أراد أن يُقيس أن يقيس بيقين وتكون الأصول عنده والأحكام قائمة على الأدلة، فالأدلة الشرعية النقلية تَفي بحاجات الناس إلى يوم الدين، والشريعة معلّلة.
والفرق بين الظاهرية وبين أهل الحديث:
أن أهل الحديث يعملون بالقياس ضرورةً وأما الظاهرية يجمدون على الألفاظ، وهنالك مزلّة يُخطئ فيها كثير من الطلبة وهي الموائمة بين الحديث والمعنى، فإعمال الأدلة النقلية ومتى الشرع يأذن بالتوسع فيها واجب ومتى الشرع لايأذن بالتوسع فيها وأن نجمد على اللفظ فهذا واجب، فمن يعمل على إلغاء إعمال المعاني مُخطئ ومن يتوسع في إعمال المعاني مخطئ، من صنع هذا ومن صنع هذا.
وأضرب لك مثلاً في مسألة الوالدين، أضرب مثل في العطية وفي الهبة حديث نعمان بن بشير في الصحيحين، نحل ولده نِحلة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: انَحلت سائر أولادك مثلها؟
قال:لا.
قال: إني لاأشهد على جور.
ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم:
أَلا تحب أن يكونوا لك في البر سواء؟فالعطية ليست خاصة بالأب، فالأم كذلك، للعلّة المذكورة في الحديث وهي أن يكونوا لك في البر سواء، والبر أمر مشترك بين الأب والأم.
خذ الآن العطية،
العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه إلا الوالد لولده.
فالوالد إن أعطى له أن يرجع، أما الأم إن أعطت فليس لها أن ترجع لقول النبي صلى الله عليه وسلم إلا الوالد، فَنُعمل اللفظ ولا نتوسع في المعنى لأن القرينة معدومة عندنا، الأم صاحبة عاطفة نقول لها ما تعطي إذا أعطيتي أعطي بالسوية وإذا أعطيتي ليس لكِ أن ترجعي، الأب له أن يرجع، سواء لولد أو لجميع الأولاد، له اليوم يقول لهم خذوا يا أولادي مائة ألف مائة ألف وثاني يوم يقول لهم كل واحد يحضر لي المئة ألف، الوالد له ذلك.
لقوله عليه الصلاة والسلام إلا الوالد لولده.
أما الأم إن أعطت فليس لها أن ترجع.
فهناك في موضوع السوية في العطية جاءتنا قرينة البر فعممنا وتوسّعنا في المعنى وهناك قال إلا الوالد لولده وقفنا على اللفظ وما توسعنا فيه.
هذا هو مذهب أهل الحديث خلافاً لمذهب أهل الظاهر الذين يُلغون المعاني بالكلية.
وبالتالي بارك الله فيك إعمال المعاني من المسائل المهمة، وأخذ الفقه من الأدلة النقلية من الأمور المهمات وتُسعف إذا انتبهنا بكليات مذكورة عند الفقهاء فالمذاهب مهما أتى الله أصحابها قوة في النظر وعلو كعب في العلم لا تفي بحاجات الخلق إلى يوم الدين، الذي يفي بحاجات الخلق هو قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم.
تأمل معي.
النبي صلى الله عليه وسلم طاف ورمى وهو راكب.
لماذا؟
حتى يعلمنا أن الرمي في الدور الثاني والثالث والرابع مشروع، وأن توسعة المسعى كذلك، وأن الرمي غير المطاف كذلك.
هذا ما في أدلة، هي نوازل مالها قواعد لكن لها أدلة.
والعلم أصلاً ترتيبه أولاً يُعمل بالأدلة النقلية، فإن تعذر الأدلة النقلية نأتي إلى أُصولها ثم التخريج عليها، فإن تعذر القاعدة العامة، فإن تعذر مقاصد الشريعة العامة،
فالأصل أن نتدرج بهذا التدرج.
ابن تيمية له كتاب “رفع الملام عن الأئمة الأعلام”،
قال :طالب العلم لابد له من مذهب ليتعلم، يُتعلّم على مذهب فلاحرج لكن لا يتعصب للمذهب، فمتى وٓجد قول إمامه خالف نصاً فليقل المسألة سهلة قل إمامي معذور بتركه لهذا الحديث وأنا معذور بتركي لقول إمامي ويبقى الأمر الذي يحكم بين الناس الأدلة النقلية، أما أن ترد كلام النبي صلى الله عليه وسلم بحجة إني أنا على مذهب فلان فهذا والعياذ بالله تعالى معصية، ليست طاعة.
فأنا الأصل أن أعمل بالدليل، ومتى وجدت إمامي خالف النص، وهذا صنيع كل من اشتغل بالحديث من الفقهاء.
انظر النووي، انظر ابن الحجر، انظر ابن تيمية انظر ابن رجب، انظر ابن القيم، كل علماء الأمة على هذا المسير.
وفقنا الله وإياكم إلى الخيرات.
مداخلة الأخ السائل:
شيخنا هل يمكن أن يكون هناك قول للظاهرية تفرد به الظاهرية ويكون هو الصحيح؟
الجواب:
ممكن.
وهذا الذي فعله شيخ الإسلام كثيراً.
شيخ الإسلام شبعان ريّان من ابن حزم.
الآن انظر إلى المدرسة الشامية السلفية والمدرسة الحجازية، الشامية قديم وحديث، الشامية تأثرت بابن حزم.
ابن تيمية رحمه الله تعالى له أقوال انفرد بها عن الحنابلة، ماقال بها الحنابلة.
فبعض الناس كان يقول أنت تُدرّس لأنك تُدرّس مدرسة الحنابلة وتأخذ راتبك الشهري لتدريسك للحنابلة فكان شيخ الإسلام يقول أنا أُدرّس لأني أعرف المذهب ولكني لا أُقرر إلا ما وافق الشرع، فأنا أدرس بمدرسة الحنابلة لأني أعرف المذهب
انظر إلى مسألة العذر والجهل، الحجازيون النجديون للآن لا يعذرون بالجهل أبداً، ابن تيمية يعذر بالجهل وابن تيمية أخذ العذر بالجهل من ابن حزم، ما أخذه من الحنابلة.
الآن كل الحنابلة لما تقول العذر بالجهل يقولون مرفوض.
لماذا؟
قال لأنه ماورد في المذهب.
صحيح ماورد في المذهب.
لكن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى رأى ابن حزم أصاب في هذه المسألة وهي أصل، ليست مسألة فرعية، فهي أصل يترتب عليها إيمان وكفر، فقال بالعذر، هو أخذه من ابن حزم وما أخذه من أحد من الحنابلة.
فيمكن ابن حزم يصيب؟، ممكن جداً يصيب، لأن ابن حزم ليس عنده أن المذاهب أربعة فقط ولازم يكون الصواب في الأربعة،ابن حزم عنده الأئمة أربعمئة، من الصحابة والتابعين فمن بعدهم فمتى أصاب واحداً منهم قال به.
ابن حزم ماله مسألة إلا وله عليها أدلة، وأحياناً الدليل لا يكون مرفوعاً أحياناً يأتي بالموقوف ويأتي بالمقطوع من قول التابعي وتابع التابعي.
مداخلة الأخ السائل:
شيخنا،أنا أقصد بقول إذا تفرد به الظاهرية ولم يُسبق أحد قبلهم بهذا القول، يعني أول من قال به الظاهرية، لا أقصد فقط المذاهب الأربعة.
الجواب:
أنت تتكلم بتنظير.
قلت لك أن تأتي مثال فلن تستطيع أن تأتي به.
هات مثال انفرد به ابن حزم عن سائر علماء الأمة،لن تجد لأن ابن حزم دائماً يأتي بمستند بمن سبقه إلا النوازل، فالنوازل تُخرّج على أصول، فالأصول منها المقبول ومنها غير المقبول، أحياناً العلة في النوازل في فهم أصل المسألة، يعني كيف تُخرّج على الأصل.
خذ مثلاً مسألة التلقيح الاصطناعي.
التلقيح الاصطناعي له صور، من بين الصور أن تكون البويضة صالحة، والحيوانات المنوية صالحة، العلة في الرحم، مافي رحم سليم يحمل، فتؤخذ البويضة الملقحة فتُزرع في رحم إمرأة أُخرى، هذا يسمّوه شد الجنين، لأننا أخذنا البويضة من الأم وأخذنا الحيوان المنوي من الأب وصار التلقيح خارج الرحم وأدخلناه في رحم آخر، في رحم إمرأة ثانية، الآن من الأم؟هل الأصل في المسألة”
((إِنۡ أُمَّهَـٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّـٰۤـِٔی وَلَدۡنَهُمۡۚ))؟فالتي ولدت هي الأم، فإذا الذي ولدت هي الأم فالأولى صارت أجنبية والزوج صار معتدي، أم من أحيا أرضاً مواتاً فهي له؟ صار أجنبي، وإلا ممن أُخذت البويضة؟
فأحياناً نفس النازلة فيها اجتهاد، يعني كلها ليست قطعية، وأحياناً تكون النوازل بعيدة.
يعني نحن رجال كلنا، هل تسمع بابن عبد ربه؟
لأ.
هو صاحب العقد الفريد تسمع فيه.
العقد الفريد في الأدب.
واحد من خلفاء بني عباس،خلفاء بنو عباس كانوا مغرمين بالنساء والتمتع بالنساء ولو كل حكام الدنيا اليوم ما يبلغون معشار واحد منهم، كانوا أهل طعام وأهل نساء، يعني معروف عنهم هذا قديماً وما أحد كفّرهم، كثير من الناس الذين يكفرّوا الحكام لا يعرفون الحكام السابقين.
المهم رجل خليفة كبير وقوة الباءة عنده ضعيفة، يحتاج لوقت حتى يأتي النساء، فاجتمعت عليه عدة جواري، و أحلّ الله له هؤلاء الجواري، فبدأ يداعبهن ويداعبنه حتى استطاع أن يستجمع قوته بعد جهد، فقال لهن من آتي؟
فكانت جارية ذكية منهن، فقالت من أحيا أرضاً مواتاً فهي له،فالذي يحتج بمن أحيا أرضاً مواتاً فهي له في هذه النازلة كاحتجاج هذه الجارية بذاك الحديث، هذا احتجاج بارد وذاك احتجاج بارد.
✍️✍️