السؤال الثامن: امرأة وصت زوجها تريد أن تضحي وزوجها وافق على ذلك لكنها ماتت قبل دخول العشر من ذي الحجة.
مداخلة من الشيخ: هل ماتت الأضحية أم المرأة؟
يحتمل هذا ويحتمل هذا.
لكن الظاهر هو أن المرأة التي ماتت لأن الضمير يعود على أقرب مذكور.
تتمة السؤال: قال لكنها ماتت قبل دخول العشرة ذي الحجة فهل على الرجل أن يمسك عندما يمسك المضحي أم لا؟
الجواب: لو كانت ماتت الأضحية بعد أن عُينت فلا بد من غيرها، إذا عينتها واشتريتها وحددتها فماتت فحينئذ لا بد من غيرها إلا إذا لم يقع تقصير في موتها، أما إن قصرت فلا بد من غيرها ، أما إذا ماتت الزوجة فحينئذ هل على الميت اضحية أم لا؟
الجواب : لا.
لكن ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةٌ وَعَتِيرَةٌ هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ، هِيَ الَّتِي تُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ”. أخرجه البيهقي (9/260 ، رقم 18789).
الأضحية تجزئ عن أهل البيت الواحد احياء و أموات، ولايشرع أن يخص الميت بأضحية.
الناس عجيبين وهو حي لم يضحوا، لكن عندما يموت يريدون أن يضحوا عنه.
الأضحية من أجل الأحياء حتى يحصل الإطعام وليس من أجل الميت، لكن الاضحية تجزئ عن أهل البيت الواحد، الآن هذه المرأة التي ماتت ذمتها ذهبت.
فالآن من الذي سيضحي؟
الزوج.
فالزوج يمسك، أي يمسك المتبقي من الأيام (إن كانت الزوجة ماتت بعد مضي أيام من ذي الحجة)وهذا مثل وهو حسن من الامثلة التي تأذن بالقول بأن الإمساك يقبل التجزء، ولا يلزم عدم الإمساك في الأول أن يفوت أيضاً في الآخر، فمتى حصل ذلك وظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يريد أن يضحي وأهل هلال ذي الحجة فليمسك، والله تعالى اعلم.
السؤال:
أخ يسأل ويقول: ما كنت مستطيعاً للأضحية، فدخلت العشر من ذي الحجة، وقلمت أظافري وأخذت من شعري ثم استطعت، ماذا علي؟
الجواب:
أنا أقول: الحمد لله لم يقع في محظور.
فحديث أم سلمة رضي الله عنها في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ) رواه مسلم ( 1977 ) وفي رواية : ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) .
والبشرة : ظاهر الجلد الإنسان .
وفي رواية “من كان له ذبح وأراد أن يضحي”، وبسبب الرواية الثانية وقع خلاف بين العلماء متى يبدأ الانسان بالامساك:
فمنهم من علقه على رؤية هلال ذي الحجة وهذا هو الأرجح لشهرة الرواية.
ومنهم من علقه بشراء الأضحية. قالوا: لو دخل هلال ذي الحجة وما اشتريت أضحية فإنك تأخذ من شعرك وظفرك ويبدأ المنع لما تشتري الأضحية لرواية صحيح مسلم (من كان له ذبح وأراد أن يضحي). والرواية الأولى أشهر وقال بها جماهير العلماء وهي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا هل هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي.
متى يبدأ بالإمساك؟
من رؤية هلال ذي الحجة.
متى يبدأ رؤية هلال ذي الحجة؟
قبيل أو بعيد المغرب، ففي هذا الوقت من رأى الهلال أو بلغه رؤية الهلال ويكون ذلك بالإعلان فمن هذا الوقت يمسك الانسان.
يمسك عن ماذا؟
يمسك عن الظفر، عن الشعر سواء المأذون بأخذه أو الواجب اخذه أو المحرم أخذه؛ كحلق اللحية في الأخير وحلق العانة وحلق شعر الرأس وهو المأذون به.
فكل هذه الأنواع يمنع الإنسان أخذها.
والبشرة مثل الجلد المتسلخ هذا أيضا ينبغي أن يترك ولا يجوز لك أن تأخذه.
من الذي يمتنع؟
الذي يريد أن يضحي، أما أهله فلا يمتنعون للحديث من أراد أن يضحي فلا يأخذن.
قال أحدهم أنا أضحي عن أهل بيتي، أهل البيت لا يمتنعون الذي يمسك هو الذي يضحي.
عن كل بيت أضحية، فإذا الزوجة أرادت أن تضحي فهي التي تمسك.
لو الشاب أراد أن يضحي ((شاب قال: يا والدي أنا أريد أن أضحي أو بنت)) الذي أراد أن يضحي هو الذي يمسك وما عداه الأصل فيه الأخذ، جاء المنع في حق من أراد أن يضحي.
سؤال:
انسان ما استطاع أن يضحي ومر يوم ويومين وثلاثة وأربعة من ذي الحجة ثم استطاع، ثم يسّر الله له الرزق فمتى استطاع وعزم على الأضحية يمسك، وأخذه الأول لا حرج فيه.
إحدى الأخوات تسأل عن زوجها وتقول: يوجد حفلة هذا الاسبوع وزوجي و إخوانه يريدون أن يضحوا عجلًا و زوجي يريد أن يحلق قبل هذا الاحتفال فهل هذا جائز؟
أقول لها: لا ليس له ذلك.
متى الأضحية تجزء؟
إلى غروب شمس اليوم الرابع، يعني يجوز للإنسان أن يضحي في اليوم الأول وهو اليوم العاشر من ذي الحجة والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، فأيهم أفضل؟
الأفضل العاشر .
لماذا العاشر؟
لفضل اليوم العاشر، ما من أيام أحب إلى الله تعالى من العمل الصالح فيهن من العشر الأوائل من ذي الحجة، فإذا ضحيت في اليوم الأول كانت أضحيتك في اليوم العاشر من ذي الحجة، ولعموم تقديم الطاعة، وللترفه على النفس فأيام منى أيام أكل وشرب والإنسان يتوسع في المطعم والمشرب بما أحل الله عز وجل.
وهناك رواية عند الدارقطني وبعال أي وجماع ولكنها رواية ضعيفة لم تصح، ولكن الإنسان إن توسع في المطعم والمشرب توسع في الجماع، الشاهد لا يجوز لاحد أن يأخد من شعره أو اظفره إلا بعد أن يضحي.
📌 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي ( هذا حكم خاص بمن أراد الأضحية )، وهنا ثلاثة مسائل:
1⃣ *المسألة الاولى:*
من لم يرد الأضحية وأراد الحج، ففي الحج ( ما قبل الثامن ) الإنسان يتحلل بعد العمرة ومن التحلل أخذ الشعر، فإذا كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – خاص بمن أراد أن يضحي أما الحاج فهو ليس داخلا في الحديث.
النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد أن دخل مكة في الرابع من ذي الحجة واعتمر الأصحاب فأمر من لم يسق الهدي أن يتحلل، وكان التحلل بحلق الشعر أو بقصه، فإذاً الحاج ليس داخلا في هذا الحديث.
2⃣ *المسألة الثانية:*
الفقير الذي لا يستطيع الأضحية، أو المسافر الذي لا تجب عليه الأضحية، فهذا كذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – علق حكم عدم الأخذ من الظفر والشعر والبشرة لمن أراد أن يضحي، فالفقير الذي لا يريد أن يضحي فلا حرج له في ذلك.
3⃣ *المسألة الثالثة:*
من يُضحى عنه، ففي الحديث على كل أهل بيت أضحية، أنا أريد أن اضحي عن زوجتي وأولادي فهل الذي يمسك أنا أم هم يمسكون؟
الأصل إبقاء ما كان على ما كان عليه ويجوز للإنسان أن يأخذ ما يشاء من بدنه ما لم يصادم نصاً، أعني الأماكن المشروعة في الشرع له أن يأخذ منها متى شاء بتوقيت لا يزيد عن أربعين يوماً، وكذلك الظفر له أن يأخذه متى شاء، فيبقى هذا الحال استصحاباً على ما هو عليه وجاءنا المنع في حق من أراد أن يضحي فحسب، يعني إذا كان من يريد أن يضحي الزوجة فالزوجة التي تُمسك، إذا كان من يريد أن يضحي الولد فالولد الذي يُمسك، إذا أرادت البنت أن تكون الأضحية من مالها، بنت موظفة تقول لأبيها أنا الذي سأدفع ثمن الأضحية وأنا الذي سأضحي ( وعلى كل أهل بيت أضحية ) فحينئذ الولد يأخذ من شعره، والأم تأخذ من شعرها، والبنت التي تريد أن تضحي هي التي تُمسك، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – علق لنا الأحكام بمن أراد أن يضحي.
الجواب: الحديثُ إمّا مرفوعاً وإما موقوفاً، ” على كلّ أهل بيت في كل عام أضحيةٌ “.
فالأضحيةُ تُجزئ عن أهل البيت أحياءً وأمواتاً، ولا يجوز شرعاً أن تَخُصَّ الميتَ بأضحيةٍ، فالأضحيةُ المرادُ منها: إدخالُ السّرورِ على النّفس، وإدخالُ التّوسّعِ في الطّعامِ، والنبيُّ صلى اللهُُ عليه وسلّم كان يقول:” أيامُ مِنى أيام أكلٍ وشُربٍ وذكرٍ لله ” – جلّ في علاه – فهذه أيام منى، وما ينبغي أن تثار الأشجانُ والأحزانُ، وأن نبحثَ عن الأموات، والإنسانُ وهو حيٌّ لا يُضحّي ثم بعد أن يموتَ نبدأُ نبحثُ له عن أُضحية.
الأُضحية الّتي تضحيها ينبغي أن تشهدَها، وينبغي أن تُوسِّعَ على نفسِك بسببها، هذا أولاً.
ثانياً : هذه الأُضحيةُ تُجزئ ُعن أهلِ البيتِ سواءً كانوا أحياءً أو أمواتاً، فلا يجوزُ أن يُخصَّ الميّتُ بأضحيةٍ.
الجواب:
البعض يقول المراد بالأضحية التوسعة على الفقراء.
لذا الفقراء ليسوا بحاجة إلى لحم، فلا بأس لو أعطيناهم مالاً، وهذا الأمر ليس بصحيح.
فإن المراد بالأضحية هو نهر الدم. فنهر الدم شيء مراد مطلوب في الأضحية.
لذا فقد فسر غير واحد قوله تعالى: (فصل لربك وانحر) [الكوثر:٢] أن المراد الأضحية.
والأضحية شعيرة من شعائر الإسلام كصدقة الفطر.
فعلى أرجح الأقوال أنه لا يجزى فيها القيمة، ولا بد من الإطعام، فكذلك الأضحية، فلو أننا أدَّينا صدقة الفطر مالاً، فإنها مع الزمن تتلاشى وتزول، وكذلك الأضحية، وربنا يقول عن الأضحية: (( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ))[الحج:٣٧] فهذه علامة تقوى، وأيضاً يقول تعالى: (( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) [الحج:٣٢].
الجواب:
نعم يجوز.
لكل سبعة من المكلفين الواجب في حقهم الأضحية أن يشتركوا في بدنة أو في بقرة، كما يجوز ذلك في هدي الحج.
فقد ثبت في الصحيحين من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر، كل سبعة في بدنة.
وفي رواية: اشتركنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحج كل سبعة منا في بدنة فقال رجل لجابر: أيشرك في البقر ما يشترك في الجزور؟ فقال: ما هي إلا من البدن.
الحديث:
عن جابر بن عبد الله رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: اشْتَرَكْنَا مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الحَجِّ وَالْعُمْرَةِ كُلُّ سَبْعَةٍ في بَدَنَةٍ فَقالَ رَجُلٌ لِجَابِرٍ: أَيُشْتَرَكُ في البَدَنَةِ ما يُشْتَرَكُ في الجَزُورِ؟ قالَ: ما هي إلَّا مِنَ البُدْنِ. وَحَضَرَ جَابِرٌ الحُدَيْبِيَةَ، قالَ: نَحَرْنَا يَومَئذٍ سَبْعِينَ بَدَنَةً اشْتَرَكْنَا كُلُّ سَبْعَةٍ في بَدَنَةٍ. [وفي رواية]: فأمَرَنَا إذَا أَحْلَلْنَا أَنْ نُهْدِيَ، وَيَجْتَمِعَ النَّفَرُ مِنَّا في الهَدِيَّةِ وَذلكَ حِينَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَحِلُّوا مِن حَجِّهِمْ.
الراوي : جابر بن عبدالله. المحدث: مسلم. المصدر : صحيح مسلم. الصفحة أو الرقم : 1318.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |.
لكن وقع خلاف شديد هل هذا السبع يجزئ عن الرجل فقط أم أنه يجزئ عنه وعن أهل بيته؟
فمنهم من قال: لا يجزئ إلا عنه، لأنه ليس دماً كاملاً، وإنما هو جزء من دم، ولا يوجد دليل خاص عن الإجزاء لأهل البيت، والنسك عبادة توقيفية، فالمراد أن البدنة تجزئ عن سبعة، أي تجزئ عن سبعة أشخاص لا أنها تجزئ عن سبعة شياه وسبعة دماء، فالشاب إن كان غنياً وليس له زوجة وأولاد، وأراد أن يضحي عن نفسه فاشترك مع غيره، فلا حرج، لكن إن كان له أهل تحت إمرته، فالأصل أن يخصهم بدم، ولا يضحي بجزء من دم، وهذا أفضل، وفيه خروج من الخلاف.
السؤال:
هل يجوز أن أضحي عن أمي، أعطيها مال الأضحية مع العلم أن لديها راتب؟
الجواب :
قطعاً يجوز.
يعني لو إنسان أرادَ أن يُكرم والديه فقال: لهم هذا مال اشتروا به أُضحية ، أو أتاهم بالأُضحية ليضحوا بها ، فلا حرج .
مَن الذي عَقَّ عن الحسن والحُسين؟
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم .
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ماذا يقرب لهم ؟
جَدَّهم من جهة الأُم .
يعني الحسن والحسين سبطاه .
فلو حصلت العقيقة من قبل غيْر الأب فلو حصلت من قبل العم أو من قبل الجَد لا حرج.
فالأُضحية لو حصلت من غيرهما ، فمثلاً أُهدي الوالد شاة أو أهداك إنسان غريب شاة فقلت هذه الشَّاة تنطبق عليها شُروط الأُضحية فسأُبقيها وأُضَحي عنها ، إذا ملكتها ضَحَّيْت بها بأي طريقة تملكها ، فلا يلزم أن تشتريها ، فلو جاءتك هدية فملكتها وكانت فيها مُواصفات الأُضحِية فلا حرج .
📌 متى يجوز لطالب العلم أن يصف أحد المشايخ بأنه شيخه؟
*الشيخ علي بن حسن الحلبي.*
*الشيخ أكرم بن محمد آل زيادة.*
*الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*
(( الشيخ أكرم زيادة )) :
روى البخاري في صحيحه في كتاب العلم أن صحابياً اسمه (ضمام بن ثعلبة ) جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو وافد قومه ، فسمع منه حديثاً واحداً ، وقال : أنا وافدُ قومي إليك ، فهل تأذن لي بأن أذهب إلى قومي بما سمعته منك، قال : نعم ، فذهب هذا الصحابي الجليل ، وكان وافد قومه للنبي صلى الله عليه وسلم ، فرجع ضمام إلى قومه بهذا اللقاء الوحيد ، وبهذا الحديث الوحيد ، وهو من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، وتعلمون أن الصُحبة درجة عظيمة أعظم من درجة أن يكون التلميذُ تلميذاً للشيخ.
فبحديث واحد، وبلقاء واحد، وبسماعٍ واحد يمكن أن يكون التلميذ تلميذاً لشيخه ، وأن يكون الصحابي صحابياً للنبي صلى الله عليه وسلم .
(( الشيخ علي الحلبي )) :
إضافة لما ذكره فضيلة الشيخ أكرم حفظه الله.
فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول :
من أفاد أي أحد بفائدة فهو شيخه فيها.
لكن القضية الحقيقة فيها جانب أخر وهو ما يتعلق بجانب الإخلاص ، فبعض الناس قد يقول :
شيخي فلان من باب التفاخر ، ومن باب التعاظم ، وأن يبُزَ على الأقران ، فهذا يحتاج إلى أن يراجع نفسه، ويراجع إخلاصه لربه تبارك وتعالى.
وبالمقابل هنالك أناسٌ أخرون يتكلمون بغير علم ، قد يصفون محباً لهم تتلمذ على بعض الشيوخ في مجالس معدودة ، فيقولون :
هذا هو التلميذ الوحيد، وآخر مكث سنوات وسنوات، بل لو قلت عشرات السنوات ولكنه ليس على هواهم فيقولون هذا ليس تلميذاً للشيخ.
أنا أقول هؤلاء سقط معهم الخطاب، القضية علمية، والقضية ذكرت في باب أداب الحديث في كتب أهل الحديث، كما تقدم في حديث ضمام بن ثعلبة، وإن كان موضوع شرف الصحبة باب أخر غير باب عموم التلمذة والمشيخة.
والله تعالى أعلى وأعلم
(( الشيخ مشهور بن حسن )) :
زيادة على ما تفضل به الشيخان حفظهما الله.
سئل شيخ الإسلام هل يجوز أن يقال للصحابي شيخي؟
فقال: لا حرج.
نحن نقول للصحابي شيخي فلان إن تعلمت فقهه.
فقال : لا حرج.
بل ربما يكون الشيخ هو السائل.
ألم يقل النبي عن جبريل أنه أتاكم يعلمكم أمر دينكم.
هذا شيخكم جبريل جاءكم يعلمكم أمر دينكم.
ماذا عمل جبريل ؟
سألَ سؤال ولم يعمل شيء .
فموضوع المشيخة أمر واسع شريطة أن لا تتشبع بما لم تعطى ، ما توهم الناس والمستمعين أنك تتشبع بما لم تعطى، فإذا هذا التشبع بما لم تعطى زال ، فالأمر فيه سعة ، وبعض الناس لما يمدح شيخه يسوق المدح مساق مدحه لنفسه ، لذا كانوا قديماً يقولون:
من مدحَ شيخه فقد مدحَ نفسه.
فهذه الملاحظ تحتاج إلى حسن نية ، وتدقيق في أن الله يراقب، وأن الله يعلم السر وأخفى ، ويعلم الباعث الذي من أجله قلت فلان شيخي، أو خلاف ذلك.
لا يلزم من الشيخ أن يدرس من كتاب.
بعض الناس يقول لك الشيخ الألباني ما درسَّ كتبا.
من قال أن الشيخ رحمه الله يلزم كتاب
أبو حنيفة درس تلاميذه من أي كتب؟
أبو حنيفة في طريقة تدريسه من يقرأ مناقبه ما كان إلا سؤالا وجوابا، يسأل ثم يجيب ، يقنعهم أن الجواب خطأ ثم يقنعهم أن الجواب صواب، ويقنعهم أن الجواب خطأ، وهكذا.
أشبه طريقة من طرق الإمام أبي حنيفة في تعليم الطلبة الطريقة التي كان يسلكها شيخنا الألباني رحمه الله ( السؤال والجواب ).
وطريقة السؤال والجواب إذا كان هناك ضبط وأقوال ومناقشات تقوي القريحة -الملكة-
فلا يلزم حتى يقال أن فلانا شيخي أن تقرأ عليه كتاب.
وهذه حقيقة فتنة عظيمة حصلت في بلادنا ، وبعض المشغبين غفر الله لهم قالوا :
الشيخ الألباني ليس له تلاميذ ، الشيخ ما درس كُتباً ، وما قرأ على أحد كتب.
من الذي اشترط أن يقرأ عليه كتب؟ في بعض نسخ البخاري النبي صلى الله عليه وسلم سُمي بشيخنا، بعض الصحابة قال عن النبي صلى الله عليه وسلم شيخنا، لكن اللفظة ليست في الروايات المشهورة في صحيح البخاري.
والله تعالى أعلم .
(( الشيخ علي بن حسن الحلبي)) :
الناظر في كتب تراجم الحديث والرواة يراهم يقولون :
من شيوخه فلان وفلان ، ومن تلاميذه فلان وفلان ، وقد لا يروي عنه إلا حديثاً واحداً ، وهذا معدود من شيوخهذ، وهذا معدود من تلاميذه.
(( الشيخ مشهور بن حسن )):
ويقولون:
شيخ بالإجازة وشيخ بالرواية ، وهو ما رأى الشيخ أصلاً ، والشيخ أجازه ، فيقولون فلان شيخ بالإجازة وفلان شيخ بالسماع، طبعا شيخ السماع مع الإجازة هو أعلى درجة ثم السماع بدون إجازة ثم شيخ بالإجازة .
لا يلزم أبداً أن يرى التلميذ شيخه ، يعني لو جاءته الإجازة فقط ، فيروي عنه بالإجازة ، والرواية بالإجازة من الطرق المتبعة عند المحدثين.
فالتضييق والتحجير في الأمر واسع فيه ما فيه.
السؤال الثالث :
هل تُعدّ كثرة الأسئلة من طالب العلم صفة ذميمة؟
الجواب:
والله الشيخ إذا رآك تكثر السؤال من باب التعنت فهذه صفة ذميمة.
الصفة الذميمة أن تسأل سؤال غير عمليّ.
فقد كانوا يكرهون الخوض في مسائل ما وقعت، وكانوا يكرهون الخوض في مسائل لتحمير الوجوه وتصفيرها وإحراج السائل، ومسائل ليس لها ثمرة، ولا ينبني عليها عمل ، مسائل أشبه ما تكون بالخيال، أو أشبه ما تكون بالفلسلفة.
شخص أتى للشعبي فقال له :
ما اسم زوجة إبليس؟
فقال( وكان فيه دعابة) رحمه الله : ذاك عُرس لم أشهده.
ما هي الفائدة من معرفة اسم امرأة إبليس.
فالسؤال الذي تحتاج اليه اسأل عنه. الصحابة ما كانوا يكثرون من سؤال النبي صلى الله عليه وسلّم .