الجواب :
مصطلحات العلماء هذه تحتاج لقراءة كتب ، تحتاج إلى تدريس كتب ، ولا يستطيع أحد أن يسردها أو أن يحصرها ، فهي تتفاوت حسب العلوم ، تتفاوت حسب الأعلام ، وكلٌّ له منهجه.
ومن اتسعت معرفته فهم منهج العلماء ، يعني مثلاً الآن
خطر في بالي الخطيب البغدادي في “تاريخ بغداد” ، خلافا لمنهج سائر العلماء ، القول المعتمد عنده هو القول الأخير في الرواة ، فيذكر أقوال الناس ، ويذكر آخر قول، وآخر قول هو المعتمد.
فلكل عالم منهج ، وينبغي قبل أن تقرأ أي كتاب أن تقرأ مقدمته ، فإن لم تكن له مقدمة ؛ تقرأ من عَـرَّف به ، وأن تكون ذا إلمام بمنهجه ، حتى تُـحسِنَ فَـهمَ كلامه على مراده وليس على مرادك ، فقراءة مناهج العلماء من الأمور الجيدة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« ومن يَـستعفِف ؛ يُـعِفَّهُ الله ».
من يستعف ويمسك عن السؤال ؛ يرزقه الله عز وجل العفة ويجاوزه ويجازيه سبحانه وتعالى على استعفافه بصيانة وجهه وتركه لسؤال الخلق.
من يستعِـف ، من يصبر ، من يستعف ، من يطلب من نفسه العفة عن السؤال أو من يكف نفسه عن سؤال الحرام ؛ فهذا الله عز وجل هو الذي يتكفل بعطائه.
ومن يستغني بالله عما سواه ؛ يغنه الله ، يعطيه سبحانه وتعالى ما يجعله مستغنياً عن الناس ، وعن سؤال الناس ، ومن يصبر ، من يعالج نفسه بالصبر على ضيق العيش وغيره من مكاره الدنيا ، ويعالج نفسه على ترك الحرام ، ويعالج نفسه ويصبرها على فعل الواجب ؛ فالله جل في علاه سبحانه وتعالى يصبره على هذا الأمر.
قال الله :
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}
[البقرة : 257]
الله وليك ، فإن كان الله وليك وجاهدتَ نفسك ؛ فالله يخرجك مما تكره إلى ما يحب.
وإذا كانت في الدنيا ، وأحببت الدنيا وعطائها ؛ فالله يخرجك مما هو يكرهه إلى ما يحب.
فالله جل في علاه إن أعطاك لِـحكمة ، وإن منع عنك لِـحكمة ، فكم من فقير أحسن من غني ، كم من فقراء أحسن من جيوش من الأغنياء.
فاصبر على ما قدره الله لك ، اصبر على نفسك ، اصبر سواء فعلتَ طاعة أو الصبر على محارم الله سبحانه وتعالى.
ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا قاعدة جليلة عزيزة ، أسأل الله جل في علاه أن يكون لنا النصيب الأوفر والأتم والكامل من هذه القاعدة ، قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:
«ما أُعطِـي».
صيغة الفعل المبني للمجهول ، ما أعطي أحدٌ -نكرة في سياق نفي- ، والنكرة في سياق النفي للعموم ، كل الخلق ، لو أنك فحصت وصبرت.
أحسن شيء أعطيه الناس الصبر.
قال صلى الله عليه وسلم :
«وما أعطي أحدٌ من عطاء خير وأوسع من الصبر».
أحسن عطاء وأوسع عطاء من الله عز وجل للإنسان إنما هو الصبر ، وهذا يفيد العموم.
«أحد من عطاء خير» ، هذه خير إعرابها خبر لمبتدأ محذوف ، والمبتدأ المحذوف هو خير ، عند النسائي هو خير.
مسلم قال :
خير دون هو ، وهو مقدَّر ، وعند البخاري ، لفظ البخاري وما أعطي أحد عطاء خيراً.
فتكون خيراً صفة لـ عطاء ، بالنصب.
عطاء خيراً من الصبر ، فمقام الصبر أعلى المقامات ، لأنه جامع لجميع الأخلاق الحسنة ، وهو نصف الإيمان ، والصبر أصناف ، وأعلى أصناف الصبر ، وأجمل أنواع الصبر أن تصبر على طاعة الله ، ثم أن تصبر على ترك المعصية ، ثم أن تصبر على ما يلاقيك من قضاء الله وقدره.
وقال العلماء:
الصبر على فعل المأمور أحب إلى الله تعالى من الصبر على ترك المكروه.
أن تصبر على فعل المأمور ، تصبر على الطاعات التي يحبها الله ويرضاها ، وتذكر القاعدة إن صـبَّرتَ نفسك على أي طاعة من الطاعات ، قد تسهر سهراً طويلاً ، تصلي الفجر ، فالنفس تقول لك :
نم بعد الفجر ، تقول لا أصبر.
من يتصبر يصبره الله ، أي أمر عَـسِر إن أخلصتَ في نيتك وفعلته بإخلاص ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال :
يصبرك الله.
هذه قاعدة من قواعد السلوك عند المؤمن ، إن نفسه مالت إلى الترداد والضعف والخور بأن تترك واجب ، أو أن تترك سنة هو عليها أو أن تفعل محذوراً ، فيصبر ، فإن صبر ؛ فالنبي ﷺ يقول :
يصبرك الله.
ومن يتصبر يصبره الله ، هذه قاعدة عامة.
الصبر :
هو شيء جامع لكل ما يحب الله سبحانه وتعالى.
المصدر :
شرح صحيح مسلم (كتاب الزكاة : باب فضل التعفف والصبر) || جـ1 الشيخ مشهور بن حسن .✍️✍️
قال الشيخ مشهور حسن حفظه الله:
من أسباب الغنى أن لا تسأل أحداً شيئاً ، هذا سبب خفي ، وهذا سبب راجع إلى قدرة الله في الرزق.
من أسباب الغنى :
أن تستغني بالله ، وأن تصبر على ما نزل بك.
تخيل أبو سعيد وضع حجر ، وذهب للنبي دَزاً من زوجه أو من أمه ، وما ذهب وما سأله ﷺ شيئاً.
وفي رواية أيضاً عند أبي يعلى قال :
عن أبي سعيد الخدري قال: أصابه مرة جهد شديد، فقال لي بعض أهلي: لو سألت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فانطلقت مُحنقاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أول ما واجهني به من قوله أنه قال: «من استعف أعفه الله، ومن استغنى أغناه الله، ومن سألنا لم ندخر عنه شيئا وجدناه»، قال: فرجعت إلى نفسي أخير إليها: ألا أستعف فيعفني الله؟ ألا أستغني فيغنيني الله؟ قال: فما مشيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أسأله شيئا من فاقة حتى أقبلت علينا الدنيا، فغرقتنا إلا ما عصم الله.
غرقتنا لما استعفيت عن السؤال ، الذي يسأل يبقى فقيراً ، ومن من آفة لآفة ، ومن فقر إلى فقر.
أَنزِل مصيبتك بالله ، واستعِف ، واستغن بالله واسأل ربك عز وجل الغنى ، فالنبي ﷺ في هذا الحديث تكفل لك أن يغنيك الله عز وجل.
توجه إلى الله بالسؤال واترك سؤال الخلق.
المصدر :
شرح صحيح مسلم (كتاب الزكاة : باب فضل التعفف والصبر) || جـ1 الشيخ مشهور بن حسن
السؤال:
قلت في الدرس التدليس ليس عيبأ في الرواية وإنما هو عيب في الراوي. والصواب أن أقول التدليس عيب في الرواية وليس عيبا في الراوي.
الجواب:
التدليس ليس عيبا في الراوي فالتدليس عيب في الرواية ولكن هذا العيب لا يلحق الراوي. فالرواة الذين دلسوا ليس ولا سيما إن كان التدليس ليس في مجالس الإملاء وإنما يكون في امتحان معرفة الطالب وهل يعرف الرواة أم لا يعرف الرواة.
الإمام الذهبي يقول لما زرت بعض مشايخي روى لي حديثا ففيه أبو محمد الهلالي فقال لي من أبو محمد الهلالي باغتني بالسؤال. فقلت سفيان بن عيينة، ولا يذكر سفيان بن عينة بأنه أبو محمد الهلالي لايذكر بهذا.
فاحيانا يقع التدريس امتحان فهو ليس عيب في الرواية وانما التدليس عيب في الراوي.
والراوي له غرض من التدليس وتقصد التدليس بإسقاط كذاب في الإسناد الذي يسمى عند علماء الحديث تدليس التسوية هذا حرام لأنه إن اسقطت الكذاب في الرواية هذا يروج باطلا وهذا حرام.✍️✍️
السؤال:
هل تقصد أن ختم القرآن في يوم معين يدخل في البدعة؟
الجواب:
لا.. ما قلت هذا.
عند ختم القرآن الدعاء مستجاب كما ثبت عند الدارمي عن أنس كان أنس إذا ختم القرآن جمع أهله ودعى وقال إن لخاتم القرآن الكريم دعوة مستجابة.
لذا يسن لمن يختم القرآن الكريم أن يدعو أهله ومن يحب ويرفع يديه ويدعو وهم يؤمنون.
فلخاتم القرآن دعوة مستجابة والأحسن إذا كنت قد ختمت القرآن في عصر يوم الجمعة كل جمعة كما كان يقول الإمام أحمد فيجمع لك يوم الجمعة ساعة الاستجابة مع ساعة ختم القرآن.✍️✍️
السؤال :
ما أفضل نسخة ممكن تحصيلها في الأردن لكتاب صحيح مسلم شرح النووي
الجواب :
نسخة أخينا الشيخ مازن السرساوي المطبوعة عن دار المنهاج القويم نسخة جيدة قابلها على أعتق النسخ الخطية وأرسلها لي جزاه الله خيرا إحسانا منه بالظن فيَ وكتبت له مقدمة فيه أنا وثلاثة من إخواني العلماء المشايخ كتبوا مقدمات لنسخة أخينا الشيخ مازن السرساوي وقد جودها وبذل جهدا كبيرا في خدمتها.✍️✍️
السؤال:
هل التقصير في طلب العلم والدعوة يعتبر ذنبا؟
الجواب:
قطعا.
مشكلتنا نحن طلبة علم الحديث في الأردن وغيرها نبقى نسمع نبقى نسمع نبقى نسمع ولا نبلغ ولا نذكر الناس وهذا عيب، هذا التقصير حرام . وغيرنا يكون أمس في الخمارة وفي المقهى واليوم يصبح إمام المسلمين وبصير يدرس وهذا عيب ايضا.
فالأول عيب والثاني عيب. والصواب أن تأخذ وتعطي لا تنقطع عن الطلب وأعط ودرس واعرف قدر نفسك واربط الناس بالعلماء ولا تربطهم بنفسك ولا يكون لك تحزب لاسم أو جماعة وإنما همك دين الله وأن تنصر دين الله عز وجل وخذ ولا تمتنع أبدا عن قولك لا أدري.
قال محمد ابن عجلان من ترك لا أدري فقد أصيبت مقاتله. إن صرت شيخ ولا تقول لا أدري فهذه مصيبة لذا بعض أهل العلم قال لا أدري نصف العلم.
قال آخر قال أما أنا فلا أدري لماذا لا أدري نصف العلم ، قال العلماء العلم قسمان شيء تعرفه وشيء تجهله فإن سئلت عن شيء فتقول لا أدري فإن قلت لا أدري فهذا نصيب مما لا تعلم ولا يلزم من نصيب الذي تعلم والنصيب الذي لا تعلم لا يلزم منه المساواة.✍️✍️
الجواب:
قلت لا.
قلت زرت قبر البخاري ولم أشد الرحل إليه.
كانت رحلة إلى أوزبكستان وأكرمنا ربنا بزيارة ترمذ وطاشقند المسماة قديما الشاش.
إذا رأيت الشاشي هو طاشقدني، وكذلك بخارى وللأسف ما وصلت الى كش أو كس المنسوب اليها عبدي بن حميد الكشي أو الكسي والتقيت مع رجل من كش في مكتبة في بخارى في جامعة بخارى فسألته عن كش قال تبعد عن هذا المكان أقل من مائة كيلو.
ومسلم زار عبد بن حميد الكشي وجلس في بيته وألف كتابه الطبقات -يسر الله لي ان حققته- واعتمدت على نسخة معتمدة قابلها الناسخ ابن المقير على أربع نسخ وفي بعض النسخ بيان أن مسلما ألف كتابه الطبقات في بيت أبي محمد عبد بن حميد وكان عبد بن حميد قد ترك ولده محمد ليتتلملذ على مسلم.
فشد الرحل لا يجوز وإنما يشد الرحل إلى المساجد الثلاثة فقط.
“لا تشد الرحال إلا إلى مسجدي هذا وبيت الله الحرام والمسجد الأقصى” .
وفي رواية واضحة جلية ترد على كل من يرد هذا الحديث وهي ثابتة في مسند الإمام أحمد وفيها قوله صلى الله عليه وسلم” لا تعمل المطيي إلا لثلاثة وذكر المساجد الثلاثة”.
وتعمل المطيي يعني تركب المطي هو المراد بشد الرحال.✍️✍️
السؤال : اذا نسي الإمام في صلاة التراويح وصلى أربع ركعات متصلات بدلا من ركعتين .
الجواب : قام للثالثة ظنا منه أنها الثانية فسبح به ليأتي برابعة، فصورة الصلاة من نوى باثنتين فأتى بأربع. هو نوى باثنتين والصلاة التي أتمها صلاها أربع ركعات.
صلاة الأربع ركعات حمل غير واحد من العلماء ومنهم الشيخ الألباني رحمه الله قول عائشة رضي الله تعالى عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. فقال هو وغيره أنه يجوز أن يصلي الإنسان أربع ركعات متصلات سواء بتشهد واحد أو بتشهدين.
فلو أننا حملنا الصلاة بصورة الصلاة التي فعلناها ويكون ما نوى الأربع ركعات المتصلات فسنكون قد زدنا. والزيادة تكون في التشهد على رأس الثالثة ، فلو جعلنا الأربع ركعات المتصلات هي الميزان وعرضنا هذا الميزان على ما حصل معنا في صلاتنا اليوم فنكون قد زدنا ، والزيادة في التشهد على رأس الثالثة والاصل إن كان السهو من أجل زيادة أن يكون بعد السلام لا قبله.
طيب، فعل الصلاة ركعتين ثم قمت للثالثة لا حرج أن تأتي بالرابعة فأنت انتقلت من صورة لصورة والانتقال من صورة إلى صورة مالم تكن الصورة المنقول عنها هي أدنى من الصورة الأولى فالأمر فيه سعة.
رجل نوى ركعة للوتر، فنشط وهو يصلي في الأولى فقام فأتى بثلاث فلا حرج في ذلك، لكن لو نوى بثلاث ليس له أن يأتي بركعة والدليل ما ثبت عند أحمد في المسند أن رجلا جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له إني نويت أن أعتكف في المسجد الأقصى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في مسجدي هذا فمن اعتكف في مسجده صلى الله عليه وسلم فنال أجر من اعتكف في المسجد الاقصى وزيادة.
ولذا فرَع العلماء وقالوا لو أن رجلاً نوى أن يعتكف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أو نوى أن يعتكف في بيت الله الحرام في بيت الله العتيق، فليس له ان يعتكف في الأقصى ومن نوى أن يعتكف في البيت العتيق ليس له يعتكف في المسجد النبوي ، لكن من نوى أن يعتكف في المسجد النبوي فاعتكف في بيت الله العتيق أجزء ذلك عنه. ولذا ان شاء الله تعالى صلاتنا صحيحة والمسألة فيها خلاف.
فمنهم من جمد على ظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى) فزادوا توجيه للمسألة بقول النبي صلى الله عليه وسلم (وإنما لكل امرء ما نوى)، فقالوا أنت نويت ركعتين وأنت صليت أربعة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال (وإنما لكل امرئ ما نوى)، والنية كانت اثنتين وهؤلاء لا يجوزون تغيير النية ، وتغيير النية كلما طالت العبادة ضعف تعلق النية بها، وهذه قاعدة معروفة، العبادة لما تطول فكلما طالت العبادة أصبحت النية ضعيفة في تعلقها بالعبادة التي تكون لها.
فمن المجمع عليه عند العلماء أن من حج حجا فاسدا، أتى أهله ولم يتحلل من الإحرام ليس من التحلل الأول، بطل حجه. ومع بطلان حجه الواجب عليه إتمام الحج.
واتمامه لحجه تقلب عمرة وهذه عبادة فعلت بعد الجماع مع الأهل والعمرة ما نواها أصلا وهذا أمر مجمع عليه، من بطل حجه فالواجب عليه أن يتمم حجه الباطل.
الجواب:
معاوية بن الحكم السلمي ، قال: فقلت للذي بجانبي: يرحمك الله.
عطس فقال: له يرحمك الله.
قال: فرأيت من حولي يسكتني ، يعني يشيرون إلي أن هذا خطا فلما فرغت من الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من عمل ابن آدم).
وقالوا الإنسان لماذا سمي إنسان؟
فيها ثلاث أقوال، ومن بينها كثرة اللسان، كثرة الكلام.
الخلاصة:
هذا الحديث أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من عمل ابن آدم، فإن دخل فيها لا يجوز الكلام وهو واضح في المسألة لأن سبب إيراد النبي صلى الله عليه وسلم للحديث هو كلام معاوية بن الحكم وكلامه في التشميت للعاطس فأول ما ينصب الذهن إلى المنع من الكلام، وكذلك المنع من الطعام، وكذلك المنع من الشراب ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في المتفق عليه قال الصلاة (تحريمها التكبير وتحليلها التسليم).
فإذا كبرت حرم عليك كل شيء ، بتكبيرك للصلاة يحرم عليك كل شيء غير الصلاة ؛ فالصلاة أقوال وأفعال مخصوصة متتالية مبتدئة بالتكبير منتهية بالتسليم.
هل هذا يشمل كل شيء في الصلاة؟
الظاهر هذا إلا ما وقع منه الاستثناء.
ما هو المستثنى؟
المستثنى درجات والكلام في المستثنى طويل فمثلا الأوزاعي إمام أهل بيروت – رحم الله بيروت – كانت حصنا للمسلمين وكان لها فقه وفقه أهل الشام له ذوق ، أهل الشام غير أهل نجد وغير أهل مكة والمدينة ،
فكان من انفرادات الأوزاعي، عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي قال: يجوز لك أن تتكلم لصالح الصلاة ، قال إمام قام لخامسة تقول له خامسة …خامسة ، قال هذا الكلام جائز لصالح الصلاة ولكن عموم الحديث الظاهر أنه يشمله بالمنع.
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يصلح منها شيء) ، قال الأوزاعي : لا الذي يصلحها مستثنى، فهو نظر للمعنى الذي قال (لا يصلح منها شيء) قال لا هذا الكلام يصلحها ولذا الإمام الأوزاعي يقول الكلام الذي يترتب عليه إصلاح الصلاة لا حرج فيه وهذا من الانفرادات، ما قال به غيره والأوزاعي مات مذهبه وتلاميذه ماتوا مبكرين وليس له مذهب.
الأهم من هذا كله وهو سبب سؤال الأخ فيما يبدو لي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يقوم الليل في الحديث الصحيح كان لا يمر بآية فيها رحمة إلا وسأل، ولا يمر بآية فيها عذاب إلا استعاذ.
الإمام يمر بآية فيها ذكر الجنة وذكر الرحمة رحمة الله واسعة، فالإمام يقول اللهم اني أسألك رحمتك، تمر آية فيها نار فيها عذاب يقول اللهم إني أعوذ بك من النار ، هذا الكلام من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو من السنن المهجورة، فيسن للإمام وللمأموم، وهذا ليست في الفرائض، هذا في النوافل، لأنه الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل إذا مرت به آية رحمة سأل، وإذا مرت به آية عذاب استعاذ، فهذا مستثنى.
أثر عن بعض الصحابة كجابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه، – وإياكم ان تفعلوها- لكن هذا ثابت عن جابر كان يصلي صلاة القيام فيطيل في القيام وكان بجانبه كوب ماء ولما يطيل ويقرأ ويحتاج للماء يشرب ويبقى يتم، فهذا الذي يشرب فعله جابر الظاهر أنه فعله لحاجة، أو فعله اجتهادا، أو فعله الحاقا بموضوع الكلام الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم ، عبدالله بن الزبير ولا جابر؟
عبد الله بن الزبير وجابر أيضا. لكن ما أعرف أن عبد الله بن زبير أو أنا واهم ، ما هو المصدر؟ المصدر ابن الزبير، كتب الحديث، الأوسط لابن المنذر.
فالشاهد :
الشراب والطعام داخل في قوله صلى الله عليه وسلم “صلاة لا يصلح فيها شيء”.
إن ثبت عن واحد من الصحابة أو اثنين فالجماهير على خلافهم سلفا وخلفا.
فلا نأكل ولا نشرب في صلاة القيام ومن باب أولى في صلاة الفرض.
أما السؤال لله جل في علاه الرحمة والجنة والاستعاذة بالله من سخطه في قيام رمضان وفي قيام الليل فهذا أمر مسنون وهو سنة مهجورة، وهو يعين على التدبر ، بعض الناس لما الإمام يقرأ ويطيل القراءة لعله يشت فلما فجأة يسمع يقول الإمام اللهم إني أسألك الجنة اللهم إني أعوذ بك من النار ينتبه، ولعله في قابل يصير يرقب الآيات التي فيها الرحمة والتي فيها العذاب فكيفما كان هي سنة مهجورة، ويسن فعلها، لكن لا يجوز إلحاق الفرائض بالنوافل والله تعالى اعلم.
سؤال:
شيخنا هل يجوز ان يفعل ذلك المأموم دون الإمام ؟
الجواب:
كذلك، والأحسن أن يبدأ الإمام وأن يكون المأموم تبعا للإمام.✍️✍️