السؤال:
أنا على معصية، وقائم على فعل هذه المعصية، ولا أستطيع أن أبتعد عنها، فبماذا تنصحوني ؟
الجواب:
أما قولك لا أستطيع أن أبتعد عنها، فأنت مخطئ.
تب إلى الله عز وجل من هذه المعصية.
من تاب من معصية ثم عاد إليها ما هو الواجب عليه؟
أن يعود فيتوب، فإن عاد فالمطلوب منه أن يعود ويتوب، وأن تكون التوبة توبة نصوحا، والتوبة النصوح ألا تكون شهوة في القلب تتعلق بفعل المعصية.
التوبة النصوح أن تنزع شهوة هذه المعصية من قلبك، وأن تستقيم على أمر ربك سبحانه وتعالى.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
والد اعطى اثنين من أولاده مبلغ أربعة عشر ألف دينار دون الآخرين فمات الوالد ، السؤال ماذا لهم ؟
وماذا عليهم مع باقي الورثة ؟
الجواب:
أب خصّٙ ولدين من أولاده بمبلغ كل واحد أربعة عشر ألف.
لو سألنا هذا الوالد لماذا أعطيتهم ؟
قال : هم فقراء.
إذا استأذن.
أو قال: أحبهما.
جاء النعمان بن بشير وثبت ذلك في الصحيحين، وقد نَحَل – أي أعطى نِحلة هدية – وقد نَحَل احدى ولديه إحدى ورثته نِحلة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألا تحب أن يكونوا لك في البر سواء؟ قال: بلى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لا أشهد على جور، هذا ظلم لا أشهد عليه ، فمن الظلم أن يخص الوالد ولده.
اذا كان الولد عاصٍ فألّف قلبه وادعُ له وأعطه ألّف قلبه ما دام ولدك فلعل مآل أمره أن تنتفع به بعد وفاتك ، أن تنتفع به أكثر من غيره فما تدري، مآلات الناس وخواتيم أعمالهم لا نعرفها ، فإن الواجب عليك أن تعدل مع الأولاد .
الولد بار بأبيه
الجواب: أبي أعطاني أربعة عشر ألف دون إخواني ، أرفع الظلم عنه من باب بِرِّي أنا لأبي أن أوزع الذي أخذته على إخواني وأخواتي بالميراث الشرعي بعد الوفاة ، وإن كان في العطية في الحياة وهي كذلك لا تكون العطية إلا في الحياة أعطيهم وليس واجبًا عليك ،لكن من باب البرّٙ أن أعطيهم .
فقد ذكر أهل العلم أن الحرام لا يتعدى إلى ذمتين ، الحرام يكون في ذمة واحدة ،
بريرة رضي الله عنها وثبت ذلك في صحيح البخاري كانت أَمَةً لعائشة رضي الله عنها وكان الناس يتصدقون عليها -أَمَةً فقيرة – فكانت تأخذ من الناس الصدقة وكانت ُتحب النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانت تُهدي للنبي صلى الله عليه وسلم هدية ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول “هو عليها صدقة ولنا هدية “،
المال الحرام لا يتعدى ذمتين ، فهي ملكته ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم “هو عليها صدقة ولنا هدية “،
فمثلا رجل والده يعمل في حرام ولا تُنازع هذا المال في حرام ذمة ، فالولد يأخذ هذا المال ميراثًا شرعيًا صحيحا والإثم على من ؟ على الوالد ، الناس يتحاطمون في هذه الحياة الدنيا ويجمعون بالحلال والحرام ويتركون المال لغيرهم ، سبحان الله! عجيب! والعجيب من الذنب ، أعجب شيء في الذنب ، أن الذنب يجر ذنبا أكبر منه ، كما كان يقول بعض تابعي الكوفة إني لأترك المعصية خوفًا من أختها التي هي أكبر منها ، وإني لأعمل الطاعة طمعًا في أختها التي هي أكبر منها ، فيعمل طاعة ويطمع في طاعة أُخرى وهكذا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
من هم أهل الفترة الذين يُختبرون يوم القيامة ؟
الجواب:
ابن القيم له كتاب بديع اسمه طريق الهجرتين ، ورتب المكلّفين على طبقات وجعل آخر طبقة من طبقات المكلفين طبقة الذين يمتحنون يوم القيامة.
طبقة الذين يمتحنون يوم القيامة أقواما ما أدركوا الأنبياء وما قامت عليهم الحجة أو واحد في عصرنا يعيش في مكان نائي ولا يستطيع أن يتواصل اليوم مع وسائل التواصل ، فهل هذا موجود هذا أم غير موجود ؟ موجود.
لو ذهبت إلى بعض جزر إندونيسيا ، وإندونيسيا فيها أربعة عشر ألف جزيرة ، بعض الجزر الناس فيها متخلفون ، بذل جهده ووسعه وقدم كل وسعه ليَعلم الحق فلم يَعلمه ، هذا أمره إلى الله هذا من أهل الفترة ، من أدرك الإسلام على ِكبر ، بُعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو على كِبر ، ولم تبلغه دعوة التوحيد دعوة إبراهيم عليه السلام هذا من أهل الفترة .
الأصم، الأبكم لا يسمع ولا يتكلم هذا من أهل الفترة ، المجنون من أهل الفترة ، المعتوه (عاقل لكن الغالب عليه السذاجة والعته والضياع) هذا من أهل الفترة ، أولاد المشركين من أهل الفترة.
هؤلاء جميعا تُشَعّل لهم النيران يوم القيامة ويؤمرون باقتحامها فإن اقتحموها دخلوا الجنة وإن أبوا دخلوا النار ، يسَمُوا اليوم امتحان شامل يظهر الصادق من المبطل ، وهذا كان امتحان الدجال نسأل الله العافية ، في الحديث الصحيح الدجال معه ماء ونار ، وناره ماء وماؤه نار ، ومعه جبال من الخبز.
من الذي يسوق الدجال؟
المجاعات.
فالناس يموتون جوعا.
من علامة الدجال مضي الزمن ، الدجال يغري اتباعه أن يكونوا معه ويعطيهم خبزا يطعمهم خبزا معه جبال من الخبز ، فهذه أشياء لها ظاهر ولها باطن والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن باطنها ، والعاقل من ينشرح صدره لخبر نبيه صلى الله عليه وسلم.
هؤلاء هم أهل الفترة .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م
الجواب:
من قال لا إله إلا الله دخل الجنة.
من كان اخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة.
أما الحديث هكذا بهذا اللفظ “لا إله إلا الله مفتاح الجنة” حديث أخرجه البزار وإسناده ضعيف وفيه شهر بن حوشب.
وثبت عند البخاري تعليقاً عن وهب بن منبه قال: لا إله إلا الله مفتاح الجنة، هذا من قول وهب بن منبه.
ثم قال: المفتاح ليس مفتاح إلا إذا كان له أسنان، فان جئت بعمل فقد فُتح لك، وإن جئت بمفتاح ليس له أسنان فلا يُفتح لك.
مفتاح يفتح وتكون له أسنان، ما هي أسنان المفتاح هنا؟ العمل.
فإذا جئت بمفتاح له أسنان معه العمل الصالح، فُتِحَ لك. وإذا جئت بمفتاح بلا أسنان، لا يُفتح لك.
فلا إله إلا الله كلمة أثقل من السماوات والأرض ولها واجبات، ومن أهم واجباتها العمل الصالح، أن تقول لا إله إلا الله وأن تشفع ذلك بالعمل.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال الثاني:
هل مات النبي صلى الله عليه وسلم مسموماً ؟
الجواب:
نعم ، لم يمت مقتولاً ، مات مسموماً. وسمته امرأة يهودية ، وجعلت السم في ذراع الشاة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب اللحم ، ويحب من اللحم الذراع ، حتى اليهود يعرفون هذا ، فوضعت له السم في المكان الذي إن وضعت الشاة بين بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أخذه.
فمات على إثر هذا السم ، كما ثبت في الصحيح.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م
السّائل:
أحسن الله إليكم، كُتُبُكم الّتي خرجت -في مثل ما تفضلتم- السّلسلة الصّحيحة واختصارها، كذلك السّنن، هناك طبعة أولى وطبعة ثانية، ما الفرق بين الأولى والثّانية؟
الجواب:
أمّا كُتب السّنن الأربعة، فالفكرة فكرة مكتب دول الخليج.
جاء مندوب منها، وتكلّم مع الشّيخ الألباني، وعَمَلُ الشّيخ -رحمه الله- على السُّنن أغضب أقوامًا، وسمعنا أقوامًا يقولون:
ما سُبِق الشّيخ الألباني -رحمه الله- في تمييز كتب السُّنن إلى صحيح وضعيف!
وقال بعضهم: هذا عملٌ مبتدع، هذا العمل يخالف منهج أهل السّنن (أصحاب السنن) وهذا منهج مبتدع!
طبعًا -من نافلة القول- قبل أن أرجع للجواب على السّؤال، تاريخ العلوم بابٌ مُغفل ومهم.
الآن كثير خرج إلى السّاحة، وقالوا:
لا بدّ أن نتبع منهج المتقدّمين دون منهج المتأخرين، وأشغلتنا هذه المسألة.
والله مرّة اتصل بي أخ من الرياض يسألني عن المسألة، وكنت في ورطة؛ عندي حديث، وأشتغل فيه، شيء بين يدي -يعني: مشغلة-، تأخذ الظّاهر والباطن، ويأخذك بكُلك -وكلكلك-، فقلت له: اتصل بي بعد العشاء، رنّ الهاتف وتذكرت، قلت: يا الله، ثمّ فتحت الهاتف، ثمّ الله -عزّ وجلّ- فتح عليَّ بشيء، ما كان في بالي ولا زوّرت في نفسي شيئًا في جواب سؤالي، قلت له: يا أخانا، الأهم من علم الحديث علم التّوحيد، لا نريد أن نأخذ كتب الشّيخ محمّد بن عبدالوهاب، لا نريد أن نأخذ منهج المتأخرين في التّوحيد.
قال: لا.
قلت: لماذا؟
العلوم كلها فيها متقدّم ومتأخّر، علوم القرآن فيها متقدّم ومتأخّر، علوم التّفسير فيها متقدّم ومتأخّر، وعلوم الحديث فيها متقدّم ومتأخّر، وعلم التّوحيد فيه متقدّم ومتأخّر.
لماذا في علم الحديث نأخذ علم المتقدمين ولا نأخذ علم المتأخرين؟!
لذا هذا يحتاج إلى دراسة تاريخ العلوم، كيف بدأت العلوم وكيف انتهت.
النّاس في العصر الأول ليسوا كالنّاس في هذا العصر.
قالوا في يوم من الأيام -قديمًا- وذكر هذا الخطيب البغدادي وغيره… قال: (من أسند فقد أحال).
أنا أقول لك: حدثنا فلان عن فلان عن فلان -وواحد منهم كذّاب- قال -صلّى الله عليه وسلّم-، في هذه الحالة أنا بَرِئتْ ذمّتي؛
لماذا؟
النّاس ليس عندهم تلفزيونات، فحديث النّاس في مجالسهم الخاصّة -قبل العامّة- حول الدّين، من يكذب على النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من الأئمّة؟!
فالكذّاب الكلّ يعرفه، فحين أقول له: حدثني فلان عن فلان؛ يقول لك: هذا كذّاب، العامّيّون يعرفون الكذّابين، الكذّابون والدّجالون معروفون.
“من أسند فقد أحال”.
واحد -الآن- في هذا الزّمن يقول: من أسند فقد أحال.
نقول هذا غير صحيح.
من أسند ما أحال.
كم واحد إذا أسمعته سندًا في “صحيح البخاري” أو “صحيح مسلم” أو سند فيه كذّاب، كم واحد يستطيع أن يميّز بين هذا وهذا؟
فتاريخ العلوم مهمّ جدًا.
حينَ نفسر أقوال العلماء ونفهمها على وجهها، أمرٌ مهمّ.
قديمًا النّاس تعرف “سنن أبي داود” ومنهجه، تعرف أن سنن أبي داود كتاب أحكام، وكتابٌ بوّب على الشّيء، وبوّب على نقيضه، وأورد أحسن ما يمكن في الباب.
فإذا كنت أنت طالب علم وقرأت باب نقض الوضوء من القهقهة (باب القهقهة تنقض الوضوء) وقرأت إسنادًا عند أبي داود ولم يثبت، فأبو داود شرطُه أن يضع لك أرجى ما في الباب، أصح ما ورد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم في الباب يضعه، فإذا هذا ما صح، من باب أولى غيره لا يصح.
فجزى الله خيرًا أبا داود؛ جزاءً عظيمًا على الأحاديث الضّعيفة الّتي وضعها في سننه، لو أن أبا داود ما عمل هذا؛ أتعب النّاس بعده تعبًا لا يوجد بعده تعب، كلّ باب تحتاح أن تجمع فيه كلّ الأحاديث، فهو يقول لك: لا، أنا أضع لك أحسن حديث، ابحث، ابحث. وإذا أردت أن تبحث عن كلّ باب، وتذكر أحسن حديث تحت الباب، هذا يحتاج منك لأشهر في الباب الواحد، فأبو داوود أراحك، أراحك بماذا؟
بوضعه للأحاديث الضّعيفة في تبويبه تحت الباب.
وأنا دائمًا أقول لإخواني: لو رأيت أبا داوود؛ سأُقَبِّلُهُ بين عينيه، وأقول له: هذه قُبلة للأحاديث الضّعيفة الّتي دونتها في كتابك.
الآن النّاس لا يتعاملون مع “سنن أبي داود” كما تعامل معه السّابقون.
سنن أبي داود -الآن- يحتاج إلى خدمة، “ضعيف أبي داوود”، و”صحيح أبي داود”، و”ضعيف التّرمذي” ….. بحاجة إلى الخدمة.
هل هذا عمل مبتدع؟
مبتدع لغةً، كما قال عمر: (نِعمَ البدعة هذه)، أمّا مبتدع شرعًا فليس له وجه بهذا الكلام.
وجدت عبارة بديعة وجميلة وفرحت بها، ذكرها العزّ بن عبد السّلام في كتابه “قواعد الأحكام”، -وهو متقدّم- لكنّ النّاس في زمنه ليسوا في زمن عصر الرّواية -يعني: غاب عنهم منهج أبي داود- يقول:
( يجب على العلماء في هذا الزّمان فصل كُتب السّنن إلى صحيح وضعيف).
العزّ يقول هذا!
العزّ ما عمله؟ العزّ ليس محدّثًا.
والحديث في الفترة الأخيرة، خُذ زمن العثمانيين وانزِل، تجد أنَّ علم الحديث تدهور وأصبح ضعيفًا جدًّا.
أنا سمعت الشّيخ/ عبد الفتاح أبو غُدّة يقول:
كان الخطيب في حلب حين يصعد المنبر يذكر حديثًا، وأحيانًا يكون الحديث طويلًا يقرأ حديثًا من صفحتين وثلاثة وأربعة، وحين يريد أن يُدلِّل أنَّ الحديث الّذي يُسمِعُهُ لمن يسمع خُطبة الجمعة من المصلين، إذا أراد أن يشدّ أزره بأنَّ الحديث له سند، فبعدَ أن يقرأ حديثًا من أربع أو خمس ورقات، يقول الخطيب: أخرجه ابن الجوزي في “الموضوعات”.
طبعًا النّاس غير فاهمين ما “الموضوعات”.
طالب العلم حين يسمعها؛ يقول: هذا الحديث كذب.
في ذاك الزّمان -زمن غربة الحديث- كان حين يقول: أخرجه ابن الجوزي في “الموضوعات” كأنّك تقول: أخرجه مسلم في “الصّحيح”، أو أخرجه البخاري في “الصّحيح”، وما شابه.
فأصبح علم الحديث في تدهور.
والشّيخ الألباني -رحمه الله تعالى- بشهادة القاصي والداني، له جهد عظيم، وله سبق في تدليل الصّحيح والضّعيف عند المثقفين -بعامّة-، وطلبة العلم بكافة تخصصاتهم -بخاصّة-، ولا سيما طلبة علم الحديث.
الشّيخ الألباني بدأ بالصّحيح والضّعيف، وَجَدَ أنّه مُقيَّد بمهلة -يعني: لا بدّ في خلال فترة معينة محدودة أن يُخرج الكتب الأربعة، وصار الوقت يهجم عليه، ولا يستطيع أن يخرج الكتب؛ فاضطر الشّيخ الألباني أن يكتب في الطّبعة الأولى من صحيح سنن النّسائي، كتبَ منهجًا، ومفادُ المنهج الّذي ارتضاه الشّيخ الألباني في كُتبِه قال: الحديث الّذي لم أعزُهُ إلى مصدر من كتبي حُكمي عليه إنمّا هو حُكمٌ على الإسناد لا على الحديث.
وفرقٌ حين تحكُم على الإسناد، قد تقول: الحديث ضعيف بهذا الإسناد، لكن قد تكون له شواهد ومتابعات فيكون حسنًا أو يكون صحيحًا.
أمّا الحديث الّذي عزاه إلى الكتب الّتي خرجه فيها مطولاً، كالسّلسلتين: الصّحيحة، والضّعيفة، وكُتبه الأخرى… فالشّيخ إذا وضع مصدره فهذا حُكْمٌ على الحديث، وأمّا إذا حكم دون ذلك فهو الضعيف.
هذا منهج علمي، وبَرِئت الذمّة، ولا يعرف هذا إلا أهل العلم.
ظهر الكتاب، فصرت أنا وأنت من طلبة العلم نحتاج للكتاب المطبوع.
الشّاهد:
الله يوفقنا -وإيّاكم- صار عندي -الآن- كتاب الشّيخ الألباني الصّحيح والضّعيف، وصار عندي الأصل، أنا -كطالب علم حديث-، أُريد الإسناد، وأي طالب علم يريد الإسناد.
بدأتُ الاقتراح على الشّيخ الألباني، ثمّ على النّاشر/ الشّيخ سعد الراشد -رحمه الله- قلتُ: لماذا لا نضع حُكم الشّيخ الألباني على نشره من أصل السّنن مسندةً؛ والطّلبة يستغنون عن الصّحيح والضّعيف، يُكتب صحيح وضعيف وحُكم الشّيخ الألباني على كلّ حديث.
فالله -عزّ وجلّ- أكرمني بهذا، توليت فقط الإشراف على أحكام الشّيخ الألباني، كنت في الإمارات في ذاك الحين، سافرت إلى الإمارات، فبعض الأخوة المتحمسين من المُحبّين للشّيخ الألباني، رأيته جالسًا متحمّسًا، وغضبان، وأمامه مصادر، وغافل عن الّذي كتبه الشّيخ الألباني في سنن النّسائي.
قال: ماذا هذا الكتاب السيء؟
قلت: أي كتاب؟
قال: السّنن التي طبعتها أنت.
قلت: أين السّوء فيه؟!
أنا ما راجعت أصول الكتاب ولا قابلته مع نسخ، واعتمدت على أصول الشّيخ الألباني.
قال: لا، أقصد بخصوص أحكام الشّيخ الألباني -رحمه الله-.
الشّيخ الألباني -رحمه الله- يُحسّن حديث، وأنت تقول عنه ضعيف.
قلت: تفضّل هات بيان.
يقول: الشّيخ يقول هكذا، قلتُ: صحيح، ولكن هذه غفلة عن منهج الشّيخ الألباني، الشّيخ الألباني لمّا فرغ من السُّنن الأربعة، وكتب إسناد الضّعيف، كتب ضعيف على الإسناد، الشّيخ الألباني لم يتوقّف عن العمل، بقي يعمل.
فصار الحديث الّذي حكم على إسناده بالضّعف -هنا-، هذا حكم على الإسناد، صار هناك حسن، لا توجد مشكلة.
هذا منهج، وهذا منهج للشّيخ الألباني، وهذا ممّا لم يلتفت إليه كثير ممّن قدح في الشّيخ الألباني.
نعرف واحدًا ألفَّ كتاب اسمه: “تناقضات الألباني”، بدأ يدور على المشايخ، ما اكتفى بأهل السّنة، استفاد من رجل مُجرم -نسأل الله له العافية-، مرِضَ مرضًا نفسيًّا خطيرًا، يقولون عنه: عُماني إباضي، له كتاب اسمه: “الطّوفان الجارف”، وردَّ على أهل السّنة، وردَّ على الشّيخ الألباني -رحمه الله- في طليعته، أخذ كلّ كلام هذا الرّجل واستفاد منه في كتاب: “تناقضات الألباني”، والعجيب لمّا طُبع “تناقضات الألباني” كان حين يذكر كلمة الألباني يجعلها بخطّ صغير، يعني: صغّر اسم الشّيخ، إلى آخره، وحشاه من هذا .
كتاب الصّحيح ضعيف، وهناك ضعيف! قلت: يا رجل، لا يوجد تناقض، هذه مناهج وليس تناقض.
حدثني رجل أعرفه من أهل الأردن، ليس من المُحبّين للشّيخ الألباني، لكنّه من الحاذقين العارفين بعلم الحديث، يقول لي: جاءني فلان، يقول لي: ماذا عندك تناقضات للألباني؟ وهو معروف، لا يجلس مجلسًا يتكلّم عن الشّيخ الألباني إلّا حين يُسأل، أو تأتي مسألة يتعرّض للشّيخ، معروفٌ في تعارضه.
قال له: يا فلان، ما شأنك وشأن علم الحديث؟
أهل الحديث يتصارعون فيما بينهم، على حلبة أسود تتصارع، أنت ما دخلك في هذه الحلية، لماذا تدخل بين الأسود؟
تطلع على الحلبة تطيح بنفسك!
قال له: هذا -يعني: الألباني- لا بدّ أن اكشفه للنّاس، ولا بدّ للنّاس أن يعرفونه، إلى آخره… يعرفون ضلاله ويعرفونه، وهذا ليس أهلاً للتّصحيح وليس أهلاً للتّضعيف.
قال: انظر يا فلان، أنا أسألك مئة سؤال، إن شئت تحريرًا، وإن شئت شفويًا، إن أجبت على سؤال؛ أعطيتك ما عندي، سؤال واحد من مائة، وأمّا إذا لم تُجب؛ فأنت لست من أهل الحديث، دع هذا وشأنك.
قال: غضب وأخذ حذاءه وخرج.
فالشّاهد:
الّذين يتكلمون على الشّيخ الألباني -رحمه الله- لا يُميزون بين دقّة الشّيخ في مناهجه، فالشّيخ -رحمه الله تعالى- ظهرت الطّبعة الأولى مُسندة، والطّبعة الأولى غير مسندة من الكتاب.
أمّا غير المسند فالطّبعة هي هي، طبعًا -للأسف- الكتاب يملكه حقّ فلان، لكن لا بدّ الطّبعة الأخرى تتناسب مع تخريجات الشّيخ الألباني، وهذا -للأسف- غير حاصل.
السائل:
كلمة أخيرة ختامية تختمون بها هذا اللقاء ، نصيحة للأخوة الشباب ومشاهدينك؟
الجواب:
نصيحة لإخواني طلبة علم أن الذي ينبغي أن يكون راسخاً عندهم أن يعلمو ما قاله الحسن البصري رحمه الله: ” ابن آدم إنما أنت أيام “.
علماء الفلسفة يعرفون الإنسان أجلكم الله بقولهم: ” الإنسان حيوان ناطق وجميل”.
والله هذا تعبير ما هو حسن وما هو جميل ، لكن هذه الفلسفة.
التعبير الجميل قول الحسن البصري: “إنما أنت أيام فإذا مضى يوم ذهب بعضك “.
فلا بد أن تنتهي.
فالسعيد من انتبه إلى أيامه ، وحافظ على أوقاته.
فالجاد الذي يعرف أنه يتقدم إلى الله كل يوم يحتاج إلى أن يحاسب نفسه. ولذا الحرص على الوقت هي السمة المشتركة بين العبّاد وطلبة العلم على كافة اختصاصاتهم .
فطالب العلم يحتاج أن يستفيد من وقته إفادة كبيرة وأن يحسن ترتيب وقته ، وهذا يستدعي لنصيحة أخرى مأخوذة مما ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ((كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ديمة)) وفي رواية عند مسلم: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته)).
كثير من الناس لا يحب الروتين وهذا من أعجب ما أعجب منه ، من أعجب العجاب الذي أراه أن الإنسان لا يحب الروتين ، وسر عدم حب الناس للروتين أنهم غير مكتشفين لأهمية الوقت بعدهم يقلبوا ، كيف يستفيد من الوقت فلا زال يقلب.
فمن عرف العلم وانشرح صدره لفضله وبركته وثمرته وظهرت ثمرته عليه فيبقي ثابتاً ، إذا عمل عملاً أثبته ، فطالب العلم يثبت.
ولذا ثبت عن عمر بن عبد العزيز عند للالكائي وغيره قال كانوا أي الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين يكرهون التنقل والتحول.
لذا كان السلف إذا فعل شيءً من خير من عبادة أو علم ثبت عليه إلى الممات.
كان عمله صلى الله عليه وسلم ديمة ، هذا ليس فقط عمل النبي صلى الله عليه وسلم عمل وإنما عمل من هم أتباعه من بعده.
لذا طالب العلم ينبغي أن يعرف الوقت وأهميته، وأن يكون هنالك العمل ديمة على وجه الدوام ولا يكون يوم شرقي ويوم غربي، ويوم الإيمان في أعلى الدرجات ويوم في أسفل السافلين، فهذا لا يعرفه الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
فهذه نصيحتي لطالب العلم.
طالب العلم يحتاج للناس، الإنسان مدني بطبعه كما ذكر ويعزى لابن خلدون وغيره وهي عبارة اشتهرت عند علماء الاجتماع الفرنسيين وفرنسا مدرسة معروفة في علم الاجتماع، لذا ابن خلدون له رواج كبير عندهم وكتبوا عنه كثيراً.
الشاهد بارك الله فيكم نصيحتي لطالب العلم أن يقرأ تفسيراً للقرآن وأن يقرأ الصحيحين على الأقل.
اقرؤوا مثلاً مقدمة شاكر على الترمذي.
أحمد شاكر لما خدم جامع الترمذي يقول بدأت طالب العلم في نشأتي الأولى أنا وأخي محمود شاكر فقرأنا كتاب الله على الوالد وكان عالماً محمد شاكر قال وقرأنا عليه الصحيحين وكتب السنن ، الكتب الستة ، فبعدها أنا ملت لعلم الحديث بعد الكتب الستة.
اليوم طالب الحديث دكتوراة واستاذ وبروفيسور وغير قارئ للصحيح ، أو طالب علم غير قارئ لتفسير لكتاب الله ، هذا عيب حقيقة عيب الإنسان ما يعرف كلام الله سبحانه وتعالى ، فينبغي لطالب العلم أن يأخذ علمه من المنبع الأول.
كل هذه المكتبة (يشير لمكتبه) كلها مأخوذة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليهم وسلم ، كلها مأخوذة من الكتاب والسنة ، وأهم كتب السنة السنن الأربعة.
فطالب العلم يقرأ الصحيحين ويقرأ السنن الأربعة مع الصحيحين وقبلها تفسير للقرآن الكريم هذا أصل ينبغي أن ينبني عليه طالب العلم ، ثم بعد ذلك يشتغل بتخصصه ، فإذا كان فقيهاً يقرأ تفسير القرآن” الجامع لأحكام القرآن للقرطبي” وإذا أراد اللغة يقرأ تفسير ابن حيان ، إذا أراد الحديث يقرأ ابن جرير ابن كثير إلخ.
فطالب العلم ينبغي أن يركز على القرآن الكريم وعلى الصحيحين والسنن إن أراد أن يكون طالب العلم بحق وحقيقة ، وطالب العلم إذا تخصص ينبغي أن يكون له صلة مع أعلام أهل الفن يقرأ للأعلام المعروفين الذين لهم بصمات وأثر ظاهر في هذا العلم من السابقين ، ويعرف أحوالهم وإذا لم يكن عنده شيء مكتوب يتتبع ويسمع الأخبار من طلبتهم يسمع أخبارهم ثم يقرأ عن أعلام هذا الفن.
طالب علم الحديث ينبغي أن يقرأ سير أصحاب الكتب الستة وأعلام المحدثين على مر العصور إلى أن يصل للعصر الذي هو فيه ويحاول يجتهد ويعرف المسائل التي ينشغل فيها علماء هذا الفن في هذا الزمان ، وسر هذا الانشغال ، وأثر هذا الانشغال ، الأثر المترتب على هذا الانشغال فيصبح الآن وضع نفسه بنور من الله وعلى معرفة بأحوال ما يخص هذا العلم الذي تخصص فيه.
فنصيحتي لطالب العلم أن يثبت على الطلب وأن يتوغل فيه برفق وأن يتوسع في هذه العلوم ، وأن يعرف دقائقه في المراحل المتأخرة.
ولا أنصح طالب العلم في البدايات أن يكون صاحب فن واحد.
وأنصح طالب العلم أن يكون على دراية بأصول كل علم ، الأصول الكلية لكل علم ، يكون عنده معرفة جيدة بالتوحيد ومعرفة جيدة بالحديث ومعرفة جيدة بالتفسير ثم بعد مضي هو سيناديه صوت من أعماقه جنتك في كذا في السيرة في الحديث فتبدأ بعد ما تعرف الكليات تبدأ تتخصص في لون معين من هذه العلوم.
فهذه نصيحة عامة.
نسأل الله أن ينفعنا جميعاً بها✍️✍️
السؤال:
أحسن الله إليكم شيخ ما هي المنهجية لمن يريد دراسة علم علل الحديث ؟
الجواب:
أولاً لا أنصح بدراسة علم العلل إلا بعد أن يكون الإنسان شبعان ريان من علم المصطلح ، وأن يكون شبعان ريان من مناهج العلماء في معرفة الرواة وألفاظهم ومعنى الألفاظ ، وأن يكون شبعان ريان من التخريج ومن جمع طرق الحديث ويستعين بالكتب التي تعين على موضوع العلل ، وإذا يسّٙر الله عز وجل لهذا الطالب أن يقرأ كتاب علل على طالب علم متقدم فيٌعرفه على الخفايا ، فهذه منهجية مهمة ومهمة للغاية ، والله تعالى أعلم. ✍️✍️
السؤال:
أحسن الله إليكم .
مٍضي الوقت في العلم والدراسة فهل يكون للأهل و الأسرة وقت يريدونه من الشيخ أو العالم، فكيف يستطيع أن يوفق؟
الجواب:
جزاك الله خيرا.
انا أغلب الأيام يؤذن العشاء وفيّٙ رمق ، وفي بقيّٙة قوة، فآخذ الكتب واجلس بينهم.
وفي أيام العطل وكذا تجتمع الاسرة ، الاسباط والبنات وأنا ليس عندي أولاد عندي بناتي وأولادهم ، واذكرهم ، وأمازحهم ، وأخرج وإياهم، فكأني موظف كأي موظف يخرج وله يوم راحة إلى آخره ، لكن وأنا في المكتبة فكأني خارج البيت.
وجزاهم الله خير الأهل فهم يحملون اشياء كثيرة عني ، ويهيئون أشياء كبيرة في مقابل أن أبقى في المكتبة ، فلا أحمل همَّا لشيء من فضل الله عليّٙ ، كذلك الأنسباء أزواج البنات يعني كل ما يطلب الأهل يفعلونه جزاهم الله خيرا.
✍️✍️