السؤال:
أنا أملك أقل من ثلاثة آلاف دينار هل يجب علي اليوم أن أُنفقها على أهل غزة؟
الجواب:
كيف تنفق على أهل غزة الأن ؟ ما استطعت أن تفعل من خير و أن ترفع ما أصاب المسلمين وما أكثر مصائب المسلمين افعله على قدر استطاعتك.
السؤال:
…… سؤالي عن تركة عبدالرحمن بن عوف أين أجدها في الكُتُب؟
الجواب:
كل عبارة قلتها في الكلام مُخرَّجة ولها مصدر.
فمثلا *”لو رفع حجراً لرجى أن يصيب تحته ذهباً”* وجدته مسنداً عند عبد ابن حميد في “المنتخب” برقم ١٣٣٣ و أحمد في” المسند “وابن سعد والبلاذري في كتاب “أنساب الأشراف”.
وأما القول *”أنه حفر من تركته بالفؤوس حتى مَجِلت منه الأيدي وأخذت كل زوجة ثمانين ألفا”* فهذا عند ابن عساكر و البغوي في” معجم الصحابة”.
و أما *”أنه أعطى كل امرأة مطلقة ما ينيف عن ثمانين ألف”* عند أحمد و عبدالرزاق و ابن سعد… إلى آخره الكلام مذكور في صفحة ١٣١ إلى ١٤٥ في كتاب “السر المكتوم ” .
السخاوي صاحب اطلاع حديثي واسع فلملم عبارات كل عبارة تُتعبك حتى تبين من أين أخذها، وذكرها سردا ولم يعزُها لأحد ولكن وقفت على كل عبارة قالها و بحثت عنها في كتب الحديث ودواوين السنة و عزوتها وخرَّجتها و ثبت لي صحة ما قال في عباراته كلها وهكذا صنعت في الكتاب في جميع ما أورد فيه.
السؤال:
هل ينصرف مفهوم الوسطية و الاعتدال في الكسب و الإنفاق إلى الاعتدال بكافة أحكامه؟
الجواب:
كل أحكام الشريعة قائمة على الاعتدال و الوسطية.
انتبه…
لو كانت شريعتنا فيها غلو ما كتب الله لها البقاء.
وفي الشرائع التي قَبلَنا كان فيها غلواً.
اليهود حرّم الله عليهم بعض الأشياء بأيديهم وأحلها الله للنصارى وهي أشياء قليلة. الشريعة النصرانية مأخوذة من كُتب اليهود، فكل نصراني يهودي من حيث الشريعة ومن حيث الحِل والحُرمة.
ولذا كان الإسلام دين الله الخالد الباقي إلى يوم الدين.
وكانت من سمات ديننا أن فيه وسطية، فهو لعامة الناس.
اليهود لما تاب الله عليهم كيف كانت توبتهم ؟
يا رب الحمد لك حمداً كثيراً أن جعلتنا من أمة محمد صلىالله عليه وسلم، تفعل ما تفعل و تخلوا بربك وتذرف الدمعات ندماً وترفع يديك و تقول يا رب تُب علي، فالله يتوب عليك.
كيف كانت توبة اليهود؟
هذا مذكور في سورة البقرة
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْد فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)} بأن يقتلوا أنفسهم.
يجتمعون في مثل هذا المسجد و بأيديهم السكاكين و التوبة أن يُقَتِّل بعضهم بعضاً وتُزهق الأرواح ومن لم يفعل ما تاب الله عليه.
هذا فيه غلو.
رجعنا هل الشريعة تأتي بخير أم أنها لا تأتي بخير؟
الخير لا يأتي إلا بخير هذه قاعدة، ولكن من أين جاء الغلو؟ لأن مثل هذا الجنس من الناس لا يصلح معه إلا هذا، هذه توبته، هذا دين الله.
لذا من ساوى بين اليهود وبين الناس ودعا إلى السِلم معهم والمعيشة معهم وهم يرددون من أول ما درجنا على هذه الحياة و نغمات السِلم مع اليهود والصلح مع اليهود تطرُق أسماعنا وهذه النغمات تزداد وستقام مؤسسات شرعية وكليات باسم الإسلام للدعوة لمثل هذه الأمور ومن طال به العمر سيرى هذا.
هذا من مكائد اليهود يقتلونك ويقولون سِلم ولا يعطونك شيئا لا يمكن أن تأخذ شيئا منهم، وهذا مذكور في الآيات والأحاديث.
افهموا يا جماعة ماذا يجري ، افهموا نفسيات اليهود تأملوا الآيات التي أنزلها الله في اليهود، الناس في غفلة والإعلام في غفلة، ولكن العجيب أن طلبة العلم يغفلون عن ذلك..! والله هذا جُرم.
ما يجري الآن ويقولون لك لولا كذا اليهود ما عملوا كذا. اليهودي أنت (المسلم) يا من كنت في أي مكان يا من تقول لا إله إلا الله يحب أن يقتلك، ويقتلك تعبدا، وديانةً لله وأينما كنت.
لكن الدور لك الآن أم ليس الآن فقط الدور لك أم ليس لك، الدور لغزة الآن ودورك لاحق، سترون سيفعلون ما فعلوه في غزه في غيرها من البلاد، لا قدَّر الله لو سقطت غزة.
فكلامنا عن غزة ليس حباً لحماس ولا نحب الحزبيين، نُحب الحق نُحب دين الله نحب أن يدحر الله اليهود وأن لا يتمكنوا من أهل غزة و غير غزة.
لكن لننتبه و نفهم والله بعض الناس لا يفهم ولا هو قابل أن يفهم، أقول لكم بعبارة صغيرة احفظها عني احفظ ما أقول عبارة عن أربع أو خمس كلمات احفظ ما أقول احفظها حتى ترتاح.
*”كره الحزبيين وحماس على الوجه الذي يطرحه بعض المنسوبين للسلفية والسلفية منهم براء من هذه الحيثية كره بعض السلفيين للحزبيين فيه غلو و أفقدهم البوصلة – افقدهم الحق-“*.
نكره الحزبيين كرهاً شرعياً ولا نغلو في الكُره، الغلو يُفقد البوصلة، أفقدهم أين يذهبون ولذا يتكلمون ولكن لا يتكلمون بالحقيقة كاملة والله ما أقول هذا إلا حتى أنجو عند الله.
أنا لا أحب المماحكة ولا أحب أن أخالف إخواني لكن بعض الكلمات أقرأُها أقول والله اليهود لا يجرؤون على مثل هذا الكلام و الله اليهود و الإعلام اليهودي والإعلام العربي للأن ما يستطيع أن يقول كلمات قالها بعض الأخوة.
السؤال:
كيف نوفق بين كثرة المال و قوله ﷺ اللهم احيني مسكينا الحديث: *”عن أنس رضي عنه أن النبي ﷺ قال: اللَّهمَّ أَحيِني مِسكينًا، وأَمِتْني مِسكينًا، واحشُرني في زُمرةِ المساكينِ يومَ القيامَةِ، فقالَت عائِشةُ: لِمَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: إنَّهم يَدخُلون الجنَّةَ قبلَ أغنيائِهم بأربعين خريفًا، يا عَائشةُ، لا ترُدِّي المِسكينَ ولو بشِقِّ تَمرةٍ، يا عائشةُ، أحِبِّي المساكينَ، وقَرِّبيهم؛ فإنَّ اللهَ يقرِّبُكِ يومَ القيامَةِ”* ٢٣٥٢ صحيح الترمذي
الجواب:
نقل معنى الحديث عبدالوهاب تاج الدين السُبكي عن أبيه تقي الدين في ترجمة أبيه من كتابه طبقات الشافعية الكبرى وقال مراد النبي ﷺ في قوله اللهم أحيني مسكينا أن اكون مسكينا ذليلا إليك يارب وليس فقيرا.
قال: اللهم أحيني مسكينا هذا لا يذم الغنى وإنما هذا يسأل ربه أن يكون ذليلا إليه وأن يميته كذلك وأن يُحييه كذلك وأن يحشره كذلك وهذا لا دخل له بالمال كثرة أو قِلة.
المسكنة و الإنكسار لله سبحانه وتعالى لا صلة لهم بالمال قلةً أو كثرة.
التعليق على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ ».
وفي هذا الحديث الحث على التعفف والقناعة والصبر على ضيق العيش وغيره من مكاره الدنيا.
ما لم تمتثل أمر الله فإنك في هذه الحياة لا تهنأ ولو كان عندك كنوز الدنيا ، فإن امتثلت أمر الله وأنت فقير فأنت هنيء.
ولذا ما وجدتُ أحداً أهنأ في حياته ممن شاهدتُ من العلماء ، العلماء يهنئون بحياتهم يتكيفون مع أوضاعهم ، ويمتثلون أمر الله عز وجل ولا يقنطون ، وأكثر الناس نكداً وشقاءً في هذه الحياة من أراد أن يحوز كل شيء ، فيقع عنده الاعتداء ، وتقع المنافسة ، ويقع التنافر وما شابه.
كثير من الأغنياء أشقياء ، أما العالِـم بأمر الله ، المطمئن بقضاء الله وقدره ، ويعلم أن الصبر هو خير ما أعطي للإنسان ؛ فهذا عنده عُـدة صحيحة لمقاومة الابتلاءات التي تمر به في هذه الحياة .
فمهما جرى على الإنسان وهو معتقد أن الأمر مقدر عند الله عز وجل وأن الصبر هو خير عطاء للإنسان ؛ يبقى صابراً ، لا ينفذ الصبر.
متى نفذ الصبر من الإنسان ، متى ترك الصبر ؛ بدأ الشقاء.
أما وأنت متسلح بالصبر ؛ أنت الآن تفهم الدنيا ، وتعلم أن هذه الدنيا دار بلاء ، وهذا البلاء يحتاج إلى صبر ، يحتاج إلى أن تصبر.
فمهما جرى ، وقد وطنت نفسك على الصبر ؛ فحينئذ أنت بخير.
ومتى غرتك الدنيا ، وتركت الصبر ؛ فحينئذ تشقى من ولدك ، ومن زوجك ، ومن أقاربك ، وتشقى من الناس إلى آخره.
اصبر كل ما نفختَ ووسعتَ في إناء الصبر الذي عندك ، وكبرته ؛ مـرَّت عليك هذه الدنيا ببلائها ، ومُـرِّها ، مرت عليك وأنتَ مطمئن مستقر.
المصدر :
◀️شرح صحيح مسلم (كتاب الزكاة : باب فضل التعفف والصبر) || جـ1 الشيخ مشهور بن حسن
◀️رابط التعليق في الموقع الرسمي:
الجواب :
الأمر واضح وبيِّـن ، لكن نحن أغنياء ما جُـعنا ، وأسأل الله أن لا نجوع على وجه نضع فيه على بطننا حجارة.
نسأل الله عز وجل ذلك ، في ناس يضعون على أبطنهم حجارة من الجوع ؟
نعم ، يشعر أن بطنه خاوي ، يعني التصق الظهر بالبطن ، فيضـعون شيئاً ليشد الظهر كما يحصل الآن مع أهل غزة ، وليس فقط يضعونها بسبب الجوع ، بل اليهود يُـجوِّعونهم ثم يُرسلون إليهم مَن يُطعمهم ، ثم يأتون لأخذ الطعام فيقتلونهم.
وذلك هوان المسلمين عند اليهود ، لا يعبأون بأحد من المسلمين ، ولا يحسبون لأحد حساب ، ذل ما مر على الأمة في تاريخها مثله.
السؤال:
كيف نوفق بين «اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتاً» ، وبين دعاءه عليه الصلاة والسلام «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى» ؟
الجواب :
نوفق بينهما بالحديث الذي مر معنا في مسلم ، والغنى غنى النفس ، اللهم أسألك الغنى أن تكون نفسي غنية ، فالغنى المحمود هو غنى النفس ، والغنى المذموم غنى المال فحسب.
واحد يعتقد أن الغنى هو غنى المال فقط وأن هذا هو الغنى !
لا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث -وهو متفق عليه- ، قال :
«الغنى غنى النفس».
فلذا لما تقول أسألك الغنى :
أي أن تجعلني صاحب نفس غنية.
فحينئذ لا تستشكل مع قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً أو كفافاً ، فلا تستشكل ذلك.