[ فتش عن أصحاب هذه السمة في هذا الزمان لا تجدهم إلا في كتاب أو تحت تراب ]
فصَّـل الإمام السخاوي محمد بن عبد الرحمن، المتوفى سنة 902 من أشهر تلاميذ الحافظ ابن حجر، أحوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف أنهم حصلوا المال ولكن حصلوه بحق وأنفقوه بحق، فوضعوه في مكانه، ومما قاله في كتابه البديع “السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم” وهو كتاب أُفرد في هذه المسألة: متى يمدح المال ومتى يذم المال؟
فقد قال عن أحوال السلف الأول – ودائمًا نقول: إننا إن فهمنا شيئًا من النصوص فينبغي أن نلتفت إلى حال الأصحاب رضوان الله تعالى عليهم ومن بعدهم ممن اتبعهم بإحسان، شريطة الاتباع بإحسان-.
قال رحمه الله تعالى:
“فمن تكون الدنيا في يديه، ويؤدّي الحقوق منها، ويتطوّع بالأمور المستحبّة فيها، ولم تكن عائقةً له عن الوصول إلى الله تعالى، ولا لها في قلبه مزيةٌ ولا يفخر بها”.
عنده مال ليس عنده طغيان، إن للمال طغيان كما يقول ابن المبارك، كالعلم، فالعلم المحمود الذي يتواضع صاحبه لا طغيان فيه، ليس على حال أغلب من يشارك في “وسائل التواصل”، في كل رسالة له فيها طغيان، فيها اعتداء على الناس، شارك بالحق واترك حظ نفسك.
ثم قال السخاوي رحمه الله :
“خصوصاً على مَنْ دونَه ، ولا يكون بما في يديه منها أوثق منه بما عند الله”.
أن يكون ما عند الله أوثق في قلبك مما هو بين يديك، فتش عن أصحاب هذه السمة في هذا الزمان لا تجدهم إلا في كتاب أو تحت تراب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المال بين يديه لكن قلبه معلق بربه، وما عند الله أقرب وأوثق إلى قلبه مما هو بين يديه، هذا حال الأصحاب رضوان الله تعالى عليهم.
قال: “ولا يفخر بها خصوصًا على من هو دونه، ولا يكون بما في يديه منها أوثق منه بما عند الله بحيث يحبسها عما شرع له صرفها فيه”.
متى احتاجه المسلمون صرفها، فكان الواحد يحرص على المال كحرص والي بيت المال على المال، يدخره وينميه ويكثره لمصالح المسلمين، وليس لشهواته ولا رغباته، ما أجمل هذا المال على هذا الحال وهذا هو الأصل وليس هو العَرَض المذموم.
ثم قال السخاوي رحمه الله:
“من التقتير على نفسه وعياله وعدم إظهار نعمة الله عز وجل، ولا ينفقها في وجوه الباطل التي لم تُشرع، ولا يُبَذِّر في ذلك”، يقول: “وكم من غني متصف بذلك وأزيد منه، مثل داوود وسليمان ويوسف عليهم السلام وطوائف من الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام”.
ص89 – كتاب السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم – التفصيل في فضل الغنى والفقر – المكتبة الشاملة
كل من ذم المال اذكر له حال هؤلاء الأنبياء، فتعلم أن ذم المال ليس لذاته وإنما يُذم لعَرَضٍ دَخَلَ على المكلَّف”.
المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
2 ذو الحجة 1446 هـ
29 مايو 2025 م✍️✍️
[ قصة أبو إسحاق الإسفراييني ، وقصة الأعرابي صاحب الفطنة ، في الرد على القدرية مجوس الأمة ]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
قال صلى الله عليه وسلم:
« إنَّ لكلِّ أمَّةٍ مجوسًا، وإنَّ مجوسَ أمَّتي يقولونَ: لا قدَرَ، فإنْ مَرِضوا فلا تَعودوهم، وإن ماتوا فلا تَشهَدوهُم».
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة | الصفحة أو الرقم : 339
«القدرية مجوس هذه الأمة»، حديث حسن بمجموع طرقه ، لمَ سماهم مجوس؟
المجوس يدينون بإلهين اثنين: إله الخير وإله الشر، إله الخير يخلق الخير وإله الشر يخلق الشر.
فلما قالوا قدرية، وعلى رأسهم إمامهم معبد الجهني الذي كان بالبصرة، لما قال أن الأمر هو أنف، وأن الله لا يَخلق السيئة والمعاصي، سماهم النبي صلى الله عليه وسلم “القدرية”.
ولا أريد أن أطيل وأريد فقط أن أخفف من الحديث حول الأسانيد والرجال، فأقول: مذهب القدرية مذهب ضلال، ومذهبهم ممجوج مردود بالذوق والعقل والفطرة، وقبل ذلك بالنصوص الشرعية.
وأذكر لطيفتين جليلتين ترد على هؤلاء:
واحدة من إمام من أئمة أهل السنة، والأخرى من أعرابي صاحب فطنة.
الأولى :
اجتمع أبو إسحاق الإسفراييني بحضرة الصاحب ابن عباد، وكان أميراً، مع إمام من أئمة المعتزلة، وكان هذا المعتزلي في مجلس فيه أمير معتزلي، فأراد أن يشد ظهره وأن يتقوى على أبي إسحاق، فبدأ يطعن في مذهب أهل السنة في هذه المسألة بالإلغاز والإيماء، فقال: “سبحان من تنزه عن الفحشاء”، هو يظن أننا لما نقول أن الله يخلق الشر، أننا لا ننزه الله عن الفحشاء جل جلاله، فقال هذا المعتزلي:
“سبحان من تنزه عن الفحشاء”.
ففهم أبو إسحاق مراده فقال: “سبحان من لا يكون في ملكه إلا ما يشاء”، فغضب المعتزلي وقال: “أَوَ يَشَاءُ رَبُّنَا أَنْ يُعْصَى؟” فقال أبو إسحاق: “أَوَ يُعْصَى رَبُّنَا قَسْرًا؟” فسكت، “أَوَ يُعْصَى رَبُّنَا قَسْرًا؟” فسكت.
والثانية:
دخل أعرابي على بعير له المسجد، وربط بعيره على باب المسجد، ثم خرج ولم يجد بعيره، ثم رجع فوجد شيخاً ذا لحية وحوله تلاميذ يدرسون عليه، ونظر فيه فوجد فيه من سمات الصلاح،
فقال له: “يا شيخ، ادع الله أن يرد علي ضالتي فإني قد ضاع بعيري”، فرفع الشيخ يديه وكان معتزلياً وقال: “اللهم إنك لم ترد أن يُسرق بعيره، فسرِق، اللهم فاردد علي ضالته”، فقال الأعرابي للمعتزلي: “يا شيخ، لا أريد دعاءك”، قال: “لِمَ؟” قال: “لأن الله لم يُـرِد أن يُسرَق، فسُـرِق، فأخشى أن يريد أن يُـرَد ولا يُـرَد”، فسكت.
فإذاً، إخواني، هذا مذهب مبتدع تبرأ منه الصحابة، ولذا قال يحيى بن يعمر وهو تابعي جليل:
“كان أول من قال في القدر (أي طعن في القدر) بالبصرة “معبد الجهني”، ومعبد هو ابن عبد الله بن عويم الجهني”.
المصدر:
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
من اليوتيوب بعنوان
(٥- شرح صحيح مسلم لفضيلة الشيخ مشهور_بن_حسن_آل_سلمان حفظه الله لأول مرة ينشر).✍️✍️
[صدق التوجه والإخلاص في طلب العلم لوجه الله عز وجل]
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله
قال صلى الله عليه وسلم:
«من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض، حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء إنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دِينارًا ولا دِرهمًا، إنَّما ورَّثوا العِلْمَ، فمَن أخَذَه أخَذَ بحظٍّ وافرٍ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم : 183
أنت وارث نبي ﷺ ، نال النبوة بالاصطفاء ، فالوارث مثله ، نعم الجِـد والتعب له نصيب لكنه ليس كل نصيب ، لابد للإنسان من عناية إلهية تحيط به ، ولا ينال ذلك إلا بصدق التوجه وبالإخلاص في طلب العلم لوجه الله عز وجل ، أما من أراد العلم ليتصدر المجالس ، وليقال عنه فإنه والعياذ بالله أول المعذبين ، أول ما تسعر نار بمن إخواني؟
بالعلماء.
العلماء الربانيين!؟
أعوذ بالله ، بل بمن تعلمه أو بمن قرأ القرآن ليقال عنه ، ليشار إليه.
ورحم الله ابن القيم لما قال :
وعالمٌ بعلمه لَم يَـعملن ، مُعذَّبٌ قبل عُباد الوثن.
إذن إخواني العلم فيه الخير والعلم هو أول طريق الخير، من غيره يتخبط الإنسان ، وإن عَمِل داعية.
كثير من الدعاة الآن :
هم ليسوا دعاء عاملين ، هم عاملين أنهم دعاة ، يمثلون على أنهم دعاة لكي يحصلوا أصوات الناس ، ولكي يشار إليهم في المجالس ولكي ينتخبوا في المجالس وهكذا ، وإلا الحرام يحيط بالناس من كل مكان ، ولا نسمع صوتا ينكر حراماً ، ولا نسمع صوتاً يأمر بواجب شرعي.
العلم إخواني:
قال الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورحم الله ابن القيم لما قال :
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه
ولهذا إخواني العلم أولى الواجبات التي ينبغي على المسلمين أن يشتغلوا بها.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول طلب العلم فريضة على كل مسلم.
ليس فريضا على كل مسلم أن يصبح عالماً ، ولكن الواجب والفريضة على كل مسلم أن يكون طالب علم ، أن يكون عنده حب ورغبة في طلب العلم ، والشرع ترك الوسيلة ، الوسيلة متروكة ، أن تأخذ من شيخ أن تقرأ من كتاب ، أن تسمع شريطاً ، الوسيلة متروكة المهم أن تكون طالب علم.
فطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ومن الواجبات التي سيسأل عنها الناس جميعاً العلم.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، ومن بينها وعن علمه ماذا عمل به.
هل عندما يُسألون الناس يوم القيامة عن العلم ، يقولون هذا العلم فقط للعلماء ، لطلبة الشريعة ، أو لطلبة الجامعات؟!
يجب على كل مسلم ، حتى الأمي قبل الذي يقرأ و يكتب ؛ يجب عليه أن يناله وأن يتعلم ما يدخل به الجنة ، ويجب عليه أن يتعلم ما يجعل توحيده سليماً ، وما يجعل عبادته سليمة ، وما يلزمه في يومه وليلته من الأحكام الشرعية.
على كل واحد حتى على الذي لا يقرأ ولا يكتب، الله أكبر!
الذي يقرأ الذي لا يقرأ ولا يكتب يجب عليه أن يتعلم ، فلا يقال هذا أمي لا يحسِن!
بل يجب عليه أن يتعلم.
هذا الأمي إن كانت له بقالة البقالة ، أقل شيء فيها خمسمائة صنف ، بقالة متواضعة فيها خمسمائة صنف ، يعني عنده أي خمسمائة معلومة ، ويحفظ الـ 500 صنف أين موجودة بين الرفوف ، وهكذا صارت 1000 معلومة ، ويحفظ الـ 500 صنف ، كم عليها ، أي صار يحفظ 1500 معلومة ، ويحفظ كم بيبيع كل صنف ، وهكذا صاروا 2000 معلومة ، ويحفظ كم بيربح في كل صنف 2500 معلومة ، اللي يحفظ 2500 معلومة من الدين هذا عالِم ، هذا أمي ويحفظ!
لكن إخواني عنده توجه ، عنده حب للمال عنده حب للكسب ؛ توجه للحفظ ، أشغل دماغه أشغل عقله ، أما الدين إن كان ما فيه حب ما فيه توجه فأنى له أن يحفظه ، وأن له أن يتعلم؟!
إذن إخواني العِـلمُ العِلمْ ، وبالعلمِ تنهض الأمم ، وبالعلم يصعد الإنسان ويسعد ، وبالعلم يسير الإنسان على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إخواني العلم هو في الحقيقة مقياس لا أقول بين الأفراد وإنما أقول بين الأمم ، وأقول بين التجمعات وغيرها.
إخواني لما ابتعد الناس عن العلم ، ابتعدوا عن خير كبير ، أريد منكم أن تتأملوا شيئاً أحب أن أردده كثيراً ، وأحب أن يرسخ في القلوب والعقول ، لأنه هو بحق معيار المفاضلة.
روى البخاري في الصحيح قال جاء جماعة يشكون إلى أنس بن مالك ما يلقون من الحجاج فقال أنس اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي يليه شر منه ، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم.
أيهما قبل الحجاج أم عمر بن عبد العزيز؟
الحجاج قبل ، هذا ما فيه خلاف ، أيهما أفضل؟
لا يأتي عليكم زمان إلا والذي يليه شر منه.
إذاّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا:
يا أيها الناس انتبهوا ، إن المفاضلة ليست بين حاكم وحاكم.
أنا أقول لا يأتي عليكم زمان إلا والذي يلي شر منه ، مع أن عمر أحسن من الحجاج ، وجاء بعده!
إذن المفاضلة ليست بين حاكم وحاكم أبداً، نحن مأمورون أن نزن الناس بالشرع ليس كذلك؟
أم بالعاطفة أم بالجعجعة؟!
لسأن حال الناس يقول بالجعجعة إلا من رحم الله.
الليث بن سعد فقيه مصر ، الليث قال فيه الشافعي:
لو اجتمعت الليث مع مالك ؛ لباع الليثُ مالكا فيمَن يزيد.
يعني كان أعلم من مالك.
الليث كان يقول:
لو رأيتم الرجل يسير على الماء لا تسمعوا له ، حتى تعرضوا عمله على الكتاب والسنة.
الشافعي يقول رحم الله ليث فأنه قَـصَّر ، فأنا أقول :
لو رأيتم الرجل يسير على الماء ويطير في الهواء فلا تسمعوا له حتى تعرضوا عمله على الكتاب والسنة.
إذن الميزان ميزان شرع ولا عاطفة وجعجعة؟
شرع الكتاب والسنة.
كنت أقول في فتنة مرت بالمسلمين من قريب لو رأيتم صورة الرجل في القمر ؛ فلا تسمعوا له حتى تعرضوه على الكتاب السنة وإياكم الجعجة والعواطف.
الشرع قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الجعجعة بعيدة.
إذن إخواني ليست المفاضلة بين حاكم وحاكم.
قد يأتينا حاكم أفضل من الحاكم الذي قبله والعصر الذي قبله أحسن من العصر هذا.
ممكن أم غير ممكن؟
ممكن ، لأن الحجاج معروف بشره ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يأتي عليكم زمان إلا والذي يليه شر منه ، كيف؟
معاذ الله أن نقارن بين الحجاج وبين عمر ، الحجاج لما ترجمه الإمام الذهبي في كتابه “السير” ، ترجمه بأسطر قليلة.
قال نبغضه ولا نحبه ، نعاديه ولا نواليه ، له حسنات مطموسة في بحر سيئاته ، لو تخابثت الأمم فجاءت كل أمة بخبيثها، وجئنا بالحجاج ابن يوسف الثقفي لغلبناهم.
وعمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس الراشد ، كيف نفهم الحديث مع هذا الواقع؟
نفهم الحديث إخواني إن علمنا أن عصر الحجاج فيه صحابة ، عصر الحجاج فيه علماء ، والعلم الطري ندي بعد ، إذن المفاضلة في المنهج ، المفاضلة في العلم ، عصر الحجاج فيه علماء ربانيين فيه صحابة أجلة رضي الله عنهم ، ولا يوجد صحابي ألبتة في عصر عمر بن عبد العزيز ، ولذا روى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال ما عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة مال يصيبه أحدكم ، في الحديث لا يأتي عليكم زمان إلا والذي يلي شر منه.
لو كان لا يأتي عليكم زمان إلا والذي يلي شر منه بالمال وبالخير ؛ لكان عصرنا خير من عصر الصحابة.
كان أبو هريرة بجانب المنبر يُـصرَع من الجوع ، أصابه الصرع ، لا يجد ما يضع في بطنه ، وكان أحدهم يضع الحجر والحجرين على بطنه من الجوع.
إذن ليست العبرة بطعام ، لم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة مال يصيبه أحدكم ، وإنما العلم.
احرص يا أخي هداني الله وإياك على العلم ، وأقبِـل عليه ، وبه تَعرِف مع من تسلك ، تعلم العلم أول ، اعرف الحق ، ومن ثم تعرف من هم أهل هذا الحق ، وتأمل معي دعاءك في صلاتك
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة : 6-7]
أولاً تسأل ربك الصراط ، ومن ثم تسأل ربك أن تسلك مع من أنعم الله عليهم ، أولاً أنت تريد الصراط ، لا تريد أهل الصراط ، إعرِف الحق ؛ تعرف أهله.
اهدنا الصراط المستقيم ومن ثم صراط الذين أنعمت عليهم ، إذا بالعلم تستطيع أن تعرف المحق من المبطل ، المحسن من المسيء.
الآن إخواني أغلب العاملين للإسلام فضلاً عن غيرهم أخذوا من الإسلام وتعلموا منه أشياء يسيرة ودندنوا بنصوص هي حق ولكنهم وظفوها واستخدموها على وجه فيه باطل ، ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية لما قال :
إنما أفسد الدين أنصاف الفقهاء ، وإنما أفسد الأبدان أنصاف الأطباء ، وإنما أفسد اللغة أنصاف النحاة.
أي نعم إذن إخواني العلم هو المعيار الحقيقي في تقدم الأمم وتأخرها وهو المعيار الحقيقي في معرفة المحق من المبطل ، وكما قال الإمام النووي رحمه الله :
ما من طاعة من الطاعات أحب إلى الله من العلم ، وجميع الطاعات ، الطاعات جميعها بلا استثناء خيرها يعود على أصحابها ، خيرها يعود على المتلبسين بها ، إلا العلم فإن خيره يتعدى صاحبه إلى غيره إلى الناس جميعاً.
فالعلم طاعة من الطاعات تتعدى صاحبها ويتعدى الخير الذي فيها فيصيب الناس جميعاً ، ولذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الحيتان في البحر تدعو لمعلم الناس الخير ، حتى الحيتان في البحر تدعو لمعلم الناس الخير.
فضل العلم عظيم ، وبه الإنسان ينمي فطرته ويقوي إيمانه ، ويحافظ على ما هو عليه.
أعود إلى الحديث بعد هذه الاستراحة ، فأقول قال حذيفة رضي الله عنه :
أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين ، أما أحدهما فقد رأيته وأما الآخر أنتظره.
أخبرنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من الكتاب ثم علموا من السنة.
إذن علم الكتاب والسنة هو الغذاء للفطرة ، والفطرة تتلاشى وتذوب وتموت بل تنحرف وتُغتال وتُجتال إن لم يتعاهدها صاحبها بالعلم.
المصدر:
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
من اليوتيوب بعنوان
(لأول مرة ينشر الشيخ مشهور_بن_حسن_آل_سلمان 04- شرح مسلم).✍️✍️
[سيبقى طالب علم الحديث مردداً مع ابن المبارك ، كانوا يقولون لابن المبارك رحمه الله :
إلى متى حدثنا وأخبرنَا؟]
لذا بعض إخواننا الذين لا يعرفون علم الحديث، وقد سمعت هذا من بعض إخواننا الذين يدرسون في المسجد الأقصى، يقول: “يا شيخ، ألا يكفينا دراسة لعلم الحديث؟
ويقولون :
نعمل بالذي بين أيدينا ثم نبحث عن الذي بين أيدينا”.
قلت: لا يكفي ، هناك بعض مواطن في الترمذي، وفي أبي داود، وفي صحيح مسلم، وصحيح البخاري، لا تستطيع أن تفهمها بيقين بالمنهج العلمي المتبع المرسوم، إلا أن تكون عندك ، ما نستطيع أن نتكلم بالمنهج العلمي الصحيح إلا أن نقف على عدد كبير من الاحاديث.
وسيبقى طالب علم الحديث مردداً مع ابن المبارك ، كانوا يقولون لابن المبارك :
إلى متى حدثنا وأخبرنا؟
فقال رحمه الله:
لعل الحديث الذي فيه نجاتي لم أقف عليه بعد”.
وكانوا يقولون لأحمد:
“يا إمام، يا أبا عبد الله، إلى متى مع الحديث؟
تشغل ليلك ونهارك في مجالسك، في مجالسك العامة والخاصة، في مجالس الجد والمزح، لا تعرفون حدثنا وأخبرنا؟
إلى متى تبقى مع العلم؟”
فكان يقول العبارة الجميلة النافعة التي يحبها الذكور من الرجال، كان يقول: “مع المحبرة إلى المقبرة”.
سأبقى طالب علم إلى الوفاة، رحمه الله تعالى، رحمهم الله.
أرجو الله أن نكون من طلبة الحديث، وأرجو الله أن نُحشر مع العلماء، وأرجو الله أن يمن علينا بأن نسير على نهجهم وسننهم وأن نتبع طريقهم ، طالب العلم منهوم لا يشبع.
المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
٢٠ صفر ١٤٤٧ هـ
١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م.✍️✍️
[ “العلم لا يقبل الجمود، وإنما العلم بحث” ، سمعنا من شيخنا الألباني رحمه الله هذه الحكمة مراراً وتكراراً. ]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
العلم بحث فلا تستطيع أن تقف على حقائق العلم إلا بكثرة البحث ، وعلمنا شيخنا الألباني، وسمعنا هذه الحكمة مرارًا وتكرارًا منه رحمه الله تعالى، فكان يقول :
“العلم لا يقبل الجمود، وإنما العلم بحث”.
ولذا استدرك الشيخ في آخر حياته على نفسه أشياء ما وقف عليها، وأشياء دوَّنها خطأ، فتبين له الصواب، فما منعه شيء أن يرجع إلى الصواب الذي وقف عليه.
فهذا شأن الصادق، الشأن الذي يريد أن يخدم الحقيقة والذي يريد أن يخدم الدين، لا أن يكثر الأتباع.
فمن أراد أن يخدم الشرع والدين، فمتى وجد الحق ومتى تبين له أن شيئًا في نفسه أو في قلبه عقد عليه وهو خطأ، فالواجب عليه أن يرجع عنه.
فالرجوع حينئذ من المناقب لا من المثالب ، الرجوع يكون من المناقب ، وهذا يغفل عنه أصحاب الحقد، ولا سيما ذاك الذي جمع أخطاء الشيخ وهو جاهل، بل هو أجهل من حمار أبيه، والدلائل على ذلك متوافرة بل متواترة، ولا أريد أن أقص أو أنحرف عن درسي في هذه الجزئية، ولا أمثال هذا الصنف من الخَلق يتابَع ويكشف زيفه لأنه مكشوف مفضوح.
ولله حكمة، وهذه الحكمة وجدناها في عدد كبير ممن انتقص الشيخ، فما انتقص أحد الشيخ إلا وسقط.
ولا أعرف أحدًا انتقده وبقي قائماً ، افحصوا تجدوا.
وأكتفي بهذه الكلية والتفصيل فيها يحتاج إلى مجلد….
ممن أراد أن يفضح الشيخ على المنبر وهو يخطب، أو من كتب في الصحف والمجلات، وممن علَّـق بالشيخ الجنايات وهو منها بريء.
المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
٢٠ صفر ١٤٤٧ هـ
١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م.✍️✍️
أتعرفون من طالب العلم؟ أتعرفونه؟
طالب العلم بقيّ، أتعرفون قصة بَـقيّ بن مَـخلَد ؟
بقيّ جاء من الأندلس إلى العراق ماشيًا على الأقدام، فلما وصل بغداد، تناهى إليه أن أحمد بن حنبل عليه الإقامة الجبرية، العقوبة بالإقامة الجبرية قديمة ، بسبب فتنة خلق القرآن في زمن المأمون، فضُرِبَ على أحمد الإقامة الجبرية حتى إنه كان لا يخرج لصلاة الجماعة، فقال: فلما وصلت بغداد علمت خبر أحمد، فاغتممتُ بذلك غمًا شديدًا، أصابني غم وهمّ، جئت لأحمد ومُـنِعتُ من أحمد، ومن الأندلس ومشياً على الأقدام.
قال: فدخلت المسجد الكبير وقلت: عسى الله أن يعوضني خيرًا من أحمد، قال: فنظرت فوجدت حلقة فيها رجل محدّث يحدّث، يُسأل عن جملة من الرواة، بعضهم يزكّي وبعضهم يُجرِّح، قال: فجلست فيها، فقلت للذي بجانبي: من الشيخ؟ فقال لي: أبو زكريا يحيى بن معين، قلت: أبو زكريا إمام.
فلما سكت الطلبة، سألتُهُ عن مجموعة من الرواة، قال: فلما رأى تلاميذه استرسالي وكثرة سؤالي، قالوا لي: لا تأخذ شيخنا منّا، اتركه لنا، قال: بقي سؤالان.
فوقفت وقلت: هشام بن عمار؟ قال: فعدّله، ثم رجعت وقلت: أسأله عن أحمد، فلعله يغمز به فأتسلى بغمزه عنه، وقلت: أحمد بن حنبل؟
قال: فنظر إليّ الناس يرمقون بأبصارهم، فقال أبو زكريا: سبحان الله! أمثالي يُسأل عن أحمد؟ إنه يُسأل عني! والله لو حَمل الكِبْرَ تحت ردائه ما ضرّه شيء في دينه، قال: فزادني همًّا، فخرجت حزينًا، وتأملت حالي، وسألت عن بيت الإمام أحمد فدُلِلْتُ عليه.
قال: فتزيّيت في اليوم التالي بزي شحّاذ، وحملت العصا، وأصبحت أطرق الأبواب حتى وصلت إلى بيت الإمام أحمد، وكان حوله الجلاوزة -أي الشرطة- فطرقت الباب، فنادى عليَّ رجل: من في الباب؟ فقلت: طالب علم غريب ناءٍ عن الديار، قال: من أين؟ قلت: من إفريقيا، قال: أبعد! قلت: من الأندلس، قال: ادخل الدهليز لا يراك الجلاوزة، قال: فدخلت، فأملى عليَّ بضعًا وثلاثين حديثًا، وقال لي: عد كل يوم على مثل ذلك، قال: فكل يوم كنت أتزيّى بزي شحّاذ، وأطرق الأبواب، وأقول: المسألة رحمكم لله، حتى أصل إلى باب الإمام أحمد.
فلما كشف الله الكربة عن الإمام أحمد ورجع إلى مجلسه في المسجد الكبير في بغداد، كان قبل كل درس ينظر ويقول: أين بقيّ؟
فأقوم ويقول: ها أنا ذا، قال: فيجلسني بجانبه، ويشير إليّ ويقول: هذا طالب علم.
طالب العلم الذي يذل نفسه من أجل أن يتعلم، إياكم -كما كان يقول بعض السلف- أن يصدكم عنّا سوء صنيعنا وأخلاقنا، ما معنا من علم خذوه، وإن وجدتم شيئًا فخذوا الثمار وارموا الحطب في النار، فنحن طلبة علم، نحب أن نتعلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المصدر:
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
من اليوتيوب بعنوان
(لأول مرة ينشر الشيخ مشهور_بن_حسن_آل_سلمان 150- شرح مسلم)✍️✍️
السؤال :
هل يوقن العبد بالإجابة عند الدعاء أم يطمع بالإجابة؟
الجواب:
العبد يوقن، لكن هذه الدعوة ليست متيقنة، أنا أدعو بعزيمة والرجاء من الله عز وجل، وكان بعض السلف يقول: إني لا أحمل هم الاستجابة، ولكنني أحمل هم الدعاء، فمن يسر الله، ومن حبب الله إليه الدعاء، فالله ما فعل له ذلك إلا لكي يستجيب له ، والشقي من الناس من لا يرفع يديه إلى الله ويسأله.
كثير من الناس تمضي الشهر والشهران والسنة والسنتان، لا يرفع يديه يقول: يا رب، يا الله، هذا شقي، ولذا السلف ما كان الواحد منهم يحمل هم الاستجابة، كان يحمل هم الدعاء، أن الله يشرح صدرك ويلهمك كيف تثني عليه، وكيف تسأله، وبماذا تسأله، هذه طاعة جراء طاعة سبقتها، وأن تنصرف عن الله عز وجل بكليتك ولا تسأله، وتتكل على غيره، هذا جراء معصية.
القلوب اليوم لَما يمرض الولد تتجه إلى الطبيب والدواء، لا بأس، اذهب للطبيب وخذ الدواء، لكن قلبك ينبغي أن يكون أول ما يتجه إلى الله:
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء : 80]
واليوم :
الرازق الراتب أو المصلحة أو البقالة.
التوكل قليل على الله، لذا المسلمون يُـحرَمون المطر وما أحد يشعر بمشكلة!
ونخشى أيضًا أن نبقى على حالنا الذي نحن فيه، ونخشى أيضًا من القحط.
فالنبي أخبرنا صلى الله عليه وسلم في صحيح حديثه – وأختم بهذا – فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
« ليس السَّنَةُ بأنْ لا تُمطَروا ، ولكِنَّ السَّنَةَ بأنْ تُمطَروا وتُمطروا ؛ ولا تُنْبِتُ الأرضُ شيئًا ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الموارد | الصفحة أو الرقم : 503
ليس السَّـنة – أي ليس القحط – أن لا تمطروا، ولكن السَّـنة – أي القحط – أن تُمطروا ثم تُمطروا ثم تُمطروا ، ولكن لا تنبت الأرض شيئًا.
نزل المطر والمزارعون في حسبانهم أن المطر لا يَنزل، فما بذروا في الأرض البذر الذي يناسب المطر في هذا الوقت، فالمطر كثير ولكن الأرض قاحلة.
ليس السَّـنة أن لا تمطروا، ولكن السَّـنة – أي القحط – أن تمطروا ثم تمطروا ثم تمطروا، ولكن لا تنبت الأرض شيئًا.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«لم يَمْنَعْ قومٌ زكاةَ أموالِهم إلَّا مُنِعوا القطرَ من السماءِ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 5204
نسأل الله سبحانه وتعالى العفو والعافية، وقتادة كان يقول: ما أنزل الله عذابًا على قوم إلا عند انسلاخ الشتاء.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يدرأ الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن أمتنا، وعن مجتمعاتنا، وعنا ، وعن ذويْنا ووالدينا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر:
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
من اليوتيوب بعنوان
(لأول مرة ينشر الشيخ مشهور_بن_حسن_آل_سلمان 150- شرح مسلم)✍️✍️
السؤال :
ما حكم قراءة الفاتحة على الأموات ، بعد صلاة الجنازة أو قراءة القرآن على الأموات ؟
الجواب:
أرجح الأقوال ما قاله الإمام الشافعي فيما نقل عنه ابن كثير في تفسير سورة النجم عند قول الله عز وجل:
{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ} [النجم : 39]
فنُقل عن الشافعي أن القرآن لا يصل للأموات، فحب الخير كان عند مَن قبلنا، والقرآن كان موجودًا، والأموات كانوا موجودين، ولم يُؤثر عن أحدٍ أبدًا أنه قرأ القرآن عن آخر.
وورد أثر واحد عن ابن عمر أنه أوصى أن تُقرأ خواتيم البقرة على رأسه أو على قبره، وهذا الأثر فيه رجل كذاب، فلم يثبت شيء في قراءة القرآن على الأموات.
والفاتحة دعاء، ويقول الإنسان بعد أن يمجد الله ويثني عليه:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ … (7)} [الفاتحة : 6-7]
وهذا الذي مات إما اهتدى وإما لم يهتدِ، ، واللهُ أعدلُ العادلين، إنسان غني يأتي بألف قارئ يقرؤون القرآن عليه، فهل يسبق الصالح الفقير الذي لا يجد أحدًا يقرأ عليه!؟
فالإنسان عند الله بعمله، {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ} [النجم : 39]
أما عمل الابن فيُكتب في صحيفة أبويه دون أن ينوي ، كل عمل، يعمله الولد الصالح ؛ هو في صحيفة أبويه، قال تعالى:
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}
[الطور : 21]
وما ألتناهم : أي أنقصناهم.
المصدر:
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
من اليوتيوب بعنوان
(لأول مرة ينشر الشيخ مشهور_بن_حسن_آل_سلمان 150- شرح مسلم)✍️✍️