السؤال:
ما صحة حديث: إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين؟
الجواب:
الحديث صحيح.
“إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين”.
حديث ثابت صحيح، صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٤٠٩).
والله تعالى يقول: { هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} [الأحزاب: ٤٣].
ويقول صلى الله عليه وسلم: “مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا”. مسلم ٣٨٤.
ويقول صلى الله عليه وسلم: “إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول”.
رواه ابن ماجه٩٩٧ وصححه الألباني.
فالله إذا صلى على الصف الأول، أخرجه من الظلمات إلى النور.
فكل نص شرعي فيه إثبات صلاة الله لصنف معين من الناس، إعلم أن هذا العمل الذي ورد فيه صلاة الله على صاحبه، أنه سبب من أسباب الخروج من الظلمات إلى النور.
أنت إن عملت عملا ورد فيه ترغيب في الشرع،أن الله يصلي على صاحبه؛ فحينئذ الله يقول: { هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} [الأحزاب: ٤٣]، فكل عمل يعمله العبد، والله يصلي عليه هذا سبب من أسباب الخروج من الظلمات إلى النور.
لذا من بركات السحور أن الذي يتسحر يخرج من الظلمات إلى النور.
كيف؟
هذا ليس شأني وشأنك، هذا شأن ربنا.
الذي يُكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخرج من الظلمات إلى النور، الذي دائماً يصلي في الصف الأول يخرج من الظلمات إلى النور، فكل عمل فيه إثبات أن الله يصلي على صاحبه، فإذا صلى الله على العبد أخرجه ببركة هذه الصلاة من الظلمات إلى النور.
عن أنسِ بنِ مالِكٍ قالَ : كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ
صحيح أبي داود 2356
هل هناك عدد معينًا ؟
إن الله وتر يحب الوتر ، فإذا فعلت الوتر في الأكل والشرب فلا حرج في ذلك .
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: إنَّ اللهَ وترٌ، يحبُّ الوتر. الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الترغيب ٥٩٥. صحيح.
النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد أكل تمرًا وترًا، والأمر ليس خاص بالعيد، الأمر واسع ولله الحمد والمنة.
⬅️ مجلس الوعظ في شهر رمضان
تاريخ 2016/6/10 افرنجي
↩ رابط الفتوى:
http://meshhoor.com/fatawa/f94
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍🏻✍️
الجواب:
كثر السؤال من أكثر من جهة، وجاءني السؤال من أكثر من بلد أنه في هذه الآونة الأخيرة: أنّ الناس لا يحتاجون إلى المال؛ إنما يحتاجون إلى الطعام والشراب وما شابه؟
أولاً بارك الله فيك فإن زكاة البَدَن تكونُ من جِنسها أي طعام، وزكاة البدن هي: صدقة الفطر.
وزكاة المال: من جنسها وهي المال.
والله تعالى يقول: {خذ من أموالهم صدقة} [التوبة: ١٠٣]، ويقول تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} [المعارج: ٢٤-٢٥]، ويقول تعالى: {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} [الذاريات: ١٩].
فزكاة المال مال.
والناس اليوم لظروف كثيرة، بسبب اعوجاج حال كثير منهم، وانحراف نمط الحياة عما كانت عليه في العهود الأولى: أصبحوا في بعض الأحايين -تحت ضغط معين- يفكرون بأن صدقة الفطر تصبح نقدا.
وفي هذه الأيام أصبح الناس تحت ضغط آخر من لون أخر من نوع آخر يفكرون في أن زكاة المال تصبح طعاما.
الشرع كفّى ووفّى، وفيه الغُنية وفيه الكفاية لسدِّ حاجة المحتاجين.
وأوجب الشرع على البَدن زكاة من جنسه وهي الطعام، وأوجب على المال زكاة المال.
لكن نحن أمام واقع، ويكون فيه كما أشرت اعوجاج، وهذا الاعوجاج إن لم يكن مطرداً؛ فلعله يكون عاماً.
بمعنى: أنه يشمل حالات كثيرة، ولكن لا تنطبق هذه الحالات على جميع الناس.
فكذلك الفقراء فيهم من أهل الصلاح والتقوى.
فما هو العمل؟
العمل أن نعطيهم المال، ويجوز لنا أن نأخذ وكالة منهم فنقول مثلا للفقير: لك مال زكاة مثلا بمئتي دينار، ماذا نفعل لك؟
نسد مثلا إيجار البيت؟
نشتري لك شيئا؟
فنقول له:
ماذا تريد أن نشتري؟
أما أن تجتهد وغيرك يجتهد ثم يجتمع عنده مثلا أرز أو سكر، فما وفّت الحاجة وما كفّت الحاجة.
والاجتهاد ليس لك، الاجتهاد للفقير فهو الذي يملك المال وحتى لو لم يُعط له؛ لأن الله تعالى يقول: {والذين في أموالهم حق معلوم} [المعارج: ٢٤].
وقد أجمع أهل العلم أن الفقير إذا سرق من الغني لأنه محتاج لا تُقطعُ يده ، وهذا الذي فعله عمر رضي الله عنه في عام المجاعة.
فبعض المستشرقين والذين في قلوبهم مرض يقولون: أنّ عمر عطّل إقامة حدِّ الله وهو قطع اليد في عام المجاعة، وهذا كذب وزور وافتراء، عمر رضي الله عنه ليس من حقه أن يعطِّل حَدَّ الله، وَحَدُّ الله في عام المجاعة أن الفقير إن سرق؛ فحتما لا تقطع يده؛ لأن له شُبهة مُلكٍ في مال كل غني.
لأن الله تعالى قال: {حق معلوم} [المعارج: ٢٤].
وإقامة الحد مع الشبهة لا تُشرع أبدا؛ فالحدود تدرأ بالشبهات.
الشاهد أن هذا الذي له حق في مال الغني له حق أن يقول: أنا أريد أن يُسَد الإيجار عن بيتي، أو مثلا اشترِ لي كذا.
فالحل الصواب والتخريج الفقهي العملي لهذا الاعوجاج الموجود في حياة الناس أن يقال لهم:
لكم عندنا مبلغ كذا.
ماذا نفعل لكم؟
ماذا تحتاجون؟
الفقير يترفَّع؛ لكن بهدوء البال والكلام الطيب وسعة الصدر في كلام الغني للفقير، يتلمَّسُ الغنيُّ حاجةَ الفقير ويأتيه بها.
الجواب: الأخ يسأل عن ليلة النصف من شعبان وهي قريبة علينا.
وما هو حديث ليلة النصف من شعبان؟
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة ١١٤٤.
هؤلاء الذين لا يغفر لهم، وقد قيل في تفسير المشاحن: المبتدع وهو قول ضعيف، والظاهر أن المشرك من الإشراك من الشرك والمشاحن من هجر أخاه لحظ نفسه.
من هجر أخاه لحظ نفسه فقد ثبت في حديث أنس في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: ” لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ” البخاري ٦٢٣٧، مسلم ٢٥٦٠.
فأنا غضبت منك في شيء دنيوي، أو أنت غضبت مني: يجوز شرعا أن أهجرك وأنت تهجرني ثلاثة أيام.
يحرم أن يزيد الهجران من أجل حظ النفس عن ذلك –النفس تغلي وتفور وتتأثر والإنسان ضعيف–؛ فمسموح لك أن تهجر أخاك ثلاث أيام، ثم بعد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “وخيرهما الذي يبدأ في السلام”.
خير هؤلاء الإثنين المتهاجرين من لقي أخاه الذي يبدأه في السلام.
ولذا قال بعض أهل العلم بناء على هذه الرواية: أنه بالسلام ينقطع الهجران، ولا يلزم أن تبقى العلاقة بعد الهجران كحالها قبله، فلا يلزم ذلك.
فخيرهما الذي الذي يبدأ في السلام فمجرد أن تسلم على أخيك انقطع الهجران.
فالله جل في علاه كما في الحديث، والحديث صححه شيخنا وجمع كابن حبان والحاكم وغيرهما.
فليلة النصف من شعبان جائز لكل البشر قبل أن يدخلوا في رمضان أن يحسن الإنسان علاقته مع سائر إخوانه.
والرب عز وجل كريم غفور رحيم يتجاوز عن حقوقه.
إذا دخلت هذه المدرسة فتخرج وقد غفر لك.
أما إذا بقي الهجران فأجر صيامك وأجر قيامك يحبس ولا يرفع حتى تترك الهجران.
فالإنسان في هذه المهلة يعني ينظر في علاقته مع الناس: فمن ساءت علاقته معه فليحسنها.
اليوم في أزمات في العلاقات حتى مع أقرب الناس للإنسان، أحيانا فيه تأزمات مع الأشقاء، والأسوأ والأدهى والأمرُّ مع الأخوات مع الرحم الضعيف، والرحم ليس الأنثى فقط الأنثى والذكر رحم ولكن الأنثى ضعيفة.
فبعض الناس له هجران مع أخواته أو مع إخوانه أو مع جيرانه أو ما شابه فالواجب على الإنسان في هذه الحال أن يترك الهجران لله وأن يدخل رمضان وقد حسنت علاقته مع الناس.
أيها الأخوة الأفاضل.
تذكروا أن الله عزوجل يقول: (( وَهُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَ خِلۡفَةࣰ ))، الله جل في علاه، جعل الليل يخلف النهار وجعل النهار يخلف الليل.
لماذا يا ربنا؟
قال الله عزوجل: (( لِّمَنۡ أَرَادَ أَن یَذَّكَّرَ أَوۡ أَرَادَ شُكُورࣰا)).
لمن أراد أن يذكر فيتعلم، أو أراد شكورًا فيشكر نعمة الله جل في علاه.
فنحن في وقت يسر الله لنا أن نملك وقتنا وأن نخلو بأنفسنا، فالواجب علينا أن لا نغبن فالوقت.
وقد ثبت في صحيح الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ”.
فيا مَن مَنَّ الله عليك بالصحة والفراغ أحرص على الاستفادة من الوقت، فالمغبون، الذي يبيع شيئًا نفيسًا بثمنٍ رخيص، أو الذي يشتري شيئًا رخيصًا بثمنٍ عالٍ وغالٍ، فلا تكن مغبونًا، لا تكن من هؤلاء، فالفراغ والصحة نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس، فاحرص على أن تستفيد من وقتك. وأذكرك بحال السلف رحمهم الله تعالى.
فها هو الحسن البصري رحمه الله يقول: “ابن آدم، إنما أنت أوقات، فإذا انقضى يومٌ، ذهب بعضك”.
المناطقة -علماء المنطق- يقولون: “الإنسان حيوان ناطق”.
ولكن الحسن البصري يقول الإنسان عبارة عن أوقات، فإذا انقضى شيء من هذا الوقت مات بعضك.
وهو يقول: “لقد أدركت أقوامًا هم أحرص على أوقاتهم من حرصكم على دنانيركم ودراهمكم”.
وكان عمر بن عبد العزيز يقول:” ابن آدم؛ الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما”.
وأهل الجنة وهم في الجنة لا يتحسرون إلا على ساعةٍ مضت لا يذكرون الله تعالى فيها.
والذي يحرص على الوقت العُبَّاد والعلماء، وما عدا ذلك، فهؤلاء أهل غفلة، فأعوذ بالله أن تكون أخي الفاضل من أهل الغفلة، أحرص على وقتك بطاعةٍ وعبادة أو تدبرٍ أوتذكرٍ، أو تفقهٍ، بأن تكون مستفيدًا، بأن تكون متعلمًا أو معلمًا.
اسأل الله جل في علاه أن يمن علينا بأن نحافظ على أوقاتنا، وأسأله سبحانه وتعالى أن تكون من الراشدين البعيدين عن الغفلة، والذين لا يخوضون بما أسخط الله جل في علاه، ولا يقضون أوقاتهم في غفلةٍ أو في معصية الله، والموفق من وفقه الله.
اسأل الله التوفيق لي ولكم.
وصلى الله وبارك على نبينا محمد.✍️✍️
شيخنا هل يجوز الجمع بين الصلاتين بسبب وباء كورونا؟
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
سُئلتُْ من أكثر من جهة من أكثر من بلد هل يجوز الجمع بين الصلاتين بسبب هذا الوباء.
فالجواب: لو كانت الصلاة قائمة في المساجد جماعة واستطعنا أن نصلي الصلاة الأولى وكان هنالك مثلاً حظرُ و منع من الصلاة الثانية جاز ذلك، لأنه ثبت في الصحيح أن النبي ﷺ جمع من غير خوف و من غير مطر و من غير سفر في روايات متعددة.
الحديث : عن ابن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((جمَعَ رسولُ اللهِ ﷺ بين الظُّهرِ والعَصرِ والمغربِ والعِشاءِ بالمدينةِ من غيرِ خوفٍ ولا مَطرٍ. فقيل لابن عَبَّاسٍ: ما أرادَ إلى ذلك؟ قال: أرادَ أنْ لا يُحرِجَ أُمَّتَه)) رواه مسلم (٧٠٥).
عن ابن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((صلَّى رسولُ اللهِ ﷺ الظُّهرَ والعَصرَ جميعًا بالمدينةِ. في غيرِ خوفٍ ولا سفرٍ . قال أبو الزُّبيرِ: فسألتُ سعيدًا: لِمَ فَعَلَ ذلِك؟ فقال: سألتُ ابنَ عبَّاسٍ كما سألتَني. فقال: أرادَ أنْ لا يُحْرِجَ أحدًا من أُمَّتِه )) رواه مسلم (٧٠٥).
قال أهل العلم:
هذه أعذار نموذجية يجوز الجمعُ من أجلها، و كذا العُذر الذي يشبه أو العذر الذي هو أقوى من هذه الأعذار لأنه في الحديث نفسه سُئل عبدالله إبن عباس رضي الله عنهما عن سبب جمعه، قال أراد أن لا يُحْرِجَ أُمّته أو قال أراد أن لا تُحْرَجَ أمته .
فالخوف هذا الموجود و يمكننا أن نؤدي صلاة الجماعه أعني الصلاة الأولى دون الثانية يجوز الجمع من أجله، أما أن يجمع الإنسان بين الصلاتين وهو مُترفِّه وهو في كامل صحته ولا يوجد عُذر وهو في بيته فهذا ممنوع، وهذا الجمع ليس بمشروع، وهو من أداء الصلاة في غير وقتها.
و عليه:
فإن حالنا الذي نعيش اليوم لا يجوز الجمع فيه البَتَّة، لأننا نصلي في بيوتنا ونحن مُتَرفِّهون مُتمكِّنون من أداء الصلاة في وقتها، وقد قال الله عز وجل { فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} النساء (103) .
كتاباً: أي مفروضاً.
مَّوْقُوتًا: أي موقتتاً بأوقاتها الشرعية التي صلى فيها النبي ﷺ كما ثبت في صحيح مسلم لما سُئِلَ عن أوقات الصلوات، صلى الصلاة الأولى في كل فريضة من الفرائض الخمس في أول وقتها ثم في اليوم الثاني صلى الصلوات الخمس في آخر وقتها، وقال النبي ﷺ مابين هذين الوقتين وقت.
يسأل كثير من العاملين في قطاع التمريض من الممرضين والممرضات واسأل الله جل في علاه أن يثيبهم وأن يجري الخير وصحة العباد على أيديهم، فقد أمرنا الشرع باتخاذ الأسباب.
يسألون هم وغيرهم من العاملين في القطاع الصحي من الأطباء الذين يتصدرون الصفوف الأولى في مواجهة فيروس *كورونا* وهم ملزمون بلباس خاص ولا يجوز لهم في الأعراف الطبية خلعه لفترة لا تقل عن أثنتي عشرة ساعة ويصعب عليهم أن يبقوا متوضئين فماذا يفعلون؟
الجواب:
الجواب من القران، قال تعالى: (( فإن لم تجدوا ماء فتيمموا )).
وعدم الوجود في الآية قسمان:
– عدم وجود حسي.
– عدم وجود معنوي.
بمعنى أنهم يستطيعون الوصول إليه لكن استخدامه يعرضهم لخطر كمن كان سبع بينه وبين الماء، أو اذا ترتب على استخدام الماء تأخير شفاء وكذلك إذا تولد على استعماله داء ومرض.
فهولاء إذا قرر الطب أنهم يعرضون أنفسهم من خلال الوضوء إلى الأمراض فلهم أن يتيمموا بنص القرآن، ولا حرج عليهم في ذلك.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
استشكل البعض:
كيف يتيمم دون أن يخلع لباسه؟
أجاب الشيخ -حفظه الله-:
إذا أمكنه أن يخلع ليتيمم، وإلا فيأخذ حكم المتصل ويتيمم عليه.
✍️✍️
حفظكم الله شيخنا نريد السؤال حول ما انتشر هذه الأيام من نشر أخبار الرؤى بين الناس بطريقة توحي بأن هذه الرؤى حتماً ستقع.
وهل يجوز لنا أن ننكر على من يفعل ذلك، خاصة أن هذا الأمر غير معهود عند أهل العلم من سلف الأمة، وخاصة أن هذا الأمر من فعل بعض الطوائف التي تعتمد تمام الاعتماد على الرؤى والأحلام، والنبي صلى الله عليه وسلم لمّا أجاز الإخبار بالرؤى قال حدث بها من تحب.
فهل الإعلان بالرؤى يتنافى مع هذا أم يدخل تحته؟ وخاصة وأن هذا الأمر ممكن أن يفتح علينا بابا يصعب غلقه.
الجواب:
حياك الله.
تنبيهٌ فيه يقظةٌ وحرصٌ على سلامة أصول الدعوة السلفية.
الرؤيا بارك الله فيك يُستأنس بها ولا يعتمد عليها، ووسيلة إثبات الأخبار ليست الرؤيا، فإذا أصبحت الرؤيا والإلهام وما يقع في النفس من حديث وسيلة من وسائل إثبات الخبر فمن صنع هذا خرج أصلا من السلفية.
لكن الرؤى لها قيمة، وقيمتها أولا في تواطئ الصالحين ( إن تواطأت رؤية الصالحين) كما يحصل في آخر الزمان مع المهدي فهذا التواطؤ له معنى وليس تواطئ شخص وإنما تواطئ مجموعة وهؤلاء المجموعة يُعرفون بين الناس بالورع والصلاح والتقوى.
والحادثة التي تتكلمون عليها ليست من هذا الباب، هذه واحدة.
الثانية بارك الله فيك: الأصل في الرؤيا أن لا يقصها الإنسان وأن لا يتكلم بها إلا على سبيل الوعظ ولمن يحب، أما أن تصبح كلام المجالس وأن تصبح مصدرا للأخبار وتصبح حديثا عن أمور طبية وأمور غيبية لا سيما إذا ترتب عليها ترك الأخذ بالأسباب والاستبشار بها فهذا بلا شك خلل في الإيمان بالقدر وخلل في كليات العقيدة من جهة وفي كليات الأمور الواجب معرفتها من الرؤى في جهة ثانية.
فالرؤيا يستبشر بها من رآها ويحدث بها من يحب على سبيل العظة فقط من غير جزم، وإنما من باب الاستئناس.