ما نصيحتكم للمبتدئ في طلب العلم ولا زال لم يحفظ القرآن الكريم ، هل يتفرغ لطلب العلم أو يحفظ القرآن فقط أو يجمع بينهما ،مع العلم أنه يشتغل وعمره 28 سنة ؟

السؤال الثاني:

ما نصيحتكم للمبتدئ في طلب العلم ولا زال لم يحفظ القرآن الكريم ، هل يتفرغ لطلب العلم أو يحفظ القرآن فقط أو يجمع بينهما ،مع العلم أنه يشتغل وعمره 28 سنة ؟

الجواب: طالب العلم يهنأ بالطلب إن بدأ صغيراً، والعلم نكاح بين الفهم والحفظ، إذا عقدنا عقد نكاح، فأدخلنا الحفظ على الفهم والفهم على الحفظ فالمولود يكون عالم ، مولود النكاح الذي ينتج من الحفظ والفهم يولد مخلوق، وهذا المخلوق يكون عالم.

فعلماؤنا السابقون وهم صغار يحفظون ثم يكبرون فيفهمون، فيصبحون علماء ، فالإنسان الآن طلب العلم متأخراً لا يستطيع أن يحفظ ، المهم أن تكون طالب نجاة ، الواجب عليك أن تعلم ما يلزمك في يومك وليلتك.

هناك قسم من العلم فرض عين، وهذا القسم أن تعرف الله ورسوله المعرفة الشرعية الفطرية الصحيحة، وأن تعلم ما يلزمك من أحكام في اليوم والليلة.

إذا كنت تاجرا تعرف أحكام التجارة، أجيرا تعرف أحكام الإيجارة، معلما تعرف أحكام العلم، طبيبا تعرف أحكام الطب، ما يلزمك في يومك وليلتك من الصلوات ، والزكوات إذا كنت تاجرا ، الحج إذا كنت تريد أن تحج، الطهارات ،ما يصلح ظاهرك وما يصلح باطنك، وكل أدرى بنفسه ﴿ بَلِ الإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (١٥) ﴾.

ترى يجري – نسأل الله العافية – الكذب على لسانك، كيف تقوم وتبعد الكذب عن لسانك، ترى في قلبك غش، حسد على الناس، هذا داء ينبغي أن تتطبب، ينبغي لك أن تتعلم، تتعلم حتى تداوي ، تصلح الظاهر تصلح الباطن.

وكذلك المرأه يجب عليها أن تعرف أحكام الزينة، وأحكام الحيض وأحكام الاستحاضة.

واذا زوجتك ما هي طالبة علم أنت من يجب عليك أن تتعلم عن أحكام الحيض والاستحاضة، حتى تعلم زوجتك، حتى بناتك يعبدون الله – عز وجل – على علم ، ما تصوم ويجب في حقها الفطر ، ولا تفطر وهي طاهر، تعرف الأحكام معرفه شرعية صحيحة، وكذلك أحكام اللباس، الأحكام الظاهرة للمرأة ، أحكام اللباس والزينة.

والمطلوب أن تنجو عند الله – عز وجل – فالكبير إذا أراد أن يبدأ في طلب العلم، يبدأ في المقدار الواجب، والوجوب العيني، ثم إذا أراد أن يصبح مشاركاً، يبدأ بعلوم الآلة ، يبدأ درجة درجة ، وهذا الأمر يحتاج إلى أستاذ، وتبدأ تنطلق مع الأستاذ.

والأستاذ هو الذي يحدد لك المتون، ويحدد لك ماذ تقرأ؟ تلتحق بأستاذ وتبدأ تتدرج في طلب العلم.

⬅️ ندوة *الفتن وسبل النجاة منها* لشيخنا مشهور بن حسن أل سلمان والتي ألقاها في الدار البيضاء بالمغرب يوم الخميس ١٨ جمادى الآخرة ١٤٤١ هجري.

↩️ رابط الفتوى:

ما نصيحتكم للمبتدئ في طلب العلم ولا زال لم يحفظ القرآن الكريم ، هل يتفرغ لطلب العلم أو يحفظ القرآن فقط أو يجمع بينهما ،مع العلم أنه يشتغل وعمره 28 سنة ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍?

? للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال الأول يقول:كيف نوفق بين طلب العلم وتزكية النفس؟

السؤال الأول يقول:كيف نوفق بين طلب العلم وتزكية النفس؟

الجواب:
لا تعارض البتة بين تزكية النفس وبين طلب العلم ، بل قال غير واحد من السلف : ” طلبنا العلم لغير الله ؛ فأبى الله إلا أن يكون له “.

فاطلب العلم واثبت عليه ، واسأل ربك جل في علاه الإخلاص فيه ، وجاهد نفسك على الإخلاص ، فالعلم من حسناته وكله حسنات، أن من طلبه لغير الله، فإن صدق في الطلب؛ فإن النية تتحول إلى أن تكون لله عز وجل، طلبنا العلم لغير الله فأبى الله إلا أن يكون له.

لكن هنالك مزالق في طلب العلم ينبغي أن يبتعد عنها الطالب، والطالب كلما كان ضعيفاً أحتاج إلى أستاذ يعلمه ويرشده، ولا سيما في بدايات الطلب، فإذا الإنسان بدأ يجرد وبدأ يقرأ دون فهم ، فيحفظ أشياء من هنا ومن هناك و دون قواعد ودون فهم ، خصوصاً إذا بدأ يمتحن من يعلمه من المشايخ في جزئيات يسيرة حفظها من هنا وهناك ، فيصيبه داء التعالم ، فيصبح لسانه يقول : لو أن العلماء اجتمعوا بين يديّ في صعيد واحد ثم نفخت عليهم نفخة واحدة لأصبحوا هباءا منثورا، بعض الناس هذا حالهم نسأل الله العفو والعافية.
ولذا طالب العلم في البدايات يحتاج أن يعرف علوم الآلة وأن يحفظ شيئاً من كتاب الله وأحاديث النبي ﷺ ، ثم يؤخِّر مرحلة جرد المطولات والكتب الطويلة إلى آخر حياته.

طالب العلم ينبغي أن يجد ويجتهد ، وينبغي أن يستفيد من وقته ، طالب العلم يبز أقرانُـه إن استفاد من وقته ، طالب العلم ما يَعرِفُ فراغاً، طالب العلم متى عمل في عمل فبعدها يرجع طالب علم .

بعض الناس كيف يقرأ ؟
يقول : أنا أقرأ على المزاج !

لا ، طالب العلم لا يُعرَف عنه إلا القراءة ( إما أنه يُحضر وإما يحفظ وإما أنه يَجرُد) ، وكما قلتُ: جَرد المطولات يكون في المرحلة الأخيرة.

طالب العلم يحافظ على كل دقيقة من وقته، وهذا الأمر من أجل الطاعات، قال الإمام أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قول الله تعالى : {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 97].
قال : الأعرابي هو الذي لَم يَـسُسه سائس، ولَم يجثو على الرُّكَـب بين يدي العلماء ؛ فهذا أجدر أن لا يَـعلَم حدود ما أنزل الله.

طالب العلم ينبغي أن يُساس -هيِّن ليِّن- ، وينبغي أن يجثو على الركب بين يدي العلماء، حتى يبتعد عن كونه أعرابياً.

{الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ …} [التوبة : 97]

هؤلاء أجدر أن لا يعلموا ، فالله عز وجل يقول هذا.

فإذا متى تطلب العلم ؟

الإجابة :

لَـمَّا تَترك رعونات النفس ، لَـمَّا تُزكِّي نفسك، فمعنى أنك أقبلتَ على العلم ، ومعنى أنك جثوتَ على الركب بين يدي العلماء ؛ أنت زكَّـيتَ نفسكَ ، هذه بداية التزكية، فلا تعارُض بين التزكية وبين العلم.

⬅️ ندوة *الفتن وسبل النجاة منها* لشيخنا مشهور بن حسن أل سلمان والتي ألقاها في الدار البيضاء بالمغرب يوم الخميس ١٨ جمادى الآخرة ١٤٤١ هجري.

↩️ رابط الفتوى:

السؤال الأول يقول:كيف نوفق بين طلب العلم وتزكية النفس؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍?

? للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: أخ يسأل ويقول: ما حكم الانتماء للجماعات الإسلامية؟ وهل السلف جماعة؟

السؤال:

أخ يسأل ويقول:
ما حكم الانتماء للجماعات الإسلامية؟
وهل السلف جماعة؟

الجواب:
من أكبر الأخطاء التي يجب تصحيحها وبذل الجهد الكبير في تقويمها اعتقاد كثير من الناس أن السلفية جماعة كسائر الجماعات، ومما ساعد على انتشار هذا المعتقد أن السلفية تُذكر في كثير من الأحايين مع غيرها من الفرق والأحزاب والجماعات.

السلفية ليس لها مؤسس، ولا زعيم، وهي منهج لفهم الدين بثوبه الزاهي الذي أنزله الله تعالى من السماء على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الواجب على السني صاحب المعتقد السليم أن يتميز عن غيره من أصحاب العقائد المنحرفة أو المناهج الخربة.

لو أن أصحاب الدعوات الحزبية أسقطوا أسماءهم لما جاز لنا إلا أن نقول نحن مسلمون، قال تعالى: {هُوَ سَمَّاٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ} كما في سورة الحج على لسان إبراهيم.

لكن اليوم إن قلت مسلم، فالمعتزلي مسلم والخارجي مسلم وبعض الشيعة مسلمون ليسوا بكفار وهكذا.

فحتى نتمايز عن غيرنا نقول: نحن مسلمون لسنا بمتحزبين ولا متعصبين ولا مقلدين، لا نتبع أحداً معيناً . ومن اختارهم الله تعالى لنبيه وهم الصحابة، ومن زكاهم نبيه وهم القرون المفضلة الثلاثة هؤلاء هم قدوتنا، ولا نقبل أن يوجد جيل يُقتدى به غير الجيل الذي زكاه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فمن الخطأ أن تذكر السلفية مع سائر الدعوات، وقد يكون عند بعض أصحاب هذه الدعوات معتقد سلفي أو عدم تمذهب فقهي، وهذا موجود، فهذا عنده نزعة سلفية.

فالسلفية ليست قسيماً لسائر الدعوات، من كان إخوان مسلمين لا يمكن أن يكون تبليغيا، ومن كان تبليغيا لا يمكن أن يكون تحريريا، لكن يمكن أن يكون واحد من هذه الأحزاب وعنده منهج أو جزء من منهجه في الفقه يتبع الدليل وليس بمتذهب وهكذا.

السلفية منهج لفهم الإسلام، وإذا أردت أن أبين ما أريد بالتمثيل فأقول هذه صفحة بيضاء وهي أصل الدين فجاء بعض الناس فاحتل جزء منها وصبغها بصبغة، ثم جاء ثان فصبغها بصبغة، وثالث صبغها بصبغة، ورابع بصبغة، وخامس بصبغة، وبقي الأصل مع وجود ما صُبغ على الأصل الأبيض، فمن ينظر من بعيد يظن أن الأصل الأبيض مثل الذي قد صُبغ على هذه الورقة، لكن الفطن يقول: لا ؛ هذا اللون الأبيض المتبقي هو الأصل، عدا ما صُبغ على هذه الورقة.

فنحن لا نعترف بوجود منظم أو مؤسس، وإن أصرّ الناس علينا إلا أن نقول- مثلاً – مَن هي الهيئة التأسيسية للسلفية؟

نقول: الصحابة -أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -، هذا إن أبوْ إلا أن نجاريهم في  ألفاظهم، فإن تنزلنا فجاريناهم فنقول: الهيئة التأسيسية عندنا الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ونعلق الناس بالصحابة، وإن قلنا نقول قال أبو بكر قال عمر قال ابن عباس قال فلان من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فنعظم الوحي، والدعوة السلفية دعوة وحي وليست دعوة فكر.

العلم السليم يُوَلِدُ فكراً سليماً، والفكر لا يولد علماً، وفرق كبير بين من يتبع الوحي وبين من يوجد أفكاراً كردة فعل لواقع، فإن صلحت تصلح لبرهة من الزمن، لذا أصحاب الدعوات مع مضي الزمن يُفلسون ويَظهر عوارهم، ففرق بين من يتبع الوحي وبين من يتبع الفكر ونتائج العقل، وهكذا .

والواجب على كل مسلم أن يدعو ربه أن يكون مع الذين أنعم الله عليهم، والذين أنعم الله عليهم هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون؛ قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۦنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقًا}.  

ورضي الله تعالى عن ابن مسعود فإنه كان يقول: ” اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم  ” .

وكان الأوزاعي يقول: ” عليك بالأمر الأول وإن زخرف لك الناس خلاف ذلك ولا تغتر بكثرة السالكين “.

إن رأيت الكثرة قد ابتعدوا عن النهج الأول فلا تغتر بذلك.

ورحم الله الشعبي فإنه كان يقول: ” إن استطعت أن لا تحك رأسك إلا بأثر فافعل.

والله تعالى أعلم.??

رابط الفتوى:

السؤال: أخ يسأل ويقول: ما حكم الانتماء للجماعات الإسلامية؟ وهل السلف جماعة؟

السؤال: بعض الطلاب عندما يختمون القرآن يحبون أن يُكرموا أصحابهم وزملائهم؛ فيأتوا بطعام إفطار في المركز، وليس هذا على سبيل التداعي، ولا هو على سبيل الإلزام ولا الاستمرار، فبعض طلبة العلم أنكر هذا وقال: هذا بدعة، فنريد جوابكم بارك الله فيكم؟

السؤال:

بعض الطلاب عندما يختمون القرآن يحبون أن يُكرموا أصحابهم وزملائهم؛ فيأتوا بطعام إفطار في المركز، وليس هذا على سبيل التداعي، ولا هو على سبيل الإلزام ولا الاستمرار، فبعض طلبة العلم أنكر هذا وقال: هذا بدعة، فنريد جوابكم بارك الله فيكم؟

الشيخ : جزاكم الله خيرا.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.

من المعلوم وهذا من المُقررات عند طلبة العلم: أن الأصل في المُعاملات الحِل، والأصل في العبادات المنع.

– فالأمور التي تقوم على المُعاملات: لا نُفتي بحرمتها ولا بحِلِّيَّتِها إلا إن وجد الدليل.

– والعبادات: لا نُفتي بمشروعيتها إلا إن وجد الدليل.

ولذا قال النبيﷺ للسيدة عائشة رضي الله عنها: (مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ.) (مسلم ١٧١٨).

-فالعمل وهو العبادة لا بد أن يكون عليه أمر النبي ﷺ.

– كذلك قال الله عز وجل: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} [الشورى: ١٣].

– ونعى الله على أقوام فقال: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى: ٢١].

– فالأصل في المشروعية وهي -العبادات-: المنع، والأصل فيها أن تكون تحت أمر النبيﷺ.

– الآن الأمر الذي لم يثبت فيه شيء فيُنظر: هل هو من العبادات أم أنه من العادات؟

– فإن كان من العبادات: فالأصل فيه أن يكون عليه أمر النبيﷺ.

– وأما إن لم يكن من العبادات؛ وإنما كان من العادات فنقول:

ما هي العادات؟

الجواب: الكلام والأكل والشرب والذهاب والمجيء والسفر والانتقال كلها عادات.

– لذا الله عز وجل مَنّ على قُريش فقال: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} [قريش: ١-٢].

ومن بديع كلام الإمام القرطبي في التفسير لهذه الآيه قال: منها يُستنبط جواز إتخاذ المصيف والمشتى.

يعني: رجل مبسوط عنده بيت في الصيف، وبيت في الشتاء؛ فالله يقول: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} [قريش: ١-٢].

فهذا أمر مباح ما فيه شيء.

– الآن: خاتم القرآن-الذي يختم القران-، سواء كان يختم خِتمة على شيخ، أو يختم وحده، يختم بحفظ، أو يختم ختمة تلاوة، أو يختم ختمة تعبُد وتألّه وتقرب من الله عز وجل: فهذا في عبادة عظيمة من العبادات.

وقد ثبت عند الدارمي في المقدمة عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: أن لكل من ختم القرآن دعوة مستجابة.

وكان بعض التابعين يختم على أنس فجاءه، وهذا أيضا عند الدارمي فقال: إن ختمت فأخبرني.

فكان الدعاء يَرغَبُ فيه من قبلنا عند الختم، ودعاء الختم دعاء مأثور ثابت عن جمع من الصحابة.

فأقول بارك الله فيكم: أنّ لخاتم القرآن دعوة مستجابة.

كان من عادة الإمام أحمد رحمه الله، وقد كان يختم القرآن كل أسبوع، فيقول صالح في كتابه (سيرة أبي) قال: (أبي كان يجمعنا يوم الجمعة بعد العصر ويختم ويدعو ونحن نُؤمِّن).

اُنظُر هذا الوالد المبارك كل يوم جُمعة عنده خِتمة، وعنده دعاء الخِتمة متى يكون؟

– يكون يوم جُمعة بعد العصر.

وأتوسّع قليلا: دعاء ختم القرآن في الصلاة في قيام الليل هذا ماذا يسمى عند العلماء؟

الجواب: هذا يسمى التّداخل في العبادات.

الإمام أحمد داخَلَ بين أمرين:

– بين دعاء ختم القرآن.
– وبين ساعة الجُمعة المستجابة بعد العصر.

– فمنه اعْتَمد على مَن داخَل بين دعاء ختم القرآن مع صلاة قيام رمضان، فكان هذا أصل لمن رأى هذا مشروعا.

إذاً: دعاء ختم القرآن أمر حسن، ولا حرج فيه.

– أما موضوع الطعام والشراب: إن اتُّخِذ هذا العمل ليس من باب العبادة وفُعِل وتُرِك: فلا حرج في هذا.

وهذا أشبه ما يكون بكلام علمائنا الكبار رحمهم الله تعالى لما ختموا كتبهم.

اُنظر الآن إلى فتح الباري: الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى لما ختم فتح الباري، وقد مكث ستة عشر عاما وهو يكتب فيه، وفتح الباري كان يكتبه ويوزعه على نبهاء الطلبة، وطلبة الحافظ ابن حجر العلماء منهم كُثُر، وكان يتناقش وإياهم حتى أكرمه الله تعالى بأن كتب هذا الكتاب البديع الذي اعتبره أهل العلم كتاب الإسلام الذي هو كتاب فتح الباري.

وكان شيخنا الألباني رحمه الله يقول: كتاب الإسلام فتح الباري، ورأيت هذا من كلام السخاوي رحمه الله.

الشاهد: فتح الباري لما ختمه صاحبه أولم وليمة لأهل القاهرة، أطعم أهل القاهرة لما ختم فتح الباري، لما فرغ منه.

أحد الحضور: يبدو أنه كان غنيا؟.

الشيخ: الحافظ ابن حجر صحيح كان غنيا.

كان قاضي قضاة الشافعية في زمنه، وقاضي قضاة الشافعية هو الشخصية الأولى المقدم في العالم الإسلامي، وكان نائبا على أكابر دور المخطوطات في القاهرة، كل كتب العالم كانت بين يديه.

أنا العبد الضعيف كتبت كتابا بعنوان (مُعجم المصنفات في فتح الباري)، أظن سمينا قرابة ١٤٥٦ كتابا في فتح الباري، ثم تبين لنا أنه فاتنا شيء قليل.

فالشاهد الله يوفق الجميع لما يحب ويرضى: هذه عادة.

أنا الآن أسألكم سؤالا، والسؤال مهم وفيه شيء.

الأعياد وزيارة الرحم في الأعياد: هل هي عبادة أم هي عادة؟ وهل هي مشروعة أم ممنوعة؟

الجواب: عادات.

ولماذا هي عادات؟

– كان الناس قديما يعيشون في مَحِلَّةٍ واحدة.

وللآن: أنا دخلت في بعض الأماكن في المدينة النبوية فيها قبيلة حرب مثلا ولهم مجلس، والمجلس سماوي مكشوف بين الأزقة وبين الدور تجتمع فيه العوائل، يجتمعون يسهرون، يعني يجلسون ويتسامرون.

فكان الناس قديما في أوقات الأفراح أو الأتراح هم يلتقون تحصيل حاصل، يعني ما في نعمل بيت شعر، هم ميّالون لهذا يجلسون لهذا.

فالقول: إنه الآن أنا مع إخواني وأخواتي وأقاربي كل واحد أصبح في بلد، والآن لما نجتمع نحتاج أن نسافر أو نركب السيارة.

حتى الآن في الأعياد غير الأول، ما كان الناس هكذا كالحياة التي نعيش، كان الناس يعيشون في مكان واحد وكل يوم يجتمعون.

فبعض إخواننا لا يفقه هذا.

بلغني واحد اتصل بي مرة يقول: عمه هو الجار في الجار -الحيط بالحيط-، وعمه مات؛ فقال: بأنه لا يذهب ويعزي، فإذا ذهبتُ هذا بدعة!!!.

هذا هو البدعة وما فعله.

فالمسألة تحتاج إلى ما يسميه علمائنا السابقون:

– المُقتضي قائم أم غير قائم؟
– وفعل أو تُرك قديما؟
– كيف كان الفِعل؟ وكيف كان الترك؟

و الموفق من وضع الأشياء في أماكنها.

هذا بإيجاز.

والله تعالى أعلم.✍?✍?

رابط الفتوى:

السؤال: بعض الطلاب عندما يختمون القرآن يحبون أن يُكرموا أصحابهم وزملائهم؛ فيأتوا بطعام إفطار في المركز، وليس هذا على سبيل التداعي، ولا هو على سبيل الإلزام ولا الاستمرار، فبعض طلبة العلم أنكر هذا وقال: هذا بدعة، فنريد جوابكم بارك الله فيكم؟

السؤال: من الأخوة من أفتى بأن صلاة المرأة في المسجد ليس لها أجر القيام، ماذا تجيبوه؟

السؤال:

من الأخوة من أفتى بأن صلاة المرأة في المسجد ليس لها أجر القيام، ماذا تجيبوه؟

الجواب:

أجمع أهل العلم أن الرجال والنساء شقائق في الأجور، ومن أخرج امرأة من أجرٍ ثبت في نصٍ؛ فالأصلُ أن يأتي بالدليل.

وكون أفضلية الصلاة للمرأة في بيتها لا يمنعها من الأجر، كيف وقد ثبت في الصحيح أن النبي ﷺ قال: (لا تَمْنَعوا إماءَ اللهِ مساجدَ اللهِ) (البخاري ٩٠٠، مسلم ٤٤٢).

وفي رواية في مسلم يقول فيها النبي ﷺ: (لَا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ حُظُوظَهُنَّ مِنَ الْمَسَاجِدِ ، إِذَا اسْتَأْذَنُوكُمْ)(مسلم ٧١١).

فالمرأة إن ذهبت لمكة لها حظ من بيت الله الحرام، لها حظ أن تتردد إليه، وإن جاء رمضان لها حظ من بيت الله أن تأتي إليه، فكما قال النبي ﷺ: لا تمنعوا إماءَ الله مساجد الله، قال: لا تمنعوا إماءَ الله حظوظهن من بيوت الله.

فالمُطالب بالدليل هو النافي.

وقول النبي ﷺ: (مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ )(الترمذي٨٠٦ وصححه الألباني).

(مَنْ): مِن ألفاظ العموم التي تشمل الذكور والإناث باتفاق من غير خلاف، فالنساء يدخلن مع الرجال في مثل هذا الأجر.

و الله تعالى أعلم.✍?✍?

رابط الفتوى:

السؤال: من الأخوة من أفتى بأن صلاة المرأة في المسجد ليس لها أجر القيام، ماذا تجيبوه؟

السؤال: ما حكم رد السلام أثناء الخطبة ودرس العلم ؟

السؤال:
رد السلام أثناء الخطبة ودرس العلم.

الجواب:

درس العلم له حكم غير الخطبة:

– الخطبة: إذا قلت لأخيك والإمام يخطب يوم الجمعة: أنصت فقد لغيت، وفي رواية: فقد لغوت. (مسلم: ٨٥١).

فإذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ممنوعا؛ فمن باب أولى السلام.

– أما درس العلم فلا حرج.

– وأما رد السلام على قارئ القرآن، فلا حرج فيه؛ وقد ثبت في ذلك حديث في مسند أحمد.

ففي مسند الإمام أحمد عن عقبة بن عامر الجهني قال: كنا جلوسًا في المسجد نقرأ القرآن فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم علينا فرددنا عليه السلام، ثم قال: (تعلموا كتاب الله واقتنوه) قال قَبَاث -أحد الرواة- وحسبته قال: (وتغنوا به، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من المَخَاض من العُقُل) السلسلة الصحيحة: ٣٢٨٥.✍?✍?

رابط الفتوى:

السؤال: ما حكم رد السلام أثناء الخطبة ودرس العلم ؟

السؤال: ما حكم مهنة الحلاق بشكل واضح؟

السؤال:

ما حكم مهنة الحلاق بشكل واضح؟

الجواب:

الحلاق عمله لا حرج فيه، وكان أبو طيبة الأنصاري حلاقا، وهو الذي حلق للنبي صلى الله عليه وسلم شعره.

ولكن الحلاقة كسائر المهن مهنة يجب أن تراعى فيها النصوص، ويحرم التعدي على نص من النصوص.

فأن يحلق الرجل شعر المرأة، والعكس فهذا حرام.

أن يُنْمَصَ للمرأة حرام.

أن يحلق الرجل للرجل اللحية حرام.

أما أصل مهنة الحلاقة فهي حلال.

فإذا هذه المحاذير زالت وما صادمت هذه المهنة نصا من النصوص الشرعية؛ فلا حرج في ذلك.✍?✍?

رابط الفتوى:

السؤال: ما حكم مهنة الحلاق بشكل واضح؟

السؤال: أيهما أفضل القراءة وراء الإمام في القيام لتثبيت الحفظ أم الاستماع؟

السؤال:

أيهما أفضل القراءة وراء الإمام في القيام لتثبيت الحفظ أم الاستماع؟

الجواب:

إن كنت تصلي مأموما؛ فالأصل أن تسمع إذا قُرىء القرآن، ولا تقرأ.

تسمع الإمام فقط، وليس الموضوع موضوع أفضلية، الموضوع موضوع وجوب.

بعض الناس يقرأ جزأه مع الإمام، الإمام يقرأ وهو فاتح المصحف ويقرأ مع الإمام، وهذا خطأ.

والصواب أن تتدبر القرآن، وأن تصغي، لعلك تُرحم كما قال الله عز وجل.✍?✍?

رابط الفتوى:

السؤال: أيهما أفضل القراءة وراء الإمام في القيام لتثبيت الحفظ أم الاستماع؟

السؤال: زوج لا يصوم ولا يصلي، وزوجته ترسل لنا طعام، هل يجوز لنا أن نأكل من الطعام؟

السؤال:

زوج لا يصوم ولا يصلي، وزوجته ترسل لنا طعام، هل يجوز لنا أن نأكل من الطعام؟

الجواب:

نعم، مع تعاهد هذا الزوج بالنصيحة.

توثيق العلاقات بين هؤلاء الناس مع النصيحة والدعوة إلى الله عز وجل برفق ولين بالتي هي أحسن، للتي هي أقوم.

هذه أمور يحبها الله عز وجل.

وهؤلاء الناس بحاجة إليكم حاجة شديدة، وهم أقبلوا عليكم بالهدية فاقبلوها، وردوها بمثلها وزيادة، وتحببوا إليهم طمعا في نجاتهم يوم القيامة.✍?✍?

رابط الفتوى:

السؤال: زوج لا يصوم ولا يصلي، وزوجته ترسل لنا طعام، هل يجوز لنا أن نأكل من الطعام؟

السؤال: هل يجوز أن يعطى أخ أكثر من أخ بالعطية بسبب الغربة والظروف الصعبة، علما برضى باقي الأخوة؟

السؤال:

هل يجوز أن يعطى أخ أكثر من أخ بالعطية بسبب الغربة والظروف الصعبة، علما برضى باقي الأخوة؟

الجواب:

إذا كان هناك حاجة كالتعليم مثلا فيما يظهر لي من الأخوة، النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما شفاء العي السؤال (سنن أبي داوود ٣٣٦ وحسنه الألباني.)

فالوالد لو أنفق على ولده لتعليمه، أو لتطبيبه أكثر من سائر إخوانه فلا حرج في هذا، فهذا من الواجبات المناطة التي اناطها الشرع بالوالد، أما مجرد العطية فلا تشرع إلا بالسوية، لحديث النعمان بن بشير لما نحل ولده نحلة فأشهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لا أشهد على جور، وفي رواية قال له انحلت سائر أولادك مثله، ألا تحب أن يكونوا لك في البر سواء.
(البخاري ٢٦٠، مسلم ١٦٢٣)

قال بعض الشراح:

قوله في البر إشارة إلى أن هذا حق لله، وليس حق للعبد.

وهاهنا اختلف العلماء لو أن سائر الأولاد رضوا فهل العطية جائزة أم لا.

إن كانت حق للعبد جازت، وإن كانت حق لله إن رضوا لا يجوز، وبالأول قال المالكية والحنفية، وبالثاني قال الحنابلة.

والذي أراه أن السوية في العطية واجبة، إلا فيما أوجب الشرع على الأب من تطبيب وتعليم وما شابه، وما عدا ذلك فالأصل في العطية أن تكون بالسوية.

والذي أراه أن العطية حق لله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: اعدلوا بين أبنائكم. (سنن أبي داوود ٣٥٤٤ وصححه الألباني)✍?✍?

رابط الفتوى:

السؤال: هل يجوز أن يعطى أخ أكثر من أخ بالعطية بسبب الغربة والظروف الصعبة، علما برضى باقي الأخوة؟