السؤال الثاني والعشرون: أخت تقول يا صاحب الفضيلة هل للحامل في فترة التعب وهي حامل أن تصلى وهي جالسة وما نصيحتكم؟
الجواب: من لم يستطيع الصلاة قائما فليصلي جالسا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لحديثْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلَاةِ ، فَقَالَ : ( صَلِّ قَائِمًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْب).
إرواء الغليل (299) –
أخرجه البخارى قبيل ” كتاب التهجد ” (1/283) .
من الذي يحدد يستطيع أو لا يستطيع؟
المكلف.
فأنت يا أختي إذا لم تستطيعي الصلاة قائمة فصلي جالسة، والقيام في صلاة الفريضة ركن لقول الله تعالى: ( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) القرة 238.
نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نجلس قبل أن نصلي ركعتين تحية المسجد؟ هل يجوز أن تؤدي ركعتي تحية المسجد جالسا؟
هل هي سنة أم فريضة؟
أحدهم دخل المسجد أراد أن يصلى ركعتين وهو جالس، ممنوع أم مشروع؟
فأقل الناس رخصة في المسألة من قال الواجب عليه أن يكبر قائما ثم يجلس،
أقل الناس رخصة في الحديث ،فأنت التي تحددين.
السؤال العشرون : هل يجوز الجمع لمن فاتته الصلاة الأولى، ويقول البعض بالجواز استدلالا بقوله ﷺ 🙁 وما فاتكم فَاقْضُوا، أو فَأَتِمُّوا) .
قال: فإن الجمع يقتضي بالجواز ؟
الجواب:
واحد دخل على صلاة الظهر، دخل والإمام يصلي العصر، وفرغ من صلاة الظهر ويريد أن يجمع، فالإمام يصلي العصر، وأنا دخلت ماذا أعمل الآن؟
أصلي الظهر .
طيب لما أصلي الظهر هذا الذي دخل (المسبوق) وأدرك العصر من أولها، الإمام ينوي العصر، وهو ينوي الظهر، هل له أن يجمع بين الصلاتين؟
فالأخ يسأل و يقول النبي ﷺ يقول « َمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَ مَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا » الحديث وذكر رواية ( فَاقْضُوا ) .
رواية ( فَاقْضُوا ) روايه إنفرد فيها سفيان بن عُيينه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، و الصواب: ( فَأَتِمُّوا )، وليست فَاقْضُوا، و هذا الكلام ذكره الإمام مسلم في كتابه ( التمييز ).
مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَ مَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا، هل لي أن أجمع؟
طيب: لنترك هذا الإستدلال ونأتي بشيء من البسط، نبسط لكم و نستفيد و إياكم، (والجو جو جمع كما يقولون)، هل المجموعتان صلاة أم صلاتان؟
لما نجمع بين الصلاتين، بين المغرب والعشاء من جهة، وبين الظهر والعصر من جهة، صلاة أم صلاتان؟
صلاة وصلاتين، أحيانا تكون المجموعتان صلاة، فلما نسبح بعد الجمع نسبح ٣٣ تسبيحة، أم ٦٦ تسبيحة ؟
نسبح ٣٣، فتصبح الصلاتين المجموعتين كصلاة واحدة لا صلاتين.
طيب لما نجمع بين الصلاتين ماذا نفعل في الجمع، كم مرة نؤذن للصلاة؟
نؤذن مرة واحدة عند الجماهير، و مذهب مالك يُؤذِّن مرتين، مذهب مالك يقول الأذان الأول نرفعه على المأذنة من أعلى مكان، وبعد الإنتهاء من الصلاة الأولى نؤذِّن في صحن المسجد؛ هذا مذهب المالكية نؤذِّن في صحن المسجد ثم نقيم الصلاة .
أنا أسألكم من أين أخذنا أذانا أو أذانين في الجمع بين الصلاتين؟
أخذناه من جمع النبي ﷺ بعرفة والمزدلفة؛ بعرفة ومزدلفة نؤذِّن مرة واحدة، ونقيم مرتين .
ولذا من مشروعية الجمع بين الصلاتين في الحضر أن يُستفاد من جمع النبي ﷺ في الحج في عرفة و مزدلفة .
طيب أنا الآن أصلي، وقد صليت الجماعة الأولى – والجماعة شرط في صحة الجمع بين الصلاتين – فإذا أنا صليت الأولى جماعة، فهل لي أن أجمع الثانية ؟
الجواب: ليس لي أن أجمع (منفردا) ، يعني أنا صليت الظهر مع الإمام جماعة، و ما أدركت ولا ركعة من العصر مع الإمام (والإمام جمع الظهر والعصر وكان في صلاة العصر)، والجماعة شرط في صحة الجمع بين الصلاتين؛ فليس لي أن أجمع .
طيب أنا أدركت صلاة العشاء من أولها، وصلاة العشاء أربع ركعات، وجئت والإمام يقيم للجمع وقد فرغ من المغرب، وأنا أريد أن أصلي المغرب ثلاث ركعات وبعد ما أصلي المغرب ثلاث ركعات أقوم وأنوي أن أجمع بين الصلاتين؛ لأني أدرك ركعة في المجموعة الثانية، أما بين الظهر والعصر فليس كذلك.
طيب أسألكم سؤالا : واحد صلى في مسجده و ما جمع، فتحول فوجد مسجد يجمع في المكان الذي تحول إليه، يعني واحد صلى معنا ونحن لا نرى الجمع – مثلا – فما جمعنا، فذهب إلى مسجد آخر – مسجد التقوى مثلا – وهو مسبوق فوجد الإمام يجمع، فهل له أن يجمع معهم ؟
له أن يجمع معهم .
طيب واحد صلى الصلاة الأولى في بيته، ثم مر في مسجد فوجدهم يجمعون العشاء فهل له أن يجمع ؟
لا حرج في الجميع إن شاء الله تعالى.
طيب النية في الجمع بين الصلاتين متى تكون؟
المجموعتان صلاتان، فتنوي عند تكبيرة الإحرام للصلاة الثانية .
السؤال العاشر : هل يجوز استخدام حبوب تأخير القذف عند الرجال في الجماع؟ عند جماع زوجتي والانتهاء من ذلك أقوم واستمني ما حكم ذلك لأني لا أشبع؟
الجواب: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ. قَالَ : قُلْتُ لِأَنَسٍ : أَوَكَانَ يُطِيقُهُ ؟ قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ. وَقَالَ سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ : إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ تِسْعُ نِسْوَةٍ.
لن تكون أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم، وعليك أن تقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم. والنبي عليه الصلاة و السلام يرشد من أراد أن يعاود الجماع فيقول عليه بالوضوء فقال إنه أنشط للعوْدِ، بل بعض المحدثين قالوا: فإنه أنشط للعُودِ.
ورد في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا ” إذا أتى أحدكم أهله وأراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءا ”
والعود هو الذكر، والصواب هو للعوْد.
فمن أراد أن يعاود الجماع فليتوضأ.
يجوز للرجل أن يتمتع بزوجته حتى لو أنه استمتع بجزء من يدها، ولا سيما عند العذر ولو كان الاستمناء بيدها أو بشيء من بدنها فهذا مشروع، أما أن يستمني الرجل بنفسه فهذا ممنوع، لأن الله عز وجل يقول (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجهمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ فَإِنَّهُمْ غَيْر مَلُومِينَ فَمَنْ اِبْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ) المؤمنون (5_7) .
فالأصل في الشهوة عند الإنسان أن تفرغ في الزوجة أو الآمة، وما عدا ذلك فالواجب الاستعفاف. ولذا النبي صلى الله عليه وسلم وهو أرحم منا من أنفسنا لما قال كما في الحديث عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ! مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
الواجب الاستعفاف، ولو وُجد حلاً آخر أو أن يتمتع الإنسان بنفسه بالاستمناء أو غيره لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الامر ممنوع.
أما تأخير القذف وطول التمتع بالزوجة ولاسيما في حق من كان ضعيفا فقد نص (الإمام القرطبي) في تفسيره أن يتعاطى الرجل المنشطات التي تقويه على ألا تضرر فيه فهذا أمر مشروع، أن تعف نفسك، وأن تعف أهلك فلا حرج في ذلك، شريطة أن يكون مكان المتعة إنما هي الزوجة.
السؤال التاسع عشر: ما حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر؟
الجواب: قلنا هذا في هذا الدرس، الجمعة إذا أُديت في وقت الظهر فتُجمع مع العصر، وإذا أُديت صلاة الجمعة قبل وقت صلاة الظهر، أي في أول وقت صلاة الجمعة – وهو الضحى -؛ فحينئذٍ لا يجوز أن تجمع مع العصر .
السؤال الثامن عشر: ما حكم رجل يعلم من ولده علم اليقين أنه عن طريق الوسائل الحديثة والجوال يقوم بالاستمناء بسبب النظر المحرم والولد يصلي دون اغتسال بسبب الجهل والأب يستحي أن يعلمه فهل على الأب إثم في ذلك؟ أرجو البيان.
الجواب: أولاً أن تمكن ولدك من الحرام حرام.
وإن وضعت بين يدي ولدك شيء يوصل إلى الحرام فالواجب عليك أن تنصحه وأن ترعاه وأن تذكره على وجه لا يستخدمه في الحرام.
ثم الواجب على الوالد كما قال الله عز وجل (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )) التحريم 6.
فالواجب على الوالد أن يأمر الولد ذكراً كان أم أنثى بالصلاة وهم أبناء سبع فإن بلغ العشر فالواجب الضرب، الضرب غير المبَرِّح يشعره مع أنه عزيز عليك وأنك تحبه وهو يحبك إلا أن الصلاة أحب إليك منه، هذا معنى الضرب، تقول له بلسان الحال لا بلسان القال أن الصلاة أحب الي منك، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر.
تأمره بالوضوء والاستنجاء وستر العورة ، يأتي على المسجد وقد ستر عورته وتجهز في صلاته، فالولد أول بلوغه الواجب عليك أن تعلمه تقول له يا بني الله عز وجل خلق الإنسان ويخرج من ذكره البول وهذا واجب فيه الوضوء ويخرج من ذكره المني ،
وهذه مادة الحياة والتي الله عز وجل يوقع بسببها التكاثر بين الناس وهذا المني الواجب فيه الاغتسال ويحرم على الإنسان أن يصلي صلاة وهو جنب، لقول
الله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ } المائدة 6.
فالواجب الاغتسال هذا واجب عليك .
والأم الواجب عليها أن تعلم بناتها أحكام الحيض لما تحيض البنت تقول لها حرام تصلي وأنت حائض وحرام تصومي وأنت حائض.
هذا معنى قول الله عز وجل قوا أنفسكم واهليكم نارا، والتطبيق العملي، من معاني الآية هذا المعنى، فالوالد الذي يعلم أن ولده يصلي وهو جنب ولا يعلمه هذا آثم، فالواجب عليه البيان الواجب عليه التعليم وقبل هذا فالواجب عليه أن لا يضع بين يديه ما يعينه على الحرام.
السؤال السابع عشر: هل يجوز مد ما ليس بمد بالآذان؟ كالألف في الله، لا إله إلا الله، والواو في كلمة رسول ومد لفظ الجلالة في الله أكبر؟
الجواب: الأصل في الأذان أن تراعي فيه أحكام التلاوة والتجويد وأن يمد الذي يقبل المد والتمطيط بالأذان.
والتمطيط في التكبيرات منهيٌ عنه شرعًا.
ثبت عند الدارقطني أن رجلًا قال لعبدالله ابن عمر، قال: يا أبا عبدالرحمن إني أحبك في الله، فقال عبدالله ابن عمر: أما أنا فأبغضك في الله، [أنت تحبني في الله أما أنا فأبغضك في الله]، قال: لم ؟ قال: لأنك تؤذن وتمطط في أذانك، عندما تؤذن أنت لا تؤذن الأذان الشرعي الصحيح، تمد مدودا غير صحيحة.
والكلام مشهور عن الشافعي في كتابه الأم: وأكره التمطيط في التكبير.
فالأصل في هذه الأحكام أن تعطى أحكام التلاوة والتجويد.
السؤال السادس عشر: أريد أن أشتري شقة عن طريق البنك الإسلامي، هل من طريقة شرعية أستطيع أن أشتري شقة منهم من دون أن أقع في الربا؟
الجواب: اشتر نقدا، اصبر على نفسك، واليوم هذا الكلام لا يلائم الناس، لأن عصرنا عصر تمثيل، تظهر أنك كبير وأنت صغير، تظهر أنك كبير عندك مئات الألوف ولا تملك إلا عشرة آلاف، وبشطارتك تبدو أن معك مئة ألف، تكبر تكبر ولا شيء، وأخيرًا تظهر الأمور.
كما يقولون: يذوب الثلج ويظهر الذي تحته، فأكثر الناس هكذا، وأكثر الناس معاناة في القضايا المادية الذي يعطي نفسه حجمًا هو ليس فيه، الصواب العكس، الصواب أنك عندك الكثير وتظهر القليل هذا الصواب.
ولذا اليوم هذه الفترة التي نعيشها فترة أزمات، والتجار كلهم يشتكون، من الذي لا يشتكي؟ أو إن اشتكى لا يتضرر ولا يتأثر بسوء وضع الناس المادي أو بحكم عدم البيع والشراء وعدم الحركة السوقية القوية، من الذي لا يتأثر؟
الذي لا يتعامل مع البنوك، وهو عنده شيء، ومهيئ لنفسه على الشيء الذي عنده، ومهما جرى في الدنيا ما عنده مانع.
عندي أشياء وأنا لا يوجد عندي ارتباطات ولا يوجد عندي التزامات مع جهة من الجهات.
فالصواب أن تصبر على نفسك، بدل الربح الكبير الذي يؤخذه البنك.
خرج معنا شخص قبل أيام في درس الخميس، يقول: اشتريت شقة على مدى بعيد، اشتريتها ثمنها ٤٥ ألف جعلت البنك يصنع لي المطبخ وهكذا.
وأدفع أكثر من مئة وعشر آلاف دينار، ثمنها ٤٥ ألف وأدفع مئة وعشر آلاف دينار، يعني الربح كم يكون؟
شيء مذهل.
اصبر على نفسك أربع خمس سنوات عشر سنوات عشرين سنة، وأنت وفر ٥٥ ألف دينار بثمن شقة، يعني العاقل ما يقبل يشتري شيئًا بهذا المبلغ الفاحش، الفرق بين القيمة الشرائية بالسوق والقيمة التي اشتريتها فيها، ما الذي جعله يشتري بهذا المبلغ؟!
فهذا تمثيل ،وكلام ما هو صحيح، فالشرع يقول لك إن أردت أن تمتلك شيئًا تمْلَّكه شراءً.
دنيا عجيبة دنيا غريبة.
تذهب لجزيرة من جزر إندونيسيا فيها جبال، وفيها من الخيرات وهذا الجبل يكون ثمنه عشر آلاف دولار جبل كامل تشتريه، أما شقة في واشنطن أو باريس خمسين متر ثمنها خمسة ملايين دولار.
ما هو السبب في هذا؟
هل أنتم تفسروه أو لا تفسروه؟
ليست العبرة بالقوة الشرائية للأشياء وإنما هنالك عوامل ليست هي العوامل الطبيعية الحقيقية، وإلى الله المشتكى.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
السؤال الخامس عشر : هل هنالك عند العلماء مصطلح من حكم على الحديث ويسميه جيد، وأين نضع الحديث الجيد هل هو مع الحسن أم مع الصحيح؟
الجواب: العلماء يقولون إسناده جيد للحديث الذي لم يستوف شروط الصحة، يكون فيه راوي لا تستطيع أن تقول إنه حسن فهو أعلى من الحسن، ولا تستطيع أن تجزم أنه صحيح لأن الراوي فيه شيء يسير، وهذا الكلام في الضبط على الراوي لا يجعلك تقول إنه صحيح، فالجيد دون الصحيح وفوق الحسن، فالعلماء يقولون إن إسناد الحديث جيد للحديث الذي هو دون الصحيح وهو فوق الحسن، هذا يسميه علماؤنا رحمهم الله تعالى إسناده جيد.
السؤال الرابع عشر :هل هناك وقت مفضل لتناول الطعام في الشرع وهل هناك عدد مفضل للوجبات؟
الجواب: قال بعض الصالحين كما في شعب الإيمان للبيهقي قال: طعام الأنبياء وجبتان.
وطعام عوام الناس ثلاث وجبات، قال :فمن أكل أكثر من ثلاث وجبات فعلى أهله أن يصنعوا له معلفاً.
وثبت أن رجلا جاء لأبي هريرة، فقال لأبي هريرة :صمت فأكلت، فقال: أطعمك الله وسقاك، ثم أكلت ما أكلت قال: أطعمك الله، قال :ثم أكلت، يعني وهو صائم أكل ثلاث مرات (وبعد ما أكمل الكلام)، قال له أبو هريرة رضي الله عنه :لست من أهل الصيام يا بن أخي، أكلت فأكلت وأنت صائم ثلاث مرات، الصيام لا يصلح لك.
العرب يأكلون في طرفي النهار، وجدت مقولة بديعة للشيخ تقي الدين الهلالي تتبع بها أشعار العرب يأكلون أول النهار ويأكلون آخر النهار، وجل العرب على هذا، وإذا أكلوا في الضحى يأكلون غبوقا وشيئا يسيرا، لكن الأكل يكون وجبتين ليس الغداء، يعني يكون قرابة العصر، في طرفي النهار هذه وجبات العرب والله تعالى أعلم. وما ملأ آدمي وعاءً شر له من بطنه فالأكل حتى تمتلئ فهذا مرفوض وأما أن تقوم عن الطعام ونفسك تشتهي الطعام فهذا أمر حسن.
السؤال الثالث عشر: رجل حصل معه حادث ودعس شخصا فأُدخل هذا الشخص المستشفى و مكث مدة و خرج بعدها ثم تراجعت صحته ومات فقالوا لصاحب السيارة: أنت عليك الدية لأنه توفي بسبب الحادث مع أنه شفي و خرج، فهل هذا الكلام صحيح و هل على السائق دية أفيدونا جزاكم الله خير؟
الجواب: أحيانا بقدر الله و قضائه تصنع شيئا فالله جل في علاه يكتب في هذا الشيء الذي العادة فيه أن صاحبه لا يموت فتقع الوفاة فهل يقال هذا سبب الوفاة ؟ كما فعل موسى عليه السلام قال الله عز وجل « فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ» القصص 15.
يعني وكزه وضع يده على يده فدفعه فلما دفعه … مات فقدّر الله موته بالوكز.
هل الوكز يؤاخذ عليه صاحبه؟
إذا كانت الوفاة بسبب الوكز نعم.
أما إذا كانت الوفاة ليست بسبب الوكز فلا.
فأهل الخبرة إن قالوا أن هذا الموت كان بسبب حادثك الذي صنعت معه فحينئذ أنت قاتل وعليك دية وعليك كفارة و ما شابه
وأما إن قال أهل الخبرة إنه شوفي وعوفي ثم قدر الله له أن يموت بسبب ضعف أو لسبب آخر بغير سبب حادث السيارة الذي فعلت فحينئذ لا شيء عليك لا دية ولا كفارة.