السؤال:
التخبط الموجود في الساحة الفقهية هل هو معصبة المذاهب أم عشوائية الفتوى.
الجواب:
كل أنواع التخبط وألوانه وضروبه موجود. فألوان التخبط كل الأنواع موجودة. والذي ليس متبحراً وليس راسخاً في العلم لابد أن يتخبط. فالتخبط ليس سمة لفلان أو لعلان. كل من لا يعرف الأمور على حقائقها لابد أن يتخبط. وكل من تكلم في فن ليس فنه فلا بد أن يأتي بالعجائب. كما قال ابن حجر في الفتح. ابن حجر في الفتح يقول: كل من تكلم في فن ليس هو أهلاً فيه فلابد أن يأتي بالعجائب والله تعالى أعلم. ✍️✍️
السؤال:
أليس تفسير الطبري يحوي أحاديث ضعيفة، وأشد من الضعف.
هل هناك من حقق هذه الأحاديث في كتاب؟
الجواب:
طبعات تفسير الطبري كثيرة، وكل فترة تخرج طبعة.
ومن الطبعات الجيدة طبعة دار ابن الجوزي التي خرجت حديثاً، تحقيق أخينا أحمد الوكيل.
وأنا العبد الضعيف مفتون بتفسير الطبري، لعل في مكتبتي نحو عشرين طبعة لتفسير الطبري. وكل طبعة تختلف عن الأخرى. وكل طبعة فيها من الفوائد ما ليس في غيرها. فكانت الطبعة التي حققها الشيخان الجليلان العظيمان أحمد شاكر ومحمود شاكر كنزاً.
ثم ظهرت طبعات وطبعات.
وكنت أقرأ في تفسير الطبري وأستغرب.
تفسير الطبري ثلاثة آلاف صفحة. لكن تفسير الطبري أسانيده معدودة. وأنتم بعضكم طلبة علم محققون فيوجد بعض الأسانيد عن مجاهد مثلاً في تفسير الطبري مكرر خمسة ألاف مرة. إذا لما تحكم عليه صحيح أو حسن أو ضعيف سهل ،لأن الأسانيد مكررة. والعجيب أن هذا الإسناد في رواته التحريف. فالإسناد على الرغم أنه مكرر يتكرر فيه بعض الأسماء على أكثر من نحو.
الحافظ بن حجر له كتاب اسمه أسباب النزول، سماه “العُجاب في الأسباب”. وهو في أسباب النزول. ما طول فيه ومات قبل أن يتمه، ياليته أتمه. وأظنه وصل إلى المائدة لكن العجيب في هذا التفسير أنه جرد أسانيد الطبري، أو نحو هذا. ووزعها على المكثرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم بقوله: الأسانيد الصحيحة لابن عباس. وذكر الأسانيد الصحيحة، ثم قال الأسانيد الحسنة لابن عباس ثم ذكر الأسانيد الحسنة. ثم ذكر الأسانيد الضعيفة لابن عباس ،وهكذا على كثيرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم.
لو وزعت أحكام الحافظ بن حجر في العجاب على الأسانيد التي ذكرها ابن جرير في التفسير لاستغرقت نصفه وزيادة، بتحقيق بن حجر العسقلاني. فتفسير ابن جرير صعب لمن لم يقرأه وينظر إليه من بعيد. وهنيئ مريئ لمن قرأه ولاسيما لمن أدمن عليه. وأصبح بالتكرار يعرف هذا فلان وهذا فلان هذا فلان بالأسانيد. ويعرف هذا الإسناد علته فلان. وهذا الإسناد منقطع وهذا ضعيف ، وما شابه .✍️✍️
السؤال:
هل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يشتري العبد مني) هل يمكن أن تقاس على بعض معاملات البنوك الإسلامية كالشقق والسيارات؟
الجواب:
من ملك شيئاً فله أن يبيعه، ولو كان يهودياً أو نصرانياً. إن كانا ذميين غير حربيين. وأما أن يبيع الإنسان مالا يملك فهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.✍️✍️
السؤال:
هل الكلام عن جميع المال، الأصول وغيرها، أو ما يخرج عنها؟
الجواب:
ما هو المال؟
كل شيء محترم شرعاً لا يصادم نصا، فهو مال. بعض الناس ماله الله يعزكم زبل. زبل مال كل شيء، كل شيء له قيمة في أعراف الناس ولا يصادم نص فهو مال.
لذا الحافظ بن حجر في الفتح لما قال عن المال قال هو الساكت الناطق. الساكت الأرض والعمارات. والناطق البهائم أجلكم الله. فمن تصدق بجميع ماله أي كل ما له قيمة. لو تصدقت بشيء وبقيت لك أشياء لا حرج. واحد لو تصدق بجميع ما في جيبه وفي جيبه مائة دينار، وعنده مئات الألوف. هذا تصدق بجميع ماله؟. هذا تصدق بشيء قليل. المراد في الباب الخروج من جميع ما تملك، تخرج من كل ما تملك، هذا هو المراد، واحد عنده دنانير وعنده دراهم وعنده دولارات وعنده عقار هذا كله مال فلو أخرج صنفاً من هذه الأصناف فهو لم يتصدق بجميع ماله.
وهذا السؤال: سمعت أن رجلاً تصدق بماله جميع الذي كان في جيبه في المسجد عند الإعلان عن الصدقة. ثم قال ليس لي من المال إلا ما في جيبي؟ فإذا المال ما وصل إلى شخص معين فيرد إليه.
الهبة عقد اختياري وليس بلازم. ومن وهب شيئاً فلا يجوز الرجوع في هبته إلا الوالد لولده. كما ثبت في صحيح الإمام البخاري (العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه، إلا الوالد لولده) فإذا أعطاها في الوكالة في الصدقة ترد. أما إذا وصلت إلى فقير فليس لك أن تستردها مع الإثم.✍️✍️
الجواب:
أكثر التفاسير التي تعتني بالأصول وفيها تطبيقات على الآيات بقريحة صاحبها فهي من عندياته، فالشنقيطي في كتابه أضواء البيان.
من أراد أن يتعلم العلم الأصولي وأن تصبح له ملكة فيه فعليه أن ينظر دائما في كتاب “تفسير أضواء البيان” فيه تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله. فكل الآيات يقول دلالة الإشارة ودلالة العبارة ودلالة النص وفحوى والخطاب ودلالة الاقتضاء فهذا يتكرر كثيرا عنده.
وكذلك كتب الشروحات بالجملة.
لكن لا أعرف كتابا في الحديث كمعرفتي بأضواء البيان يعني عالم ركز على الأصول في كتاب معين. ولكن انتشر بفتح الباري وانتشر في شرح النووي لصحيح مسلم.
ذكرنا في الدرس الماضي باشارة تذكرون الحديث… حلوة خضرة…. ماذا قال:قال: ودل الحديث باشارته أنه زائد فالحلو والاخضر زائد هذا ما ورد بالعبارة إنما ورد بالإشارة.
فكتب الشروح فيها هذا لكن هذا فيه ومضات لا يحسن أن يقف عليها إلا من درس الموضوع دراسة جيدة .
أما المعاصرون فكتب الشيخ محمد أديب الصالح كتابا في مجلدتين سماه “تفسير النصوص”، وفيه مبحث جيد عن موضوع الدلالات.
وكذلك استاذنا فتحي الدريني في كتاب” المناهج الأصولية في الاجتهاد بالرأي” ، فيه مبحث للدلالات ايضا جيد وقوي.✍️✍️
السؤال:
ذكرت أن ابن عامر صاحب القراءات (القراءة المتواترة) ليس له رواية في صحيح مسلم إلا هذا الحديث .
الجواب:
له أحاديث أخرى لكن في مسلم خرّج له هذا الحديث.
والبحث عن القراء وما لهم من الروايات أمر مهم، وهذا ينتبه له اصحاب التخصص في علم القراءات.
ومسلم اعتنى بقراءة الأعمش التي انفرد بها عن غيره ،
فصحيح مسلم غني في انفرادات الأعمش في القراءة.
هذا العالم الجليل في علم القراءات أصله من بلاد الأردن وبالأخص من المفرق .
والأردن مليئة بعلمائنا، وبعض إخواننا الفضلاء الف كتابين مجلدتين “هؤلاء آباؤنا” وذكرعلماء كل بلدة وخص هذا الكتاب في مجلدتين فقط في أهل الأردن، علماء جرش وعلماء أربد وعلماء الكرك وعلماء المفرق وهكذا فالأردن مليئة بالعلماء.
وتاريخ الأردن الثقافي للأسف لم يُكتب عنه إلا القليل ويحتاج لدراسات.✍️✍️
السؤال:
هل هناك اتفاق على الأحاديث التي تعتبر أصول وعلى الأحاديث التي تعتبر شواهد؟
الجواب:
لا، هي اجتهاد، وذكرت لكم أن مسلماًّ ينزل في الرواية عمن شمله اسم الستر، وإن لم يكن ثقة تمام الثقة، ولكنه ليس ضعيفا مطروحا مطعونا فيه، وإنما هو متماسك، ولذا هو اعتمد في صحيحه على أن يورد الأحاديث على إثر بعضها بعضا، وهذا أصل في تصحيح الحديث بتعدد الطرق، فبعض درجة الرواة في بعض الأسانيد وسأنبه على هذا في الدرس القادم أن فيها رجل صدوق، رجل صدوق في الإسناد ، فالإسناد لا يكون صحيحا وإنما يكون حسنا، فضبطه ليس تاما، ومع هذا أخرج له مسلم، وذكرت لكم مرات وكرات ورددت هذه العبارة بأكثر من مناسبة في فترة من فترات الدرس وأظنها مستقرة عندكم، ثم غبت عنها لي فترة غائب عنها، وقلت لكم إن صنيع البخاري أدق من صحيح مسلم، و صحيح مسلم أشق من صحيح البخاري، فمسلم لما نزل تخير وتنبأ وتيقظ وسبر فأخذ عن هؤلاء الرواة المتكلم فيهم لما ضبطوا، فالرواي المتكلم فيه إن ضبط يُقبل حديثه، فلا يستوي حديثه على درجة واحدة، ويُعرف ذلك من خلال العرض على الجبال النقاد الكبار.✍️✍️
السؤال:
هل يقتصر من يرد الله به خيرا على العلم والتفقه في الدين أم أن هناك صور أخرى؟
الجواب:
العلوم الدنيوية واجب كفائي، فالمسلمون آثمون لأنهم ما جاروا العالم في الحروب والأسلحة وما شابه، ولذا لما تنزل النوازل ترى ماذا يجري في المسلمين اليوم، والواجب الكفائي حتى نحصل ثمرته لابد أن نوقف هجرة الأدمغة العربية التي يتكسب منها الغرب ويعتدو على بلادنا، وهؤلاء العلماء سواء علماء الدين أو علماء الدنيا هم أفاضل الخلق، فالعالم الذي يغطي جانباً كفائياً يرفع الإثم عن جميع المسلمين، فلا تقول علم دنيوي! فلا يوجد علم دنيوي محض، العلم الدنيوي إن نوى صاحبه فيه الأجر فهو يصبح أخروي في كل العلوم، فالأصل في العلوم أولاً تبدأ بفروض العين ثم فروض الكفاية، فروض الكفاية منها ما هو في الدين ومنها ما هو دنيوي، والدنيوي بهذه النية صحيح.✍️✍️
السؤال:
أخ يقول كيف تقول عن يزيد في الدرس، والذهبي يقول يزيد لا نحبه ولا نَسُبُّه!
الجواب:
أنا أقول لا نَسُبُّه، وكُذب عليه، هذا معنى كلامي، وهذه المقولة أدرجتها في كتابي، يزيد لا نحبه، لكننا لا نَسُبُّه ولا نقبل ما كذبه عليه الشيعة، كذبوا كثيرا علي يزيد، لذا يزعمون أننا يزيديون! (هم شيعة أهل البيت ونحن اليزيديين)، لسنا اليزيديين! فيزيد لا نحبه لكننا لا نَسُبُّه، لماذا؟ لأن السب قائم على خرافات وعلى أشياء غير ثابتة، هذا والله أعلم.✍️✍️
السؤال:
شيخنا الكريم هل من شروط عمر رضي الله عنه رفض قبول خبر الواحد؟
الجواب:
ما في خبر واحد في زمن عمر، عمر أدرك وهو صحابي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، لكن كان يخاف من الوهم، فكان يتثبت بعدم الوهم، وليس لطبقة هل هو خبر واحد أو أكثر، فكان الشيء الذي ينكره وهو الذي لا يعرفه مع شدة ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم يقول لا ندري أكذب أم صدق، لا ندري.✍️✍️