( بعض التنبيهات في أحكام الجنائز) [ العجلة في دفن الميت / أجر اتباع الجنازة / حال الناس أثناء اتباع الجنازة وعند دفنها ]

( بعض التنبيهات في أحكام الجنائز)
[ العجلة في دفن الميت / أجر اتباع الجنازة / حال الناس أثناء اتباع الجنازة وعند دفنها ]

جاء في الحديث الصحيح:
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ, فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ, وَإِنْ تَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

قال الشيخ مشهور بن حسن شارحاً:
سبحان الله!

لما يموت الإنسان ينسي الله تعالى أحبابه وأعز الناس عليه اسمه فيصبح الناس يقولون أين الجثة؟

لا يقولون أين فلان؟
ولا أين أبو فلان ؟
سبحان الله!
والنسيان نعمة من الله -عز وجل- ، ويلقي الله جل في علاه في قلوب أحب الناس إليه أن يكونوا هم أول من يحرص على دفنه ومواراته تحت التراب ، وهذا دلالة على قيمة الإنسان متى خرجت روحه لا يطيق أحدٌ أن يبقى عنده ، وإنما يتعجل أن يبقى في التراب ، فاعمل عملاً تكون في خلوتك الدائمة إلى أن تقوم الساعة ؛ تجد مؤنساً لك ، إرضي ربك سبحانه ، حتى تأنس به ، وحتى تنعم بالنعيم الذي عنده.

النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«أسرعوا بالجنازة».
الأصل في الأمر هو الوجوب ، الجماهير حملوا الأمر على الندب ، وابن حزم حمله على القاعدة المعروفة قال أسرعوا بالجنازة فرض الإسراع ولا يجوز ألا نسرع في الجنازة ، والإسراع أن ندفنه مباشرة ، يعني مات الصباح الباكر الساعة السابعة ، فلماذا نبقيه لبعد الظهر؟

ما أسرعنا ، ما لبينا ، ما امتثلنا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعوا.

الناس يؤجلون لصلاة الظهر لأن أقاربه لا يصلون ، وعدم الصلاة شر ، والشر لا يأتي بخير ، الشر لا يأتي إلا بشر ، والخير لا يأتي إلا بخير ، فالخير لا يأتي بشر ، والشر لا يأتي بخير ، فالأصل المسارعة في الدفن لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعوا.

ذكر ابن الرفعة في كتاب “المطلب العالي شرح وسيط الغزالي” ، حقق في الجامعة الإسلامية في 100 ومجلدتين ، والله يسر لي نسخة منه نال به 100 شخص وشخصان رسائل الدكتوراه والماجستير ، كتاب واحد “المطلب العالي”.

فلما قرأت مبحث الجنائز في هذا الكتاب يذكر ابن الرفعه يقول دخل العز بن عبد السلام ليخطب الجمعة ويصلي ، فوجد أناساً بجانب ميت لهم ، فقال لهم :
لما لا تدفنونه؟
قال جئنا للمسجد نصلي عليه نصلي الجمعة ثم ندفنه ، قال لا أخرجوا وادفنوه ، لا تتأخروا ، اخرجوا لا تبقوا معنا ، لا تصلون معنا الجمعة.

يعني لو مات لك ميت في وقت الجمعة ؛ لك عذر شرعي أن تمتثل قول النبي أسرعوا بالجنائز ، ولا تصلي الجمعة.

انظر إلى هذه الحادثة وانظر إلى حادثة تأخير الناس في صلاتهم على أحبابهم ، والله ليسوا أحبابا لهم لو كانوا أحبابا لهم لتعجلوا بالدفن ، ولذا النبي صلى الله عليه وسلم قال أسرعوا بالجنازة ، فإن تكن صالحة فخيرٌ تقدمونها له ، وإذا كانت ليست كذلك في الحديث ؛ سوى ذلك شر تضعونه عن رقابكم.

فكيفما كان تعجل في الصلاة ، وكذلك يشمل الإسراع أن تمشي بها مشياً وسطاً ، بين المشي المعتاد وبين السعي ، لا تسعى امشي لا تمش مشا بطيئاً ، ليكن قبل الركض بقليل ، إسراع دون ركض ، أن تسرع على وجه لا تصل فيه إلى الركض ، إلى السعي ، والسعي هو أول الركض ، فأسرع إسراعاً شديداً.

لو مات الرجل ليلاً ؛ هل نسرع؟
إذا تغيَّـر ؛ نعم نسرع وندفنه ليلاً ، وثبت أن أبا بكر وفاطمة دفنا ليلاً.

إن لم يتغير ؛ لا نسرع ، ندفنه نهاراً ، لأن الدفن في الليل مكروه في أصله ، إلا أن وقع التغيُّـر ، وكان شيخنا الألباني -رحمه الله- يذكر ضابطاً مهماً فكان يقول:
متى احتاج الإنسان أن يوضع في الثلاجة ؛ جاز دفنه ليلاً.

لا نضع الميت في الثلاجة ، متى احتجنا لوضعه في الثلاجة ؛ ندفنه ليلاً ، وأما إن كان الجو لا يقع فيه تغيير للميت ، كالليالي الباردة ؛ فحينئذ ندفنه نهاراً ، ولا ندفنه ليلاً.

والأصل في الدفن إكرام الميت بالإسراع في دفنه ، وأخذوا هذا من قول الله عز وجل:
{ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} [عبس : 21]
أتت الآية ( ثم أماته فـ أقبره) ، وليس أماته ثم أقبره.

وأما الحديث الذي فيه أن إكرام الميت العجلة في دفنه ؛ فهذا حديث لا أصل له.
معناه صحيح ولكن لا يوجد له إسناد عند المحدثين.

٥٦٩ – وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا ⦗١٦٤⦘ فَلَهُ قِيرَاطٌ, وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ». قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ? قَالَ: «مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَلِمُسْلِمٍ: «حَتَّى تُوضَعَ فِي اللَّحْدِ».

وَلِلْبُخَارِيِّ: «مَنْ تَبِعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا, وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطَيْنِ, كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ».

قال الشيخ مشهور بن حسن شارحاً:
مما ينبغي أن يذكر وفاتنا في الإسراع في الجنازة أن بعض الناس يدب دبيب النمل في حمله للجنازة ، ويمشي خطوة خطوة مخالفاً لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعوا بالجنازة ، وهذا من البدع ، وهذه العادة أن يدب الإنسان وأن يمشي خطوة خطوة بأنه هذه عادة أهل الكتاب في الجنازة ، وليست عادة أهل السنة وهذا أمرا فيه مخالفة.

متى نلغي أسرعوا بالجنازة؟
سبق الجواب إذا مات الإنسان فجأة ، حتى نتحقق من وفاته أو لغرض معتبر يعني مثلاً إنسان مات في حادث جنائي ، وحتى نعرف من القاتل نؤخر دفنه ، فلا حرج في هذا التأخير أو قدوم عزيز عليه ، وهو في الطريق تعجَّل لكن بعد ما وصل ، لا حرج في ذلك ، أما يقال فلان إنه في أمريكا أو في أوروبا والله الحجز بعد أسبوع ، وخلوه في الثلاجة أسبوعاً !
هذا التطويل يخالف السنة ، قولاً واحداً ، ولعل الولد فاجر فاسق أزعجه القدوم للصلاة على أبيه ، وهذا وارد في هذا الزمان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

«مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ»
حصول الأجر أولاً على الصلاة ، الشرط أولاً تصلي عليه ، فإن أردتَ الزيادة فحينئذ تتبعها ، الأجر متوقف على الصلاة عليه.

«وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ»
فإن تابع بعد الصلاة عليها حتى توصل للمقبرة وتدفن ؛ فهذا له قيراطان.

فسأل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما القرطان؟
فقال مثل الجبلين العظيمين.

هذا الحديث ثبت عن 12 من الصحابة رضوان الله تعالى عليه وسمع هذا الحديث ابن عمر من عائشة لما سمعه من أبي هريرة :
(قيراط) مثل أحد.

و جبل أحد ممتد من شرقي المدينة إلى غربيها من جهة الشمال ، والآن العمران توسع ، وأصبح أقرب شيء على أُحد حي الشهيد ، وسمي حي الشهيد نسبه إلى حمزة عم النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ابن عمر استغرب فزار عائشة وسألها عما يحدث به أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- ، فقالت له إيه صدق أبي هريرة ، فقال -رضي الله تعالى عنه- كما في الصحيح :
لقد فرطنا في قراريط كثيرة.

من لم يعرف هذا الحديث ؛ فرط في قراريط كثيرة.

احرص يا عبد الله على أن تصلي على الجنازة ، واحرص على أن تتبعها ، حتى يحصل لك القيراطان.

الإنسان ليس دائماً نشيطا في قيام الليل والصيام وتلاوة القرآن ، فهذا يعوض ، فلو عندك شيئ من كسل ؛ تذكر الآخرة واذهب للقبر ، واتبع ، وازجر هذه النفس ، وقل لها يا نفس ستدفنين مثل هذا الميت ، اثبتي على ما أنت عليه من خير من عبادة.

لذا قال العلماء كلاماً عجيباً في هذا الحديث ، قالوا اتباع الجنازة على ثلاثة ضروب ، الضرب الأول :
يتبعها من أين؟
اليوم اتباع من أين؟
الجواب: من المسجد ، وثبت معنا في الدرس الماضي أن الصلاة في المسجد لم تكن هي الأصل كانوا يصلون عليها في المصليات.
طيب كيف تتبع جنازة ومن أين؟
الجواب: من بيتها ، اتباع الجنازة حتى تحصل على القيراط تكون من بيتها ، من المكان الذي تخرج منه ، وفي أغلب الصور هذه الأيام قد يكون من المستشفى.

من المكان الذي تخرج منه للصلاة عليها ، وليس من المسجد ، من صلى على الجنازة في المسجد له أجر ، لكن أجر القيراط يكون من حيث تخرج ، هذا الأمر الأول الأمر.

الثاني:
أن يتبعها إلى القبر والأحسن من هذين الأمرين ؛ الأمر الثالث ، وهو أن يبقى قائماً عندها يدعو بمقدار ذبح جزور ، وأن يشارك في الدفن ، أن يشارك الناس في الدفن هذا الأمر الثالث.

إذا عندنا المرحلة الأولى الصلاة وله قيراط ، الاتباع له قيراطان ، أمر زائد أن تشارك في الدفن ، وأن تبقى بعد الدفن.

فهذه ثلاثة مراحل ولكل مرحلة أجر أكثر من الأجر الذي قبلها.

في رواية في البخاري وهي مهمة جداً ، وكثير من الناس يغفل عنها ، وسيأتينا نوع من توسيع بهذا الشرط ، يأتينا إن شاء الله بعد قليل.

قال صلى الله عليه وسلم:
من تبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا.

تخرج للجنازة من أجل حق الميت ، لا من أجل الجاه والمال والغنى للأحياء ، تخرج للصلاة على الجنازة من أجل الميت أم من أجل الأحياء؟
خروج الجنازة من حق المسلم ، فالمسلم مات فله حق عليك أن تخرج في جنازته ، والناس اليوم يخرجون للجنازة ولا يستحضرون الإيمان والاحتساب والنية الصالحة.

لذا قال الفقهاء من دعي إلى وليمة عرس ، فرأى منكراً ؛ فالواجب عليه أن يغادر العرس والوليمة ، بسبب المنكر ، وقالوا من تبع جنازة فرأى منكراً ؛ لا يشرع له أن يرجع لأن المنكَر من فعل الأحياء ، وهو يؤدي حق الميت ، وهو لا يلتفت للأحياء.

الناس اليوم في جنائزهم يخرجون مبتسمين يضحكون يمزحون لا ينزل الهاتف عنهم ، وبعضهم يدخن في الجنازة ، فيؤذي كل الأرواح ، وأوصى عمرو بن العاص صحيح مسلم ألا يتبعه نار ، فالنار تؤذي الأرواح كلها ، فالذي يدخن في المقبرة هذا يؤذي جميع الأرواح ، والناس تأتي إلى الجنائز وكأنها من متاع الدنيا ، وكأنها ليست من الآخرة.

كانوا إذا ذهبوا للجنازة لا ينتفع بهم أحد مدة شهر ، سادهم الحزن ، ولذا أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثروا من ذكر هادم من اللذات.

المصدر:
المحاضرة الثالثة لفضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله ، من كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام ت الزهيري ، لابن حجر العسقلاني رحمه الله.
الموافق :
هجري 10 محرم 1447 –
ميلادي 05 يوليو 2025.✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

( بعض التنبيهات في أحكام الجنائز) [ العجلة في دفن الميت / أجر اتباع الجنازة / حال الناس أثناء اتباع الجنازة وعند دفنها ]

السؤال: ما حكم الأناشيد بدون الآلات الموسيقية ؟

السؤال:
ما حكم الأناشيد بدون الآلات الموسيقية ؟

الجواب:
الأهازيج لا حرج فيها، وكان الصحابة يفعلونها، وثبت في البخاري في الأدب المفرد أن عائشة أحضرت منشدًا لختان ابن أختها، فجاء فأنشد، فكان يحرك رأسه، فقالت عائشة رضي الله عنها : “أخرجوه، إنه شيطان”.

أما الكلام الذي فيه شِـعرٌ حَسنٌ ورَجز، فكان يفعله كثيراً البراء بن عازب، كان مجاهدًا، البراء كان يستلقي على ظهره ويرفع رجله فوق رجله ويرتجز.

وفي الأسفار كان أنجشة يقول الشعر، فكان الهودج يسرع في السير، ويركب الهودج النساء، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأنجشة: “يا أنجشة رويدك بالقوارير، رويدك بالقوارير”.

إيش القوارير؟ النساء.

سمى النبي صلى الله عليه وسلم النساء قوارير حتى نرفق بهن.

امرأة في مدرج جامعة دمشق (بعثية) قامت وكان المدرس مصطفى السباعي، فقالت هذه المرأة -وكانت سمينة وهي طالبة (بنت):
“نبيكم يسمي المرأة قارورة، وهذا اسم ليس بحسن”.

كان مصطفى السباعي صاحب بديهة، فقال لها: “اسكتي واجلسي يا برميل”؛ يعني إذا أنتم ما أعجبكم أنها قارورة، فأنتِ برميل ، “اجلسي يا برميل”.

فالنبي ﷺ كان رفيقًا بالنساء وقال لأنجشة:
“يا أنجشة رويدك بالقوارير”.

فإلقاء الشعر حَسنٌ ولا سيما في الأعراس، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه: “إن الأنصار يعجبهم اللهو، يعجبهم الشعر، فهل قلتم: أتيناكم أتيناكم ولولا الحبة السمراء ما سمنت عذاريكم”.

النبي ﷺ يعلم النساء ماذا يَقلنَ في الأعراس، فقول الكبيرات في السن في مدح العروس ومدح العريس ، ومدح النسب بكلام مؤدب ، وليس فيه آلات موسيقى، هذا سنة ولا حرج في هذا.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الثالثة.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

السؤال: ما حكم الأناشيد بدون الآلات الموسيقية ؟

▪️ فقه اتباع الجنازة (الماشي والراكب)

▪️ فقه اتباع الجنازة (الماشي والراكب)

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
الأصل في الجنازة أن تحمل على الأكتاف ، وأن يمشي الناس أمامها ، وأن تكون تكون الجنازة من الخلف ، يحملها قوم على الأكتاف ، والناس يمشون أمامها ، وأما الراكب وطبعاً -قديما دابة والآن السيارة وما شابه- فالذين يركبون يمشون خلف الجنازة ، لا أمامها.

الذي يركب يمشي خلف الجنازة -والدليل على ذلك- ما أخرجه الإمام الترمذي وصححه عن المغيرة بن شعبه -رضي الله تعالى عنه- قال:
الراكب خلف الجنازة.

الراكب خلف الجنازة ، وأما الماشي فابن عمر يقول رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ورأى أبا بكر ورأى عمر يمشون أمام الجنازة ، ولا حرج أن يكونوا عن يمينها قليلاً أو عن يسارها قليلاً ، كالركاب يمشون وراءها ولو كانوا على اليمين قليلا على اليسار قليل ؛ لا حرج.

أما أن يخرج الإنسان عن متابعة الجنازة ، ويلتمس الطرق الخفية ويريد الهروب عن الازدحام ؛ فهذا ليس اتباعا للجنازة سواء في المشي أو في الركوب ، وهذا يقع فيه كثير من الناس ، تسأله أين أنت ؟
قال والله نحن ابتعدنا لكي نسبق ، نبتعد عن الازدحام!
هذا ما تبع الجنازة ، فأن تتبع الجنازة تكون الجنازة أمامك ، وأنت راكب.

وتكون خلفك وأنت تمشي ، والعلماء يقولون لا حرج يمين قليل ، الشمال قليل ، لكن أنت معروف أنك في هذا المشي أنك تتبع هذه الجنازة ، وسبب هذا الخلل للأسف الجهل ولا سيما دور الدفن الموتى التي تريد الدنيا ، تريد العجلة ، -خصوصا- لما تحصل الأمراض والآفات والأوبئة.

سمعت واحداً يعمل دعاية وهو صاحب دار دفن يقول في الكورونا كنا نأخذ 100 دينار ، الواحد الآن بنقول على الثلاث 200 دينار!
على الثلاث أموات 200 دينار!
صار هناك تنافس.

دور الدفن تجار ، والذي يقود سيارة الجنازة (حافلة صغيرة) يريد العجلة ، فيتوارى ، فلا يسمح لمن خلفه أن يتبعوه ، فالخلل في الاتباع تكون أحياناً من المتابع وأحيانا من السائق.

هذا خلل ، وهذا خلل ، الأصل أنوالناس تمشي في وفد فيه شفاعة لهذا الميت يشفعون فيه عند الله -عز وجل-.

لو ركب وكان أمام الجنازة؟
قال استدل بهذا حديث استدل بحديث عبد الله بن عمر أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة ، فإن ركب وهو أمام الجنازة أخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي ، قال كانوا يكرهون ذلك.

ما معنى كانوا يكرهون ذلك؟
يكرهون الركوب ، ويمشي الراكب للأمام ، والعكس بالعكس ، ما معنى العكس بالعكس؟
الجواب : الماشي يسير خلف الجنازة.

الأصل في الراكب خلف الجنازة ، والأصل في الماشي أمام الجنازة.

فإبراهيم النخعي قال يكره كما عند سعيد بن منصور يكره أن تركب وتسير أمام.

أنا أقول لإلغاء الفارق أقول كذلك الماشي يمشي خلفها لا أمامها ، فبإلغاء الفارق الحكم واحد والله تعالى أعلم.

المصدر:
المحاضرة الثالثة لفضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله ، من كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام ت الزهيري ، لابن حجر العسقلاني رحمه الله.
الموافق :
10 محرم 1447 هـ
05 يوليو 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

▪️ فقه اتباع الجنازة (الماشي والراكب)

[مسائل أصول الدين المبحوثة في علم أصول الفقه]

[مسائل أصول الدين المبحوثة في علم أصول الفقه]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:

وبهذه المناسبة، أذكر اسم كتاب أنا أحببته، بل طلبتهُ من صاحبه أن أنشره ونشرته، الكتاب الذي ألفه بعض إخواننا من السودان، أخونا الدكتور خالد عبد اللطيف، له كتاب اسمه:
“مسائل أصول الدين المبحوثة في كتب علم أصول الفقه”.

وذكرَ هذه المسائل وبين الدَّخَن في بعضها، وهذا الدَّخَن سببه العقيدة غير الصحيحة التي قال بها بعض الأصوليين.

ولذا الذي أوصي به دائمًا طلبتي وإخواني وأحبائي أن لا يتخصصوا مبكرين، فالتخصص المبكر دلالة على عدم الإحاطة بالعلم. والمتخصص المبكر في علم قد تنطلي عليه خزعبلات وخرافات وضلالات موجودة عند غيره.

هذا أخونا خالد عبد اللطيف دَرَسَ علم مسائل الإيمان التي تتعلق بالعقيدة ودرسها من كتب أصول الفقه، وبيَّـن الزيف الذي فيها، وهي مذكورة في كتب الأصوليين، فلازم أن ينتبه طالب العلم لهذا الكتاب “مسائل أصول الدين المبحوثة في كتب علم أصول الفقه”.

المصدر:
الدرس الحادي عشر – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن
الموافق :
02 ربيع الآخر 1447 هـ
24 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[مسائل أصول الدين المبحوثة في علم أصول الفقه]

[ واجب تعلُّم أحكام التبعُّـض والتجزُّؤ في هذا الزمن ]

[ واجب تعلُّم أحكام التبعُّـض والتجزُّؤ في هذا الزمن ]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
بعض الناس لما يرى العلم ثقيلاً ؛ يطلق عبارات خطيرة، لكن للأسف، الناس الآن الكل يتكلم بما يريد!

بعض الناس يقول لك:
“الصحابة -طبعًا من باب أولى من بعدهم- ما كانوا يعرفوا أصول فقه، ولا كانوا يعرفوا لغة، ولا يعرفوا علوم تفسير، ولا يعلمون اللغة العربية،” هذا صحيح أم خطأ ؟
خطأ خطأ، طيب، نترك هذه بعد قليل، نرجع لها بعد أن نكمل الحديث.

يقول عبد الله بن مَعْقِل:
“جلست لكعب بن عُجْرَة فسألته عن الفدية فقال: “نزلت فيّ خاصة ولكم عامة”.

يعرفون أصول الفقه ؟!
كعب يعرف أصول الفقه ؟!
هذا هو كلامه ، لذا “العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب”، كانوا يعلمون ذلك، كانوا يعلمون ذلك سليقةً.

فقهاؤنا وعلماؤنا ومشايخنا السابقين ممن لم ندركهم، واللاحقين ممن أدركنا، ينطلقون من سجية، من شيء مطبوع -فيهم- ، فاصبح الفقه واستنباط الفقه جزءاً منهم كاليد والكبد والظاهر والباطن.

الفقه، مع الزمن تتكاثر المشاكل، فلما تتكاثر المشاكل تبدأ العلوم تتفرع، أبو الأسود الدؤلي كلفه علي رضي
الله عنه أن يكتب قواعد النحو لما سمع رجلًا يقرأ قول الله:
﴿ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ …﴾ (التوبة: 3)

قرأها :
( إِنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِه) ، فغضب علي، فطلب من أبي الأسود الدؤلي التابعي الجليل، قال: “دَوِّنْ لي علم النحو”، لماذا دَوِّن علم النحو؟
لما وقع اللحن.

إذا اللحن غير واقع والسجايا صحيحة ما في حاجة لتدوين علم النحو.

الآن الفتن :
أنا الآن أوجب – على طالب العلم- بل على من تلبس بالفتن ودخل بها أن يعرف قواعد السلف في معرفة الفتن حتى يتجنبها، ما وجدت أحداً يقول بقولي هذا ، لماذا؟ كان الناس في عافية، وكان الناس الفتن قليلة، وكان الناس بعيدين عن الفتن.

أما إن لَم تنجو من الفتن (إلا أن تَعلمَ قواعدها)، فالواجب عليك أن تتعلم قواعدها ، لا لذات العلم وإنما لكي تنجو، هذا الأمر مختلف من وقت لوقت ومن عصر لعصر.

أحكام التبعُّـض والتجزُّؤ التي غابت عن الناس في الأحداث الجسام التي تحصل هذه الأيام، وجب الآن أن نعلم أحكام التبعُّـض والتجزُّؤ، هي في كلام فتاوى علمائنا ومشايخنا الذين أدركنا كانت سجية، يفرقون بين حال وحال، وبين صورة وصورة، وبين حرب وحرب إلى آخره، يأتيك واحد يطلق الكلام على عواهنه، هذه مشكلة !

الشاهد:
أن كعب بن عُجْرَة قال: “نزلَت فيَّ خاصة وهي لكم عامة”، هل يجوز لي -حتى أقرب ما أريد- وأسأل الله التوفيق، هل يجوز لي ولك أن نقول أن الصحابة الذين عاشوا في جزيرة العرب -جزيرة العرب حارة يغلب عليها الحرارة لا البرودة- هل يجوز لنا أن نقول أن الصحابة ليس عندهم معاطف يَرُدُّون بها البرد؟

الجواب :
لا، حتى ينزل المطر، فنفحص، فإن نزل المطر ننظر: الصحابة عندهم المعاطف ولا ما عندهم المعاطف ، ولكن إذا ما في داعي للمعاطف، وما في برد، وما في ثلج، مش لازم نبحث فنقول:
الصحابة ليس عندهم معاطف، فلما تقع الحاجة للمعطف يتبين لك أنهم كان عندهم، إذا نزلت الحاجة، لا أتكلم عن المعطف، أتكلم عن العلم، أتكلم عن قواعد العلم.

فكانت لما تنزل النوازل يُظهِرون العلم وما كانوا فضوليين ، أسأل الله أن يرحمنا، قال كعب:
إذاً خرجنا بأن الصحابة يعرفون النحو ، لكن يعرفونه سليقة، يعرفون أصول الفقه سليقة، يعرفون علوم القرآن سليقة، ثم هذه السليقة مع الزمن تطورت فوضعت في الكُـتب، فأصبحت موجودة في الكتب.

المسلمون يعيشون بين جمود وجحود، جامد وجاحد، جامد وجاحد، ومن نجا من الجمود أو من الجحود فهو بخير، وأي موقف تريد أن تتخذه ينبغي أن تتذكر آفة الجمود وآفة الجحود، وأن تفر من هاتين الآفتين، والسعيد من كان هذا حاله.

المصدر:
الدرس الحادي عشر – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن
الموافق :
02 ربيع الآخر 1447 هـ
24 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ واجب تعلُّم أحكام التبعُّـض والتجزُّؤ في هذا الزمن ]

[ بدعة إطعام المعزين ومخالفتها للسنة النبوية ]

[ بدعة إطعام المعزين ومخالفتها للسنة النبوية ]

جاء في الحديث:
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ -حِينَ قُتِلَ- قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – «اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ».
أَخْرَجَهُ الْخَمْسَةُ، إِلَّا النَّسَائِيَّ.

الشرح للشيخ مشهور حسن:
أخرجه الخمسة (السنن ، وأحمد) ، إلا النسائي.

«لما جاء نعي جعفر»:
فيه جواز النعي ، ومعنى الجواز في النعي وذكرنا هذا سابقاً أي الإخبار ، لتكثير عدد المصلين ، على خلاف النعي المنهي عنه ، وهو نعي الجاهلية أن يطاف في الطرقات ، ويرفعون الأصوات مباهاة في حال الميت وبيان ما كان يصنع في حياته.

وهذا النعي لا حرج فيه ، فنعى النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاءه نعي جعفر حين قتل في مؤتة ؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- اصنعوا لآل جعفر طعاماً.

من آل جعفراً ؟
زوجته أسماء بنت عميس ، امرأة فاضلة قرشية تعاقَب عليها عددا من الأصحاب ، فكان زوجها الأول جعفر ، وكان زوجها أيضاً أبو بكر بعد جعفر ، ثم تزوجها علي ، وكانت امرأة عاقلة لبيبة ، فزينة المرأة حسن إدارتها وحسن كلامها ، وهكذا كانت أسماء.

فلما مات جعفر قال النبي ﷺ :
اصنعوا لآل جعفر طعاماً.

الطعام المعهود ، وكل يطعم على قدر حاجته ، وعلل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: فقد أتاهم ما يشغلهم.

الميت جاءته مصيبة الموت ، وتشغله عن أن يصنع طعاماً ، فمن القبح بمكان ، في الشرع وفي العقل وفي العادات الشرعية الصحيحة أن يصنع أهل الميت طعاماً للمعزين ، الأصل أن الناس تصنع طعاماً لهم.

وتأمل معي قول النبي صلى الله عليه وسلم اصنعوا لآل جعفر ، ما قال النبي ﷺ :
اصنعوا لآل طالب ، أو لآل المطلب ، أو اصنعوا مثلاً لقريش ، كما يفعل الناس اليوم!

اصنعوا لآل جعفر (زوجته واولاده) ، يصنعوا لآل جعفر الزوجة والأولاد.

هذا الطعام لا يكون لكل الناس ، اصنعوا لآل جعفر طعاماً ، فقد أتاهم ما يشغلهم ، وكانت وفاته في السنه الثامنة ، لما مات جعفر في مؤتة في الأردن.

وهذه سنة بدأت من جعفر ، ما عرف قبلها ، وتوارثها المسلمون إلى يوم الدين أن يقفو مع أهل الميت ، وأن يواسوهم في صنع الطعام لهم ، وهذا من محاسن الإسلام ، وفيه تكافل اجتماعي ، ولم تذكر الأحاديث المدة التي يُصنع لهم الطعام فيها ، هل يصنع لهم الطعاما في وجبة ؟ في يوم؟ في يومين؟ في ثلاثة ؟
ما دامت الحاجة تقتضي بالإطعام ؛ نطعم حتى يزول الحزن ، وتعود الحياة إلى أن يمارس الإنسان الأكل والشرب وما شابه ذلك.

والبدعة الشنيعة التي كانت مشهورة في الجاهلية وفيها سرف وفيها إنفاق ، وهي عكس السنة النبوية وقد يكون فيها اعتداء على الصغار بأن يؤخذ من مال الميت ، وله أولاد صغار ، ويُطعَم الأحياء ؛ فهذه عادة قبيح ، وهذه بدعة ، وهذه مجاراة لأهل الكتاب ، ولا سيما إذا تحمل أهل الميت الدين ، يستدينون.

يخبرني بعض إخواننا ولا سيما في مناطق جنوب الأردن الميمون ، أن بعض العزاء في بعض الحالات يكلف صاحبه أكثر من 10,000 عشرة آلاف دينار أردني!
وهذا مال يتحمله الصغار يسدون دين أبيهم.

هذه مصيبة من المصائب ، وهذه بدعة من البدع ، وهذه البدع ينبغي للحريصين من أهل الديانة والراحمين بالخَلق أن يتحركوا لإبعاد هذه البدعة ، وأن يحيوا صنع الطعام لأهل الميت والله تعالى أعلم.

المصدر:
المحاضرة الثالثة لفضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله ، من كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام ت الزهيري ، لابن حجر العسقلاني رحمه الله.
الموافق :
10 محرم 1447 هـ
05 يوليو 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ بدعة إطعام المعزين ومخالفتها للسنة النبوية ]

[ هدي النبي ﷺ في الدعاء للميت ]

[ هدي النبي ﷺ في الدعاء للميت ]

جاء في الحديث:
وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ – رضي الله عنه – قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – عَلَى جَنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ, وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ, وَاعْفُ عَنْهُ, ⦗١٦٣⦘ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ, وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ, وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ, وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ, وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ, وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ, وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ, وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ

رواه مسلم (٩٦٣)، وزاد: قال عوف: فتمنيت أن لو كنت أنا الميت؛ لدعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم -على ذلك الميت.

قال الشيخ مشهور بن حسن شارحاً:
الزيادة جميلة في آخر الحديث في صحيح مسلم على لسان عوف بن مالك وهو صحابي الحديث ، فبعد الحديث قال عوف فتمنيت أن أكون أنا الميت ، لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت.

تمنيت أكون أنا الميت لأن دعاء النبي ﷺ ينور القلب ، ويرفع الظلمات وفقد المسلمون بالتحاق رسول الله صلى الله عليه وسلم للملأ الأعلى ، فقدوا شيئاً كثيراً ، فحق لهم أن يحزنوا دوماً.

الحديث فيه عن عوف صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة قال فحفظت من دعائه ، لم يذكر جميع الدعاء فهذا شيء من الدعاء ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان ينوع في الأدعية.

ولذا نحن نقول لإخواننا من أرادوا أن يصلوا صلاة الجنازة ، الدعاء في الثالثة والرابعة وكذا لو صلوا خامسة أو سادسة أو سابعة أو ثامنة ؛ يكثرون من الدعاء ، والأحسن أن يكون الدعاء من المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والدعاء منه الطويل ومنه القصير والأحسن أن يكون الطويل في الثالثة ، والرابعة أقصر من الثالثة ، والخامسة أقصر من الرابعة.

انتبه لا أقول قياساً على الصلاة ، وإنما أقول بخلاف الفارق ، لا يوجد فارق بين الصلاة وبين الدعاء ، والدعاء فيما يسمى صلاة الجنازة.

لو قلت قياساً فستقولون لي القياس لا يصلح في العبادات ، لأن العلة غير ظاهرة ، فأقول بزوال الفارق ، زوال الفارق يصح أن يعمل فيه في العبادات.

نحن الآن نلحق المال والدرهم بالذهب والفضة ، ليس قياساً وإنما بزوال الفارق ، وزوال الفارق تحتاج لدراسة أصولية تطبيقية مهمة ، والكتابات فيها قليلة.

يقول عوف حفظت من دعائه الذي حفظه حتى تمنى أن يكون هو من مات ، قوله:
اللهم اغفر له وارحمه.

إذاً اللهم اغفر له خص الميت الذي يصلي عليه بالدعاء ، ولم يدع دعاءً عاماً ، ما قال اللهم اغفر للمؤمنين ، قال اللهم اغفر له وعافه واعف عنه وأكرم نزله.

النزل ما يقدَّم للضيف اجعل أول قدومه إليك يا ربنا فيه عزة وفيه كرامة.

ووسع مدخله وافسح له فيه:
افتح له فيه باباً من أبواب الجنة.

واغسله بالماء والثلج والبرد:
فهذه الأمور الباردة تقابل حرارة الذنوب وتطفئ لهيبها ، وتبردها.

فذكر الماء والثلج والبرد لأن الذنوب لها حرارة ، فذكر هذا ليطفئ تلك الحرارة.

ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ، وخص الأبيض بالذكر لأن إزالة الأوساخ في الثوب الأبيض أظهر من غيرها من الألوان.

وأبدله داراً خيراً من داره :
ومخطئ من قال إن القبر هو آخر المنازل ، وكما يقول أهل الإعلام للأسف في هذه العبارة ، وأتمنى لو بعض الإعلاميون يسمعون هذه الكلمات القليلات مني يقولون انتقل إلى مثواه الأخير!

المثوى الأخير الجنة أو النار ، وليس القبر هو المثوى الأخير.

فالنبي صلى الله عليه وسلم يدعو دعاء قال وأبدله داراً خيراً من داره ، في هذه الحياة البرزخية أبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله.

واختلف العلماء في تفسير هذا التبديل ، فمنهم من قال التبديل بالأعيان ، بأن يرزقه زوجة أحسن من زوجته ، وارزقه أولاد أحسن من أولاده ، وارزقه جيران أحسن من جيرانه.

ومنهم من لم يحمله على تغيير الأشخاص ، وإنما حمله له على تغيير الأوصاف أي ارزقه زوجاً خيراً من زوجه ، فالزوجة التي في الدنيا كبيرة أو ضعيفة ؛ فأبدله زوجة شابة ، تعود إلى شبابها ، فالدعاء إلى تغيير الأوصاف.

ومن بين ذلك إذا كانت الزوجة سيئة الخُـلُق:
فيقول أبدله زوجة حسنة الخُلق.

فالتغيير بالأوصاف وليس بالذوات ، ووقع تفسير أهل العلم لهذا التبديل محمول على الأمرين.

ثم دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله وأدخله الجنة وقه فتنة القبر وعذاب النار.

(انتقل إلى المثوى الأخير):
اللفظة فيها كفر -لا أقول القائل كافر- ، لأن الرجل قد يقع في الكفر ولا يشعر ، الإعلام الذي يقول انتقل إلى المثوى الأخير ؛ هذا كلام كفر ، لكن قائله ليس بكافر ، هو جاهل لا يفهم وينبغي أن يُـفهَّم.

هذا دعاء الذي رواه رواه مسلم عن عوف بن مالك ، هناك حديث آخر والحديث آخر عزاه الحافظ عند مسلم وهو ليس عند مسلم وإنما هو في السنن الأربعة ، والحديث صحيح.

نسمع الدعاء الثاني قال -رحمه الله-
٥٦٦ – وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – إِذَا صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا, وَمَيِّتِنَا, وَشَاهِدِنَا, وَغَائِبِنَا, وَصَغِيرِنَا, وَكَبِيرِنَا, وَذَكَرِنَا, وَأُنْثَانَا, اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ, وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ, اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ, وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ, وَالْأَرْبَعَةُ.

قال الشيخ مشهور حسن شارحاً:
هذا الحديث عزاه لمسلم- وهو ليس في صحيح مسلم ، إنما هو في السنن الأربعة ، والأصل في الداعي حتى في غير الصلاة ؛ الدعاء المطلق البركة والخير في الألفاظ التي قالها النبي -صلى الله عليه وسلم- ففيها كلمات يسيرة ومعاني كثيرة من أراد الخير كله فليحفظ أدعية النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فأدعية النبي -صلى الله عليه وسلم- مبانيها قليلة الألفاظ ولكنها جزلة كثيرة المعاني.

وبعض الناس يريد يدعو لنفسه فالدعاء باللازم بالذي تريد من المأثور عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن من الدعاء الصريح الذي ذكرته ، وإن ذكرته وأسمعته لبعض أهل العلم لقالوا فيه كذا وكذا.

من أنشأ دعاءً من عند نفسه هذه الأيام فقل أن يسلم من المؤاخذة ، فالدعاء ولا سيما في صلاة الجنازة ، وهي حق للميت.

حتى تؤدي الحق على أحسن حال احفظ الأدعية المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والأدعية المأثورة ليس هذان الدعائين فقط.

لو أن إنساناً لا يحفظ ودعا ؛ لا حرج ، يسدد ويقارب يدعو بما شاء لكن الأحسن أن يكون الدعاء بالمأثور ، هذا دعاء مأثور عظيم ، فيه الدعاء للحي ، والدعاء للميت والدعاء للشاهد (شاهد صلاة الجنازة) ، والدعاء لسائر المسلمين الغائبين (الشاهد والغائب) ، والدعاء للصغير ، والدعاء للكبيرة ، والدعاء للذكر والدعاء للأنثى.

في بعض الروايات ولإنسنا وجننا ، ثم يجمل ذلك اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.

فقول المصلين الدارج هذه الأيام في الركعة الرابعة فقط يقال فيها :
(اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده) ؛ هذا ليس بمأثوراً ، هذا جزء من هذا الحديث الطويل ، ويقال في التكبيرة الثالثة أو في التكبيرة الرابعة.

اختصاص التكبيرة الرابعة بلفظ خاص ولا يتعداه على أنه من المأثور هذا خطأ شائع عند الناس في صلاة الجنازة.

٥٦٧ – وَعَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

قال الشيخ مشهور حسن شارحاً:
هذا الحديث عن أبي هريرة أيضاً ، وهو عند أبي داود ، وصححه ابن حبان.
قال صلى الله عليه وسلم:
إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء.

الدعاء -كما قلنا- يكون في التكبيرة الثالثة والرابعة وما بعدها والأصل في الدعاء أن يكون سراً ، سواء كانت الصلاة في النهار أم كانت في الليل ، والإخلاص في الدعاء أن تخص الميت بالدعاء ، لا أن تدعو بالعموم.

الإخلاص له معاني فمن بين المعاني الواردة هنا «وأخلصوا له في الدعاء» :
أي خُـصوه وأخلصوه دون سواه ، واجعلوا الدعاء منصرفاً له دون غيره في صلاة الجنازة.

فالدعاء العام لا يكفي في صلاة الجنازة ، وإذا كان الميت أنثى فيدعى لها اللهم اغفر لها ، اللهم ارحمها ، اللهم نقها ، فيدعى لها فلا تُـذكَر بالتذكير ، وإنما تذكر بالتأنيث.

فإن لم يكن هنالك محفوظ من قبل المصلي للمأثور عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فليدعوا بأحسن ما يحضره ، وقد صح عن جابر أنه قال ما قدَّرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنا ولا أبو بكر ولا عمر بما ندعو.

هذه أشياء سمعها الناس من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن حبهم لأتباعهم لنبيهم -صلى الله عليه وسلم- نقلوها ، ونقلها لنا ومن حبنا نحن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حفظناها ورددناها وقلناها في صلواتنا.

المصدر:
المحاضرة الثالثة لفضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله ، من كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام ت الزهيري ، لابن حجر العسقلاني رحمه الله.
الموافق :
هجري 10 محرم 1447 –
ميلادي 05 يوليو 2025.✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ هدي النبي ﷺ في الدعاء للميت ]

[الخوارج: نشأتهم، تاريخهم، وعلاماتهم ، وهل هم كفار ؟]

[الخوارج: نشأتهم، تاريخهم، وعلاماتهم ، وهل هم كفار ؟]

قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله:
وفي ثوب بلال فضة ، وكل الناس راجعين من غزوة حنين، بعد أن نال كل واحد منهم ما نال، ومع هذا، بقيت بقية من الفضة فجعلها النبي ﷺ في ثوبه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ منها ويعطي كل من جاء من غزوة حنين، كل من يرجع من غزوة حنين أخذ شيئاً ، قالوا: في ثوب بلال فضة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها ويعطي الناس -غير العطايا-، أيضًا اعتراض على العطية في أصلها واعتراض على هذه الحال.

فقال:
يا محمد اعدل، اعدل يا محمد، اعدل.
فالنبي صلى الله عليه وسلم بدأه:
ويلك، ويلك، الويل لك، ويلك، ومن يعدل إذا لم أكن أنا أعدل؟

وقالوا: أول ظهور للخوارج في هذه القصة.

والخوارج بدأوا هاهنا، ومتى ينتهوا الخوارج؟
تخرج فئة منهم مع الدجال تقاتل معه.

الخوارج باقون من زمن النبي صلى الله عليه وسلم من هاهنا -أي في هذه القصة- إلى وقت الدجال.

والنبي صلى الله عليه وسلم وصف خروجهم:
يخرجون وينقطعون، يخرجون وينقطعون، كلما خرجت طائفة منهم قُـطِعوا.

قال النبي ﷺ : قُطعوا.

صيغة الفعل المبني للمجهول ، من الذي يقطعهم؟
① العلماء بالحجج والبرهان والبيان كما فعل علي لَمّا ناظرهم.

② والحُكام.

هذه سنة الله فيهم:
يظهرون بين الحين والحين وينقطعون.

والخوارج أول فرقة بدعية ظهرت في الإسلام، وبعد هذا الظهور تمزقوا واختلفوا خلافا شديدا فيما بينهم ، ومن تتبع أخبارهم علم ذلك، وهذه سنة باقية لله.

فمن خرج عن طريق أهل السنة والجماعة، فإن الخارجين لَن يبقوا على قول واحد، وإنما سنة الله الماضية فيهم أنهم يبقوا يخرج بعضهم على بعض ، ولا يجتمعون على كلمة.

وهذا أمر رأيناه فيمن فارق السنة والجماعة، فالمفارقة قد تبدأ بشبر وتنتهي بذراع.

قد تبدأ مفارقة أهل السنة والجماعة على شيء قليل.

علامة الناجي أمران، وينبغي لك يا طالب العلم أن تتأمل جيداً قولك: (أهل سنة وجماعة).

أهل سنة :
خلاف بدعة، وأهل جماعة خلاف فرقة.
فلا يَجمع العقول إلا السنة النبوية، وغير السنة تُفرِّق ولا تَجمع.

فكل من يقول لمن دعا لسنة: إنك تُفرِّق ؛ هذا لا يَفهم سنن الله جل في علاه.

لا يمكن أن نجتمع إلا بالسنة، (أهل السنة والجماعة) هذا شعار الناجين عند الله عز وجل ، وأول من خرج عنه الخوارج.

والخوارج باقون لكنهم مندحرون ، يظهرون بين الحين والحين، كلما خرج منهم قَرن ؛ قُـطِع -قطعه الله وفق سنته-.

فأول ما بدأ الخوارج في اتهام النبي ﷺ بأنه لَم يَعدِل!

ومن يعدل إذا لم أكن أعدل؟
لقد خِـبتُ وخَـسرِتُ إن لم أكن أعدل ، أو لقد خِـبتَ وخَـسِـرتَ إن لم أكن أعدل.

(على الضم) والمعنى ظاهر ، خِـبتُ وخَـسِرتُ إذا لم أكن عادلاً.

والأشهر ورواية الأكثر بالتاء المفتوحة:
لقد خِـبتَ أنت ، وخَـسِرتَ أنت إن لم أكن أنا أعدل.

فأنت أهل خسران وأهل تباب.

فأنت تابع لي ومقتدياً بي، فأنت صاحب تباب، صاحب خسارة، ما دمتُ أنا لا أعدل ، فقائدك لم يعدل، فأنت مثله!

(فقال عمر) ، وفي رواية في حديث أبي سعيد فقال :
(فقال خالد) ، وفي رواية أخرى في حديث أبي سعيد فيها ذكر (عمر وخالد)، قالها عمر ثم قام خالد فقالها.

وهذا كما قلنا لا إشكال فيه ولا تعارُضَ فيه، فبدأ عمر بقوله رضي الله تعالى عنه:
دعني يا رسول الله ﷺ فأقتلَ هذا المنافق.

فأقتلَ (بالنصب) على أنها جواب الأمر، (دعني) يا رسول الله فأقتل هذا المنافق.

فبدأها عمر، فلم يأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بقتله،
فخالد جالس، وخالد يَعرِف أين السيف يوضع، وهذا الموضع موضع سيف، وموضع السيف من شأن خالد، فما قنع باعتراض عمر.

فأعاد عليه صلى الله عليه وسلم وكان جوابه هو هو.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:
معاذ الله.

معاذ الله أن أعمل على قتلِه.

هل هذا دلالة على عصمة دمه؟
لا، ليس دلالة على عصمة دمه، معاذ الله ، منصوبة على المفعول به ، وتقديره:
أعوذ بالله عوذاً وأستعيذ به استعاذة أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي.

هذا مقصد مهم جداً للنبي صلى الله عليه وسلم، إن هذا المعترِض وأصحابه فله أصحاب، سبحان الله!
لَما سمع النبي ﷺ له أصحاب ، سنة عجيبة!

قال: إن هذا من أي أصحابه؟
من أين؟

ما يستطيع أحد ينكر على النبي صلى الله عليه وسلم، وينكر على ولاة الأمور ، إلا وله أصحاب، هذه سنة.

فأصحابه مسكوت عنهم، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أدرج أصحابه مع هذا الرجل، هذه الشنيعة، أمرٌ بشع لا يقدر عليه واحد ، إلا جمع متواطئون فيما بينهم.

هذا معنى كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فمباشرة قال:
إن هذا وأصحابه، والعجب أنه ذكرهم بقوله ﷺ :
يقرأون القرآن.

يقرأون القرآن ؟
نعم يقرأون القرآن، ويشعروك أنهم أصحاب ديانة.

قال ابن عباس وذُكِـر عنده الخوارج وما يَلقونَ عند تلاوة القرآن ، فقال رضي الله تعالى عنه:
ليسوا بأشد اجتهاداً من اليهود والنصارى، ثم هم يضلون (أصحاب ضلالة ويضلون الناس)، يقرأون القرآن بألسنتهم، لا يجاوز حناجرهم، حلاقيمهم في رواية أخرى.
[ الناتئة في آخر الرقبة ] هذه الحناجر.

يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية.

هل الخوارج كفار؟
في أصل الخوارج أنهم ليسوا كفاراً ، وهذه الفرق التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم:
افترقت اليهود على 71، وافترقت النصارى على 72.

وستفترق أمتي على 73، هل هم كفار؟
لا، انتبه!
أمة محمد صلى الله عليه وسلم إن ذكرت في الأحاديث يراد بها أمران:
① إما أنها أمة دعوة.
② وإما أنها أمة استجابة.

اليهودي والنصراني من أمة محمد ﷺ ؟
(نعم) ، و (لا).

إن قلتَ نعم بمعنى أنهم من أمة دعوته ﷺ ، فالنبي ﷺ مدعو إليهم وهم مأمورون أن يستجيبوا للنبي ﷺ ، أما هل هم من أمة الاستجابة؟
لا، لا يسوا من أمة الاستجابة.

الآن انتبه!
قال النبي ﷺ : افترقت اليهود، افترقت النصارى، ثم قال: ستفترق أمتي.
إذن قوله ﷺ :
(ستفترق أمتي) المراد في الأمة أمة استجابة، لأن أمة الاستجابة جُـعِلَت في الحديث نفسه مقابل أمة الدعوة.

اليهود والنصارى من أمة الدعوة، ثم قال: ستفترق أمتي، فالمراد تفترق أمتي وهم ليسوا كفاراً، تفترق أمتي هم أهل فُـرقة ، ولكنهم ليسوا كفاراً.

ولذا العلماء قالوا:
إن الخوارج ليسوا كفاراً وما خرجوا من الملة، وتكلم عن هذا جمع، ومن أحسن ما يُذكَر مذهب علي الذي خرجوا عليه رضي الله تعالى عنه.

فقد صح عنه من عدة طرق عند بن أبي شيبة ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة ، والبيهقي وابن نصر أيضاً طريق آخر عن طارق بن شهاب قال:
كنتُ عند علي فسُئل عن أهل النهرين، أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا، وفي رواية: إخواننا بغوا علينا، وهذا هو المقصد: إخواننا، لكن لما سُئل: هل هم مشركون الخوارج؟ قال: لا، هم من الشرك فروا، قيل: فمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً، قيل: فما هم؟ فقال علي رضي الله تعالى عنه: قوم بغوا علينا.
الخوارج قوم بغوا علينا.

وذكر شيخ الإسلام مطولاً في منهاج السنة النبوية ، وذكر أنه قد تواتر عن علي رضي الله تعالى عنه أنه لم يعاملهم معاملة الكافرين، فلم يُذَفِّـف جريحهم ، لم يُـجهِز على من سقط جريحاً.

الكافر إن سقطَ جريحاً لك أن تجهز عليه يعني أن تكمل عليه حتى تزهق روحه، أما الخارجي في حربهم مع علي فأمر أصحابه علي أن لا يذفَّفَ على جريحهم، وما عامل أزواجهم معاملة السبايا، ولا استحل مالهم، بل وصلى عليهم.

ففي هذا دلالة على أن الخوارج ليسوا في أصلهم كفاراً،
ممكن يكونوا نفاق خرجوا بالنفاق؟ ممكن، كما حصل في الحادثة التي نحن بصددها، ونحن بصدد حادثة مهمة وقع خلاف شديد بين أهل العلم متى بدأ الخروج؟

والصواب قول من قال أن الخروج بدأ في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأت البذرة الأولى في خروجهم في غزوة حنين، ثم اشتدت بعدها في هذه الحادثة، ثم اشتدت بعدها لما أَرسلَ عليٌّ ، وكان ذلك في العام العاشر للهجرة.

في هذه السنوات من ذي القعدة من السنة الثامنة إلى السنة العاشرة، بدأت الخوارج تظهر وبدأت تُفرِّخ وتبيض، وأصبح لها وجود وأصبح لهم تحرُّك، وتحركهم في السر فيما بينهم على عدم مرأى ولا تربية ولا تعليم ولا تزكية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هكذا بدأت الخوارج ، والخوارج يتواصون ، وقد يكون بينهم من هو مغفَّـل، ولكن هذا المغفل إن منّ الله عليه بالصدق -انتبه- ومن ألطف ما وقفت عليه ما ذكره اللالكائي في كتابه شرح السنة في المجلد السابع صفحة 1234 برقم 2317 ذكَـرَ بسنده إلى محمد بن يعقوب ابن الأصم قال:
طاف خارجيان بالبيت -فالظاهر أن واحداً منهم كان عاقلاً- فقال أحدهما لصاحبه: لا يدخل الجنة من هذا الخَلق غيري وغيرك.
ما في خوراج إلا أنا وأنت.
يطوفون في البيت فأحد يقول للآخر قال:
لا يدخل الجنة من هذا الخلق غيري وغيرك، فقال له صاحبه وكان أعقل منه، فقال له صاحبه: جنة عرضها كعرض السماء والأرض بنيت فقط لي ولك؟ جنة الله جعلها عرضها عرض السماوات والأرض بنيت لي ولك؟ فقال: نعم، قال: هي لك وترك رأي الخوارج، هذه الجنة لك إذا وحدك، لك هي لك فقط، وأنا تبت إلى الله عز وجل من مذهب الخوارج.

فالخوارج قوم “حدثاء الأسنان”، سنهم صغير، سفهاء الأحلام، وسيأتي هذا في ما يأتي من أوصافهم في الأبواب الآتية، فهؤلاء الخوارج ليسوا كفار، أي ليسوا مرتدين، لكن هناك فِرق، وهذه الفِـرَق نحكم بكفرها وهي من الخوارج ، لكن ليس كل خارجي يقول بقول هذه الفِرَق، فبعض الخوارج ينكر سورة يوسف، فمن أنكر سورة يوسف كافر خرج من الملة، لكن لا يقال أن كل خارجي كافر.

بل بعض الخوارج زعم أن النبوة ما انقطعت ، وستبقى، وهذا أيضاً يضاد النصوص الشرعية ، وفيها الخروج عن ملة الإسلام، فنحن لا نكفر كل خارجي، ولكن الخارجي أو غيره ممن قال كلاماً دل عليه الدليل الصريح الواضح، فإننا نكفره.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
26 ربيع أول 1447 هـ
18 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[الخوارج: نشأتهم، تاريخهم، وعلاماتهم ، وهل هم كفار ؟]

[ أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” ، من أين هذا؟! يقول لك : هذا لازِم القول! ]

[ أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” ، من أين هذا؟!
يقول لك : هذا لازِم القول! ]

ولذا قرر العلماء أن لازِم القول ليس بلازم، ولازِم القول ليس بمذهب.

أنا أقول كلامًا تفهم منه بدلالات خفية شيئًا آخر، فتقول لي: “أنت قلت كذا، لازم كلامك كذا”، فأقول: “أستغفر الله، أنا ما قلت هذا”.

انتبه، انتبه!
كل المؤاخذات على شيخ الإسلام ابن تيمية التي أخذها عليه خصومه إنما هي باللوازم، وطولتُ في بيان هذا في كتاب “الأغاليط على شيخ الإسلام ابن تيمية”.

كل مؤاخذة على شيخ الإسلام ليست من كلامه، وإنما هي من اللوازم ،هو بشر، له كلام ولكلامه لوازم.

ليس فقط شيخ الإسلام، بل شيخ الإسلام قال: “كل عالِـم متناقض”

انتبه، انتبه!
بعض فقهاء الشافعية وما زال بعض المفتين يرددون هذا الكلام
وهذا منكر من القول وزور، يقولون: “الشافعي رحمه الله يجيز للرجل أن ينكح ابنته ، المسفوح من ماء الزنا”، يعني لو أن رجلًا نكح امرأة بالزنا فجاءت ابنة، فقالوا: “الشافعي يُـجوِّز أن ينكح الرجل ابنته من ماء الزنا” !
هذا لازم قوله، ومقامه أجل وأرفع عند الله عز وجل من هذه الشنيعة التي يستحيل أن تكون للإمام الشافعي.

وقلت لكم: الشافعي يقول: “الزواج عقد”، الأصل في الزواج عنده عقد، فوطء دون عقد ليس بزواج ، لأن عنده الزواج عقد، فهذا نكح بالحرام بالزنا من غير عقد، فالابنة ليست ابنته.

وما قال هذا ، هذا لازِم قوله!
فلازِم القول ليس بقول، فالشافعي بريء من هذا والإمام ابن القيم له تجليات في نقض هذا الكلام في كتابه “إعلام الموقعين”.

ورأيت شيخنا رحمه الله الألباني ذكر كلامه باختصار في تعليق له على “آداب الزفاف” أن هذا مستحيل أن يكون هذا كلام الشافعي.

إلى الآن بعض الناس يقول: “الشافعي يقول يجوز للرجل أن ينكح ابنته من الزنا” !
معاذ الله أن يقول الشافعي هذا!
هذا ليس قولُه، وإنما هذا لازِم القول.

لذا ابن تيمية لَما قال “كل عالِم متناقض” هل كان يريد أن يقلل من قيمة العلماء ؟
ماذا يريد؟
يريد أن يربط طالب العلم أمره بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لا يتابع أحدًا غير معصوم، لا يتابع جهة غير معصومة، ما يأخذ كلام العلماء “قال الشافعي، قال مالك، قال أحمد، قال أبو حنيفة رحمهم الله تعالى جميعًا” كما تقول: “قال الله تعالى”، لا، هذا غير ذلك.

علماؤنا المرضيون نحبهم ونرجو الله أن نحشر معهم، لكن أقوالهم ليست كأقوال الوحي، لذا قال ايش؟ قال: “كل عالم متناقض”، والله كلامه صحيح “ثقيل” أنا أول ما قرأته ثقيل، ما ما ترك عالم ؟
صحيح ، الكلام المتناقض ليس الكلام الصريح، وإنما كلامه متناقض بجميع الدلالات.

لذا جميع الدلالات من الآيات التي شرحناها
إنما هي خاصة بايش؟
خاصة بـ”قال الله” بالآية، وخاصة بالحديث ، دون الآية والحديث لا تؤخَذ جميع الدلالات.

أنا خذ كلامي بالمنطوق، إذا أخذتَ دلالات أخرى غير المنطوق ليس لك ذلك، ليس لك أن تأخذ الدلالات التي أنا أقولها انتبه، انتبه، انتبه، مهمة جداً هذه !

جُل الخلاف بين العلماء في هذا الزمان أنهم يردون على لازم قولك، أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” من أين هذا؟!
يقول لك : هذا لازِم القول!

لازم القول ليس قولاً ، فلما يكون عالِم بوَّأه الله أن يقول كلمة، وله أتباع، وأن يكون غافلًا عن هذا ؛ يولِّد مشاكل لا أول لها ولا آخِـر.

فالآفة أن يتعلق الناس بأناس ما ينبغي أن يتعلق بهم، لا يَـعرِفون ولا يُـفرِّقون بين القول وبين لازم القول.

إذا كان هذا الكلام صحيح ؛ فيكون كل كلام الأحباش في الطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية صحيح،
وهو ليس كذلك، لماذا ؟
تدرون لو أنا الآن طلبت أن أناقش حبشياً ، وعملنا مناظرة في هذا المسجد، وجاءنا حبشي نتناقش أنا وإياه عن شيخ الإسلام، تعرفون ماذا يفعلون؟
قبل ما نبدأ بالمناقشة؟ تعرفون ماذا يفعلون؟
الجواب: يأتون بكتب شيخ الإسلام وعليها علامات، ويأتون بكتب شيخ الإسلام لا تسعها هذه الطاولة، ويكون ارتفاعها أقل شيء متر ، ويفتح الكتاب ويقول: “ابن تيمية في كتاب كذا، صفحة كذا، جزء كذا”، ويقتطع الكلام عن سياقه
ويفهم الكلام على مراده هو ، وليس مراد شيخ الإسلام!

(وهات عاد هات خلِّص!)
وانظر كم من إنسان يغتر بكلامه!
لأنه فاتح الكتاب ويقرأ، فاتح ويقرأ، مقتطَع من السياق، مقتطَع من الكلام، وبينت هذا بتفصيل في كتاب “الأغاليط”.

تعبنا كثيراً في رد الشبه، والسبب عدم إحكام طرق الاستنباط إذا أنا بأقول عبارة دقيقة جدًا وأرددها كثيراً سواء بقلمي أو بلساني، وأقولها كثيراً كثيراً كثيراً، أقولها: “أهل الحق يضبطون طرق الإثبات ، وطرق الاستنباط”، كلمة سريعة صغيرة، لكن كلمة ترد على كل باطل.

طرق الإثبات:
كيف نثبت أن هذا حديث أم ليس بحديث؟ أو أن هذا من عند الله وحي أو ليس بوحي؟

أو طرق الاستنباط :
كل العبث الذي يجري في دين الله عز وجل إنما سببه عدم معرفة أحكام الإثبات وأحكام الاستنباط.

يستنبط هكذا من غير أي قاعدة، يتكلم ويتكلم بالشرع دون أن يدري.

المصدر :
الدرس التاسع – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن
تاريخ:
9 سبتمبر 2025 م
17 ربيع أول 1447 هـ✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” ، من أين هذا؟! يقول لك : هذا لازِم القول! ]

[ كيف يتدرج طالب العلم في قراءة كتب التفسير / بلاد الشام بلاد الرباط ]

[ كيف يتدرج طالب العلم في قراءة كتب التفسير / بلاد الشام بلاد الرباط ]

طالب العلم في التفسير ينبغي أن يبدأ بتفسير معتَصر مختصر واضح بيّن، ومن أحسن التفاسير المعتصرة المختصرة تفسير شيخنا محمد نسيب الرفاعي الواضح أو تفسير الشيخ السعدي” تيسير الكريم المنان”.

ثم بعد هذا التفسير -تقرأه- ، في كم تختم القرآن؟
مثلاً، تختم في الشهر مرتين؟
اختمه مرة في الشهر، واقرأه مع التفسير.

تختمه في شهر؟
اختمه في اربعين، ولا تزيد عن أربعين ، كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه:
«عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو أنَّهُ سألَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في كم يقرأُ القرآنَ قالَ: في أربعينَ يومًا. ثمَّ قالَ: في شَهرٍ. ثمَّ قالَ: في عشرينَ. ثمَّ قالَ: في خمسَ عشرةَ. ثمَّ قالَ: في عشرٍ. ثمَّ قالَ: في سبعٍ. لم ينزل من سبعٍ».

المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 1395 |

“اقرأوا القرآن في أربعين، اقرأوا القرآن في ثلاثين، اقرأوا القرآن في عشرين، اقرأوا القرآن في عشرة”.

فظاهر الحديث أنه يجب على المسلم أن يقرأ القرآن كل أربعين يوم ، اقرأ القرآن في أربعين، لكن، وأنت تقرأ القرآن يكون أمامك تفسيره، اقرأ القرآن مع تفسيره، بعد أن تقرأ القرآن، اقرأ تفسيرًا متوسطًا، وأحسن تفسير متوسط تفسير ابن كثير، تفسير مبارك.

وإذا ما كنت من أهل الحديث، اقرأ مختصرًا له، وأما إن كنت من أهل الحديث، فاقرأ تفسير ابن كثير.

ثم اختم رحلتك في الطلب مع القرآن بتفسير مُطوّل، اقرأ التفسير المُطوّل.

ما هو أحسن تفسير للقرآن؟
سؤال كثير محيِّر.

سُئِل العلماء:
ما هو أحسن تفسير للقرآن؟
فقال أحدهم: “الزمن يكشف لك عن أسراره”، ومنهم من قال: “أحسن تفسير للقرآن القلب السليم، أن يكون قلبك سليمًا فتتدبر القرآن”.

ومنهم من قال: “أحسن تفسير للقرآن هو التفسير السُنني ، أن تقرأ التفسير على أنه سُنن باقية ودائمة إلى يوم الدين”.

تقرأ القرآن على أنه سُنن لله عز وجل.

لكن التفسير المطول الذي تختم به حياتك العلمية هو الذي يتواءم مع تخصصك، يعني طالب علم حديث يعرف الأسانيد ويعرف أحوال الرواة ويعرف أخبرنا وحدثنا، وحال الراوي، أحسن تفسير له تفسير الطبري، يقرأ تفسير الطبري.

طالب علم فقه يريد الفقه، أحسن تفسير يقرأه تفسير القرطبي، تفسير القرطبي لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويذكر الأحكام الفقهية فيها.

يعني لما يذكر قوله تعالى :
{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [التين : 1]

“والتين” يذكر مبحثًا طويلاً في أحكام زكاة التين والزيتون، مبحث طويل في أحكام الزيتون، “والتين والزيتون” الآية ظاهرها أنه ليس المراد بالتين والزيتون.

إيش معنى التين والزيتون؟
أكمل الآية:
{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)} [التين : 1-3]

“والتين والزيتون” المراد بها بلاد الشام، فليس التين والزيتون هو التين والزيتون المراد بها.

“وطور سنين” ، “وهذا البلد الأمين”، انظر إلى السياق!
فالسياق يدل أن “التين والزيتون” هي “بلاد التين والزيتون”، لأن بعدها “وطور سنين” وبعدها “وهذا البلد الأمين”.

فلم يقسم الله تعالى بالتين والزيتون، لكن سبحان الله التين والزيتون مجتمعين في بلاد الشام فقط!
تجد تينًا في غير بلاد الشام وتجد زيتونًا في غير بلاد الشام، لكن التين والزيتون معًا في بلاد الشام، والتين والزيتون المراد بها بلاد الشام

فأقسم الله تعالى ببلاد الشام، نحن في نعمة، هل في يوم من الأيام خطر في بالك أن الله امتن عليك أن تكون في بلاد الشام؟ والله إذا ما خطر في بالك هذا الخاطر ؛ فأنت محروم في أنك لا تشعر أن الله جعلك في بلاد الشام.

يا جماعة !
القائم في بلاد الشام والذي يسكن بلاد الشام ويقيم دين الله، فهو أحسن المجاهدين عند الله عز وجل، أحسن من المجاهدين.

بلاد الشام بلاد الرباط، وأنت في الأردن تسكن الأردن، أنت مرابط، {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) }
[التين : 1-2]

المصدر :
الدرس التاسع – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن
تاريخ:
17 ربيع أول 1447 هـ
9 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ كيف يتدرج طالب العلم في قراءة كتب التفسير / بلاد الشام بلاد الرباط ]