الجواب:
نعم.
فإن كان أبوك نصراني وأنت أسلمت هل لك أن تزور قبر أبيك؟
لك أن تزوره.
هل لك أن تستغفر له؟
ليس لك ذلك .
من جميل ما وقفت عليه مما أسنده ابن جرير أن رجلا قال لأبي هريرة: غفر الله لك يا أبا هريرة ولأمك ولأبيك.
فقال أبو هريرة:
فأما أنا وأمي فنعم وأما أبي فلا، لأنه مات مشركاً .
أخرج هذا الإمام ابن جرير في تفسيره وأظن في الجزء الواحد والعشرين .
لماذا أبي لا؟
من لا يحب أن يكون أبوه ناجياً ، لكن هذه النجاة عند الله ليست بالسند، ليست مشيخة، ولا مخترة؛ النجاة عند الله تحتاج إلى إيمان.
فمن حقق الإيمان نجا ومن لم يحقق الإيمان لم ينجو .
النجاة عند الله بالايمان وليست النجاة عند الله عز وجل بالأشياء الأخرى.
السؤال:
هل يمكن أن تكون والدة النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الفترة؟
الجواب:
قال بهذا السيوطي، وألف عشر رسائل.
السيوطي زعم أن من مات قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو من أهل الفترة، وأهل الفترة وردت أحاديث كثيرة ذكرها ابن القيم مطولاً في آخر طبقة من طبقات المكلفين في كتابه (طريق الهجرتين)، أورد حديث الأسود بن عامر وحديث جماعة من الصحابة أن أهل الفترة والمجنون والأصم الأبكم والذي أدرك الإسلام على الكبر والمعتوه وأولاد المشركين يُمتحنون يوم القيامة فتوصد لهم نيران ويقال لهم اقتحموها ، فإن اقتحموها نجوا وإن أبَوا دخلوا النار.
هذا مآل أهل الفترة عندهم .
لكن الخلاف هل الذين عاشوا قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وصلتهم دعوة التوحيد أو لم تصلهم؟ وسبق الجواب في الدرس أن دعوة التوحيد وصلتهم ولم يؤمنوا بها. دعوة التوحيد كانت عند العرب ووصلهم أن إبراهيم عليه السلام كان يصلي في الصباح والمساء صلاتين وكان يدعو لتوحيد الله عز وجل وورقة ابن نوفل كان موحداً وعدد من العرب كانوا معروفين بالتوحيد. فهؤلاء على الراجح أنهم ليسوا أهل الفترة.
احتج من قال بنجاة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم بخبر قال عنه الحفاظ لا أصل له، وممن ذكر هذا السُهيلي في كتابه (الروض الأُنف) وتتابع المحدثون عليه ولم نراه في كتاب. قالوا: الله جل في علاه أحيا أبوي رسول صلى الله عليه وسلم فآمنا به ثم أماتهم.
يعني أبوي النبي صلى الله عليه وسلم أُحييا لرسول صلى وسلم ثم اسلما ثم ماتا.
طيب وحديث أنس في صحيح مسلم حديث أبي هريرة وحديث بريدة الأخصمي في هذا الباب الذي معنا هذه أسانيد لكن إثبات الحديث له طرق وهذه الطرق مقررة عند العلماء. فإذا أتيت بطريق أن النبي صلى الله عليه وسلم أحيا الله أبويه فهذا يجب علي أن أؤمن به لكن لم نجد لهذا إسنادا والكتب المدونة موجودة ولم يذكره أحد من المعتبرين من المحدثين.
السؤال:
هل هناك تعارض بين أن أصل اللغات هو العربية، وقول الله سبحانه: { وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ } ؟
الجواب:
أسألكم أنا الآن ما هو أصلنا نحن؟
من آدم وحواء.
هل يوجد غير آدم وحواء!!
طيب كيف وإختلاف ألوانكم!
إختلاف ألوانكم إبّان التنزيل، والأصل من آياته إختلاف الألسن والألوان { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ} الروم[ 22 ]
هل يوجد لسان غير العربي؟
نعم موجود.
من آيات الله إختلاف ألسنتكم وإختلاف ألوانكم، إذاً هذا لا يمنع أن الألوان تعود إلى واحد، وأن اللغات تعود إلى لغة واحدة، هذا لا يمنع.
لكن إبّان التنزيل كان هنالك ألوان كثر للناس، وكان هنالك ألسن كثر ولغات كثر، فلا تعارض.
والمسألة مبحوثة بتفصيل وتدقيق ودراسة في كتاب ابن حزم (الإحكام)، وناقشه وطوّل في مناقشته وعقد معه ميدان واسع، تقي الدين الهلالي في كتابه الذي نشرته أخيراً بعنوان الفوائد السامية في تاريخ اللغات السامية، ناقش ابن حزم مناقشة طويلة في هذا الباب والكلام طويل.
والله تعالى أعلم.
نعم ينتفع.
هل يسمع؟
ما ندري.
لكن هل ينتفع؟
نعم ينتفع.
والأصل في عالم الغيب أن لا نهجم عليه إلا بدليل، فإن لم يكن عندنا دليل فالأصل أن نسكت.
ما أثبته الله أثبتناه، وما نفاه نفيناه، وما سكت عنه سكتنا عنه.
هو ينتفع ؟!
ينتفع.
وإلا لماذا ندعو! ولماذا نُسلّم!
فالنفع حاصل، والسمع نسكت عنه.
السؤال:
هل كتاب ”إكمال المُعلِم“ في شرح صحيح مسلم للقاضي عياض مطبوع؟
الجواب:
نعم.
أي الطبعات الجيدة؟
لم يطبع إلا طبعة واحدة، طبع طبعة نادرة ما أظن أنكم تقفون عليها في المغرب، لكن الطبعة الموجودة طبعة دار ابن كثير في غالب الظن، وهذه الطبعة لا بأس فيها.
والله تعالى أعلم.
السؤال:
في الحديث «لعنَ اللهُ زوّاراتِ القبورِ»، فكيف ذهبت السيدة عائشة للبقيع؟
الجواب:
ذهبت كما في الحديث الذي يأتينا حديث بريدة في الحديث الثاني من الباب الذي بدأنا فيه «نَهَيْتُكُمْ عن زِيارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوها» [صحيح مسلم ١٩٧٧].
(فَزُورُوها) تشمل الرجال وتشمل النساء.
والنبي صلى الله عليه وسلم مرّ كما في صحيح البخاري على امرأة على قبر -جالسة على قبر- فقال لها: «اتَّقِي اللَّهَ، واصْبِرِي» [صحيح البخاري ٧١٥٤].
فالنساء في أواخر عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن يزرن القبور، والمرأة لها أن تزور القبور وهذا الذي كان آخر العهد مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.
السؤال:
«حيثُما مررتَ بقبرِ كافرٍ فبشِّرْه بالنّارِ» [صحيح الجامع ٣١٦٥]، هل يدل على أنّ أهل القبور يسمعون؟
الجواب:
لا.
يتضرّرون، بشِّره بالنار، أبشر بالنار.
فهذا الكلام علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم حتى تحصِّن نفسك وإخوانك وأهلك ومن تعول من أن تكون من أهل النار.
والله تعالى أعلم.
الجواب:
دائمًا خطاب الرجال تدخل فيه النساء إلا إن جاءت قرينة.
الخطاب المُوَجّه للنبي صلى الله عليه وسلم يدخل فيه جميع المؤمنين والخطاب المُوَجّه للمؤمنين يدخل فيه خطاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا إن جاءت قرينة.
كل أمر لله أمَرَ به رسوله فأُمَّتهُ تدخل به ضمنًا إلا إن جاءت قرينة كقول الله ﴿خَالِصَةࣰ لَّكَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [الأحزاب ٥٠]، هذه خالصة لك دون المؤمنين في المرأة التي يرغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حلال له وفوق الأربع، فهذا خالص للنبي صلى الله عليه وسلم.
فكل حكم قال الله فيه (خالصة لك من دون المؤمنين) هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.
الجواب: أسأل الله أن يعافينا وأن يعافي بلادنا وأهلنا واحباءنا، وأسأل الله أن يرحم الموتى ، وأن يجبر مصاب ذويهم، وأسأل الله جل في علاه أن يرحمهم رحمةً واسعة.
وإن ثبتَ لنا بعد حين أن هنالك مفقودين وماتوا مع الهَدَمْ وما استطاعوا إخراجهم فالواجب على المسلمين أن يصلوا عليهم صلاة الغائب -صلاة الجنازة-، وهذا يحتاج لوقت، فما زال للآن البحث يجري.
وجزى الله خيرًا كل من قدم شيئًا لصالح إخواننا المصابين في هذا الزلازل سواء في سوريا أو في تركيا ، وأسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين جميعاً عن هذه الزلازل.
هذه الزلازل ضارة، لكن المختصون يقولون : كلما بُكِرَ بها كانت أنفع، لما يتوقع من تأخرها من آفات لا تطاق، فيقولون تعجُلُّها فيه خير للبشرية وإن كان فيه ضرر ببعض الناس ، فالزلازل عند العلماء انحباس البخار في باطن الأرض، فلا بد أن تُسَّرب و أن تخرج تماماً مثل انحباس الغاز في البَطِن ، فخروجه مؤذي ولكن خروجه فيه فائدة لصاحبه، فالزلزال كانحباس الريح في بطن الإنسان، فإن خرج قالوا هذا فيه فائدة عامة.
الصالحون لا ينظرون إلى الأسباب، ولكن ينظرون إلى مُسببها، ينظرون إلى فعل الله عز وجل فيما يقع في كونه من كوارث، فهذه الكوارث أول ما وقعت وقد ثبت ذلك بالأسانيد الصحيحة في عهد عمر رضي الله عنــه، فلما رأى عمر أن الأرض قد زُلزِلَت فقال للناس: والله لإن عادت لا اساكنكم أبدا.
فالمؤمن ينظر إلى كل ما يقع وِفق ارادة المسبب، فالله يقول 🙁 وما نُرسِلُ بالآياتِ إلا تَخويفًا ) فالله يُرسل الآيات ليُخوِّفنا .
وذكر ابن أبي الدنيا أثر عمر رضي الله عنه الذي روته حفصة عنه عندما وقع الزلزال، ذكره في كتابه العقوبات ، وفي هذا إشارة إلى أن الزلازل إنما هي عقوبات من الله عز وجل.
ولذا قال بعض السلف عندما وقع الزلزال: إن الله يَستَعْتِبُكم، استيقظوا فالله يستعتبكم، الله يعتِب عليكم انتبهوا إلى افعالكم إن الله عز وجل يستعتبكم .
ولذا هنالك الصلاة في الزلازل صلاها عبدالله ابن عباس وأنس وهي صلاة الكسوف والخسوف، فكل آية لله سواءٌ كانت آية سماوية كالشمس والقمر عند كسوفهما أو آية أرضية كالزلازل فَتُسَنُ أن يصلى لها صلاة الكسوف والخسوف، تصلى ركعتان في كل ركعة ركوعان، وأن تكون الصلاة طويلة.
فإن قيل : العلماء المختصون في الزلازل لا ينصحون بالاجتماع تحت الأسقف وينصحون بالذهاب بالخلاء، قلنا نجمع بين الأمرين، نذهب لمكان فيه خلاء وفسيح ونتوقى، فنأخذ بالأسباب، -أسباب عدم الهلاك-، ثم نصلي ونفزع إلى الله عز وجل.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتصدق والاستغفار عند صلاة الكسوف والخسوف ، وكذلك عند الكسوف والخسوف يُسن أن نكثر من الصدقات ، وأن نكثر من الاستغفار ، وأن نفزع إلى الله ، وأن نتوب إليه ، وأن نتفقد أحوالنا ، وأن نبتعد عن المعاصي ونتوب إلى الله عز وجل. هذا والله أعلم.✍️✍️