السؤال :
أخٌ يسأل، ثم تبيّنَ لي أن هذا سؤال مجموعة من إخواننا.
يقول: عندي خيول وهنالك نسلٌ أرغبُ في اقتناء خيل منه فهل يجوز لي أن أشتري لقاحًا ممّن يملِك هذه السُلالة.
الجواب:
هذا سؤال واضح.
النّص فيه صحيح وصريح وأخرجه الإمام البخاري وأبي داوود وأحمد والنسائي عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم” نهى عن ثمن عسَب الفحِل” .
قال الإمام السيوطي في شرحه على المجتبى: الفحِل سواء كان تيسًا أو إبلاً أو خيلاً.
والأخ يسأل عن عسَب الخيل وعسَب الخيل هو فحل الخيل.
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن عسَب الفحل.
بل يوجد رواية أخرجها مُسلم من حديث جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم” نهى عن ضِراب الفَحِل” .
الضِراب هو العملية التي ينزو فيها ذكر الفحل من الغنم أو من الإبل أو من الخيل على الأنثى.
فعملية تلقيح الذكر للأنثى تسمى ضِرابًا.
في رواية عند مسلم “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضِراب الجمل” .
وهذا يؤكد أنّ الفحل ليس خاصًا في التيس أجَلّكُمْ الله ليس خاصًا في ذكر الغنم إنما هو عام يشمل الإبل ويشمل الخيل.
قال في الصِحاح في تعريف العَسَب: الكراء الذي يؤخذ على ضِراب الفحِل وعسب الفحل ضرابة ويقال ماؤه. فهذا نص صريح واضح في النهي ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه .
أخونا يسأل عن الهدية.
أنا لا أريد أن أدفع مال أريد أن أعطيه هدية
فإن وقع في الباطن اتفاق على الهدية فهي حرام.
يقول ابن القيّم وإن لم يكن كذلك فلا بأس بها.
يعني رجل بطيب نفس أعطاك ومَكنّ عَسَب الفحل من الخيل من ضِراب ما عندك من الأنثى ورأيت منه سماحةً ودينًا فلا حرج أن تهديَهُ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم من صنع إليكم معروفًا فكافؤه.
أما أن تَتّفِقا في الباطن على هدية معينة فهذا يشمَله النهي سواءٌ كان مالاً أو كان غير ذلك، ويتأكد ذلك أن المبيع يشترط في الحِل أشياء، القُدرة على التسليم والقُدرة على التسليم غير وارد في عَسَب الفَحِل والماء ماءُ الفحل لا يجوز إفراده َبالعَقْدِ لأنه مجهول القَدر ولأنه غير مُتقَوّم وماء الفحل لا قيمة له وماء الفحل غير موجودِِ عند العَقد عليه.
لهذا كله أدرجه أهل العلم أعني ماء الفحل في كلامهم عن الغرر .
وبالتالي سؤالك أهي المبارك ما دام أنك ستدفع مالاً فهذا حرام فأما الهدية فعلى التفصيل المذكور.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١ – جمادى الاولى – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ١١ – ٢٠٢٢م
✍🏻 توجيه من الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله- حول كأس العالم.
قلت مرات وكرات ورأيت مقولتي عن الكرة منتشرة من أيام قريبة ولا أدري من الذي نشرها، ولكن أقول جزاه الله خيرا.
الكرة ممارستها خير من النظر إليها. وفي بروتوكولات حكماء صهيون سنعمل على نشر الجنون الرياضي في الوطن العربي.
وهذا قديم.
وفي النظر إلى كرة القدم محاذير:
# هدر الطاقات وإضاعة الاوقات.
لو أن الناظرين إلى كرة القدم في يوم واحد عدد المشاهدين لمباريات كأس العالم عملوا عملا وتبرعوا به لدولة فقيرة مسلمة لساعدت في حل مشكلاتهم الإقتصادية.
عمل يوم من قبل جميع الناظرين إلى كرة القدم، لو تبرعوا بعمل يوم وقالوا هذا منا إلى بنجلادش لحلت مشاكل كثيرة.
# ومن محاذير كرة القدم أن فيها إحياء النعرات والعصبيات الجاهليات وتفريق الأمة، وهذا لا ينكره عاقل. وإذا أردت أن تتثبت أنظر اليوم لمباراة الفيصلي مع الوحدات، فتعرف حقيقة الحال، لما ننظر إلى مباراة الوحدات مع الفيصلي تعرف حقيقة النعرات وإثارة المشاغبات وإحياء الجاهليات التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها منتنة، وهذا أمر واضح.
أما الغرب فمفتونون بكرة القدم وسبب فتنته ليست فقط متعة المشاهدة كما يظن كثير من الناس، الغرب عنده مقامرة على المباريات، فكل مباراة يقامرون بملايين، وإذا كانت في كأس العالم قد تزيد عن الملايين، والمقامرة على المباريات في الشرع حرام، فكيف إذا كانت تصطحب هذه المباريات الفتيات الجميلات وكشف العورات واختلاط الرجال بالنساء، وما يلحق ذلك من تهتك عورات وما شابه.
جزى الله دولة قطر خيرا لأنها منعت إظهار المثليين وحاربت الشارات التي ينادي بها المثليون.
فهذا منهم موقف محمود فجزاهم ربي خيرا عليه حكومة وشعبا.
ولله الحمد والمنة قطر وغيرها هم عرب، بل كلهم مسلمون.
والمثلية ليست دمار للإسلام، المثلية دمار للإنسانية.
الإنسان الذي يتمتع بالنساء تطول متعته بهن.
لذا نظم الشرع هذه المتعة ، فتطول وتقوى أكثر وأكثر.
ويجول في خاطري من سنوات ولا أظنه إلا صوابا وأنا لست بطبيب. وأضع هذا الكلام أمام الأطباء الغيورين على الشرع”
بما أن مرض فقدان المناعة المسمى (الإيدز) وظهر واشتهر ليس من بعيد بسبب الزنا وأن الرجل يتقلب على مجموعة نساء دون نظام فلا بد أن يكون الذي يتقلب على نساء بنظام، وهذا النظام وفق الشرع لا بد أن تكون عنده مناعة أقوى من غيره.
أنا الذي اعتقد أن المتزوج أكثر من واحدة مناعته في مضادة الأمراض أكثر من مناعة من عنده واحدة.
فوجود المثلية ليس دمارا للإنسان ويدخل النار فقط، إنما هو دمار للبشرية.
كيف يتكاثر الناس؟
إذا انتشرت المثلية.
الرجل يكتفي بالرجل والمرأة تكتفي بالمرأة.
كيف يقع التكاثر في الشرع……
أمر ما يحتاج إلى كلام.
فكل عاقل ينبغي أن يحارب المثليين. فالمثلية شذوذ وإن كان كلامي هذا في الأنظمة الدولية يعتبروه تحريض ونشر للكراهية، ولكن هذا شرع الله. هذه المثلية لا تكون إلا من قبل الشواذ، فهؤلاء الشواذ مرضى، وهؤلاء المرضى ينبغي أن يكون هنالك قوة تردعهم على أن لا يتمادوا في مرضهم وأن تعيدهم إلى الصواب وإلى الحق. فالإنسان بطبعه عنده غريزة، والغريزة الرجل يميل للمرأة، والمرأة تميل للرجل.
أما أن يميل الرجل إلى الرجل والمرآة تميل إلى المرأة، هذا أمر خلاف للفطرة وخلاف الأمر المعتاد.✍️✍️
السؤال :
أخ يقول أُختي قالت لأُمي احلفي لي بأن لا تخبري أخي بأنني مريضة حتى لا أُكلِفهُ، وحلّفت أُمي ولكن أُمي أخبرتني فيما بعد فهل عليها كفّأرة.
الجواب :
نعم ما دامت أنها حلَفَت فعليها كفّارة، حلفت أن لا تخبر الولد عن مرض أُخته فالواجب على الأُم بعد أن حلَفَت أن تُكفّر عن يمينها.
وكذلك من حَلَفَ على شيء فرأى غيره خيرًا منه فله أن يتحوّل إلى الكفّارة.
أسألكم وأنتم طلبة عِلم ما الفرق بين اليمين والنّذرِ ؟
اليمين أنت بالخِيار إن رأيت غيره خيرًا منه فعلته.
وهناك روايتان في الصحيح مُسلم فليأتي التي حَلَف وليُكفّر عن يمينه وفي روايه أُخرى صحيحه عند مُسلِم فليُكفّر عن يمينه وليأتي التي حَلَف.
فإذًا يجوز لك أن تُكفِّر ثم تفعل خلاف ما حلفت ويجوز لك أن تفعل خلاف ما حلفت ثم تُكفّر عن اليمين، فإن قدمت أو أخرت فكلاهما صحيحًا هذا في اليمين.
أما الأصل في النّذِر أن يُحفظ ولا يجوز لمن نَذَر شيئًا إلا أن يأتيَ به، فالواجب على من نَذَر شيئًا أن يأتيَ به .
متى يُكفِّر عن يمينه النّاذِر فقط عندما لا يستطيع أو إذا نَذرَ حرامًا فحينئذ يُكفِّر عن اليمين.
فالنّذرُ يمين وزيادة فيعامل أحيانًا معاملة اليمين والأصلُ في النَّذرِ أن يُوفّى به ولا يجوز للنّاذر أن يُكفِّر عن يمينه إلا كما بينا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١ – جمادى الاولى – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ١١ – ٢٠٢٢م
الجواب :
نعم تصلون خلفه.
يا ليت الأشاعرة على مذهب أبي الحسن الأشعري.
الأشاعره مرّوا في مراحل وأسوء مراحل الأشاعرة مرحلة الإمام فخر الدِّين الرازي الذي قال بما يُسمّى القانون الكُلي.
بعض الأشاعرة في زماننا الذين تحولوا من الأشعرية إلى الجهميّة سمعته يقول في مقطع فيديو يقول من قال لكم أنّ الرازي أشعري الرازي جهمي.
الجهمية أمرها خطير.
الأشاعرة اليوم يثبتون ويُؤّلون وهم من أهل السُنة باتفاق بالمعنى العام بمعنى أنهم ليسوا كفارًا ومن كَفّر الأشاعرة فهو مخطئ، ولكن في تأويلهم هم مخطئون وليس هذا مذهب أهل السنه في المفهوم الخاص .
لو أنك سُئلت هل الأشاعرة من أهل السُّنه ؟
ما هو الجواب؟
التفصيل بالمعنى العام نعم قطعًا من أهل السُنّة ولا أحد يُكفرهم، وأحسن الأشاعرة هم أتباع أبي الحسن في وقت أبي الحسن وأصحابه ومن كان قريبًا منه كأبي الطيّب الباقلاني.
اتصل بي رجل يريد أن أطبع كتاب لأبي الطّيب الباقلاني هل يجوز أن أطبعه، قلت أنا أوّل من يشتريه، أنا متى رأيت كتاب لأبي الطيب الباقلاني أُحب كتبه وأُحب أن أقرأ له لأنه متقيد بالنصوص ويستنبط ويُفرِّع بالعقل على وجه جميل جدًا فكتابه “الإنتصار للقرآن” من أبدع كتبه رحمه الله تعالى.
فالشاهد بارك الله فيك تعامله معاملة المسلمين وإن جرى حديث بينكم فبالتّي هي أحسن للتي هي أقوم. وأما أن تعتقد بأن الأشاعرة كُفاراً هذا أمرٌ ليس الصواب بل هذا من الخطأ الشنيع.
السؤال:
هل يجوز رواية الأحاديث الضعيفة في العقائد؟
الجواب:
بإتِفاق ليس بصحيح.
القول في أن الأخذ بالعقيدة من حديث ضعيف فلا.
والعقيدة لا تؤخذ إلا من كتاب الله وسُنّةِ رسوله صلى الله عليه وسلم ومن العلماء الكبار من سَلَف الأُمّة القرون المُزكاة.
أما الحديث الضعيف ينبغي أن تسأل هل يجوز الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
إماما أهل الصنعة البخاري ومسلم لا يرون العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
وهذا رأي ابن حَزِم وهذا رأي ابو بكر بن العربي المالكي.
وعند التحرير والتحقيق تجد أن لهذا القولِ قوةً بل ما ينبغي أن يُحاد عنه، مع مراعاة قيود من قال بالأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ترى أنه ماينبغي يحادَ عنه.
الحافظ ابن حجر في كتابه” تبيين العَجَب في فضل رجب” قال الحديث الضعيف يؤخذ به في فضائل الأعمال بثلاثة شروط:
الشرط الأول:
أن تكون العبادة مشروعة وثبتت بنص صحيح وجاء الترغيب بالحديث الضعيف بالعمل بها وأما العبادة مشروعة بنص صحيح.
ما معنى أن تقول الاستدلال بالضعيف؟
يعني أن تكون العبادة قد ثبتت بنص صحيح .
الشرط الثاني:
أن لا يكون الضعف شديدًا، لا يكون في الإسناد متروك أو مطروح أو كذاب أو مجهول.
الحديث الضعيف هل نجزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله؟
لا نجزم بأن النبي عليه الصلاة والسلام قاله ولا نجزم بأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقله.
الحديث الضعيف الذي ضعفه شديد والمطروح والواهي والمكذوب والمتروك فهذا نجزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله .
الشرط الثالث:
أن يُبيِن المُستدِل به ضعفه.
عندما ترويه في فضائل الأعمال تُبيّن ضعفه وتكون هذه العبادة ثابتة بنص صحيح، فإذا كانت هذه العبادة ثابتة بِنص صحيح إذًا أصبح العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال مسألة لفظية شكليه وليست مسألة خلافية.
لذا العلماء عندما يذكرون الحديث الضعيف في فضائل الأعمال يشترطون شروطًا ثلاثة.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١ – جمادى الاولى – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ١١- ٢٠٢٢م
السؤال:
أخ يقول ماذا تقولون في كتاب ”الأغاني“ وهل تنصحون بقراءته؟
الجواب:
لا، لا أنصح.
عجيب صاحب الأغاني، صاحب الأغاني كتبوا فيه كتبًا وأدرجته في كتابي ”كتب حذَّر منها العلماء“.
أبو الفرج الأصفهاني شيعي أموي، نسبه أموي ومشربه شيعي، وهذا من أعاجيب الأشياء، أموي وشيعي! أمران متناقضان.
هو والجاحظ أصحاب قلم.
والفائدة لمن أراد أن يسمو ببيانه لكن يذكُرُ في كتبه الطَّم والرَّم ويذكُر الأكاذيب وكثير من الأكاذيب التي تخص الأصحاب تبحث عنها لا تجدها إلّا في الأغاني، وكان يكتب في الشيء وضده.
فكتاب أبو الفرج محشوٌّ بالطَّعن في الصَّحابة، وفضائل الناس.
ولا أنصح أن تقرأ كتاب الأغاني.
والتَّفصيل المُطوَّل في كتاب لوليد الأعظمي -رحمه الله- له كتاب مطبوع في بيان البواطيل والخُرافات الموجودة في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١- جمادى الأولى – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ١١ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخ يسأل فيقول: في أسفاري أنزل فُندُقًا وأحتاج في الليل للماء أو العصير فآخذ من ثلَّاجة الفندق ثمَّ في النهار أذهب إلى البقَّالة وأشتري ما شربت من الثلَّاجة من ماء أو عصير وأجعله في الثلَّاجة لأنَّ سعر العصير أو الماء في الفندق أغلى من سعره في البقَّالة، هل هذا يجوز؟
الجواب:
قطعًا هذا لا يجوز.
لماذا؟
أنت ما أخذته عاريَّة، أنت أخذته شراءًا.
العاريَّة: تستفيد من المنفعة، أنت أخذته شراءًا، ولا يجوز لك أن تُرجِع إلَّا بإذن المالك.
إن اشتريت شيئًا فهذا عقد باقٍ مُؤبَّد بخلاف الإجارة فهي عقد مُؤقَّت، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ”الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا“ [ صحيح مسلم ١٥٣٢] والثلَّاجة موضوعة عندك حتى تشتري منها، فإذا أخذت فأنت قبلت ولا يجوز لك الإرجاع إلَّا أن ترجع إلى المالك أو من ينوب عنه فتقول له: أقِلني من بيعَتي أَقالَ الله عثرتك يوم القيامة، أو نحو هذه العبارة من الإقالة، أمَّا ما فعلته أنت فلا.
فلا يجوز لك أن ترجع لأنَّك اشتريت بإرادتك وصار الشِّراء مُلزِمًا لك، ومعنى الإلزام لك: أنَّك قبلت السعر؛ السعر الذي عُيِّن لهذه السِّلعة أنت قبلته وليس لك أن ترجع.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١- جمادى الأولى – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ١١ – ٢٠٢٢م
المعاونة القريبة والبعيدة ليست اصطلاحات شرعية.
احفظ عني هذا القيد ، وهذا القيد مهم وينبغي أن تعرفه معرفة جيدة.
الأصل في المعاملات (البيع والشراء) الحل أم الحرمة ؟
الأصل في المعاملات الحل.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما أخرجه البخاري عن سعد بن أبي وقاص قال صلى الله عليه وسلم :إنّ أعْظَمَ المُسْلِمِينَ جُرْمًا، مَن سَأَلَ عن شيءٍ لَمْ يُحَرَّمْ، فَحُرِّمَ مِن أجْلِ مَسْأَلَتِهِ.
البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٧٢٨٩. .
لا تتعنَّت في السؤال.
المعاونة المباشرة مثل أن يأتيك واحد يريد أن يشتري شقة، ويحضر لك أوراق من البنك، وأنت تعلم أنه سيأخذ الربا من البنك ، وتسهِّل بسبب أن تعطيه شيئا كورقة كي يروج البيع ، ولا يمكن أن يأخذ الربا إلا بالورقة التي منك ؛ هذه إعانة مباشرة ، والوسيلة إلى الحرام حرام ، والوسيلة إلى الواجب واجبة ، والمسنون مسنون ، …إلخ.
لكن شيء الأصل فيه الحل ، ويستخدم في الحلال ، ويستخدم في الحرام ؛ ليس لك أن تتعنَّت ، وتستدل بقول الله تعالى : ((وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ٰنِۚ )).
مثلا أنت الآن تبيع أجهزة (خلوي) أو تصلح أجهزة (خلوي) (والخلوي) يستخدم في الحلال والحرام، و التصليح يستخدم في الحلال والحرام ؛ الإثم على من استخدمه، وأنت في بيعك، وتصليحك حلال، ولا يجوز لك أن تقول : حرام ، وتدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أشد المسلمين إثما من سأل عن مسألة فحُرِّمت من أجل مسألته)) أنت تبيع الشيء الحلال ، ليس لك أن تتدخل ، هذه معاونة_ حسب تعبير الأخ السائل_ معاونة من بعيد .
المعاونة التي تقبل الانفكاك ، فحينئذ الواجب عليك أن تحسِّن الظنَّ بإخوانك المسلمين .
جاء واحد يشتري شفرة ؛ حلال تبيعه ، أم حرام ؟
هل حلال أن تبيعه.
لماذا؟
لأنها تستخدم في الحلال ، وتستخدم في الحرام.
فأيُّ شيء يُستخدم في الحلال والحرام ؛ بعه، ولا تسأل.
إذا رأيت منكرا أمامك ؛ فهنا تأتي مسألة اختلاف الأصل مع الظاهر. مثلا تبيع بنطال لامرأة متبرِّجة الظاهر أنها ستلبسه لتخرج فيه.
لكن امرأة متستِّرة بعها.
لبست السروال،
رحم الله المتسرولات.
لبس البنطال للمرأة أمام زوجها ما في مشكلة.
فالشيء الذي يُستخدم في الحلال ، والحرام ؛ الأصل الحل ، وليس الأصل الحرمة.
تبيع الخمر ؟
حرام.
لأن هذا في الأصل، هذا ورد نصٌّ في حرمة الخمر.
تبيع الدخان ؟
حرام على قولين عند الفقهاء ، كراهة تحريمية ، كما يقول الحنفية ، أو حرام على قول الجماهير ، وما شابه.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١- جمادى الأولى – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ١١ – ٢٠٢٢م
