السؤال:
أخٌ يقول تفضلتم وذكرتم أن المطعون شهيد، وقلتم أن المطعون هو الذي طُعِن فمات فهو شهيد، هل لا يشمل هذا المطعون هو الذي مات بوباء الطاعون؟
الجواب:
ورد من مات في الطاعون فهو شهيد،
قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الطَّاعُونُ شَهادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
أخرجه البخاري (2830)، ومسلم (1916)
بل كل من مات من بطنه ولو بطعن بمعنى قتل، فأرجو أن يكون هذا من الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
ما هو حكم تركيب الرموش الاصطناعية بحيثُ أركِّبُها في وقت معين ثم أزيلها بعد ساعتين مثلًا بحيث أنها لا تكون في وقت الصلاة؟
الجواب:
لو صلت والرموش الاصطناعية موجودة ما حكمها؟
الجواب:
لا حرج.
لكن ما حكم تركيب الرموش؟
قلت من صلت صلاتها صحيحة فمن صلى وبيده خاتم ذهب صلاته صحيحة وخاتم الذهب لبسه حرام.
والكلام عن النهي طويل وكثير فمن صلى بثوب مسروق سرق ثوبًا فستر عورته فصلى فيه هذا غير الصلاة بخاتم الذهب لأن ستر العورة من شروط الصلاة، فهذا فيه خلاف. وللأسف هذا كثير.
من صلى وتوضأ واغتسل بماء مسروق -كالذي يسرق من الساعات- هذا ماء مسروق عند بعض أهل العلم الصلاة باطلة ، لأن الوضوء شرط للصلاة ، للأسف في هذا الزمان شدة التفلت والبُعد عن أحكام الله فمن صلّى وهو يلبس عباءه مسروقة -شيخ يلبس عباءة مسروقة هذا وارد في هذا الزمان- أو من يلبس طاقية مسروقة صلاتهُ صحيحة ،فلبس الطاقية ليس بشرط لصحة الصلاة والعوره تستر بغير العباءة.
الشاهد أن تركيب الرموش داخلة في معنى الوصل.
اليوم ترى المرأه عجيبة تضع أظافر طويلة.
لماذا الأظافر ؟
من خصال الفطرة قص الأظافر.
فهذا التركيب كله سماه معاوية، بقوله نهى عن الزور وهذا فيه معنى الزور.
الرموش المصطنعة والأظافر المصطنعة هذا كله فيه زور وهكذا كان يصنع اليوم.
أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنّ إمرأةً كانت تضع شيء تحت قدميها حتى تظهر أنها طويلة لكن هذا بعدنا ما عرفناه هذا للأن ما عرفناه، إمرأة تكون قصيره تركب شيئًا حتى تصبح طويلة وهذا ليس بالبعيد في الأيام القريبه هذا ليس بالبعيد تدري الموضه والموديل في هذا الزمن يدرسون الأحاديث النبوية ثم يتقصدون ارتكاب ما يخالفها انظرْ إلى كل الموضات كلها ورد فيها لعن كلها ورد فيها شيئ.
ما أجمل أن تكون الزينة طبيعية لا يوجد فيها زور ، فالزينة الطبيعية أن تتزين المرأة بالكُحل مثلا و لها أن تضع زينة للتلوين أن تلون وجهها وكان يفعل ذلك الرجال والنساء وثبت ذلك في البخاري من حديث عبد الرحمن بن عوف الرجل كان يتزعفر.
فالشاهد أن الزينة الطبيعية الحقيقية لا شيء فيها ، والزينة التي ورد فيها نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم الواجب على المسلمة أن تتجنبها .✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
لي والد يلعبُ القِمار، ويُجبِرُنِي -وأخي- بدفعِ مبلغٍ أُسبُوعيّ له، قَدره: مائتا دينار، فما توجيهكم؟
الجواب:
هذه إعانةٌ مُباشرةٌ على المُنكر، والله -عزّ وجلّ- يقول: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَانِ} [المائدة:٢].
الواجب عليك أن تنصحه.
القِمار -نسأل الله العافية- فيه إدمان، المُقامر مُدمِن، ولذا من سِرِّ اقتران الخمر بالميسر في قوله -تعالى-:
{إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ} [المائدة:٩٠].
سِرّ الاقتران: (الإدمان).
فالعلماء يقولون: الكأس في الخمر تدعو إلى كأس، وأمّا في القمار، فيقولون: الدِّستُ في القمار يدعو إلى دِست.
ما معنى دِست؟
شَوْط (جُزءٌ من عمل مُقسّم)، اللّعبة تدعو إلى أُخرى، بل المُصلّي الّذي يشرب الخمر، والمصلّي الذي يُقامر، وَهُو في الصّلاة ينتابه دومًا شُعور شرب الخمر، والشّعور بالقمار.
وكذلك الزّنا -نسأل الله العافية- به إدمان، الله -تعالى- يقول عن الزنا:
{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [اﻹسراء:٣٢].
(السّبيل): هو الطّريق المُمَهّد المسلوك.
فالّذي يزني مرّةً -نسأل الله العافية- إذا لم يكبح جِماح نفسه؛ يصبحُ الزّنا سبيلاً له، كالخمر والميسر.
قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصّحيح: “مدمنُ خمرٍ كعابدِ وثنٍ”.
أخرجه أحمد (2453)، والبزّار (5085)، وابن حبّان (5347) .
يُصبح الإنسان لا إرادة له، الّذي يُقامر والّذي يشرب الخمر.
فبالتّالي:
إذا وجدت من أبيك إلحاحًا وشدّةً؛ فوطِّن نفسك على الثّبات على عدم الاستجابة لهذا الإلحاح، فالقمار إدمان، والمدمن ينبغي أن يكون له علاج، والعلاج ينبغي أن يكون قاسيًا، ومن باب برّك بأبيك ألّا تعطيه المال للقمار.
بعضُ النّاس يتوهّم أنّهُ إذا ما أعطَيتُ أبي؛ فأنا مغضوبٌ عليَّ، وأنا عاق.
لا، برُّكَ بأبيك يستدعي ألّا تعطيه، وألّا تُعينه على المعصية، هذا برّك بابيك، ليس البرّ أن تلبي حاجة أبيك في كلّ ما يريد.
النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول:
“لا طاعةَ لمَخلوقٍ في مَعصيةِ اللهِ”.
رواه أحمد (١٠٥٩)، وصحّحه العلّامة الألباني في “صحيح الجامع”، برقم: (٧٥٢٠).
فالمخلوق -وإن كان أبًا، وإن كان كبيرًا، وإن كان مسؤولًا- إن طلب منك معصية؛ (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، هذا كلام النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
فأنت من برّك بأبيك أن تتعهّده، وأن يعيش أبوك كما تعيش أنت، هذا البرّ بأبيك، فعائشة -رضي الله عنها- تقول: (يد الوالد مبسوطةٌ في مال ابنه).
وهذا معنى قول النّبي- صلّى الله عليه وسلّم-: “أنتَ ومالُكَ لأبيكَ”.
أخرجه أبو داود (3530)، وابن ماجه (2292)، وأحمد (7001).
ما معنى أنت ومالك لأبيك؟
ليس كلّ مالك لأبيك، إذا كان كلّ مالك لأبيك، فكيف يكون للأب السّدس حينَ تموت؟
حين يموت الولد أبوهُ يأخذ السُدس؛ {وَلِأَبَوَيهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ} [النّساء:١١].
فأنت ومالك ولأبيك، معناه: يدهُ مبسوطةٌ في مالك، وإن أخذ من مالك خُفية دون أن تعلم ليس بسارق، ولا تُقطع يده، يده مبسوطةٌ.
لكن ليس لك أن تشتري لأبيك خمرًا، وليس لك أن تعطي أباك مالاً ليُقامِرَ فيه.
فالواجب عليك أن تبرّه، ومن البرّ بالأب: ألّا يلعب القمار.
والله -تعالى- أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
بعضُ النّاسِ يأتي [ومعه] بِنتٌ -لَهُ- صغيرة إلى صلاة الفريضة، فتقف بين الرّجال فما حكم ذلك؟.
الجواب:
هذا داخلٌ في قول -النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَينَ المَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيدِي إِخوَانِكُم، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيطَانِ، وَمَن وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ الله، وَمَن قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ الله”.
أخرجه أبو داود (666)، وأحمد (5724)، والطّبراني (13/319) (14113) باختلافٍ يسير.
من قطعَ صفًّا قطعه الله، تأتي بابنك الصّغير الّذي لا يُحسن الصّلاة، أو بابنتك الصّغيرة أو الكبيرة، وتجعلها بين الصّفوف؛ فأنت قطعت صفًّا.
قال الإمام النّووي “في شرحه على صحيح الإمام مسلم”:
(من وصل صفًّا وصله الله بجنّته أو برحمته، ومن قطع صفًّا قطعه الله عن جنّته أو عن رحمته).
فلا يجوز أن تأتي بالصّغير ويقف بين الصّفوف.
فهِمّ ولدك، قل له: يا بُني، حينَ نقف في الصّف كُن أمَامَنَا، يعني: الوالد حينَ يأتي بولده، وقد يضّطر الوالد أن يأتي بولد صغيرٍ معه إلى المسجد، لسببٍ أو لآخر، كان معه وأذّن؛ فلا يجوز أن تفوته الجماعة، فيقول له: يا بُني، أنا حينَ أقف في الصّلاة لا تقف بجانبي، [بل] تَقف أمامي.
وإذا أردت أن تكافئه اجعله بجانب الإمام، يعني: لا تقطع الصّف،
لا تقطع به صفًّا.
هذا الوالد الفقيه.
ممّا أعجبني، حَفيدٌ لأخينا أبي أحمد، زوج ابنته داخلٌ ومعه ولدٌ صغير، الولد الصّغير ذهب ليجلس عند الحائط، فالوالد قال له: تعال اجلس هنا، فقال له الصّغير: لا، أنا أَجلسُ هُنا (عند الحائط)، فالولد الصّغير فهم المسألة فطبّقها، والأب جهلها.
فالصّغير أراد أن يجلس بعيدًا، والوالد قال له: اجلس بجانبنا، قال: يا أبي، أنا لا يجوز لي أن أقف هُنا، ينبغي أن أجلس هناك.
فالصّغير حين يعرف المسألة ويتعلّمها، هذا أمرٌ حسن.
علِّم ولدك متى يقف بجانبك، ومتى لا يقف بجانبك إلى آخره.
والصّغير إن عُلِّمَ تعلّم.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
أخٌ يسأل، يقول: ما قولكم و نصيحتكم لمن عندما يُذكر اسمُ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عنده يختصرُ الصّلاة والسّلام -صلّى الله عليه وسلّم -بقوله: (صلعم)، بدل [أن] يقول: (صلّى الله عليه وسلّم)، وبعضهم يتعجّل، يقول -على عجلة-: (صلعم)، يعني لا ينطق الأمر كما هو (صلّى الله عليه وسلّم).
الجواب:
هذا أمرٌ حذّر منه العلماء، وذكر هذا ابن حجر الهيتمي في فتاويه، وقال: الواجب التّصلية والتّسليم.
الواجب أن تقول: “صلّى الله عليه وسلّم”.
وقال: وهذا يدلّ على أنّ هذا الاختصار كان قديمًا -وهو كذلك-، وجدتُ في كتاب الفيروز آبادي صاحب “القاموس المحيط”، له كتاب في الصّلاة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، اسمه: “الصِلاتُ والبُشر في الصّلاة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم خير البشر”، في الصّفحة (١١٤) يقول:
(…يفعله الكُسالى والجهلة، وعوام الطلبة).
بل قال: الغِزي في “الدُّر النّضيد في أداب المفيد والمستفيد”: (ولا يختصر الصّلاة في كتاب، ولا يسأم من تكريرها، ولو وقعت في السّطر الواحد مرارًا، كما يفعل بعض المحرومين المتخلّفين من كتابة: (صلعم)، أو (صلع) ، أو (صلم)، أو (صم)، أو (طلسم)… فإنّ ذلك خلاف الأولى).
بل قال العراقيّ: إنّه (مكروه).
فهذا هو الحكم.
والله تعالى أعلم . ✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال :
ما حكم رد الزوجة للزوج في قراءة القرآن عندما تكون مأمومة ، والزوج إمامًا ؟
الجواب :
بعض النساء ، بعض الأخوات الفاضلات قد تكون حافظة أكثر من زوجها وتصلي خلفه ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث في الصحيحين: قال صلى الله عليه وسلم :”يَؤمُّ القومَ أقرؤُهم لِكتابِ اللَّهِ وأقدمُهم قراءةً فإن كانوا في القراءةِ سواءً فليؤمَّهم أقدمُهم هجرةً فإن كانوا في الهجرةِ سواءً فليؤمَّهم أَكبرُهم سنًّا ولا يُؤَمُّ الرَّجلُ في بيتِهِ ولا في سلطانِهِ ولا يُجلَسُ على تَكرِمتِهِ إلّا بإذنِهِ”.
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح أبي داود ٥٨٢ • صحيح • أخرجه مسلم (٦٧٣)، وأبو داود (٥٨٢) واللفظ له، والترمذي (٢٣٥)، والنسائي (٧٨٠)، وابن ماجه (٩٨٠)، وأحمد (١٧٠٦٣)
من الذي يؤم الذكر ولا الأنثى ؟
من الذي يخطب الجمعة ؟
ما عُرِف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا زمن الصحابة ولا زمن التابعين ، -أنا أذكر هذه الأزمان الثلاثة لأن النبي صلى الله عليه وسلم زكاها-، لم يُعرَف أن امرأة صعدت على المنبر.
والإمام الشافعي في كتابه (الأم) لما تعرض للخطيب هل يشترط أن يكون ذكرًا؟ فقال : نعم ، لأنه لم يُعرَف عند أحد من السابقين ان يكون الخطيب امرأة.
اليوم بعض إخواننا، بعض الجهات ، بعض الجماعات في أمريكا يناقشون بقوة ويقولون المرأة لماذا لا تخطب ؟
أنا رأيت في أندونيسيا بعض الواعظات في عيد المولد النبوي تدخل المرأة وتعظ الرجال (وتروِّح) ، الذي يدرِّس الرجال امرأة ، هذا عجيب ! وهذا للأسف في بلد مسلم ، ما الدَّليل ؟
ما عندنا دليل إلا أنه لم يُفعل في عهد الصحابة .
العلماء يقولون : كل ما كان المقتضى قائمًا على فعله ، ولم يفعلهُ السلفُ الصالح ؛
فمخالفةُ السلف الصالح بدعة شاء من شاء وأبى من أبى .
المقتضى قائم
واحد يقول : هذا ما كان فعله السلف الصالح.
أقول : المقتضى غير قائم ، لو كان المقتضى قائمًا على فعل هذا وتركوه فالواجب علينا أن نتركه ، في الأذان ، في الدرس ، لكن المقتضى غير قائم ، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم ، المؤذن يصعد على أعلى مكان حتى يسمع ، فمعنى هذا الارتفاع في أعلى مكان في الأذان.
فالشاهد الأصل في المرأة أن تكون مأمومة ولا يجوز لها أن تكون إمامًا ، وما أجاز ذلك إلا الطبري في قيام الليل لا في الفريضة ، وقال تؤمهُ وهي من خلفه .
الطبري يقول : إذا كانت المرأة قارئة ، وأرادا هي وزوجها أن يصليا قيام ليل ؛ فالمرأة تؤم فقط في القيام في النوافل دون الفرائض ، وتؤمُ وهي من خلفه (أن تقوم من خلف وتؤم من خلف) وقوله ليس بصحيح ، لأن أصل المسألة واحد.
فالمرأة لما تصلي مأمومة فلها أن ترد زوجها، وتبقى مأمومة ، فإن استفتح زوجها ، وهو إمام ، فلها أن ترد ولا حرج في ذلك .
في الصلاة أنت وزوجتك فهل تقيم الصلاة ؛ لا حرج ، لو صليت أنت وزوجتك زوجتك تقيم الصلاة فلا حرج في ذلك .
المرأة إن أرادت أن تؤذن ، وتقيم ، وتصلي وحدها ، ولا يسمعها الرجال ؛ لا حرج ، وثبت ذلك عن جمع من السلف .
فالمرأة إن صلت مأمومة فلها أن تفتح على زوجها إن استفتح زوجها ولا حرج في ذلك.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال : امرأة مات الجنين في أحشائها بعد الحمل بشهر ونصف، ثم في الشهر الرابع أسقطته ؛ فهل يلزمها الصيام والصلاة ، علمًا بأنه يوجد دم مثل دم الحيض؟
الجواب : المسألة قائمة على أمرين : الأمر الأول :
المرأة قد لا تكون نفاسًا ، فتسقط قطعة لحم غير مُخلقة ؛ هذه ليست نفاسًا.
المرأة التي تسقط جنينًا مُخلقًا له رأس ، وله أطراف ؛ فهذه نفاس ، وثبت في سنن أبي داود عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت للنفساء أربعين يومًا) وأحاديث الستين ضعيفة ، وأصوب ما ورد في الباب أربعين ، فإذا كان المولود الساقط مخلقا له رأس ، وله رجلين ؛ هذه نفاس وتبقى نفاسًا أربعين يومًا ، إلا إن رأت الطُهر قبل الأربعين ، فمتى رأت الطُهر تغتسل وتصلي.
الأمر الثاني: أن تُسقط شيئًا ليس مُخلقًا ؛ فحينئذٍ تنظر ، مع الإسقاط قد يتواطأ إتيان الحيض ، فحينئذٍ نحن لا نبحث عن امرأة نفساء ، نبحث عن امراة حائض ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ((الحيض أسود يَعرِف)) أو قال صلى الله عليه وسلم :((الحيض أسود يُعرَف)).
يَعرِف :تنبعث منه رائحة كريهة من العرف.
ويُعرَف :تعرفهُ النساء بالعادة المستمرة ، وبالآلام المصاحبة ، إما يَعرِف أو يُعرَف .
فإذا نزلت هذه القطعة ، والقطعة تقول (الأخت) : نزلت مبكرة ، مات الجنين مبكرًا ، وكانت القطعة غير مُخلقة ؛ فرأت الدم ، الدم تعرفه ؛ فإذا الدم أحمر قاني كسائر الدماء ؛ هذه مُستحاضة تتوضأ وتصلي ، تتوضأ لكل صلاة ، وأمّا إن كان الدم أسود ، وتنبعث منه رائحة كريهة ؛ فهذه حائض تعامل معاملة الحائض ، لا معاملة نفساء إلا إنْ كان السقط مُخلقًا.
والله تعالى أعلم .✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
جَاري نَصرَانيٌّ، يقول في أغلب الأوقات -عندما يغضب-: (لا إله إلّا الله)، هل هذا يُفيدُ إسَلَامَهُ؟
الجواب:
النّصارى حينَ يُولَد لهم ولد، ثُمّ يموت؛ فيسمّوا المولود الآخر: (محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم-).
ويتفاءَلون بتسميتهم (محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم-)؛ أنّه يعيش.
قَوَلُ من يَقول: (لا إله إلا الله) -غضبان- وهو لا يدري؛ لا يؤمن، والإيمان لا يكون -فقط- من قِبلِ النّصرانيّ بقول: (لا إله إلا الله -فقط-)، النّصرانيّ يجبُ عليه -كما ذكر لنا علماؤنا- أن يؤمن أنّه لا إله إلا الله، وأنّ محمّدًا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وأّن عيسى -عليه السّلام- ليس ابنًا لله.
فمن اعتقد هذا؛ فهو مسلم، أمّا من قال: (لا إله إلّا الله) وهو لا يعتقد أنّ محمّدًا رسول -الله صلّى الله عليه وسلّم- فهذا الجنّة عليه حرام؛ لما ثبت في “صحيح مسلم” (١٥٣) من حديث أبي هريرة أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال:
هذا ليس بمسلم، فالنّصرانيّ بقوله: (لا إله إلّا الله )في الغضب، وهو لا يريدُ ما يقول، وهو متلطّخٌ بالشّرك، ويؤمنُ أنّ الله ثالث ثلاثة، والله يقول:
﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـٰثَةࣲۘ وَمَا مِنۡ إِلَـٰهٍ إِلَّاۤ إِلَـٰهࣱ وَ ٰحِدࣱۚ وَإِن لَّمۡ یَنتَهُوا۟ عَمَّا یَقُولُونَ لَیَمَسَّنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ﴾ [المائدة ٧٣].
مسلم يقول: (لا إله إلّا الله محمّدٌ رسول الله)، ويقول: الله ثالث ثلاثة، هذا كافر؛ لأنّ (لا إله الا الله) صارت منقوضة.
(لا إله إلا الله) يعني: الله واحد، وليس واحدًا -فقط-، [بل] واحدٌ أحد، (الأحد): الّذي لا يتجزّأ.
والواجب علينا أن نقول: (لا إله إلا الله)، (قل هو الله أحد).
(الله الصّمد): الّذي تصمدُ إليه الأمور -كلّها- وترفع إليه، ولا يستغيث العبد -إن نزل به شيء- إلّا بالله، فيصمد الأمور إلى الله -عزّ وجلّ-.
فهذا معنى (لا إله إلّا الله): لا معبود بحقّ إلا الله.
فكلّ ما ينزل بك ترّده إلى الله، وتستغيث بالله، وتتوسّل بالله، وتلجأ إليه في الشّدائد.
والله -تعالى- أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
أخٌ يقول: أنا أريد دراسة المذهب المالكي؛ لأنّ أصولُ مذهب الإمام مالك، وهي أصحّ الأُصول، وهذا قول شيخ الإسلام، فما نصيحتك؟
الجواب:
أولًا: قول شيخ الإسلام أنّ مذهب الإمام مالك -رحمه الله، ورحم الله سائر إخوانه الفقهاء من سائر المذاهب، وغيرهم- يقول: إِنّ أُصول مالك في المعاملات هي أصوب الأقوال.
مالك تابع تابعي، فبينه وبين الصّحابي سندان أو سند، فإسناده عالٍ.
لكن أصابَ المالكية -وغيرهم- أشياءَ تعددت…
المالكية المتأخرون يبحثون، عملُ أهل فاس، حُجيّة عمل أهل فاس، شيخ الإسلام وابن القيّم حين ذكرا صحة أُصول أهل المدينة، قالا: العبرة في حجيّة عمل أهل المدينة المتلقّى جيلًا عن جيل، يعني: تلقّاه التّابعون عن الصّحابة، وتلقّاه تابعُ التّابعين عن الصّحابة.
ماذا يعني علماء فاس؟
حُكمُ أهل قيروان، فمتأخروا المالكية نقلوا حجيّة عمل أهل المدينة إلى حجيّة عمل فاس، وعمل أقوام آخرين…
البركة -كلّها- في الأجيال الثلاثة الأولى.
لا بأس أن تتعلّم مذهبًا، لكن لا تتعصّب، إن وجدّت قولًا للنّيّ -صلّى الله عليه وسلّم -، ودليلًا صريحًا صحيحًا يخالف قول مذهبك؛ فقل إمامي معذورٌ بتركه لهذا الحديث، وأنا معذورٌ بترك قول إمامي.
فلا بأس أن تتعلّم الفقه على أيّ مذهب من المذاهب، ولكن لا تتعصّب لأيّ منها.
والله -تعالى- أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م