شهر ذي الحجة

فأنصح نفسي وإخواني في هذه الأيام ونحن في شهر من أشهر الله الحرم ومقبلون على شهر ذي الحجة وعلى الأوائل منها على وجه الخصوص، بأن نقلع عن الذنوب، وربي تعالى لما ذكر الأشهر الحرم قال: ﴿فَلَا تَظۡلِمُوا۟ فِیهِنَّ أَنفُسَكُمۡ﴾ [التوبة ٣٦]، ويقول الله عز وجل: ﴿وَمَن یَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُ﴾ [الطلاق ١]

الأشهر الحرم المعاصي فيها تعظم وتكبر.
والواجب على العبد أن يتوب وأن يقلع عنها وهي ثلاثة سرد وواحد فرد تبدأ من ذي القعدة الذي نحن الآن في أواخره ثم ذي الحجة ثم المحرم، وأما الفرد فهو رجب.
هذه الأشهر الحرم عند الله جل في علاه.
أحسن واجب يقوم به المكلف في هذه الأيام أن يسعى لإسقاط ركن من أركان الاسلام وأن تبرأ ذمته من فريضة الحج التي أوجبها الله تعالى مرة في العمر، وهذا الواجب يتعين على كل مكلف مستطيع، والاستطاعة يتفاوت فيها الناس، وأقل ما يجب على العبد أن يتضرع إلى ربه سبحانه وأن يرزقه هذه الفريضة، ولا يدري العبد كيف ييسر الله تعالى الأسباب.

أفضل عبادة في هذه الأوقات هي عبادة الحج، وأن يسعى العبد حثيثا وأن يبذل الذي يستطيع لفعل هذا الركن، هذا في حق من لم يؤدها، وأما من أداها فيتفقد الإنسان نفسه، فعلى الأقل يجهد الإنسان أن يحج كل خمس سنوات مرة لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنَّ اللهَ يقولُ: إِنَّ عبدًا أَصْحَحْتُ لهُ جِسْمَهُ، ووسَّعْتُ لهُ في مَعِيشَتِه، تَمْضِي عليهِ خمسَةُ أَعْوامٍ لا يَفِدُ إِلَيَّ إنَّهُ لَمَحْرُومٌ.
الألباني (ت ١٤٢٠)، السلسلة الصحيحة ١٦٦٢.

الذي لا يحج ولا يعتمر كل خمس سنوات مرة فهو محروم.

ومن لم يقدر لا على هذا ولا على هذا فليجد وليجتهد في الطاعة والعبادة ولا سيما أننا مقبولون على العشر الأوائل من ذي الحجة والأعمال فيها عند الله هي أفضل الأعمال وهي كما في الصحيحين مقدمة على الجهاد في سبيل الله.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» [رواه البخاري].

أول عمل صالح يقوم به العبد وأفضل الاعمال على الاطلاق في هذه العشر أن تتفقد الواجبات والأوامر فتفعلها:
فقاطع الرحم يصل رحمه.
وتارك القرآن أن يتدبر القرآن ويقرأ القرآن.
وتارك العلم يطلب العلم.
والمسيء للناس عليه أن يحسن اليهم ويستسمحهم.
وتارك الزكاة يؤدي الزكاة.
والمرأة التي تركت قضاء رمضان مما أفطرت بعذر فتتوب إلى الله جل في علاه ولا تتمادى، فتكثر من الصيام وهكذا.
ومن وجد نفسه كذلك فلله الحمد والمنة هو على خير وفعل الواجبات التي يقدر عليها، وما أمرتكم بشيء فافعلوه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «دعوني ما تركتُكم فإنَّما أهلك من كان قبلكم كثرةُ سؤالهم، واختلافُهم على أنبيائهم، فإذا نهيتُكم عن شيءٍ فاجتنبوه، وإذا أمرتُكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتُم». متفق عليه.

فالاوامر الإنسان يفعل منها ما يستطيع والنواهي الواجب عليه أن يجتنبها، فمن تفقد نفسه ووجد الأمر كذلك فهو على خير فلله الحمد والمنة يتعطر ويتطيب بسائر الطيبات والخيرات من الأعمال الصالحات، وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الذكر والتحميد والتكبير والتهليل.
وقد علق الإمام البخاري عن بعض أصحاب رسول الله كابن عمر وأبي هريرة أنهم كانوا يذهبون للسوق ويكبرون الله تعالى ويذكرون ويُذكّرون الناس بذكر الله جل في علاه

فهذه الأيام الاعمال الصالحة فيها محببة إلى الله عز ط، ويغفل عن هذا كثير من الخلق، وكثير من الناس بين يدي أعظم يوم من أيام السنة وهو يوم النحر.
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر. رواه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه الألباني.

ويوم القر المراد به أيام الاستقرار بمنى.

هذه الأعمال الصالحة تكون بمثابة الأعمال الصالحة من القيام بالليل قيام رمضان وصيام النهار في رمضان بين يدي ليلة القدر، فالله أكرمنا فجعل ليلة القدر في الآخر حتى يتدرب الإنسان، والله أكرمنا فجعل اليوم العاشر وجعل قبله تسعة أيام يجاهد الإنسان نفسه فيها حتى إذا وصل إلى أحب الأيام إلى الله وهو يوم النحر يوم العاشر من ذي الحجة وهذا اليوم الذي يحرم على العبد أن يصوم فيه ويفرح بذكر الله عز وجل وشعاره تكبير وشكر لله وتوسع على نفسه في المطعم والمشرب، ألا إن أيام منى أيام أكل وشرب.
هذه الثمرة التي تكون بين يدي الطاعات في العشر الأوائل من ذي الحجة.

هذا البرنامج العام المقدمون عليه في الأيام القليلة الباقية فارصد، وعليك بحسن إدارة الوقت والاستفادة من كل لحظة من هذه اللحظات، وحدد هدفك، وهدِّف بإذن الله حتى تصيب الهدف أو تحوم حوله، سددوا وقاربوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم” لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ. قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ: إمَّا مُحْسِنًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ.”
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري: 5673.

فهذه الأيام المقبلة أيام تحتاج إلى جد وتحتاج إلى تشمير وتحتاج إلى همة وتحتاج إلى إقلاع عن العادة والمألوف والغفلة وتحتاج إلى الاخبات والإقبال على الله ومحاسبة النفس وكثرة الذكر وكثرة الإقبال على الطاعة والعبادة.
وكما قلت لكم العبد السعيد في هذه الحياة الذي يحاسب نفسه قبل أن يحاسب.
بعض الخلق عنده آفات وعنده أمراض كما قال الله عز وجل: ﴿بَلِ ٱلۡإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِیرَةࣱ﴾ [القيامة ١٤].
والواجب على الإنسان أن يتطبب في هذه المشافي، في هذه المستشفيات أن يتطبب.
وإن لربكم في دهركم نفحات فتعرضوا لها.
فلله نفحات في هذا الكون والعاقل يتعرض لها.
كل أدرى بمرضه، والواجب أن يجاهد الإنسان وأن يقلع عن هذا المرض. بعض الناس مرضه في لسانه، وبعض الناس مرضه في قلبه، وبعض الناس مرضه في إرادته، وبعض الناس مرضه في جهله، وبعض الناس مرضه في عجبه.

رحم الله أئمة الهدى كالإمام ابن القيم في الإعلام قال: من قرأ (إياك نعبد) فهذا علاج من الرياء، ومن قرأ (إياك نستعين) هذا علاج من العجب، ومن قرأ (اهدنا الصراط المستقيم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين) قال هذا علاج من الجهل وعلاج من فساد الإرادة.
فهذه صورة هي صورة شفاء للأبدان والأرواح.
اسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم أن نغتنم هذه الأوقات، وأن يرزقنا فيها الطاعات، وأن يجنبنا الشرور والمنكرات.✍️✍️

مسائل الجرج والتعديل.

مسائل الجرج والتعديل.
بسم الله الرحمن الرحيم.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداُ عبده ورسوله ، أما بعد.
فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، حياكم الله أيها الأخوة الكرام في هذا اللقاء المبارك مع شيخنا -أبي عبيدة- مشهور بن حسن سلمان -حفظه الله- ونفع به ومتعنا بطول عمره وعلمه.
وهذا اللقاء أيها الكرام في هذا اليوم يوم الجمعة الثامن عشر من شهر الله المحرم للعام الثالث والأربعين بعد الأربعمائة والألف، ومحور اللقاء بإذن الله عز وجل حول بعض مسائل الجرح والتعديل، ومما لا يخفاكم أيها الكرام أن علم الجرح والتعديل علم شريف أصيل ، بل هو من العلوم التي يفاخر بها المسلمون ، فهو علم يعد مفخرة من مفاخر الأمة الإسلامية وهو من المنن التي امتن الله بها على هذه الأمة ، فهذا العلم هو العلم الحارس للشريعة، وهو العلم الحارس لسائر العلوم من أن يدخل فيه دخيل أو أن يتكلم فيه من ليس من أهله ، وغرض هذا العلم الأساسي هو الذب عن الشريعة الإسلامية وصونها وحمايتها.
غير أنه في تطبيقات الناس مؤخراً حصل خلل وخطأ كبير وزلل كبير في هذا العلم مما أدى إلى ظهور بعض التصرفات وبعض التطبيقات المخالفة لضوابط هذا العلم، فإن هذا العلم قائم على ضوابط أصيلة لا بد من مراعاتها والنظر فيها قبل الحكم على الأشخاص وقبل تنزيل الأحكام على الأشخاص.

حول هذا الكلام محور لقائنا مع شيخنا حفظه الله فليتفضل مشكوراً مأجوراً بمقدمة يسيرة قبل أن نطرح عليه بعض الأسئلة المعده لذلك.

الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان:

شكر الله لك وبارك فيك.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

من المقرر عند العلماء والعقلاء أن الخير والشر ثابتان موجودان ولا جديد، وإنما الجديد في الوسائل والطرق.

فالغلو حاصل منذ أن أنشأ الله تعالى الخلق، وخلق الله تعالى الناس على طبائع و الطبائع تختلف فمن استرسل مع طبعه فبعضهم يميل إلى الغلو وبعضهم يميل إلى السهولة واليسر والوسط بين الأمرين.

فالظاهرة هذه موجودة، مذكورة في كتاب الله، ومذكورة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أعني الغلو وكيف ذم الله تعالى الغلو.

ظاهرة الغلو في الجرح ولا أقول التعديل ، أقول الجرح والجرح ، بعض الناس لا هم لهم إلا الجرح.

الظاهرة موجودة ولها أسبابها وتحتاج الأسباب إلى رصد ودراسة أزعم أننا نحتاج إلى عدة علوم إنسانية تشارك في سبب هذه الظاهرة، ليست العلوم الشرعية فقط وإنما العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية ، كالعلم الذي يسمى اليوم بعلم النفس وكذلك بعلم الاجتماع والظروف التي مر بها هذا الطاعن وهذا القادح في خيار علماء الأمة، فهذه كلها لها أسباب.

فالعصمة في النجاة من هذه الفتنة ومن كل فتنة إلى يوم الدين أن تكون وراء العلماء، وأن تسأل دائماً ماذا يقرر العلماء الثقات الربانيون في مثل هذه المسألة ، وألا تنفرد بقول من عندك، وإلا فالاسترسال مع الطبع هو عادة أو سجية، ومن الحمق بمكان ومن قلة الدين بمكان أن يطلق الإنسان كلامه هكذا على عواهنه.

جل المخالفات التي تقع في هذه الأمة هي موجودة عند من قبلنا، عند أهل الكتاب عند اليهود والنصارى.

تأمل معي قول الله عز وجل:
﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ لَیۡسَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ عَلَىٰ شَیۡءࣲ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ لَیۡسَتِ ٱلۡیَهُودُ عَلَىٰ شَیۡءࣲ وَهُمۡ یَتۡلُونَ ٱلۡكِتَـٰبَۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ قَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ﴾
مثل قول من ؟
اليهود والنصارى.
ماذا يقولون النصارى؟
ليس على شيء.
الكلام على عواهنه.
فلان ليس على شيء ، هذا كلام اليهود وهذا كلام النصارى.
فما من مخالفة تقع في هذه الأمة إلى يوم الدين إلا ونحن مسبوقون فيها ، تختلف الوسائل الواتس والتلفون والكتابة فهذه وسائل لكن الأصل في المخالفة أنها موجودة عند من قبلنا
﴿ فَٱللَّهُ یَحۡكُمُ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فِیمَا كَانُوا۟ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ﴾
الله الذي حكم.
وتأمل معي الآية لما نعى الله قال:
﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ لَیۡسَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ عَلَىٰ شَیۡءࣲ ﴾، ثم قال: (( وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ لَیۡسَتِ ٱلۡیَهُودُ عَلَىٰ شَیۡءࣲ)) ، الاستهجان العظيم الذي ذكره الله تعالى في هذا السياق قال:
﴿ وَهُمۡ یَتۡلُونَ ٱلۡكِتَـٰبَ﴾، تقرأ كتاب الله وهكذا تعتدي على خلق الله وأنت تقرأ كتاب الله، فهذا الاستهجان ما بعده من استهجان.
فهذه الظاهرة موجودة عند من قبلنا. واربط هذه الظاهرة بما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الكثيرة المستفيضة الشهيرة التي قد تصل إلى حد التواتر من اتباع سنن من كان قبلنا فإننا لا نستغرب في هذا الزمان أن نجد زعانف وصغار قليلو العقل والديانة والتحصيل بإطلاق الكلام ، يقولون ليس فلان على شيء ، ليس الشيخ الفلاني على شيء، ليس مدرسة الشيخ الفلاني على شيء ، يهدمون هدماً بكلمات قليلات ويلقون كلاماً على عواهنه وهم لا يفهمون ما يقولون.
لا يفهمون ماذا ؟
لا يفهمون واقع من يتكلمون عنهم ، ولا يفهمون الإنجازات العظيمة التي قام بها فلان ، وهذه الظاهرة هنيئة مريئة حبيبة لأعداء الله ، فجل هؤلاء تجد من يحتويهم ومن يوجههم، فبعض هؤلاء غافلون يتكلمون بلا علم وبلا فهم ، وبعضهم موجهون وهم لا يقلون في أثرهم في أنهم معاول هدم تضرب جذور العلم الشرعي والمدارس العلمية أي الشرعية ، وأثرهم لا يقل عن أثر أعداء الله عز وجل في هذه الأمة.✍️✍️

ما حكم تهنئة النصارى بعيدهم؟

السؤال:
ما حكم تهنئة النصارى بعيدهم؟

الجواب:
تهنئة النصارى في أعيادهم من الزور الذي نَهى الله عنه، قال تعالى؛ ﴿وَٱلَّذِینَ لَا یَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ ﴾.

وكذلك يقول الإمام ابن القيم في أحكام أهل الذمة: إن فعل المعاصي مجتمعة أهون من تهنئة النصارى بعيدهم.
(( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد، ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه)). أحكام أهل الذمة للإمام ابن القيم ج1 ص 442 .

أنت لمّا تُهنئهم بعيدهم، تبارك لهم ميلاد ربهم، وهذا إقرارٌ بعجز الرب وضعفه، وأن له شهوة، وأنه بحاجة لزوجة، وبحاجة لولد، تعالى الله عمّا يقول الكافرون علواً كبيرًا.

أبو الطيب الباقلّاني لما دَعَوه القساوسة إلى إسبانيا للمناظرة، احتاروا في أمره، وقد بلغهم ذكاؤه وفطنته، فأعد الملك مناظرة مع القساوسة، فهم جماعة وهو واحد بمحضر الملك، فالحضور له أُبّهة وهو في قلّة، وأجلس القسيس الذي يريد أن يُحاضره ويناظره في مكان، وبنى مكانًا فيه طاقةٌ لا يمكن لأبي الطيب الباقلّاني أن يدخل إلا راكعًا، بمعنى أنه سيدخل راكعًا ويجد القسيس أمامه، وهذا أمر له أثر في المُواقعات و المُنازلات ، فنظر الباقلّاني كثيرًا قبل أن يدخل، فدخل بظهره، -استدبر ودخل-، ثمّ قام فنظر إليه وهو جالس، فقال كيف حالك ؟، و كيف حال أبناءك؟
فَغضِب، وقال: ألا تعلم أني قسيسهم؟ تنسب الولد لي؟
قال: سبحان الله تُنزّه نفسك عن شيء تنسبه إلى ربك.
فسكت.

فالنصارى، أنت لمّا تُهنئهم بأعيادهم -وأعيادهم قريبة الوقوع من حيث التاريخ- هذا كبيرة من الكبائر.

ابن القيم في أحكام أهل الذمة يقول: أن يرتكب المسلم جميع الكبائر مجتمعة أهون عند الله من أن يهنئ النصراني بعيده.

وكلامه -رحمه الله- مهم ويا ليت يُنشر.

↩ رابط الفتوى:

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

سؤالي عن عدة المرأة المتوفى عنها زوجها وتريد أن تخرج من أجل تدريب السواقة فما الحكم؟

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي عن عدة المرأة المتوفى عنها زوجها وتريد أن تخرج من أجل تدريب السواقة فما الحكم؟

الجواب”
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكم الله أخي أنور.
مرحبا بكم.
الأصل في المعتدة أن تبقى في بيتها. ولا يجوز أن تخرج إلا لحاجة.
لا أقول ضرورة بل لحاجة.
فالحاجة كأن تكون موظفة، كأن تعود أباها أو أمها إذا كانا مريضين، أو أن تخدمهما شريطة أن تعود وتنام في بيت زوجها.
فالعدة حق للزوج، مدة معينة أربعة أشهر وعشرة كما قال الله عز وجل:
﴿وَٱلَّذِینَ یُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَیَذَرُونَ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا یَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَعَشۡرࣰاۖ فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ فِیمَا فَعَلۡنَ فِیۤ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ﴾ [البقرة ٢٣٤]
أما الذهاب والخروج من أجل الرفاهية والتكميلات فلا.
فقيادة السيارة ليست حاجة، ولا سيما في حق المرأة.
هي من الرفاهيات والترفهات.
فلا يجوز لها أن تخرج لتتعلم قيادة السيارة.
والله تعالى أعلم.
جزاك الله خيرا.✍️✍️

السؤال: أيهما أفضل: العشر الأوائل من ذي الحجة أم رمضان؟

السؤال:
أيهما أفضل: العشر الأوائل من ذي الحجة أم رمضان؟

الجواب:

أيام العشر من ذي الحجة أيام فاضلة.
فالله عز وجل خالق الزمان، خلقها وفضلها على كثير من الأيام، وأقسم عز وجل بلياليها فقال: ﴿وَٱلۡفَجۡرِ وَلَیَالٍ عَشۡرࣲ ﴾ [الفجر ١-٢].
والليالي العشر هي:
ليالي العشر الأول من ذي الحجة.

وقال تعالى: ﴿ وَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲۚ﴾ [البقرة ٢٠٣]
وقال: ( لِّیَشۡهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ).الحج ٢٨.
وعلق البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما بصيغة الجزم، قال: {وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ} هي أيام العشر، والأيام المعدودات هي أيام التشريق.

وهذه العشر تنتهي بأفضل يوم خلقه الله على الإطلاق، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: {أفضل الأيام وأحبها إلى الله يوم النحر ثم يوم القر}.
[عن عبدالله بن قرط:] أعظمُ الأيامِ عند اللهِ يومُ النَّحرِ، ثم يومُ القُرِّ
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الجامع ١٠٦٤. صحيح . أخرجه أبو داود (١٧٦٥)، وابن خزيمة (٢٩١٧).
ويوم النحر هو اليوم العاشر.
والقر: الاستقرار بمنى.
فيوم الأضحى أفضل أيام السنة، ولا يوم من أيام السنة يعدله، ولذا جعل الله بين يديه، حتى وصل إلى هذه الفضيلة التسع الأوائل من ذي الحجة.

وفي البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه} قالوا: ولا الجهاد؟ قال: {ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء} وأخرجه أبو داود ولفظه: {ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام} قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: {ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء}.

وأما أيهما أفضل العمل الصالح في رمضان، أم العشر من ذي الحجة؟

فقد ورد عن الترمذي من حديث ابن عباس قوله صلى الله عليه وسلم: {ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر}، لكن هذا الحديث لا يصح في إسناده النهاس بن قهم وهو ضعيف، فلو ثبت هذا الحديث لقلنا أن العمل الصالح في العشر من ذي الحجة أفضل من العمل الصالح في رمضان.

وقد قال المحققون من العلماء: أن العمل الصالح في نهار العشر من ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله من العمل الصالح من نهار رمضان، وأما العمل الصالح في ليال العشر الأخيرة من رمضان، هو أفضل وأحب إلى الله من العمل الصالح في ليال العشر من ذي الحجة، مع مراعاة أن العمل الصالح في نهار رمضان له فضل، وأن العمل الصالح في ليالي العشر من ذي الحجة له فضل، وكيف لا وقد أقسم الله عز وجل بالليالي العشر.

والله عز وجل خص هذه الأمة بليلة من العشر الأواخر من رمضان ألا وهي ليلة القدر، ولحكمة شاءها الله عز وجل، رفعها الله لما أراد النبي أن يخبر أصحابه بها، وسمع جلبة في المسجد، والذي رفع منها هو التعيين والتحديد فحسب خلافاً للرافضة الذين زعموا أن ليلة القدر قد رفعت بالكلية .

وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأول من ذي الحجة بطاعات منها: قوله صلى الله عليه وسلم: {فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير}.

وثبت في سنن أبي داود بإسناد جيد عن بعض أزواجه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم التاسع من ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس.

فيسن الصيام في هذه الأيام، لا سيما يوم عرفة الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: {أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده} بخلاف عاشوراء الذي يكفر سنة ماضية، وقد سئل ابن الجوزي عن سبب ذلك، فقال: يوم عرفة يوم محمدي ويوم عاشوراء يوم موسوي، ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى ففضل عرفة على عاشوراء.

أما الحاج فالراجح عند أهل العلم أنه يحرم عليه أن يصوم عرفة، وقد وقع خلاف بين الفقهاء: هل صيام عرفة للحاج أنه مكروه أو حرام؟

والراجح أنه حرام، مع الإجماع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم عرفة في الحج، فقد ثبت عند البخاري من حديث أم الفضل بنت الحارث أن أناساً تماروا عندها يوم عرفة، هل كان النبي صائماً أم كان مفطراً؟ فقال قوم هو صائم، وقال آخرون هو مفطر، فكانت لبيبة فقيهة، فسكبت له لبناً قد شيب بماء في كوب، وأرسلته إليه، فشربه صلى الله عليه وسلم وفضت الخلاف.

لذا يسن للحاج أن يفطر في عرفة امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام}، فعيد الحاج يبدأ من عرفة، ولا يجوز للإنسان أن يصوم يوم العيد.

وأفضل طاعة تؤدى إلى الله في هذه العشر: الحج لمن استطاع، ومن لم يستطع فأفضل طاعة في حقه أن يضحي.

↩️ الرابط:

السؤال: أيهما أفضل: العشر الأوائل من ذي الحجة أم رمضان؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: ما رأيكم بمن يهدي زوجته أو أمه وردة حمراء في عيد يسمى “عيد الحب” ، وهل هذا مشروع؟

السؤال:
ما رأيكم بمن يهدي زوجته أو أمه وردة حمراء في عيد يسمى “عيد الحب” ، وهل هذا مشروع؟

الجواب: اتكلم عن العيد كتأصيل عيد الأم وعيد الحب وما أدري ما هو قادم من أعياد.
العيد لماذا سمي عيد؟
العيد مأخوذ من العود، فكل ما يعود ويكون موسم وهذا العود يكون في زمان ومكان .
هنالك أعياد زمانية مشروعة
وهناك أعياد زمانية ممنوعة.
واعياد زمنية يحتفلون بعيد لهم ان الله قد ابدلكم بعد طاعتي صيام رمضان اعيد بعد طاعة الله لنا من خير بالمعاونة انت لا يجوز لك ان تشد الرحلة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم. لكن اذا كنت في المدينة ما من المواسم قبر ولي او قبر نبي او قبر عبد صالح وعلى وجه فيه مداومة الزيارات التي يجوز لنا ان نعودها لا لا تشد الرحال الا الى ثلاث. فهذه اماكن لنا ان نعاودها المرة تلو الاخرى. وفي رواية عند احمد لا تعمل والمسجد الاقصى. فهذا الذي يجوز ان يعاود وان يكون عيدا مكانيا. فكما انه لا يجوز ان نتوسع في العيادة المكانية وان الاعياد المكانية محصورة معلومة فان الاعياد الزمنية محصورة معلومة واحد منها محصور معلوم من زمان واخر منها محصور معلوم كل عيد من هذه الاعياد انما هو طريقة يعني يحتفل بعيد وهذا امر منقبة وليس بمذمة. يعني اليوم بعظ الناس يظن انه ان اظهر حبه لزوجه يعتبر انه هذا يعني خدش في الرجولة. وهذه سنة. فلما وقع الجفاف بين الازواج فاصبح هذا الجفاف يعالج بقضايا تافهة. قضايا ساقطة وجعلوه عيدا. وهذا كله اشارات لجوانب سلبية. وكذلك الام. لما ابعدت واصبحت توضع في يعني فاصبح الواحد يذكر يذكر امه في ذاك في ذاك الوقت في ذاك الزمان. من كانت امه عنده فلماذا يخصها بعيد? وكل ما يلتقي بها الواجب عليه ان يبرها وان لا يقول لها اف. وان يرسل السرور على قلبها. الموفق في يدعو ان يرزقه الله بر امه وبر ابيه في الاعياد

السؤال: استقدمنا عاملة للمنزل فتبين أنها حامل ومدة الحمل شهر هل يجوز تنزيله لأنها لا تستطيع العمل؟

السؤال:
استقدمنا عاملة للمنزل فتبين أنها حامل ومدة الحمل شهر هل يجوز تنزيله لأنها لا تستطيع العمل؟

الجواب:
لا حول ولا قوة الا بالله أصبحت الدنيا والعمل من أجله يُقتَلُ الإنسانُ للأسف.
هذه الخادمة عندها ولد رضيع ماذا نعمل به؟
هل نذبحه!؟
لا تستطيع أن تخدم البيت ، فإمّا أن تستبدلها وإمّا أن تقبَل بهذا الحُكم أما الإجهاضُ والإسقاطُ هذا يجوزُ في الشريعةِ المعاصرة هذه الأيام .
الآن أصبح الإسقاط، في قوانين الطفل الجديدة ،
أصبخ الإسقاط مثل خلع الضرس،تُسقِط المرأة جنينها كالتي تذهب إلى الطبيب ليخلع ضرسها للأسف الكبير .
هذه البشرية أصبحت قيمةُ الإنسانِ تكادُ في بعض الأحايين أن تكونَ معدومة للأسف الكبير ،
التي كانت تُسقِط في العهد الروسي أيام النصرانية في روسيا وفي أوروبا كانت التي تُسقِط معرضة للقتل،
هذا الكلام قبل سبعين سنة من الآن ، وهذه قوانينهم هم وليست قوانيننا، وقوانيننا التي تُسقِط : آثمة عند الله عز وجل وإثمها شديد.
والله تعالى أعلم .

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: استقدمنا عاملة للمنزل فتبين أنها حامل ومدة الحمل شهر هل يجوز تنزيله لأنها لا تستطيع العمل؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: رجل دخل المسجد على صلاة الفجر ودخل الوقت ،هل الأفضل الصلاة بنية سنة الفجر مباشرة أم بتحية المسجد؟

السؤال:
رجل دخل المسجد على صلاة الفجر ودخل الوقت ،هل الأفضل الصلاة بنية سنة الفجر مباشرة أم بتحية المسجد؟

الجواب:
دائما الجمع أحسن من التقديم فاذا استطعت أن تصليَ تحيةَ المسجد ثم تقوم تصلي سنة الفجر أفضل، أما إذا كان الوقت ضيق ومن عاداتك أن تصلي فلك أن تصلي الركعتين بالنيتين: بنية تحية المسجد وبنية السنة القبلية .
والأدلة كثيرة على جواز الجمع بين النوايا منها : أصل الشريعة في الجمع بين الخيرات
ومنها : فيما بدا لي بعد تأمل قول النبي – صلى الله عليه وسلم- (إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة) البخاري (1166)
يعني يصلي سنة الظهر القبلية والبعدية وأصلي فيهم ركعتين بنية سنة الظهر مع استخارة لا حرج لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( فليركع ركعتين من غير الفريضة) هذا الحديث يدل على على جواز أن تنوي بالركعتين أكثر من نية.
ُسئِل الإمام النووي كما ذكر في مقدمة كتابه المجموع 🙁 هل يجوز لي أن أصلي ركعتين وأنوي سنة الظهر وأنوي تحية المسجد وأنوي سنة الوضوء قال تأملت هذه المسألة بضعة وعشرين سنة فقلت أرجو أن لا بأس.
والإمام النووي عاش أربعين سنة نص عمره يتأمل هذه المسألة
وقال : قلت : أرجو أن لا بأس.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: رجل دخل المسجد على صلاة الفجر ودخل الوقت ،هل الأفضل الصلاة بنية سنة الفجر مباشرة أم بتحية المسجد؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السّوال: هل أحكام التّلاوة والتّجويد المفصَّلة في الكتب، مثل: المدّ الواجب، والمتّصل، والإدغام، هل عليها أدلَّة؟

السّوال:
هل أحكام التّلاوة والتّجويد المفصَّلة في الكتب، مثل: المدّ الواجب، والمتّصل، والإدغام، هل عليها أدلَّة؟

الجواب:
(لا).
لكن هل يجب فعلها؟
(نعم).

الواجب أن يمتثل العبدُ أمرَ الله -تعال-:
{وَرَتِّلِ القُرآنَ تَرتِيلًا} [المزمّل:٤].

أن تقرأ كلام الله على النّحو الّذي يُحبّه الله، على النّحو الّذي قرأهُ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والصّحابة -رضي الله عنهم-، فكانوا يقرؤون صوابًا،، فأنتَ -الآن- إن قرأت القرآن على الحال اّلذي قرأه الأصحاب، وأنت تجهل أنّ هذا اسمه كذا، وهذا اسمه كذا؛ فأنت أدَّيت حقّ الله، لكن لا تستطيع أن تُعلِّم القرآن؛ إلّا أن تعرف المسمّيات.

النّحو (الرّفع، والنّصب، والخفض)، الأعرابيّ لا يعرف خفضًا ورفعًا، ولكنّه إن نطق لاينطق إلّا الصّواب.

لذا العلماء اختلفوا في الإمام الشّافعي،
الإمام الشّافعي -رحمه الله- لم يُعرف عنه أنّه لَحَن -قَطُّ-، لم يلحن في عمره، قالوا: لماذا لم يلحن؟

قالوا: أمّه -رحمها الله- فقيهة.
والله حينَ تقرأ الكلامَ في مناقب الإمام الشّافعي للبيهقيّ عجيب!
كانت أمّ الشافعي مع نساء، ذهبت للقاضي، وأرادت الشّهادة (تشهد)، فالقاضي فرَّق بين الشَّاهِدات، قال: واحدة تدخل تشهد، الثّانية تدخل، فقامت أم الإمام الشّافعي-وحُقَّ لها أن تلِد أمثال الشّافعي- فقالت: ياقاضي، أمرك ليس صحيحًا، الله -تعالى- يقول في شهادة النّساء:
{…أَن تَضِلَّ إِحدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحدَاهُمَا الْأُخرَىٰ}[البقرة:٢٨٢].
فينبغي أن أشهدَ وهي تسمع، وأن تشهدَ وأنا أسمع؛ لأنّ الله -تعالى- يقول: {أن تُذكرّ إحداهما الأُخرى}،إن ضلَّت واحدة؛ تُذكِّر الأُخرى، فاستجاب القاضي لها.

فالقاضي كان في غفلة عن هذا المعنى، فهذه المرأة يُحقُّ لها أن تلِد أمثال الإمام الشّافعي -رحمه الله-.

فالإمام الشّافعي أمُّه أرسلته إلى الأعراب، لم يعش مع النّاس، عاش عند الأعراب، وتعلّم العربيّة مع الأعراب وهو صغير، فَما عُرف عنه لَحنٌ -قَطُّ-.

لذا حين تقول: هذا عربيّ أم غير عربيّ؛ لابُدّ أن تأتي بدليل، الدّليل قال العلماء: كتاب، سنّة -على أن لا يكون الحديث مرويًّا بالمعنى-، يعني: أن يكون النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- نطق به، وكلام شعراء الجاهلية، هذا حُجّة في العربيّة، أن أقول: هذا
ثبت باللّغة العربيّة؛ لأنّ الشّاعر الجاهلي قال كذا وكذا، وبعضهم أضاف، قال: وقول الإمام الشّافعي، قوله حجَّةٌ في العربيّة، حينَ تقرأ كتاب “الرّسالة” أمام إنسانٍ يكتب العربيةَ فصيحةً بديعةً عجيبةً غريبة، لاتلمَس في كتاب من كُتب أهل الإسلام عربيّةً كما تلمسها في كتاب “الرّسالة” للشّافعيّ، كَتب كلامًا عربيًّا قُحًّا، سديدًا سليمًا.
فالشّاهد -بارك الله فيكم-: المهم في أحكامِ التّلاوة أن تقرأ كما قرأ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.

فالعلماء حتّى يُفهّموننا العربيّة، قالوا لنا: فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ به،
والمرفوعات والمنصوبات، وفصّلوا وبيّنوا؛ حتّى نتكلّم ككلام العرب؛ حتّى لا نَلحَن.

وعلماءُ التّجويد فَعلوا هكذا، علماء التّجويد قالوا لنا: مدود ،إدغام، إخفاء… وعلّمونا أنواع المدود، وهذا مأخوذٌ بالاستقراء؛ فلا يجوز لأحدٍ أن يقول: والله أحكام التّلاوة بدعة.

لماذا أحكام التّلاوة بدعة؟
يقول لك: الأحكام واللّغة بدعة!
والأصول -يعني: أصول الفقه-، وعلم الحديث، والحديث الضّعيف، والمُرسَل، والمُعضَل، والمُدبّج…إلخ؟
هذه يعرفونها.
وأنا دائمًا أقول لإخواني وأحبائي طلبة العلم: لا تقل -والمثل دقيق-
لا تقل: الصّحابة ليس عندهم معاطف- يعني: المعطف الذي يُدفِّئ الإنسان-، والمطر لم ينزل، لكن حينَ ينزل المطر؛ الصّحابة يظهروا المعاطف، أما والمطر لم ينزل لا يوجد داعٍ أن ألبس المعطف، فحينَ تكون الأحاديث صحيحة، والاستدلال صحيح، والفهم صحيح، واللغة صحيحة، وأداء تلاوة القرآن صحيح، وليس هنالك مطرٌ نازل، فحين ينزل المطر؛ نُظهر المعطف.

لمّا سمع عليٌّ -رضي الله تعالى عنه- قارئًا أعجميًّا يقرأ، لمّا سمع قارئًا يقرأ قول الله -تعالى- في مطالع سورة التوبة:
{…أن اللَه بريءٌ من المشركينَ} *ورسولِه* ….
أعوذ بالله أن يكون الله بريء من المشركين وبريء من رسوله، قرأها بالخفض، {أنّ اللهَ بريءٌ من المشركين} *ورسولِه*.
الآية في سورة التّوبة، والصّواب:
{…أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *وَرَسُولُهُ*…} [التوبة:٣].

أي ورسولُهُ بريءٌ من المشركين -أيضًا-، وحين تقرأ: {أنّ الله بريء من المشركين} *ورسولِه (بالجرّ)*يصبح المعنى أن الله -جلَّ في علاه- بريءٌ من المشركين وبريءٌ من رسوله -أيضًا-، وهذا كُفرٌ والعياذ بالله -تعالى-.

فَعليّ -رضي الله تعالى عنه- لمّا سمعَ هذا القارئ يقرأ؛ أمر أبا الأسود الدّؤلي، قال: ضع قوانين العربية، العربيُة الّتي في صدوركم لا ينبغي أن تبقى في صدوركم، يوجد مطر، هذا المطر يحتاج لِمعطف -الآن-، لمّا نزلَ المطر -الّذي هو الخطأ-؛ أمر عليّ -رضي الله عنه- أبا الأسود الدؤلي أن يضع النّحو، فَبدأ علمُ النّحو، بدأ علم النّحو بسبب الخلل الّذي وقع فيه ذاك القارئ، ذاك الأعجمي.
وإلّا لو بَقي النّاس سَليقةً يتكلّمون بالعربيّة لما احتاجوا لِعلم النّحو.
ولو بقي النّاس يقرؤون كلام الله على الوجه الّذي يُحبّه الله سليقةً لما كانوا بحاجة لأحكام التلاوةو التجويد.

لكن -الآن- كثيرٌ من النّاس -وللأسف-، بل كثيرٌ من طلبة العلم لا يُحسن أحكام التّلاوة والتّجويد، إن قرأ فلا يُحسن التّلاوة بأحكام التّجويد.

فالآن صار تعليم أحكام التّلاوة والتّجويد لا بُدّ منه؛ حتّى يستقيم اللّسان بالتّلاوة الصّحيحة.

والله -تعالى- أعلم.✍️✍️

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّوال: هل أحكام التّلاوة والتّجويد المفصَّلة في الكتب، مثل: المدّ الواجب، والمتّصل، والإدغام، هل عليها أدلَّة؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: هل حديث البراء بن عازب الطويل في عذاب القبر صحيح ؟

السؤال:
هل حديث البراء بن عازب الطويل في عذاب القبر صحيح ؟

الجواب:
نعم صحيح وثابت.
وأحسن من شرحه السيوطي في بشرى الكئيب بلقاء الحبيب.
وبعض معاصرينا لهم شكوك في الحديث، والحديث ثابت وصحيح. وعذاب القبر أحاديثه متواترة، ومن أنكرها يخشى عليه، فالأحاديث المتواترة كالقرآن حجة باتفاق، والذين ينكرون عذاب القبر عقلانيون لم تتسع صدورهم ولا عقولهم للوحي على الطريق الواجب ، وواجب على كل مسلم أن يكون قلبه متسعًا لما قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كقلب أبي بكر رضي الله عنه.
أبو جهل جلس معي أبي بكر ليخيره عن حادثة الإسراء والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم.
ما أكثر أبوجهل هذه الأيام .

عن عبدالله بن عباس: لمّا كان ليلةُ أُسرِي بي، وأصبحتُ بمكَّةَ فظِعتُ بأمري، وعرفتُ أنَّ النّاسَ مُكذِّبيَّ. فقعد معتزِلًا حزينًا. قال: فمرَّ عدوُّ اللهِ أبو جهلٍ، فجاء حتّى جلس إليه، فقال له – كالمستهزئِ -: هل كان من شيءٍ؟ فقال رسولُ اللهِ ﷺ: نعم. قال: ما هو؟ قال: إنَّه أُسرِي بي اللَّيلةَ. قال: إلى أين؟ قال: إلى بيتِ المقدسِ. قال: ثمَّ أصبحتَ بين ظهرانينا؟ قال: نعم. فلم يرَ أنَّه يُكذِّبُه مخافةَ أن يجحَدَه الحديثَ إذا دعا قومَه إليه، قال: أرأيتُ إن دعوتُ قومَك تُحدِّثُهم ما حدَّثتني؟ فقال رسولُ اللهِ ﷺ: نعم. فقال: هيّا معشرَ بني كعبِ بنِ لُؤيٍّ ! فانتفضت إليه المجالسُ، وجاؤوا حتّى جلسوا إليهما، قال: حدِّثْ قومَك بما حدَّثتني. فقال رسولُ اللهِ ﷺ: إنِّي أُسرِي بي اللَّيلةَ. قالوا: إلى أين؟ قال: إلى بيتِ المقدسِ. قالوا: ثمَّ أصبحتَ بين ظهرانينا؟ قال: نعم. قال: فمن بين مُصفِّقٍ، ومن بين واضعٍ يدَه على رأسِه مُتعجِّبًا للكذبِ؛ زعِم ! قالوا: وهل تستطيعُ أن تنعَتَ لنا المسجدَ – وفي القومِ من قد سافر إلى ذلك البلدِ ورأى المسجدَ -؟ ! فقال رسولُ اللهِ ﷺ: فذهبتُ أنعَتُ، فما زلتُ أنعَتُ حتّى التبس عليَّ بعضُ النَّعتِ. قال: فجيء بالمسجدِ وأنا أنظرُ حتّى وُضِع دون دارِ عِقالٍ – أو عَقيلٍ -، فنعته وأنا أنظرُ إليه – قال: وكان مع هذا نعتٌ لم أحفَظْه – قال: فقال القومُ: أمّا النَّعتُ؛ فواللهِ ! لقد أصاب.
الألباني (ت ١٤٢٠)، السلسلة الصحيحة ٣٠٢١ • إسناده صحيح • أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (١٢٨٥)، وأحمد (٢٨١٩) واللفظ له.

النبي صلى الله عليه وسلم في اليلة الماضية غاب عنهم أُسري وأُعرج فيه ورجع إلى مكة هل تصدق يا عبدالله هذا؟
نعم أُصدق لأنه ورد في القرآن وفي السنة.
قال أبو جهل الليلة الماضية محمد ذهب لبيت المقدس اعرج به لسبع سموات ورجع ، فلوجمعت لك كفار قريش تخبرهم بهذا الخبر، قال: طبعا اخبره هذا الخبر، أبوجهل صدره ضيق، الموضوع ليس مقبولا عقلاً. فكثير من الناس يردد وهو يشعر أو لا يشعر مقولة أبي جهل.
فأي شيء ورد في الشرع يُخالف العقل ما الأصل فيه؟
مردود بالنسبة لهم وهذا والعياذ بالله مَهْلَكة.
كيف الميت يُعذب وكيف طلعت روحه وأين ذهبت؟
ما نعلم .
الواجب على العبد المؤمن في شيء لا يدركه ماذا يقول؟
ما ورد في الكتاب والسنة من الغيبيات نؤمن به، وما لم يرد نسكت عنه، لا ننكر تسكت عنه .
لا تعط عقلك فوق منزلته، وهذا من احترام عقلك، إن أردت أن تحترام عقلك فاعرف الميدان الذي يعمل فيه عقلك، فالميدان الذي لا يستوعبه عقلك و لا تعرف عنه شيئا أبقِه في منزلته، لا ترفع عقلك ولا تجعله يحكمُ ويقبلُ ويردُ بناءً على ما ثبت في العقل .

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: هل حديث البراء بن عازب الطويل في عذاب القبر صحيح ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor