الجواب:
ماذا تريد أيها السائل؟
حق الولد على الوالد ؛ أو حق الوالد على الولد ؟
يقول : ما حق الوالد على الولد ، وحق الوالد على الولد ؟
الوالد إن دعوت له في كل صلاة لعلك تجزئه بشيء مما أحسن إليك ، فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( لن يجزئ الولد والده إلا أن يجده عبدا مملوكا ؛ فيشتريه، فيعتقه )).
ما معنى الحديث ؟
يستحيل يكون الولد حرا والوالد عبدا ، والنبي صلى الله عليه وسلم علق الإجزاء على أمر مستحيل ، كما قال الله تعالى:﴿قُلۡ إِن كَانَ لِلرَّحۡمَـٰنِ وَلَدࣱ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡعَـٰبِدِینَ ﴾ [الزخرف ٨١-]
( فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : لن يجزئ ولد والده إلا أن يجده عبدا مملوكا ، فيشتري هذا العبد ، فيعتقه ، حينئذ يكون الولد قد أجزأ والده ، بمعنى أن الوالد له حق عظيم على أولاده ، ومن حقه عليهم أن يحسنوا إليه ، وأن يطيعوه في غير معصية الله . وأن يعاملوه بالحسنى ، ولو كان يأمر بالشرك ، بل وإن كان يجاهد مجاهدة أولاده على الشرك ، ﴿وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰۤ أَن تُشۡرِكَ بِی مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِی ٱلدُّنۡیَا مَعۡرُوفࣰاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِیلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَیَّۚ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [لقمان ١٥]
صاحب الوالد بالمعروف وهو يجاهدك على أن تشرك بالله ، ولذا حق الوالد عظيم ، وما أعق ذلك الولد لما يترك دعاءه لوالده ! والله هذا عقوق ، بعض الناس ما دعا لوالده أبدا ، ولا سيما لما تطول مدة الفراق ، بعض الناس يتأثر لما يموت أبوه أسبوعا ، أسبوعين ، شهرا، فهذا عقوق ، لكن العاقل ؛ لا يصاحب إلا من كان بارا، من كان (قاطعا) وليس ببار بأبويه ؛ اعلم أن هذا (سيجفوك) ( وإن لم يقع بعد ) فهذا لا يصاحب ، العاقل يبحث عن صحبة البار ، صحبة البار لا تضره أبدا ، فحق الوالد عظيم ، وللوالد حقوق بعد وفاته ، ومن أهم هذه الحقوق الدعاء له.
✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
السّؤال :
لَقد كانَ الإمامُ أحمد يُصلّي ثلاثمائة ركعهٍ تطوعًا، فإذا كُنتُ أُريدُ أن أُصَلِيَ هَذا العدد، فكيفَ ومتى؟
الجواب :
أولًا: افحص استعدادك.
إخواني، هُنالك فقهٌ في التّوغل في العِبادة، ومَدارُ هذا الفقه على أن تثبُت ولا تَنقَطِع.
فالنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كما ثبت في الصّحيحين: البخاري (٥٨٦١)، ومسلم (٧٨٢)، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: ” أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ”.
فالعمل الدائم القليل، خيرٌ من المنقطع الكثير.
وعن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: “كان عمل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دِيمَة”.
رواه البخاري (١٩٨٧)، ومسلم (٧٨٣).
ومعنى دِيمَة: (عملٌ دائم).
وأخرج مسلمٌ في “صحيحه” (٧٤٦)، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إذا عمل عملًا أثبته”.
بعضُ النّاس -ولا سيما في أواخر حياته- يجدُ مُتسعًا في وقته، ويجدُ أُنسًا في عبادته لربّه، فيريدُ أن يُكثر من أعمال الخير، والخير مداره على:
(علمٍ نافع، وعملٍ صالح)، فيجدُ أن قلبه تعلّق بالصّلاة -وهذا أمرٌ حسن-، فيريدُ أن يُكثر، فهذا الإكثار لا حرج فيه، صليتَ ثلاثمائة، صليت خمسمائة، لكن أُثبُت، أُثبُت، صلِّ وأوغل في الخير بفقه، والضّابط والجامع أن تثبت على هذه العبادة.
من بعد طلوع الشّمس، إلى استواء الشّمس في مُنتصف السّماء -يعني: قبل أذان الظّهر بنصف ساعة-، صلِّ ما شئت، من بعد الظهر للعصر صلِّ ما شئت، ما بعد العصر -قبل اصفرار الشّمس- صلِّ ما شئت، ما بين المغرب والعشاء صلِّ ما شئت، وما بعد العشاء إلى الفجر صلِّ ما شئت.
استثنِ أوقات النهي.
والأحسنُ -في الصّلاة- التّطويل أم الإيجاز؟
أُريد أن أُصليَ نصف ساعة، وأستطيع أن أُصليَ في نصف ساعة ثمانِ ركعات، وأستطيع أن أُصليَ في نصف ساعة ركعتين، أيّهما أُصلّي: ركعتين أم ثمانِ ركعات؟
الجواب:
التّفصيل..
أهل العلم يقولون:
(الصّواب في التّفضيل التفصيل).
إذا كُنتَ عابدًا وقريبًا من الله؛ أطل الصّلاة، عائشة- رضي الله عنها- تقول:
(ما كان رسول -الله صلّى الله عليه وسلّم- يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيرِهِ عَلَى إِحدَى عَشرَةَ رَكعَةً، يُصَلِّي أَربَعًا فَلَا تَسَل عَن حُسنِهِنَّ وَ طُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي أَربَعًا فَلَا تَسَلْ عَن حُسنِهِنَّ وَطُولِهِنّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).
رواه البخاري (١١٤٧)، ومسلم (٧٣٨).
يقول حذيفة -رضي الله عنه-:
(صلَّيتُ مع النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ذاتَ ليلةٍ فافتتح البقرةَ، فقلتُ يركعُ عند المائةِ، فمضَى، فقلتُ يركعُ عند المائتَيْن، فمضَى، فقلتُ يُصلِّي بها في ركعةٍ، فمضَى، فافتتح النِّساءَ فقرأها، ثمَّ افتتح آلَ عمرانَ فقرأها، يقرأُ مترسِّلًا، إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّح، وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذ، ثمَّ ركع فقال سبحانَ ربِّي العظيمِ، فكان ركوعُه نحوًا من قيامِه، ثمَّ رفع رأسَه فقال: سمِع اللهُ لمن حمِده، فكان قيامُه قريبًا من ركوعِه ثمَّ سجد فجعل يقولُ: سبحانَ ربِّي الأعلَى فكان سجودُه قريبًا من قيامِه). رواه مسلم (٧٧٢).
وإذا كنتَ صاحب معاصٍ، من أصحاب التّقصير في حقّ الله؛ أكثر من الرّكعات، يقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: «إنَّ العبدَ إذا قَامَ يُصلِّي أُتِي بُذُنوبِه كُلِّها فَوُضِعَت على رأسِه وعاتِقَيهِ، فكُلَّما رَكعَ أو سَجدَ تَساقَطَت عَنهُ».
أخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٢٧٣٢)، والطبراني (١٣/٣١٦) (١٤١٠٨)، والبيهقي (٤٨٨٤) وصححه الإمام الألباني في« صحيح الجامع » برقم (١٦٧١).
فصاحب الذّنوب يكثر من الرّكعات، وصاحب الطّاعات يطيل في الرّكعات، هذا هو التّفصيل عند أهل العلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
ما المقصود بحديث: “أحفُوا الشّوارب”، هل المقصود حلق الشّوارب بالشّفرة، ام التّخفيف؟
الجواب:
(الحفّ) كلمةٌ مُشتركةٌ في اللّغة العربيّة، بينَ الأخذِ من أصلِهِ، وبينَ القصِّ الشّديد حتّى يَظهرَ بَياضُ البَشرَة.
والرّاجحُ عند أهلِ العلم في معنى “قُصّوا الشّوارب”: الأخذُ الشّديد، حتّى تظهرَ البَشرة.
وقد كانَ مالكٌ يقول:
(حلقُ الشّوارب مُثلَة).
من حلقَ شَاربهُ فقد مثّل بنفسه.
وصحّ أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قصّ -بنفسه- شاربَ المُغيرة بن شُعبة -رضي الله عنه-، وكانَ يأخذُ السّواكَ ويقصُّ والسّواك تحت الشّفتين.
عن المغيرةِ بنِ شعبةَ، قال : ضِفْتُ مع رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – ذاتَ ليلةٍ، فأمر بجَنْبِ فشُوِيَ، ثم أخذ الشَّفْرَةَ، فجعل يَحُزُّ لي بها منه، فجاء بلالٌ يُؤْذِنُهُ بالصلاةِ، فأَلْقَى الشفْرةَ، فقال : ما له تَرِبَتْ يَدَاه ؟ !، قال : وكان شاربُه وَفاءً، فقال لي : أَقُصُّه على سِوَاكٍ ؟ – أو: قُصَّه على سِوَاكٍ – .
رواه أبو داود (١٨٨)، وأحمد (١٨٢١٢).
والمعنى: أنّ الحفّ الثّابت عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هو الأخذ الشّديد وليس الحلق.
السؤال:
البعض يعيب على المشايخ ظهور الكَرش وأن هذا منهي عنه.
الجواب:
لماذا هو منهي عنه وهل من دليل عن النهي عنه؟
أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان يظهر السِمَن والسِمَن يكون من علامات آخر الزمان لكن لا يوجد نهي ، علامات آخر الزمان يكون الإنسان سمينا والسمين مُترفّه لكن الشافعي رحمه الله لمّا التقى بالإمام محمّد بن الحسن الشيباني ، محمد بن الحسن الشيباني فقيه حنفي من أفقه علماء الحنفية.ترتيب الأئمة عند الحنفية:الإمام أبو حنيفة،أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي،ثم رقم ثلاث بعد الإمام أبي حنيفة وأبي يوسف محمد بن الحسن الشيباني وكان محمد بن الحسن سميناً ، فلمّا رأى الإمام الشافعي مازحه،فقال-الكلام للشافعي-قال:مارأيت في سمينٍ خيراً قط إلا فيكَ يامحمد ، قال مارأيت في سمين،دائماً السمين همّه نوم طعام إلى آخره ولايلزم هذا لأن هذا يقبل الانفكاك فالنوم يقبل الانفكاك لكن الكلام على الغالب.فقال الشافعي لمحمد ابن الحسن،قال:مارأيت في سمين خيراً قط إلا فيكَ يامحمد فبدأ معه مناظرة وكلام جميل في مناظرة بديعة يَصلُح أن تُتْلى على فُقهاء الدنيا ، على المُتقدّمين في الفقه على وجه عالٍ جداً تُتلى عليهم المناظرة بين الشافعي وبين محمد بن الحسن له مناظرات من أبدع مايكون.
وإذا أردت أن تُقوّي مَلَكتك الفقهية فابحث عن المناظرات الفقهية وأَلَّف الشيخ السعدي_رحمه الله_المناظرات الفقهية، وإذا أردت العلوّ التام في المناظرات،انظر في مناظرات الشافعي مع محمد بن الحسن.
لماذا نبعد النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه عند البخاري في الأدب المُفرد أنه التقى بصحابي وكان هذا الصحابي سميناً،فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعلّمه وأن يُعلِّم أُمّته وأن يُربِّيه،فَوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على كَرشه وقال-صلى الله عليه وسلم-لو كان هذا في غير هذا لكان أحسن،لو كان هذا في غير هذا لكان أحسن،فالسِمَن من علامات آخر الزمن لكن بعض الناس هكذا خِلقةً بعض الناس عنده شيء من السِمَن فلا يُذَم السمين ويُذم من يطلب السُمنة.
أسألكم عن النساء ، النساء السمينات أم النحيفات المُفضّلات؟
ها يا أبا صلاح؟ السمينات؟ طبعاً الأمزجة مختلفة ، الأمزجة من يحب النساء يستقل من شخص لشخص لكن السِمَن سِمَن المرأة كانت هي المرغوبة وهي المطلوبة في الزمن الأول الأنور ومن يقرأ كتاب المَدخل لابن الحاج-وهو من أوسع الكتب في البِدع-يذكر من بِدع أهل زمانه تسمين المرأة حتى يقول أنّ المرأة تُسمَّن إذا أرادت أن تستنجي لاتستطيع أن توصل يدها إلى عَورتها من شِدّة سِمنها يعني كانوا يبالغون في السِمَن ولاينبغي أن ننسى ماثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا دخل بعائشة ،فَكانت أمُّ عائشة،كانت تعمل على تسمين عائشة قبل أن يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم علّم النساء أن يَقُلنَ أتيناكم في العرس، في الأعراس قال هلّا قُلتُن والنبي صلى الله عليه وسلم قالها قال هلّا قُلتُن أتيناكم أتيناكم ولولا الحبّة السمراء ماسَمِنت عذاريكم ، يعني الذي يجعل المرأة العذراء قبل أن تتزوج يجعلها تسمن،أن تُطعم الحبّة السمراء – القُزحة – فالنبي صلى الله عليه وسلم علَّمهُنّ ، فقال:هلّا قُلتُنّ أتيناكم أتيناكم ولولا حبة السمراءُ ماسَمِنت عذاريكم.فَتسمين البنت هذا أمر مطلب للزوج،كان مطلباً للزوج.
طبعاً اليوم لمّا المرأة صارت مثل الرجل ، لذا كثير من الرجال يشكون كثير من زوجاتهم والسبب بتعبير عِلم النفس،التعبير المُعاصر : التنمّر ، يسموها تنمّر المرأة ،سبب تنمّر النساء خصوصاً إخواننا الشباب سبب تنمّر النساء امرأتك ذكر مش أنثى،امرأتك مش أنثى فَتتنمّر عليك.كيف يعني ذكر ؟ يعني قصة شعرها ذكر ، البنطلون لابسة بنطلون ولابسة قميص ذكر وليس أنثى شكلها شكل ذكر والأصل في المرأة أن تلبس لباس الأنثى ، يازوجتي البسي لباس أنثى ، أنا أحب لباس الأنثى ، بنتك لمّا ترى بنتك لبّسها لباس أنثى ، ماذا يعني لباس أنثى؟مثل الفستان فلا تلبس البنطلون ، فالمرأة عندما تنشأ وهي صغيرة تلبس بنطلونا وتقص شعرها قصة رجل هي رجل صعب تنقاد لزوجها ،هي تشمس،إذا أرادت أن تنقاد تشمس.
لذا كتير من إخواننا صالحين وعندما يزوجون بعض الناس – وتأتينا كثير من هذا النوع من المشاكل – لمّا يزوّج ابنته يقول زوجتي أنا مابتطيعني ، زوجتي أبداً يعني عسِرة ماتقبل أبداً، تنشأ غلط ، تنشأ غلط فالأب ينبغي أن يُراعي لباس ابنته حتى تبقى أنثى فالأنثى تُحب بفطرتها أن تُطيع زوجها،فإذا خرجت عن فطرتها تُصبح مشاكل، فتبدأ الأمور بالشكل والشكل مهم ، لماذا تقصين شعرك مثل الرجال؟فالمرأة بشَعرها،جمال المرأة شَعرها كما قال غيرُ واحد والكلام طويل في هذا الباب.
سؤال من أحد الحضور الحبة السمرة هل هي الحنطة؟
الشيخ :الحبّة السودا لها بحث طويل وعندي بحث من بعض الأطباء في بيان الحبّة السوداء ، الحبّة السودا تُطلق على عدّة أشياء، فَمنها تطلق على الخُبز الذي فيه القُزحة ومنهم من يقول الحبة السوداء ليست هي القُزحة إنّما هي عشبة أُخرى ويُسمّون أشياء كثيرة والكلام طويل وكثير لكن المُراد حتى لانخرج عن كلامنا أن السِمَن كان مطلوباً في الزمان الأول والسِمَن كان لايُعرف إلا بالإطعام.
مداخلة أحد الحضور: شيخنا الله يحفظك هو أراد أن يقول شيئاً فقال شيئاً آخر ، لعلّه يُريد أن يقول أخينا أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم:ولولا الحنطة السمراء ماسمِنت عذاريكم،ولولا الحنطة وليس الحبة.
الشيخ : تحتاج لمراجعة ، والحديث في الصحيح.
مَن يُراجع لنا هذا في الدرس القادم؟
نجعل فريق للمراجعة وهذا مهم، أنا ما أتكلم شيئاً في درسي هذا لاأكتبه فأتكلم من ذاكرتي وبعض ما أقوله لكم قرأته وأنا في الثانوي والإعدادي، من فضل الله حبست نفسي مرّةً يعني في مدّة طويلة زادت عن ست سنوات وقرأت مكتبةً بتمامها وياليتني فهمتُ كُلّ ماقرأت، يعني قرأت أشياء ما فهمتها فيا ليت هذه الأيام تعود ، قرأت للألوسي في وقتها وقرأت مجموعة من التفاسير فَوجدت الألوسي رحمه الله تعالى ينقل ثم يقول الألوسي قلت بعد أن نقل عن من قبله ، قال قُلتُ هل فهمت شيئاً ؟ قال أمّا أنا فلم أفهم شيئاً،فرحت بهذا الكلام كثيراً ،فرحت به ، مافهم شيئاً، قلت أمّا أنا فلم أفهم شيئاً،فالله يغفر لي وله ، هذا الأخ جزاه الله خير، جزاك ربي خيراً، الحديث في فصل يستحب إعلان النكاح والضرب فيه بالدُف قال أحمد هذا الكلام أين ؟ المصدر ليس بيّن ، ليس ظاهر عندي ، الحديث عندي الحبة السمراء لكن ما عندي تخريج ولا عندي عزو .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أحسن الله إليكم شيخنا، هل أصاب الشيخ الألباني في الأحاديث التي ضعّفها في الصحيحين؟
الجواب:
أنا سمعت شيخنا الألباني وسألته مرتين في وقتين متباعدين عن تضعيفه لأحاديث في الصحيحين فأجابني في المرتين بقوله رحمه الله تعالى: ما ضعّفت شيئًا في الصحيحين إلّا وأنا مسبوقٌ به.
يقول الإمام ابن الصلاح في مقدمته في علوم الحديث: وأجمع أهل العلم على صحة ما في الصحيحين سوى أحرف يسيرة تُكلِّم فيها.
هذه ليست للعامّة، اليوم مشكلة المسلمين في قضايا العلم أنّ العلم ليس على طبقات، ابن عبد البر يقول العلم طبقات ومن انتقل من منزلة إلى التي بعدها دون أن يمرّ بالتي قبلها ضلّ وأضل وزلّ وأزل فالعلم منازل ودرجات.
اليوم كل العلم درجة واحدة، أنت تُسأل عن مسائل غير مؤهل لها، انت لست اهلًا لها.
فالكلام في أحاديث الصحيحين كلامٌ محصورٌ بين الطبقة العليا من المُحدِّثين، وليست هي مشاع على ألسنة العوام وأمّا العوام إن سُئِلوا فيقال أنّ كل ما في الصحيحين صحيح .
سُئِل إمام الحرمين الجويني عن صحّة الصحيحين فقال رحمه الله تعالى: لو أن رجلًا حمل صحيح البخاري بيمينه وحمل صحيح مسلم بيساره ثم قال زوجتي طالق إن لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال جميع ما في هذين الكتابين فهي لا تطلق.
لا يوجد من يقول حديث البخاري ضعيف؛ بمعنى ليس له وجود فقط أحرف قليلة.
الحديث الطويل الذي فيه قصّة من صلّى خلف معاذ لمّا قرأ معاذ بالبقرة، في رواية في البخاري تقول ”فسلّم“، شيخنا يقول كلمة ”فسلّم“ ضعيفة، لكن الحديث صحيح متفق عليه لكن كلمة ”فسلّم“ ضعيفة في البخاري، يقول الشيخ الألباني الذي جعلني أكتب أنها ضعيفة إعلال الإمام البيهقي لها، يعني لولا أن الإمام البيهقي أعلّها ما أعللتها.
ويأتي اليوم من لا يفهم في مُصطلحات العلماء ومُراد العلماء من كلامهم فيقول الشيخ الألباني ضعّف البخاري، والشيخ الألباني رحمه الله تعالى قال لفظة ”فسلّم“ ضعيفة.
الحديث طويل في نحو صفحتين، وهناك رواية في الصحيح أن الرجل أتم صلاته ورواية فسلّم.
هذا المسكين الفلاح الذي صلّى خلف معاذ فتعب ماذا فعل؟ أتمّ صلاته وخرج، وليس أنه سلّم وخرج، يعني الكلام بالمقارنة مع الروايات الأخرى أنه أتمّ صلاته وخرج ولم يسلِّم، ولو سلّم ما صلّى إذن.
حتى نستفيد فائدة، لو كنت تصلّي وجاءك سبب أو خاطر أو جاءك شيء انت تيقّنت عليه والإمام أطال ماذا تفعل؟ تسلِّم أم تكمل صلاتك لوحدك ثم تخرج؟ ما هو الأحسن لك في دينك ودنياك؟ والأمر بالمناسبة ليس مزاجيا بل إذا اضطررت إليه اضطرارًا شديدًا وشعرت أنك لا تستطيع أن تُتَمِّم الصلاة فالفقه هنا هو أن تُكمِل الفرض وحدك ثم تخرج وليس أن تُسلِّم وتخرج.
المقصود أنّ هذه المسائل لأهل الصنعة وليست للطعن في الصحيح؛ فبعض الناس من هذه النقاط يتسلل للطعن في الصحيح -هذا خطأ.
للصحيحين منزلةٌ كالجبالِ الرواسي، ولا يقلِّل من شأن صحيح البخاري وصحيح مسلم إلّا مبتدع.
الصحيحين ليس لأن البخاري ألّف صحيحه ولا لأن مسلما ألّف صحيحه، الصحيحان أجمعَ أهلُ العلمِ قاطبةً من بعد البخاري ومسلم إلى هذه الأيام مِن أهل الصنعة الحديثية أنّ جميع ما فيهما صحيح.
الذي يضعِّف صحيح البخاري وصحيح مسلم إذا لم يكن من أهل الصنعة وإذا لم يعرف ماذا يصنع فالطعن في الصحيحين هذا علامة على البدعة؛ لأن الطعن في الصحيحين طعن في ما أجمع عليه المحدّثون ممن جاؤوا بعد الصحيحين، هذه نقطة ينبغي أن يُنتبه إليها.
هذا والله أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
أحسنَ اللهُ إليكم، ما حُكُمُ تقبيلِ يدِ الوالد، وغيره، ووضعِهَا على الجبهة؟
الجواب:
التّقبيلُ لهُ أحكام، وألّفَ غيرُ واحدٍ من المحدّثين السّابقين ومن المعُاصِرين فِي أحكامِ التّقبيل، وأوجزُ هذهِ الأحكامَ بالآتي:
تقبيلُ الفَمِ لا يكونُ إلّا للزّوجة؛ فالتّقبيلُ من الفمِ يُثير الشّهوة، ولا يُشرعُ إلّا للزّوجة.
والتّقبيل ما بعد ذلك، إمّا أن يكون احترامًا لأصحاب الفضل، كالأبوين، والعُلماء، والعادلين، وَبَاذِلِي جَاههم في صُنع المعروف للنّاس، والفضلاءِ والكبراءِ في الأمّة.
فهذا التّقبيل لا حرج فيه.
و ثبتَ أنّ النّبيّ -صلّى اللهُ عليه وسلّم- قَبلَهُ الأصحابُ من ركبته،
فالتّقبيل لا حرج فيه.
وسُئلَ سفيان الثّوري عن تقبيل اليد؛ فقال: لا حرج فيه، ولا تَضع اليد على الجبهة، ووضعُ اليد على على الجبهة (السُجودُ الأصغر).
تُقبّل يد الأب، لكن لا تضعها على جبهتك.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
توفّيت أمّي وعندي في بيتي إخواني وأخواتي وأبناؤهم، ولا أستطيعُ أن أقول لهم: ارجعوا، فهل يجوزُ لي أن أصنعَ لهم طعامًا؟
الجواب:
نعم، هذا يُسمّى في الفقه: (تداخل).
يعني: إنسان مات له قريب، وجاء له أصدقاء وأحباء من بعيد، وناموا عنده، وهو يصنعَ ذلك معهم دون هذا السّبب، يُكرمهم بالإطعام.
فالإكرامُ في الإطعام من السّنة، قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“أيّها النّاس، أفشوا السّلام، وأطعموا الطّعام، وصلّوا باللّيل والنّاس نيام؛ تدخل الجنّة بسلام”.
رواه التّرمذيّ (٢٤٨٥)، وابن ماجة (١٣٣٤)، من حديث عبدالله بن سلام.
فإطعام الطّعام يتداخل، عندك ضيوف ومات لك قريب، أنا لا أصنعُ طعامًا من أجل الميت، أنا أصنع طعامًا من أجل الضّيف الّذي جاء، فحينئذٍ تطعمهم ولا حرج في ذلك.
وهذا أمرٌ لا ينبغي أن يُسأل عنه،
في حياتك تكون على عادتك، في العادة الّتي تسلكها في حياتك، أمّا أن تقول: بسبب الوفاة تُحرم من شيءٍ أنت تفعله في عادتك من إكرام النّاس، وتُحرم من طاعةٍ من الطّاعات هذا لا ينبغي أن يكون، وما ينبغي أن يُسأل عن هذا؛ فمشروعيّة هذا أمرٌ معلوم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
هل قول المحدّث: (إسناده صحيح) قصور في التّحقيق؟
الجواب:
المُحقّقون يقعون في مشاكل في العمل، ويُغطّون هذه المشاكل في العمل بُطرق، وكلٌّ له سبيل.
فتقرأُ -أحيانًا-: رجاله ثقات -عن الحديث-، فقولك: رجالٌ ثقالهُ لا يلزم منه الاتصال بين الرّواة، ولا يلزم منه ألّا يكون الحديث مُعلًّا بالمخالفة، وهذا سهلٌ، بعض النّاس يقول: رجاله ثِقات ويكون في الإسناد مشاكل، فيهربُ من قوله: إسنادٌ صحيح، ويقول: رجاله ثقات، والباقي ابحث أنت عنهُ.
حينَ يقول لك: رجاله ثقات -يعني: كأنّه يقول لك-: يوجد مشاكل، لا تسأل عن الرّواة، يوجد مشاكل هل الإسناد مُتّصل أم منقطع، هل فيه إعلال بالمخالفة، أم ليس فيه إعلال بالمخالفة، هذا رجاله ثقات.
منهم من يقول: إسناده قويٌّ، أو إسناده جيّدٌ، وهذا يكون فيه راوٍ الثّقةُ فيه غير تامّة، الضبط غير تام.
فإذا كان الضّبط فيه راوٍ مغموزٌ في ضبطه، ولكن يشمله اسم الستر؛ يقولون: إسناده حسن، والأقوى من الإسناد الحسن حتّى أفحص هل فهمتم أم لا، والظّاهر أنّ كثيرًا منكم لم يفهم، المعذرة إليكم، الحديث خاصٌّ بالتّخريج، أيهما أقوى:
إِسناده قويّ، أم إسناده حسن؟
أقوى شيء: إسناده صحيح،ثمّ إسناده جيّد، ثم إسناده قويّ، ثمّ إسناده حسن، ثمّ رجاله ثقات.
هذا من أعلى لأسفل.
إسناده صحيح، لكن المخالفة بعد. ففرق بين أن تقول: إسناده صحيح، وبين أن تقول: الحديث صحيح.
حينَ تقول: الحديث الصّحيح -يعني: المخالفة غير موجودة-.
إسناده صحيح المخالفة غير مبسوطة، إسناده صحيح يشترط فيه أن يكون صحيحًا.
الدّعاء بعد ختم القرآن هل هو سنّةٌ تعبديّةٌ نتقرّب بها إلى الله؟
الجواب:
(نعم).
لكلّ ختمةٍ للقرآن دعوةٌ مُستجابة، ثبت ذلك عن أنس بن مالك أنّه إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا.
روى ذلك الدّارمي برقم (٣٥١٧)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) برقم( ٢٦٠/٧)، و البيهقي في ((شعب الإيمان)) برقم (٢٠٧١).
فكان يصنعُ ذلك مع أهل بيته.
أهل البيت لهم حكمٌ خاص في قيام اللّيل، لك أن توقظهم، وأن تتداعى وإيّاهم بقيام اللّيل وبالدّعاء عند الختمة.
قال صالح ابن الإمام أحمد:
(كان أبي يختم كلّ يومِ جمعة بعد العصر، ويجمعنا ويدعو ونحنُ نؤمّن).
كان الإمام أحمد كلّ يومِ جمعة له ختمة للقرآن، وكان حينَ يختم القرآن يدعو زوجته وأبناءَه، ويدعو ويؤمّن.
أمّا أن أعملَ استنفارًا للنّاس وأقولَ لهم: الجمعة القادمة عندي ختمة للقرآن، وتعالوا نقوم اللّيل، هذا ممنوع.
ووقعَ خلافٌ بين أهل العلم في تداخل الختمة مع صلاة القيام، هل هذا مشروعٌ أم هذا ممنوع؟
أمّا لكلّ من يختم القرآن له دعوةٌ مستجابةٌ عند الله -عزّ وجلّ-.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م