السؤال: شيخنا الفاضل أكرمك ربي: إذا حضرت مجلساً للناس، والمجلس يدخنون فيه، هل يجوز أن أجلس معهم، ووالدي في المجلس معهم؟

السؤال: شيخنا الفاضل أكرمك ربي: إذا حضرت مجلساً للناس، والمجلس يدخنون فيه، هل يجوز أن أجلس معهم، ووالدي في المجلس معهم؟

الجواب:
هذا الدخان بلاء.
ومن بلاء الدخان: التهاون فيه.

الدخان كبيرة؟ لا، والله ليس كبيرة.
الدخان كالخمر؟ لا، والله ليس كالخمر.

فبعض الناس يستشكل، وحق له أن يستشكل، لكن يستشكل ليستبصر، ولا يستشكل ليعاند.

يقول لك: يا شيخ الدخان حرام؟
نقول له: حرام.
يقول لك: معقول الخمر والدخان حرام ؟
نقول له: لا غير معقول، استشكلت فأصبت؛ لكن لا تعاند، الحرام درجات.

هل الحرام درجة واحدة؟
الجواب: لا.
النظر للأجنبية معصية أم لا؟
معصية، وبإجماع العلماء حرام.
هل النظر للأجنبية كالزنا بها؟
لا؛ الزنا حرام والنظر حرام، لكن عقوبة الزنا غير عقوبة النظر، مع أن اسم الحرام يشمل الاثنين.

غيبة المسلم ما حكمها؟
حرام.
قتل المسلم ما حكمه؟
حرام.
هل إثم القتل مثل الغيبة؟
غير ممكن أن يكون القاتل مثل المغتاب.

فإذا استشكلت أنه: هل الدخان حرام، والخمر حرام؟ وأن الدخان مثل الخمر؟
فأنا ارفع عنك الإشكال وأقول لك:
– اجعل الدخان مثل الغيبة ومثل النظر.
– واجعل الخمر مثل الزنا ومثل القتل.

النسبة بين الدخان والخمر كالنسبة بين الغيبة وبين القتل، وكالنسبة بين النظر وبين الزنا.

فالدخان حرام.

أتدرون أصعب شيء في الدخان في واقعنا الموجود اليوم ما هو؟
الجواب: أنّ التهاون بالصغيرة كبيرة.

تعرفون ما هو بلاء المدخنين اليوم؟
أنه يدخن ولا يشعر أنه يعمل شيئا، بل بعضهم يدخن ويمص على السيجارة، والإقامة تقام!.

على باب المسجد: يمسك السيجارة ويدخن، وكأنه ما يفعل شيئا!.

وتدرون مصيبتنا نحن الذين لا ندخن مع هؤلاء: أنه يرفع السيجارة ببيتك، وكأنه لا يعمل شيئا!.

يا بني: أين ذاهب أنت؟ أنت في بيوت الناس، أنت كيف تعمل حراما في بيتي؟.

يا رجل: احترم نفسك واحترمني، أنت تفعل حراما أمامي، كيف تعمل حراما أمامي، وتفعل حراما ببيتي؟.

لأننا سكتنا عن التواصي بالحق والتواصي بالصبر: هذه المسألة أصبحت لا قيمة لها ولا وزن.

يفعل معصية ويدخن، وكأنه ما يفعل شيئا.

فمن رأى مدخنا: الواجب عليه أن يقول له: يا حبيبنا الدخان خبيث.

الدخان خبيث ولا طيب؟
الدخان خبيث.

وكل مدخن شاء أم أبى، يقر أن الدخان خبيث.

خذ معي مثالين:

المثال الأول:
ونحن في رمضان: رجل يدخن، وعلبة السجائر في جيبه!.
إخواننا المبتلين -الله يغفر لهم- يصلي وعلبة السجائر في جيبه.

أُذِّن في المسجد: أمامه ماء وتمر، وأمامه دخان، هل رأيتم رجلا دخّن مع الآذان في المسجد؟

هل يمكن لأحد أن يخرج السيجارة، ويدخن في المسجد؟

الحمد لله: الناس ما زالوا بخير، يعني: عندهم فطرة أن الدخان ما يليق بالمسجد، وما ينبغي أن يدخن في المسجد.

المثال الثاني:
إنسان في الحمام -أجلكم الله- يقضي حاجة، وأذن المؤذن، والتمر في جيبه والماء بجنبه في الحمام، هل يشرب ماءً ويأكل تمرا؟
الجواب: لا.

هل يدخن ؟
الجواب: نعم، يدخن.

ما معنى هذا؟
يعني: الدخان ليس مثل الماء، وليس كالتمر.

فالدخان خبيث، الدخان ليس بطيب.
والله -تعالى- يقول: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}[الأعراف: ١٥٧].

والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “لا ضرر ولا ضرار”. السلسلة الصحيحة ٢٥٠.

لا ضرر تلحقه بنفسك، ولا ضرار تلحقه بغيرك؛ فالدخان فيه ضرر وفيه ضرار.

يوجد شيء يسميه علماؤنا اليوم -العلماء التجريبيون- يقولون: في شيء اسمه: الدخان السلبي.

يعني: غير المدخن إذا جلس مع المدخن؛ فيضره تدخين المدخن، هذا يسمى التدخين السلبي.

فالمدخن يضر نفسه، ويضر ماله، ويضر زوجه.

بل ويضر ولده: فالأطباء اليوم مجمعون من غير خلاف، أن المناعة عند الولد إذا كان أبواه مدخِّنَيْن، أقل بكثير ما إذا كان أبواه لا يُدخنان.

واذا كان أحدهما لا يدخن، والآخر مدخن؛ فهذا يعني أن المناعة أقل ممن كان أبواه غير مدخنين.

بل يقولون: ابن المدخن أقل ذكاءً من ابن غير المدخن.

بل يقولون -وهذا حق-: أن الإنسان ما دخن أول سيجارة وتعاطاها، وكان سويا من الناحية النفسية.
بل كان ظاهر التدخين: يدل على أن صاحبها مريض نفسيا.

وأنا وإياكم نُقر بهذا.

أنا الآن أضرب لكم مثالين:

إنسان يمشي في الطريق، ويمسك عودا.
وآخر يمشي في الطريق، ويمسك سيجارة.

ماذا نقول عن الأول؟
وماذا نقول عن الثاني؟
أيهما أفضل الأول أم الثاني؟
الجواب: الثاني.

لكن الأول يقولون عنه مجنونا-الذي يمسك عودا-، ماله هذا مجنون!.

والله الذي يمسك سيجارة أجن منه.
الذي بيده السيجارة أجن منه.

والأجنُّ من؟
المدخن: لأنه يخسر وينزف من صحته، وعقله، وفي نفسيته، وفي ماله، حتى لا يتعب يومين أو ثلاثة.

فالمدخن فقط يأخذ على نفسه يومين، أو ثلاثة، أو أربعة أيام، أو أسبوع: فيرتاح من هذا الداء للأبد.

لكن؛ حتى ما يتغلب هذا الأسبوع سيبقى متغلبا ليوم الدين ؟!!.
هذا غير عاقل، هذه موازين مضطربة.

فأنا أرجو من الأخ المدخن في هذه المناسبة، أن يتخذ قرارا من الآن بترك الدخان، حتى الله -سبحانه- يبارك في هذه المجالس، ولا تبقى المجالس كلاما في الهواء، تكون المجالس هذه المباركات -إن شاء الله تعالى- لها ثمرة في الحياة.

فأنا أرجو من كل أخ مدخن من إخواننا الحضور: أن يتقي الله، وأن يعزم من الآن أن يتعب أسبوعا، وأنا ضامن بعد الأسبوع؛ ستجد هناءً، وتجد خيرا، وانشراح صدر، وصحة وعافية، ما الله به تعالى أعلم.

فهذه نصيحتي للمدخنين.

وبعد هذا: أي واحد يعترض عليك بالدخان، قل له: يا أخي يا حبيبي أنا أحب لك ما تحبه أنت لولدك، وأنا أنصحك مثل ما أنت تنصح ولدك.

هل تحب ابنك أن يكون مدخنا؟.
سيقول: لا أحب.

ثم قل له: وأنا أيضا لا أحب لك أن تكون مدخنا، أنا الذي أحبه لك الذي تحبه أنت لولدك.

لذا الواحد ينصح أباه.

أنا أعرف بعض إخواننا للأسف طبيب مدخن، وولده أظن عمره عشر سنوات، كل ما أخرج سيجارة قال له: يا أبت حرام، يا أبت أنت تضر نفسك، يا أبت أنا أحبك، وما أحب لك الشر، ما أحب لك المرض، ما أحب لك -لا قدر الله- أن تصاب بالمرض الخبيث.

أصبح الوالد لا يمكن أن يدخن أمام الولد، صار الوالد إذا أراد أن يدخن، يهرب من البيت، ويطلع خارج البيت.
مثل السُرّاق والمجرمين: يدخن، ويرجع.

كل ما أخرج سيجارة، أمسكه وقال له: يا أبت، ويا أبت، يا حبيبي والله هذا الدخان يضرك، والله هذا الأمر ما ينفعك، أطفئ السيجارة.

الوالد أصبح كل ما أراد أن يدخن، ما يجد له مجال؛ فيخرج خارج البيت.

فهذه تربية طيبة.
ولكن اذا كان أبوك مدخنا، لا تصغر أباك أمام الناس.

ما يمنع بينك وبين أبوك أن تقول له كلاما، قل له: يا أبت الدخان كيت وكيت.

والدي -رحمه الله- أُبتلي بالدخان، فسلطتُّ عليه زوجتي، وأحب زوجتي حبا جما؛ فترك الدخان أحد عشر شهرا.
ثم لم يستطع أن يقاوم؛ فرجع للدخان.

وكان يقول دائما لزوجتي: لا تخبري مشهورا بأني رجعت للدخان.
فدخن شهرين؛ ثم رَجعتْ عليه سهام الدعاء؛ فترك الدخان، ومات وهو تارك للدخان، بعد أن دخّن أكثر من أربعين سنة.
يعني ترك الدخان بعد أكثر من أربعين سنة.

وتناولُ الدخان -للأسف- في فلسطين مدروس من قبل البريطانيين.

البريطانيون كانوا يعطون الدخان مع الراتب، البريطانيون كان الذي يعمل عندهم، يعطوه دخانا وراتبا.

فالشاهد -وفق الله الجميع-: بالدعاء، والكلمة الطيبة، والأسلوب الحسن: الإنسان لا يعدم أن يصلح، وأن يُغير، وأن يُبدل.

المجلس الثالث عشر من مجالس رمضان ٢٠١٦.✍️✍️

رابط الفتوى:

السؤال: شيخنا الفاضل أكرمك ربي: إذا حضرت مجلساً للناس، والمجلس يدخنون فيه، هل يجوز أن أجلس معهم، ووالدي في المجلس معهم؟

السابع عشر: رجل جامع زوجته في نهار رمضان ماذا عليه؟

السؤال:
رجل جامع زوجته في نهار رمضان ماذا عليه؟

الجواب:
عليهما صيام يوم.
وعليه كفارة.
والكفارة أن يصوم شهرين متتابعين.

هل الشهرين المتتابعين على الزوج والزوجة، أم على الزوج؟

النبي صلى الله عليه وسلم أمر الزوج، فالأصل في المرأة أن تكون مطلوبة لا طالبة.
إلا إذا تخيلنا أن المرأة هي التي طلبت، وهذا عسر.
فالنبي صلى الله عليه وسلم سكت عن المرأة، وأمر الزوج أن يصوم شهرين متتابعين، والذي لا يستطيع الصيام يطعم ستين مسكينًا.

ويجب عليهما -أي الزوج والزوجة- قضاء يوم.

والواجب الإمساك؛ يعني لو حدث جماع: يحرم الأكل والشرب في نهار ذلك اليوم.

وهذا الكلام إذا صار في نهار رمضان من غير عذر شرعي.

فقهائنا لهم أحاجٍ وألغاز.
يقولون: هل يمكن لرجل مقيم، غير مسافر، مصح غير مريض، أن يطأ زوجته بالحلال في نهار رمضان؟.
نعم ممكن.
قالوا: كيف؟
قالوا: رجل جاء من السفر، فكان مفطرا، فوجد زوجته قد طهرت، وهي مفطرة من الحيض، طهرت في نصف نهار رمضان، في منتصف النهار، اغتسلت لتصلي.
قالوا: فيحل له أن يطأها حلالا، وكلاهما مقيم، مصح غير مسافر، ولا مريض.
وهذه صورة مستثناة وهذه من أحاجي الفقهاء وألغازهم.

الألغاز والأحاجي موجودة في كتب الأشباه والنظائر، في كتاب خاص اسمه الأحاجي والألغاز.

والأحاجي والألغاز هي مساج للعقل، وتعطي الإنسان ملكة فقهية.

فالإنسان لو قرأ الأحاجي والألغاز، تصقل ملكته الفقهية، وتعطيه ملكة فقهية.

⏮️ رابط الفتوى:

السابع عشر: رجل جامع زوجته في نهار رمضان ماذا عليه؟

⬅ مجالس الوعظ في شهر رمضان ( 12 ) رمضان 1437 هجري

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: كيف يرتب طالب العلم أولوياته في رمضان، بين طلب العلم مطالعة وحفظا، وبين تلاوة وقراءة القرآن؟

السؤال:
كيف يرتب طالب العلم أولوياته في رمضان، بين طلب العلم مطالعة وحفظا، وبين تلاوة وقراءة القرآن؟

الجواب:
طالب العلم المهم عنده أن يستفيد من رمضان.

تعرفون داء العرب.
من يعرف داء العرب؟
داء العرب الكسل، الآن في حياتنا.

وتدرون أكثر الناس عذابا من؟
الذي يريد أن يستفيد من وقته.

والإنسان يجادل ويحتال ويُوَرِّي ويتخلص بكل ما أوتي من قوة، ومن فهم، وطرق الحيل، حتى يَصفى له وقته؛ ليجلس ويستفيد من وقته.

طالب العلم في رمضان يستفيد من وقته، ويترك الكسل، ويترك النوم، ويترك إضاعة الوقت.

شهر رمضان شهر القرآن، وشهر رمضان كما يقول جابر -رضي الله عنه-: “إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم فطرك، ويوم صيامك سواء”.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف( ٢/٤٢٢ رقم ٨٨٥٢)، والحاكم في معرفة علوم الحديث ١/١٩، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (٣/٣١٦ رقم ٣٦٤٦).

يوم الصوم: يوم دعاء، وذكر، وتلاوة للقرآن، وفعل الخير.

وأحب شيء تفعله هو الواجب.

إنسان صائم حريص على قيام رمضان -وهذا حسن-؛ ولكنه عاق لوالديه.

والله لو أنك صليت التراويح، ورجعت بررت والديك، وجلست عندهم ليلة من الليالي. والله هذا واجب في حقك.

في حق غيرك: لا؛ القيام أحسن إذا أنت غير عاق.

والقيام: طاعة الوقت، وطاعة الوقت وواجب الوقت ينبغي أن يقدم على غيره.

لكن إذا إنسان عاق: لا والله، اذهب وبرَّ أبويك.

أو إنسان كريم، يكرم الناس، ويعمل إفطارات للناس، والأصحاب، والأحباب؛ ولكن لا يزكي نقول له: دعك من إطعام الناس الآن، زكِّ مالك، وبعد الزكاة أطعم الناس.

الزكاة مقدمة على الإطعام.

بعض الناس: ينفق أموالا طائلة على العمرة ولكنه لا يزكي ماله!.
نقول: لا تذهب للعمرة، وزكِّ مالك، زكِّ المال الذي آتاك الله.

وأحسن الأعمال لطالب العلم وغيره: الواجب.

طالب العلم يجب عليه أن يذب عن أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد يكون الانشغال بالحديث أحسن من الانشغال بقراءة القرآن -في حقه-، مع عدم القصور في القرآن.

لذلك: الذي يقرأ حياة الحافظ ابن حجر العسقلاني؛ وقد آتاه الله تعالى القوة في تدريس الحديث النبوي وإجازة الطلبة، وقراءة الكتب -ويظهر هذا الكلام في كلام تلميذه السخاوي.
في رمضان كان يدرس الحديث النبوي تدريسا عجيبا.

فرمضان خير في كل شيء.
كل من رزقه الله نهمة، وهمة، وجلدا أن يعلم الناس خيرا: فهذا محمود وغير مذموم.

لذلك: الأبطال في زمن الصحابة والتابعين كيف كانوا يقضون رمضان؟ في ساحات الوغى والمراوغة، فالجهاد كان في رمضان.

فالناس تتفاوت في قدرتها، وكل يخدم دينه بالشيء الذي آتاه الله إياه.

ولكن: أن يصبح رمضان شهر كسل، وقلب للموازين، وشهر نوم وترك للعمل، والواحد يترك عمله، ويستدين، وما يستطيع أن يسد الذي يستدينه، ويتذرع في رمضان، يبقى نائما، ويطعم أولاده بدين، والدين يبقى مترتبا عليه!، نقول له: لا؛ خفف عبادتك قليلا، وما تستدين، واعمل، وانوِ أن عبادتك تكون طاعة.

لكن: إنسان الله وسع عليه، ولو ترك العمل في رمضان ما يتأثر؛ ما في حرج أن يفرغ وقته لرمضان.

فإعطاء جواب عام لكل شيء: هذا خطأ.

إعطاء جواب عام، أو كلمة عامة من غير فقه ومن غير فهم ولا دقة في الفهم.

الفهم هو دقة الفقه. كما قال الله تعالى: {ففهمناها سليمان} [الأنبياء: ٧٩].

المجلس السادس عشر 2016

⬅️ رابط الفتوى:

السؤال: كيف يرتب طالب العلم أولوياته في رمضان، بين طلب العلم مطالعة وحفظا، وبين تلاوة وقراءة القرآن؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: ما هي الأمور التي تساعد على حفظ اللسان؟

السؤال: ما هي الأمور التي تساعد على حفظ اللسان؟

الجواب:
الأمور التي تساعد على حفظ اللسان كما قال الحسن البصري: (لسان العاقل من وراء قلبه، فإذا أراد الكلام تفكر، فإن كان له قال، وإن كان عليه سكت، وقلب الأحمق من وراء لسانه فإذا أراد أن يقول قال، فإن كان له سكت، وإن كان عليه قال).

(لسانه من وراء قلبه): يعني يمرر الذي يريد أن يقوله على قلبه، فإن المؤمن يستر ولا ينشر.

(وقلب الأحمق من وراء لسانه): ينشر ويفضح، ولا يستر.

فالإنسان إذا أراد أن يحافظ على لسانه: فأهم أمر، أن يجعل لسانه من وراء قلبه.

المعنى: أن الكلام قبل أن يتكلم به، ماذا يفعل؟
يفكر فيه، فرب كلمة تقول لصاحبها دعني.

يقول بعض السلف كما عند أبي الدنيا في كتاب الصمت: الكلمة كالثور يخرج من جحر، ثور يخرج من جحر نملة؛ فإذا خرجت: لا تعود.

فالمطلوب من العبد أن يتفكر قبل أن يتكلم.

ومن صفات المؤمنين: الكلام الذي لا ينفع لا يقولونه.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: ٣].

ما اللغو؟
ليس اللغو الكلام القبيح، ولا الكلام الحرام، ليس الغيبة ولا النميمة، ولا الكلام البذيء، اللغو: هو الكلام غير المفيد.

لذا: الإنسان إذا لزم الصمت لُقِّن الحكمة.

لذا عرف عن بعض علمائنا، ما قال كلمة إلا وكتبت:لأن كلامه قليل.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من صمت نجا) كما في الصحيحة عند شيخنا الألباني برقم ٥٣٦.

الصامت ناجي.
ما يوجد رجل صامت نادم.

والذي يندم هو الذي يتكلم ويتعجل، فالإنسان يسكت، ويسكت، ويسكت، ووقت الكلام الذي يريد أن يقوله: يقوله.

لذا من سمات العلماء وسمات أصحاب الفهم في المجالس: لا يبدأون بالكلام، يسمعون ويختمون بكلمة تجمع الخير كله، وتبين الزيف كله.

لذا الله تعالى لما قص علينا قصة موسى مع السحرة قال: ﴿قالوا يا موسى إِمّا أَن تُلقِيَ وَإِمّا أَن نَكونَ أَوَّلَ مَن أَلقى۝قالَ بَل أَلقوا فَإِذا حِبالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى﴾[طه: ٦٥-٦٦].

قالوا له: تلقي أم نلقي؟.

فمن الذي ألقى أول؟ موسى أم السحرة؟
السحرة أول، فهو ألقى بعد ذلك.

فقال علماؤنا: في المناظرة أهل الحق يؤخِّرون.

لذا: الله تعالى يقول:﴿بَل نَقذِفُ بِالحَقِّ عَلَى الباطِلِ فَيَدمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيلُ مِمّا تَصِفونَ﴾[الأنبياء: ١٨].

من يسبق الحق أم الباطل؟
الباطل يسبق.
الله يقول: {بل نقذف}: فإذا أنت جلست في مجلس ما تهاوش(هاوش أي: ثار واضطرب).

وصار فيه ذكر خلل وباطل: اتركهم يتكلمون.

وإذا جلست في مجلس وجب عليك لله فيه مقام: فقل، ولا تجبن، قل.
لكن: أخِّر كلمتك اقتداءً بموسى عليه السلام.

فالذي يعين على الصمت: أن تعلم هذا.

أن تعلم أن الحق هو الأصل.

المؤمن وهو يتكلم مع زوجته، وفي عمله، يسمع كلمات، يرى بعض الكلمات ما لها داعي وما فيها فائدة.

كلمة حق ليس فيها فائدة: يسكت ما يتكلم، بعض الكلام ما منه فائدة.

كلام الناس أقل من القليل منه نافع.

فالأصل في المؤمن ألا ينشغل إلا بالحق.

لذا قالوا: (الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها).سنن ابن ماجة ٤١٦٩ وقال الألباني: ضعيف جدا.

هذا ليس بحديث لكن معناه صحيح.

والنبي-صلى الله عليه وسلم- علمنا؛ فقال لأبي هريرة-رضي الله عنه- قال: (صدقك وهو كذوب) كما في البخاري٢٣١١.

لما الشيطان علَّم أبا هريرة -رضي الله عنه- أن يقرأ سورة الكرسي.

حتى من العدو، وحتى من الشيطان: إذا قال حقا أخذناه.

من صفات أهل النار قال تعالى: {وكنا نخوض مع الخائضين} [المدثر: ٤٥].

يعني: ذُكِرت سيرة فلان: يصبح كأن ليس له حرمة: فتخوض يمينا، وشمالا، وتقول الذي تريد!!!.

بل قل: اخواني: اتركوا هذه القصة، ما الفائدة من هذا الكلام كله؟.

فالانسان يحفظ لسانه، إذا علم أن الله يراقبه.

والإنسان يحفظ لسانه، إذا علم أن تأخير القول هو الأصل، تأخير الحق هو الأصل ليس هو البداية.

لذا: أكثر الناس من أهل الحق إذا ناظر المبطلين، إذا بدأ هو يتكلم، يُمسك له مسألة، ليس لها صلة في الموضوع، ويدقق فيها، ويركز عليها، وصاحبها لا يريدها.

أنت انتظر لا تستعجل، لما يتكلم هو، وبعدها أنت تتكلم، لقوله تعالى: {بل نقذف}.

المجلس الحادي عشر من مجالس رمضان 2016✍️✍️
رابط الفتوى:

السؤال: ما هي الأمور التي تساعد على حفظ اللسان؟

السؤال الثالث: شيخنا كيف يُحْسِن العبد ظنه بربه؟

السؤال الثالث: شيخنا كيف يُحْسِن العبد ظنه بربه؟

الجواب:
الإنسان يحسن ظنه بربه بأن يُحسن عمله .

قالوا: من أقبل على الله وهو صالح، فحاله كحال الحبيب الغائب إذا أقبل على أهله، ومن أقبل على الله وهو صاحب معاصي؛ فحاله كحال العبد الآبق الهارب من سيده إذا ظفر به سيده.

كيف يحسن الإنسان الظن بربه ؟
١- بأن يحسن باطنه.
٢- وأن يحسن عمله.
٣- وأن يتقي الله جل في علاه.
٤- وأن يبتعد عن محارم الله جل في علاه.

هذا أحسن شيء لتحسين ظن العبد بالله.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً”. متفق عليه.

فحسن الظن بالرب عز وجل يكون أولا: بأن تحسن عملك.

قالوا: من أسباب حسن الظن بالله أن تحسن الظن بالناس، وألا تبحث عن شرورهم، وألا تفتش عن أخبارهم.

حتى قال بعض أهل العلم:
لو رأيت عاصيا ثم غاب عنك؛ فوطِّن قلبك وقل: لعله تاب.

وسِّع حسن ظنك بالناس، والجزاء من جنس العمل.

– ويحصل تحسين ظن العبد بالرب بالواجب الكفائي:

فالعبد إذا أقبلت عليه مخايل الموت؛ فالواجب على أهله من أهل العلم والفقه، أن يلزموه ولا يتركوه، حتى ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه سمع أن بعض أقاربه في النزع، فذهب إليه وترك الجمعة.

قالوا: هذا واجب؛ إذا واحد ينازع يجب أن يكون هناك شخص على فقه وفهم يلزم هذا الإنسان، وماذا يصنع هذا الذي يلزمه؟

قالوا: يوسِّع تحسين ظن هذا العبد بالله، فيذكر له الخير، ويذكر له أعماله الصالحة.

فأنت إذا رأيت رجلا تحبه في النزع؛ فأمرِرْ على مسامعه سعة رحمة الله، أمرِر على مسامعه أعماله الصالحة.

مثلاً: أنت يا أبو فلان الحمد لله تصلي في المسجد، ولك أربعين أو خمسين سنة، والله أكرمك بالحج، وأنت تصوم، وأنت تطعم المسكين، وأنت وأنت… إلخ.

فالعبد لما يذكر هذه الأمور، فهذا من مدعاة تحسين ظن العبد بالله تعالى.

فهذه وسائل تحسين ظن العبد بربه.✍️✍️

رابط الفتوى:

السؤال الثالث: شيخنا كيف يُحْسِن العبد ظنه بربه؟

السؤال: هل يجوز التوكيل في إخراج زكاة الفطر في بلد آخر؟

السؤال:
هل يجوز التوكيل في إخراج زكاة الفطر في بلد آخر؟

الجواب:
الوكيل عمله عمل الأصيل.

فمثلا: من في الكويت يوكِّل شخص في الأردن.

يقول له:

أخرج زكاة الفطر كذا وكذا.

ثم هم يحولون المال.

والحوالات أمرها سهل.

يعني: يوكِّل من يُخرج زكاة الفطر عنه.

ولا حرج لو كانت في بلد أخرى، وأفتى بهذا الإمام البخاري وجمع من المحدثين.

فليس مجال هناك إلا الوكالة، فيوكِّلون إخوة ثقات يخرجونها عنهم.

وحينئذ بارك الله فيك، متى يسر الله لهم، أرسلوا الحوالة.

⬅️ رابط الفتوى:

السؤال: هل يجوز التوكيل في إخراج زكاة الفطر في بلد آخر؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: هناك من يفرق بين الصيام والصوم؟

السؤال: هناك من يفرق بين الصيام والصوم؟

الجواب:
لا فرق: صام يصوم صوماً وصياماً.

فكلاهما مصدر من فعل صَامَ.

لكن الميزان الصرفي يختلف.

المجلس التاسع من مجالس الوعظ في رمضان 2016 ✍️✍️

رابط الفتوى :

السؤال: هناك من يفرق بين الصيام والصوم؟

السؤال: ما صحة حديث: إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين؟

السؤال:
ما صحة حديث: إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين؟

الجواب:
الحديث صحيح.
“إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين”.
حديث ثابت صحيح، صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٤٠٩).

والله تعالى يقول: { هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} [الأحزاب: ٤٣].

ويقول صلى الله عليه وسلم: “مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا”. مسلم ٣٨٤.

ويقول صلى الله عليه وسلم: “إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول”.
رواه ابن ماجه٩٩٧ وصححه الألباني.

فالله إذا صلى على الصف الأول، أخرجه من الظلمات إلى النور.

فكل نص شرعي فيه إثبات صلاة الله لصنف معين من الناس، إعلم أن هذا العمل الذي ورد فيه صلاة الله على صاحبه، أنه سبب من أسباب الخروج من الظلمات إلى النور.

أنت إن عملت عملا ورد فيه ترغيب في الشرع،أن الله يصلي على صاحبه؛ فحينئذ الله يقول: { هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} [الأحزاب: ٤٣]، فكل عمل يعمله العبد، والله يصلي عليه هذا سبب من أسباب الخروج من الظلمات إلى النور.

لذا من بركات السحور أن الذي يتسحر يخرج من الظلمات إلى النور.
كيف؟

هذا ليس شأني وشأنك، هذا شأن ربنا.

الذي يُكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخرج من الظلمات إلى النور، الذي دائماً يصلي في الصف الأول يخرج من الظلمات إلى النور، فكل عمل فيه إثبات أن الله يصلي على صاحبه، فإذا صلى الله على العبد أخرجه ببركة هذه الصلاة من الظلمات إلى النور.

والله تعالى أعلم.

⬅️ المجلس الثامن مجالس الوعظ في رمضان 2016

⬅️ رابط الفتوى:

السؤال: ما صحة حديث: إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال الخامس : هل من السنة الإفطار على التمر ؟

السؤال:
هل من السنة الإفطار على التمر ؟

الجواب: الفطور على التمر سنه بلا شك .

عن أنسِ بنِ مالِكٍ قالَ : كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ
صحيح أبي داود 2356

هل هناك عدد معينًا ؟

إن الله وتر يحب الوتر ، فإذا فعلت الوتر في الأكل والشرب فلا حرج في ذلك .

الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: إنَّ اللهَ وترٌ، يحبُّ الوتر. الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الترغيب ٥٩٥. صحيح.

النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد أكل تمرًا وترًا، والأمر ليس خاص بالعيد، الأمر واسع ولله الحمد والمنة.

⬅️ مجلس الوعظ في شهر رمضان
تاريخ 2016/6/10 افرنجي

↩ رابط الفتوى:
http://meshhoor.com/fatawa/f94

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍🏻✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: كيف تؤدى الزكاة هذه الأيام؟

السؤال:
كيف تؤدى الزكاة هذه الأيام؟

الجواب:
كثر السؤال من أكثر من جهة، وجاءني السؤال من أكثر من بلد أنه في هذه الآونة الأخيرة: أنّ الناس لا يحتاجون إلى المال؛ إنما يحتاجون إلى الطعام والشراب وما شابه؟

أولاً بارك الله فيك فإن زكاة البَدَن تكونُ من جِنسها أي طعام، وزكاة البدن هي: صدقة الفطر.

وزكاة المال: من جنسها وهي المال.

والله تعالى يقول: {خذ من أموالهم صدقة} [التوبة: ١٠٣]، ويقول تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} [المعارج: ٢٤-٢٥]، ويقول تعالى: {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} [الذاريات: ١٩].

فزكاة المال مال.

والناس اليوم لظروف كثيرة، بسبب اعوجاج حال كثير منهم، وانحراف نمط الحياة عما كانت عليه في العهود الأولى: أصبحوا في بعض الأحايين -تحت ضغط معين- يفكرون بأن صدقة الفطر تصبح نقدا.

وفي هذه الأيام أصبح الناس تحت ضغط آخر من لون أخر من نوع آخر يفكرون في أن زكاة المال تصبح طعاما.

الشرع كفّى ووفّى، وفيه الغُنية وفيه الكفاية لسدِّ حاجة المحتاجين.

وأوجب الشرع على البَدن زكاة من جنسه وهي الطعام، وأوجب على المال زكاة المال.

لكن نحن أمام واقع، ويكون فيه كما أشرت اعوجاج، وهذا الاعوجاج إن لم يكن مطرداً؛ فلعله يكون عاماً.

بمعنى: أنه يشمل حالات كثيرة، ولكن لا تنطبق هذه الحالات على جميع الناس.

فكذلك الفقراء فيهم من أهل الصلاح والتقوى.

فما هو العمل؟

العمل أن نعطيهم المال، ويجوز لنا أن نأخذ وكالة منهم فنقول مثلا للفقير: لك مال زكاة مثلا بمئتي دينار، ماذا نفعل لك؟
نسد مثلا إيجار البيت؟
نشتري لك شيئا؟
فنقول له:
ماذا تريد أن نشتري؟

أما أن تجتهد وغيرك يجتهد ثم يجتمع عنده مثلا أرز أو سكر، فما وفّت الحاجة وما كفّت الحاجة.

والاجتهاد ليس لك، الاجتهاد للفقير فهو الذي يملك المال وحتى لو لم يُعط له؛ لأن الله تعالى يقول: {والذين في أموالهم حق معلوم} [المعارج: ٢٤].

وقد أجمع أهل العلم أن الفقير إذا سرق من الغني لأنه محتاج لا تُقطعُ يده ، وهذا الذي فعله عمر رضي الله عنه في عام المجاعة.

فبعض المستشرقين والذين في قلوبهم مرض يقولون: أنّ عمر عطّل إقامة حدِّ الله وهو قطع اليد في عام المجاعة، وهذا كذب وزور وافتراء، عمر رضي الله عنه ليس من حقه أن يعطِّل حَدَّ الله، وَحَدُّ الله في عام المجاعة أن الفقير إن سرق؛ فحتما لا تقطع يده؛ لأن له شُبهة مُلكٍ في مال كل غني.

لأن الله تعالى قال: {حق معلوم} [المعارج: ٢٤].

وإقامة الحد مع الشبهة لا تُشرع أبدا؛ فالحدود تدرأ بالشبهات.

الشاهد أن هذا الذي له حق في مال الغني له حق أن يقول: أنا أريد أن يُسَد الإيجار عن بيتي، أو مثلا اشترِ لي كذا.

فالحل الصواب والتخريج الفقهي العملي لهذا الاعوجاج الموجود في حياة الناس أن يقال لهم:

لكم عندنا مبلغ كذا.

ماذا نفعل لكم؟
ماذا تحتاجون؟

الفقير يترفَّع؛ لكن بهدوء البال والكلام الطيب وسعة الصدر في كلام الغني للفقير، يتلمَّسُ الغنيُّ حاجةَ الفقير ويأتيه بها.

وحينئذ يكون قد أدى حق الله في زكاة المال.

هذا والله تعالى أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وصحبه أجمعين.

↩️ رابط الفتوى:

السؤال: كيف تؤدى الزكاة هذه الأيام؟


◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍️✍.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor