السؤال الرابع عشر :
أخت تسأل لها ولدان، عمر الأول خمسة عشر عاماً و عمر الثاني ثلاثة عشر عاماً فعلا عمل قوم لوط دون علم أن هذا محرماً فما حكمهما؟
الجواب:
فعل قوم لوط هذا أمر محرم مجمع عليه، ولا يُجهل من فعله، والقول بأنهم لا يعلمون الحرمة هذا جهل.
والواجب الأخذ على على حسن تربية الأولاد، واليوم من لم يربي ولده يخسر خسارة شديدة.
وأهم وسيلة لتربية الأولاد اصطحابهم إلى المسجد، لو أن أهل هذا المسجد اصطحبوا أولادهم إلى المسجد فقط الذين يصلون معنا، أظن أن المسجد لا يتسع.
الواجب على الوالدين تربية هؤلاء الأولاد تربية صحيحة شرعية بالرعاية والتعهد.
وأهم وسيلة من وسائل التربية المتابعة، فليست التربية بهدلة، كثير من الناس يعتقد أن التربية أن تبهدل ابنك.
التربية أن تضع هدف وتوصل الولد لهذا الهدف، وإن تركته دون سلطان منك عليه فيبقى وقد وصل الهدف وفهم والتزم هذا الهدف، هذا الأصل في التربية، فأصعب شيء في التربية موضوع المتابعة.
الأصل في فعل قوم لوط أن الصحابة كانوا يفتون بالقتل، لكن هذا صغير وجاهل ويحتاج إلى رعاية.
واليوم يا إخواننا إذا لم ننتبه لأولادنا وبناتنا سنخسر خسارة كبيرة، اليوم الآباء -كان الله في عونهم-.
وسائل التربية أربعة:
– الأول :البيت، الوالدان، -الأولاد لا يعرفون غير الآباء في سن قبل التمييز، الذكر يجاري الأب، والأنثى تجاري الأم حتى يصبح سن التمييز-.
– الشارع والحارة هذا العنصر الثاني.
– والعنصر الثالث المدرسة.
– والعنصر الرابع وهو الخطير وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة.
هذة الوسائل الأربعة التي تؤثر بالناس، الوالدين ثم الحارة والبيئة التي يعيشان فيها ثم المدرسة ثم وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، وأخطرها وسائل الإعلام المرئية.
فاليوم البيت المسلم والوالد الذي يريد أن يربي ابنه عليه أن يجابه ويعمل ضد ثلاث جبهات:
– الحارة لا تخفى عليكم.
– والمدرسة لا تخفى عليكم.
-ووسائل الاعلام لا تخفى عليكم.
فيصبح واحد ضعيف أمام ثلاث جبهات قوية جدا وهذا يحتاج أن يستنجد بالله.
لذا يا أيها الاب إذا ما رفعت يديك وتذللت لله وتسأله بذل وانكسار قلب (يا الله أصلح لي أولادي واصلح لي ذريتي ) تكون أنت الخسران.
و لذا لحكمة عظيمة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ثَلاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ) صحيح ابن ماجه (3862) وحسنه شيخنا الألباني .
دعاء الأب مستجاب لأولاده، وأهم الأولاد الذين ينبغي أن تدعو لهم ابنك البعيد، كل ما ابتعد ابنك يحتاج لدعاء أكثر، كل ما ابنك ابتعد وبنتك ابتعدت عن حكم الله عزوجل تحتاج إلى دعاء، وتحتاج أن تركز في الدعاء، وأن تسأل الله أن يصلح لك ذريتك.
والمؤمن لا يقول فقط اللهم أصلح لي أولادي، لأن الله عزوجل يقول: ﴿وَالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ﴾[الفرقان: ٧٤]؛ فتدعو لابنك وابن ابنك، وابن ابن ابنك إلى يوم الدين وهذه هي الذرية.
تخيل واحد وُلِد على هذه الدنيا وهو محفوف بدعاء الأجداد، وكل الأجداد يقولون: ﴿رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ﴾[الفرقان: ٧٤]؛ فالله جل في علاه يحميهم بهذه الأدعية.
ولذا قال الله عز وجل في سورة الكهف: ﴿وَكانَ أَبوهُما صالِحًا ﴾[الكهف: ٨٢]؛ فهذا درس لمن يقرأ سورة الكهف في يوم الجمعة بأن تدعو لأولادك، وأن تكون صالحا، فإن كنت صالحا كان أولادك كذلك.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٣، جمادى الآخرة، ١٤٤٠ هـ
٨ – ٢ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor